زهير
06-29-2007, 12:55 PM
http://www.aawsat.com/2007/06/29/images/tvsupplement.425741.jpg
قالت لـ«الشرق الأوسط» لا توجد راقصات في مصر غير الروسيات والبولنديات .. وفيفي عبده أصبحت جدة
شكلت نجوى فؤاد طيلة عقود طويلة حالة فريدة في الوسط الفني العربي منذ انطلاقتها الفنية عام 1959 في فيلم «ملاك الشيطان» مع المخرج كمال الشيخ، الذي أطلقها كراقصة في ذلك العام، وبعده انتشر صيت هذه الراقصة والفنانة الموهوبة ليصل لكل آفاق العالم العربي، وربما لأوسع من ذلك، وكان لإبداعها وتفننها في الرقص الشرقي ولالتقائها بمشاهير العالم دور كبير في كثير من القصص التي نسجت عنها، والتي تابعت مسيرتها الفنية طيلة 47 عاما، حيث عملت مع كبار نجوم السينما العربية والتقت بأهم المسؤولين العرب. وفي حديثها مع «الشرق الأوسط»، تتحدث نجوى عن أهم مَن هام بحبها، وعن وكيل وزارة الداخلية المصري السابق، الذي ملّ من وصف الناس له بزوج نجوى فؤاد، وقصص كثيرة ساقتها في هذا الحوار الذي تم معها في القاهرة، فإلى تفاصيل الحوار..
* سؤال تقليدي يطرح نفسه.. أين نجوى فؤاد حاليا؟
ـ بت لا أوافق على أي عمل إلا بعد أن أكون مقتنعة به تماما، والحقيقة أنه يعرض عليّ العديد من الأعمال وهي لا تناسب سني ولا مستوى خبرتي التي جنيتها على مدى سبعة وأربعين عاما، ونضوجي الفني ومعظم الموجود على الساحة حاليا أعمال سطحية، والأعمال السينمائية لا تناسبني فهي في مجملها ذات طابع شبابي تطرح قضايا الجيل الجديد، وفي اعتقادي أنه من حقهم أن يناقشوا قضايا ومشكلات جيلهم المعاصر، لكن في اعتقادي أن الجيل الجديد يفتقر إلى الكاتب المبدع الذي يقدم المشكلات بطريقة درامية مناسبة للأعمال التي تطرح بها، فهي ضعيفة، فقد كنا في السابق نقدم أعمالا مبنية على نصوص محبوكة بشكل جيد كتبها أناس متخصصون في مجال الدراما والسينما، وهذه كانت من الأسباب التي حققت لنا النجاحات الكبيرة والاستمرارية، وأعتقد أن السبب الرئيسي كما قلت هو أنه كانت تُكتب لنا نصوص جيدة.
* نجوى هل انتهت مؤهلاتك التي كانت تسهم في مشاركاتك الفنية، أقصد الجسدية والجمالية التي جعلت منك ذات يوم أهم راقصة عربية في القرن العشرين؟
ـ لا توجد منافسات لنا حاليا، وللأسف الساحة خالية، وفي نظري لا توجد راقصة معتبرة اليوم سوى الراقصة دينا، وهي لم تعد صغيرة، وفيفي عبده أصبحت كبيرة أيضا وهي جدة حاليا. الراقصات المميزات كبرن والجسد أصبح مختلفا، وأنا اعتزلت منذ تسع سنوات، لأني وجدت أن الفن الاستعراضي والغنائي عموما، بات ينحدر في مستواه العام، وهذا الوضع لا يعجبني وليس هذا ما تعودت عليه أثناء عملي مع عبد الحليم وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة والفرقة الماسية، كنت أوضع في باقة فنية مبدعة، حاليا الجميع أضعف مني بكثير وهن يشعرن بأنهن نجمات مبدعات جدا، فأنا غير مقتنعة بهذا فاحتراماً لفني ولاسمي اعتزلت وجلست في البيت والرقص الحالي لا يناسبني.
* لاحظت من كلامك كأنك تنتقدين واقع الدراما المصرية الحالي؟
ـ لي ملاحظات كبيرة على الدراما المصرية فهي تفتقر للنصوص الجيدة وللمواضيع المناسبة وهذا ما وجدته في الدراما السورية التي تقوم على نصوص جيدة خاصة الأعمال التاريخية السورية فهي محبوكة ومعمولة بشكل جيد، لقد أعجبني جدا مسلسل «ربيع قرطبة»، كما لفتت انتباهي طريقة تصوير هذه الأعمال وكيفية كتابتها فهي مذهلة ومتقدمة، لفت انتباهي النجم جمال سليمان. ونحن كمصريين بعد حرب 67 احتضنتنا سورية ولبنان وكنا نأتي لنصور في سورية، وقدمت مع دريد لحام ونهاد قلعي أربعة أفلام وشاركت في عدة أفلام لبنانية. فللأخوة في سورية ولبنان فضل علينا وهذا لن ننساه أبدا.
