سلسبيل
07-25-2007, 01:42 AM
بقلم ....وليد الطبطبائي
للمرة الثانية تتهيأ لي زيارة دولة ألبانيا، وهذه المرة تشرفت ان اكون على رأس وفد برلماني من مجلس الأمة يضم السادة الدكتور علي العمير وعدنان سيد عبد الصمد والدكتور جمعان الحربش وأحمد لاري، وقد بدأت رحلتنا على متن الخطوط التركية من الكويت فجر الخميس 2007/7/19 واستغرقت الرحلة الى اسطنبول نحو ثلاث ساعات ووصلنا في تمام السادسة صباحا، وجلسنا في قاعة الانتظار لمدة ساعة ونصف غادرنا بعدها في الثامنة صباحا الى تيرانا عاصمة ألبانيا ولم تستغرق الرحلة من اسطنبول الى تيرانا اكثر من ساعة ونصف..
وبعد ان انهينا اجراءات المطار وصلنا الىپفندق الشيراتون في تيرانا وهو بالمناسبة استثمار كويتي ناجح تملكه مجموعة الخرافي، ورغم اننا لم ننم طيلة الرحلة المرهقة الا ان البرنامج الرسمي والمقابلات كانت قريبة في نفس يوم الوصول فبعد استراحة لمدة نصف ساعة قمنا بتغيير ملابسنا خرجنا لمقابلة رسمية مع نائب رئيس البرلمان ثم خرجنا من عنده الى مبنى وزارة الخارجية الالبانية والتقينا وكيل وزارة الخارجية حيث ابدى رغبته في تعزيز العلاقات مع الكويت عن طريق فتح سفارات في كلا البلدين وفتح خط جوي مباشر، وطلبنا نحن منهم تسهيل التأشيرات و (الفيزا) لتسهيل عملية التجارة بين البلدين وضرورة توقيع اتفاقيات حماية الاستثمار لجعل بيئة الاستثمار جاذبة خاصة وان فرص الاستثمار في البانيا متعددة مثل المشاريع العقارية والصناعية وانتاج الكهرباء والطاقة والمواصلات والسياحة وغيرها.
وبعد خروجنا من مبنى الخارجية توجهنا الى مطعم يسمى (السفرة)!! وتناولنا الغداء الا ان الجو حار جدا وارهاق السفر وعدم النوم جعلنا لا نستمتع بالاكل بل نريد العودة بأي شكل للفندق لاخذ الراحة، وهو ما كان بالفعل حيث اخذنا فرصة لغفوة لمدة ساعتين حيث كان ينتظرنا مشوار بعد العصر الى مدينة (دورس) الساحلية!!
وعند الساعة السادسة مساء خرجنا بالفعل إلى (دورس) وزرنا متحفها وميناءها الشهير الذي ساهم صندوق التنمية الكويتي باعادة تأهيله وبعدها كنا على موعد على العشاء بدعوة من نائب منطقة دورس الدكتور فردناند جعفري وهو نائب مخضرم واستاذ في العلاقات الدولية والامن القومي وبعد العشاء عدنا مباشرة الى مدينة تيرانا حيث فندقنا هناك ونحن مستوين (حدنا) و (تافلين العافية)!!
