المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملياردير المكسيكي اللبناني الأصل يسير على خطى بيل غيتس



سلسبيل
08-06-2007, 05:06 PM
يوزع هذه السنة 250 ألف كومبيوتر على الأولاد الفقراء في أميركا الوسطى




http://www.aawsat.com/2007/08/06/images/daily1.431240.jpg
كارلوس سليم (خدمة كي. ار. تي)



لندن: «الشرق الأوسط»


سئل ملياردير بريطاني من أصل سيريلانكي خلال برنامج بثته الاذاعة الرابعة (ريديو4) عن مقدار ثروته، فقال: لا اعرف بالضبط، مضيفا لو عرف الشخص بالضبط مقدار ثروته فهذا يعني انه ليس ثريا.

وعندما تكون ثريا الى هذه الدرجة، أي تملك البلايين، وليس الملايين، تصبح قدرتك على التبذير محدودة جدا، فمهما اشتريت من اشياء وصرفت من اموال على البيوت الفاخرة والطائرات الخاصة واليخوت الفارهة، فإن ذلك لن ينقص شيئاً من ثروتك ويبقى تبذيرك نقطة في بحر، وتبقى انسانا مثلك مثل غيرك تحتاج الى ثلاث وجبات في اليوم.

وهذا فعلا ما عبر عنه الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون خلال محكمة في لندن نظرت في ادعائه ضد شركة كاميلوت التي تدير اليانصيب الوطني البريطاني. وعندما قال له احد المسؤولين في «كاميلوت» محاولا ارشاءه، كما جاء في التحقيق، «ماذا يمكنني ان اقدمه لك؟»، جاء رد رجل الأعمال وصاحب مجموعة «فيرجن»: «لا اريد شيئا، انني فقط احتاج الى ثلاث وجبات طعام في اليوم، وعندي من المال ما يكفيني لشراء ذلك. ولهذا يتجه الكثير من اصحاب البلايين الى الأعمال الخيرية».

وفي هذا السياق جاءت محاولات الرجل الاغنى في العالم المكسيكي اللبناني الاصل كارلوس سليم اللحاق بمنافسه بيل غيتس وقبلهما جورج سوروس، اصحاب البلايين، وفي الرغبة في القيام بنشاط لا يقتصر على جمع الاموال. وعبر سليم عن ذلك قائلا ان «الاستثمار الافضل هو مكافحة الفقر». وهذا ما عبر عنه اخيرا احد الأثرياء الأسكتلنديين الذي تبرع هو الآخر بنسبة كبيرة من امواله لصالح تعليم الفقراء في اسكتلندا. ويقول سليم صاحب شركات هواتف في اميركا اللاتينية في حديث غير متكلف وغير مألوف استمر ثلاث ساعات مع مجموعة من الصحافيين «لا يهم ان يكون المرء الاول في لائحة» الاشخاص الاكثر ثراء في العالم.

وفيما كان يدخن سيجاراً كوبياً في مقر مجموعة «انبورسا» المالية المكسيكية، وسط لوحات لرسامين كبار امثال رونوار وال غريكو هي جزء من مجموعته الخاصة، شدد على ان «العائلة تأتي اولا»، لان المال الكثير «لا يتعارض مع الحياة الشخصية والعائلة». ويقول، كما ذكرت الوكالة الفرنسية في تقريرها من المكسيك، انه اكتسب خبرته بفضل والده اللبناني الماروني الذي هاجر الى المكسيك في مطلع القرن العشرين، رغم انه لم يعرفه كثيرا.

ويضيف سليم البالغ من العمر 67 عاما على سبيل المزاح «يفترض ان اصبح الان متقاعدا». والواقع انه بدأ يوكل تدريجيا ادارة امبراطوريته الاقتصادية الى ابنائه الثلاثة كارلوس وماركو انطونيو وباتريسيو.

وشكل كارلوس سليم علامة فارقة لدى مجلة فوربس المتخصصة في أثرياء العالم بسبب سرعة صعوده: في المرتبة الخامسة والثلاثين في 2003 وبثروة تقدر بـ 7.4 بليون دولار، وقفز عام 2004 إلى المرتبة الـ 17، وارتفعت ثروته إلى 13.9 بليون دولار، ثم إلى المرتبة الرابعة عام 2005 لتبلغ ثروته 23.8 بليون دولار. أغنى رابع رجل في العالم، وأغنى رجل في أميركا اللاتينية منذ سنوات.

ومع انه يحلم باميركا لاتينية مزدهرة يكون للجميع فيها هواتفهم الجوالة، يريد كارلوس سليم القيام بنشاط آخر ومواجهة تحديات اخرى مثل العمل في المجال الاجتماعي والدخول الى الصناعة النفطية. ويقول سليم وهو يبرز كومبيوترين صغيرين، انه يريد ان يوزع هذه السنة 250 الف كومبيوتر على الاولاد الفقراء في المكسيك واميركا الوسطى. وهو استثمار سيبلغ 70 مليون دولار في العام 2007. ويعد سليم بالمزيد والمزيد لعامي 2008 و2009.

ولا يملك الملياردير الكثير من الحجج ازاء اولئك الذين يتهمونه بجمع اموال طائلة في بلد يعيش فيه 50 مليون فقير. واضاف ان هذه المعركة «تعزز التنمية في البلاد»، مشيرا الى ان الاساس هو في «الحلول وليس في العطاء»، وتحديدا في مجال التربية. ويوضح ان «الخبرة التي تتمتع بها (شركته) تسمح بالعمل على حل مشاكل خارجة عن نطاق الشركة». وكارلوس سليم الحلو الملقب بـ«الملك ميداس» بدأ حياته المهنية في العمل بمحل «نجمة الشرق» لبيع مستلزمات الخياطة الذي كان يملكه والده في العاصمة مكسيكو سيتي. درس الهندسة وحين حاز شهادته اسس شركة مقاولات وبعدها بفترة قصيرة اسس شركة تأمين. وكان والده قد انتقل عام 1902 عندما كان صغيرا إلى المكسيك وافتتح محل بقالة في عام 1911 وتزوج لاحقا من ابنة احد التجار من أصل لبناني أنجب منها ستة أطفال كان كارلوس أصغرهم. وبدوره أنجب كارلوس ستة أبناء من زوجته المتوفاة، ثلاثة منهم يساعدونه في إدارة امبراطوريته المالية في المكسيك «تلمكس» وذلك بسعر قيل حينها بانه اقل من مستوى السوق.

بنى ثروته خلال الثمانينات من القرن الماضي عندما بدأ بشراء شركات تعاني من صعوبات مادية بأسعار منخفضة، ومساعدتها على النهوض. وفي التسعينات، انصرف سليم الى الاستثمار في مجال الاتصالات وذلك كي يستفيد من النمو في قطاع الاتصالات الخليوية. اما الصفقة التي قذفته الى داخل قائمة اكبر اغنياء العالم فكانت شرائه للشركة الوطنية للاتصالات وتقدر مصادر أن ثروة كارلوس سليم قد ارتفعت بنحو 40 مليار دولار منذ بداية عام 2006، أي أن ثروته ارتفعت خلال الـ18 شهرا الماضية بما يعادل ثروة بيل غيتس نفسه.

وكان كارلوس الحلو قد أشترى الاتصالات المكسيكية حين خصصتها الحكومة في عام 1990 حيث قاد تحالفا ضم إلى جانبه «فرانس تيليكوم»، ويعتقد على نطاق واسع أنها كانت من أرخص الصفقات في التاريخ وهي الصفقة التي رفعته بعد 17 سنة من مستثمر صغير إلى مصاف أغنى رجل في العالم.