المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أميركا: 11 مليونا يمارسون العدو يوميا.. ونصفهم من أجل الراحة النفسية



على
06-17-2007, 12:20 AM
مدونون وعيادات خاصة ومواقع إنترنتية لمعالجة التمزق وإصابات الركبة

نيويورك: سارا تاف*


عندما بدأ ستيف هودا يعدو قبل ثلاثين سنة تقريبا، لم يبذل جهدا يذكر في وضع قدم امام الاخرى. «واوضح هودا خبير الكومبيوتر من سنتنيال بولاية كولورادو البالغ من العمر 53 سنة «فعلت ما يفعله معظم الناس. كنت اعدو».
وفي اواخر التسعينات اصيب هودا بسلسلة من الجروح، من بينها شرخ في قصبة القدم واصابات في عضلة مقدمة الفخذ. ولكن بدلا من ممارسة رياضة جديدة، سعى لطريقة افضل للعدو بالانضمام في عام 1999 الى معسكر للعدو في ماليبو في كاليفورنيا يركز على التكنيك. وشعر هودا، الذي يصف نفسه بأنه «يعدو على سبيل الترويح» بالسعادة بعدما اكتشف انه ليس أبطأ الاشخاص في المعسكر.

وقد عاد هودا الى المعسكر مرة اخرى، وهو المعسكر الذي اسسه اون اندرسون خبير وظائف الاعضاء اربع مرات وينوى الانضمام اليه مرة اخرى هذا الصيف. وقال انا اقوى، وقلت اصاباتي واصبحت قادرا على المزيد من العدو التنافسي. وهو امر جيد».

وحتى فترة قريبة، كان على رياضيي العاب القوى الهواة الحصول على دروس في كرة المضرب او الانضمام الى «عيادة سباحة»، ولكن نادرا ما تعلموا كيفية العدو، وهو نشاط يمارسونه منذ الطفولة. والاصابة بجروح متعلقة بالعدو تعني الانتقال الى رياضة اخرى اقل تعرضا للإصابات. وكان ذلك قبل ان يكتشف العداءون الجيدون ان الاسلوب يهم. واصبح الكثير من العدائين الهواة يسعون للنصيحة قبل ممارسة العدو. وبالنسبة لهم اصبح هناك مواقع انترنت ترويج لتقنيات منع الاصابات ومدونون على استعداد لمناقشة احداث العيادات الخاصة بعلاج مثل تلك الاصابات. وساعد العداءون في زيادة مبيعات الكتب الخاصة بأسلوب العدو والـ«دي في دي» من برامج مثل تشيرانينغ وبوز ميثود. وزاد عدد المعسكرات الخاصة بالعدو في موقع مجلة نيويورك تايمز الى اكثر من مائة معسكر بالمقارنة بـ 38 معسكر في عام 2000.

ويقول شون مورفي خبير الميكانيكية الحيوية في نيوبالانس «لم يعد الامر متوقفا على العداء المهوس هو الذي يذهب لمحلات التقنيات ويتعلم الاسلوب. ربما يمارسون الرياضة من 20 سنة ولا يمكنهم التخلص من شروخ قصبة القدم.

ويوجد الآن ما يقرب من 11 مليون بالغ يمارسون رياضة العدو في الولايات المتحدة، طبقا لجميعة العدو الاميركية، العديد منهم يريدون العدو للشعور بالارتياح، وليس للفوز في سباقات. واوضح جيف غالويا من اتلانتا البطل الاولمبي والمؤلف ومدرب العدو «اثبتت الاستطلاعات ان نصف الناس الذين يمارسون رياضة العدو لم يشاركوا في سباق في حياتهم. هم يمارسون رياضة العدو من اجل الراحة النفسية».

ومما يؤثر على راحة العدائين، هو نسبة الاصابات العالية. فما يتراوح ما بين 60 و 65 من جميع العدائين يصابون كل عام في خمس مناطق: الركبة وعضلة الفخذ وقصبة القدم ورباط القصبة واربطة الكعب والقدم، طبقا لنشرة «سبورت انجري» وهي نشرة طبية يصدرها علماء الرياضة في لندن.

