المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دار الافتاء المصرية تجيز الصلاة خلف الإمام الإلكتروني



جون
07-11-2007, 04:52 PM
يدور في الدوائر الفقهية في مصر جدل من نوع جديد، فبعد الجدل الذي اثير بسبب توحيد الآذان وتبرير ذلك من قبل وزارة الاوقاف بأن الآذان عبارة عن اعلام الناس بدخول موعد الصلاة من خلال الموذن الالكتروني. الجدل الجديد الذي يدور الآن يتمثل في موافقة دار الافتاء المصرية بجواز الصلاة خلف الامام الالكتروني، وهذا يعني أن المصلي يمكنه أن يصلي بمفرده مع امام خاص به بعد أن كان يصلي خلف الامام.
والفكرة التي لاقت موافقة دار الافتاء، تقدم بها صاحب احدى شركات صناعة البرمجيات في مصر من خلال جهاز زعم انه يقوم بدور الامام في الصلاة وان ما دفعه إلى هذا الاختراع هو حبه في الاستماع إلى المزيد من القرآن الكريم.

وفي تعريف المخترع لجهازه قال: أن الجهاز عبارة عن سماعتي اذن يضعهما المصلي على اذنيه عند الصلاة، وبالضغط على السماعة قبل التكبيرة يمكنه اختيار ركعتين او ثلاث او اكثر (حسب ركعات الفرض او النافلة) ثم يسمع المصلي ما يلي:

تكبيرة الصلاة (الله اكبر) ثم يسمع الجهاز يقول (الفاتحة) ويعطي الجهاز المصلي فترة لقراء الفاتحة ومن ثم يبدأ الجهاز بتلاوة ما تيسر من آيات الله البينات، بعدها يسمع المصلي تكبيرة الركوع ومن ثم يستمع إلى (سمع الله لمن حمده) وبعدها تكبيرة السجود الاولى وهكذا إلى رحلة الجلوس لقراءة التشهد.

وبعد الاستماع إلى مزايا الامام الالكتروني جاءت اجازة دار الافتاء حيث حملت تواقيع ثلاثة من مشايخ امانة الفتوى وهم: محمد وسام عباس ومحمد شلبي وعماد الدين احمد عفت كالتالي (الجهاز بحسب ما قرأنا عنه في الطلب ومزاولتنا استخدامه جائز استعماله من الناحية الشرعية في الجملة، وان كنا نقترح امورا تحسينية وهي:

- جعل القراءة بطريقة المصحف المعلم، حيث يقرأ الجهاز ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده.
- استخدام تسجيلات لقراء مجيدين من ناحية فن التجويد والتلاوة.

- اضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في موضعهما في سياق الصلاة.
- وضع امكانية اختيار كم القرآن المسموع في بداية التشغيل بالصفحات او الارباع او ما شابه ليناسب الصلوات التي يحب المصلي تطويلها او تقصيرها.
- ضرورة وضع دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الاحرام، ووضع الركوع والسجود وأدعيتهما.

ورغم المزايا العديدة التي شرحها مخترع الجهاز الا أن علماء الدين انقسموا حيال الامام الالكتروني بين مؤيد ومعارض.

ويأتي على رأس المؤيدين لهذا الاختراع الدكتور علي جمعة مفتي مصر حيث يؤكد أن الاسلام كمنهج وحياة لا يتعارض مع منجزات العلم بقدر ما يتفاعل معها ارتباطا بتقدير الإسلام للعلم والعلماء ودورهم في تعمير الأرض وتطويرها والتيسير على الإنسان في كل أمور حياته، ومن هنا فقد افتى بشرعية الجهاز مع مراعاة نقاط عدة منها جعل القراءة بطريقة المصحف المعلم.

وعلى الجانب الآخر يرى الدكتور صبري عبد الرؤوف استاذ الفقه بجامعة الازهر، أن الاسلام دين العلم والمدنية ويتماشى مع جميع الحضارات ويدعو للبحث العلمي ويعمل على رفع مستوى الفرد والجماعة بشرط ألا يتعارض ذلك مع نص من كتاب الله او سنة رسوله. واذ اكان العصر الحضاري قد خرج علينا بمستجدات ومخترعات فإننا نقول لهذه المستحدثات مرحبا من اجل خدمة البشرية وتطويرها، ولكن مهلا فيما يتعلق بالعبادة لأن العبادة علاقة خاصة بين الفرد وربه، ولهذا فان توظيف التكنولوجيا في أمر العبادات مرفوض تماما لأن العبادات ما سميت عبادة إلا لأن ليس لإعمال للعقل فيها مجال وإنما لاعتماده فيها على السمع والطاعة والانقياد لأمر الله عز وجل.

