المهدى
08-03-2007, 06:38 AM
مراكش - حمزة عليان:
دخلت المغرب للمرة الاولى وخرجت منها، كما لم اعهدها عن بعد، فالزيارة التي امتدت الى اكثر من اسبوعين وشملت مراكش ومدن الشمال والدار البيضاء تجاوزت بكثير حدود 'البحلقة السياحية' بل كان الحرص ان التقي اكبر عدد ممكن من المواطنين والعائلات والمسؤولين وفي مختلف المواقع، وخصوصا الزملاء العاملين في بلاط الصحافة، حاولت ان اقترب اكثر وان اقرأ اكثر وان اناقش اكثر لعل في ذلك فائدة اعم وفي تلك الجلسات كانت هناك بعض الافكار والصور التي عملت على تسجيلها تجمعها كلمة 'مغربيات'، فهي من حصاد الجولة.
لغة أهل المغرب
قبل الهبوط في مطار كازابلانكا وزعت المضيفة المغربية والتي تعمل على الخطوط الجوية الكويتية بطاقات لملئها بغرض تقديمها الى الامن الوطني يذكر فيها تاريخ ومكان الازدياد، ويقصد فيها بالطبع مكان الولادة، وهو تعبير لم نفهم معناه، الا بعد قراءة الجملة باللغتين الانكليزية والفرنسية.
واثناء توقفنا في مطار الدار البيضاء وعندما قمنا بتغيير الطائرة الى مدينة مراكش امسك الامن المغربي جوازات السفر وتذاكر الطائرة وقدمها الينا مخاطبا 'سير' اي اكملوا طريقكم وتفضلوا في امان الله وسيروا. وهذه الكلمة المستخدمة عند العامة من الشعب وهي عربية فصحى.
على ان الكلمة الجميلة التي تختم بها المضيفة نداءها للمسافرين على متن الطائرة 'شكرا لوفائكم'، وكأنها تصورالعلاقة بين الركاب والطائرة كعلاقة المواطن بأرضه والتزامه بالقوانين واحترامه لها.
وانت تتجول في الاسواق تسمع كلمات تستوقفك لاول مرة او تقرأها على اللافتات اسم 'زنقة التجار' لشارع ضيق، وزنقة باللهجة العربية الدارجة تعني الشخص الذي يجد نفسه في مأزق في لحظة ما، وكأن المعنى مطابق للمضمون في المغرب، حيث تجد نفسك مجبرا على ان تسلك 'الزنقة' لأنه لا بديل عنها.
في المحلات التجارية، خصوصا في مدينة مراكش، وعندما تدخل في مساومة مع الباعة يرد عليك 'بشحال' اي ما هو الثمن الذي تدفعه او ترغب فيه؟ واذا كان السعر منخفضا يقول لك هذا 'بالزاف' اي انه كثير جدا، وان وصلت الى مرحلة القبول فانه يجيب بكلمة واحدة 'صاف' أي آخر سعر نهائي وما عليك الا القبول او الرفض.
ومن اكثر الكلمات التي تثير الانتباه عندما يشير عليك الدليل السياحي الواقف قرب رجل الامن بأن هناك 'عرصه جميلة' تبعد نحو 500 متر وتفاجأ بأن 'العرصه' تعني المكان الفسيح والحلو او المكان الاشد خصوصية عند مرتاديه.
اذا ما تسنت لك مخاطبة احدهم بجملة 'يعطيك العافية' فسرعان ما ينتفض وينظر اليك باستغراب، لأن 'العافية' تعني 'النار'، بعكس ما هو مستخدم في النصف الآخر من بلاد العرب، وككلمة 'الازعر' وهي الكلمة المسيئة اخلاقيا فإنها تشير الى اللون الاشقر في المغرب.
هناك كثير من الكلمات المشرقية التي تكتب 'بالتاء' تتحول الى 'طاء'، مثل 'طاكسي'، وليس تاكسي، وموريطانيا وليس موريتانيا، وفوطو كوبي وليس فوتو كوبي.
