جبار
07-28-2007, 07:32 AM
تحقيق ناصر الفرحان
هل كان أحد يتصور أن يبلغ سعر بعض الأرقام الذهبية 20 ألف دينار؟!
هناك من يتحدث عن أسعار أعلى خصوصاً بالتصنيفين الماسي والملكي... فهذه الأرقام التي تتكون من ست متشابهات ومبتدأ فهي لا تقدر احياناً بثمن عند من يقدر على الدفع.
أما الأرقام الشاملة من نوع سبعة ارقام من رقم واحد فهي مقصورة على فئة محدودة لا يتعدى عدد المهتمين بها أصابع اليد الواحدة.
وهناك تجارة أرقام خطوط.
بل هي بورصة تشمل اعلانات بالصحف، ومتصلين يجعلون حملة بعض الأرقام لا ينامون الليل من الإزعاج.
ألو... هل هذا الرقم للبيع؟!
عبارة يسمعها كثيراً صاحب الرقم المميز عندما يدق عليه كثيرون في طريق اتصالاته اليومية.
ولعبة الأرقام تدخل ايضاً في البحث عن متشابه ما بين الوطنية، وام تي سي... أو مع خط المنزل، واحياناً مع الرقم نفسه في بلد المصدر بالنسبة للوافدين، فإذا كان هناك تشابه بين خطك في الكويت ورقم هاتف المنزل في القاهرة أو دمشق أو عمان، فهذا هو المراد... والمزيد من الأمثلة على لعبة الارقام.
والأرقام الذهبية هي الأرقام الهاتفية المحمولة وسميت بالذهبية لا لشيء إلا لأنها ليست في متناول من هب ودب، وهي في الكويت أصبحت للتميز واصبح اقتناء رقم ذهبي ظاهرة لها مرتادوها وزبائنها ممن يدفعون الغالي والنفيس في سبيل ذلك.
وفيما يستطيع شاب في الكويت ان يقتني رقماً ذهبياً يزيد ثمنه على 20 الف دينار احياناً وقد يكون أغلى من سيارته التي يركبها.
ان ذلك يتم بحثاً عن هذا التميز.
والرقم المميز مصدر تفاخر لبعض الشباب وخوف لبعضهم الآخر أو إعجاب فبعضهم يتحول الى شخص مميز عند اقتنائه لرقم ذهبي وقد يصبح معروفاً وقد ينفع في اليوم الاسود إذا خلا جيب أحدهم فيستطيع ان يبيعه ويوفر المبلغ المطلوب، والبعض اصبح له مصدر قلق وخوف، فكثير من أتاه رقم على هاتفه النقال بخمسة ارقام متشابهة «ترتجف فرائصه» ويخاف وقد لا يرد على المتصل او مصدر ازعاج من كثرة من يتصلون به عارضين عليه الشراء!
الآراء مختلفة حول هذا الموضوع، وقد قمنا بجولة استطلاعية على محلات بيع الارقام الهاتفية المميزة والتي تزخر بها الجرائد الاعلانية.
أحمد عبدالقادر، الذي يبيع الارقام المميزة أوضح ان أعلى رقم قد باعه هو 6 آلاف دينار وكان على فتاة وبعد مماطلة منها حيث كنت أعلنت عن الرقم بـ عشرة آلاف دينار.
وهناك طلب كبير على الأرقام المميزة خصوصاً من الشباب، وأنا أحاول دائماً توفير هذه الارقام لأني استفيد منها كثيراً.
أما سيد عبدالراضي فبين ان الطلب على الارقام المميزة كبير خصوصاً التي تبدأ برقم 6، وذلك من اناس عندهم فلوس، أما الناس العادية فلا يهمها الرقم طالما انه يؤدي الغرض.
وليد ابراهيم استغرب من جانبه وجود سوق للأرقام المميزة وان سبب ارتفاع اسعارها هم الشباب والمراهقون الذين يعتبرون وقوداً لثقافة الاستهلاك وهستيريا على شراء الأرقام بسعر خيالي ما يجعل محلات بيع الجوال بورصات متنقلة.
واعتبر ابراهيم الخليفي ان اقتناء الأرقام الذهبية تميز «واللي عنده فلوس يشتري ويكشخ».
