زهير
06-29-2007, 12:21 PM
سمعة والده صنعته واستخدم اساليب صدام للوصول للسلطة (1/3)
زيد بنيامين من دبي
عادة ما يدخل الى مسجد الكوفة حاملا كفنه على كتفيه، ولكن حينما اقتربت السكينة من رقبته كان أول الهاربين في اكثر من مناسبة. انه صاحب العيون المترددة التي تعكس الحال المتردد للعراق اليوم ... انه ببساطة مقتدى الصدر. ويتعجب أعداء مقتدى الصدر كيف لم تدركه يدا صدام حسين، أما مؤيديه، فيشكرون الله على الأغلب لأنهم وجدوا مظلة تحميهم بعد ان باتوا مستهدفين حيث تسابقو في اللحى بعد سقوط الرئيس العراقي السابق في 9 نيسان (ابريل) بعد ان كانوا يتسابقون في سل السيف على اقرانهم (المترددين) في جيوش الفدائيين قبل ذلك. وما ان يستعد ليتلو خطبته حتى ينادي الالاف باسم بطلهم فينفتح الباب ليدخل، فترتفع الهتافات (كلا كلا اميركا ، كلا كلا اسرائيل، كلا كلا امبريالية) في نفس الوقت يفكر حلفاءه اللذين يتابعوه عبر شبكات التلفزة، كيف يستوعبون هذا (الزعيم) المسلح صاحب اشهر المسيرات الجماهيرية والذي على استعداد دائماً لعرض عضلاته في الشارع.
ليس هناك فارق زمني كبير بين اليوم وبين عام 1998، حينما كان يقف اية الله محمد صادق الصدر (والد مقتدى) ليتلو خطبة الجمعة ولكن فارق البلاغة بين الرجلين يبدو واضحا جدا بالمقارنة مع كلمات مقتدى الضعيفة، الفارق الوحيد ان مقتدى يسيطر على النجف اليوم ويفرض الاقامة الجبرية على من يريد بينما كان والده ضحية للاقامة الجبرية في اكثر من مناسبة.
تعود الجذور السياسية لعائلة الصدر الى سنوات تأسيس العراق الاولى، فجده كان رئيسا للوزراء في العراق في عام 1948، ولم يكن ظهور مقتدى السياسي غريبا على العائلة خصوصا بعد سقوط الرئيس العراقي صدام حسين، ورغم هذا التاريخ الطويل من النضال في الساحات السياسية، الا ان والده اتهم في اكثر من مناسبة بمحاباة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال عقد التسعينات حينما اشتد الخناق الدولي على نظامه.
وتعتبر التقارير الاميركية حول مقتدى الصدر ان الرجل لايريد ان يخرج من عباءة والده على الاقل في هذه الفترة ولهذا قاد عدة حملات للسيطرة على اماكن رئيسية في العراق، واطلق اسم اباه عليها مثل منطقة الثورة او ما كانت تعرف رسميا باسم (مدينة صدام) رغم ان والده التزم الصمت ليسلم وقتها من سكينة السلطة.
مقتدى يسمي القوات الاميركية بـ (يزيد) في اشارة الى يزيد بن معاوية الذي اغتال الامام الحسن بن علي بعد ان استغل ضعفه تجاه النساء ووعد زوجة الحسن بالزواج اذا قضت عليه فسممته فعرف ان يزيد قد اغواها، وحينما طلبت من يزيد ان يفي بوعده بالزواج منها ومنحها المال الذي اتفقا عليه لاغتياله اوفى بجزء من الاتفاق فمنحها المال ورفض الزواج بها (لانه لم يعد يأمن لها) فهو في النهاية ليس نسخة ثانية من الحسن.
اما الحسين فحاول ان يستعيد السلطة فخرج برفقة 72 مقاتلا وحوصر من قبل 4000 جندي ارسلهم يزيد، فخارت قواهم قبل ان يدخلوا عليه بالسيف للتخلص منه، فقتل الحسين في كربلاء.مقتدى اليوم يطالب بدم والده وعمه العالم الديني محمد باقر الصدر والذي قتله صدام في عام 1980 برفقة شقيقته فيما صدرت مذكرة ايقاف بحقه من قبل الولايات المتحدة بعد مشاركته في عملية قتل الخوئي الا ان الورقة هذه تستخدم متى ما احتاج لها اعداءه اللذين يفوقونه تسليحاً.
ورغم اختلاف الانظمة ومحاباة بعضها والوقوف ضد القوات الاميركية الا ان هدف عائلة الصدر ظل واحدا الا وهو اقامة نظام (ولاية الفقيه) في العراق بعد ان قامت ايران بتطبيقه اولا لتفوز بدور الريادة منذ ان قامت الثورة الاسلامية هناك في بداية عام 1979.
