المهدى
06-30-2007, 07:21 AM
لا تكن كمثل 'كارل
احمد الصراف - القبس
30/06/2007
يأخذ البعض علينا كثرة ما نكتب عن الحركات السياسية الدينية، مقارنة بقضايا الفساد وسرقات المال العام!! قد يكون ذلك صحيحا، ولكن ليس بالمطلق، فحالات الفساد السياسي والمالي في اجهزة الدولة، وميلنا كعرب ملسمين كويتيين بالذات، لمد اليد لمال الدولة يعودان في اعتقاد البعض إلى انتفاء حرمة هذا المال، فلكل مسلم منه نصيب. وبالتالي يجوز الاخذ منه لانه ملك الجميع اصلا، علما بأننا لم نقصر قط في الكتابة عن السرقات والفساد السياسي.
نعود ونقول إن تركيزنا الشديد على انشطة الحركات الاسلامية ومحاولاتنا المتكررة القاء الضوء على المخفي من اهدافها يعود الى ما تشكله هذه الاهداف من خطورة على الفرد والمجتمع والوطن بالتالي.
يقول 'كارل'، الذي ينحدر من اصول ارستوقراطية المانية كانت تمتلك قبل الحرب العالمية الثانية عدة مصانع، إنه عندما سئل عن عدد اعضاء الحزب النازي في ذروة قوتهم، قال إنه لم يكن كبيرا وقلة منهم كانوا حزبيين حقيقيين. ولكن نسبة كبيرة من الشعب الالماني 'استمتعت' بقدرة هؤلاء على استعادة كرامة بلادهم التي فقدتها في الحرب الاولى، اما الغالبية فكانت اكثر انشغالا بمجريات حياتها من الاهتمام بامر هؤلاء النازيين واهدافهم. وانه كان احد اولئك الذين اعتقدوا أن النازيين ليسوا اكثر من مجموعة من المغفلين! وان الشعب الالماني بمجمله فضل الاسترخاء وترك الامور للنازيين للحكم.
وفجأة وبغير ان يشعر احد بحقيقة الامر سيطر هؤلاء المتطرفون على كل المانيا وفقد الشعب السيطرة تماما على مجرى حياته وبدأ العالم من حولهم بالانهيار، بعد ان فقدوا حرية التفكير والقول والحركة.
ويقول 'كارل' إن اسرته فقدت كل شيء، وانتهى الامر به شخصيا اسيرا في احد معسكرات الاعتقال. وخلال الحرب اجهزت طائرات ومدافع الحلفاء على ما تبقى من مصانع اسرته، واصبح معدما في نهاية الحرب.
ويستطرد في القول، إنه، وبعد مرور 60 عاما على تلك المأساة البشرية التي نتج عنها اكثر من 60 مليون قتيل، يأتي الخبراء والسياسيون ليطمئنوه وغيره، المرة تلو الأخرى، إلى أن الاسلام هو دين محبة وان غالبية اتباعه يودون العيش بسلام مع بقية شعوب الارض. ولكن بالرغم من وضوح هذا البيان وصحة محتواه، فإنه لا يعني الكثير له، فهو يقال لكي يشعر الاخرون بالطمأنينة وليخفي الكثير من الغلو الديني الذي يلف العالم اجمع باسم الدين الاسلامي!! ولكن الحقيقة هي ان المتشددين والمتعصبين الدينيين هم الذين يحكمون الكثير من الدول الاسلامية او على الاقل يؤثرون في قراراتها في هذه اللحظة من التاريخ. فالمتشددون هم الذين يقومون بالتظاهرات التي تجوب شوارع مدن العالم. والمتشددون هم الذين يقومون بجز الرقاب في العراق والجزائر وافغانستان باسم الاسلام. والمتشددون هم الذين يقومون بقتل المسيحيين وباقي اتباع الديانات الاخرى من حضر وقبليين في افريقيا. والمتشددون هم الذين يقطعون الرؤوس ويفجرون القنابل ويطلبون الشرف والشهادة لمن يقتل منهم، وهم الذين سيطروا على المساجد والمراكز الدينية الواحد تلو الاخر. والمتشددون هم الذين قاموا بحماس واضح برجم وقتل ضحايا الاغتصاب والشاذين جنسيا في باكستان وغيرها. المتشددون هم الذين يحكمون الشارع الفلسطيني ويقتلون اخوانهم، كما انهم يتحكمون في المدن الباكستانية والبنغالية والاندونيسية وعشرات المدن الاسلامية الاخرى.
وحقيقة الامر ان الغالبية المسلمة، التي يقال انها المحبة للآخر، اما انها اختارت السكوت او تم اسكاتها من قبل المتشددين انفسهم. فالاتحاد السوفيتي الشيوعي وروسيا مسؤولان عن اختفاء 20 مليون مواطن روسي، والاغلبية المسالمة كانت غير فعالة وصامتة ولم يعن لها الامر شيئا وقتها!!