وفي اليوم التالي يوم الجمعة كان البرنامج حافلا جدا، فعند الصباح التقينا رئيسة البرلمان وهي من الحزب الديموقراطي الحاكم وخرجنا من البرلمان لنلتقي وزير الطاقة حيث اشتكى لنا من انقطاع الكهرباء بسبب موسم الحر والجفاف الذي تعتمد البانيا على مساقط المياه والآبار لتشغيل الطاقة الكهربائية، فقلنا له:
ان الحالة واحدة، فنحن في الكويت برغم توافر الامكانات المادية إلا أننا نعاني من انقطاع الكهرباء في فصل الصيف!! ومن مبنى وزارة الطاقة خرجنا إلى موعد مهم قامت رئيسة البرلمان بترتيبه لنا حيث التقينا الدكتور صالح بريشا رئيس الوزراء الألباني، وقد كنت اتطلع منذ زمن طويل للقاء هذه الشخصية العظيمة الذي قاد بلاده إلى الحرية والتخلص من العهد الشيوعي والدكتاتورية التي كانت تتمثل في آخر رؤساء العهد الشيوعي رامز عليا وهو خليفة المجرم أنور خوجة الذي عزل ألبانيا لعشرات السنين وهدم المساجد ومنع اي شيء يمت للدين بأدنى صلة، فكان اللقاء مع رئيس الوزراء الألباني مؤثرا حيث تحدث الرجل عن حبه للكويت وتقديره لقيادتها وشعبها واستذكر علاقة صالح بريشا المميزة مع الشيخ جابر الأحمد الأمير الراحل ومواقفه التي لا ينساها الرجل وخاصة عندما حدثت ازمة طارئة في الطاقة في البانيا واتصل بالشيخ جابر الذي لبى طلبه على وجه السرعة، كما تحدث صالح بريشا عن دور صندوق التنمية الكويتي ونشاطه في مشاريع البنية التحتية وتحدث عن الاستثمارات الكويتية الخاصة داخل ألبانيا وتحديدا عن استثمارات مجموعة الخرافي.
وبدوري شكرته على ان اعطانا وقتاً لمقابلته وخصوصاً أن البانيا تمر بأزمة سياسية خطيرة في انتظار التصويت على اختيار رئيس الجمهورية حيث يحتاج مرشح الحكومة إلى اصوات اضافية لحسم التصويت لمرشحها والمعارضة تقاطع الجلسات لاعاقة التصويت مما يفقد الجلسات النصاب المطلوب، علما بان ثلاث محاولات جرت للتصويت الا انها فشلت لغياب المعارضة عن الجلسات، وانها ستعقد في مساء اليوم »الجمعة« محاولة اخيرة للتصويت فإن نجحت الحكومة في اقناع بعض النواب المعارضة بدخول الجلسة والا فستتجه البلاد الى انتخابات برلمانية مبكرة قد تطيح بالحزب الحاكم وقد تطيح باستقرار البلاد خاصة وان البلاد مقبلة على مرحلة حرجة تتمثل في دعم استقلال كوسوفا، والانضمام العام المقبل الى حلف الناتو مما قد يؤثر على هذه المشاريع المهمة بالنسبة للألبان..!
ولذلك شكرنا الرئيس صالح بريشا على وقته ومقابلته لنا واستذكرت دوره النضالي لصالح شعبه، وتحدثت عن العلاقات الكويتية الالبانية وضرورة العمل على تعزيزها عن طريق فتح السفارات في كلا البلدين وفتح خط جوي وإلغاء التأشيرة بين البلدين وتوقيع اتفاقيات لحماية الاستثمار وتكثيف الزيارات بين البلدين، فوعد بمخاطبة وزير الخارجية لحثه على تسريع التوقيع على الاتفاقيات كما طلب منا ان نبلغ تحياته لصاحب السمو الشيخ صباح الاحمد أمير البلاد وطلب منا ان نبلغ الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء دعوته الشخصية لزيارة ألبانيا لتعزيز العلاقات وقد خرج معنا هذا الرجل الوقور من غرفة المقابلات وسار معنا الى الخارج وأوصلنا الى نهاية الممر حيث الدرج وودعنا بحرارة شديدة.
وخرجنا من مبنى رئاسة الوزراء الى بلدة تبعد عن العاصمة تيراتا نحو ساعة تسمى »كرويا« كانت تعتبر عاصمة البانيا أيام الحكم العثماني التركي قبل بناء العاصمة تيرانا حيث زرنا القلعة التاريخية التي كانت في أعلى الجبل وداخل القلعة متحف يؤرخ لهذه القلعة والتي يزيد عمرها عن الفي سنة ثم تغدينا بمطعم داخل القلعة وتجولنا على الاقدام بعدها في طرق المدينة القديمة وسوقها التراثي حيث تبضعنا بعض الاشياء التقليدية ثم ختمنا جولتنا بالصلاة بمسجد البلدة والذي يزيد عمره خمسمائة عام..