في مدينة الدار البيضاء، وغيرها من المدن كثيرا ما تشاهد شعار 'المؤسسة المغربية للابناك' وكلمة الابناك هي جمع كلمة بنوك ومفردها بنك، وفي المحطة الاخيرة في جولتنا نصحنا احد الاخوة بزيارة 'حي الاحباس' وهو حي تراثي قديم يقع قرب احد القصور الملكية، وظننت ان كلمة الاحباس مفردها حبس اي سجن، وعلى وزن 'الابناك'، وعندما وصلنا الى السوق سألت اين السجون التي اخذ الحي الاسم منها؟ فضحك سائق 'الطاكسي' وشرح لي ان الاحباس هي وقف اسلامي ولا علاقة له بالسجون ولا بالحبوس.
الوجه الآخر لمليكة
نالت مليكة أو فقير شهرتها في كتاب 'السجينة' ووصلت آفاقها الى العالم العربي والاوروبي لروايتها المعبرة عن معاناتها والتي يبدو انها لم تتوقف عن الكتابة، ففي الرواية الجديدة الصادرة باللغة الفرنسية بعنوان 'الغريبة' لميشيل فيتوسي نشرت صحيفة 'النهار المغربية' حلقات من الكتاب مترجما الى اللغة العربية مع مقدمة تشير الى أن مليكة اوفقير استعادت واسرتها حياتهما الطبيعية بعد ان عاشت مليكة العذاب النفسي والصحي جراء سجنها لمدة 15 سنة برفقة الام والاخوة جنوب المغرب قبل ان يوضعوا جميعا تحت الاقامة الجبرية.
وفي الكتاب الجديد 'الغريبة' وبمساعدة الكاتبة والصحافية الفرنسية ميشيل فيتوسي تعرضت مليكة لمعاناتها من جديد ولحياتها متنقلة ما بين مراكش وباريس وميامي، والخوف الذي لايزال يلازمها. الكتاب تجمع فيه بين الطرفة والضحك وفي سرد جديد من الاصوات المفاجئة وفي علاقتها مع حياة القصر والسجن والحياة في فرنسا واميركا لتكشف عن الوجه الآخر لشخصيتها.
العاصمة الاقتصادية
كازابلانكا هي التسمية الاسبانية للدار البيضاء، وهي مدينة يسكنها نحو 6 ملايين نسمة هم خليط من البشر، ليس لها هوية عمرانية ولا حتى سكانية واضحة مثل باقي المدن، تعرف بانها العاصمة الاقتصادية للمغرب، تستقطب رجال الاعمال مختلفي الاجناس من كل صوب. تشتهر بمسجد الحسن الثاني الكبير وبأسواقها القديمة التراثية كسوق الاحباس وسوق درب غلق وغيرهما، وبمقاهي كورنيشها المطل على البحر وسط المنارة الكاشفة ليلا.
وزراء يطلبون الهجرة!
تعيش المغرب هذه الايام عودة المهاجرين المنتشرين في اوروبا على وجه الخصوص، ويمكن مشاهدة السيارات ذات اللوحات الاوروبية وهي تخرج من موانئ مدن الشمال، كطنجة مثلا، محملة بالحقائب في طوابير طويلة، وهو مشهد مألوف لدى المغاربة الذين يتوزعون بهجراتهم على مختلف دول العالم تقريبا، لكن المستغرب ان تسمع ان هناك نحو عشرة وزراء قدموا طلبات للحصول على هجرة الى كندا ومنحهم الجنسية الكندية فيما بعد.
العلاقة الملتبسة بين المغرب واليهود
تعرف مدينة الصويرة بأنها أكثر مدينة يسكن فيها يهود مغاربة، ومع ذلك لا تخلو العلاقة من اشكالية، فصحيفة الاحداث المغربية نسبت الى المنتج الفني موريس الباز، وهو مغربي من اصل يهودي، قوله ان هناك جهات تعمل على تصويره 'كيهودي محتال وماكر' بسبب ما اثير من تعليقات حول دوره في مهرجان الصويرة الاخير، وتوزيعه لمنشور لم يحمل ترخيصا، والتنافس على من يمثل المهرجانات، وهو يعكس في جانب منه مسألة العلاقة مع المغاربة ذوي الاصول اليهودية، وهذا ما تقرأه ايضا في صحيفة الوطن الآن، التي اوردت تصريحا للمستشار الملكي، اندريه ازولاي، وهو مغربي من اصل يهودي، هاجم فيه الاسلاميين المتشددين الذين اتهموه باحتضانه مهرجان كناوة في 'الصويرة' والعمل على نشر الرذيلة واعتبرهم 'مجرد مكبوتين' وهو خلاف ظهر بين المستشار وجماعة العدالة والتنمية، وهم حزب اسلامي مغربي. وحسب تحليل الصحيفة التي نشرت الخبر ان هناك حربا خفية تشن على الرجل ويديرها اشخاص لا ينتمون لحزب العدالة لكنهم قريبون منه ماليا!