ويعارض هذا الرأي نادر الرشيدي الذي اعتبرها ترفاً زائداً وليس له معنى وشخصية صاحبها انه مغرور!
أما عبدالسلام الحسون فقد اعتبر هذه الظاهرة غريبة وهو غير مؤيد لها لأنها تجعل هناك نوعاً من التمايز بين فئات الشعب مما يولد الحقد والحسد ويوحي بأن الشخص الذي يحمل هذا الرقم صاحب سلطة او نفوذ وظيفي او مالي مما يجعل النفوس غير صافية! وهذا ينطبق ايضاً على ارقام المنازل ما يعني انها تباع ويفترض ان تكون في متناول الجميع بل الادهى والأمر من ذلك ان هناك مقاسم في وزارة المواصلات تحجب الارقام المميزة ويطلب من طالب الرقم المميز مراجعة الوكيل، فلماذا يراجع الوكيل طالما ان الخدمة متوافرة وبرسوم محددة.
جنون عام!
عبداللطيف الشمري تحدث عن هذا الموضوع بشيء من الحسرة حيث قال ان العلاقات تغيرت والاحوال كذلك حتى لم يعد التميز بالكرم وسمو الأخلاق او بقوة الدين والتقوى أو بمساعدة فقير او مسح دمعة مسكين او يتيم بل اصبح مع الاسف التفاخر بالتوافه مثل اقتناء الأرقام، ان هذا جنون وهستيريا جماعية يمارسه هؤلاء الناس وبرعاية المجتمع والاسرة.
وأيد مبارك القطان شراء الارقام المميزة لأن صاحبها مميز وعنده ما يكفيه لشراء هذه الارقام والانسان حر فيما يشتري طالما من حر ماله سواء اشترى خطا بخمسة دنانير أو 20 ألف دينار «وليش الحسد»!
رأي البنات
ولكن ما رأي البنات في هذه الظاهرة فهن نصف المجتمع وجزء من المشكلة لأن البعض يشتري ويدفع دم قلبه لكي يحصل على التميز ويميّل نحوه البنات.
وهنا ترى هيفاء محمد ان زيادة اسعار هذه الارقام مبالغ بها لأن هناك من يشتري من غير مساومة وفقط للكشخة وقد لا يملك المال الكافي فأنا سمعت ان بعضهم رهن مفتاح سيارته والآخر باع جواله لكي يكمل سعر الرقم ويشتري جهازاً مستعملاً برقم يعتبره مميزاً.
أما شيخة الفضلي فقالت ان كل شيء في الكويت غال والأمر لا يقتصر على ارقام الهواتف.
وتنصح الفضلي الشباب الذين يدفعون هذه المبالغ الطائلة الى التبرع للفقراء والمساكين لكسب الحسنة والرزق من الله وبحسبة بسيطة فإن من يدفع 10 آلاف دينار لخط هاتف برقم مميز فيمكن بهذا المبلغ ان يدفع لعائلة فقيرة 500 دينار شهرياً ولمدة سنتين بقيمة هذا الخط.
واعتبرت دينا الشارخ ان مقتني هذه الأرقام قد لا يحسن تدبر الأمور وانه لا فرق بين الرقم المميز من غيره لأنه اصلاً لا تحفظ في جهازها الا اسماء اصحابها ولذا فإن عند الاتصال لا يغير الرقم وأنا تأسفت جداً على مستوى ضحالة تفكير هؤلاء عندما يذهب الى البنوك ليقترض لاقتناء هذه الأرقام وهي ظاهرة دخيلة على المجتمع وكنا نراها في الارقام التجارية كمطعم مثلاً ولكن كأرقام شخصية اعتقد ان لا معنى له.
الرقابة التجارية
مدير ادارة الرقابة التجارية في وزارة التجارة والصناعة راشد الهاجري تحدث عن دور الادارة في مراقبة هذا السوق المستعر لأرقام الهواتف فقال ان الادارة غير مسؤولة عن ارتفاع اسعار الارقام المميزة لأن هذه الاسعار عرض وطلب فمثلاً انت عندك رقم وتريد بيعه بألف دينار فهل يحق للادارة ان تمنعك وتفرض عليك سعراً اقل أو أكثر... لا يجوز طبعاً ولن يرضاه احد فهذا سوق حر فمن يرغب يشتري خطاً بألف دينار أو يشتري خطاً بـ 5 دنانير.