فالصلاة مثلا شرعها الاسلام وللإنسان أن يؤديها منفردا او في جماعة، واذا اداها في جماعة فإننا نقول انه يشترط في المأموم أن يرى الإمام او يسمع صوته او يتصل به بصف متصل بصفوف الإمام من غير واسطة اي من غير متابعة على الاجهزة الالكترونية كشاشة التلفاز او الاقمار الصناعية، وذلك لأن مشاهدة الإنسان لإمامه عن طريق الوسائل العلمية المستحدثة وليس عن طريق المباشرة يؤدي لإنشغاله بمشاهدة الإمام عبر الشاشة فيضيع منه الخشوع والالتزام لكمال الصلاة، مشيرا إلى أن الصلاة بهذه الكيفية خلف الإمام الالكتروني المزعوم تضيع تماما عندما يحدث عطل مفاجئ لهذه الاجهزة فلا يستطيع المصلي أن يتابع امامه.

وقال أن قول خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم «انما جعل الإمام ليؤتم به» فهذا يعني انه اذا قرر هؤلاء المخترعون جعل هذه الأجهزة الالكترونية لتؤم من يصلي منفردا فقط فإن ذلك ليس جائزا الا في حالة من يسمع هذا الجهاز الالكتروني قبل الدخول في الصلاة من باب التعليم او الاسترشاد كمن دخل في الاسلام حديثا اومن في حكمه فلا مانع من ذلك.

اما أن دخل الانسان في الصلاة فلا يحل له بأي حال من الاحوال أن يتابع صلاته عن طريق اي من هذه الاجهزة الالكترونية وعلى ذلك فكان الأولى لهؤلاء المخترعين أن يبحثوا عما يعود بالنفع العام للمجتمع بعيدا عن نطاق العبادات لأنها ترتبط بحقوق العبودية لله بما يعني حقوق السمع والطاعة للخالق العظيم هذا هو عين العبودية لله التي ينبغي للمسلم أن يتخلق بها وان يسير على منهجها.
ويخلص د. صبري عبد الرؤوف إلى التأكيد بأن استخدام ما يسمى بالإمام الالكتروني بدعة لأنها لا تتماشى مع الخشوع والإخلاص لله حال الصلاة.

في الوقت الذي يؤكد فيه د. عبد الحي عزب استاذ اصول الفقه بكلية الشريعة بجامعة الازهر عدم تعارض الاحكام الشرعية مع تطور العقل البشري والاختراعات التي تيسر حياة الإنسان في كل زمان ومكان. مشيرا إلى أن الشريعة الاسلامية قد جاءت خاتمة لكافة الشرائع السماوية ولما كانت شاملة للاحكام بانواعها من عبادات ومعاملات لضبط حياة الفرد والمجتمع سواء ما يعلق منها بالأمور الدنيوية او الأخروية، ومع هذا فقد تركت الشريعة مساحة واسعة لمجال الفكر والعقل والنظر فنجد القرآن الكريم يحث العقل كي يتحرك ويحث الانسان على النظر والتدبر في مخلوقات الله وملكوته ولذلك انتهت الكثير من الآيات بقوله تعالى: «أفلا يعقلون»، «أفلا تبصرون»، «أفلا يتدبرون».

وهذا يؤكد أن الدين الإسلامي لا يقف حجر عثرة امام التقدم العلمي والابتكار الذي يسهل له امور حياته. وهنا نجد المولى عز وجل يقول في سورة «النحل» «والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون».
وحسب صحيفة اللواء الأردنية ؛ يضيف د. عبد الحي أن تلك الابتكارات التكنولوجية والالكترونية الحديثة التي تعود بالنفع العام على الإنسان قد تندرج تحت قوله تعالى: «ويخلق ما لا تعلمون» بشكل مباشر او بطريق غر مباشر من خلال تعليم الإنسان ما لا يعلم، وهذا في ذاته تأكد على أن الإسلام لا يصادر فكرا او معرفة بل هو دين الانسجام مع الحياة، إلا أن الاحكام والأمور الشرعية تتنوع تنوعا كبيرا ومنها ما يخص العبادات التي رسم لها الشارع الحكيم من المعالم التي يجب أن تؤدى بها كالصلاة فهي تؤدى إما فرادى او جماعة وتؤدى بالصفة الشخصية ولا يجوز أن ينوب فيها شخص عن آخر لأنها علاقة رسمية وصلة وثيقة بين العبد وربه.




القاهرة ـ المصريون (رصد)

لا يوجد
07-12-2007, 03:17 PM
فتوى متطورة تناسب رواد الفضاء

الأمازيغي
07-13-2007, 04:02 PM
لا اعرف ماذا اقول:)