وفي اطار العلاقة القائمة بين المغرب واسرائيل، هناك مستويان من التعامل لان التداخل بينهما يحتاج الى شيء من التوضيح المهم، فالمغاربة على مختلف انتماءاتهم يجمعون تقريبا على انه لا تمييز بين المغربي من اصل يهودي واي مغربي آخر ما دام يحمل الجنسية المغربية، فهم يتجاورون بالسكن والعمل ولا غضاضة في ذلك، ويستشهدون على ذلك بان عمير بيرتس مثلا هو وزير الدفاع الاسرائيلي من اصل مغربي عندما زار المغرب قبل اشهر تقدم من الملك ليقبل يديه للدلالة على انتمائه وولائه للمغرب، بل يرفضون اثناء الحديث معهم وجود اي شرخ بينهم وبين اليهود، لكن على المستوى الرسمي للدولة، فذلك شأن آخر وعلاقة تحكمها معايير اخرى، منها الاخذ بعين الاعتبار الرفض الشعبي للتطبيع مع اسرائيل وتنامي قوة المجتمع المدني الرافضة لسياسة اسرائيل العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، او بحرب اسرائيل ضد لبنان وغيرها من القضايا الخلافية الصعبة.
ونظرا للارتباط التاريخي بين المغرب واسرائيل ووجود جالية يهودية تعيش على اراضيها منذ عشرات السنين والانفتاح النسبي والمحدود والسري الذي يكتنف العلاقات المغربية - الاسرائيلية وآخرها تبادل زيارات على مستوى وكيل الخارجية الاسرائيلي ووفود امنية اشارت اليها الصحف المغربية، تظل العلاقة محل توقف وتساؤل، فقد أوردت جريدة الصباح الصادرة في 4 يوليو، تقريرا شاملا استعرضت فيه معدلات زيارة المغاربة الى اسرائيل، وقالت انه في خلال ستة اشهر من السنة منحت اسرائيل تأشيرات الى 46 مغربيا وصلوا اليها عبر مطار القاهرة بعد ان تقدموا بملفاتهم عقب حصولهم على الموافقة عن طريق شبكة الانترنت من مكتب الهجرة التابع لوزارة الخارجية الاسرائيلية، ووقعت شركات سياحية اسرائيلية خلال السنوات الاربع الماضية اكثر من 360 عقدا مع مغاربة ومغاربيات اغلبهم يعملون في حانات ومراقص اسرائيلية في تل ابيب، وهؤلاء وبحسب الصحيفة يجدون صعوبة في المطارات المغربية نظرا للاختام الاسرائيلية على جوازاتهم، ومنذ اغلاق مكتب الاتصال الاسرائيلي في الرباط عندما اندلعت الانتفاضة عام 2000 صارت تحركات الاسرائيليين تتم بسرية.
وتذكر الصحيفة ان رجال امن سابقين وقعوا عقود عمل سنة 2004 مع شركات امن خاصة في اسرائيل مقابل رواتب شهرية تتراوح بين 1000 و1500 دولار، كما ان فرقا رياضية اسرائيلية خاصة في مجال كرة القدم قامت باتصالات مع لاعبين مغاربة للاحتراف في البطولة الاسرائيلية.
الكوكايين بدل الحشيش
ابرزت صحيفة المساء على صفحتها الاولى في تاريخ الرابع من يوليو تقريرا يدق ناقوس الخطر على المجتمع المغربي ككل وبلهجة حادة وموقف يستهجن السكوت عما وصلت اليه ظاهرة انتشار المخدرات، حيث قالت ان المغرب يهتم بالحشيش وينسى الكوكايين وهي كارثة مقبلة تهدد جيلا كاملا اذا لم يتداركها المسؤولون.