وبعد الصلاة دعانا مفتي البلدة على الشاي والقهوة وغادرنا بعدها مدينة كرويا عائدين الى تيرانا حيث اخذنا استراحة قليلة في الفندق واتجهنا الى مبنى وزارة النقل لمقابلة وزير النقل حيث كرر شكر حكومته على مشاريع صندوق التنمية الكويتي المتعلق بالطرق السريعة في البانيا وخاصة الطريق الذي يصل بين ميناء دورس وبين اقليم كوسوفا وكان يحضر اللقاء ايضا النائب الدكتور فردناند جعفري وقد طلبا منا الاذن لسرعة انهاء الاجتماع لحضور الجلسة التاريخية لاختيار رئيس الجمهورية فقلنا لهم قلوبنا معكم ونعتقد بان النجاح سيكون حليفكم اليوم.
غادرنا مبنى الوزارة الى مبنى المشيخة الاسلامية في البانيا لمقابلة مفتي الجمهورية سليم موشى وتفاجأنا بأن الكهرباء معطلة ولحسن الحظ انه كان معنا فلاش كاميرا قمنا باستخدامه لكي نرى المفتي ويرانا وبعدها غادرنا مبنى المشيخة الى المطعم، والذي يقع خارج المدينة وطلبنا من المفتي ان نصلي أولا قبل العشاء،
لكن المفتي رفض وقال ان المكان غير مناسب للصلاة لذا صلوا في الفندق اذا رجعتم لكننا رفضنا تأخير الصلاة وطلبنا من ادارة الفندق ان يفرشوا لنا في قاعة منفصلة لنصلي جماعة وفعلا كان ما اردنا نادينا على صلاتي المغرب والعشاء جماعة وأمنا الدكتور جمعان الحربش وصلى جميع الوفد خلف د.جمعان وايضا جميع موظفي المشيخة الاسلامية ما عدا رئيس المشيخة الذي ظل على رأيه بالصلاة بعد العشاء!!
وعندما جلسنا على مائدة الطعام طلب مني رئيس المشيخة ان يتعرف على اعضاء الوفد، فقلت له: التعارف بعد تناول الطعام، فقال: لماذا؟، فقلت له: ألم تقل الصلاة بعد تناول الطعام، فكذلك التعارف!!
ولكني امزح معك على يميني السيد عدنان عبدالصمد ثم احمد لاري ثم الدكتور علي العمير ثم الدكتور جمعان الحربش.. وقد احضروا لكل واحد منا فخذ خروف صغير عمره شهران كان شهيا للغاية مع شراب اللبن.
وفي يوم السبت في ثالث ايام زيارتنا خرجنا صباحا الى محافظة الباسان حيث التقينا عمدة المدينة والمحافظ وزرنا قلعتها التاريخية التي يزيد عمرها على الف وسبعمائة سنة وتغدينا داخل القلعة، وعدنا الى تيرانا بعد الغداء للاستراحة في الفندق..
وفي المساء ذهبنا الى مدينة دورس الساحلية للمرة الثانية لتناول العشاء بدعوة من لجنة العالم الاسلامي التابعة لجمعية الاصلاح الاجتماعي حيث لديهم نشاط اكبر هناك بالاضافة الى نشاط اللجنة الكويتية المشتركة وهاتان الجهتان يكفلان نحو 8 آلاف يتيم في البانيا وهو نصف عدد الايتام الذين تكفلهم جميع الدول الخليجية مجتمعة في البانيا.
وفي اليوم الرابع »الاحد« وهو يوم المغادرة تقابلنا مع وزير الدفاع الالباني الذي كان يزور الفندق ودار حوار طويل حول توثيق العلاقات بين الكويت والبانيا حيث سبق ان زار وزير الدفاع الالباني الكويت قبل نحو شهرين وطلب مني ابلغ الشيخ جابر المبارك تحياته بالاضافة الى السيد جاسم الخرافي.. وقال مازلت أتذكر ديوان البابطين الذي زاره برفقتي واعجبه نظام الديوانيات في الكويت، وعند الساعة الثالثة ظهرا غادرنا البانيا وكان في وداعنا في المطار النائب فردناند جعفري الذي اوصلنا عند باب الطائرة وعدنا على نفس الخطوط التركية عبر اسطنبول ثم الكويت.
