فاطمي
07-22-2007, 11:26 AM
اللبنانيون متفقون على رفض الحرب الطائفية
علي آل غراش من بيروت - خاص ايلاف
أكد المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله ان النصر الذي تحقق في حرب تموز أسقط العنفوان الصهيوني الذي كان يتحدى العرب في الهزائم المتتالية التي أوقعها بهم، وإن الشعوب العربية والإسلامية دخلت في تجربة جديدة من خلال انتصار المقاومة الأمر الذي يجعلها تفكر في مستقبل الانتصار في كل قضاياها على أنقاض ماضي الهزيمة، وإن لبنان أصبح ساحة للصراعات الدولية والإقليمية في المشاريع التي تخطط لها الإدارة الأمريكية وحلفاؤها كمشروع الشرق الأوسط الكبير، وان أمريكا لن تمنح لبنان السلاح الذي يستطيع من خلاله أن يواجه إسرائيل بالقوة العسكرية التي يستطيع بها حماية أرضه وحدوده بل إنها تتصدق عليه بسلاح قديم لا يغني شيئاً.
رافضا توريط الجيش في الخلافات السياسية، وقلل فضل الله من اندلاع حرب داخلية طائفية لأن اللبنانيين متفقون بجميع فئاتهم على رفض ذلك.
موضحا إن المحكمة الدولية كانت قراراً أمريكياً متحركاً على تعقيدات لبنانية وأوضاع متطرفة، مستغربا بمحاولات البعض إثارة التعقيدات بين العرب وإيران التي يحاولون الإيحاء بأنها هي الخطر وليست إسرائيل، وإن إسرائيل هي الصديق الحليف بينما تمثل إيران العدو والخصم، وأشار المرجع الديني بان العراق يتجه إلى الانهيار بفعل الاحتلال الأمريكي من جهة ووحشية التكفيريين من جهة أخرى، ولا نعتقد أن الشيعة تعاملوا مع أمريكا بثقة كبيرة، بل إن أمريكا استغلت الوضع الظالم الذي مارسه النظام الطاغي لاحتلال العراق، وقد ساهم في الوضع السياسي السياسيون من السنة والشيعة معاً بفعل الخداع المفروض عليهم.
جاء ذلك خلال لقاء خاص للمفكر والمرجع الديني محمد حسين فضل الله مع إيلاف حيث تحدث السيد صاحب المنطق والآفاق المستقبلية والتحليلات السياسية الناضجة حول قضايا كثيرة تهم الساحة اللبنانية والعربية في الوقت الراهن.
يخشون فكرة المقاومة
تمر هذه الأيام ذكرى حرب تموز... كيف تقرؤون نتائج تلك الحرب على الساحة اللبنانية والعربية والإسلامية والدولية، ولماذا بعض أنظمة المنطقة ترفض الاعتراف بالانتصار الذي تحقق خلال حرب تموز؟
إنها ترفض الاعتراف بهذا الانتصار لأن أغلبيتها ترفض أية مقاومة تواجه العدو الإسرائيلي الذي تلتزم أمنه وتعارض أيّ حرب ضده بعدما التزمت في قراراتها الخاصة والعامة بإنهاء حال الحرب، ذلك أنّ أيّ مواجهة مع هذا العدو تربك مخططاتها في مشاريع السلام على الطريقة الأمريكية التي تتناسب مع الإستراتيجية الإسرائيلية وتمنح الواقع العربي بعض المكاسب الهزيلة في لعبة الدولة الفلسطينية التي لن تحقق للشعب الفلسطيني أيّ حق في الحياة الحرّة الكريمة... وهم يرفضون أية مقاومة وممانعة لهذا الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين ما جعلهم يتحدثون عن هذه الحرب التحريرية بطريقة سلبية تحت عنوان المغامرة غير المحسوبة أو المواجهة المثيرة المعقدة هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنهم يخشون من فكرة المقاومة كحركة عنيفة تحرر الوطن وتدفع بالأمة إلى التفكير بمستقبل هذه القوة الضاربة، فهي قد تقترب من أنظمتهم الضاغطة على شعوبها التي قد تعيش هذه الروح الجديدة المتحركة في خط الحرية للشعب كله.
وأضاف السيد فضل الله: ولعلنا ـ في متابعتنا للموقف الأمريكي الذي كان شريكاً لإسرائيل في هذا العدوان على لبنان ـ نجد في مواقف هذه الأنظمة الخاضعة للسياسة الأمريكية دعماً للعدو الذي كانت هذه الأنظمة تريد منه أن يتابع حربه على المقاومة من أجل القضاء عليها ونزع سلاحها، وهذا ما تمثَّل في كل الخطوات والحركات والمؤتمرات التي شاركت فيها والهادفة إلى إرباك هذا النصر الكبير وتحويله إلى هزيمة.
نصر على أنقاض الهزائم
ما أهم الإفرازات لحرب تموز، و ماذا قدمت على مستوى الشعوب العربية والإسلامية؟
إننا وجدنا في المواقف المؤيدة في ساحات الشعوب العربية والإسلامية ما يشبه حركة الثورة ضد إسرائيل وأمريكا والأنظمة المؤيدة لهما من خلال التاريخ الجديد الذي صنعته المقاومة للأمة في تأكيد الانتصار للمستقبل في انطلاقة الحاضر وأسقطت به العنفوان الصهيوني الذي كان يتحدى العرب في الهزائم المتتالية التي أوقعها بهم، حتى اعتبرت الأنظمة أن الضعف العربي الذي يتمثل في التنازلات الكثيرة هو القضاء والقدر الذي يفرض عليها إنهاء الصراع بما يحقق لإسرائيل موقع القوة في المنطقة، لاسيما في الحلف المعقود بينها وبين أميركا. وأضاف المرجع فضل الله: إن الشعوب العربية والإسلامية دخلت في تجربة جديدة من خلال انتصار المقاومة الأمر الذي يجعلها تفكر في مستقبل الانتصار في كل قضاياها على أنقاض ماضي الهزيمة.