ويزرع المغرب اكثر من 150 الف هكتار من القنب الهندي (حشيشة الكيف) غير انه لا توجد رسميا اي قطعة ارض مزروعة بنبتة الكوكايين لكن هذا المسحوق الخطير في طريقه لكي يزيح مادة الحشيش التي اصبحت موضة قديمة!
مادة الكوكايين تصل الى المغرب عن طريق دول اميركا اللاتينية لتستقر على السواحل الافريقية الاطلسية ثم تتوجه بعد ذلك شمالا نحو المغرب، حيث تعبر مضيق جبل طارق بالطريقة نفسها التي تعبر بها قوارب الحشيش، او مع المهاجرين السريين، ويشير التقرير الى وجود عصابات اسبانية - مغربية، تتعاون مع عصابات من اميركا اللاتينية. يذكر ان اسبانيا باتت اليوم اكبر مستهلك للكوكايين في العالم على حد زعم الصحيفة!
الله يالمغربية!!
حجزنا على الخطوط الجوية الكويتية ذهابا وايابا الى المغرب، وكعادتها، تتساهل الشركة بالوزن وتسمح للراكب بالحد الادنى 30 كلغ، وتصرفنا على هذا الاساس. وفي العودة من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء فوجئنا بأن موظفة الكاونتر لم تسمح لنا باكثر من 25 كلغ، وبعد سؤال وجواب وروح وتعال توصلنا الى ان ندفع ثمن 10 كلغ من الوزن الزائد وقلنا اذا كان القانون هكذا فليطبق علينا.
وعندما قمنا بالدفع طلب منا مبلغ 3150 درهما، اي ما يعادل اكثر من 90 دينارا كويتيا، اي بالعربي الفصيح ثمن تذكرة طائرة على خطوط الجزيرة ذهابا وايابا إلى بيروت. قلت في نفسي والله نحن نظلم الكويتية احيانا!
دخلت المغرب للمرة الاولى وخرجت منها، كما لم اعهدها عن بعد، فالزيارة التي امتدت الى اكثر من اسبوعين وشملت مراكش ومدن الشمال والدار البيضاء تجاوزت بكثير حدود 'البحلقة السياحية' بل كان الحرص ان التقي اكبر عدد ممكن من المواطنين والعائلات والمسؤولين وفي مختلف المواقع، وخصوصا الزملاء العاملين في بلاط الصحافة، حاولت ان اقترب اكثر وان اقرأ اكثر وان اناقش اكثر لعل في ذلك فائدة اعم وفي تلك الجلسات كانت هناك بعض الافكار والصور التي عملت على تسجيلها تجمعها كلمة 'مغربيات'، فهي من حصاد الجولة.
لغة أهل المغرب
قبل الهبوط في مطار كازابلانكا وزعت المضيفة المغربية والتي تعمل على الخطوط الجوية الكويتية بطاقات لملئها بغرض تقديمها الى الامن الوطني يذكر فيها تاريخ ومكان الازدياد، ويقصد فيها بالطبع مكان الولادة، وهو تعبير لم نفهم معناه، الا بعد قراءة الجملة باللغتين الانكليزية والفرنسية.
واثناء توقفنا في مطار الدار البيضاء وعندما قمنا بتغيير الطائرة الى مدينة مراكش امسك الامن المغربي جوازات السفر وتذاكر الطائرة وقدمها الينا مخاطبا 'سير' اي اكملوا طريقكم وتفضلوا في امان الله وسيروا. وهذه الكلمة المستخدمة عند العامة من الشعب وهي عربية فصحى.
على ان الكلمة الجميلة التي تختم بها المضيفة نداءها للمسافرين على متن الطائرة 'شكرا لوفائكم'، وكأنها تصورالعلاقة بين الركاب والطائرة كعلاقة المواطن بأرضه والتزامه بالقوانين واحترامه لها.
