سمير
07-16-2007, 10:58 PM
http://www.asharqalawsat.com/2007/07/16/images/daily1.428269.jpg
منزل توني بلير الجديد بوسط لندن (أ.ف.ب)
يحاول رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، التعود على حياته الجديدة منذ تنحيه عن رئاسة الحكومة البريطانية الشهر الماضي. وبينما يبحث بلير عن مكتب يناسبه في لندن لمواصلة أعماله، ومن بينها تولي مهام المبعوث الدولي للرباعية الدولية لبناء دولة فلسطينية، ما زال يبحث عن موظفين جدد لـ«مؤسسة بلير» التي ستختم بتشجيع الحوار بين الأديان ومحاربة الفقر في افريقيا.
وكشف بلير مؤخرا انه يتعلم كيفية استخدام الهاتف الجوال منذ تركه منصبه، إذ لم يكن يستخدم واحداً خلال ترؤسه للحكومة البريطانية، واشترى في شهر اكتوبر (تشرين الأول) الماضي أول هاتف جوال شخصي له. ومزح بلير أثناء القائه خطابا في حفل لحزب العمال قائلا بأنه بعد سنوات طويلة في المنصب، وجد ان عليه الآن أن يبدأ في تعلم استخدام الهاتف الجوال، وذكر انه نجح أخيرا في ارسال رسالة قصيرة عبر هاتفه، ولكنه فوجئ بالرد عليها الذي قال «من أنت؟».
ومن المواقف التي تندر بها بلير في الحفل، انه لم يعتد بعد على التوقف عند إشارة المرور الحمراء، وقال إنه يصاب بالدهشة، في كل مرة يتوقف سائقه عند الإشارة الحمراء، ورد ذلك الى أن موكبه الرسمي، لم يكن يتوقف عندها.
ويبدو أن حياة بلير الجديدة، ستحمل معها ايضا بعض المشاغل والمشاكل الاجتماعية، وخاصة في الحي الذي انتقل للعيش فيه. وعلى الرغم من أن بلير وزوجته شيري، حرصا على اللقاء مع جيرانهما قبيل مغادرته مقره الرسمي في داوننغ ستريت، وذلك بحضور حفل ربيعي اقامه سكان الحي، الا ان هناك الكثير من العقبات التي ينبغي على رئيس الوزراء السابق تخطيها، قبل أن ينعم بالسكنى في منزله الجديد.
ومن المعروف ان بلير اشترى منزلا بالقرب من حي ادجوار رود، الذي يعتبر حي العرب في لندن. ولكن ما اقترب موعد انتقاله للسكنى هناك، حتى بدا جيرانه في الشكوى من وجوده بينهم. وعلى غير المتوقع من أن تصدر الشكاوى من السكان العرب في الحي، فكانت معظم الشكاوى من السكان الأوروبيين والانجليز. ومن الطبيعي أن ساكن مثل بلير سيكون محاطا بالاهتمام وتلازمه الحراسة الدائمة، بل تفرض قيود حول منزله، ولكن جيران بلير قد بدأوا في الشكوى لخوفهم ان يتحول الحي الى قلعة مصفحة، بسبب الإجراءات الأمنية، ولم تطمئنهم تظاهرة نظمها في الآونة الأخيرة ناشطو سلام امام منزل بلير الجديد، وقد تقدمت مجموعة منهم بعريضة الى جهاز البوليس، يبدون فيها قلقهم من الإجراءات الأمنية المحتملة. وتحقيقا لتوقعاتهم، فقد قام البوليس بإزالة أماكن انتظار السيارات حول المنزل، عملا بقانون منع الارهاب وتم تركيب كاميرات مراقبة. وأكدت صحيفة التلغراف أن السكان قد أبدوا انزعاجهم من مشروع اغلاق جزء من الميدان الذي يقع فيه المنزل، واقامة ابواب للتحكم في حركة المشاة وإزالة بعض الأشجار مما سيحول المنطقة الى حي مغلق يقف على ابوابه الحرس المسلح، خاصة أن البوليس منع المقيمين في الجوار، من استخدام بعض مواقف السيارات هناك. وأثار هذا استياء السكان الذين قالوا إن الاجراءات الجديدة تضع المواطنين في منزلة أقل من رئيس الوزراء. وقال داني تشوكلي عضو مجلس ويستمنستر سيتي لصحيفة ميل أون صنداي «نحن نتفهم أن هناك الكثير من المخاطر الأمنية، ولكننا في الوقت نفسه يجب أن نوازن بين ذلك وحاجات المقيمين، وأصحاب الأعمال في المنطقة حتى يتمكنوا من ممارسة حياتهم اليومية». وأضاف أن المجلس سيقوم بمتابعة الموقف بشكل مستمر، حتى نتأكد من تقليص حجم المضايقات التي قد يتعرض لها الجيران».