يقول احد الشيوخ القريبين من الصدر في تصريح لصحيفة كرستيانس ساينز مونيتور "خط الصدريون معروف لدينا لانهم مارسو السلطة ويريدون العودة اليها بعد ان عانوا كثيرا فيها ومنها، والناس تحترم هذه الرغبة من منطلق هذا التاريخ".الرئيس العراقي صدام حسين كان قد قاد حملة للتخلص من كل رجال الدين الشيعة وتزايدت هذه الحملة بعد دخوله الكويت في اغسطس 1990 ونجح في اخراس الحوزة وهي تجمع قمة الشيوخ الشيعة في البلاد، بعد ان خاف معظم افرادها على حياتهم بدلا من السير في (درب الحسين) في الشهادة بعد ان منحهم الله فرصة حينما ولى عليهم صدام حسين بلباس (يزيد) وهو ما ينطبق على الصدر الذي اختار وصف صدام بـ (هدام) حينما نجحت الولايات المتحدة في ابعاده عن السلطة فقط فيما لم يره احد قبل ذلك.
بدأ صدام حسين في التسعينات في الاقتراب من الوالد محمد صادق الصدر وبدأ في استمالته بالمال وجمع التبرعات واغماض عينه عن الاموال التي كانت تذهب الى الوالد قادمة من تبرعات الشيعة اثناء قيامهم بزيارة مراقد الائمة في النجف وكربلاء ، وبعد اطلاق الشيعة ما سميت (انتفاضة شعبان) بعيد وقف اطلاق النار الذي اعلنه بوش الوالد اثر تحرير الكويت، ساهم الصدر الوالد في الوقوف ضدها بظهوره عدة مرات في التلفزيون العراقي الرسمي متحدثا لصدام حسين عن حرمة مثل هذه الاعمال.
تفاجأ صدام وقتها من قدرة الدين على قيادة الجماهير في مواجهته، فيما كان هو يقود نظاما علمانيا 100% معتقدا للوهلة الاولى ان العراقيين سيتفهمون بانه
سيكون جيدا لهم باعتبار تعدد طوائفهم ولكن تزايد الفقر في المناطق الجنوبية كان تربة خصبة لنمو الاتجاهات الدينية، فاطلق عام 1993 الحملة الايمانية من اجل (الدفاع عن الاسلام) ونشره ساعيا بدوره لتجفيف منابع الحركات الاسلامية في المجتمع العراقي فقرر محمد الصدر (الوالد) ارسال شبكة من تلاميذه الى جنوب العراق من اجل تشجيع هذه الحملة ولكن محمد الصدر لم يظل وفياً لفترة طويلة لصدام حسين.
مع حلول عام 1995 كانت العقوبات الاقتصادية قد وصلت الى اخطر المراحل بالنسبة الى النظام العراقي، الذي بدأ يفقد المصادر التي كان يعتمد عليها لتوفير الغذاء لشعبه، وبدأ صدام حسين يعزز السلطات في يديه فاصبح رئيسا للوزراء في منتصف العقد تقريبا ومع هروب زوجي ابنتيه رغد ورنا وجد محمد صادق الصدر ضالته في (اللعب في الساحة الخلفية لصدام حسين المشغول بقضاياه) مطالبا بان يتم استئناف صلاة الجمعة والتي كان الرئيس العراقي صدام حسين قد منعها ما عدا تلك الصلوات التي كانت تقام من قبل شيوخ الدين التابعين للحكومة ومنهم من ظهورا فيما بعد اعضاء مرموقين في هيئة العلماء المسلمين.
يقول الشيخ جواد الخالصي ان "النظام كان يخاف من المعارضة الداخلية فلذلك اراد حصر خطب الجمعة بشيوخ دين يستطيع التحكم فيهم، لقد كانوا يعتقدون ان صادق الصدر كان ضعيفاً ولكنه نجح في خداعهم".
بدأ الدور السياسي للحوزة في عهد صدام حسين يتطور شيئا فشيئا، فبات هناك حوزتان في العراق، الاولى كانت (الناطقة) يديرها شيوخ دين قريبين منه و الحوزة (الصامتة) والتي كان يقودها اية الله السيد السيستاني، بعد ان كان السيستاني تحت الاقامة الجبرية في اخر عقد من عهد الرئيس صدام حسين حيث تم اعتقاله لادلائه بآراء سياسية.