***
ماذا تحتاج البانيا؟!
يشكل المسلمون نحو %80 من اجمالي عدد سكان البانيا البالغ نحو 3.5 ملايين نسمة، وقد فعل الحكم الشيوعي بهم الافاعيل حيث منع اي مظهر للدين اطلاقا، ثم تعرضت البانيا لحملات تنصيرية من ايطاليا واليونان وقد كان عدد المساجد قبل العهد الشيوعي اكثر من 2500 مسجد هدم جميعها ما عدا مساجد لا يزيد عددها على اصابع اليد، والحمد لله اليوم يوجد نحو 500 مسجد الا انها غير كافية حيث توجد مئات القرى بدون مساجد،
والمسجد يمثل القلعة الحصينة لهؤلاء من الذوبان ويذكرهم باصولهم وجذورهم الاسلامية، وهناك حاجة ماسة لطباعة ترجمة القرآن باللغة الالبانية حيث يجهل الكثيرون حرمة الخمر واهمية الحجاب ووجوب الصلاة كل يوم حيث لا يصلي كثيرون الا في الجمعة او المناسبات ولكنهم محافظون على صيام شهر رمضان!! وهناك حاجة لكفالة الدعاة والائمة ودعم الفقراء وكفالة الايتام والاسر المنكوبة، وربما يكون ضروريا العمل على انشاء قناة فضائية باللغة الالبانية لتذكر الناس بهويتهم وتعليمهم دينهم لحمايتهم من التغريب والذوبان واني ادعو جميع المسلمين كل مما تجود يده لمد يد المساعدة لهذا الشعب المسلم حتى لا يكون حال البانيا كحال الاندلس التي ضاعت في غفلة من المسلمين.
altabtabai@hotmail.com
تاريخ النشر: الثلاثاء 24/7/2007
للمرة الثانية تتهيأ لي زيارة دولة ألبانيا، وهذه المرة تشرفت ان اكون على رأس وفد برلماني من مجلس الأمة يضم السادة الدكتور علي العمير وعدنان سيد عبد الصمد والدكتور جمعان الحربش وأحمد لاري، وقد بدأت رحلتنا على متن الخطوط التركية من الكويت فجر الخميس 2007/7/19 واستغرقت الرحلة الى اسطنبول نحو ثلاث ساعات ووصلنا في تمام السادسة صباحا، وجلسنا في قاعة الانتظار لمدة ساعة ونصف غادرنا بعدها في الثامنة صباحا الى تيرانا عاصمة ألبانيا ولم تستغرق الرحلة من اسطنبول الى تيرانا اكثر من ساعة ونصف..
وبعد ان انهينا اجراءات المطار وصلنا الىپفندق الشيراتون في تيرانا وهو بالمناسبة استثمار كويتي ناجح تملكه مجموعة الخرافي، ورغم اننا لم ننم طيلة الرحلة المرهقة الا ان البرنامج الرسمي والمقابلات كانت قريبة في نفس يوم الوصول فبعد استراحة لمدة نصف ساعة قمنا بتغيير ملابسنا خرجنا لمقابلة رسمية مع نائب رئيس البرلمان ثم خرجنا من عنده الى مبنى وزارة الخارجية الالبانية والتقينا وكيل وزارة الخارجية حيث ابدى رغبته في تعزيز العلاقات مع الكويت عن طريق فتح سفارات في كلا البلدين وفتح خط جوي مباشر، وطلبنا نحن منهم تسهيل التأشيرات و (الفيزا) لتسهيل عملية التجارة بين البلدين وضرورة توقيع اتفاقيات حماية الاستثمار لجعل بيئة الاستثمار جاذبة خاصة وان فرص الاستثمار في البانيا متعددة مثل المشاريع العقارية والصناعية وانتاج الكهرباء والطاقة والمواصلات والسياحة وغيرها.
