سمير
06-24-2007, 12:03 PM
رجل دين يشجعونه رغم الاشترطات الفقهية
مهند سليمان من المنامة
يسعى الكثيرون من ابناء الطائفيتن الشيعية والسنية للقضاء على وباء الطائفية الذي يهدد مجتمعهم المسالم من خلال التشجيع على التزاوج الذي يعتبرونه الامل الوحيد والاسرع للقضاء على هذه المرض الذي يطفوا إلى السطح بين الفينة والاخرى حيث ساهمت تطورات الاحداث في العراق في زيادة قلق حكومة البحرين وقادتها الذين يؤكدون دائما في تصريحاتهم إلى ضرورة الوعي لهذه المخاطر التي قد تفتك بهم في أي لحظة.
ورغم الاختلافات الفقية بين المذهب ومخاوف فشل هذه الزيجات يقول رجل الدين السني وخطيب جامع طارق بن زياد بمحافظة المحرق صلاح الجودر لإيلاف " ان زواج المذهبين من القضايا التي تطرح في الساحة هذه الأيام والتي يكثر في المواقع الالكترونية الحديث عنها، زواج الرجل السني من المرأة الشيعية، أو زواج الرجل الشيعي من المرأة السنية، وهل هو جائز أم لا؟، وإن كان غير جائز فما الدليل من الكتاب والسنة أو أقوال السلف من الصحابة وآل بيت النبوة؟، وهل يمكن أن تكون الأسرة في سعادة واستقرار في ظل الاختلاف المذهبي؟، وهل الأبناء في حالة مستقرة؟، ثم لماذا تثار مثل هذه القضايا والمنطقة تشهد حالة من الفرز الطائفي؟".
واضاف الجودر " لقد حث الشرع وأكد على أهمية الزواج، وقد جاءت الآيات الكثيرة في ذلك، ومنها قوله تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) سورة النساء(3)، وحث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشباب على الزوج: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، ونظم الإسلام العلاقة بين الزوجين ووضع لتلك العلاقة الضوابط والأحكام حتى في حالة التوتر التي تصيب الأسرة (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)البقرة(229)".
ويقول الجودر " لم يقف الإسلام عند هذا الحد بل تعداه لينظم العلاقة مع أهل الكتاب، فأباح التعامل معهم، حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام قد رهن درعه عند يهودي ومات وهو لا يزال عنده، وأباح الشرع أكل طعام أهل الكتاب(وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم)المائدة(5). وأباح الزواج من الكتابيات (اليهود والنصارى) وذلك لحكم عظيمة".
زواج المختلفين مذهبياً
وحول زواج المختلفين مذهبياً(سني وشيعية، أو شيعي وسنية) يؤكد الجودر " أولاً هما مسلمان وإن أختلفا في المذهب، وما أجمل قوله تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)، فهذه الآية كافية على تمسك الإنسان بدينه، كذلك لم نجد في كتاب الله ولا سنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما يمنع ذلك الزواج أو إقامة ذلك الرباط، بل على العكس من ذلك فقد كان زمن النبوة قائم على توطيد العلاقات بالمصاهرة، ليس قولاً ولكن فعلاً وعملاً، فقد كان الزواج بين الصحابة وآل بيت النبي قائم".
ويسرد الجودر عدد من الأدلة قائلا " علي بن أبي طالب رضي الله عنه زوج ابنتيه فاطمة وأم كلثوم لعمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين. والحسن بن علي بن أبي طالب تزوج أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وتزوج حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين. والإمام جعفر الصادق رضي الله عنه أمه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأم القاسم هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان الإمام جعفر يقول: (ولدني الصديق مرتين) هذه بعض صور الزواج التي كانت قائمة بين صحابة رسول الله وآل بيته، فلم نسمع ما يمنع ذلك الزواج".
ويضيف " وإذا ما جئنا إلى حالات النجاح والتوفيق في عصرنا الحالي، وإمكانية التعايش الأسرية بين المختلفين(سنة وشيعة)، فكم هي الزيجات التي تكللت بالنجاح، فلم يكن الاختلاف المذهبي سبباً في التنافر والتباعد، بل كانت سبباً لتمازج الأرواح والنفوس، وتوطيد العلاقة بين الأسر والبيوتات، فإذا ما اتفق الزوجان وهما مسلمان على إقامة هذا الرباط الأسري فإنه بلا شك سبباً لتأكيد أواصر المحبة والألفة".