وانت تتجول في الاسواق تسمع كلمات تستوقفك لاول مرة او تقرأها على اللافتات اسم 'زنقة التجار' لشارع ضيق، وزنقة باللهجة العربية الدارجة تعني الشخص الذي يجد نفسه في مأزق في لحظة ما، وكأن المعنى مطابق للمضمون في المغرب، حيث تجد نفسك مجبرا على ان تسلك 'الزنقة' لأنه لا بديل عنها.
في المحلات التجارية، خصوصا في مدينة مراكش، وعندما تدخل في مساومة مع الباعة يرد عليك 'بشحال' اي ما هو الثمن الذي تدفعه او ترغب فيه؟ واذا كان السعر منخفضا يقول لك هذا 'بالزاف' اي انه كثير جدا، وان وصلت الى مرحلة القبول فانه يجيب بكلمة واحدة 'صاف' أي آخر سعر نهائي وما عليك الا القبول او الرفض.
ومن اكثر الكلمات التي تثير الانتباه عندما يشير عليك الدليل السياحي الواقف قرب رجل الامن بأن هناك 'عرصه جميلة' تبعد نحو 500 متر وتفاجأ بأن 'العرصه' تعني المكان الفسيح والحلو او المكان الاشد خصوصية عند مرتاديه.
اذا ما تسنت لك مخاطبة احدهم بجملة 'يعطيك العافية' فسرعان ما ينتفض وينظر اليك باستغراب، لأن 'العافية' تعني 'النار'، بعكس ما هو مستخدم في النصف الآخر من بلاد العرب، وككلمة 'الازعر' وهي الكلمة المسيئة اخلاقيا فإنها تشير الى اللون الاشقر في المغرب.
هناك كثير من الكلمات المشرقية التي تكتب 'بالتاء' تتحول الى 'طاء'، مثل 'طاكسي'، وليس تاكسي، وموريطانيا وليس موريتانيا، وفوطو كوبي وليس فوتو كوبي.
في مدينة الدار البيضاء، وغيرها من المدن كثيرا ما تشاهد شعار 'المؤسسة المغربية للابناك' وكلمة الابناك هي جمع كلمة بنوك ومفردها بنك، وفي المحطة الاخيرة في جولتنا نصحنا احد الاخوة بزيارة 'حي الاحباس' وهو حي تراثي قديم يقع قرب احد القصور الملكية، وظننت ان كلمة الاحباس مفردها حبس اي سجن، وعلى وزن 'الابناك'، وعندما وصلنا الى السوق سألت اين السجون التي اخذ الحي الاسم منها؟ فضحك سائق 'الطاكسي' وشرح لي ان الاحباس هي وقف اسلامي ولا علاقة له بالسجون ولا بالحبوس.
الوجه الآخر لمليكة
نالت مليكة أو فقير شهرتها في كتاب 'السجينة' ووصلت آفاقها الى العالم العربي والاوروبي لروايتها المعبرة عن معاناتها والتي يبدو انها لم تتوقف عن الكتابة، ففي الرواية الجديدة الصادرة باللغة الفرنسية بعنوان 'الغريبة' لميشيل فيتوسي نشرت صحيفة 'النهار المغربية' حلقات من الكتاب مترجما الى اللغة العربية مع مقدمة تشير الى أن مليكة اوفقير استعادت واسرتها حياتهما الطبيعية بعد ان عاشت مليكة العذاب النفسي والصحي جراء سجنها لمدة 15 سنة برفقة الام والاخوة جنوب المغرب قبل ان يوضعوا جميعا تحت الاقامة الجبرية.
وفي الكتاب الجديد 'الغريبة' وبمساعدة الكاتبة والصحافية الفرنسية ميشيل فيتوسي تعرضت مليكة لمعاناتها من جديد ولحياتها متنقلة ما بين مراكش وباريس وميامي، والخوف الذي لايزال يلازمها. الكتاب تجمع فيه بين الطرفة والضحك وفي سرد جديد من الاصوات المفاجئة وفي علاقتها مع حياة القصر والسجن والحياة في فرنسا واميركا لتكشف عن الوجه الآخر لشخصيتها.
