المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى الشيخين «غوغل» و«ياهو» وراء هجمات لندن الفاشلة



سلسبيل
08-12-2007, 11:18 PM
الشرق الاوسط اللندنية

عمر بكري: فتاوى الشيخين «غوغل» و«ياهو» وراء هجمات لندن الفاشلة


قال إن خطابه لم يتغير واعتبر أن النشاط الدعوي أفضل في بريطانيا من لبنان



لندن: محمد الشافعي


يرفض عمر بكري اليوم، أن نطلق عليه لقب القيادي الأصولي الزعيم الأسبق لحركتي «الغرباء» و«المهاجرون» اللتين حظرتهما بريطانيا، ويفضل عليه لقب خبير الحركات الإسلامية المشرف العام على مكتبة الوقف الإسلامي في طرابلس بشمال لبنان. وخطاب عمر بكري فستق الاسلامي السوري، الذي يعيش اليوم في شمال لبنان تغير عما كان عليه في لندن، قبل ان يغادرها طائعا بعد هجمات لندن 2005، وبات الرجل اليوم أكثر هدوئا واكثر تسامحا بعيدا عن تشنجات الأصوليين، وصراخ «لندنستان» حيث كان لأكثر من 20 عاما أبرز أعمدتها، له فيها تلامذة وحواريون، ومدارس ومحكمة شرعية بشمال لندن، يشرف عليها تصدر الفتاوى، وتعلن دخول الأوروبيين الى راية الاسلام الحنيف.

وبكري ارتبط في ذهن الإعلام الغربي بشعاراته الساخنة مثل «راية الاسلام سترفرف فوق قصر باكنغهام»، وحلم الخلافة سيتحقق»، وحديث عن «أئمة جواسيس» يبلغون عن الجهاديين مقابل رواتب من الداخلية البريطانية، ومؤتمرات سنوية في ميدان الطرف الأغر يشهر فيها البريطانيون اسلامهم، وأخرى عن الانتحاريين الـ19 الذين سماهم العظماء الـ19، وكان شعار المؤتمر الآية الـ13 من سورة الكهف، «انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى». وبكري هو مؤسس حركة «المهاجرين» الأصولية التي تنتمي الى الحركة السلفية الداعية الى اقامة دول اسلامية في كل انحاء العالم، بما يشمل بريطانيا «لتأسيس امبراطورية اسلامية قوية».

وبكري قال من قبل بعد سقوط بغداد بساعات، إن الجنود الأميركيين المنتشرين في العراق، يشكلون «هدفا مشروعا» للمجاهدين، وان هناك 50 انتحارياً في بريطانيا «ينتظرون الوقت المناسب والأهداف المناسبة» لتنفيذ عملياتهم، يدعو اليوم في لبنان الى تحقيق الإخاء والسلام وحقن الدم الإسلامي». بكري أجاب عن كثير من المواضيع الساخنة عبر البريد الالكتروني.. وجاء الحوار على النحو التالي:

> هناك الكثير من المراقبين يعتقدون أن لغة خطابكم في لبنان تغيرت، وباتت اكثر هدوء واستقرارا عما كانت عليه في لندن فما هو السبب؟

ـ إن خطابي الإسلامي لم يتغير ولم يتبدل، كان يتسم في المقابلات الخاصة والتلفزيونية بالأدب والهدوء مع الحزم، وأما في المظاهرات والمهرجانات كان يتسم بقوة الخطابة ولا شك بأنه لكل مقام مقال، والمراقب الصادق لخطابي الذي كان على الهواء مباشرة في بريطانيا، كان يتسم بالتأصيل والوضوح مع صفاء الفكرة وحزمها، وكان يختلف تماما عن ما كانت تنقله عني بعض وسائل الإعلام الغربي بتسجيل خضع للرقابة والحذف والتحريف والاختصار المخل بالمعنى والمشوه للفكرة، كما كان الحال ـ ولا يزال ـ في الصحف البريطانية المقرؤة، فقد كنت أتعرض في بريطانيا إلى حملة تشهير واسعة.