ويؤكد الجودر ان " الأهم هو أن لا تكون النفوس مشحونة بمخلفات السياسة وما تفرزه هذه الأيام من لوثات الحقد والكراهية، وعدم الألتفات إلى دعاوى الفرقة والنفرة، فإذا كنا أهل قبلة واحدة وكتاب واحد ونبي واحد فإن من الواجب علينا التصدي لبرامج التحزب والاصطفاف والتمسك بقوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء)الأنعام (159)".
الطائفية تهدد الجميع
القاضي الشرعي الشيعي المعروف الشيخ محسن العصفور تحدثت إيلاف إليه حول خطر الطائفية في البحرين وعن مدى امكانية نجاح مثل هذه الزواج حيث قال" ان الطائفية والتطرف الطائفي لا يمثل خطراً على البحرين وحدها بل على جميع الأمة الإسلامية وتجمعات المسلمين في جميع أنحاء العالم لذا يجب علينا ان نسعى جاهدين للقضاء على اسبابها ومظاهرها قدر الامكان لتفويت الفرص امام اعداء المسلمين الذين يتربصون بهم الدوائر ليل نهار لاسيما العدو الصهيوني الجاثم في قلب عالمهم الاسلامي ".
وحول ما اذا كان يمكن ان يساهم زواج السني من الشيعية او العكس في القضاء على وباء الطائفية اكد العصفور " ان الزواج له بعدان شخصي واجتماعي، والبعد الشخصي يتمحور في العلاقة بين الزوج والزوجة في دائرة محيط عش الزوجية ، والبعد الاجتماعي يتمحور فيما يعنيه من مصاهرة تشمل دائرتها عناصرالأسرتين اللتين ينتمي لهما الزوجان وما يترتب عليه من تقارب وتآلف وتقوية لوشائج الأخوة والمحبة على المستوى الاجتماعي".
الجميع يتفق على تزاوج المخالف للمذهب
وعن سؤاله إذا ما كان هل يوافق فقهاء الشيعة على هذا النوع من الزواج قال العصفور " يتفق جميع فقهاء الشيعة على جواز التزاوج مع المخالف للمذهب متى ماكان مستضعفاً وهو اصطلاح له جانبان : نظري حيث يطلق على من لا يعرف بمخالفة الحق متى علم به ولا يعاند ويكابر على خلافه ومعنى عملي وله صور اولها أن يكون قوام علاقتهما الزوجية مبنية على الاحترام المتبادل والود والمحبة والوئام ونبذ العناد والتعصب الأعمى ، وثانيهما ان لا يصطدم معها في خصوصيات عقيدتها ومختصات مذهبها
و يحترم مقدساتها ولا يظهر العداء لأئمة أهل البيت عليهم السلام ولا لها بحكم تبعيتها لمذهبهم ولا يظهر العداء لعامة الشيعة بسبب موالاتهم لهم ، وان لا يكرهها على تناول مالايتفق مع مذهبها من الأحكام كتناول مايحرم اكله من الحيوانات والأسماك البحرية المحرمة في مذهبها ونحو ذلك .
ويرى القاضي العصفور ان سبل انجاح مثل هذا النوع من الزواج تأتي من بث الوعي الفردي والمجتمعي بما ينبغي اعتماده من مشتركات الاسلام ومقاصد الشريعة الغراء التي هي جوهر العقيدة الاسلامية وما تحتضنه من قيم ومبادئ ومثل سلوكية واخلاقية وروحية عليا قادرة على تذويب ابناء الأمة الاسلامية وصهرها في مجتمع مثالي مترابط لا تؤثر فيه مظاهر التنوع المذهبي والعقائدي .
وعند سؤاله عن مدى امكانية استمرار هذه الزواج حسب خبرته في المحاكم يقول العصفور " هناك حالات كثيرة توفق فيها الزوجان من الاحتفاظ بعلاقات وطيدة اسهمت في تقارب الكثير من الأسر من الجانبين في المجتمع وعكست مظهراً ايجابياً وهناك حالات قليلة فشلت بسبب تنامي الحس الطائفي لدى احد الزوجين والدخول في مشاحنات ومهاترات لفظية وسلوكية انتهت بالطلاق ، لكن تبقى العوامل الطبيعية السلبية الأخرى كالانحرافات السلوكية والادمان وترك الانفاق من الأسباب التي لا يمكن اغفالها في هذا الجانب شأنها كشأن ما قد يحصل بين المتفقين في المذهب .
