مشاهدة النسخة كاملة : عبدالله شلح ....لا يمكن لحماس الجمع بين المقاومة والسلطة
تخوف من استقواء طرف فلسطيني على آخر بدعم خارجي
القاهرة: محمود صلاح - الشرق الاوسط
حذر رمضان عبد الله شلح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، الرئيس محمود عباس (أبومازن)، من الوقوع في «الفخ» الأميركي ـ الإسرائيلي. وناشده قبول مبدأ الحوار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، معتبرا ان «الشراكة مع الإسرائيليين، رهان على الوهم».
وفيما بدا أن وساطة حركة الجهاد الإسلامي بين حركتي فتح وحماس لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن، قال شلح الذي زار القاهرة اليومين الماضيين، وأجرى مباحثات مكثفة مع المسؤولين المصريين حول سبل معالجة الوضع في الأراضي الفلسطينية بعد سيطرة حماس على غزة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا أريد أن أسمى ما نقوم به وساطة، لأننا لسنا وسطاء، بل شركاء في المصير»، مطالبا الطرفين بتقديم تنازلات للوصول إلى اتفاق. غير أنه نبه بشدة إلى ضرورة استثناء المقاومة من بند التنازلات، قائلا «لا أنصح حماس أن تقدم هذا التنازل. وإذا لم تكن هناك فرصة للتوافق، فعلى حماس أن تعود بالكامل إلى مربع المقاومة، وأن نوجد إطارا وطنيا يعيد للقضية الفلسطينية عنوانها الأساسي لأننا ما زلنا نعيش مرحلة تحرر وطني».
وحول الهدف من زيارته الحالية للقاهرة، قال «نحن جئنا إلى القاهرة بدعوة من مصر لبحث تطورات الوضع الفلسطيني في ظل المأزق الراهن والبحث في إمكانية الخروج من الأزمة الخطيرة. وقد لمسنا أن الإخوة المصريين متألمون مما حدث، ولديهم رغبة واستعداد للبحث عن مخرج وحل لهذه الأزمة. ومن جانبنا أوضحنا أن الموضوع ليس سهلا، فما جرى لا يمكن طي صفحته في ليلة أو ضحاها، فمصر كانت موجودة في غزة، وطرفا أساسيا، ونحن في الجهاد كنا ننسق معهم ونحاول على مدار الوقت تطويق الأحداث ومنع الانفجار، لكن في النهاية فلتت الأمور».
واضاف «المصريون لديهم استعداد للمساعدة على الخروج من هذه الأزمة ولديهم حوار مستمر على مدار الساعة مع الطرفين، وقد تحدثوا مع حماس وطلبوا أيضا مساعدتنا بأن نتحدث مع أبو مازن ولمسنا أن التشدد الأكبر موجود في طرف الرئيس والإخوة في فتح».
وبشأن رؤية الجهاد للخروج من هذا المأزق، قال شلح «إننا لم نشارك في الانتخابات التشريعية الأخيرة لأنه لا يمكن الجمع بين برنامجي المقاومة والسلطة لأن الأخيرة أنشاها الاحتلال ولم ينشئها الشعب كانجاز ناله بالكفاح، لذلك نحن من البداية قلنا إن هذه السلطة لا يمكن أن ندخلها الآن».
وأضاف معلقا «الإخوان في حماس كان لديهم استعداد بأن يشاركوا وأن يخوضوا هذه التجربة والشعب اختارهم، وهو يعلم أن حماس برنامج مقاومة وأنها لا تعترف بإسرائيل، رغم ذلك حققت حماس فوزا كاسحا فى الانتخابات ولكن للأسف الذين صمموا السلطة وشكلوها رفضوا هذا الفوز، وعاشت حكومة حماس تحت الضغط والحصار حتى وصلنا إلى الانفجار والأزمة الراهنة». وحول قمة شرم الشيخ الرباعية، قال «نخشى أن يشعر طرف بأنه مدعوم من أطراف غربية، وهذا يجعله يستقوى على الآخرين، نحن لا نريد دعم أيَّ طرف ضد الطرف الآخر، نحن لا نريد أن يستقوى أبو مازن بأي طرف عربي سواء كان مصر أو الأردن أو السعودية، نطلب من العرب الوقوف على مسافات متساوية من الفصيلين».