ولادة أكثر من مقاومة
هل أدى ذلك الانتصار الذي تحقق إلى تغيير المعادلات في المنطقة بعد سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
من الصعب القول إن الانتصار استطاع تغيير المعادلات في المنطقة في شكل واقعي، ولكن من الممكن التأكيد أن هناك حركة جديدة بدأت تؤثر في أكثر من محور دولي أو عربي في المشاريع المطروحة لتنظيم المنطقة، بحيث أصبحت المحاور السياسية تحسب حسابها في الخطط الموضوعة في قضايا المنطقة، ما أدى إلى ولادة أكثر من مقاومة سياسية أو عسكرية ضد الاستكبار العالمي والاحتلال الأمريكي والأطلسي.
قتل الانتصار
لقد حاولت بعض الجهات في لبنان مؤخرا من تذويب عيد الانتصار والتحرير 25 ايار إلى مناسبة ميتة، مما يعني بداية مرحلة جديدة بعدم الاعتراف بالمقاومة؟.
سوف تبقى المقاومة في ضمير اللبنانيين الذين ساندوها ووقفوا معها واحتفلوا بانتصارها، كما ستبقى في وجدان الأحرار في العالم العربي والإسلامي ولن تستطيع أية قوة نزع الاعتراف بالمقاومة التي سوف تمتد إلى أكثر من موقع ضد سياسة الاستكبار العالمي.
شعور بالاعتزاز
هل أصيب الشيعة في لبنان والعالم بالغرور نتيجة الثقة الزائدة والإفراط بالتفاؤل بمستقبل أفضل نتيجة ما تحقق من نصر خلال حرب تموز؟
إننا لا نتصور أن الشيعة قد أصيبوا بالغرور في انتصارهم على العدو الصهيوني فقد عاشوا المعاناة الصعبة في هذه التجربة من خلال التدمير الذي حلّ ببلادهم والضحايا التي فقدوها في وحشية القصف الإسرائيلي وفي الشهداء والجرحى الذين سقطوا في المعركة، الأمر الذي أحدث الكثير من الآلام الخاصة والعامة في تضحياتهم الكبيرة، ولكنهم شعروا بالاعتزاز الجهادي والعنفوان الروحي لأنهم استطاعوا القيام بالمسؤولية الكبيرة التي حملهم الله إياها في جهادهم ضد أعداء الله والإنسانية، لأن المسألة لديهم لم تكن مسألة طموح شخصي أو انطلاقة حزبية بل كانت مسألة التزام شرعي تجاه الأمة وتخطيط للمستقبل القادم من داخل دروس المعركة مما عاشوا فيه الدراسة الواعية للسلبيات والإيجابيات في نقاط الضعف والقوة التي تجعلهم في موقع المتواضعين أمام الله والأمة لا في موقع المغرورين.
هل ساهم النصر الذي تحقق في حرب تموز في خلق توجه لدى الأحزاب والتيارات اللبنانية إلى رفع وتيرة الاستعداد العسكري وتخزين العتاد... لإيمان هولاء بان الحسم الداخلي سيكون من صالح القوة العسكرية؟
ربما يتحدث البعض عن مثل هذا التطور السلبي الذي قد يخطط فيه البعض للاستعداد لجولة عسكرية قد يفكرون فيها في احتمالات حرب فئوية في نطاق الصراع الداخلي بين الأحزاب والطوائف، ولكن هذا الأمر لم يبلغ درجة الخطورة حتى الآن.
لبنان إلى المجهول
إلى أين يتجه لبنان في الظل الظروف الحالية؟
إن لبنان أصبح ساحة للصراعات الدولية والإقليمية في المشاريع التي تخطط لها الإدارة الأمريكية وحلفاؤها كمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأميركية ودور لبنان فيه، ولهذا من الصعب الحديث عن الاستقرار في لبنان ما دامت المنطقة تهتز بالعنف المتحرك في أكثر من جانب وبالاحتلال الذي يطبق على العراق وأفغانستان وبالفوضى التي بشر بها الرئيس الأمريكي في أكثر من بلد في واقع المنطقة وبالقلق المدمر الذي أصاب الكثير من الأنظمة من خلال الطريقة الأمريكية السياسية والأمنية التي تعمل على إثارة الخوف في الواقع العربي من الخطر الإيراني وغير ذلك، الأمر الذي لا يمكن للبنان أن يكون في معزل عنه، لأنه الساحة التي تنطلق فيها قضايا الحرية ومشاكل الطائفية وحساسيات المذهبية الأمر الذي قد تستغله المحاور الدولية والإقليمية بطريقة سلبية.
السلاح الأمريكي لا يغني
كيف تقرؤون الوضع اللبناني الحالي في ظل المواجهة بين الجيش وجند فتح الإسلام والتفجيرات في بيروت ، ودخول أمريكا في الشأن اللبناني المحلي عبر تقديم السلاح؟
إننا نعتقد أن الأوضاع الأمنية المعقدة والأجواء المذهبية الباحثة عن موقع للتحرك ضد بعض الجهات والخطوط المتطرفة الباحثة بدورها عن موقع في أكثر من بلد، لاسيما في لبنان الذي حاول البعض تحريك التطرف المذهبي في ساحاته... إن هذه الأوضاع استطاعت أن تورط الجيش اللبناني في هذه الحرب التي نخشى أن تتحول إلى أكثر من حالة للعنف والصراع. أما دخول أمريكا في الشأن اللبناني المحلي عبر تقديم السلاح... فإننا نتصور أنها دخلت مبكراً من خلال الفريق الذي يلتزم سياستها وتلتزم تأييده. أما السلاح فإن أمريكا لن تمنح لبنان السلاح الذي يستطيع من خلاله أن يواجه إسرائيل بالقوة العسكرية التي يستطيع بها حماية أرضه وحدوده بل إنها تتصدق عليه بسلاح قديم لا يغني شيئاً.
المقاومة مع الجيش
عدد من الدول العربية وغيرها أبدت استعدادها لإرسال أسلحة ودعم إلى الحكومة اللبنانية... كيف تنظرون لتكل المساعدات، وهل تشكل تلك المساعدات خطرا على التوازن المحلي؟.
إننا نرحب بإرسال الأسلحة إلى الجيش اللبناني ليحصل على موقع القوة في حماية وطنه، ولكننا نعتقد أن الدول العربية تبقى خاضعة للتعليمات الأمريكية في حجم السلاح وفي نوعيته... ولا أتصور أن ذلك يمكن أن يشكل خطراً على التوازن المحلي إذا كان المقصود الخطر على المقاومة، لأن الجميع يعرف أن هناك تنسيقاً وتكاملاً بين الجيش اللبناني والمقاومة الوطنية. المقاومة التي لا تمانع من تقوية الجيش بالعدة والعديد.
عدم توريط الجيش
هل دخول الجيش في المواجهة وعدم حسمها بالسرعة المطلوبة توريط للجيش في الخلافات السياسية؟
إننا نأمل أن لا تكون المسألة بهذا المستوى من تطور الأحداث، لأننا نرفض توريط الجيش في الخلافات السياسية، ونرى في ذلك خيانة للوطن كله وسقوطاً للوحدة الوطنية الشاملة.
من صالح من استمرار المواجهة والإصرار باستخدام المواجهة العسكرية وعدم معالجة الملف بالطرق السلمية، وهل من الممكن أن تكون هذه المواجهة بداية لعملية سحب الأسلحة من غير السلطة؟
إننا لا نجد في الأفق ما يشير إلى هذا الوضع السلبي سواء من خلال سحب الأسلحة أو الاصطدام المسلح. ونأمل أن يملك الجميع ـ بمن فيهم فريق السلطة ـ العقل الواعي المنفتح الذي يفرض الأخذ بالحلول السلمية التي تحل للبلد أزمته ومشكلته وتمنحه السلام الشامل.
هل ممكن أن تتسع المواجهة وتتحول إلى شرارة لحرب طائفية؟
إننا نعتقد أنه ليست هناك أية ظروف طائفية أو مذهبية قد تسمح باندلاع حرب طائفية، لأن اللبنانيين متفقون بجميع فئاتهم على رفض ذلك.
عدم استقرار الوضع في لبنان من صالح من؟
إن عدم الاستقرار في لبنان يخدم مصلحة إسرائيل التي تخشى من تعاظم قوة المقاومة في لبنان، كما تخدم مصلحة أمريكا التي تخطط للحصول من لبنان على بعض ما يخدم مشاريعها في المنطقة.
الأزمة اللبنانية مشكلة دولية
هل حقا ان اللبنانيين لا يملكون مفاتيح القرار والحسم في لبنان وان الحلول في الخارج ، ومن المسؤول عن ذلك؟
إن المشكلة هي أن الأزمة اللبنانية بكل امتداداتها وخلفياتها أصبحت مشكلة دولية وإقليمية وأصبح اللبنانيون خاضعين لاهتزازاتها، ولا يملك أحد مفاتيح الحلّ أو قرار الحسم... أما المسؤول عن ذلك فهم السياسيون اللبنانيون الذي يتحركون من خلال تعقيدات النظام الطائفي أو الارتباطات الخارجية أو الطموحات الشخصية فهم يفكرون بالآخرين في مواقع الحصول على القوة ولا يفكرون ـ لحظةً ـ في وطنهم لبنان.
المحكمة الدولية قرار أمريكي
هل ترى بان تلك الأحداث تصب في صالح قرار المحكمة الدولية على الفصل السابع؟
إن المحكمة الدولية كانت قراراً أمريكياً متحركاً على تعقيدات لبنانية وأوضاع متطرفة، ولذلك فقد صدر القرار الأمريكي في تشريعها في مجلس الأمن بعيداً من الإجماع اللبناني ولم يعد للبنانيين دور في حركية المحكمة ونتائجها.
هل حل مشكلة لبنان تتوقف على صدور قرار المحكمة الدولية على الفصل السابع أم ان ذلك سيدخل لبنان في نفق اشد ظلما؟
لا علاقة لمشكلة لبنان السياسية بقرار المحكمة الدولية بل قد تدخل بعض مفرداتها في ذلك في شكل جزئي في نطاق الصراع الأمريكي مع بعض دول المنطقة.
لا حرب طائفية إسلامية
في ظل تصعيد التوتر بين الشيعة والسنة إعلاميا في المنطقة هل سيدخل لبنان في حرب أهلية طائفية باسم الشيعة والسنة هذه المرة؟
لقد حاول البعض إيجاد فتنة سنية شيعية تؤدي إلى حرب مذهبية ولكن اللبنانيين تجاوزوا ذلك، وأصبحت هذه القضية بعيدة من الواقع، لأن المسلمين يعرفون جيداً خطورة الحرب على كل أوضاعهم الدينية والسياسية، وليس هناك من يفكر منهم بمثل هذه النتائج السلبية.
إثارة التعقيدات بين العرب وإيران
المنطقة تمر بمرحلة حساسة جدا حيث ان الفتنة الطائفية تطل براسها بين الشيعة والسنة، كيف ترى مستقبل المنطقة في ظل الطائفية البغيضة والتقارب العربي الإسلامي مع إسرائيل والتباعد مع إيران وجعلها العدو الأخطر على الدول العربية؟
إننا نرى أن مستقبل الواقع العربي يعيش حال الاهتزاز السياسي والاقتصادي وربما الأمني أمام الخطة الأمريكية التي تخضع لها اللجنة الرباعية العربية، إضافة إلى اللجنة الرباعية الدولية، فضلاً عن محاولات إثارة التعقيدات بين العرب وإيران التي يحاولون الإيحاء بأنها هي الخطر وليست إسرائيل وإن إسرائيل هي الصديق الحليف بينما تمثل إيران العدو والخصم... إن هذه التطورات قد تهدد مستقبل المنطقة بفعل الفوضى السياسية التي تديرها أمريكا في الواقع العربي لا لحساب المصالح العربية بل لحساب مصالحها الإستراتيجية ضد مصلحة العرب والمسلمين.