* برأيك لماذا تقدمت الدراما السورية؟
ـ لسبب بسيط وهو أن الدولة تدعم المنتج وكل الوزارات تضع ميزانياتها وإمكاناتها تحت تصرف المنتج، فهي تساعد المنتج على إنجاح عمله. في مصر الوضع مختلف، المنتج يتحمل كل شيء وقد ينجح وقد يفشل. أما أفلام الشباب الحديثة التي تنفذ في مصر فهي تعرض وتنجح لأن جمهورها كبير فهي لا تخشى الخسارة.
* بعد مضي 47 عاما على دخولك فن الاستعراض، هل أنت راضية عن نفسك وعن ما قدمته؟ وبماذا خرجت من الفن؟
ـ لست نادمة على شيء، وما أديته قمت به من تلقاء نفسي وليس بضغط من أحد، ولديّ أشياء كثيرة قد أقولها يوما ما وأكتب أحيانا أوراقا بهذا الخصوص وقد تظهر للناس بعد موتي. لا توجد راقصة شرقية استمرت لمدة تزيد على الأربعين عاما من العطاء سوى نجوى فؤاد، وللآن ما زلت أطلب للرقص، وللآن يرحب برقصي، وكان مكسبي الأول كل ما قدمته هو حب الناس لي، وما زلت أمارس الرياضة وأحافظ على جسدي، وخلال مسيرتي الفنية رقصت وغنيت ومثلت وعملت منتجة سينمائية. فقدمت فيلم «حد السيف»، الذي قام ببطولته محمود مرسي، وهو عن نص وحيد حامد، ومن إخراج عاطف سالم. و«الليلة الموعودة»، الذي زوجت فيه فريد شوقي لكريمة مختار. و«بنات إبليس»، الذي حصل على عدد من الجوائز. وأنتجت عددا من الأفلام الجيدة. لقد كانت لي تجربة مهمة، عملت إلى جانب أهم نجوم السينما العربية، وعملت مع عبد الحليم ورشدي أباظة وهند رستم ودريد لحام وفريق شوقي وعادل أدهم وعادل إمام وإسماعيل ياسين.
ومن هؤلاء تعلمت الالتزام وحب الفن على حساب المادة والجدية في الأداء والعمل، وتعلمت أن المال ليس هو الأساس، وأن الفن هو أهم شيء، وتعلمنا أن نمثل ونجسد الأدوار لنبقى وليس فقط لنحصل على المال. كان كل هؤلاء يحضرون للعمل قبل الوقت بساعات، حاليا الفنان لا يلتزم بالوقت ولا مشروع حقيقي لديهم.
* من يلفت نظرك من الفنانين الجدد أو الجيل الشاب الذي يعمل في السينما المصرية؟
ـ هناك عدد كبير أذكر منهم أحمد السقا، خالد النبوي، منى زكي، وحنان ترك، وهناك مجموعة أخرى لديها أعمال جيدة تعجب فئة الشباب، لأنها تناقش قضاياهم، وأسأل الله أن يوفقهم ليقدموا أعمالا أكثر جدية وأكثر ملاءمة للمجتمع المصري.
* اتهمت بعد توقيع اتفاقية السلام بأنك رقصت في إسرائيل بطلب من الحكومة الإسرائيلية ابتهاجا بالاتفاقية.. ما صحة هذا الاتهام؟
ـ (تضحك).. رغم مرور أكثر من ثلاثين سنة على هذه الشائعة، ما زلت أعاني منها، هل تعلم أن والدتي فلسطينية، وتوفيت بمرض السرطان، وتركتني وأنا ابنة الستة أشهر، ثم تزوج والدي من فلسطينية أخرى، قد لا يعلم الناس أن امتدادي الفلسطيني هو أكثر من امتدادي المصري، وأن نصفي فلسطيني، وأن لي ثأرا كبيرا مع اليهود الذين قتلوا عددا من أهل والدتي الذين لم أرهم ولا أعرفهم حتى الآن، لكن جاءتني الأخبار من فلسطين بأنهم قتلوا على أيدي العصابات اليهودية، وقد مُنعت في فترة ما نتيجة هذه الشائعة من دخول بعض الدول العربية، وهي كذب وتزوير. صدقني لم أزر إسرائيل أبدا ولم أرقص هناك، هناك عدد من الفنانين المصريين زار إسرائيل، لو أردت زيارتها لزرتها، أنا لدي ثأر مع اليهود، وأنا مصرية صاحبة عقلية صعيدية، ولن أترك ثأري ما دمت حية، ومن المستحيل أن أرقص في إسرائيل. في عام 1987، دفع لي مائة ألف دولار مقابل الرقص في تل أبيب، لكنني رفضت، وفضلت أن أكون وطنية وعدوة لإسرائيل على أن أذهب للرقص وأسقط في نظر المواطن العربي.