وحول استمرار حركة الجهاد في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وعما إذا كان يوجد تنسيق مع حماس في ظل الوضع المضطرب حاليا، قال شلح «نحن من بداية التهدئة في اتفاق القاهرة قبل عام 2005 ثبتنا معادلة أساسية تقوم على أن التهدئة يجب أن تكون تبادلية مع العدو الإسرائيلي، وبالتالي سيستمر إطلاق الصواريخ طالما بقي الاحتلال، وطالما استمرت قوات العدو في العدوان على الشعب الفلسطيني».
قد يكون ابو مازن وقع في فخ الامريكان والاسرائيلين ...هذا جائز ، ولكن من المؤكد ان حركة حماس وقعت في فخ القاعدة ومسلكها الارهابي ، ابو مازن بذل جهوده للإصلاح والتوفيق مع حماس ولكن الخط الاستحواذي لهذه المنظمة الارهابية الالغائية ابي الا عتوا في الارض وفسادا بافتعال المشاكل والمعارك .
كلمة عبدالله شلح صحيحة ، لا يمكن لحماس ان تجمع بين المقاومة والسلطة ، واجد ان حماس لم تستغل الفرصة المتاحة لها بالمرة ، وعليها ان تتحمل نتيجة الحسابات الخاطئة والمراهقة السياسية .
yasmeen
06-26-2007, 06:34 AM
قال: ما فعلناه "لجم لجهات تعيث في الأرض فسادا"
هنية لـ"العربية.نت": لا علاقة لنا بالقاعدة ولسنا تكفيريين أو تابعين
غزة - علا المدهون
دافع اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال عن قرار حركة حماس بالسيطرة على قطاع غزة، نافيا اتهامات التكفير والارهاب التي وجهها لها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه الأخير.
وشدد في حوار مع "العربية.نت" في مقر مجلس الوزراء بغزة على أن حماس لا علاقة لها بتنظيم القاعدة، وحرص على إنكار علاقتها بأي جهة اقليمية او تنظيمية.
وكان محمود عباس "أبو مازن" وصف حماس بأنهم "ارهابيون وتكفيريون" مشيرا إلى أنها قامت "بعمل انقلابي" ببسط سيطرتها على قطاع غزة، متيحة الفرصة للحديث عن دولتين فلسطينيتين، وفصل القطاع عن الضفة الغربية".. فيما وصفت بعض الدوائر السياسية والصحفية العالمية ما حدث بأنه خلق لامارة اسلامية على الحدود المصرية، وبمثابة طالبان جديدة.
وتحدثت هذه الدوائر عن أعمال "غير انسانية" قامت بها ميليشيات الحركة ضد منافسيها من حركة فتح ولدى استيلائها على مقار السلطة بجانب تدمير مكتب "أبو مازن" والقتل العشوائي واستبدال علم حماس بعلم السلطة الفلسطينية.
اسماعيل هنية أكد في حواره مع "العربية.نت" إنه لا علاقة لحركة حماس على الاطلاق بتنظيم القاعدة، وأنها حركة واضحة المعالم والأهداف وتعمل من خلال رؤية وحسابات وطنية خالصة، و"ليست في جيب أحد" حسب تعبيره، مشيرا إلى "عدم تبعيتها لأي تحالف أو إقليم".
جاء ذلك في حوار خص به "العربية.نت" في مقر مجلس الوزراء بغزة ردا على سؤال بشأن بيان أصدره ما يسمى "تنظيم القاعدة في أرض الكنانة" أمس الأحد، طالب فيه المصريين بتأييد حماس ونصرتها.
وقال إن حركة حماس لا تؤمن بالفكر التكفيري "ولم يثبت أنها كفرت مسلما في يوم من الأيام" وتؤمن بالتعددية السياسية واحترام الآخرين، نافيا أنها قامت بعمل انقلابي بسيطرتها على غزة".
وفسر ما قامت به الحركة بأنه "لجم لجهات تعيث في الأرض فسادا" وأنها "اضطرت للرد بعد التعدي على حرمات المساجد وهدم البيوت واعدام الابرياء".