وفي الصين، بحجم سكانها المخيف، كان الامر سلميا ولكن تمكن زعماء الحزب الشيوعي من القضاء على 70 مليون مواطن غالبيتهم من المسلمين.
ولم يعرف عن الياباني العادي، قبل الحرب العالمية الثانية، ميله لسفك الدماء والسادية المفرطة، بالرغم من ذلك فقد قام الجيش الياباني من خلال معاركه في جنوب شرق آسيا ب'حفلات' قتل وذبح جماعية بالسيوف والفؤوس والسكاكين قضوا فيها على اكثر من 12 مليون انسان غالبيتهم من المدنيين.
ومن الذي بامكانه نسيان ما حدث قبل سنوات قليلة جدا في 'رواندا' التي تحولت المعارك في شوارعها الى جزارة مفتوحة، وحتى هنا هل بمقدورنا انكار ان الغالبية كانت محبة للسلام!! انتهى كلام 'كارل'.
ان دروس التاريخ عادة ما تكون صريحة وبسيطة الى درجة مؤلمة احيانا ومع هذا فان من الممكن جدا الا نرى الحقيقة العارية. واكثر الامور بديهية ان الغالبية المسلمة المحبة للسلام مهمشة باختيارها وملتزمة الصمت، وهذه الاغلبية الصامتة والمحبة للسلام بالذات هي التي ستصبح عدوة العالم وسيعاديها العالم شاءت ام ابت، ان هي بقيت على صمتها. لانها، كما حدث مع 'كارل' وملايين غيره، ستفيق من نومها صباح احد الايام لتجد أن المتعصبين والمتشددين الدينيين يمتلكون مصيرهم وسيكون ذلك بداية نهاية عالمهم. فالكثير من الالمان واليابانيين والصينيين والروس والروانديين والصربيين والافغان والعراقيين والفلسطينيين والصوماليين والنيجيريين والجزائريين لقوا حتفهم لان الغالبية منهم المحبة للسلام لم ترفع صوتها معترضة.. قبل فوات الأوان.
فلا تنس ان ترفع صوتك وتعترض على كل هذا التعصب الاعمى الذي يلفنا والذي ترويه مواقف وآراء وخطب وكتابات هؤلاء الملتحين المتشددين الدينيين الذين سيطروا على كل مرافق الدولة ومساجدها ومعابدها لتحقيق الخطير من مخططاتهم الاجرامية بحقنا جميعا!!
أحمد الصراف
tasamou7@yahoo.com
احمد الصراف - القبس
30/06/2007
يأخذ البعض علينا كثرة ما نكتب عن الحركات السياسية الدينية، مقارنة بقضايا الفساد وسرقات المال العام!! قد يكون ذلك صحيحا، ولكن ليس بالمطلق، فحالات الفساد السياسي والمالي في اجهزة الدولة، وميلنا كعرب ملسمين كويتيين بالذات، لمد اليد لمال الدولة يعودان في اعتقاد البعض إلى انتفاء حرمة هذا المال، فلكل مسلم منه نصيب. وبالتالي يجوز الاخذ منه لانه ملك الجميع اصلا، علما بأننا لم نقصر قط في الكتابة عن السرقات والفساد السياسي.
نعود ونقول إن تركيزنا الشديد على انشطة الحركات الاسلامية ومحاولاتنا المتكررة القاء الضوء على المخفي من اهدافها يعود الى ما تشكله هذه الاهداف من خطورة على الفرد والمجتمع والوطن بالتالي.
يقول 'كارل'، الذي ينحدر من اصول ارستوقراطية المانية كانت تمتلك قبل الحرب العالمية الثانية عدة مصانع، إنه عندما سئل عن عدد اعضاء الحزب النازي في ذروة قوتهم، قال إنه لم يكن كبيرا وقلة منهم كانوا حزبيين حقيقيين. ولكن نسبة كبيرة من الشعب الالماني 'استمتعت' بقدرة هؤلاء على استعادة كرامة بلادهم التي فقدتها في الحرب الاولى، اما الغالبية فكانت اكثر انشغالا بمجريات حياتها من الاهتمام بامر هؤلاء النازيين واهدافهم. وانه كان احد اولئك الذين اعتقدوا أن النازيين ليسوا اكثر من مجموعة من المغفلين! وان الشعب الالماني بمجمله فضل الاسترخاء وترك الامور للنازيين للحكم.
وفجأة وبغير ان يشعر احد بحقيقة الامر سيطر هؤلاء المتطرفون على كل المانيا وفقد الشعب السيطرة تماما على مجرى حياته وبدأ العالم من حولهم بالانهيار، بعد ان فقدوا حرية التفكير والقول والحركة.
ويقول 'كارل' إن اسرته فقدت كل شيء، وانتهى الامر به شخصيا اسيرا في احد معسكرات الاعتقال. وخلال الحرب اجهزت طائرات ومدافع الحلفاء على ما تبقى من مصانع اسرته، واصبح معدما في نهاية الحرب.
