مرتاح
08-11-2007, 06:38 AM
تحقيق غازي العنزي - الراي
في غرفة، ومن داخل غرفة، وبجوار غرفة نام فيها الوالدان في غفــــلة، تدخل «البنت» من إياهن الى «دنيا» الـ «paltalk» تعرض خلالها ما حرم الله على من يرغب من الشباب، وغالبا ما تطالبهم بالدفع «مقدما».
ليال «ساخنة» على الشبكة العنكبوتية تنشط بعد منتصف كل ليلة وتمتد حتى ما بعد آذان الفجر، والادوات المساعدة بسيطة ومتوافرة جهاز كمبيوتر، او لاب توب، وكاميرا، ومعرفة عادية بالدخول الى البرنامج وكيفية استخدام ادواته.
ظاهرة باتت تنتشر مثل «النار في الهشيم» بين الشباب والفتيات، واصبحت تهدد اخلاقيات المجتمع وعاداته وتقاليده المحافظة، بل والشريعة، وبغضب من الله سبحانه وتعالى.
من المسؤول عن هذا، هل هما الوالدان الغافلان عن ابنائهم وبناتهم، هل هي التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها المذهلة والمتطورة في جميع المجالات، هل هو تقصير المجتمع الذي لم يحسن في بعض أحواله غرس القيم النبيلة بين ابنائه، ام ان هؤلاء الابناء الذين شبوا عن الطوق وضربوا بجميع القيم الاخلاقية والدينية عرض الحائط من اجل التسلية والمال والقضاء على وقت الفراغ؟ انها قضية ساخنة تحتاج الى مناقشة مع اصحابها من الشباب والفتيات.
في البدايــــة يشـــــرح الشــــاب عبــــدالــــله الجبر عمل هذا البرنامج الذي يتيح التواصل بين المشاركين فيه ويقول: «يوفر البرنامج خاصية التواصل الرائع من حيث الصوت والصورة بين عدد من المشاركين والذين يسمح لهم بالكتابة بحرية ويسمح لشخص واحد بالتحدث واستخدام الكاميرات للجميع والتي تصل الى 6 كاميرات».
ويضيف: «يتحكم في تنظيم هذه العملية ما يسمى بـ «الادمن» او مدير القناة الذي يوزع المايكروفون على المشاركين ويمنع المشاغبين منهم».
ويوضح ان الهدف الرئيسي من البالتولك هو اتاحة الفرصة للتواصل بالصوت والصورة بين شخصين او اكثر لتبادل الآراء ووجهات النظر وايضا للدراسة والتعليم عن بعد، ويقول: «ان المشكلة تكمن في سوء استخدام البعض له وخصوصا من المراهقين والمراهقات وسرعة تأثرهم بالمغريات والاثارة، وليس التعامل المعرفي والثقافي الجاد مع البرنامج».
وتشير ريما عبدالله الى ان عملها كسكرتيرة اتاح لها سهولة الدخول الى هذا العالم حيث بدأت بالمحادثات الكتابية ثم انتقلت الى الصوتية وكان آخر ما وصلت اليه هو «البالتولك» التي شاهدت فيه ما يخجلها ويجرح مشاعرها... تقول ريما: اعرف عالم الانـــتــــرنت مـــنـــذ 4 سنوات، ودخلت اليه لكي اتعرف على الثقافات الاخرى والاحتكاك معها، وبينما كنت استخدم البالتولك اخبرتني احدى الصديقات على الشبكة عن فتـــيات العرض ومدى انحطــاط هذه الفــــئة، ومن باب الفـــضـــول دخــــلت الى احدى الغــــرف، وشاهدت احدى هذه الفتــــيات وهي امرأة كــــبــــيـــرة في الــــعـــمر، ربـــما في عقد الاربعينات، وقد رحب بها جميع المشــــاركين منذ لحظة دخولها الى صفــــحة المحادثــــة، وقام بعضهم باستــــرجاع الذكريات معها عما فعلته بالأمس».
وتضيف: عندما شغلت الكاميرا وجدت هذه المرأة ترتدي نقابا تغطي به وجهها وترتدي ملابس مخزية وتقوم بحركات غير محتشمة فقررت على الفور الخروج من هذا البرنامج واغلاق الكاميرا.