هل كان أحد يتصور أن يبلغ سعر بعض الأرقام الذهبية 20 ألف دينار؟!
هناك من يتحدث عن أسعار أعلى خصوصاً بالتصنيفين الماسي والملكي... فهذه الأرقام التي تتكون من ست متشابهات ومبتدأ فهي لا تقدر احياناً بثمن عند من يقدر على الدفع.
أما الأرقام الشاملة من نوع سبعة ارقام من رقم واحد فهي مقصورة على فئة محدودة لا يتعدى عدد المهتمين بها أصابع اليد الواحدة.
وهناك تجارة أرقام خطوط.
بل هي بورصة تشمل اعلانات بالصحف، ومتصلين يجعلون حملة بعض الأرقام لا ينامون الليل من الإزعاج.
ألو... هل هذا الرقم للبيع؟!
عبارة يسمعها كثيراً صاحب الرقم المميز عندما يدق عليه كثيرون في طريق اتصالاته اليومية.
ولعبة الأرقام تدخل ايضاً في البحث عن متشابه ما بين الوطنية، وام تي سي... أو مع خط المنزل، واحياناً مع الرقم نفسه في بلد المصدر بالنسبة للوافدين، فإذا كان هناك تشابه بين خطك في الكويت ورقم هاتف المنزل في القاهرة أو دمشق أو عمان، فهذا هو المراد... والمزيد من الأمثلة على لعبة الارقام.
والأرقام الذهبية هي الأرقام الهاتفية المحمولة وسميت بالذهبية لا لشيء إلا لأنها ليست في متناول من هب ودب، وهي في الكويت أصبحت للتميز واصبح اقتناء رقم ذهبي ظاهرة لها مرتادوها وزبائنها ممن يدفعون الغالي والنفيس في سبيل ذلك.
وفيما يستطيع شاب في الكويت ان يقتني رقماً ذهبياً يزيد ثمنه على 20 الف دينار احياناً وقد يكون أغلى من سيارته التي يركبها.
ان ذلك يتم بحثاً عن هذا التميز.
والرقم المميز مصدر تفاخر لبعض الشباب وخوف لبعضهم الآخر أو إعجاب فبعضهم يتحول الى شخص مميز عند اقتنائه لرقم ذهبي وقد يصبح معروفاً وقد ينفع في اليوم الاسود إذا خلا جيب أحدهم فيستطيع ان يبيعه ويوفر المبلغ المطلوب، والبعض اصبح له مصدر قلق وخوف، فكثير من أتاه رقم على هاتفه النقال بخمسة ارقام متشابهة «ترتجف فرائصه» ويخاف وقد لا يرد على المتصل او مصدر ازعاج من كثرة من يتصلون به عارضين عليه الشراء!
الآراء مختلفة حول هذا الموضوع، وقد قمنا بجولة استطلاعية على محلات بيع الارقام الهاتفية المميزة والتي تزخر بها الجرائد الاعلانية.
أحمد عبدالقادر، الذي يبيع الارقام المميزة أوضح ان أعلى رقم قد باعه هو 6 آلاف دينار وكان على فتاة وبعد مماطلة منها حيث كنت أعلنت عن الرقم بـ عشرة آلاف دينار.
وهناك طلب كبير على الأرقام المميزة خصوصاً من الشباب، وأنا أحاول دائماً توفير هذه الارقام لأني استفيد منها كثيراً.
أما سيد عبدالراضي فبين ان الطلب على الارقام المميزة كبير خصوصاً التي تبدأ برقم 6، وذلك من اناس عندهم فلوس، أما الناس العادية فلا يهمها الرقم طالما انه يؤدي الغرض.
وليد ابراهيم استغرب من جانبه وجود سوق للأرقام المميزة وان سبب ارتفاع اسعارها هم الشباب والمراهقون الذين يعتبرون وقوداً لثقافة الاستهلاك وهستيريا على شراء الأرقام بسعر خيالي ما يجعل محلات بيع الجوال بورصات متنقلة.
واعتبر ابراهيم الخليفي ان اقتناء الأرقام الذهبية تميز «واللي عنده فلوس يشتري ويكشخ».
ويعارض هذا الرأي نادر الرشيدي الذي اعتبرها ترفاً زائداً وليس له معنى وشخصية صاحبها انه مغرور!