وفي الوقت نفسه قلل من التوقعات والنتائج المترتبة على قمة شرم الشيخ الرباعية التي ستعقد اليوم الاثنين 25-6-2007 في شرم الشيخ، قائلا " كثيرة هي اللقاءات والقمم التي عقدت مع الجانب الإسرائيلي والتي تلقينا فيها وعودا كثيرة، لكن أصبح واضحا لنا أن اسرائيل دائما تتنصل من كافة التزاماتها وترفض مساعدة رئيس السلطة الفلسطينية " أبو مازن" بل وتضع العراقيل أمامه، هذا هو ما دفعنا أن نحذر من تلك القمة ومن التلاعب الإسرائيلي الذي يريد أن يضعنا دائما في دائرة الاستنزاف والخداع.
لن نفصل القطاع عن الضفة
وقال هنية إن خطاب الرئيس محمود عباس الأخير "حمل بعض المضامين غير الصحيحة والتي وجهت اتهاما لحركة حماس، كنا نأمل أن يكون الخطاب أكثر توازنا وأن يعالج الأمور بشمولية".
وأضاف: نحن حتى اللحظة لم نقطع العلاقة مع الرئيس الفلسطيني ولا نسعى إلى القطيعة بل نحن معنيون بأن تظل قنوات الاتصال قائمة و مستمرة لأن هدفنا الرئيسي هو الحفاظ على وحدة الوطن و تماسكه.
وأكد هنية لـ"العربية.نت" بأنه "ليست هناك أي نية أو توجه بفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة بأي شكل من الأشكال، وتحت أي مبرر من المبررات، لذلك نحن أكدنا في أكثر من موقف ولا زلنا نؤكد على تمسكنا بوحدة الوطن الفلسطيني ووحدة الشعب الفلسطيني وعدم السماح بأي حالة من حالات الانفصال".
لا نؤمن بالفكر التكفيري
وعن اتهام عباس للحركة بأنها تيار تكفيري انقلابي قال اسماعيل هنية: حماس حركة معروفة للجميع بأنها حركة وسطية تؤمن بالتعايش و التسامح، و لم تؤمن إطلاقا بالفكر التكفيري، و لم يثبت أنها كفرت مسلما في يوم من الأيام، لذا فان كثيرا من الاتهامات التي وجهت إليها كانت باطلة و متجنية.
وأضاف: لقد أثبتت حماس من خلال تعاملها مع جميع الأطياف السياسية و الفكرية أنها حركة تؤمن بالتعددية السياسية و احترام الآخرين و إيجاد مساحات واسعة للتفاهم والقواسم المشتركة, و تجربتنا في العمل المقاوم و العمل السياسي هي اكبر دليل على ذلك.
وعن خطط حماس لمواجهة الحصار المالي الذي من المتوقع ان تفرضه السلطة الفلسطينية في رام الله ضد حكومته المقالة، واغلاق كافة المعابر بما فيها معبر رفح الحددودي قال هنية: ليس من المنطق و لا الأخلاق و لا الإنسانية أن يعاقب شعبنا الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة تحت أي سبب من الأسباب. إذا كانت هناك خلافات سياسية فبالإمكان أن يتم حلها من خلال الحوار و ليس من خلال فرض عقوبات على القطاع لأن من شأن ذلك أن يفاقم الأزمة.
خطط مواجهة الحصار
وتابع: نحن نتابع الأوضاع في القطاع بشكل مستمر من خلال الوزراء و من خلال اتصالاتنا بجهات عديدة لاستمرار تدفق المواد الأساسية إلى قطاع غزة، وهناك جهات عربية و دولية لا تزال تعمل على توفير الأغذية و الأدوية و ما يلزم لمنع خلق معاناة إنسانية، ونعتقد أن هناك أطرافا عديدة ليست معنية بخنق القطاع وخلق معاناة إنسانية.
وعن تقييمه لرفع اسرائيل والاتحاد الاوروبي للحصار المالي والسياسي والاقتصادي بعد تشكيل حكومة الطوارئ الفلسطينية برئاسة سلام فياض، أجاب هنية بقوله: مع الأسف إن المجتمع الدولي يتعامل بمعايير خاطئة تجاه الوضع الفلسطيني, فحكومة الوحدة الوطنية كان لها برنامج سياسي وطني و كانت تمثل كل أطياف العمل السياسي الفلسطيني، ومع ذلك فان الحصار استمر بدون مبرر.
واستطرد: نحن بالتأكيد سعداء برفع الحصار المالي والاقتصادي عن شعبنا الفلسطيني لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب مواقفنا السياسية و ثوابتنا الوطنية. أما بشأن حكومة الطوارئ فموقفنا منها واضح وأعلناه على الملأ، بأنها حكومة غير قانونية و لا دستورية، ولا تتمتع بالشرعية كونها تجاوزت المجلس التشريعي و القوانين المعمول بها.