وبعد خروجنا من مبنى الخارجية توجهنا الى مطعم يسمى (السفرة)!! وتناولنا الغداء الا ان الجو حار جدا وارهاق السفر وعدم النوم جعلنا لا نستمتع بالاكل بل نريد العودة بأي شكل للفندق لاخذ الراحة، وهو ما كان بالفعل حيث اخذنا فرصة لغفوة لمدة ساعتين حيث كان ينتظرنا مشوار بعد العصر الى مدينة (دورس) الساحلية!!
وعند الساعة السادسة مساء خرجنا بالفعل إلى (دورس) وزرنا متحفها وميناءها الشهير الذي ساهم صندوق التنمية الكويتي باعادة تأهيله وبعدها كنا على موعد على العشاء بدعوة من نائب منطقة دورس الدكتور فردناند جعفري وهو نائب مخضرم واستاذ في العلاقات الدولية والامن القومي وبعد العشاء عدنا مباشرة الى مدينة تيرانا حيث فندقنا هناك ونحن مستوين (حدنا) و (تافلين العافية)!!
وفي اليوم التالي يوم الجمعة كان البرنامج حافلا جدا، فعند الصباح التقينا رئيسة البرلمان وهي من الحزب الديموقراطي الحاكم وخرجنا من البرلمان لنلتقي وزير الطاقة حيث اشتكى لنا من انقطاع الكهرباء بسبب موسم الحر والجفاف الذي تعتمد البانيا على مساقط المياه والآبار لتشغيل الطاقة الكهربائية، فقلنا له:
ان الحالة واحدة، فنحن في الكويت برغم توافر الامكانات المادية إلا أننا نعاني من انقطاع الكهرباء في فصل الصيف!! ومن مبنى وزارة الطاقة خرجنا إلى موعد مهم قامت رئيسة البرلمان بترتيبه لنا حيث التقينا الدكتور صالح بريشا رئيس الوزراء الألباني، وقد كنت اتطلع منذ زمن طويل للقاء هذه الشخصية العظيمة الذي قاد بلاده إلى الحرية والتخلص من العهد الشيوعي والدكتاتورية التي كانت تتمثل في آخر رؤساء العهد الشيوعي رامز عليا وهو خليفة المجرم أنور خوجة الذي عزل ألبانيا لعشرات السنين وهدم المساجد ومنع اي شيء يمت للدين بأدنى صلة، فكان اللقاء مع رئيس الوزراء الألباني مؤثرا حيث تحدث الرجل عن حبه للكويت وتقديره لقيادتها وشعبها واستذكر علاقة صالح بريشا المميزة مع الشيخ جابر الأحمد الأمير الراحل ومواقفه التي لا ينساها الرجل وخاصة عندما حدثت ازمة طارئة في الطاقة في البانيا واتصل بالشيخ جابر الذي لبى طلبه على وجه السرعة، كما تحدث صالح بريشا عن دور صندوق التنمية الكويتي ونشاطه في مشاريع البنية التحتية وتحدث عن الاستثمارات الكويتية الخاصة داخل ألبانيا وتحديدا عن استثمارات مجموعة الخرافي.
وبدوري شكرته على ان اعطانا وقتاً لمقابلته وخصوصاً أن البانيا تمر بأزمة سياسية خطيرة في انتظار التصويت على اختيار رئيس الجمهورية حيث يحتاج مرشح الحكومة إلى اصوات اضافية لحسم التصويت لمرشحها والمعارضة تقاطع الجلسات لاعاقة التصويت مما يفقد الجلسات النصاب المطلوب، علما بان ثلاث محاولات جرت للتصويت الا انها فشلت لغياب المعارضة عن الجلسات، وانها ستعقد في مساء اليوم »الجمعة« محاولة اخيرة للتصويت فإن نجحت الحكومة في اقناع بعض النواب المعارضة بدخول الجلسة والا فستتجه البلاد الى انتخابات برلمانية مبكرة قد تطيح بالحزب الحاكم وقد تطيح باستقرار البلاد خاصة وان البلاد مقبلة على مرحلة حرجة تتمثل في دعم استقلال كوسوفا، والانضمام العام المقبل الى حلف الناتو مما قد يؤثر على هذه المشاريع المهمة بالنسبة للألبان..!