* يُقال بأن نجوى فؤاد تزوجت أكثر من عشر مرات، ما صحة هذه المعلومات؟
ـ ما علاقة الناس بقضية كم مرة تزوجت، هذه حياتي الخاصة وأنا حرة بها، ومع ذلك أقول لك، لقد تزوجت 6 مرات، وفي إحداها تزوجت من أحمد رمزي لمدة 17 يوما ثم انفصلنا، وتزوجت من سامي الزعبي وهو لبناني، ومحمد السباعي، مساعد وزير الداخلية المصري، وانفصلنا لأنه كان يغار من كوني مشهورة، حيث كان كل من يرانا يشير له قائلا هذا زوج نجوى فؤاد، وكانت شخصيته قوية، وكان يغار جدا عليَّ، وكنت آتي للمنزل في الخامسة صباحا عندما كان هو يستعد للذهاب لمكتبه، خلافاتنا كثرت ولم نتفق وتطلقنا، كما تزوجت من كمال نعيم وفؤاد حسن.
* هل كان لمهنتك دور في فشل زيجاتك؟
ـ بالتأكيد، فالرجل الشرقي لا يتحمل أن يتزوج من راقصة أو أن يشار له بالبنان هذا زوج فلانة، فكنت ممثلة في النهار وراقصة في الليل، وهذا غير مريح للزوج والرجل الشرقي، وللأسف بعضهم كان يخونني مع أخريات، وأشير هنا إلى أنني امرأة لست متفرغة، والرجل الشرقي يحب المرأة المتفرغة لبيتها وزوجها. والحقيقة أنني لم أكن مرافقة لزوجي في كل ما يريده، ولهذا فشلت كل زيجاتي بسبب غيرتهم المفرطة عليَّ، وبسبب خيانة بعضهم لي، هناك أزواج لي كانت مراكزهم كبيرة ويشار لهم بالإصبع بأن هذا زوج نجوى فؤاد، وهذه الكلمة كانت تزعجهم كثيرا وتقل من هيبتهم أمام الناس.
* من أبرز من تقدم لخطبتك من الشخصيات الشهيرة في العالم العربي؟
ـ صدقني لم أعد أتذكر فهم كثر من وزراء ورؤساء وزارات ومشاهير، ولعل أبرز من تقدم لطلب الزواج مني كان وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، الذي رفضته، وكردة فعل بعدها تزوج من امرأة اسمها «نانسي» شديدة الشبه بي، وقد كان يبدي كل من شاهده إعجابه الشديد بجمالي الشرقي، حيث كان يشاهد في نجوى فؤاد ما كان يسمع أو يقرأ عنهم في قصص ألف ليلة وليلة. وذات مرة عرض عليّ زعيم منصب كبير جدا يعادل منصب الوزارة، مقابل الزواج مني، لكنني رفضت ذلك.
* من المؤكد أن لديك أسرارا كثيرة ومهمة متى تنوين الإفصاح عنها؟
ـ الحقيقة أنني خلال سنوات طويلة قابلت الكثير من المشاهير، بدءا من رؤساء مصر وانتهاء بزعماء العالم العربي والعالم، وقد تعرفت على الكثير منهم ولامست حقائق مهمة، وحاليا أكتب أوراقا بهذا الخصوص قد تظهر يوما ما، وربما بعد مماتي، لأنني لا أتجرأ على إظهارها وأنا على قيد الحياة.
