المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرجع الشيعي "الشيرازي" بين الإسلام والحداثة الغربية



لمياء
07-29-2007, 11:11 PM
دبي- العربية.نت

مثّل الإمام محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي (1928 ـ 2001)، وفقاً لمقدمة كتاب الباحث أحمد الكاتب "المرجعية الدينية الشيعية وآفاق التطور -الإمام محمد الشيرازي نموذجاً"، عنواناً لمعركة حضارية انفجرت في أواسط القرن العشرين بين الاسلام والحداثة الغربية التي كانت تضم ثلاثة تيارات رئيسية اجتاحت المنطقة العربية والاسلامية، هي: القومية والديمقراطية والاشتراكية. حيث اتخذ الشيرازي، في تلك المعركة، موقف الدفاع عن الإسلام والتصدي لتلك التيارات.


وخلافاً لترحيب عدد من علماء الجيل السابق بكثير من مفردات الحضارة الغربية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعدم شعورهم بالتناقض مع تلك التيارات، فإن حدوث خلل في الحوار بين الأطراف المختلفة، أدى الى حدوث اضطراب وتصادم بين أنصار التيار الاسلامي، وأقطاب الحركات القومية والديمقراطية والاشتراكية.

ووفق عرض للكتاب في صحيفة "الغد" الأردنية، ولد الشيرازي في خضم أجواء الصراع بين تلك التيارات في أعقاب إضعاف الحركة الاسلامية (الشيعية) وإقصاء مراجع الدين عن التدخل في الحياة السياسية العراقية، وذلك بعد فشل ثورة العشرين وانهيار مقاومة المراجع للانتداب البريطاني، وإقدام النظام العراقي على الفصل بين الدين والسياسة.

يتضمن الكتاب الصادر عن الدار العربية للعلوم قراءة معمقة في أعمال الامام الشيرازي الثقافية والسياسية، ومراجعة نظريته في ولاية الفقيه والشورى، وكذلك منهجه في الاستنباط والاجتهاد، ومحاولته الدمج بين التراث والحداثة، وبين المرجعية الدينية والديمقراطية.

يقول الكاتب، في المقدمة، انه إذا كانت نظرية الشيرازي تتعرض اليوم لامتحان قاس في الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث لم يثبت فشلها على نحو ذريع، أو نجاحها بشكل تام، فإنها لا شك تحتاج الى مزيد من البحث والنقد والتمحيص.

كما تحتاج الى الغوص في أعماق التاريخ والجذور العقدية والفكرية، من أجل التأكد مما إذا كانت نظرية ولاية الفقيه تمثل حقاً النظرية السياسية الاسلامية المنشودة.