ويضيف الشيخ العصفور " هذه المشكلة لا تنحصر في اتباع المذهي الجعفري مع مذهب آخر بعينة بل هي مشكلة عامة بين جميع ابناء المذاهب الأخرى عندما ينتمي اخد الزوجين لمذهب منها وينتمي الآخر لمذهب مغاير على الرغم من اصطفافها في جانب مذاهب اهل السنة والجماعة .
وحول ابرز الاسباب التي يتطلق فيها الزوجان في هذا الزواج يرى العصفور " كما سبق ان ذكرنا حيث يؤثر تنامي الحس الطائفي لدى احد الزوجين على استقرار العلاقة الزوجية و ينشأ عنه تداعيات سلبية كفقد المحبة والود والوئام والتباعد القلبي والنفرة والكراهية للآخر تهدد استمرارها ".
مخاوف الحكومة البحرينية
وتغطى مخاوف الطائفية على تصريحات المسئولين في البحرين حيث يؤكد الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء في تصريحاته دائما على أن الوحدة الوطنية هى خيارنا الاوحد وانه ليس منا كل من يعمل على تأجيج الطائفية وبث الفرقة فى مجتمعنا فنحن دأبنا أن نكون شعب واحد متماسك ومتحاب، وتوجه ولى العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في مقابلة نشرت له مؤخرا بنداء شخصى لكل مواطن أيا كان حتى وان كان عمل ضدنا فى السابق ان ينتمى الى حركة جديدة اصلاحية تريد الازدهار والتنمية ويتركوا عنهم الامور التى تشغلنا عن الهدف الرئيسي، وأضاف متسائلا هل من المعقول ان تشغلنا الطائفية فى البحرين فى مثل هذا الوقت نحن يجب ان نبنى على الهوية البحرينية والمواطن وأنا أتمنى ان تحسب قيمة الفرد حسب الكفاءة وليس بمذهبه أو شكله أو أصله.
الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية البحريني اكد ايضا أن التهديد الامنى الاكبر في بلاده هو الخطر الطائفي، وقال "ان الطائفية تهدد أمن البحرين وعلينا مواجهة كل من يحاول شق الصف" واكد في تصريحات صحفية ضرورة الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية في ظل الظروف الاقليمية والدولية الراهنة، محذرا من مخاطر الطائفية وما جرته من تداعيات في العراق حتى لا يتكرر هذا الموضوع في البحرين
مهند سليمان من المنامة
يسعى الكثيرون من ابناء الطائفيتن الشيعية والسنية للقضاء على وباء الطائفية الذي يهدد مجتمعهم المسالم من خلال التشجيع على التزاوج الذي يعتبرونه الامل الوحيد والاسرع للقضاء على هذه المرض الذي يطفوا إلى السطح بين الفينة والاخرى حيث ساهمت تطورات الاحداث في العراق في زيادة قلق حكومة البحرين وقادتها الذين يؤكدون دائما في تصريحاتهم إلى ضرورة الوعي لهذه المخاطر التي قد تفتك بهم في أي لحظة.
ورغم الاختلافات الفقية بين المذهب ومخاوف فشل هذه الزيجات يقول رجل الدين السني وخطيب جامع طارق بن زياد بمحافظة المحرق صلاح الجودر لإيلاف " ان زواج المذهبين من القضايا التي تطرح في الساحة هذه الأيام والتي يكثر في المواقع الالكترونية الحديث عنها، زواج الرجل السني من المرأة الشيعية، أو زواج الرجل الشيعي من المرأة السنية، وهل هو جائز أم لا؟، وإن كان غير جائز فما الدليل من الكتاب والسنة أو أقوال السلف من الصحابة وآل بيت النبوة؟، وهل يمكن أن تكون الأسرة في سعادة واستقرار في ظل الاختلاف المذهبي؟، وهل الأبناء في حالة مستقرة؟، ثم لماذا تثار مثل هذه القضايا والمنطقة تشهد حالة من الفرز الطائفي؟".
واضاف الجودر " لقد حث الشرع وأكد على أهمية الزواج، وقد جاءت الآيات الكثيرة في ذلك، ومنها قوله تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) سورة النساء(3)، وحث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشباب على الزوج: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، ونظم الإسلام العلاقة بين الزوجين ووضع لتلك العلاقة الضوابط والأحكام حتى في حالة التوتر التي تصيب الأسرة (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)البقرة(229)".