* يُقال بأن خليفة نجوى فؤاد حاليا هي فيفي عبده ودينا، هل أنت مع هذه المقولة؟
ـ فيفي عبده أصبحت كبيرة ولم تعد خليفة لأحد، دينا تؤدي بشكل جيد، وكل واحدة من وجهة نظري تقدم شيئا مختلفا عن الأخرى، أنا عندما كنت صغيرة تركت الدراسة، تركت والدي، وتركت الإنجاب من أجل الفن، وتركت مشروع تكوين أسرة من أجل الرقص، قبل سنوات كنت حزينة لأني لم أكوّن أسرة، وحاليا أنا راضية عن نفسي لأن هذا ما هو مقدّر لي. أما الراقصة دينا التي كنت تسألني عنها، فهي جيدة ولها كاريزما معينة، وهذا هو وقتها وعليها أن تأخذ حظها من الدنيا، وهي ليست خليفة لي، وحاليا ساحة الرقص فاضية ولا ينافسها فيه سوى الروسيات والبولونديات.
* هل ظاهرة التدين هي من حدت من رواج ظاهرة الرقص الشرقي التي كانت مزدهرة في السابق؟
ـ هناك أمور كثيرة حدت من انتشار الرقص الشرقي والقنوات الفضائية الغنائية باتت تقدم الرقص إلى الناس في منازلهم، والآن تحولت كل مطربة إلى راقصة، ولم يعد هناك تخصص، وأصبحت مهنة الرقص مستباحة للجميع.
* كيف تنظرين لظاهرة العري في الفيديو كليب؟
ـ هي سيئة وتسيء إلى الأغنية العربية وتشتت المشاهد عن كلمات الأغنية وعن الموسيقى التي تقدم فيها، كان الإنسان العربي في السابق يحفظ الأغنيات التي يشاهدها، الآن بات يتابع الأغنية للرقصات التي تقدم فيها ولتمايل الفتيات التي يظهرن فيها.
* وردة الجزائرية قدمت في الموسم الماضي مسلسل «أوان الورد»، الذي لم يلق النجاح المطلوب، برأيك لماذا فشلت التجربة؟ وما رأيك بتجارب لوسي وفيفي عبده أيضا؟
ـ الحقيقة سمعت أن التجربة فشلت، وأنا شعرت بأن الفنانة وردة قد أخطأت عندما شاركت في عمل كهذا، وكما نعلم فقد كانت مريضة وشُفيت، ومع هذا فقد أنجزت الدور، لكن للأسف الشديد لم ينجح العمل في زخم الأعمال الكثيرة التي كانت تُعرض في الموسم الماضي. أما تجارب لوسي وفيفي عبده، فهي تتحدث عن اللون الذي يعملن فيه وليست سيئة، للأسف في مصر الآن لا توجد دراما حقيقية تتم كتابتها لتقدم بشكل جدي.
* ما هي آخر الأعمال التي تشاركين بها حاليا؟
ـ حاليا أشارك في مسلسل «حكاية المدندش»، بالمشاركة مع النجمة دلال عبد العزيز وتوفيق عبد الحميد وأسامة عباس وأحمد حلمي ورجاء الجداوي، ويشارك في العمل 180 ممثلا، وهي عن قصة للكاتب أحمد الشيخ ومن إخراج أحمد النحاس، حيث أجسد فيه دور امرأة فلاحة من كفر عسكر ذات شخصية قوية تتحكم فيمن حولها ولا يستطيع أحد التصرف بشيء من دون إذن منها، وهي امرأة معقدة قتل ابنها وتريد الثأر له من كل من حولها، ولي أيضا مشاركة أخرى مع المخرج أحمد النحاس في مسلسل «وحيدة»، حيث أجسد فيه دور أم تمتلك عدة مطاعم ولديها ثلاثة أولاد ذوي أطباع سيئة يساهمون في تدمير والدتهم.
* كيف تنظرين لظاهرة عودة الفنانات المحجبات للعمل في الدراما الحديثة أو ما يعرف بالمودرن؟
ـ في نظري أنهن لا يصلحن للعمل في أعمال حديثة، لأنهن يظهرن متحجبات في كل المشاهد، نحن نتقبل ظهورهن في مشاهد وهن متحجبات خارج المنزل أو في العمل، أما داخل المنزل وفي غرف النوم، فمثلا عندما يأتي الزوج من السفر من غير المعقول أن لا تقبّله الزوجة أو لا تضمه، لأنهن لا يقبلن بهذا المشهد. وفي رأيي، فإن ظهورهن كمحجبات فيه استخفاف بعقلية المشاهد، وأنا أدعوهن للمشاركة في الأعمال التاريخية والدينية فهن أجدر بها، ربما يقدمنها أكثر من الأخريات بكثير، والآن الأعمال التاريخية لديها شعبية كبيرة وإقبال متزايد من قبل الناس، وربما ينجحن بهذه النوعية من الأدوار، وكلنا انبهر بأداء حسن يوسف في مسلسل «محمد متولي الشعراوي»، فقد نجح فيه وانبهر الناس بأدائه، فعاد نجما من جديد.