عصبية مذهبية متخلفة
هل صحيح ان الفتنة الطائفية ظهرت على السطح بسبب بروز الشيعة على ساحة المنطقة بشكل واضح ومثير في السنوات الأخيرة؟
ربما أثار البعض هذه المسألة من ناحية التراكمات التاريخية ضد المذهب الشيعي والمسلمين الشيعة انطلاقاً من العصبية المذهبية المتخلفة، في الوقت الذي قد تتحرك بعض الأنظمة لتخلق لمواطنيها مشاكل أمنية وسياسية ودينية صعبة لوجود التنوع المذهبي في داخل بلدها، ولاسيما الشيعة الذين لا يفكرون بالإساءة إلى وطنهم ولكنهم يواجهون السياسة الخرقاء التي يتبعها الخاضعون لأمريكا في إثارة المشاكل هناك.
الإعلام الطائفي الموجه
هل للإعلام العربي دور سلبي في تنمية الفتنة الطائفية، وهل ساهم العلماء والقادة في هذه الأزمة الطائفية، وما هي الحلول؟
إننا نعتقد أن الإعلام العربي الموجّه طائفياً، لاسيما بعض الفضائيات التي تدعمها بعض الأنظمة المتعصبة والتخلف الفكري الديني لبعض العلماء والقادة والمتدينين هو الذي ساهم في هذه الإثارة الطائفية، إضافة إلى الخضوع للتعليمات الخفية للاستخبارات المركزية الأمريكية. أما أفضل السبل لمعالجة ذلك فهو الالتفات إلى الأخطار الهائلة التي قد تصيب الواقع الإسلامي عقيدة وحركة وسياسة وأمناً واقتصاداً. فإذا امتدت الفتنة الطائفية إلى الواقع الإسلامي كله فقد يسقط الهيكل على رؤوس الجميع من السنة والشيعة والشعب والأنظمة.
العراق نحو الانهيار
إلى أين يتجه العراق مع التطورات الجديدة، وهل اخطأ الشيعة عندما تعاملوا مع أمريكا بثقة كبيرة بأنها دخلت لتخلصهم من حكومة صدام الدكتاتورية، وانها حاليا انقلبت عليهم لعدم التوافق في المصالح؟
إن العراق يتجه إلى الانهيار بفعل الاحتلال الأمريكي من جهة ووحشية التكفيريين من جهة أخرى، ولا نعتقد أن الشيعة تعاملوا مع أمريكا بثقة كبيرة، بل إن أمريكا استغلت الوضع الظالم الذي مارسه النظام الطاغي لاحتلال العراق، وقد ساهم في الوضع السياسي السياسيون من السنة والشيعة معاً بفعل الخداع المفروض عليهم.
البعض يرى إن السياسة التي تنتهجها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ربما تحسب على المذهب الشيعي وتشكل خطرا على المذهب الشيعي والتشيع في المستقبل؟
لا أعتقد أنّ إيران تمثل خطراً على المذهب الشيعي والتشيع في المستقبل لأنه ليست هناك أية ظروف واقعية لهذه الفرضية.
الشيعة العرب والمرجعية
هناك تشكيك دائم بوطنية أبناء الشيعة العرب بسبب الارتباط بالمرجعية الدينية الخارجية من قبل البعض ما هو ردك حول ذلك؟
إن المرجعية الدينية تمثل التزاماً فقهياً ولا تمثل التزاماً سياسياً، وإذا كنا نجد أن الالتزام بالمرجعية يوجب الشك بالوطنية، فماذا نقول عن السنة الذين يرتبطون بمرجعيات دينية خارج وطنهم، سواء أكانوا من العرب أو غير العرب، وهل تشكك أوطانهم بوطنيتهم لذلك.
ما رأيك بسعي بعض الخليجيين الشيعة للمطالبة بمساحة اكبر من المشاركة الوطنية بنفس طائفي؟
إننا نعتقد أن على أنظمة الخليج أن تنظر إلى مواطنيها نظرة المساواة في الحقوق والواجبات بعيداً من التمييز المذهبي الذي قد يحرم المسلمين الشيعة من حقوق المواطنة وقد يفسح في المجال لاجتذاب بعض السلبيات الاجتماعية.
الشيعة العرب مندمجون
بما انك احد المرجعيات الدينية الشيعية على المستوى العالمي ما هي الرسالة التي توجهه لمواطني الدول العربية الشيعة على صعيد الاندماج في النسيج الوطني؟
إن الشيعة العرب مندمجون في أوطانهم بأفضل شكل، وإننا نعتقد أن الحديث عن ضرورة نصح الشيعة بالاندماج في أوطانهم هو كلام لا يرتكز على أية واقعية وندعو الذين يفكرون بهذه الطريقة إلى أن يقوموا بعمليات إحصائية ليعرفوا أن مشكلة ظلامة الشيعة في أكثر من بلد عربي هي أنهم يعيشون هذه الظلامة التي تهدر في حقوقهم الوطنية ولكنهم ـ مع ذلك كله ـ لا يتحركون ضد أوطانهم وكياناتهم.
المواطنة في القانون
هل تدعم الانخراط الاجتماعي والسياسي الوطني بين جميع أبناء الطوائف؟
إننا ندعم الانخراط الاجتماعي والسياسي الوطني بين جميع أبناء الطوائف مع محافظتهم على هويتهم الثقافية والدينية ونرفض النظام الطائفي وندعو إلى المواطنة في القانون العام.
الإسلام المنفتح والداعية المعاصر من متطلبات العصر كيف يتحقق ذلك في ظل التشدد الديني؟
إننا ندعو المرجعيات الدينية إلى الانفتاح على قضايا العالم وعلى تطور الذهنية الثقافية للشباب المسلم في الكثير من علامات الاستفهام التي لا بد من الإجابة عنها والتعامل مع الواقع بحركية وجدية وشمولية.