لجم جهات مفسدة
بشأن سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، بدلا من التوقف عند مرحلة معينة تسمح بإعادة مد الجسور مرة أخرى مع الرئيس أبو مازن، قال اسماعيل هنية في اجابته على أسئلة "العربية.نت": نحن لم نكن نريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت اليه، لكن السكوت عن "الجرائم" التي ارتكبت و التمادي في القتل و الإعدام بحق أشخاص أبرياء، إضافة إلى هدم البيوت و حرقها والتعدي على حرمات المساجد ولد غضبا شديدا لدى الإخوة في حركة (حماس) و دفعهم للرد على تلك "الجرائم".
وأضاف: لم يكن لدينا توجه بعمل انقلاب عسكري، كل ما أردناه هو "لجم" الجهات التي أرادت أن تعيث في الأرض فسادا، ومع ذلك لا زلنا نؤكد على ضرورة ترتيب الأمور و إعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي.
وتعليقا عن ما يردده البعض بأن حماس خسرت من شعبيتها الكثير بعد الأحداث الأخيرة قال اسماعيل هنية: يجب ان يفهم موقف حماس بشكل بعيد عن التأويلات الخاطئة و المغرضة. موقفنا واضح يؤكد أننا مع وحدة الوطن الفلسطيني و مع وحدة الشعب و لا نقبل قسمة الوطن بأي شكل من الإشكال.
وعن موقف الحركة إذا دعا الرئيس عباس إلى انتخابات تشريعية مبكرة.. أجاب: نحن نؤكد على شرعية حكومة الوحدة الوطنية, وانه لا حل للازمة القائمة إلا بالحوار, لذا فان استباق الأمور و فرض الحلول من طرف واحد لن يساعد في الخروج من الأزمة.
مرتاح
06-26-2007, 11:14 PM
بالامس اصدر تنظيم القاعدة على لسان ايمن الظواهري بيانا قال فيه ان القاعدة تدعم حماس
لماذا لا يصدر اسماعيل هنية بيانا يندد فيه بالقاعدة حتى نصدقه ؟
زوربا
06-28-2007, 03:45 PM
((طالبان)) الفلسطينية إلى أين؟!
حين كان ياسر عرفات يتخذ من طائرته الخاصة التي كان يبدل أعلامها بتبديل الدول التي تقبل احتماءه بها من الاستهداف الصهيوني، وحين كان ينظر بارتياب إلى معظم الأنظمة العربية لأن كل واحد منها يريد أن يستأثر بفلسطينه لا بفلسطين نفسها، وحين كان يندفع أكثر فأكثر باتجاه الواقعية والاعتدال واجتراح القنوات الخلفية للاتصال بالعدو الصهيوني، وحين امتنع سنة 1982 بالخروج من لبنان إلى سوريا مفضلاً البارجة الفرنسية على الأرض العربية، وحين في النهاية أبرم اتفاق أوسلو وعاد إلى فلسطين المحتلة، وحين وحين.. الخ، كان كثير من السياسيين العرب الرسميين يأخذون عليه انبطاحه إلى حد اتهامه بالتفريط بالقضية الفلسطينية، وقد بلغ الأمر بعد ذلك بأنه قوطع بكثير من التشفي من بعض الأنظمة العربية حين حوصر في عدة أمتار مربعة من شارون، ولم يسمح له بمخاطبة القمة العربية في بيروت سنة 2002 من خلال التلفزيون، إلى ان مات مسموماً مغتالاً مقهوراً في فرنسا.