قالت لـ«الشرق الأوسط» لا توجد راقصات في مصر غير الروسيات والبولنديات .. وفيفي عبده أصبحت جدة
شكلت نجوى فؤاد طيلة عقود طويلة حالة فريدة في الوسط الفني العربي منذ انطلاقتها الفنية عام 1959 في فيلم «ملاك الشيطان» مع المخرج كمال الشيخ، الذي أطلقها كراقصة في ذلك العام، وبعده انتشر صيت هذه الراقصة والفنانة الموهوبة ليصل لكل آفاق العالم العربي، وربما لأوسع من ذلك، وكان لإبداعها وتفننها في الرقص الشرقي ولالتقائها بمشاهير العالم دور كبير في كثير من القصص التي نسجت عنها، والتي تابعت مسيرتها الفنية طيلة 47 عاما، حيث عملت مع كبار نجوم السينما العربية والتقت بأهم المسؤولين العرب. وفي حديثها مع «الشرق الأوسط»، تتحدث نجوى عن أهم مَن هام بحبها، وعن وكيل وزارة الداخلية المصري السابق، الذي ملّ من وصف الناس له بزوج نجوى فؤاد، وقصص كثيرة ساقتها في هذا الحوار الذي تم معها في القاهرة، فإلى تفاصيل الحوار..
* سؤال تقليدي يطرح نفسه.. أين نجوى فؤاد حاليا؟
ـ بت لا أوافق على أي عمل إلا بعد أن أكون مقتنعة به تماما، والحقيقة أنه يعرض عليّ العديد من الأعمال وهي لا تناسب سني ولا مستوى خبرتي التي جنيتها على مدى سبعة وأربعين عاما، ونضوجي الفني ومعظم الموجود على الساحة حاليا أعمال سطحية، والأعمال السينمائية لا تناسبني فهي في مجملها ذات طابع شبابي تطرح قضايا الجيل الجديد، وفي اعتقادي أنه من حقهم أن يناقشوا قضايا ومشكلات جيلهم المعاصر، لكن في اعتقادي أن الجيل الجديد يفتقر إلى الكاتب المبدع الذي يقدم المشكلات بطريقة درامية مناسبة للأعمال التي تطرح بها، فهي ضعيفة، فقد كنا في السابق نقدم أعمالا مبنية على نصوص محبوكة بشكل جيد كتبها أناس متخصصون في مجال الدراما والسينما، وهذه كانت من الأسباب التي حققت لنا النجاحات الكبيرة والاستمرارية، وأعتقد أن السبب الرئيسي كما قلت هو أنه كانت تُكتب لنا نصوص جيدة.
* نجوى هل انتهت مؤهلاتك التي كانت تسهم في مشاركاتك الفنية، أقصد الجسدية والجمالية التي جعلت منك ذات يوم أهم راقصة عربية في القرن العشرين؟
ـ لا توجد منافسات لنا حاليا، وللأسف الساحة خالية، وفي نظري لا توجد راقصة معتبرة اليوم سوى الراقصة دينا، وهي لم تعد صغيرة، وفيفي عبده أصبحت كبيرة أيضا وهي جدة حاليا. الراقصات المميزات كبرن والجسد أصبح مختلفا، وأنا اعتزلت منذ تسع سنوات، لأني وجدت أن الفن الاستعراضي والغنائي عموما، بات ينحدر في مستواه العام، وهذا الوضع لا يعجبني وليس هذا ما تعودت عليه أثناء عملي مع عبد الحليم وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة والفرقة الماسية، كنت أوضع في باقة فنية مبدعة، حاليا الجميع أضعف مني بكثير وهن يشعرن بأنهن نجمات مبدعات جدا، فأنا غير مقتنعة بهذا فاحتراماً لفني ولاسمي اعتزلت وجلست في البيت والرقص الحالي لا يناسبني.
* لاحظت من كلامك كأنك تنتقدين واقع الدراما المصرية الحالي؟
ـ لي ملاحظات كبيرة على الدراما المصرية فهي تفتقر للنصوص الجيدة وللمواضيع المناسبة وهذا ما وجدته في الدراما السورية التي تقوم على نصوص جيدة خاصة الأعمال التاريخية السورية فهي محبوكة ومعمولة بشكل جيد، لقد أعجبني جدا مسلسل «ربيع قرطبة»، كما لفتت انتباهي طريقة تصوير هذه الأعمال وكيفية كتابتها فهي مذهلة ومتقدمة، لفت انتباهي النجم جمال سليمان. ونحن كمصريين بعد حرب 67 احتضنتنا سورية ولبنان وكنا نأتي لنصور في سورية، وقدمت مع دريد لحام ونهاد قلعي أربعة أفلام وشاركت في عدة أفلام لبنانية. فللأخوة في سورية ولبنان فضل علينا وهذا لن ننساه أبدا.