ويستطرد في القول، إنه، وبعد مرور 60 عاما على تلك المأساة البشرية التي نتج عنها اكثر من 60 مليون قتيل، يأتي الخبراء والسياسيون ليطمئنوه وغيره، المرة تلو الأخرى، إلى أن الاسلام هو دين محبة وان غالبية اتباعه يودون العيش بسلام مع بقية شعوب الارض. ولكن بالرغم من وضوح هذا البيان وصحة محتواه، فإنه لا يعني الكثير له، فهو يقال لكي يشعر الاخرون بالطمأنينة وليخفي الكثير من الغلو الديني الذي يلف العالم اجمع باسم الدين الاسلامي!! ولكن الحقيقة هي ان المتشددين والمتعصبين الدينيين هم الذين يحكمون الكثير من الدول الاسلامية او على الاقل يؤثرون في قراراتها في هذه اللحظة من التاريخ. فالمتشددون هم الذين يقومون بالتظاهرات التي تجوب شوارع مدن العالم. والمتشددون هم الذين يقومون بجز الرقاب في العراق والجزائر وافغانستان باسم الاسلام. والمتشددون هم الذين يقومون بقتل المسيحيين وباقي اتباع الديانات الاخرى من حضر وقبليين في افريقيا. والمتشددون هم الذين يقطعون الرؤوس ويفجرون القنابل ويطلبون الشرف والشهادة لمن يقتل منهم، وهم الذين سيطروا على المساجد والمراكز الدينية الواحد تلو الاخر. والمتشددون هم الذين قاموا بحماس واضح برجم وقتل ضحايا الاغتصاب والشاذين جنسيا في باكستان وغيرها. المتشددون هم الذين يحكمون الشارع الفلسطيني ويقتلون اخوانهم، كما انهم يتحكمون في المدن الباكستانية والبنغالية والاندونيسية وعشرات المدن الاسلامية الاخرى.
وحقيقة الامر ان الغالبية المسلمة، التي يقال انها المحبة للآخر، اما انها اختارت السكوت او تم اسكاتها من قبل المتشددين انفسهم. فالاتحاد السوفيتي الشيوعي وروسيا مسؤولان عن اختفاء 20 مليون مواطن روسي، والاغلبية المسالمة كانت غير فعالة وصامتة ولم يعن لها الامر شيئا وقتها!!
وفي الصين، بحجم سكانها المخيف، كان الامر سلميا ولكن تمكن زعماء الحزب الشيوعي من القضاء على 70 مليون مواطن غالبيتهم من المسلمين.
ولم يعرف عن الياباني العادي، قبل الحرب العالمية الثانية، ميله لسفك الدماء والسادية المفرطة، بالرغم من ذلك فقد قام الجيش الياباني من خلال معاركه في جنوب شرق آسيا ب'حفلات' قتل وذبح جماعية بالسيوف والفؤوس والسكاكين قضوا فيها على اكثر من 12 مليون انسان غالبيتهم من المدنيين.
ومن الذي بامكانه نسيان ما حدث قبل سنوات قليلة جدا في 'رواندا' التي تحولت المعارك في شوارعها الى جزارة مفتوحة، وحتى هنا هل بمقدورنا انكار ان الغالبية كانت محبة للسلام!! انتهى كلام 'كارل'.
ان دروس التاريخ عادة ما تكون صريحة وبسيطة الى درجة مؤلمة احيانا ومع هذا فان من الممكن جدا الا نرى الحقيقة العارية. واكثر الامور بديهية ان الغالبية المسلمة المحبة للسلام مهمشة باختيارها وملتزمة الصمت، وهذه الاغلبية الصامتة والمحبة للسلام بالذات هي التي ستصبح عدوة العالم وسيعاديها العالم شاءت ام ابت، ان هي بقيت على صمتها. لانها، كما حدث مع 'كارل' وملايين غيره، ستفيق من نومها صباح احد الايام لتجد أن المتعصبين والمتشددين الدينيين يمتلكون مصيرهم وسيكون ذلك بداية نهاية عالمهم. فالكثير من الالمان واليابانيين والصينيين والروس والروانديين والصربيين والافغان والعراقيين والفلسطينيين والصوماليين والنيجيريين والجزائريين لقوا حتفهم لان الغالبية منهم المحبة للسلام لم ترفع صوتها معترضة.. قبل فوات الأوان.
فلا تنس ان ترفع صوتك وتعترض على كل هذا التعصب الاعمى الذي يلفنا والذي ترويه مواقف وآراء وخطب وكتابات هؤلاء الملتحين المتشددين الدينيين الذين سيطروا على كل مرافق الدولة ومساجدها ومعابدها لتحقيق الخطير من مخططاتهم الاجرامية بحقنا جميعا!!
أحمد الصراف
tasamou7@yahoo.com