ويقول الجودر " لم يقف الإسلام عند هذا الحد بل تعداه لينظم العلاقة مع أهل الكتاب، فأباح التعامل معهم، حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام قد رهن درعه عند يهودي ومات وهو لا يزال عنده، وأباح الشرع أكل طعام أهل الكتاب(وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم)المائدة(5). وأباح الزواج من الكتابيات (اليهود والنصارى) وذلك لحكم عظيمة".
زواج المختلفين مذهبياً
وحول زواج المختلفين مذهبياً(سني وشيعية، أو شيعي وسنية) يؤكد الجودر " أولاً هما مسلمان وإن أختلفا في المذهب، وما أجمل قوله تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)، فهذه الآية كافية على تمسك الإنسان بدينه، كذلك لم نجد في كتاب الله ولا سنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما يمنع ذلك الزواج أو إقامة ذلك الرباط، بل على العكس من ذلك فقد كان زمن النبوة قائم على توطيد العلاقات بالمصاهرة، ليس قولاً ولكن فعلاً وعملاً، فقد كان الزواج بين الصحابة وآل بيت النبي قائم".
ويسرد الجودر عدد من الأدلة قائلا " علي بن أبي طالب رضي الله عنه زوج ابنتيه فاطمة وأم كلثوم لعمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين. والحسن بن علي بن أبي طالب تزوج أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وتزوج حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين. والإمام جعفر الصادق رضي الله عنه أمه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأم القاسم هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان الإمام جعفر يقول: (ولدني الصديق مرتين) هذه بعض صور الزواج التي كانت قائمة بين صحابة رسول الله وآل بيته، فلم نسمع ما يمنع ذلك الزواج".
ويضيف " وإذا ما جئنا إلى حالات النجاح والتوفيق في عصرنا الحالي، وإمكانية التعايش الأسرية بين المختلفين(سنة وشيعة)، فكم هي الزيجات التي تكللت بالنجاح، فلم يكن الاختلاف المذهبي سبباً في التنافر والتباعد، بل كانت سبباً لتمازج الأرواح والنفوس، وتوطيد العلاقة بين الأسر والبيوتات، فإذا ما اتفق الزوجان وهما مسلمان على إقامة هذا الرباط الأسري فإنه بلا شك سبباً لتأكيد أواصر المحبة والألفة".
ويؤكد الجودر ان " الأهم هو أن لا تكون النفوس مشحونة بمخلفات السياسة وما تفرزه هذه الأيام من لوثات الحقد والكراهية، وعدم الألتفات إلى دعاوى الفرقة والنفرة، فإذا كنا أهل قبلة واحدة وكتاب واحد ونبي واحد فإن من الواجب علينا التصدي لبرامج التحزب والاصطفاف والتمسك بقوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء)الأنعام (159)".
الطائفية تهدد الجميع
القاضي الشرعي الشيعي المعروف الشيخ محسن العصفور تحدثت إيلاف إليه حول خطر الطائفية في البحرين وعن مدى امكانية نجاح مثل هذه الزواج حيث قال" ان الطائفية والتطرف الطائفي لا يمثل خطراً على البحرين وحدها بل على جميع الأمة الإسلامية وتجمعات المسلمين في جميع أنحاء العالم لذا يجب علينا ان نسعى جاهدين للقضاء على اسبابها ومظاهرها قدر الامكان لتفويت الفرص امام اعداء المسلمين الذين يتربصون بهم الدوائر ليل نهار لاسيما العدو الصهيوني الجاثم في قلب عالمهم الاسلامي ".
وحول ما اذا كان يمكن ان يساهم زواج السني من الشيعية او العكس في القضاء على وباء الطائفية اكد العصفور " ان الزواج له بعدان شخصي واجتماعي، والبعد الشخصي يتمحور في العلاقة بين الزوج والزوجة في دائرة محيط عش الزوجية ، والبعد الاجتماعي يتمحور فيما يعنيه من مصاهرة تشمل دائرتها عناصرالأسرتين اللتين ينتمي لهما الزوجان وما يترتب عليه من تقارب وتآلف وتقوية لوشائج الأخوة والمحبة على المستوى الاجتماعي".