* برأيك لماذا تقدمت الدراما السورية؟
ـ لسبب بسيط وهو أن الدولة تدعم المنتج وكل الوزارات تضع ميزانياتها وإمكاناتها تحت تصرف المنتج، فهي تساعد المنتج على إنجاح عمله. في مصر الوضع مختلف، المنتج يتحمل كل شيء وقد ينجح وقد يفشل. أما أفلام الشباب الحديثة التي تنفذ في مصر فهي تعرض وتنجح لأن جمهورها كبير فهي لا تخشى الخسارة.
* بعد مضي 47 عاما على دخولك فن الاستعراض، هل أنت راضية عن نفسك وعن ما قدمته؟ وبماذا خرجت من الفن؟
ـ لست نادمة على شيء، وما أديته قمت به من تلقاء نفسي وليس بضغط من أحد، ولديّ أشياء كثيرة قد أقولها يوما ما وأكتب أحيانا أوراقا بهذا الخصوص وقد تظهر للناس بعد موتي. لا توجد راقصة شرقية استمرت لمدة تزيد على الأربعين عاما من العطاء سوى نجوى فؤاد، وللآن ما زلت أطلب للرقص، وللآن يرحب برقصي، وكان مكسبي الأول كل ما قدمته هو حب الناس لي، وما زلت أمارس الرياضة وأحافظ على جسدي، وخلال مسيرتي الفنية رقصت وغنيت ومثلت وعملت منتجة سينمائية. فقدمت فيلم «حد السيف»، الذي قام ببطولته محمود مرسي، وهو عن نص وحيد حامد، ومن إخراج عاطف سالم. و«الليلة الموعودة»، الذي زوجت فيه فريد شوقي لكريمة مختار. و«بنات إبليس»، الذي حصل على عدد من الجوائز. وأنتجت عددا من الأفلام الجيدة. لقد كانت لي تجربة مهمة، عملت إلى جانب أهم نجوم السينما العربية، وعملت مع عبد الحليم ورشدي أباظة وهند رستم ودريد لحام وفريق شوقي وعادل أدهم وعادل إمام وإسماعيل ياسين.
ومن هؤلاء تعلمت الالتزام وحب الفن على حساب المادة والجدية في الأداء والعمل، وتعلمت أن المال ليس هو الأساس، وأن الفن هو أهم شيء، وتعلمنا أن نمثل ونجسد الأدوار لنبقى وليس فقط لنحصل على المال. كان كل هؤلاء يحضرون للعمل قبل الوقت بساعات، حاليا الفنان لا يلتزم بالوقت ولا مشروع حقيقي لديهم.
* من يلفت نظرك من الفنانين الجدد أو الجيل الشاب الذي يعمل في السينما المصرية؟
ـ هناك عدد كبير أذكر منهم أحمد السقا، خالد النبوي، منى زكي، وحنان ترك، وهناك مجموعة أخرى لديها أعمال جيدة تعجب فئة الشباب، لأنها تناقش قضاياهم، وأسأل الله أن يوفقهم ليقدموا أعمالا أكثر جدية وأكثر ملاءمة للمجتمع المصري.
* اتهمت بعد توقيع اتفاقية السلام بأنك رقصت في إسرائيل بطلب من الحكومة الإسرائيلية ابتهاجا بالاتفاقية.. ما صحة هذا الاتهام؟
ـ (تضحك).. رغم مرور أكثر من ثلاثين سنة على هذه الشائعة، ما زلت أعاني منها، هل تعلم أن والدتي فلسطينية، وتوفيت بمرض السرطان، وتركتني وأنا ابنة الستة أشهر، ثم تزوج والدي من فلسطينية أخرى، قد لا يعلم الناس أن امتدادي الفلسطيني هو أكثر من امتدادي المصري، وأن نصفي فلسطيني، وأن لي ثأرا كبيرا مع اليهود الذين قتلوا عددا من أهل والدتي الذين لم أرهم ولا أعرفهم حتى الآن، لكن جاءتني الأخبار من فلسطين بأنهم قتلوا على أيدي العصابات اليهودية، وقد مُنعت في فترة ما نتيجة هذه الشائعة من دخول بعض الدول العربية، وهي كذب وتزوير. صدقني لم أزر إسرائيل أبدا ولم أرقص هناك، هناك عدد من الفنانين المصريين زار إسرائيل، لو أردت زيارتها لزرتها، أنا لدي ثأر مع اليهود، وأنا مصرية صاحبة عقلية صعيدية، ولن أترك ثأري ما دمت حية، ومن المستحيل أن أرقص في إسرائيل. في عام 1987، دفع لي مائة ألف دولار مقابل الرقص في تل أبيب، لكنني رفضت، وفضلت أن أكون وطنية وعدوة لإسرائيل على أن أذهب للرقص وأسقط في نظر المواطن العربي.
