المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جزيرة روزفلت في النهر الشرقي من منهاتن .. مستشفى الأمراض النفسية الذي سكنه كوفي عنان



المهدى
06-30-2007, 06:58 AM
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/30-6-2007//290774_660004.jpg

الجزيرة على اليمين والجزء الشرقي من منهاتن على الشمال



رغم كل السنوات التي قضيتها في نيويورك فإنني لم ازر جزيرة روزفلت قط الى ان قررت ان استكشفها من اجل 'القبس'. والامانة الصحفية تقتضي ان اعترف هنا انني لم أكن افتقد شيئا قبل هذه الزيارة ولم اخرج بشي يذكر بعدها او اخرج بصورة مبهرة او حتى مقبولة عن هذه الجزيرة كموقع يتحتم على ساكني او زوار المدينة ان يكتشفوه.

فالجزيرة ابعد ما تكون عن الابهار وقد تثير الملل في نفوس الزائرين، ناهيك عن افتقادها لابسط مقومات جذب المهتمين كوسائل التسلية او حتى المطاعم. الا ان تاريخ الجزيرة يستحق التنقيب كما ان وسيلة الوصول اليها فريدة من نوعها في نيويورك ان لم يكن في الولايات المتحدة بأسرها، ذلك ان الترام او التلفريك يجعل طريق الرحلة لجزيرة روزفلت مبهرا عبر مشاهدة معالم المدينة واحد انهارها من على ارتفاع شاهق يذكرنا بالمشاهد الافتتاحية لسماء نيويورك في أفلام هوليوود.

سكن للدبلوماسيين

عرفت جزيرة روزفلت التي سميت بذلك تخليدا لذكرى الرئيس الاميركي الراحل فرانكلين ديلانو روزفلت، باسماء اخرى مثل الولفير ايلند او جزيرة الرخاء او الخدمات الاجتماعية وذلك حسب الترجمة الحرفية للاسم. كما سميت قبل ذلك بجزيرة البلاك ويل وبأسماء اخرى اطلقها عليها السكان الاصليون اي الهنود الحمر مثل ميناهونك. الا ان التسمية الحالية كانت قد اعتمدت رسميا في عام 1973 وذلك عندما اعتزمت المدينة ان تبنى صرحا تذكاريا لروزفلت في الجزيرة لجذب السكان والزوار، الا ان رحيل مهندس المشروع لويس كان قد تسبب في تعطيل المشروع للابد. وبدلا من ذلك تم تشييد صرح تذكاري للرئيس الراحل في العاصمة واشنطن دي سي. اما نهضة الجزيرة فقد حدثت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي عندما تم تطوير مشاريع سكنية فارهة وتحولت اليها هوليوود لتصوير العديد من مشاهد الافلام هناك مثل دارك ووتر لجنيفر كونلي او نايت هوك لسلفستر ستالون او ليون لنتالي بورتمان.
ويسكن اليوم العديد من الدبلوماسيين والعاملين في مقر الامم المتحدة في الجزيرة نظرا لموقعها القريب من مقر اعمالهم. فالجزيرة يسهل الوصول اليها اما عن طريق الترام او التلفريك من المحطة التي تقع على الجادة الثانية والشارع التاسع والخمسين الذي تم افتتاحه في عام 1976 او عن طريق محطة السبواي التي تقع على جادة لينكسنغتون والشارع الثالث والستين التي تعتبر واحدة من اعمق محطات الانفاق في نيويورك والتي تم افتتاحها في عام 1987. اما اشهر سكانها فقد كان السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان الذي سكن هناك اثناء فترة عمله التي بدأت في عام 1997. وتمتاز الجزيرة بهدوئها الشديد مقارنة مع صخب المدينة في منهاتن وغيرها من الضواحي. وقد وجدت ذلك الهدوء غير محتمل وغير مريح ايضا. ربما لانه من الصعب تخيل وجود منطقة نيويوركية تكاد تخلو من المارة والدكاكين والمتاجر وكل جنون وفنون نيويورك. وتسمى الجزيرة احيانا باسم تفاحة نيويورك الصغيرة، رغم انني لم ار هناك ما يشجعني على تبني هذه التسمية التي تبدو لي مليئة في المبالغة.