العاصمة الاقتصادية
كازابلانكا هي التسمية الاسبانية للدار البيضاء، وهي مدينة يسكنها نحو 6 ملايين نسمة هم خليط من البشر، ليس لها هوية عمرانية ولا حتى سكانية واضحة مثل باقي المدن، تعرف بانها العاصمة الاقتصادية للمغرب، تستقطب رجال الاعمال مختلفي الاجناس من كل صوب. تشتهر بمسجد الحسن الثاني الكبير وبأسواقها القديمة التراثية كسوق الاحباس وسوق درب غلق وغيرهما، وبمقاهي كورنيشها المطل على البحر وسط المنارة الكاشفة ليلا.
وزراء يطلبون الهجرة!
تعيش المغرب هذه الايام عودة المهاجرين المنتشرين في اوروبا على وجه الخصوص، ويمكن مشاهدة السيارات ذات اللوحات الاوروبية وهي تخرج من موانئ مدن الشمال، كطنجة مثلا، محملة بالحقائب في طوابير طويلة، وهو مشهد مألوف لدى المغاربة الذين يتوزعون بهجراتهم على مختلف دول العالم تقريبا، لكن المستغرب ان تسمع ان هناك نحو عشرة وزراء قدموا طلبات للحصول على هجرة الى كندا ومنحهم الجنسية الكندية فيما بعد.
العلاقة الملتبسة بين المغرب واليهود
تعرف مدينة الصويرة بأنها أكثر مدينة يسكن فيها يهود مغاربة، ومع ذلك لا تخلو العلاقة من اشكالية، فصحيفة الاحداث المغربية نسبت الى المنتج الفني موريس الباز، وهو مغربي من اصل يهودي، قوله ان هناك جهات تعمل على تصويره 'كيهودي محتال وماكر' بسبب ما اثير من تعليقات حول دوره في مهرجان الصويرة الاخير، وتوزيعه لمنشور لم يحمل ترخيصا، والتنافس على من يمثل المهرجانات، وهو يعكس في جانب منه مسألة العلاقة مع المغاربة ذوي الاصول اليهودية، وهذا ما تقرأه ايضا في صحيفة الوطن الآن، التي اوردت تصريحا للمستشار الملكي، اندريه ازولاي، وهو مغربي من اصل يهودي، هاجم فيه الاسلاميين المتشددين الذين اتهموه باحتضانه مهرجان كناوة في 'الصويرة' والعمل على نشر الرذيلة واعتبرهم 'مجرد مكبوتين' وهو خلاف ظهر بين المستشار وجماعة العدالة والتنمية، وهم حزب اسلامي مغربي. وحسب تحليل الصحيفة التي نشرت الخبر ان هناك حربا خفية تشن على الرجل ويديرها اشخاص لا ينتمون لحزب العدالة لكنهم قريبون منه ماليا!
وفي اطار العلاقة القائمة بين المغرب واسرائيل، هناك مستويان من التعامل لان التداخل بينهما يحتاج الى شيء من التوضيح المهم، فالمغاربة على مختلف انتماءاتهم يجمعون تقريبا على انه لا تمييز بين المغربي من اصل يهودي واي مغربي آخر ما دام يحمل الجنسية المغربية، فهم يتجاورون بالسكن والعمل ولا غضاضة في ذلك، ويستشهدون على ذلك بان عمير بيرتس مثلا هو وزير الدفاع الاسرائيلي من اصل مغربي عندما زار المغرب قبل اشهر تقدم من الملك ليقبل يديه للدلالة على انتمائه وولائه للمغرب، بل يرفضون اثناء الحديث معهم وجود اي شرخ بينهم وبين اليهود، لكن على المستوى الرسمي للدولة، فذلك شأن آخر وعلاقة تحكمها معايير اخرى، منها الاخذ بعين الاعتبار الرفض الشعبي للتطبيع مع اسرائيل وتنامي قوة المجتمع المدني الرافضة لسياسة اسرائيل العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، او بحرب اسرائيل ضد لبنان وغيرها من القضايا الخلافية الصعبة.