وكان بلير قد اشترى المنزل المطل على ساحة كونوت سكوير، الذي يعود بناؤه الى القرن التاسع عشر، بمبلغ 3.6 مليون جنيه استرليني، ويجري العمل حاليا على توسعة المنزل الصغير نسبيا.
ويقول مستشار بلدي محلي، جي.بي فلورو لوكالة أ.ف.ب إن «البعض سعيد لمجيء بلير وعائلته، والبعض الآخر ممتعض جدا، وهناك عدد لا بأس به يخاف على أمنه، ومن احتمال ان توضع قنبلة مثلا». وقال فلورو «أعتقد ان بعض المقيمين، طلبوا تركيب زجاج مصفح للنوافذ». وفي حي ادجوار رود، وعلى بعد بضع دقائق من كونوت سكوير، حيث يسود السكون، تتعارض الأجواء كليا مع روائح اللحم المشوي التي تتسرب من المطاعم، واللغة العربية التي تملأ الشارع الرئيسي.
وكان بعض الصحافيين توقعوا استقبالا صاخبا له بسبب الحرب على العراق، ونشر آلاف الجنود البريطانيين هناك.
إلا أن عددا من سكان حي ادجوار رود المتحدرين من دول عربية، قالوا لوكالة الصحافة الفرنسية، انهم مستعدون للترحيب برئيس الوزراء السابق وعائلته.
وقال فايز البعيني، 25 عاما، اللبناني الأصل والذي يعمل في مقهى لوكالة الانباء الفرنسية، إن وصول بلير وعائلته يفرحه. ويقول وهو يقبض المال من الزبائن «انه يقترب منا، وهذه اشارة جيدة». وفي الشارع ذاته، يقول فادي جورج وهو يشير بعينيه الى مجموعة من الزبائن العرب يدخنون النرجيلة «اننا في بلد حر، ويمكن للناس ان يتكلموا بحرية، لكن حين ننتقد يجب ان نقترح حلا».
منزل توني بلير الجديد بوسط لندن (أ.ف.ب)
يحاول رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، التعود على حياته الجديدة منذ تنحيه عن رئاسة الحكومة البريطانية الشهر الماضي. وبينما يبحث بلير عن مكتب يناسبه في لندن لمواصلة أعماله، ومن بينها تولي مهام المبعوث الدولي للرباعية الدولية لبناء دولة فلسطينية، ما زال يبحث عن موظفين جدد لـ«مؤسسة بلير» التي ستختم بتشجيع الحوار بين الأديان ومحاربة الفقر في افريقيا.
وكشف بلير مؤخرا انه يتعلم كيفية استخدام الهاتف الجوال منذ تركه منصبه، إذ لم يكن يستخدم واحداً خلال ترؤسه للحكومة البريطانية، واشترى في شهر اكتوبر (تشرين الأول) الماضي أول هاتف جوال شخصي له. ومزح بلير أثناء القائه خطابا في حفل لحزب العمال قائلا بأنه بعد سنوات طويلة في المنصب، وجد ان عليه الآن أن يبدأ في تعلم استخدام الهاتف الجوال، وذكر انه نجح أخيرا في ارسال رسالة قصيرة عبر هاتفه، ولكنه فوجئ بالرد عليها الذي قال «من أنت؟».
ومن المواقف التي تندر بها بلير في الحفل، انه لم يعتد بعد على التوقف عند إشارة المرور الحمراء، وقال إنه يصاب بالدهشة، في كل مرة يتوقف سائقه عند الإشارة الحمراء، ورد ذلك الى أن موكبه الرسمي، لم يكن يتوقف عندها.
ويبدو أن حياة بلير الجديدة، ستحمل معها ايضا بعض المشاغل والمشاكل الاجتماعية، وخاصة في الحي الذي انتقل للعيش فيه. وعلى الرغم من أن بلير وزوجته شيري، حرصا على اللقاء مع جيرانهما قبيل مغادرته مقره الرسمي في داوننغ ستريت، وذلك بحضور حفل ربيعي اقامه سكان الحي، الا ان هناك الكثير من العقبات التي ينبغي على رئيس الوزراء السابق تخطيها، قبل أن ينعم بالسكنى في منزله الجديد.