وكان كثير من السياسيين العرب الرسميين وغير الرسميين، يتساءلون بحدة عن السبب الذي جعل جمال عبدالناصر يفضل منظمة فتح عن غيرها من الفصائل الفلسطينية، ويعطي زعيمها ياسر عرفات الأفضلية، ويؤكد على تزكيتها وتزكيته في كل خطاباته بين 1967 و1970 ويصطحبه معه ضمن الوفد المصري إلى موسكو ويشجعه على الإمساك بمنظمة التحرير وقيادتها، لتصبح الأداة السياسية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني، وليس كلمة (فتح) إلا قراءة مقلوبة لهذا المصطلح (حركة تحرير فلسطين) علماً بأنه لم يكن يخفى على عبدالناصر وأجهزته الأمنية الأصول الدينية المتصلة بجماعة الاخوان المسلمين لمعظم قيادة (فتح) فلماذا إذاً كانت هذه التزكية من جمال عبدالناصر؟
ربما ما شهده قطاع غزة في الأيام الأخيرة من (تحرير) قامت به حماس ضد (اللحديين) أي منظمة فتح يقدم الإجابة عن كل الأسئلة التي رافقت حقبة ياسر عرفات، ومفهومه للتحرر الوطني الذي يدل على قوة استيعابه لمنظومة التوازنات السياسية التي عاصرها، معطوفة على خصوصية القضية الفلسطينية، التي يظهر الآن انها كانت لدى أبو عمار هي الأصل وان ما كان لديه حتى منظمة فتح نفسها، مجرد أدوات في خدمة هذه القضية، في حين كل الآخرين، وكل المنظمات الأخرى وكل الفصائل الفلسطينية، كانت وما زالت تنظر إلى نفسها كأولوية على فلسطين، وهذا ما حدا بحماس أن تعلن استقواءها على إرث عرفات في غزة وكأنه إرث شخصي وليس بداية لنظام عام يجب أن يسود المجتمع الفلسطيني، وقد أثبتت حماس بهذا ان مشروعها لتحرير فلسطين هو مشروع سلطوي يبدأ بإلغاء الآخر، الأمر الذي سيضطرها من الآن فصاعداً إلى تحمل تبعات هذا الآخر حتى من ضمن صفوف التيار الإسلامي نفسه، والذي سيشغلها بالتأكيد عن أي سياسة أخرى داخلية أو خارجية، وهذا سيجعل القضية الفلسطينية لأجل غير محدد منتهية عند حدود القطاع ومساحة نفوذ (طالبان) الفلسطينية.
ان ما جرى في قطاع غزة انقلاب معكوس لفلسطين القضية، فالجزائريون مثلاً حين وجدوا أنفسهم بعد الحرب العالمية الثانية ضمن رؤية أحادية يقودها زعيم حزب الشعب مصالي الحاج، قامت قيادة المنظمة الخاصة المنبثقة من الحزب نفسه بصياغة مفهوم جديد للنضال الوطني معلنة تأسيس جبهة التحرير كإطار للكفاح المسلح بصرف النظر عن الانتماء السياسي، لأن تحرير الارض يتقدم على مفهوم السلطة ونظام الحكم، وكان هذا من اسباب تعبئة الجزائريين وراء الجبهة، وربما كان ياسر عرفات سمع كثيراً من هواري بومدين اهمية الوحدة الوطنية في اطار الاختلاف السياسي، اذ ليس المهم ما هو فكرك واتجاهك ومعتقدك وانما ما هي درجة توظيف كل هذا في خدمة الوطن الذي وحده يعطي الشرعية للاتجاه السياسي والفكري وحتى الديني، ولعل هذه القناعة هي التي املت على الجزائريين بعد ذلك القبول بشروط بوتفليقة رئيساً للجزائر، فالوطن قبل وطنية الاحزاب والاشخاص ورجال الفكر.
ان الكيان الصهيوني سوف يوظف هذه الظاهرة الفلسطينية الجديدة، باعتبارها المعادل الموضوعي للكيان الصهيوني، فاليهودية مقابل الاسلام، حيث قد يؤدي هذا التوظيف الى سلبيات كثيرة منها التخوف المسيحي الفلسطيني من هذه الظاهرة، والتخوف العربي الفلسطيني في فلسطين المحتلة سنة 1948 من هذا الاتجاه المستجد، وتخوّف فلسطينيي الشتات في الغرب من تقييد حركتهم في أي اتجاه ولو كان اعلامياً، فأي وضع جديد، بل أي مأزق وصلت اليه حماس لتقوم بما قامت به؟.. وهل تعتقد ان قوة الزخم التي تضخها فيها طهران تكفي لمشروعية ما قامت به؟.. وألا تعتبر نفسها اصبحت في منظومة الحسابات الايرانية والسورية التي تريد تحسين شروط الحوار مع الغرب ومع اميركا بالتحديد، فهل كل هذا من اجل ان يصل مسؤولو حماس بعد فترة الى الموقع الذي فيه محمود عباس اليوم؟!..
ابراهيم احمد - الشراع
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir