مجاهدون
07-13-2007, 06:27 AM
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/13-7-2007//294928_140003.jpg
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
كثيرون في الكويت اليوم عندما تطلق هذه اللفظة ينصرف ذهنهم وتفكيرهم الى قصور الامراء وبعض الاغنياء، وهذه اللفظة تركزت في الاساس على بعض البيوت الصغيرة، التي بنيت على ساحل بحر العدان او بر العدان المطل على البحر.
هذه القصور والتسمية انتهت اليوم مع العمران والبناء وتقسيم الاراضي، واصبحت من الفحيحيل حتى ساحل الراس في السالمية، حيث تطلق على هذه المنطقة اسماء اخرى، فمثلا: السالمية، البدع، النجفة، العقيلة، الفنيطيس، الفنطاس، ابو حليفة، ثم الفحيحيل، وهذه المناطق تمتد على كيلومترات قليلة، والسؤال: لماذا سميت بالقصور؟
كان من المتعارف عليه ان المبنى الذي يبنى من الحجر والطوب والطابوق اللين والطين يسمى قصرا، ولهذا توجه كثير من الكويتيين الساكنين على مقربة من البحر، في عطلهم الربيعية، التي تمتد الى شهرين في بعض الاحيان، مستقلين السفينة من المدينة حتى يصلوا الى اماكن سكنهم في هذه القصور، وهو طريق قصير وسهل حيث يصلون في خلال ساعتين تقريبا او ثلاث ساعات، ويكون عادة اهون من الطريق البري المتعب للحمار او الحصان او الجمل، إضافة لذلك لا تستطيع ان تحمل معك حملا ثقيلا الى اهلك ثقيلا في هذا الطريق، بالاضافة الى انه غير مأمون من اللصوص والنهيبة وقطاع الطرق، وكذلك هناك الذئاب الكثيرة في تلك الفترة من الزمن، وركوب السفينة (الشوعي) كان سهلا ويقودها رجل مختص وصاحب الشوعي ما عليه الا ان يمضي ساعتين وهو جالس في هذه السفينة الصغيرة يستنشق الهواء العليل من البحر ويأخذ قسطا من النوم.
كانت هذه هي حال كثير من الكويتيين الذين يسكنون القصور ويذهبون الى اعمالهم في الصباح الى الكويت وفي المساء يعودون لأولادهم وزوجاتهم في هذه البيوت الخلوية المريحة في الربيع، حيث الهدوء والهواء العليل.
أين القصور اليوم؟ اصبحت بيوتا وفللا وعمارات على امتداد هذا الساحل ساحل العدان لم يوجد ولا شبر واحد خال من السكن والبناء.
لقد اختفت القصور والبيوت الصغيرة التي كانت عبارة عن حجرة واحدة وحولها مجموعة من الخيام او بيت الشعر لفصل الربيع، لقد تغير كل شيء وهذه سنة الحياة في الامم، لقد تغير كل شيء ومعه تغيرت القصور التي اصبحت فللا وبيوتا ودورا، فسبحان الله مغير الاحوال في هذه المنطقة المطلة على البحر، والتي كانت في الماضي البعيد مسكنا لفروع من قيس بن ثعلبة ولنا في كتاب قصة هروب الفرزدق 'النقائض بين جرير والفرزدق' الجزء الثالث صفحة (764)، حيث يقول (وبلغ زيادا - الحاكم في المنطقة) انه شخص فبعث علي بن زهدم احد بني سواله بن فقيم في طلبه فقال اعين فطلبه في بيت نصرانية يقال لها ابنة مرار من بني قيس بن ثعلبة تنزل قصيبة كاظمة قال فسألته من كسر بينها فلم يقدر عليه، وقال الفرزدق في ذلك:
'ابيت ابنة المرار هتكت تبتغي
وما يبتغي تحت الثوية امثالي
ولكن بغائي ان اردت لقاءنا
فضاء الصحارى لا احتباء بادغال
فانك لو لاقيتني يا ابن زهدم
لابت شعاعبا على شر تمثال'.
يعطينا هذا النص كيف كان التواجد السكاني منذ القدم على الساحل، وان كان في القديم بصورة دائمة، ولكن في العصر الحديث في اول القرن عبارة عن قرى على هذا الساحل من الفحيحيل حتى مدينة الكويت، وقد استغل، كما اسلفت في هذا البحث، ان بعض الكويتيين بنوا غرفة لكل اسرة، وحول هذه الغرفة في فصل الشتاء يقيمون الخيام، وهذه الغرفة تكون كأنها مركز ومخزن ودلالة ولكن كما قلنا مع تطور الاحداث لم يعد هناك مكان في الفحيحيل حتى مدينة الكويت، حيث امتلأت هذه الفراغات واصبحت بيوتا وعمارات عامرة.
واصبح اسم القصور او بر العدان او ساحل العدان او الساحل الجنوبي في خبر كان، حيث السكن اصبح متلاصقا حتى مدينة الكويت ولم يعد هناك فراغ.