ومن المعروف ان بلير اشترى منزلا بالقرب من حي ادجوار رود، الذي يعتبر حي العرب في لندن. ولكن ما اقترب موعد انتقاله للسكنى هناك، حتى بدا جيرانه في الشكوى من وجوده بينهم. وعلى غير المتوقع من أن تصدر الشكاوى من السكان العرب في الحي، فكانت معظم الشكاوى من السكان الأوروبيين والانجليز. ومن الطبيعي أن ساكن مثل بلير سيكون محاطا بالاهتمام وتلازمه الحراسة الدائمة، بل تفرض قيود حول منزله، ولكن جيران بلير قد بدأوا في الشكوى لخوفهم ان يتحول الحي الى قلعة مصفحة، بسبب الإجراءات الأمنية، ولم تطمئنهم تظاهرة نظمها في الآونة الأخيرة ناشطو سلام امام منزل بلير الجديد، وقد تقدمت مجموعة منهم بعريضة الى جهاز البوليس، يبدون فيها قلقهم من الإجراءات الأمنية المحتملة. وتحقيقا لتوقعاتهم، فقد قام البوليس بإزالة أماكن انتظار السيارات حول المنزل، عملا بقانون منع الارهاب وتم تركيب كاميرات مراقبة. وأكدت صحيفة التلغراف أن السكان قد أبدوا انزعاجهم من مشروع اغلاق جزء من الميدان الذي يقع فيه المنزل، واقامة ابواب للتحكم في حركة المشاة وإزالة بعض الأشجار مما سيحول المنطقة الى حي مغلق يقف على ابوابه الحرس المسلح، خاصة أن البوليس منع المقيمين في الجوار، من استخدام بعض مواقف السيارات هناك. وأثار هذا استياء السكان الذين قالوا إن الاجراءات الجديدة تضع المواطنين في منزلة أقل من رئيس الوزراء. وقال داني تشوكلي عضو مجلس ويستمنستر سيتي لصحيفة ميل أون صنداي «نحن نتفهم أن هناك الكثير من المخاطر الأمنية، ولكننا في الوقت نفسه يجب أن نوازن بين ذلك وحاجات المقيمين، وأصحاب الأعمال في المنطقة حتى يتمكنوا من ممارسة حياتهم اليومية». وأضاف أن المجلس سيقوم بمتابعة الموقف بشكل مستمر، حتى نتأكد من تقليص حجم المضايقات التي قد يتعرض لها الجيران».
وكان بلير قد اشترى المنزل المطل على ساحة كونوت سكوير، الذي يعود بناؤه الى القرن التاسع عشر، بمبلغ 3.6 مليون جنيه استرليني، ويجري العمل حاليا على توسعة المنزل الصغير نسبيا.
ويقول مستشار بلدي محلي، جي.بي فلورو لوكالة أ.ف.ب إن «البعض سعيد لمجيء بلير وعائلته، والبعض الآخر ممتعض جدا، وهناك عدد لا بأس به يخاف على أمنه، ومن احتمال ان توضع قنبلة مثلا». وقال فلورو «أعتقد ان بعض المقيمين، طلبوا تركيب زجاج مصفح للنوافذ». وفي حي ادجوار رود، وعلى بعد بضع دقائق من كونوت سكوير، حيث يسود السكون، تتعارض الأجواء كليا مع روائح اللحم المشوي التي تتسرب من المطاعم، واللغة العربية التي تملأ الشارع الرئيسي.
وكان بعض الصحافيين توقعوا استقبالا صاخبا له بسبب الحرب على العراق، ونشر آلاف الجنود البريطانيين هناك.
إلا أن عددا من سكان حي ادجوار رود المتحدرين من دول عربية، قالوا لوكالة الصحافة الفرنسية، انهم مستعدون للترحيب برئيس الوزراء السابق وعائلته.
وقال فايز البعيني، 25 عاما، اللبناني الأصل والذي يعمل في مقهى لوكالة الانباء الفرنسية، إن وصول بلير وعائلته يفرحه. ويقول وهو يقبض المال من الزبائن «انه يقترب منا، وهذه اشارة جيدة». وفي الشارع ذاته، يقول فادي جورج وهو يشير بعينيه الى مجموعة من الزبائن العرب يدخنون النرجيلة «اننا في بلد حر، ويمكن للناس ان يتكلموا بحرية، لكن حين ننتقد يجب ان نقترح حلا».