علي آل غراش من بيروت - خاص ايلاف
أكد المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله ان النصر الذي تحقق في حرب تموز أسقط العنفوان الصهيوني الذي كان يتحدى العرب في الهزائم المتتالية التي أوقعها بهم، وإن الشعوب العربية والإسلامية دخلت في تجربة جديدة من خلال انتصار المقاومة الأمر الذي يجعلها تفكر في مستقبل الانتصار في كل قضاياها على أنقاض ماضي الهزيمة، وإن لبنان أصبح ساحة للصراعات الدولية والإقليمية في المشاريع التي تخطط لها الإدارة الأمريكية وحلفاؤها كمشروع الشرق الأوسط الكبير، وان أمريكا لن تمنح لبنان السلاح الذي يستطيع من خلاله أن يواجه إسرائيل بالقوة العسكرية التي يستطيع بها حماية أرضه وحدوده بل إنها تتصدق عليه بسلاح قديم لا يغني شيئاً.
رافضا توريط الجيش في الخلافات السياسية، وقلل فضل الله من اندلاع حرب داخلية طائفية لأن اللبنانيين متفقون بجميع فئاتهم على رفض ذلك.
موضحا إن المحكمة الدولية كانت قراراً أمريكياً متحركاً على تعقيدات لبنانية وأوضاع متطرفة، مستغربا بمحاولات البعض إثارة التعقيدات بين العرب وإيران التي يحاولون الإيحاء بأنها هي الخطر وليست إسرائيل، وإن إسرائيل هي الصديق الحليف بينما تمثل إيران العدو والخصم، وأشار المرجع الديني بان العراق يتجه إلى الانهيار بفعل الاحتلال الأمريكي من جهة ووحشية التكفيريين من جهة أخرى، ولا نعتقد أن الشيعة تعاملوا مع أمريكا بثقة كبيرة، بل إن أمريكا استغلت الوضع الظالم الذي مارسه النظام الطاغي لاحتلال العراق، وقد ساهم في الوضع السياسي السياسيون من السنة والشيعة معاً بفعل الخداع المفروض عليهم.
جاء ذلك خلال لقاء خاص للمفكر والمرجع الديني محمد حسين فضل الله مع إيلاف حيث تحدث السيد صاحب المنطق والآفاق المستقبلية والتحليلات السياسية الناضجة حول قضايا كثيرة تهم الساحة اللبنانية والعربية في الوقت الراهن.
يخشون فكرة المقاومة
تمر هذه الأيام ذكرى حرب تموز... كيف تقرؤون نتائج تلك الحرب على الساحة اللبنانية والعربية والإسلامية والدولية، ولماذا بعض أنظمة المنطقة ترفض الاعتراف بالانتصار الذي تحقق خلال حرب تموز؟
إنها ترفض الاعتراف بهذا الانتصار لأن أغلبيتها ترفض أية مقاومة تواجه العدو الإسرائيلي الذي تلتزم أمنه وتعارض أيّ حرب ضده بعدما التزمت في قراراتها الخاصة والعامة بإنهاء حال الحرب، ذلك أنّ أيّ مواجهة مع هذا العدو تربك مخططاتها في مشاريع السلام على الطريقة الأمريكية التي تتناسب مع الإستراتيجية الإسرائيلية وتمنح الواقع العربي بعض المكاسب الهزيلة في لعبة الدولة الفلسطينية التي لن تحقق للشعب الفلسطيني أيّ حق في الحياة الحرّة الكريمة... وهم يرفضون أية مقاومة وممانعة لهذا الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين ما جعلهم يتحدثون عن هذه الحرب التحريرية بطريقة سلبية تحت عنوان المغامرة غير المحسوبة أو المواجهة المثيرة المعقدة هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنهم يخشون من فكرة المقاومة كحركة عنيفة تحرر الوطن وتدفع بالأمة إلى التفكير بمستقبل هذه القوة الضاربة، فهي قد تقترب من أنظمتهم الضاغطة على شعوبها التي قد تعيش هذه الروح الجديدة المتحركة في خط الحرية للشعب كله.
وأضاف السيد فضل الله: ولعلنا ـ في متابعتنا للموقف الأمريكي الذي كان شريكاً لإسرائيل في هذا العدوان على لبنان ـ نجد في مواقف هذه الأنظمة الخاضعة للسياسة الأمريكية دعماً للعدو الذي كانت هذه الأنظمة تريد منه أن يتابع حربه على المقاومة من أجل القضاء عليها ونزع سلاحها، وهذا ما تمثَّل في كل الخطوات والحركات والمؤتمرات التي شاركت فيها والهادفة إلى إرباك هذا النصر الكبير وتحويله إلى هزيمة.
نصر على أنقاض الهزائم
ما أهم الإفرازات لحرب تموز، و ماذا قدمت على مستوى الشعوب العربية والإسلامية؟
إننا وجدنا في المواقف المؤيدة في ساحات الشعوب العربية والإسلامية ما يشبه حركة الثورة ضد إسرائيل وأمريكا والأنظمة المؤيدة لهما من خلال التاريخ الجديد الذي صنعته المقاومة للأمة في تأكيد الانتصار للمستقبل في انطلاقة الحاضر وأسقطت به العنفوان الصهيوني الذي كان يتحدى العرب في الهزائم المتتالية التي أوقعها بهم، حتى اعتبرت الأنظمة أن الضعف العربي الذي يتمثل في التنازلات الكثيرة هو القضاء والقدر الذي يفرض عليها إنهاء الصراع بما يحقق لإسرائيل موقع القوة في المنطقة، لاسيما في الحلف المعقود بينها وبين أميركا. وأضاف المرجع فضل الله: إن الشعوب العربية والإسلامية دخلت في تجربة جديدة من خلال انتصار المقاومة الأمر الذي يجعلها تفكر في مستقبل الانتصار في كل قضاياها على أنقاض ماضي الهزيمة.