سجن للمرضي
ابرز ما يمكن ان تقدمه هذه الجزيرة للزائر هو رحلة التلفريك، وبعد ان امضيت ساعتين في الجزيرة بحثا عن شيء يرضي فضولي ويشبع نهمي للتعرف عليها نظرا لكونها ذات ثقل تاريخي يعود لوجود السجن القديم فيها، الا ان محاولاتي باءت بالفشل. فالجزيرة تخلو من كل ماهو مسل تقريبا، بل ان فيها مطعمين فقط، احدهما صيني والاخر داينر أميركي ولا انصح بتناول الطعام في اي منهما، خاصة بعد ان زرت مطبخيهما ورأيت كيف يحضر الطعام هناك.


وقد تكون احدى حسنات الجزيرة هي بالضبط ما اشتكيت منه الا وهو الهدوء الشديد. فقد يحتاج سكان المدينة التي لا تنام بعض الراحة من كل الازعاج اليومي فيتخذون من احد الكراسي المنتشرة على طول الواجهة النهرية هناك مقرا لهم لمراقبة السفن والمراكب التي تعبر النهر الشرقي. او قد يلجأون الى التلفريك لخلق صورة ذهنية بانورامية لمنهاتن التي تبدو عظيمة وذات رهبة ونحن نسلك شوارعها وسهلة الترويض ومتواضعة من وراء زجاج عربة التلفريك التي تقلنا للجزيرة.
وقد كشف تعداد السكان الوطني الذي تم في عام 2000 ان هناك ما يقارب من عشرة الاف شخص يسكنون الجزيرة أغلبهم من العائلات، ولكن بعد عام 2006 بدأت خريطة السكان بالتغير، حيث ظهرت جموع الشباب العزاب الذين فضلوا السكن هناك بعد ان شيدت مجموعة من المباني السكنية الفارهة.

أسقربوط وقسوة
في يوميات رحلاته في أميركا الشمالية، التي نشرت في عام 1842 كتب تشارلز ديكنز واصفا الوضع في الاكتوقون او 'المثمن' قائلا: انه ملاذ للمرضى العقليين، يقع في الجزء الشمالي من الجزيرة. وقيل ان ديكنز كان قد انهى رحلته للجزيرة آنذاك بسبب الرعب الذى رآه في السجن هذا. والمثمن هذا تم افتتاحه في عام 1839 ليكون بمثابة السجن للمرضى العقليين في المدينة.

وكان المبنى قد صمم من قبل اليكساندر جاكسون ديفز لايواء المرضى العقليين لكن النتيجة كانت مؤسفة حيث ان غالبية المرضى عوملوا بقسوة وتم انتقاص ادميتهم بشكل مستمر. وعاني العديد منهم من الامراض كالاسقربوط نظرا لسوء التغذية في السجن او المستشفى بالاضافة الى تعرضهم للسخرة من قبل القائمين على رعايتهم. وكان السجن قد اغلق في نهاية القرن التاسع عشر وحل محله مستشفى للامراض العقلية تحت اشراف طبي، الى ان انتقل بدوره هو الاخر الى منهاتن. اما مبنى المثمن فلا يزال قائما وتم اعلانه موقعا تاريخيا يحرص الكثيرون على زيارته اليوم للتعرف على قيمته التاريخية في المدينة.

الجزيرة
تقع جزيرة روزفلت في النهر الشرقي او الايست ريفر وذلك في مواجهة الاف دي ار درايف. وتمتد الجزيرة من وسط المدينة اي ضاحية منهاتن الى قصر غريسي شمالا. ويمكن الوصول للجزيرة عن طريق السبواي او التلفريك او الترام الذي انصح به لانه سيمكن الزائر من مشاهدة المدينة والنهر والجسور من على ارتفاعات شاهقة.

وتعتبر رحلة التلفريك أفضل وامتع جزء في الرحلة للجزيرة ويمكن الاكتفاء بها ذهابا وايابا مع تناول كوب قهوة ربما في مقهى الجزيرة الوحيد الذي يقع على بعد خطوات من محطتي التلفريك والسبواي. اما كلفة الوصول هناك فهي اربعة دولارات ذهابا وايابا سواء اخترتم التلفريك او السبواي.



رسالة نيويورك - حنان الهاجري

alhanewyork@gmail.com


http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/30-6-2007//290774_660008.jpg
التلفريك لروزفلت ايلند



http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/30-6-2007//290774_660007.jpg
محطة السبواي في الجزيرة