وقبل 10 سنوات، لم يكن معظم العدائين يفكرون في هذه المشاكل الا بعد اصابتهم بتمزق، كما توضح جنيفر غريبرغ وهي خبيرة علاج طبيعي في مانهاتن. وقد سمحت الانترنت لمزيد من الاهتمام بين الرياضيين الهواة، ولا سيما لمواقع مثل www.runnersworld.com وقالت جنيفر «اصبح الناس اكثر اهتماما بما يسبب الاصابات وعلى استعداد لمنعها.

وبالنسبة للمعتادين على تخليص انفسهم من ضغوط الحياة اليومية بالعدو لمدة خمسة اميال صباح كل يوم، فإن التفكير في العدو يعتبر تعديلا. فقد كانت اغا غودسيل وهي مهندسة فضائيات تعدو اثناء الدراسة الجامعية واستأنفت الرياضة بعد فترة انقطاع دامت 20 سنة، ولكنها بدأت في الشعور بالالم في كاحل القدم ومشاكل في رباط قصبة الساق ولذا انضمت الى فصل دراسي اسبوعي في «تشيرانينغ» وهو تقنية يقال انها تمنع الاصابات، باستخدام عضلة الاستقرار القريبة من العمود الفقري والوقوف مع الميل للامام ومبادئ الادراك للفلسفة الشرقية.

جاءت الفكرة من داني درايار، 57 سنة، الذي يشرف على «تشيرانينغ» مع زوجته كاثرين درايار. ويقول درايار انه كثيرا ما تمنى ان يجري، إلا ان الألم منعه من ذلك. «تشيرانينغ» التي تعمل بالجاذبية بغرض دفع الشخص الى الأمام، مماثلة لـ«بوزميثود»، التي طورها خبير وظائف الأعضاء في المجال الرياضي نيكولاس رومانوف في الاتحاد السوفياتي أواخر عقد السبعينات. هاجر رومانوف الى الولايات المتحدة عام 1993 وبدأ تطبيق طريقته عام 2001 عقب تأسيسه موقعا على شبكة الانترنت يبيع من خلاله أقراص «دي في دي» ويروج لنظرياته عبر منابر النقاش على الشبكة وأيضا من خلال مدونة فيديو.

ويسافر رومانوف الآن كثيرا في مختلف أنحاء الولايات المتحدة لتصحيح ما يعتبره «كارثة وطنية» للعدائين غير المتعلمين. يقول الدكتور رومانوف، 56 سنة، ان العدو نشاط يحافظ على الصحة ويجعل الشخص يشعر بالارتياح ولكن اذا جهل الشخص كيفية ممارسته يسبب له بعض المتاعب. بعض العدائين يحذر من ان المزيد من الشعور بالقلق البالغ يمكن ان يأتي نتيجة إرباك الطريقة التي يتحرك ويعمل بها الجسم بطريقة طبيعية.


ويقول ديفيد ويللي، رئيس تحرير «رانرز ويرلد»، ان طبيعة جسم العداءة بولا راتكليف واسلوب العداء ألبيرتو سالازار اثبتا انه يمكن كسب منافسة الجري حتى ان اتبع العداء طرقا وأساليب مختلفة عن تلك المتعارف عليها. ويقول ويلي ان هناك عدائين لا تبدو اجسامهم كعدائين وآخرين سيقانهم مقوسة لكنهم أسرع في الجري من آخرين تبدو على أجسامهم السمات المطلوب توفرها في العدائين. اما غالاوي، فيقول انه لا توجد طريقة مثلى للجري، ويعتقد ان جسم الإنسان مصمم اصلا للجري وبوسعه القيام بكل عمليات التكيف.

لم يوقف ذلك شركات صناعة الأحذية من طرح انتاج أنواع من الاحذية للذين يهتمون بصورة كبيرة بالجسم واللياقة. ففي عام 2004 طرحت شركة «نايكي» المعروفة في مجال انتاج الأحذية الرياضية حذاء «فري» المصمم لتقوية العضلات وتحسين المرونة. وأدى ظهور هذا الحذاء الى تصميم أخرى جديدة. وفي صيف العام الماضي وضعت في المتاجر الاميركية احذية من انتاج شركة «سبرينغ بوست» السويسرية صمم على اساس وضع القدم في مستوى ادنى من الجزء الأمامي من القدم بغرض تنشيط العضلات وتحسين استقرار القدم. هناك ايضا «فيلوسي»، التي تنتج في بورتلاند في اوريغون، التي ظهرت لأول مرة خريف العام الماضي.

*خدمة «نيويورك تايمز»