ونظرا للارتباط التاريخي بين المغرب واسرائيل ووجود جالية يهودية تعيش على اراضيها منذ عشرات السنين والانفتاح النسبي والمحدود والسري الذي يكتنف العلاقات المغربية - الاسرائيلية وآخرها تبادل زيارات على مستوى وكيل الخارجية الاسرائيلي ووفود امنية اشارت اليها الصحف المغربية، تظل العلاقة محل توقف وتساؤل، فقد أوردت جريدة الصباح الصادرة في 4 يوليو، تقريرا شاملا استعرضت فيه معدلات زيارة المغاربة الى اسرائيل، وقالت انه في خلال ستة اشهر من السنة منحت اسرائيل تأشيرات الى 46 مغربيا وصلوا اليها عبر مطار القاهرة بعد ان تقدموا بملفاتهم عقب حصولهم على الموافقة عن طريق شبكة الانترنت من مكتب الهجرة التابع لوزارة الخارجية الاسرائيلية، ووقعت شركات سياحية اسرائيلية خلال السنوات الاربع الماضية اكثر من 360 عقدا مع مغاربة ومغاربيات اغلبهم يعملون في حانات ومراقص اسرائيلية في تل ابيب، وهؤلاء وبحسب الصحيفة يجدون صعوبة في المطارات المغربية نظرا للاختام الاسرائيلية على جوازاتهم، ومنذ اغلاق مكتب الاتصال الاسرائيلي في الرباط عندما اندلعت الانتفاضة عام 2000 صارت تحركات الاسرائيليين تتم بسرية.
وتذكر الصحيفة ان رجال امن سابقين وقعوا عقود عمل سنة 2004 مع شركات امن خاصة في اسرائيل مقابل رواتب شهرية تتراوح بين 1000 و1500 دولار، كما ان فرقا رياضية اسرائيلية خاصة في مجال كرة القدم قامت باتصالات مع لاعبين مغاربة للاحتراف في البطولة الاسرائيلية.
الكوكايين بدل الحشيش
ابرزت صحيفة المساء على صفحتها الاولى في تاريخ الرابع من يوليو تقريرا يدق ناقوس الخطر على المجتمع المغربي ككل وبلهجة حادة وموقف يستهجن السكوت عما وصلت اليه ظاهرة انتشار المخدرات، حيث قالت ان المغرب يهتم بالحشيش وينسى الكوكايين وهي كارثة مقبلة تهدد جيلا كاملا اذا لم يتداركها المسؤولون.
ويزرع المغرب اكثر من 150 الف هكتار من القنب الهندي (حشيشة الكيف) غير انه لا توجد رسميا اي قطعة ارض مزروعة بنبتة الكوكايين لكن هذا المسحوق الخطير في طريقه لكي يزيح مادة الحشيش التي اصبحت موضة قديمة!
مادة الكوكايين تصل الى المغرب عن طريق دول اميركا اللاتينية لتستقر على السواحل الافريقية الاطلسية ثم تتوجه بعد ذلك شمالا نحو المغرب، حيث تعبر مضيق جبل طارق بالطريقة نفسها التي تعبر بها قوارب الحشيش، او مع المهاجرين السريين، ويشير التقرير الى وجود عصابات اسبانية - مغربية، تتعاون مع عصابات من اميركا اللاتينية. يذكر ان اسبانيا باتت اليوم اكبر مستهلك للكوكايين في العالم على حد زعم الصحيفة!
الله يالمغربية!!
حجزنا على الخطوط الجوية الكويتية ذهابا وايابا الى المغرب، وكعادتها، تتساهل الشركة بالوزن وتسمح للراكب بالحد الادنى 30 كلغ، وتصرفنا على هذا الاساس. وفي العودة من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء فوجئنا بأن موظفة الكاونتر لم تسمح لنا باكثر من 25 كلغ، وبعد سؤال وجواب وروح وتعال توصلنا الى ان ندفع ثمن 10 كلغ من الوزن الزائد وقلنا اذا كان القانون هكذا فليطبق علينا.
وعندما قمنا بالدفع طلب منا مبلغ 3150 درهما، اي ما يعادل اكثر من 90 دينارا كويتيا، اي بالعربي الفصيح ثمن تذكرة طائرة على خطوط الجزيرة ذهابا وايابا إلى بيروت. قلت في نفسي والله نحن نظلم الكويتية احيانا!