وعن سبب انتشار هذه الظاهرة الشاذة على الانترنت، تقول ريما: «صراحة اعزي السبب الاول والاخير لمثل هذه الظاهرة الى اضمحلال الفكر والتقليد الاعمى للغرب، لأنه لو عرفت هذه المرأة بأن ما غطته من وجهها لم يسترها، لما كانت فكرت بهذه الطريقة الغبية لستر ما تحل رؤيته واظهار ما تحرم رؤيته».
وتحكي ريما عبدالله قصة امرأة اخرى تعرض جسدها على البالتولك، وتقول: «وجدت امرأة تقوم بعرض جسدها فأخذني الفضول الى الحديث معها، وبعد اقناعها بالتحدث معي قالت لي انها مطلقة ولديها 3 اولاد، وبحكم قضائي اصبح اولادها في حضانة زوجها، ونتيجة لهذه المأساة افرغت همها في الجلوس على الانترنت والشكوى للآخرين».
وتضيف ريما: بعد فترة من الدردشة الصوتية وتعرفها على كثير من الشباب بدأ بعضهم في المغازلة والثناء على جمال صوتها وطلب رؤية وجهها، حتى ان احدهم كتب لها «اعرضي لي ولج 50 دينارا» وبدأت المرأة بالرفض وشتمهم بأنهم لا يخافون على اخواتهم او بناتهم، لكي يطلبوا منها مثل هذا الطلب».
وتواصل ريما حكي قصة هذه المرأة كما سمعتها منها قائلة: «بعد فترة من الوقت بدأ الشعور بالملل يتسلل إليها، حيث ان والدها يصر على عدم توظيفها، وتضطر الى طلب المصروف منه كما الاطفال الصغار، الى ان وجدت الوظيفة من برنامج البالتولك، وبدأت في عرض جسدها مقابل مبلغ من المال يوضع في حساب صديقة لها، وبالفعل سار الأمر على هذا المنوال، وبذلك اصبحت هذه المرأة ضحية لظروفها والمجتمع».
ويحكي سالم العجمي تجربته مع البالتولك، ويقـــــول: «ان اهــــــم ما يميز هذا البرنامــج هــــو غــــرف الـــــعرض المبــــاشـــر، حيث تسمع الصوت وتــــرى الصــــورة، وقد سمــــعت عن هــــذا البرنــــامج من الاصـــــدقاء في احدى الديوانيات وقررت الدخول عليه».
ويضيف: «كنت في المرحلة الأولى لا اعرف الى اين اذهب داخل هذا البرنامج حتى ابلغني الشباب ان هناك غرفا خاصة تصبح نشطة بعد منتصف الليل وهي غرف ساخنة تعرض فيها فتيات اجزاء من اجسادهن مقابل كروت تعبئة تتراوح بين 5 و30 دينارا، واذا قمت بكتابة W00000W او عبارة احلى بنت او يا ملكة، تدخل على غرفة اخرى وهكذا».
ويقول العجمي: «على هذا المنوال كنا نضيــــع الوقــــت، وفـــي العطـــلات كان يصل عدد المستخدمين لهذه الغرف الى اكثر من 600 مستخدم، وينال صاحب «النك» ذو اللون الاخضر امتيازات في مشاهدة العرض من دون تقطيع او ايقاف الكاميرا بينما ينال صاحب النك الازرق امتيازات اقل» ويشير الى ان الحصول على مثل هذه النكات يتم من خلال محلات تقوم بصبغها مقابل مبالغ مالية او عن طريق الفيزا كارت.
ويرى مساعد ذياب ان البالتولك مفيد اذا ما تم استخدامه بشكل صحيح، وهو يمكن ايضا ان يصبح آفة على المجتمع اذا ما تم استخدامه بشكل سيئ ويقول: «العيب ليس في البرنامج وانما في المستخدم ذو النية السيئة له سواء كان هذا المستخدم شابا او فتاة».
ويضيف: يوجد في برنامج البالتولك غرف تجرى فيها مناظرات اسلامية ومسيحية وديانات اخرى، وفي الغرف الاسلامية تجد دروسا في الفقه والحديث والتفسير والتجويد وتحفيظ القرآن، وايضا هناك غرف تتحدث في الشؤون السياسية والاقتصادية واعمال البيزنس، وهي كلها امور مفيدة، اما اذا اتجهنا الى الرسالة التي تقول: «اذا كان عمرك تحت 18 عاما، فلا تدخل» فسوف تجد عالما آخر تماما وهو عالم اشبه ببيوت الدعارة وتجارة الرقيق الابيض، سوف تجد مشاهد حية لفتاة مراهقة تـــرتــــدي ملابــــس الاغراء، بل وتتجرد من بعضها قطعة قطعة امام الكاميرا».