أما عبدالسلام الحسون فقد اعتبر هذه الظاهرة غريبة وهو غير مؤيد لها لأنها تجعل هناك نوعاً من التمايز بين فئات الشعب مما يولد الحقد والحسد ويوحي بأن الشخص الذي يحمل هذا الرقم صاحب سلطة او نفوذ وظيفي او مالي مما يجعل النفوس غير صافية! وهذا ينطبق ايضاً على ارقام المنازل ما يعني انها تباع ويفترض ان تكون في متناول الجميع بل الادهى والأمر من ذلك ان هناك مقاسم في وزارة المواصلات تحجب الارقام المميزة ويطلب من طالب الرقم المميز مراجعة الوكيل، فلماذا يراجع الوكيل طالما ان الخدمة متوافرة وبرسوم محددة.
جنون عام!
عبداللطيف الشمري تحدث عن هذا الموضوع بشيء من الحسرة حيث قال ان العلاقات تغيرت والاحوال كذلك حتى لم يعد التميز بالكرم وسمو الأخلاق او بقوة الدين والتقوى أو بمساعدة فقير او مسح دمعة مسكين او يتيم بل اصبح مع الاسف التفاخر بالتوافه مثل اقتناء الأرقام، ان هذا جنون وهستيريا جماعية يمارسه هؤلاء الناس وبرعاية المجتمع والاسرة.
وأيد مبارك القطان شراء الارقام المميزة لأن صاحبها مميز وعنده ما يكفيه لشراء هذه الارقام والانسان حر فيما يشتري طالما من حر ماله سواء اشترى خطا بخمسة دنانير أو 20 ألف دينار «وليش الحسد»!
رأي البنات
ولكن ما رأي البنات في هذه الظاهرة فهن نصف المجتمع وجزء من المشكلة لأن البعض يشتري ويدفع دم قلبه لكي يحصل على التميز ويميّل نحوه البنات.
وهنا ترى هيفاء محمد ان زيادة اسعار هذه الارقام مبالغ بها لأن هناك من يشتري من غير مساومة وفقط للكشخة وقد لا يملك المال الكافي فأنا سمعت ان بعضهم رهن مفتاح سيارته والآخر باع جواله لكي يكمل سعر الرقم ويشتري جهازاً مستعملاً برقم يعتبره مميزاً.
أما شيخة الفضلي فقالت ان كل شيء في الكويت غال والأمر لا يقتصر على ارقام الهواتف.
وتنصح الفضلي الشباب الذين يدفعون هذه المبالغ الطائلة الى التبرع للفقراء والمساكين لكسب الحسنة والرزق من الله وبحسبة بسيطة فإن من يدفع 10 آلاف دينار لخط هاتف برقم مميز فيمكن بهذا المبلغ ان يدفع لعائلة فقيرة 500 دينار شهرياً ولمدة سنتين بقيمة هذا الخط.
واعتبرت دينا الشارخ ان مقتني هذه الأرقام قد لا يحسن تدبر الأمور وانه لا فرق بين الرقم المميز من غيره لأنه اصلاً لا تحفظ في جهازها الا اسماء اصحابها ولذا فإن عند الاتصال لا يغير الرقم وأنا تأسفت جداً على مستوى ضحالة تفكير هؤلاء عندما يذهب الى البنوك ليقترض لاقتناء هذه الأرقام وهي ظاهرة دخيلة على المجتمع وكنا نراها في الارقام التجارية كمطعم مثلاً ولكن كأرقام شخصية اعتقد ان لا معنى له.
الرقابة التجارية
مدير ادارة الرقابة التجارية في وزارة التجارة والصناعة راشد الهاجري تحدث عن دور الادارة في مراقبة هذا السوق المستعر لأرقام الهواتف فقال ان الادارة غير مسؤولة عن ارتفاع اسعار الارقام المميزة لأن هذه الاسعار عرض وطلب فمثلاً انت عندك رقم وتريد بيعه بألف دينار فهل يحق للادارة ان تمنعك وتفرض عليك سعراً اقل أو أكثر... لا يجوز طبعاً ولن يرضاه احد فهذا سوق حر فمن يرغب يشتري خطاً بألف دينار أو يشتري خطاً بـ 5 دنانير.