ولادة أكثر من مقاومة
هل أدى ذلك الانتصار الذي تحقق إلى تغيير المعادلات في المنطقة بعد سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
من الصعب القول إن الانتصار استطاع تغيير المعادلات في المنطقة في شكل واقعي، ولكن من الممكن التأكيد أن هناك حركة جديدة بدأت تؤثر في أكثر من محور دولي أو عربي في المشاريع المطروحة لتنظيم المنطقة، بحيث أصبحت المحاور السياسية تحسب حسابها في الخطط الموضوعة في قضايا المنطقة، ما أدى إلى ولادة أكثر من مقاومة سياسية أو عسكرية ضد الاستكبار العالمي والاحتلال الأمريكي والأطلسي.
قتل الانتصار
لقد حاولت بعض الجهات في لبنان مؤخرا من تذويب عيد الانتصار والتحرير 25 ايار إلى مناسبة ميتة، مما يعني بداية مرحلة جديدة بعدم الاعتراف بالمقاومة؟.
سوف تبقى المقاومة في ضمير اللبنانيين الذين ساندوها ووقفوا معها واحتفلوا بانتصارها، كما ستبقى في وجدان الأحرار في العالم العربي والإسلامي ولن تستطيع أية قوة نزع الاعتراف بالمقاومة التي سوف تمتد إلى أكثر من موقع ضد سياسة الاستكبار العالمي.
شعور بالاعتزاز
هل أصيب الشيعة في لبنان والعالم بالغرور نتيجة الثقة الزائدة والإفراط بالتفاؤل بمستقبل أفضل نتيجة ما تحقق من نصر خلال حرب تموز؟
إننا لا نتصور أن الشيعة قد أصيبوا بالغرور في انتصارهم على العدو الصهيوني فقد عاشوا المعاناة الصعبة في هذه التجربة من خلال التدمير الذي حلّ ببلادهم والضحايا التي فقدوها في وحشية القصف الإسرائيلي وفي الشهداء والجرحى الذين سقطوا في المعركة، الأمر الذي أحدث الكثير من الآلام الخاصة والعامة في تضحياتهم الكبيرة، ولكنهم شعروا بالاعتزاز الجهادي والعنفوان الروحي لأنهم استطاعوا القيام بالمسؤولية الكبيرة التي حملهم الله إياها في جهادهم ضد أعداء الله والإنسانية، لأن المسألة لديهم لم تكن مسألة طموح شخصي أو انطلاقة حزبية بل كانت مسألة التزام شرعي تجاه الأمة وتخطيط للمستقبل القادم من داخل دروس المعركة مما عاشوا فيه الدراسة الواعية للسلبيات والإيجابيات في نقاط الضعف والقوة التي تجعلهم في موقع المتواضعين أمام الله والأمة لا في موقع المغرورين.
هل ساهم النصر الذي تحقق في حرب تموز في خلق توجه لدى الأحزاب والتيارات اللبنانية إلى رفع وتيرة الاستعداد العسكري وتخزين العتاد... لإيمان هولاء بان الحسم الداخلي سيكون من صالح القوة العسكرية؟
ربما يتحدث البعض عن مثل هذا التطور السلبي الذي قد يخطط فيه البعض للاستعداد لجولة عسكرية قد يفكرون فيها في احتمالات حرب فئوية في نطاق الصراع الداخلي بين الأحزاب والطوائف، ولكن هذا الأمر لم يبلغ درجة الخطورة حتى الآن.
لبنان إلى المجهول
إلى أين يتجه لبنان في الظل الظروف الحالية؟
إن لبنان أصبح ساحة للصراعات الدولية والإقليمية في المشاريع التي تخطط لها الإدارة الأمريكية وحلفاؤها كمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأميركية ودور لبنان فيه، ولهذا من الصعب الحديث عن الاستقرار في لبنان ما دامت المنطقة تهتز بالعنف المتحرك في أكثر من جانب وبالاحتلال الذي يطبق على العراق وأفغانستان وبالفوضى التي بشر بها الرئيس الأمريكي في أكثر من بلد في واقع المنطقة وبالقلق المدمر الذي أصاب الكثير من الأنظمة من خلال الطريقة الأمريكية السياسية والأمنية التي تعمل على إثارة الخوف في الواقع العربي من الخطر الإيراني وغير ذلك، الأمر الذي لا يمكن للبنان أن يكون في معزل عنه، لأنه الساحة التي تنطلق فيها قضايا الحرية ومشاكل الطائفية وحساسيات المذهبية الأمر الذي قد تستغله المحاور الدولية والإقليمية بطريقة سلبية.
السلاح الأمريكي لا يغني
كيف تقرؤون الوضع اللبناني الحالي في ظل المواجهة بين الجيش وجند فتح الإسلام والتفجيرات في بيروت ، ودخول أمريكا في الشأن اللبناني المحلي عبر تقديم السلاح؟
إننا نعتقد أن الأوضاع الأمنية المعقدة والأجواء المذهبية الباحثة عن موقع للتحرك ضد بعض الجهات والخطوط المتطرفة الباحثة بدورها عن موقع في أكثر من بلد، لاسيما في لبنان الذي حاول البعض تحريك التطرف المذهبي في ساحاته... إن هذه الأوضاع استطاعت أن تورط الجيش اللبناني في هذه الحرب التي نخشى أن تتحول إلى أكثر من حالة للعنف والصراع. أما دخول أمريكا في الشأن اللبناني المحلي عبر تقديم السلاح... فإننا نتصور أنها دخلت مبكراً من خلال الفريق الذي يلتزم سياستها وتلتزم تأييده. أما السلاح فإن أمريكا لن تمنح لبنان السلاح الذي يستطيع من خلاله أن يواجه إسرائيل بالقوة العسكرية التي يستطيع بها حماية أرضه وحدوده بل إنها تتصدق عليه بسلاح قديم لا يغني شيئاً.