ويقول: والكارثة، ان الأب والأم يكونان بعيدين عن ابنتهما المراهقة ويتركون لها حرية عمل ما ترغب فيه داخل غرفة مغلقة، اما المصيبة فهي استمرار الفتاة في مثل هذه العروض الفاحشة حتى واذان الفجر ينادي الى الصلاة.
مشاري العلي هو احد الشباب الذين كانوا من رواد هذه الغرف ثم امتنع نهائيا عن ذلك، يقول: «كنت اندفع للاستمتاع بمشاهدة اجساد الفتيات العارية، وفوجئت بأن اعدادهن اكبر من الشباب الذين يدخلون الى البرنامج، بعضهن يقمن بالعرض من اجل المال واخريات تطوعن لهذا العمل من اجل امتاع الشباب والحصول على المديح والاعجاب منهم».
ويضيف: «بعض الادمن يقــــدمون مرتــــبات شهرية لمثــــل هؤلاء الفــــتيات لضمان استمرارهن في هذا العمل، بل ان بعض هؤلاء الفتيات يقمن باستدراج اخريات مقابل اموال تدفع لهن من قبل الادمن».
ويرى يوسف حميد ضرورة منع الدولة لهذا البرنامج كما تمنع وتجرم الدخول على المواقع الاباحية على شبكة الانترنت، ويقول: «رغم ما يمثله هذا البرنامج من فوائد للناس الا ان القاعدة الشرعية تقول «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» ولذا لا يجب السماح للشباب بالدخول اليه ومنعهم من ذلك بشتى الطرق وخصوصا الفتيات.
اما عبدالرحمن صباح الشمري فيرى ان البرنامج مفيد جدا، ويقول: استخدام البرنامج يعكس صورة المجتمع الكويتي فهناك اتجاهان اتجاه اخلاقي يهتم بالثقافة والمعلومات والمعرفة والعلم، واتجاه آخر يبحث عن الاثارة والتسلية ويصرف النظر عن الاخلاقيات والدين.
ويضيف: «ان لكل من هذين الاتجاهين رواد في غرف البالتولك، بعضهم جاد والبعض الآخر على العكس من ذلك» ويشير الى ان دور الاسرة في مراقبة الابناء والبنات هو الامر الحاسم في توجيههم الاتجاه الصحيح ولكن الدولة لا تستطيع التدخل بالمنع الكامل، لأن هذا سيكون على حساب فوائد البرنامج والاضرار بأصحاب الاتجاه المعرفي البناء.
ويتحدث المهندس احمد نصر إلينا والغضب يرتسم على ملامح وجهه قائلا ان استخدام البالتولك ينافي قيمنا وعاداتنا الاسلامية والعربية حيث انتشر استخدام هذا البرنامج بشكل ملحوظ ومثير للقلق في الآونة الاخيرة.
وبالنسبة لي فأنا لا استخدم هذا البرنامج اطلاقا بل وألوم من يستخدمه من اصدقائي لما به من غرف محادثات اقل ما يمكن وصفها به هو انها تثير الغرائز وغير اخلاقية.
ولذا فإنني ارى ان تقوم وزارات الاتصالات بالحكومات العربية وبالتعاون مع شركات تزويد خدمات الانترنت بحجبه ومنع استخدامه حفاظا على اخلاقنا وقيمنا الاسلامية والعربية، حيث لا توجد منه اي فائدة تذكر وحتى ان وجدت فان مفاسده اكبر وضرره اعظم، واما ما يشاع عن احتوائه على غرف اسلامية فإنني ارى ان الاسلام وباقي الاديان السماوية ليست في حاجة لهذا البالتولك لنشر قيمها وتعاليمها التي تنافي ما يحدث به من الاساس بل ان هذه الغرف تخلق نوعا من الفتن الدينية والطائفية، واتباعا للقاعدة الفـــقـــهية الشــــهيرة والقــائلة بتفضيل ورد المفاسد مقدم على جلب المصالح نجد ان حجبه افضل.