ولذلك شكرنا الرئيس صالح بريشا على وقته ومقابلته لنا واستذكرت دوره النضالي لصالح شعبه، وتحدثت عن العلاقات الكويتية الالبانية وضرورة العمل على تعزيزها عن طريق فتح السفارات في كلا البلدين وفتح خط جوي وإلغاء التأشيرة بين البلدين وتوقيع اتفاقيات لحماية الاستثمار وتكثيف الزيارات بين البلدين، فوعد بمخاطبة وزير الخارجية لحثه على تسريع التوقيع على الاتفاقيات كما طلب منا ان نبلغ تحياته لصاحب السمو الشيخ صباح الاحمد أمير البلاد وطلب منا ان نبلغ الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء دعوته الشخصية لزيارة ألبانيا لتعزيز العلاقات وقد خرج معنا هذا الرجل الوقور من غرفة المقابلات وسار معنا الى الخارج وأوصلنا الى نهاية الممر حيث الدرج وودعنا بحرارة شديدة.
وخرجنا من مبنى رئاسة الوزراء الى بلدة تبعد عن العاصمة تيراتا نحو ساعة تسمى »كرويا« كانت تعتبر عاصمة البانيا أيام الحكم العثماني التركي قبل بناء العاصمة تيرانا حيث زرنا القلعة التاريخية التي كانت في أعلى الجبل وداخل القلعة متحف يؤرخ لهذه القلعة والتي يزيد عمرها عن الفي سنة ثم تغدينا بمطعم داخل القلعة وتجولنا على الاقدام بعدها في طرق المدينة القديمة وسوقها التراثي حيث تبضعنا بعض الاشياء التقليدية ثم ختمنا جولتنا بالصلاة بمسجد البلدة والذي يزيد عمره خمسمائة عام..
وبعد الصلاة دعانا مفتي البلدة على الشاي والقهوة وغادرنا بعدها مدينة كرويا عائدين الى تيرانا حيث اخذنا استراحة قليلة في الفندق واتجهنا الى مبنى وزارة النقل لمقابلة وزير النقل حيث كرر شكر حكومته على مشاريع صندوق التنمية الكويتي المتعلق بالطرق السريعة في البانيا وخاصة الطريق الذي يصل بين ميناء دورس وبين اقليم كوسوفا وكان يحضر اللقاء ايضا النائب الدكتور فردناند جعفري وقد طلبا منا الاذن لسرعة انهاء الاجتماع لحضور الجلسة التاريخية لاختيار رئيس الجمهورية فقلنا لهم قلوبنا معكم ونعتقد بان النجاح سيكون حليفكم اليوم.
غادرنا مبنى الوزارة الى مبنى المشيخة الاسلامية في البانيا لمقابلة مفتي الجمهورية سليم موشى وتفاجأنا بأن الكهرباء معطلة ولحسن الحظ انه كان معنا فلاش كاميرا قمنا باستخدامه لكي نرى المفتي ويرانا وبعدها غادرنا مبنى المشيخة الى المطعم، والذي يقع خارج المدينة وطلبنا من المفتي ان نصلي أولا قبل العشاء،
لكن المفتي رفض وقال ان المكان غير مناسب للصلاة لذا صلوا في الفندق اذا رجعتم لكننا رفضنا تأخير الصلاة وطلبنا من ادارة الفندق ان يفرشوا لنا في قاعة منفصلة لنصلي جماعة وفعلا كان ما اردنا نادينا على صلاتي المغرب والعشاء جماعة وأمنا الدكتور جمعان الحربش وصلى جميع الوفد خلف د.جمعان وايضا جميع موظفي المشيخة الاسلامية ما عدا رئيس المشيخة الذي ظل على رأيه بالصلاة بعد العشاء!!