المقاومة مع الجيش
عدد من الدول العربية وغيرها أبدت استعدادها لإرسال أسلحة ودعم إلى الحكومة اللبنانية... كيف تنظرون لتكل المساعدات، وهل تشكل تلك المساعدات خطرا على التوازن المحلي؟.
إننا نرحب بإرسال الأسلحة إلى الجيش اللبناني ليحصل على موقع القوة في حماية وطنه، ولكننا نعتقد أن الدول العربية تبقى خاضعة للتعليمات الأمريكية في حجم السلاح وفي نوعيته... ولا أتصور أن ذلك يمكن أن يشكل خطراً على التوازن المحلي إذا كان المقصود الخطر على المقاومة، لأن الجميع يعرف أن هناك تنسيقاً وتكاملاً بين الجيش اللبناني والمقاومة الوطنية. المقاومة التي لا تمانع من تقوية الجيش بالعدة والعديد.
عدم توريط الجيش
هل دخول الجيش في المواجهة وعدم حسمها بالسرعة المطلوبة توريط للجيش في الخلافات السياسية؟
إننا نأمل أن لا تكون المسألة بهذا المستوى من تطور الأحداث، لأننا نرفض توريط الجيش في الخلافات السياسية، ونرى في ذلك خيانة للوطن كله وسقوطاً للوحدة الوطنية الشاملة.
من صالح من استمرار المواجهة والإصرار باستخدام المواجهة العسكرية وعدم معالجة الملف بالطرق السلمية، وهل من الممكن أن تكون هذه المواجهة بداية لعملية سحب الأسلحة من غير السلطة؟
إننا لا نجد في الأفق ما يشير إلى هذا الوضع السلبي سواء من خلال سحب الأسلحة أو الاصطدام المسلح. ونأمل أن يملك الجميع ـ بمن فيهم فريق السلطة ـ العقل الواعي المنفتح الذي يفرض الأخذ بالحلول السلمية التي تحل للبلد أزمته ومشكلته وتمنحه السلام الشامل.
هل ممكن أن تتسع المواجهة وتتحول إلى شرارة لحرب طائفية؟
إننا نعتقد أنه ليست هناك أية ظروف طائفية أو مذهبية قد تسمح باندلاع حرب طائفية، لأن اللبنانيين متفقون بجميع فئاتهم على رفض ذلك.
عدم استقرار الوضع في لبنان من صالح من؟
إن عدم الاستقرار في لبنان يخدم مصلحة إسرائيل التي تخشى من تعاظم قوة المقاومة في لبنان، كما تخدم مصلحة أمريكا التي تخطط للحصول من لبنان على بعض ما يخدم مشاريعها في المنطقة.
الأزمة اللبنانية مشكلة دولية
هل حقا ان اللبنانيين لا يملكون مفاتيح القرار والحسم في لبنان وان الحلول في الخارج ، ومن المسؤول عن ذلك؟
إن المشكلة هي أن الأزمة اللبنانية بكل امتداداتها وخلفياتها أصبحت مشكلة دولية وإقليمية وأصبح اللبنانيون خاضعين لاهتزازاتها، ولا يملك أحد مفاتيح الحلّ أو قرار الحسم... أما المسؤول عن ذلك فهم السياسيون اللبنانيون الذي يتحركون من خلال تعقيدات النظام الطائفي أو الارتباطات الخارجية أو الطموحات الشخصية فهم يفكرون بالآخرين في مواقع الحصول على القوة ولا يفكرون ـ لحظةً ـ في وطنهم لبنان.
المحكمة الدولية قرار أمريكي
هل ترى بان تلك الأحداث تصب في صالح قرار المحكمة الدولية على الفصل السابع؟
إن المحكمة الدولية كانت قراراً أمريكياً متحركاً على تعقيدات لبنانية وأوضاع متطرفة، ولذلك فقد صدر القرار الأمريكي في تشريعها في مجلس الأمن بعيداً من الإجماع اللبناني ولم يعد للبنانيين دور في حركية المحكمة ونتائجها.
هل حل مشكلة لبنان تتوقف على صدور قرار المحكمة الدولية على الفصل السابع أم ان ذلك سيدخل لبنان في نفق اشد ظلما؟
لا علاقة لمشكلة لبنان السياسية بقرار المحكمة الدولية بل قد تدخل بعض مفرداتها في ذلك في شكل جزئي في نطاق الصراع الأمريكي مع بعض دول المنطقة.
لا حرب طائفية إسلامية
في ظل تصعيد التوتر بين الشيعة والسنة إعلاميا في المنطقة هل سيدخل لبنان في حرب أهلية طائفية باسم الشيعة والسنة هذه المرة؟
لقد حاول البعض إيجاد فتنة سنية شيعية تؤدي إلى حرب مذهبية ولكن اللبنانيين تجاوزوا ذلك، وأصبحت هذه القضية بعيدة من الواقع، لأن المسلمين يعرفون جيداً خطورة الحرب على كل أوضاعهم الدينية والسياسية، وليس هناك من يفكر منهم بمثل هذه النتائج السلبية.
إثارة التعقيدات بين العرب وإيران
المنطقة تمر بمرحلة حساسة جدا حيث ان الفتنة الطائفية تطل براسها بين الشيعة والسنة، كيف ترى مستقبل المنطقة في ظل الطائفية البغيضة والتقارب العربي الإسلامي مع إسرائيل والتباعد مع إيران وجعلها العدو الأخطر على الدول العربية؟
إننا نرى أن مستقبل الواقع العربي يعيش حال الاهتزاز السياسي والاقتصادي وربما الأمني أمام الخطة الأمريكية التي تخضع لها اللجنة الرباعية العربية، إضافة إلى اللجنة الرباعية الدولية، فضلاً عن محاولات إثارة التعقيدات بين العرب وإيران التي يحاولون الإيحاء بأنها هي الخطر وليست إسرائيل وإن إسرائيل هي الصديق الحليف بينما تمثل إيران العدو والخصم... إن هذه التطورات قد تهدد مستقبل المنطقة بفعل الفوضى السياسية التي تديرها أمريكا في الواقع العربي لا لحساب المصالح العربية بل لحساب مصالحها الإستراتيجية ضد مصلحة العرب والمسلمين.