الجميع يتفق على تزاوج المخالف للمذهب
وعن سؤاله إذا ما كان هل يوافق فقهاء الشيعة على هذا النوع من الزواج قال العصفور " يتفق جميع فقهاء الشيعة على جواز التزاوج مع المخالف للمذهب متى ماكان مستضعفاً وهو اصطلاح له جانبان : نظري حيث يطلق على من لا يعرف بمخالفة الحق متى علم به ولا يعاند ويكابر على خلافه ومعنى عملي وله صور اولها أن يكون قوام علاقتهما الزوجية مبنية على الاحترام المتبادل والود والمحبة والوئام ونبذ العناد والتعصب الأعمى ، وثانيهما ان لا يصطدم معها في خصوصيات عقيدتها ومختصات مذهبها
و يحترم مقدساتها ولا يظهر العداء لأئمة أهل البيت عليهم السلام ولا لها بحكم تبعيتها لمذهبهم ولا يظهر العداء لعامة الشيعة بسبب موالاتهم لهم ، وان لا يكرهها على تناول مالايتفق مع مذهبها من الأحكام كتناول مايحرم اكله من الحيوانات والأسماك البحرية المحرمة في مذهبها ونحو ذلك .
ويرى القاضي العصفور ان سبل انجاح مثل هذا النوع من الزواج تأتي من بث الوعي الفردي والمجتمعي بما ينبغي اعتماده من مشتركات الاسلام ومقاصد الشريعة الغراء التي هي جوهر العقيدة الاسلامية وما تحتضنه من قيم ومبادئ ومثل سلوكية واخلاقية وروحية عليا قادرة على تذويب ابناء الأمة الاسلامية وصهرها في مجتمع مثالي مترابط لا تؤثر فيه مظاهر التنوع المذهبي والعقائدي .
وعند سؤاله عن مدى امكانية استمرار هذه الزواج حسب خبرته في المحاكم يقول العصفور " هناك حالات كثيرة توفق فيها الزوجان من الاحتفاظ بعلاقات وطيدة اسهمت في تقارب الكثير من الأسر من الجانبين في المجتمع وعكست مظهراً ايجابياً وهناك حالات قليلة فشلت بسبب تنامي الحس الطائفي لدى احد الزوجين والدخول في مشاحنات ومهاترات لفظية وسلوكية انتهت بالطلاق ، لكن تبقى العوامل الطبيعية السلبية الأخرى كالانحرافات السلوكية والادمان وترك الانفاق من الأسباب التي لا يمكن اغفالها في هذا الجانب شأنها كشأن ما قد يحصل بين المتفقين في المذهب .
ويضيف الشيخ العصفور " هذه المشكلة لا تنحصر في اتباع المذهي الجعفري مع مذهب آخر بعينة بل هي مشكلة عامة بين جميع ابناء المذاهب الأخرى عندما ينتمي اخد الزوجين لمذهب منها وينتمي الآخر لمذهب مغاير على الرغم من اصطفافها في جانب مذاهب اهل السنة والجماعة .
وحول ابرز الاسباب التي يتطلق فيها الزوجان في هذا الزواج يرى العصفور " كما سبق ان ذكرنا حيث يؤثر تنامي الحس الطائفي لدى احد الزوجين على استقرار العلاقة الزوجية و ينشأ عنه تداعيات سلبية كفقد المحبة والود والوئام والتباعد القلبي والنفرة والكراهية للآخر تهدد استمرارها ".
مخاوف الحكومة البحرينية
وتغطى مخاوف الطائفية على تصريحات المسئولين في البحرين حيث يؤكد الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء في تصريحاته دائما على أن الوحدة الوطنية هى خيارنا الاوحد وانه ليس منا كل من يعمل على تأجيج الطائفية وبث الفرقة فى مجتمعنا فنحن دأبنا أن نكون شعب واحد متماسك ومتحاب، وتوجه ولى العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في مقابلة نشرت له مؤخرا بنداء شخصى لكل مواطن أيا كان حتى وان كان عمل ضدنا فى السابق ان ينتمى الى حركة جديدة اصلاحية تريد الازدهار والتنمية ويتركوا عنهم الامور التى تشغلنا عن الهدف الرئيسي، وأضاف متسائلا هل من المعقول ان تشغلنا الطائفية فى البحرين فى مثل هذا الوقت نحن يجب ان نبنى على الهوية البحرينية والمواطن وأنا أتمنى ان تحسب قيمة الفرد حسب الكفاءة وليس بمذهبه أو شكله أو أصله.
الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية البحريني اكد ايضا أن التهديد الامنى الاكبر في بلاده هو الخطر الطائفي، وقال "ان الطائفية تهدد أمن البحرين وعلينا مواجهة كل من يحاول شق الصف" واكد في تصريحات صحفية ضرورة الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية في ظل الظروف الاقليمية والدولية الراهنة، محذرا من مخاطر الطائفية وما جرته من تداعيات في العراق حتى لا يتكرر هذا الموضوع في البحرين