ولكنني أظن بأن السبب الحقيقي يكمن في أن بعض وسائل الإعلام اللبنانية، اتسمت معي شخصيا بشفافية لم أعهدها في الكثير من وسائل الإعلام الغربية ولا حتى في الفضائيات العربية المشهورة، اللهم إلا في لقاءاتي التي كانت تبث بشكل مباشر مع قنوات الـBBC ومحطة SKY News. ولا شك بأن ظهوري على الإعلام اللبناني مع هذه الشفافية كانت فرصتي الذهبية للرد على التهم الإعلامية التي كانت تروج في وسائل الإعلام والصحف الغربية، وكانت فرصة عظيمة لي للتحدث وعلى الهواء مباشرة مع الناس ـ كخبير في الحركات والفرق الإسلاميةـمن دون التشهير بشخصي، بالتركيز على الفكرة على حساب عدم الرد على الأكاذيب، مما يوهم الناس بأن التهم حقيقة لعدم تعرضي لها بالنفي حفاظا على وقت الحوار كما حال كان في بريطانيا في المقابلات المسجلة. وكذلك شفافية الصحف والجرائد اللبنانية التي أجرت معي حوارات عديدة من دون تحريف أو تشويه لكلامي، ولقد تفاجأت بصدق الصحافة اللبنانية، على الأقل معي شخصيا. وعلى اختلاف وتنوع التوجهات السياسية والطائفية لهذه الصحف والمجلات، فقد تفاجأت بعدم تحريفهم لكلامي، وهذا بخلاف ما كنت أعاني منه مع وسائل الإعلام والصحافة الغربية». > تصريحاتكم السابقة هل ما زلتم عليها أم تخليتم عنها مثل «طريق الدعاة ليس مفروشا بالورود، وراية الخلافة سترتفع يوما فوق قصر باكنغهام، والعظماء الـ19»؟

ـ إن كل التصريحات التي صدرت مني ومن إخواني وتلامذتي من دون تشويه ولا تحريف، لا أزال أتمسك وأعتز بها، وهي خالصة لوجه الله، واسأل الله أن يتقبلها منا خالصة لوجهه الكريم، وأن ويجعلها في ميزان حسناتنا يوم القيامة، كالتصريح بدعوة الملكة اليزابت وكافة النواب وعامة الشعب البريطاني لاعتناق الإسلام. وكذلك تصريحي بأن «الدعوة الإسلامية ستبقى مستمرة حتى يرفرف العلم الإسلامي فوق البرلمان البريطاني، والقصر الملكي والبيت الأبيض، والعالم قاطبة»، وكذلك تصريحي بأن «الإسلام هو الطريق الى النهضة الحقيقة»، و«تصريحنا بأنه» لا يحل للمسلم الذي يحمل الدعوة، ويعيش بين ظهراني غير المسلمين في بريطانيا أو غيرها بأمان عرفي بفيزا أن يعتدي على أحد.

ولكن التصريحات التي نسبت إلي أو إلى أتباعي زورا، كمقولة بأن الإسلام يبيح تدمير مدارس الأطفال، ومقولة الدعوة إلى قتل النساء والأطفال أو الآمنين أو مقولة بأن بريطانيا مرحاض المسلمين وغيرها من التفاهات والأكاذيب التي تم ترويجها للنيل منا.

> بماذا تصف نفسك اليوم.. سلفي يؤمن بالعمل الجماعي.. وهل ما زلت على قناعتكم في راية الخلافة؟

ـ الاختلاف بين الناس سنة ربانية، واقع لا محالة، لقوله تعالى: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ»، هود: 119. وقد أُخبرنا بذلك الاختلاف والتفرق في الحديث الذي رواه الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهن في النار إلا واحدة»، قالوا: وما تلك الفرقة؟ قال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي». فالحمد لله الذي هداني وشرفني بالالتحاق بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأنا مسلم سلفي العقيدة والمنهج ـ إن شاء الله ـ لأن الله امتدحها وزكاها، فقال مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم: «فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ» البقرة: 137 ، فمن وافق سلفنا الصالح أي رسول الله وأصحابه وآل بيته في عقيدتهم ومنهجهم، فهو المهتدي، ومن خالفهم صار من أهل الشقاق.

ولا شك بأن العمل الجماعي للدعوة الى الله وإقامة الخلافة الإسلامية واجب شرعي ألتزم به كإلتزامي بالصلاة والصيام، وبطريقة شرعية واضحة وهي الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

> هنك من يقول ان الدعاة كانوا صمام الامان في بريطانيا قبل 7/7.. والدليل ان أغلب تلامذتكم اعتقلوا بعد مغادرتك بريطانيا.. ماتعليقكم؟

ـ اعتقد بأن الشعب البريطاني كان أكثر امانا عندما كان الدعاة فيها من الطلقاء، حيث انهم كانوا قادرين على ضبط وترشيد غضب الشباب المسلم في بريطانيا من سياسة حكوماتهم العدائية حيال قضايا المسلمين، والكيل بمكاليين في فلسطين لصالح الدعو الإسرائيلي. أما عن تلامذتي فإن أغلبهم تم اعتقاله بسبب إطلاقهم لشعارات التنديد والإنكار في المظاهرة المرخص لها أمام السفارة الدنماركية في لندن. وأظن بأن السلطات الأمنية البريطانية قد تعمدت إعتقال بعض تلامذتي وطلابي من حركة «المهاجرون» ـ التي حلت نفسها عام 2004 ـ على خلفية مظاهرات أو محاضرات أو شعارات قديمة كان الهامش القانوني للحرية يسمح بها، ولكن السلطات عمدت الى استحداث قوانين جديدة بمفعول رجعي حتى تبرر القبض على الشباب، من أجل أن توهم الرأي العام البريطاني بأنها تحقق شيئا على مستوى مكافحة الإرهاب.

> ماذا تفعلون اليوم في طرابلس؟

ـ إن واجبي كمسلم الدعوة إلى دين الله، وفق منهج السلف الصالح، أما عن واقع الساحة اللبنانية، فإنني أعيش في ظل مجتمع علماني معقد، تتعدد فيه الأطراف على أسس طائفية ومذهبية، وفي ظل عيش توافقي بين مختلف أطياف النسيج اللبناني مع ما يعتريه من تجاذبات وتشنجات واحتقان طائفي ومذهبي، أما عن عملي على الساحة اللبنانية، فأنا حاليا المدير العام لمكتبة إقرأ للمطالعة العامة والبحث العلمي، وعضو باللجنة الشرعية لوقف اقرأ الإسلامي في مدينة طرابلس في حي أبي سمراء، وكما أطل على المجتمع اللبناني عبر الكثير من وسائل الإعلام المرئية، كخبير (إسلامي) في شؤون الجماعات والفرق الإسلامية، بالإضافة الى الكتابة في بعض الصحف اللبنانية، ونشاطي التربوي المتمثل بتدريس مادة أصول الفقه لمجموعة إقرأ العلمية، الى جانب بعض النشاطات الأسبوعية الأخرى من تفسير وخطب جمعة وغيرها من الحوارات المفتوحة لإثراء الفكر الإسلامي في لبنان.

> ما تعليقكم على أزمة نهر البارد، ولماذا لم تتدخلوا لاقناع الإخوة بتسليم انفسهم لتفادي مذابح الدم؟

ـ إن المشهد السياسي اللبناني من أشدّ المشاهد تعقيدا بامتياز، هناك تداخلات عجيبة في لبنان، تجد في هذه الناحية مقاومة لبنانية شيعية بدعم سوري إيراني كتيار معارضة لحكومة لبنانية بدعم أميركي أوروبي في ناحية أخرى، وقد تولّدت هذه التداخلات المتناقضة في لبنان من داخله الطائفي المتأثر بمحيطه الإقليمي والدولي، وإن المتتبع بانصاف لاحداث مخيم نهر البارد، يعلم انها أزمة اجتمعت وتقاطعت فيها كل المتناقضات، فهي بدأت بتضييق أمني على الإسلاميين السنة في شمال لبنان منسجم مع الحملة الأميركية لمكافحة ما يسمى الإرهاب من جهة، وهي اعتداء مباغت من قبل جماعة «فتح الإسلام» على الجيش اللبناني ـ الذي تتشكل عناصره من جميع أطياف المجتمع اللبناني ـ من جهة أخرى، وهي مؤامرة سورية على أمن واستقرار لبنان ضد تيار المستقبل وحكومة السنيورة والمخيمات الفلسطينية وفصائلها المسلحة المحسوبة على الطائفة السنية في مقابل الطائفة الشيعية المسلحة، ومن جهة أخرى مؤامرة أميركية إسرائيلية ضد سلاح المقاومة اللبنانية عامة، وضد المقاومة الفلسطينية في مخيمات لبنان خاصة. أما عن موضوع التوسط، فقد كنت قد طرحت على الجهات المسؤولة فكرة تشكيل لجنة شرعية مستقلة، لتحكيم شرع الله في أزمة البارد، من أجل العمل على حقن الدماء والحيلولة دون دمار المخيم، ولكن الفكرة لم يتم الموافقة عليها نظرا لكثرة المبادرات والوساطات من قبل الفصائل السنية المحسوب بعض منها على تيار المعارضة، وما يطلق عليه جماعة 8 آذار، وبعض الفصائل الفلسطينية المحسوب بعض منها على التيار الموالاة، وما يطلق عليه جماعة 14 آذار، وأضف اليهما وساطة بعض الفصائل السنية المستقلة المحسوب بعض منها على التيار السلفي في لبنان.

> ما هي أنشطة مكتبة الوقف الاسلامي التي تشرفون عليها في طرابلس؟

تتلخص أنشطة مكتبة وقف إقرأ الإسلامي بما يلي: المكتبة المفتوحة يوميا للمطالعة العامة: من الساعة 9 صباحا حتى الساعة 12 ظهرا ـ ومن الساعة 4 بعد الظهر حتى الساعة السابعة. دروس علمية أسبوعية في أصول الفقه داخل قاعات المكتبة: في آيام الاثنين والثلاثاء والخميس من بعد صلاة المغرب، ثم منتدى الحوار العلمي المفتوح أسبوعيا: يوم الجمعة من الساعة الخامسة بعد الظهر حتى صلاة المغرب، ومحاضرة شهرية: مساء يوم السبت الأخير من كل شهر من الساعة السادسة.

> هل تفكرون ان تكون لكم جماعة في لبنان، تدعو الى فكر الجماعة والسلف الصالح مثل «المهاجرون» أو «الغرباء» التي اشرفتم عليها في لندن؟

ـ إن العمل الجماعي للدعوة الى الله واجب شرعي، وأنا أقوم بأداء هذا الواجب من خلال مجموعة إقرأ العلمية، وهي مجموعة طلابية شبابية رياضية تعنى بالشأن العام، وقد اكتفيت بذلك نظرا لتضخم عدد الأوقاف الإسلامية ـ والهيئات والجمعيات الخيرية ، والأحزاب والحركات والجماعات الإسلامية في لبنان.

> كيف تعيشون اليوم بعيدا عن الأهل والأحباب والاصدقاء في بريطانيا؟ وكيف تتواصلون مع اولادكم؟

ـ إن الأوضاع الأمنية المتأزمة في لبنان، إلى جانب الاحتقان الطائفي والمذهبي، مرورا بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، إلى جانب الاحتقان السياسي المتمثل باعتصام قوى المعارضة في وسط العاصمة بيروت، وما أفرزت عنه من تداعيات كأحداث طريق الجديدة وما صاحبها من قفل للشوارع وحرق للسيارات والإطارات وإغلاق للمطار، وأضف اليها أزمة مخيم البارد وما صاحبها من مواجهات دامية في طرابلس التي انتقلت إليها بعد أحداث بيروت المؤلمة، كل هذه الظروف غير المستقرة جعلتني أعيش بعيدا عن زوجتي وأولادي وأحفادي، أي عن عائلتي التي لا تزال تعيش في نفس البيت ـ الذي كنت أقيم فيه معهم في بريطانيا لأكثر من عشرين عاما ـ قبل مغادرتي بريطانيا باختياري وبملء إرادتي، ولم يكن إعلان الحكومة البريطانية سحب إقامتي الدائمة على أراضيها مفاجأة لي ـ حيث انني لم أقبل الجنسية البريطانية طوال فترة إقامتي النظامية لأسباب شرعية ـ ولكنني تفاجأت بحرماني من حق زيارة زوجتي وأولادي الستة وأحفادي الخمسة بوصفهم يحملون الجنسية البريطانية. والحقيقة أنني أقيم وحدي في شقة في طرابلس، وإلى جانب ألم الشوق لفراق الأهل والأحباب، أتحمل مشقة الطهي والتنظيف والغسيل والكوي وخلافه، ولكنني والحمد لله أتواصل مع زوجتي وأولادي وأصدقائي في بريطانيا عن طريق الأنترنت والهاتف.

> هل لديكم مسجد تلقون فيه الوعظ والدعوة الى دين الله، أم تتنقلون في انحاء طرابلس؟

ـ أنا لست موظفا من قبل دار الفتوى اللبناني الرسمي، ولا احمل بطاقة رجل دين منهم، ولست مسؤولا في أي مسجد في لبنان، أنا داعية إسلامي مستقل، ألقي معظم دروسي في قاعات حرم المكتبة العلمية، وألقي محاضراتي الأسبوعية يوم الأربعاء في مسجد القاسمية في وسط طرابلس القديمة، وأستدعى من قبل بعض الإئمة لإلقاء خطب الجمعة كضيف في عدد من المساجد في طرابلس وغيرها من المدن اللبنانية، ولي نشاط دعوي متواضع باللغة الإنجليزية في بعض الجامعات والمعاهد اللبنانية.

> هل تشعرون بفرق اليوم بين المسلمين الذين تعيش بين ظهرانيهم في شمال لبنان، والمسلمين الذين كنت تدعوهم الى دين الحق في اوروبا؟

ـ الحقيقة إن الالتزام الإسلامي والنشاط الدعوي الذي رأيته وعاصرته بين المسلمين في بريطانيا، أكثر منه بكثير مما رأيته في لبنان، وأشد تمسكا وصلابة وتأصيلا وإخلاصا، نظرا لذوبان النزعات الوطنية والعرقية بين المسلمين العرب والعجم منهم، وانصهارهم في بوتقة الأخوة والعقيدة الإسلامية، ونظرا لاستقلالية المسلمين اقتصاديا وبحبوتهم ماليا، مما يجعلهم أحرارا من رق المستغلين لظروفهم المعيشية، ومن رق الفقر وضيق الحال، وإن دعوة غير المسلمين إلى الإسلام في بريطانيا، أكثر قوة وشهرة ونجاحا منها في لبنان نظرا لانعدام الطائفية السياسية على أساس الدين، ولذلك كان اعتناق الإسلام في بريطانيا بمعدل يزيد عن 18 شخصا يوميا، بينما دعوة غير المسلمين في لبنان إلى الإسلام ضعيفة، نظرا لحواجز الطائفية السياسية القائمة على أساس ديني مما يصبح عقبة كبيرة. فالطائفة المسيحية مسيسة في لبنان، وتمارس العمل السياسي كطائفة سياسية مسيحية مع تعدد مذاهبها، وكذلك الطائفة المسلمة فهي تمارس العمل السياسي كطائفة سياسية على أساس ديني ومذهبي. وهذه العقبات الطائفية تجعل موضوع دعوة غير المسلمين إلى اعتناق الإسلام من نوادر الأنشطة».

> ما تعليقكم عما نسب اليكم ان الهجمات الأخيرة التي فشلت هي من نتاج «الشيخ غوغل» و«الشيخ ياهوو» والمنظمات الموالية للحكومة البريطانية؟

ـ ما زلت على رأي أن الشباب المسلم في بريطانيا اليوم، يفتقد الى المرجعية الإسلامية، والدعاة الذين يثق بهم، والقادرين على توجيهه وترشيده وتسديد خطاه ـ حتى لا يقع فريسة لمن يعتقد بأنه لا عهد ولا أمان بين المسلمين المقيمين في بريطانيا وغيرهم. وبسبب فشل ما يسمى «المنظمات الإسلامية المعتدلة» الموالية للحكومة البريطانية، في استقطاب الشباب المسلم، فقد لجأ بعض الشباب المسلم الى الشيخ «غوغل» أو «الشيخ ياهو» أي الى الإنترنت للبحث عن الفتاوى والاحكام، وكانت السبب في الهجمات الفاشلة بلندن، وقد يقع أو يطلع على حكم أو فتوى صالحة للوضع في أفغانستان والعراق، ولكنها غير صالحة للوضع في بريطانيا، كمن يلبس ثياب فصل الشتاء في فصل الصي . فتقع الكارثة.

> هل تفكر بالعودة إلى بريطانيا بعد أن تغيرت الحكومة فيها، ومطالبة بريطانيا باسترجاع المعتقلين في غوانتانامو والذين كانوا يقيمون على أراضيها؟

ـ إن سمحت لي السلطات البريطانية بتأشيرة زيارة عادية، فسأقوم بزيارة أهلي وأحبابي في بريطانيا، ولكن موضوع عودتي للإقامة بها يتطلب مني أن أقاضي وزارة الداخلية في المحاكم البريطانية، وهذا الأمر لا يحل شرعا وغير وارد، حيث أنني لن أتحاكم الى المحاكم البريطانية الوضعية من أجل استرجاع إقامتي الدائمة التي حجبتها وزارة الداخلية البريطانية عني. علما بأنه لم توجه أي تهمة في بريطانيا أو غيرها من الدول.

وقد تطالب بعض المنظمات الإنسانية البريطانية والحقوقية بعودتي لجمع شمل العائلة، ولعدم توجيه أية تهمة ضدي حتى الآن في بريطانيا».