واود ان انصح من يستخدمه بالابتعاد عن كل ما ينافي شرعنا الحنيف وعقيدتنا التي تأمرنا دوما باتقاء الله والبعد عن الاهواء وعدم اتباع الغرائز واجتناب ما يثير الشهوات.
من جهته يقول احمد محمد حسن احد المصريين المقيمين في الكويت انا رجل مغترب، ويتحتم علي التواصل مع اسرتي، وجاءت فكرة استخدامي لهذا البرنامج بناء على اقتراح من احد زمـــلائي في العمل لتوفير ثمن المكالمات الدولية، وزاد حماسي عندما علمت بانه يتم النقل بالصوت والصورة، وجاء في بالي جملة «افضل وارخص».
وبالفعل، قمت بالاتصال بأخي وطلبت منه تنزيل هذا البرنامج واخبرته انني سأتواصل معهم صوتا وصورة، وبدأ الموضوع بانني كنت لا اتعدى الصفحة الرئيسية ومن ثم قضاء باقي الوقت في التحدث مع اسرتي واخوتي، ولكن في بعض الاوقات كان يسيطر على الملل حين يتأخرون في الاتصال بالبرنامج بسبب رداءة الخدمة في بلدي الاصلي، فكنت اتوجه الى غرف المحادثة العربية والغربية على حد سواء.
واضاف: صعقت في احدى المرات وانا احاول فتح احدى الكاميرات (الكامات) التي كانت لفتاة عربية، ورأيت مظهرا غير لائق، غضبت وقمت بالتحدث مع صـــاحب الغرفــــة وما كان منه الا ان قام بطردها، ولكن اخبرني بأن هذه من اهل «الرومات الحمراء».
لم اعي ما قال، وبعد ان تعمقت في البرنامج قمت بالضغط على احد الازرار لتظهر لي هذه الرومات الحمراء وافاجا بهذا المنظر المتخلف من عرض الفتيات لاجــــســـــادهن وبطريــــقة مـــخــزية والكلام الذي كان يتفوه به الرجال والنــــساء، لا بل كانت تظهر عليهــــم الــــسعادة، ومنذ ذلك الـــيوم وقد حرمت على نفسي وعلى اهلي استخدام هذا البرنامج وعدت الى دفع المكالمات، فهي افضل من دفع الحسنات كمقابل.
في غرفة، ومن داخل غرفة، وبجوار غرفة نام فيها الوالدان في غفــــلة، تدخل «البنت» من إياهن الى «دنيا» الـ «paltalk» تعرض خلالها ما حرم الله على من يرغب من الشباب، وغالبا ما تطالبهم بالدفع «مقدما».
ليال «ساخنة» على الشبكة العنكبوتية تنشط بعد منتصف كل ليلة وتمتد حتى ما بعد آذان الفجر، والادوات المساعدة بسيطة ومتوافرة جهاز كمبيوتر، او لاب توب، وكاميرا، ومعرفة عادية بالدخول الى البرنامج وكيفية استخدام ادواته.
ظاهرة باتت تنتشر مثل «النار في الهشيم» بين الشباب والفتيات، واصبحت تهدد اخلاقيات المجتمع وعاداته وتقاليده المحافظة، بل والشريعة، وبغضب من الله سبحانه وتعالى.
من المسؤول عن هذا، هل هما الوالدان الغافلان عن ابنائهم وبناتهم، هل هي التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها المذهلة والمتطورة في جميع المجالات، هل هو تقصير المجتمع الذي لم يحسن في بعض أحواله غرس القيم النبيلة بين ابنائه، ام ان هؤلاء الابناء الذين شبوا عن الطوق وضربوا بجميع القيم الاخلاقية والدينية عرض الحائط من اجل التسلية والمال والقضاء على وقت الفراغ؟ انها قضية ساخنة تحتاج الى مناقشة مع اصحابها من الشباب والفتيات.
في البدايــــة يشـــــرح الشــــاب عبــــدالــــله الجبر عمل هذا البرنامج الذي يتيح التواصل بين المشاركين فيه ويقول: «يوفر البرنامج خاصية التواصل الرائع من حيث الصوت والصورة بين عدد من المشاركين والذين يسمح لهم بالكتابة بحرية ويسمح لشخص واحد بالتحدث واستخدام الكاميرات للجميع والتي تصل الى 6 كاميرات».