* يُقال بأن نجوى فؤاد تزوجت أكثر من عشر مرات، ما صحة هذه المعلومات؟
ـ ما علاقة الناس بقضية كم مرة تزوجت، هذه حياتي الخاصة وأنا حرة بها، ومع ذلك أقول لك، لقد تزوجت 6 مرات، وفي إحداها تزوجت من أحمد رمزي لمدة 17 يوما ثم انفصلنا، وتزوجت من سامي الزعبي وهو لبناني، ومحمد السباعي، مساعد وزير الداخلية المصري، وانفصلنا لأنه كان يغار من كوني مشهورة، حيث كان كل من يرانا يشير له قائلا هذا زوج نجوى فؤاد، وكانت شخصيته قوية، وكان يغار جدا عليَّ، وكنت آتي للمنزل في الخامسة صباحا عندما كان هو يستعد للذهاب لمكتبه، خلافاتنا كثرت ولم نتفق وتطلقنا، كما تزوجت من كمال نعيم وفؤاد حسن.
* هل كان لمهنتك دور في فشل زيجاتك؟
ـ بالتأكيد، فالرجل الشرقي لا يتحمل أن يتزوج من راقصة أو أن يشار له بالبنان هذا زوج فلانة، فكنت ممثلة في النهار وراقصة في الليل، وهذا غير مريح للزوج والرجل الشرقي، وللأسف بعضهم كان يخونني مع أخريات، وأشير هنا إلى أنني امرأة لست متفرغة، والرجل الشرقي يحب المرأة المتفرغة لبيتها وزوجها. والحقيقة أنني لم أكن مرافقة لزوجي في كل ما يريده، ولهذا فشلت كل زيجاتي بسبب غيرتهم المفرطة عليَّ، وبسبب خيانة بعضهم لي، هناك أزواج لي كانت مراكزهم كبيرة ويشار لهم بالإصبع بأن هذا زوج نجوى فؤاد، وهذه الكلمة كانت تزعجهم كثيرا وتقل من هيبتهم أمام الناس.
* من أبرز من تقدم لخطبتك من الشخصيات الشهيرة في العالم العربي؟
ـ صدقني لم أعد أتذكر فهم كثر من وزراء ورؤساء وزارات ومشاهير، ولعل أبرز من تقدم لطلب الزواج مني كان وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، الذي رفضته، وكردة فعل بعدها تزوج من امرأة اسمها «نانسي» شديدة الشبه بي، وقد كان يبدي كل من شاهده إعجابه الشديد بجمالي الشرقي، حيث كان يشاهد في نجوى فؤاد ما كان يسمع أو يقرأ عنهم في قصص ألف ليلة وليلة. وذات مرة عرض عليّ زعيم منصب كبير جدا يعادل منصب الوزارة، مقابل الزواج مني، لكنني رفضت ذلك.
* من المؤكد أن لديك أسرارا كثيرة ومهمة متى تنوين الإفصاح عنها؟
ـ الحقيقة أنني خلال سنوات طويلة قابلت الكثير من المشاهير، بدءا من رؤساء مصر وانتهاء بزعماء العالم العربي والعالم، وقد تعرفت على الكثير منهم ولامست حقائق مهمة، وحاليا أكتب أوراقا بهذا الخصوص قد تظهر يوما ما، وربما بعد مماتي، لأنني لا أتجرأ على إظهارها وأنا على قيد الحياة.
* يُقال بأن خليفة نجوى فؤاد حاليا هي فيفي عبده ودينا، هل أنت مع هذه المقولة؟
ـ فيفي عبده أصبحت كبيرة ولم تعد خليفة لأحد، دينا تؤدي بشكل جيد، وكل واحدة من وجهة نظري تقدم شيئا مختلفا عن الأخرى، أنا عندما كنت صغيرة تركت الدراسة، تركت والدي، وتركت الإنجاب من أجل الفن، وتركت مشروع تكوين أسرة من أجل الرقص، قبل سنوات كنت حزينة لأني لم أكوّن أسرة، وحاليا أنا راضية عن نفسي لأن هذا ما هو مقدّر لي. أما الراقصة دينا التي كنت تسألني عنها، فهي جيدة ولها كاريزما معينة، وهذا هو وقتها وعليها أن تأخذ حظها من الدنيا، وهي ليست خليفة لي، وحاليا ساحة الرقص فاضية ولا ينافسها فيه سوى الروسيات والبولونديات.