المادة مترجمة عن: كرستيانز ساينس مونيتور ونيوزويك الاميركية
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/6/244049.htm
زيد بنيامين من دبي
عادة ما يدخل الى مسجد الكوفة حاملا كفنه على كتفيه، ولكن حينما اقتربت السكينة من رقبته كان أول الهاربين في اكثر من مناسبة. انه صاحب العيون المترددة التي تعكس الحال المتردد للعراق اليوم ... انه ببساطة مقتدى الصدر. ويتعجب أعداء مقتدى الصدر كيف لم تدركه يدا صدام حسين، أما مؤيديه، فيشكرون الله على الأغلب لأنهم وجدوا مظلة تحميهم بعد ان باتوا مستهدفين حيث تسابقو في اللحى بعد سقوط الرئيس العراقي السابق في 9 نيسان (ابريل) بعد ان كانوا يتسابقون في سل السيف على اقرانهم (المترددين) في جيوش الفدائيين قبل ذلك. وما ان يستعد ليتلو خطبته حتى ينادي الالاف باسم بطلهم فينفتح الباب ليدخل، فترتفع الهتافات (كلا كلا اميركا ، كلا كلا اسرائيل، كلا كلا امبريالية) في نفس الوقت يفكر حلفاءه اللذين يتابعوه عبر شبكات التلفزة، كيف يستوعبون هذا (الزعيم) المسلح صاحب اشهر المسيرات الجماهيرية والذي على استعداد دائماً لعرض عضلاته في الشارع.
ليس هناك فارق زمني كبير بين اليوم وبين عام 1998، حينما كان يقف اية الله محمد صادق الصدر (والد مقتدى) ليتلو خطبة الجمعة ولكن فارق البلاغة بين الرجلين يبدو واضحا جدا بالمقارنة مع كلمات مقتدى الضعيفة، الفارق الوحيد ان مقتدى يسيطر على النجف اليوم ويفرض الاقامة الجبرية على من يريد بينما كان والده ضحية للاقامة الجبرية في اكثر من مناسبة.
تعود الجذور السياسية لعائلة الصدر الى سنوات تأسيس العراق الاولى، فجده كان رئيسا للوزراء في العراق في عام 1948، ولم يكن ظهور مقتدى السياسي غريبا على العائلة خصوصا بعد سقوط الرئيس العراقي صدام حسين، ورغم هذا التاريخ الطويل من النضال في الساحات السياسية، الا ان والده اتهم في اكثر من مناسبة بمحاباة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال عقد التسعينات حينما اشتد الخناق الدولي على نظامه.
وتعتبر التقارير الاميركية حول مقتدى الصدر ان الرجل لايريد ان يخرج من عباءة والده على الاقل في هذه الفترة ولهذا قاد عدة حملات للسيطرة على اماكن رئيسية في العراق، واطلق اسم اباه عليها مثل منطقة الثورة او ما كانت تعرف رسميا باسم (مدينة صدام) رغم ان والده التزم الصمت ليسلم وقتها من سكينة السلطة.
مقتدى يسمي القوات الاميركية بـ (يزيد) في اشارة الى يزيد بن معاوية الذي اغتال الامام الحسن بن علي بعد ان استغل ضعفه تجاه النساء ووعد زوجة الحسن بالزواج اذا قضت عليه فسممته فعرف ان يزيد قد اغواها، وحينما طلبت من يزيد ان يفي بوعده بالزواج منها ومنحها المال الذي اتفقا عليه لاغتياله اوفى بجزء من الاتفاق فمنحها المال ورفض الزواج بها (لانه لم يعد يأمن لها) فهو في النهاية ليس نسخة ثانية من الحسن.
اما الحسين فحاول ان يستعيد السلطة فخرج برفقة 72 مقاتلا وحوصر من قبل 4000 جندي ارسلهم يزيد، فخارت قواهم قبل ان يدخلوا عليه بالسيف للتخلص منه، فقتل الحسين في كربلاء.مقتدى اليوم يطالب بدم والده وعمه العالم الديني محمد باقر الصدر والذي قتله صدام في عام 1980 برفقة شقيقته فيما صدرت مذكرة ايقاف بحقه من قبل الولايات المتحدة بعد مشاركته في عملية قتل الخوئي الا ان الورقة هذه تستخدم متى ما احتاج لها اعداءه اللذين يفوقونه تسليحاً.
ورغم اختلاف الانظمة ومحاباة بعضها والوقوف ضد القوات الاميركية الا ان هدف عائلة الصدر ظل واحدا الا وهو اقامة نظام (ولاية الفقيه) في العراق بعد ان قامت ايران بتطبيقه اولا لتفوز بدور الريادة منذ ان قامت الثورة الاسلامية هناك في بداية عام 1979.