ويضيف: «يتحكم في تنظيم هذه العملية ما يسمى بـ «الادمن» او مدير القناة الذي يوزع المايكروفون على المشاركين ويمنع المشاغبين منهم».
ويوضح ان الهدف الرئيسي من البالتولك هو اتاحة الفرصة للتواصل بالصوت والصورة بين شخصين او اكثر لتبادل الآراء ووجهات النظر وايضا للدراسة والتعليم عن بعد، ويقول: «ان المشكلة تكمن في سوء استخدام البعض له وخصوصا من المراهقين والمراهقات وسرعة تأثرهم بالمغريات والاثارة، وليس التعامل المعرفي والثقافي الجاد مع البرنامج».
وتشير ريما عبدالله الى ان عملها كسكرتيرة اتاح لها سهولة الدخول الى هذا العالم حيث بدأت بالمحادثات الكتابية ثم انتقلت الى الصوتية وكان آخر ما وصلت اليه هو «البالتولك» التي شاهدت فيه ما يخجلها ويجرح مشاعرها... تقول ريما: اعرف عالم الانـــتــــرنت مـــنـــذ 4 سنوات، ودخلت اليه لكي اتعرف على الثقافات الاخرى والاحتكاك معها، وبينما كنت استخدم البالتولك اخبرتني احدى الصديقات على الشبكة عن فتـــيات العرض ومدى انحطــاط هذه الفــــئة، ومن باب الفـــضـــول دخــــلت الى احدى الغــــرف، وشاهدت احدى هذه الفتــــيات وهي امرأة كــــبــــيـــرة في الــــعـــمر، ربـــما في عقد الاربعينات، وقد رحب بها جميع المشــــاركين منذ لحظة دخولها الى صفــــحة المحادثــــة، وقام بعضهم باستــــرجاع الذكريات معها عما فعلته بالأمس».
وتضيف: عندما شغلت الكاميرا وجدت هذه المرأة ترتدي نقابا تغطي به وجهها وترتدي ملابس مخزية وتقوم بحركات غير محتشمة فقررت على الفور الخروج من هذا البرنامج واغلاق الكاميرا.
وعن سبب انتشار هذه الظاهرة الشاذة على الانترنت، تقول ريما: «صراحة اعزي السبب الاول والاخير لمثل هذه الظاهرة الى اضمحلال الفكر والتقليد الاعمى للغرب، لأنه لو عرفت هذه المرأة بأن ما غطته من وجهها لم يسترها، لما كانت فكرت بهذه الطريقة الغبية لستر ما تحل رؤيته واظهار ما تحرم رؤيته».
وتحكي ريما عبدالله قصة امرأة اخرى تعرض جسدها على البالتولك، وتقول: «وجدت امرأة تقوم بعرض جسدها فأخذني الفضول الى الحديث معها، وبعد اقناعها بالتحدث معي قالت لي انها مطلقة ولديها 3 اولاد، وبحكم قضائي اصبح اولادها في حضانة زوجها، ونتيجة لهذه المأساة افرغت همها في الجلوس على الانترنت والشكوى للآخرين».
وتضيف ريما: بعد فترة من الدردشة الصوتية وتعرفها على كثير من الشباب بدأ بعضهم في المغازلة والثناء على جمال صوتها وطلب رؤية وجهها، حتى ان احدهم كتب لها «اعرضي لي ولج 50 دينارا» وبدأت المرأة بالرفض وشتمهم بأنهم لا يخافون على اخواتهم او بناتهم، لكي يطلبوا منها مثل هذا الطلب».
وتواصل ريما حكي قصة هذه المرأة كما سمعتها منها قائلة: «بعد فترة من الوقت بدأ الشعور بالملل يتسلل إليها، حيث ان والدها يصر على عدم توظيفها، وتضطر الى طلب المصروف منه كما الاطفال الصغار، الى ان وجدت الوظيفة من برنامج البالتولك، وبدأت في عرض جسدها مقابل مبلغ من المال يوضع في حساب صديقة لها، وبالفعل سار الأمر على هذا المنوال، وبذلك اصبحت هذه المرأة ضحية لظروفها والمجتمع».
ويحكي سالم العجمي تجربته مع البالتولك، ويقـــــول: «ان اهــــــم ما يميز هذا البرنامــج هــــو غــــرف الـــــعرض المبــــاشـــر، حيث تسمع الصوت وتــــرى الصــــورة، وقد سمــــعت عن هــــذا البرنــــامج من الاصـــــدقاء في احدى الديوانيات وقررت الدخول عليه».