وعندما جلسنا على مائدة الطعام طلب مني رئيس المشيخة ان يتعرف على اعضاء الوفد، فقلت له: التعارف بعد تناول الطعام، فقال: لماذا؟، فقلت له: ألم تقل الصلاة بعد تناول الطعام، فكذلك التعارف!!
ولكني امزح معك على يميني السيد عدنان عبدالصمد ثم احمد لاري ثم الدكتور علي العمير ثم الدكتور جمعان الحربش.. وقد احضروا لكل واحد منا فخذ خروف صغير عمره شهران كان شهيا للغاية مع شراب اللبن.
وفي يوم السبت في ثالث ايام زيارتنا خرجنا صباحا الى محافظة الباسان حيث التقينا عمدة المدينة والمحافظ وزرنا قلعتها التاريخية التي يزيد عمرها على الف وسبعمائة سنة وتغدينا داخل القلعة، وعدنا الى تيرانا بعد الغداء للاستراحة في الفندق..
وفي المساء ذهبنا الى مدينة دورس الساحلية للمرة الثانية لتناول العشاء بدعوة من لجنة العالم الاسلامي التابعة لجمعية الاصلاح الاجتماعي حيث لديهم نشاط اكبر هناك بالاضافة الى نشاط اللجنة الكويتية المشتركة وهاتان الجهتان يكفلان نحو 8 آلاف يتيم في البانيا وهو نصف عدد الايتام الذين تكفلهم جميع الدول الخليجية مجتمعة في البانيا.
وفي اليوم الرابع »الاحد« وهو يوم المغادرة تقابلنا مع وزير الدفاع الالباني الذي كان يزور الفندق ودار حوار طويل حول توثيق العلاقات بين الكويت والبانيا حيث سبق ان زار وزير الدفاع الالباني الكويت قبل نحو شهرين وطلب مني ابلغ الشيخ جابر المبارك تحياته بالاضافة الى السيد جاسم الخرافي.. وقال مازلت أتذكر ديوان البابطين الذي زاره برفقتي واعجبه نظام الديوانيات في الكويت، وعند الساعة الثالثة ظهرا غادرنا البانيا وكان في وداعنا في المطار النائب فردناند جعفري الذي اوصلنا عند باب الطائرة وعدنا على نفس الخطوط التركية عبر اسطنبول ثم الكويت.
***
ماذا تحتاج البانيا؟!
يشكل المسلمون نحو %80 من اجمالي عدد سكان البانيا البالغ نحو 3.5 ملايين نسمة، وقد فعل الحكم الشيوعي بهم الافاعيل حيث منع اي مظهر للدين اطلاقا، ثم تعرضت البانيا لحملات تنصيرية من ايطاليا واليونان وقد كان عدد المساجد قبل العهد الشيوعي اكثر من 2500 مسجد هدم جميعها ما عدا مساجد لا يزيد عددها على اصابع اليد، والحمد لله اليوم يوجد نحو 500 مسجد الا انها غير كافية حيث توجد مئات القرى بدون مساجد،
والمسجد يمثل القلعة الحصينة لهؤلاء من الذوبان ويذكرهم باصولهم وجذورهم الاسلامية، وهناك حاجة ماسة لطباعة ترجمة القرآن باللغة الالبانية حيث يجهل الكثيرون حرمة الخمر واهمية الحجاب ووجوب الصلاة كل يوم حيث لا يصلي كثيرون الا في الجمعة او المناسبات ولكنهم محافظون على صيام شهر رمضان!! وهناك حاجة لكفالة الدعاة والائمة ودعم الفقراء وكفالة الايتام والاسر المنكوبة، وربما يكون ضروريا العمل على انشاء قناة فضائية باللغة الالبانية لتذكر الناس بهويتهم وتعليمهم دينهم لحمايتهم من التغريب والذوبان واني ادعو جميع المسلمين كل مما تجود يده لمد يد المساعدة لهذا الشعب المسلم حتى لا يكون حال البانيا كحال الاندلس التي ضاعت في غفلة من المسلمين.
altabtabai@hotmail.com
تاريخ النشر: الثلاثاء 24/7/2007