المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أستراتيجية فهم اللعبة ( منقول من كتابات) عن تيار الصدر موضوع هام أدخلوا



الدكتور عادل رضا
07-07-2004, 02:22 PM
كتابات - د.ثامرعبد الأمير

لم يكن قائد لعبة (المحيبس)الشعبية (كشف موقع الخاتم) *يدرك ان لمتتبع هذه اللعبة ان يكتشف سر قابليته على اكتشاف موقع الخاتم وسط عدد من الكفوف المغلقة قد يتجاوز المائتان، حيث يخضع الجميع من الفريق الاخر الى وضع نفسي مستقر باستثناء حامل الخاتم كونه يدرك ان مسؤولية حمل الخاتم تجعله في موقع المطارد أينما يولي وجهه ،وهذا يتيح لقائد اللعبة في كشف حامل الخاتم وان حصر احتمالية وجود الخاتم خلال اكثر من واحد ونتيجة لحركات معينة يبديها قائد اللعبة يستطيع التكهن بوجوده ،وانا هنا لست بصدد شرح فكرة ايجاد الخاتم وسط مئة او اكثرالا إنني أردت إن اخضع كلامي لاستراتيجية فهم اللعبة الأمر الذي يسهل لي طرح مسالة فهم التيار الصدري لقواعد اللعبة السياسية التي تجري في العراق والتفاعل مع معطيات المرحلة،وتكتيك المواجهة مع ملاحظة صعوبة التعاطي في الفكر السياسي لهذا التيار الرائع الممتد شعبيته في العراق من اتصاله المباشر مع أبناء الشعب العراقي حيث انتماء هذا التيار لفكر المواجهة وتمتعه بثقافة المقاومة ضد الطغيان ،كما وان قيادته تمثلت بأروع صيغ البطولة في مقاومة الطاغية هدام(صدام) ولم تدخر جهدا في مقاومة الاحتلال بعد ان فهموا وتفهموا للعبة القذرة التي يلعبها أطراف كثيرة في تجزئة العراق ومحاولة صهاينته الأمر الذي جعل من هذا التيار يرد على المشروع الأمريكي في كل جانب من جوانب التصدي المشروع وعلى حد تعبير المراجع العظام وقد جاءت سبل التصدي حسب اولويات كل مرحلة وكما يلي:



1- ان هذا التيار قد عبر عن رفضه للاحتلال الأمريكي ومنذ إسقاط النظام الفاشي في العراق ذلك استنادا لفهمهم ماهية السياسة الأمريكية في المنطقة ،الامر الذي جعل شعارات هذا التيار والمتمثلة بالخطاب السياسي لقائد هذا التيار الشاب السيد المقتدى تنفذ الى الإدارة الأمريكية بواقع مرير بالرغم ( من تغاضي هذه الإدارة عن هذه الشعارات خشية من توسيع دائرة المواجهة الشعبية والاصطدام بالحوزة العلمية وليس كما يروج البعض إيمان هذه الإدارة بقيم الديمقراطية وحق الاعتراض) (1) .