* هل ظاهرة التدين هي من حدت من رواج ظاهرة الرقص الشرقي التي كانت مزدهرة في السابق؟
ـ هناك أمور كثيرة حدت من انتشار الرقص الشرقي والقنوات الفضائية الغنائية باتت تقدم الرقص إلى الناس في منازلهم، والآن تحولت كل مطربة إلى راقصة، ولم يعد هناك تخصص، وأصبحت مهنة الرقص مستباحة للجميع.
* كيف تنظرين لظاهرة العري في الفيديو كليب؟
ـ هي سيئة وتسيء إلى الأغنية العربية وتشتت المشاهد عن كلمات الأغنية وعن الموسيقى التي تقدم فيها، كان الإنسان العربي في السابق يحفظ الأغنيات التي يشاهدها، الآن بات يتابع الأغنية للرقصات التي تقدم فيها ولتمايل الفتيات التي يظهرن فيها.
* وردة الجزائرية قدمت في الموسم الماضي مسلسل «أوان الورد»، الذي لم يلق النجاح المطلوب، برأيك لماذا فشلت التجربة؟ وما رأيك بتجارب لوسي وفيفي عبده أيضا؟
ـ الحقيقة سمعت أن التجربة فشلت، وأنا شعرت بأن الفنانة وردة قد أخطأت عندما شاركت في عمل كهذا، وكما نعلم فقد كانت مريضة وشُفيت، ومع هذا فقد أنجزت الدور، لكن للأسف الشديد لم ينجح العمل في زخم الأعمال الكثيرة التي كانت تُعرض في الموسم الماضي. أما تجارب لوسي وفيفي عبده، فهي تتحدث عن اللون الذي يعملن فيه وليست سيئة، للأسف في مصر الآن لا توجد دراما حقيقية تتم كتابتها لتقدم بشكل جدي.
* ما هي آخر الأعمال التي تشاركين بها حاليا؟
ـ حاليا أشارك في مسلسل «حكاية المدندش»، بالمشاركة مع النجمة دلال عبد العزيز وتوفيق عبد الحميد وأسامة عباس وأحمد حلمي ورجاء الجداوي، ويشارك في العمل 180 ممثلا، وهي عن قصة للكاتب أحمد الشيخ ومن إخراج أحمد النحاس، حيث أجسد فيه دور امرأة فلاحة من كفر عسكر ذات شخصية قوية تتحكم فيمن حولها ولا يستطيع أحد التصرف بشيء من دون إذن منها، وهي امرأة معقدة قتل ابنها وتريد الثأر له من كل من حولها، ولي أيضا مشاركة أخرى مع المخرج أحمد النحاس في مسلسل «وحيدة»، حيث أجسد فيه دور أم تمتلك عدة مطاعم ولديها ثلاثة أولاد ذوي أطباع سيئة يساهمون في تدمير والدتهم.
* كيف تنظرين لظاهرة عودة الفنانات المحجبات للعمل في الدراما الحديثة أو ما يعرف بالمودرن؟
ـ في نظري أنهن لا يصلحن للعمل في أعمال حديثة، لأنهن يظهرن متحجبات في كل المشاهد، نحن نتقبل ظهورهن في مشاهد وهن متحجبات خارج المنزل أو في العمل، أما داخل المنزل وفي غرف النوم، فمثلا عندما يأتي الزوج من السفر من غير المعقول أن لا تقبّله الزوجة أو لا تضمه، لأنهن لا يقبلن بهذا المشهد. وفي رأيي، فإن ظهورهن كمحجبات فيه استخفاف بعقلية المشاهد، وأنا أدعوهن للمشاركة في الأعمال التاريخية والدينية فهن أجدر بها، ربما يقدمنها أكثر من الأخريات بكثير، والآن الأعمال التاريخية لديها شعبية كبيرة وإقبال متزايد من قبل الناس، وربما ينجحن بهذه النوعية من الأدوار، وكلنا انبهر بأداء حسن يوسف في مسلسل «محمد متولي الشعراوي»، فقد نجح فيه وانبهر الناس بأدائه، فعاد نجما من جديد.