عصبية مذهبية متخلفة
هل صحيح ان الفتنة الطائفية ظهرت على السطح بسبب بروز الشيعة على ساحة المنطقة بشكل واضح ومثير في السنوات الأخيرة؟
ربما أثار البعض هذه المسألة من ناحية التراكمات التاريخية ضد المذهب الشيعي والمسلمين الشيعة انطلاقاً من العصبية المذهبية المتخلفة، في الوقت الذي قد تتحرك بعض الأنظمة لتخلق لمواطنيها مشاكل أمنية وسياسية ودينية صعبة لوجود التنوع المذهبي في داخل بلدها، ولاسيما الشيعة الذين لا يفكرون بالإساءة إلى وطنهم ولكنهم يواجهون السياسة الخرقاء التي يتبعها الخاضعون لأمريكا في إثارة المشاكل هناك.
الإعلام الطائفي الموجه
هل للإعلام العربي دور سلبي في تنمية الفتنة الطائفية، وهل ساهم العلماء والقادة في هذه الأزمة الطائفية، وما هي الحلول؟
إننا نعتقد أن الإعلام العربي الموجّه طائفياً، لاسيما بعض الفضائيات التي تدعمها بعض الأنظمة المتعصبة والتخلف الفكري الديني لبعض العلماء والقادة والمتدينين هو الذي ساهم في هذه الإثارة الطائفية، إضافة إلى الخضوع للتعليمات الخفية للاستخبارات المركزية الأمريكية. أما أفضل السبل لمعالجة ذلك فهو الالتفات إلى الأخطار الهائلة التي قد تصيب الواقع الإسلامي عقيدة وحركة وسياسة وأمناً واقتصاداً. فإذا امتدت الفتنة الطائفية إلى الواقع الإسلامي كله فقد يسقط الهيكل على رؤوس الجميع من السنة والشيعة والشعب والأنظمة.
العراق نحو الانهيار
إلى أين يتجه العراق مع التطورات الجديدة، وهل اخطأ الشيعة عندما تعاملوا مع أمريكا بثقة كبيرة بأنها دخلت لتخلصهم من حكومة صدام الدكتاتورية، وانها حاليا انقلبت عليهم لعدم التوافق في المصالح؟
إن العراق يتجه إلى الانهيار بفعل الاحتلال الأمريكي من جهة ووحشية التكفيريين من جهة أخرى، ولا نعتقد أن الشيعة تعاملوا مع أمريكا بثقة كبيرة، بل إن أمريكا استغلت الوضع الظالم الذي مارسه النظام الطاغي لاحتلال العراق، وقد ساهم في الوضع السياسي السياسيون من السنة والشيعة معاً بفعل الخداع المفروض عليهم.
البعض يرى إن السياسة التي تنتهجها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ربما تحسب على المذهب الشيعي وتشكل خطرا على المذهب الشيعي والتشيع في المستقبل؟
لا أعتقد أنّ إيران تمثل خطراً على المذهب الشيعي والتشيع في المستقبل لأنه ليست هناك أية ظروف واقعية لهذه الفرضية.
الشيعة العرب والمرجعية
هناك تشكيك دائم بوطنية أبناء الشيعة العرب بسبب الارتباط بالمرجعية الدينية الخارجية من قبل البعض ما هو ردك حول ذلك؟
إن المرجعية الدينية تمثل التزاماً فقهياً ولا تمثل التزاماً سياسياً، وإذا كنا نجد أن الالتزام بالمرجعية يوجب الشك بالوطنية، فماذا نقول عن السنة الذين يرتبطون بمرجعيات دينية خارج وطنهم، سواء أكانوا من العرب أو غير العرب، وهل تشكك أوطانهم بوطنيتهم لذلك.
ما رأيك بسعي بعض الخليجيين الشيعة للمطالبة بمساحة اكبر من المشاركة الوطنية بنفس طائفي؟
إننا نعتقد أن على أنظمة الخليج أن تنظر إلى مواطنيها نظرة المساواة في الحقوق والواجبات بعيداً من التمييز المذهبي الذي قد يحرم المسلمين الشيعة من حقوق المواطنة وقد يفسح في المجال لاجتذاب بعض السلبيات الاجتماعية.
الشيعة العرب مندمجون
بما انك احد المرجعيات الدينية الشيعية على المستوى العالمي ما هي الرسالة التي توجهه لمواطني الدول العربية الشيعة على صعيد الاندماج في النسيج الوطني؟
إن الشيعة العرب مندمجون في أوطانهم بأفضل شكل، وإننا نعتقد أن الحديث عن ضرورة نصح الشيعة بالاندماج في أوطانهم هو كلام لا يرتكز على أية واقعية وندعو الذين يفكرون بهذه الطريقة إلى أن يقوموا بعمليات إحصائية ليعرفوا أن مشكلة ظلامة الشيعة في أكثر من بلد عربي هي أنهم يعيشون هذه الظلامة التي تهدر في حقوقهم الوطنية ولكنهم ـ مع ذلك كله ـ لا يتحركون ضد أوطانهم وكياناتهم.
المواطنة في القانون
هل تدعم الانخراط الاجتماعي والسياسي الوطني بين جميع أبناء الطوائف؟
إننا ندعم الانخراط الاجتماعي والسياسي الوطني بين جميع أبناء الطوائف مع محافظتهم على هويتهم الثقافية والدينية ونرفض النظام الطائفي وندعو إلى المواطنة في القانون العام.
الإسلام المنفتح والداعية المعاصر من متطلبات العصر كيف يتحقق ذلك في ظل التشدد الديني؟
إننا ندعو المرجعيات الدينية إلى الانفتاح على قضايا العالم وعلى تطور الذهنية الثقافية للشباب المسلم في الكثير من علامات الاستفهام التي لا بد من الإجابة عنها والتعامل مع الواقع بحركية وجدية وشمولية.