2- ان المتابع للإحداث التي جرت قبيل إغلاق صحيفة الحوزة الناطقة يجد ان أوجه الانتقادات في العراق على سياسة الرئيس بوش قد بلغت أشدها نتيجة الأخطاء والكوارث التي ارتكبت في إدارة الدولة العراقية، حيث حلت دوائر الجيش والشرطة وهي تنظر بعين البصيرة ان ذلك لن يعيد النظام المطلوب في العراق، بالإضافة إلى بناء هيئات سياسية جاءت بقياداتها من خارج العراق (باستثناء قليل) ليركزوها على العنصر العرقي والطائفي في بناء الدولة وترك سياسة الببغاء كما يسميها شيخنا الجليل الشيخ عباس الربيعي(2) تسري في عروق قيادات هذه الهيئات السياسية رغم أن أكثرهم يمتلكون ملكة استنباط القادم ، مما جعل التيار الصدري يتصدى ضد هذه السياسات ويمنع من تجذر أفكار الطائفية والعرقية وبناء العراق وفق المرجعية الأمريكية مما مهد لعنصر المواجهة الميدانية نتيجة التصعيد الامريكي وعدم تلبية مطالب هذا التيار المشروعة فبدأوا بإغلاق صحيفة الحوزة الناطقة واعتقال السيد مصطفى اليعقوبي وإثارة قضية مقتل السيد مجيد الخوئي ، ان فهم سياسة الولايات المتحدة وطريقة تعاطيها مع من يشكل لها حجر عثرة يجعل قيادات هذا التيار تتهيىء وتستبق في الرد على مثل هذه الانتهاكات ،وهي تدرك فعالية هذا التيار في التأثير وفي إدارة المعركة والذي جعل من أمريكا واداردتها تتصدى لهذا التيار، حيث نجد أنها قد درست أدبيات هذا التيار دراسة عميقة وكذلك درجة تاثيره في المجتمع العراقي، ومن خلال المواجهات قيادات هذا التيار الفعلية المتمثلة ببيانات الشهيد الأول (السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف)والتي كان يحث الشعب فيها للتصدي للبعث الكافر وضرب صُناعه وكما هو الحال بخطب الجمعة للشهيد الثاني (السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف) وشعاراته كلا كلا امريكا كلا كلا استعمار كلا كلا للشيطان ... ،وحين تم احتلال العراق شاهدوا بأم أعينهم حماية المؤسسات ودوائر الدولة من قبل عناصر هذا التيار الذي أكد وطنيته بالرغم من انتهاك بعض الأحزاب لمباني مؤسسات الدولة واتخاذها مصدر لتصدير برامجها وشعاراتها السياسية فقد اخذ هذا التيار على عاتقه المحافظة على المال العام وعدم العبث بالمؤسسات العامة ،ان ذلك كان قد جرى تحت تخطيط القيادة الشابة لهذا التيار والذي زاد من رصيده الجماهيري ،ان القيادة كانت تخطط ومنذ سقوط هدام (صدام) بإنشاء جيش بديل وظهير رائع للجيش العراقي مستندة على الولاء الجماهيري لفكر الصدريين وكانت على دراية تامة بان من ضمن استراتيجيات أمريكا حل الجيش العراقي وحل مؤسسات الدولة وترك فراغ سياسي واضح وبث روح التفرقة الطائفية والعرقية كي يتسنى لها البقاء في العراق اكبر مدة من الزمن وبحجة عدم قدرة الدولة العراقية على حل المشاكل الأمنية ولذلك نرى ان هذا التيار قد استطاع ان يهدم أركان هذه الاستراتيجيات وبدى ينهض بالمشروع الوحدوي العراقي واتخذ على عاتقه فهم ما يمكن عمله اتجاه سياسات الإدارة الأمريكية اتجاه العراق.

3- ان قبول الهدنة من قبل السيد المقتدى كان من باب الرد على المتربصين والانتهازيين الذين يزعمون ان التيار الصدري هو الذي يحاول زعزعة الامن والاستقرار في المناطق المقدسة وكما اراد في هذه الهدنة ان يبين لحمته وانصهاره مع المرجعيات الدينية والتي طالما أكدت من خلال ممثليها بان المناطق المقدسة هي خط احمر للأمريكان وبالرغم من كل ذلك تم اختراق هذا الخط،(ولولا رد الابطال من جيش المهدي الهجمة الأمريكية لكان الأمريكان في مداخل الصحن الحيدري الشريف والصحن الحسيني والصحن العباسي المقدسين وعلى الزائر ان يطلب الإذن من المستر... كي يستطيعوا تأدية الزيارة) وعلى العموم فان المواجهة مستمرة وان التيار الصدري سيجعل من كل ألاعيب السياسة الأمريكية أضحوكة مردودة على ادارة بوش لان هذا التيار يمتلك استراتيجيات فهم اللعبة السياسية وامكانية التصدي في كل وقت وكل زمان متخذ من وطنية ودعم الجماهير لهذا التيار اليد الضاربة لكل من تسول له نفسه بيع وتمزيق وطننا الغالي العراق.... وانصح لمن اراد ان يفهم اللعبة السياسية عليه ان يفهم في البداية نظرية المؤامرة وعلى ضوئها فليطلق شعاراته السياسية،فان القادم لا يرحم من لم يجهد نفسه في فهم استراتيجيات العبة.

بارك الله فيكم يابطال جيش المهدي وحرسكم من الأشرار وجعل الله على أيديكم شرف تحرير العراق ورفع الله شهداء العراق الى عليين وعاش العراق حرا ابيا .

ملاحظة:

الى الاحبة من قيادات التيار الصدري الرائع ...كونوا أصحاب كأصحاب الإمام الحسين عليه السلام تفوزوا والله فوزا عظيما يحرسكم الله ودعاء المومنين بالله وبالوطن الحر...

_________________________________________________

* لعبة شعبية يعرفها العراقيون ويمارسونها في شهر رمضان من كل عام تعتمد على الفراسة في اخراج خاتم يتم اخفاءه وسط عدد من الأيادي .

1-أ.ياسين الموصلي "الاتهامات الامريكية للسيد مقتدى الصدر"،موقع alsader.com صفحة اراء 2004

2-الشيخ عباس الربيعي "سياسة الببغاء"مقال نشر في موقع alsader.com صفحة اراء 2004.

بو حسين
07-07-2004, 05:01 PM
أحسنت ..
جزاك الله خير جزاء المحسنين ..
مقالة جيدة ..