ويضيف: «كنت في المرحلة الأولى لا اعرف الى اين اذهب داخل هذا البرنامج حتى ابلغني الشباب ان هناك غرفا خاصة تصبح نشطة بعد منتصف الليل وهي غرف ساخنة تعرض فيها فتيات اجزاء من اجسادهن مقابل كروت تعبئة تتراوح بين 5 و30 دينارا، واذا قمت بكتابة W00000W او عبارة احلى بنت او يا ملكة، تدخل على غرفة اخرى وهكذا».
ويقول العجمي: «على هذا المنوال كنا نضيــــع الوقــــت، وفـــي العطـــلات كان يصل عدد المستخدمين لهذه الغرف الى اكثر من 600 مستخدم، وينال صاحب «النك» ذو اللون الاخضر امتيازات في مشاهدة العرض من دون تقطيع او ايقاف الكاميرا بينما ينال صاحب النك الازرق امتيازات اقل» ويشير الى ان الحصول على مثل هذه النكات يتم من خلال محلات تقوم بصبغها مقابل مبالغ مالية او عن طريق الفيزا كارت.
ويرى مساعد ذياب ان البالتولك مفيد اذا ما تم استخدامه بشكل صحيح، وهو يمكن ايضا ان يصبح آفة على المجتمع اذا ما تم استخدامه بشكل سيئ ويقول: «العيب ليس في البرنامج وانما في المستخدم ذو النية السيئة له سواء كان هذا المستخدم شابا او فتاة».
ويضيف: يوجد في برنامج البالتولك غرف تجرى فيها مناظرات اسلامية ومسيحية وديانات اخرى، وفي الغرف الاسلامية تجد دروسا في الفقه والحديث والتفسير والتجويد وتحفيظ القرآن، وايضا هناك غرف تتحدث في الشؤون السياسية والاقتصادية واعمال البيزنس، وهي كلها امور مفيدة، اما اذا اتجهنا الى الرسالة التي تقول: «اذا كان عمرك تحت 18 عاما، فلا تدخل» فسوف تجد عالما آخر تماما وهو عالم اشبه ببيوت الدعارة وتجارة الرقيق الابيض، سوف تجد مشاهد حية لفتاة مراهقة تـــرتــــدي ملابــــس الاغراء، بل وتتجرد من بعضها قطعة قطعة امام الكاميرا».
ويقول: والكارثة، ان الأب والأم يكونان بعيدين عن ابنتهما المراهقة ويتركون لها حرية عمل ما ترغب فيه داخل غرفة مغلقة، اما المصيبة فهي استمرار الفتاة في مثل هذه العروض الفاحشة حتى واذان الفجر ينادي الى الصلاة.
مشاري العلي هو احد الشباب الذين كانوا من رواد هذه الغرف ثم امتنع نهائيا عن ذلك، يقول: «كنت اندفع للاستمتاع بمشاهدة اجساد الفتيات العارية، وفوجئت بأن اعدادهن اكبر من الشباب الذين يدخلون الى البرنامج، بعضهن يقمن بالعرض من اجل المال واخريات تطوعن لهذا العمل من اجل امتاع الشباب والحصول على المديح والاعجاب منهم».
ويضيف: «بعض الادمن يقــــدمون مرتــــبات شهرية لمثــــل هؤلاء الفــــتيات لضمان استمرارهن في هذا العمل، بل ان بعض هؤلاء الفتيات يقمن باستدراج اخريات مقابل اموال تدفع لهن من قبل الادمن».
ويرى يوسف حميد ضرورة منع الدولة لهذا البرنامج كما تمنع وتجرم الدخول على المواقع الاباحية على شبكة الانترنت، ويقول: «رغم ما يمثله هذا البرنامج من فوائد للناس الا ان القاعدة الشرعية تقول «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» ولذا لا يجب السماح للشباب بالدخول اليه ومنعهم من ذلك بشتى الطرق وخصوصا الفتيات.
اما عبدالرحمن صباح الشمري فيرى ان البرنامج مفيد جدا، ويقول: استخدام البرنامج يعكس صورة المجتمع الكويتي فهناك اتجاهان اتجاه اخلاقي يهتم بالثقافة والمعلومات والمعرفة والعلم، واتجاه آخر يبحث عن الاثارة والتسلية ويصرف النظر عن الاخلاقيات والدين.