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
كثيرون في الكويت اليوم عندما تطلق هذه اللفظة ينصرف ذهنهم وتفكيرهم الى قصور الامراء وبعض الاغنياء، وهذه اللفظة تركزت في الاساس على بعض البيوت الصغيرة، التي بنيت على ساحل بحر العدان او بر العدان المطل على البحر.
هذه القصور والتسمية انتهت اليوم مع العمران والبناء وتقسيم الاراضي، واصبحت من الفحيحيل حتى ساحل الراس في السالمية، حيث تطلق على هذه المنطقة اسماء اخرى، فمثلا: السالمية، البدع، النجفة، العقيلة، الفنيطيس، الفنطاس، ابو حليفة، ثم الفحيحيل، وهذه المناطق تمتد على كيلومترات قليلة، والسؤال: لماذا سميت بالقصور؟
كان من المتعارف عليه ان المبنى الذي يبنى من الحجر والطوب والطابوق اللين والطين يسمى قصرا، ولهذا توجه كثير من الكويتيين الساكنين على مقربة من البحر، في عطلهم الربيعية، التي تمتد الى شهرين في بعض الاحيان، مستقلين السفينة من المدينة حتى يصلوا الى اماكن سكنهم في هذه القصور، وهو طريق قصير وسهل حيث يصلون في خلال ساعتين تقريبا او ثلاث ساعات، ويكون عادة اهون من الطريق البري المتعب للحمار او الحصان او الجمل، إضافة لذلك لا تستطيع ان تحمل معك حملا ثقيلا الى اهلك ثقيلا في هذا الطريق، بالاضافة الى انه غير مأمون من اللصوص والنهيبة وقطاع الطرق، وكذلك هناك الذئاب الكثيرة في تلك الفترة من الزمن، وركوب السفينة (الشوعي) كان سهلا ويقودها رجل مختص وصاحب الشوعي ما عليه الا ان يمضي ساعتين وهو جالس في هذه السفينة الصغيرة يستنشق الهواء العليل من البحر ويأخذ قسطا من النوم.
كانت هذه هي حال كثير من الكويتيين الذين يسكنون القصور ويذهبون الى اعمالهم في الصباح الى الكويت وفي المساء يعودون لأولادهم وزوجاتهم في هذه البيوت الخلوية المريحة في الربيع، حيث الهدوء والهواء العليل.
أين القصور اليوم؟ اصبحت بيوتا وفللا وعمارات على امتداد هذا الساحل ساحل العدان لم يوجد ولا شبر واحد خال من السكن والبناء.
لقد اختفت القصور والبيوت الصغيرة التي كانت عبارة عن حجرة واحدة وحولها مجموعة من الخيام او بيت الشعر لفصل الربيع، لقد تغير كل شيء وهذه سنة الحياة في الامم، لقد تغير كل شيء ومعه تغيرت القصور التي اصبحت فللا وبيوتا ودورا، فسبحان الله مغير الاحوال في هذه المنطقة المطلة على البحر، والتي كانت في الماضي البعيد مسكنا لفروع من قيس بن ثعلبة ولنا في كتاب قصة هروب الفرزدق 'النقائض بين جرير والفرزدق' الجزء الثالث صفحة (764)، حيث يقول (وبلغ زيادا - الحاكم في المنطقة) انه شخص فبعث علي بن زهدم احد بني سواله بن فقيم في طلبه فقال اعين فطلبه في بيت نصرانية يقال لها ابنة مرار من بني قيس بن ثعلبة تنزل قصيبة كاظمة قال فسألته من كسر بينها فلم يقدر عليه، وقال الفرزدق في ذلك:
'ابيت ابنة المرار هتكت تبتغي
وما يبتغي تحت الثوية امثالي
ولكن بغائي ان اردت لقاءنا
فضاء الصحارى لا احتباء بادغال
فانك لو لاقيتني يا ابن زهدم
لابت شعاعبا على شر تمثال'.
يعطينا هذا النص كيف كان التواجد السكاني منذ القدم على الساحل، وان كان في القديم بصورة دائمة، ولكن في العصر الحديث في اول القرن عبارة عن قرى على هذا الساحل من الفحيحيل حتى مدينة الكويت، وقد استغل، كما اسلفت في هذا البحث، ان بعض الكويتيين بنوا غرفة لكل اسرة، وحول هذه الغرفة في فصل الشتاء يقيمون الخيام، وهذه الغرفة تكون كأنها مركز ومخزن ودلالة ولكن كما قلنا مع تطور الاحداث لم يعد هناك مكان في الفحيحيل حتى مدينة الكويت، حيث امتلأت هذه الفراغات واصبحت بيوتا وعمارات عامرة.
واصبح اسم القصور او بر العدان او ساحل العدان او الساحل الجنوبي في خبر كان، حيث السكن اصبح متلاصقا حتى مدينة الكويت ولم يعد هناك فراغ.