يقول احد الشيوخ القريبين من الصدر في تصريح لصحيفة كرستيانس ساينز مونيتور "خط الصدريون معروف لدينا لانهم مارسو السلطة ويريدون العودة اليها بعد ان عانوا كثيرا فيها ومنها، والناس تحترم هذه الرغبة من منطلق هذا التاريخ".الرئيس العراقي صدام حسين كان قد قاد حملة للتخلص من كل رجال الدين الشيعة وتزايدت هذه الحملة بعد دخوله الكويت في اغسطس 1990 ونجح في اخراس الحوزة وهي تجمع قمة الشيوخ الشيعة في البلاد، بعد ان خاف معظم افرادها على حياتهم بدلا من السير في (درب الحسين) في الشهادة بعد ان منحهم الله فرصة حينما ولى عليهم صدام حسين بلباس (يزيد) وهو ما ينطبق على الصدر الذي اختار وصف صدام بـ (هدام) حينما نجحت الولايات المتحدة في ابعاده عن السلطة فقط فيما لم يره احد قبل ذلك.
بدأ صدام حسين في التسعينات في الاقتراب من الوالد محمد صادق الصدر وبدأ في استمالته بالمال وجمع التبرعات واغماض عينه عن الاموال التي كانت تذهب الى الوالد قادمة من تبرعات الشيعة اثناء قيامهم بزيارة مراقد الائمة في النجف وكربلاء ، وبعد اطلاق الشيعة ما سميت (انتفاضة شعبان) بعيد وقف اطلاق النار الذي اعلنه بوش الوالد اثر تحرير الكويت، ساهم الصدر الوالد في الوقوف ضدها بظهوره عدة مرات في التلفزيون العراقي الرسمي متحدثا لصدام حسين عن حرمة مثل هذه الاعمال.
تفاجأ صدام وقتها من قدرة الدين على قيادة الجماهير في مواجهته، فيما كان هو يقود نظاما علمانيا 100% معتقدا للوهلة الاولى ان العراقيين سيتفهمون بانه
سيكون جيدا لهم باعتبار تعدد طوائفهم ولكن تزايد الفقر في المناطق الجنوبية كان تربة خصبة لنمو الاتجاهات الدينية، فاطلق عام 1993 الحملة الايمانية من اجل (الدفاع عن الاسلام) ونشره ساعيا بدوره لتجفيف منابع الحركات الاسلامية في المجتمع العراقي فقرر محمد الصدر (الوالد) ارسال شبكة من تلاميذه الى جنوب العراق من اجل تشجيع هذه الحملة ولكن محمد الصدر لم يظل وفياً لفترة طويلة لصدام حسين.
مع حلول عام 1995 كانت العقوبات الاقتصادية قد وصلت الى اخطر المراحل بالنسبة الى النظام العراقي، الذي بدأ يفقد المصادر التي كان يعتمد عليها لتوفير الغذاء لشعبه، وبدأ صدام حسين يعزز السلطات في يديه فاصبح رئيسا للوزراء في منتصف العقد تقريبا ومع هروب زوجي ابنتيه رغد ورنا وجد محمد صادق الصدر ضالته في (اللعب في الساحة الخلفية لصدام حسين المشغول بقضاياه) مطالبا بان يتم استئناف صلاة الجمعة والتي كان الرئيس العراقي صدام حسين قد منعها ما عدا تلك الصلوات التي كانت تقام من قبل شيوخ الدين التابعين للحكومة ومنهم من ظهورا فيما بعد اعضاء مرموقين في هيئة العلماء المسلمين.
يقول الشيخ جواد الخالصي ان "النظام كان يخاف من المعارضة الداخلية فلذلك اراد حصر خطب الجمعة بشيوخ دين يستطيع التحكم فيهم، لقد كانوا يعتقدون ان صادق الصدر كان ضعيفاً ولكنه نجح في خداعهم".
بدأ الدور السياسي للحوزة في عهد صدام حسين يتطور شيئا فشيئا، فبات هناك حوزتان في العراق، الاولى كانت (الناطقة) يديرها شيوخ دين قريبين منه و الحوزة (الصامتة) والتي كان يقودها اية الله السيد السيستاني، بعد ان كان السيستاني تحت الاقامة الجبرية في اخر عقد من عهد الرئيس صدام حسين حيث تم اعتقاله لادلائه بآراء سياسية.
المادة مترجمة عن: كرستيانز ساينس مونيتور ونيوزويك الاميركية
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/6/244049.htm