ويضيف: «ان لكل من هذين الاتجاهين رواد في غرف البالتولك، بعضهم جاد والبعض الآخر على العكس من ذلك» ويشير الى ان دور الاسرة في مراقبة الابناء والبنات هو الامر الحاسم في توجيههم الاتجاه الصحيح ولكن الدولة لا تستطيع التدخل بالمنع الكامل، لأن هذا سيكون على حساب فوائد البرنامج والاضرار بأصحاب الاتجاه المعرفي البناء.
ويتحدث المهندس احمد نصر إلينا والغضب يرتسم على ملامح وجهه قائلا ان استخدام البالتولك ينافي قيمنا وعاداتنا الاسلامية والعربية حيث انتشر استخدام هذا البرنامج بشكل ملحوظ ومثير للقلق في الآونة الاخيرة.
وبالنسبة لي فأنا لا استخدم هذا البرنامج اطلاقا بل وألوم من يستخدمه من اصدقائي لما به من غرف محادثات اقل ما يمكن وصفها به هو انها تثير الغرائز وغير اخلاقية.
ولذا فإنني ارى ان تقوم وزارات الاتصالات بالحكومات العربية وبالتعاون مع شركات تزويد خدمات الانترنت بحجبه ومنع استخدامه حفاظا على اخلاقنا وقيمنا الاسلامية والعربية، حيث لا توجد منه اي فائدة تذكر وحتى ان وجدت فان مفاسده اكبر وضرره اعظم، واما ما يشاع عن احتوائه على غرف اسلامية فإنني ارى ان الاسلام وباقي الاديان السماوية ليست في حاجة لهذا البالتولك لنشر قيمها وتعاليمها التي تنافي ما يحدث به من الاساس بل ان هذه الغرف تخلق نوعا من الفتن الدينية والطائفية، واتباعا للقاعدة الفـــقـــهية الشــــهيرة والقــائلة بتفضيل ورد المفاسد مقدم على جلب المصالح نجد ان حجبه افضل.
واود ان انصح من يستخدمه بالابتعاد عن كل ما ينافي شرعنا الحنيف وعقيدتنا التي تأمرنا دوما باتقاء الله والبعد عن الاهواء وعدم اتباع الغرائز واجتناب ما يثير الشهوات.
من جهته يقول احمد محمد حسن احد المصريين المقيمين في الكويت انا رجل مغترب، ويتحتم علي التواصل مع اسرتي، وجاءت فكرة استخدامي لهذا البرنامج بناء على اقتراح من احد زمـــلائي في العمل لتوفير ثمن المكالمات الدولية، وزاد حماسي عندما علمت بانه يتم النقل بالصوت والصورة، وجاء في بالي جملة «افضل وارخص».
وبالفعل، قمت بالاتصال بأخي وطلبت منه تنزيل هذا البرنامج واخبرته انني سأتواصل معهم صوتا وصورة، وبدأ الموضوع بانني كنت لا اتعدى الصفحة الرئيسية ومن ثم قضاء باقي الوقت في التحدث مع اسرتي واخوتي، ولكن في بعض الاوقات كان يسيطر على الملل حين يتأخرون في الاتصال بالبرنامج بسبب رداءة الخدمة في بلدي الاصلي، فكنت اتوجه الى غرف المحادثة العربية والغربية على حد سواء.
واضاف: صعقت في احدى المرات وانا احاول فتح احدى الكاميرات (الكامات) التي كانت لفتاة عربية، ورأيت مظهرا غير لائق، غضبت وقمت بالتحدث مع صـــاحب الغرفــــة وما كان منه الا ان قام بطردها، ولكن اخبرني بأن هذه من اهل «الرومات الحمراء».
لم اعي ما قال، وبعد ان تعمقت في البرنامج قمت بالضغط على احد الازرار لتظهر لي هذه الرومات الحمراء وافاجا بهذا المنظر المتخلف من عرض الفتيات لاجــــســـــادهن وبطريــــقة مـــخــزية والكلام الذي كان يتفوه به الرجال والنــــساء، لا بل كانت تظهر عليهــــم الــــسعادة، ومنذ ذلك الـــيوم وقد حرمت على نفسي وعلى اهلي استخدام هذا البرنامج وعدت الى دفع المكالمات، فهي افضل من دفع الحسنات كمقابل.