سلسبيل
06-12-2007, 04:07 PM
البحث عن الشيخ أبو يحيى.. لغز قاعدة السعودية
الرياض السعودية - فارس بن حزام
حسب المعطيات الأولية فإن رجل أعمال سعودياً واحداً تكفل بنحو 15% من ميزانية تنظيم "القاعدة" في السعودية.
وهذه الأرقام ليست من عندي، فالمعدل التقريبي لما توافر للتنظيم منذ نشأته وتدشينه عملياته العام 2003، تجاوز السبعمئة مليون ريال، هي نفقات كل شيء من تسليح وتحضير وإعاشة. ورجل الأعمال البارز في منطقة القصيم، وأحدث الموقوفين في بيان الأسبوع الماضي، تكفل بمئة مليون ريال دعماً لأنشطة التنظيم.
والحديث عن أسماء الممولين كان مثار جدل على هامش اتصالات الإعلاميين خلال الأيام الماضية. الرغبة جامحة في الكشف عن هويتهم ونشر صورهم كبقية أسماء التنظيم الميدانية، تماشياً مع حديث وزير الداخلية لصحيفة "الرياض" قبل أيام: "لهم دور مهم وكبير وقد يكونون أهم من المنفذين للأحداث الإرهابية"، لكن لا بأس، تجري الرياح بما لا نشتهي.
الآن، نحن أمام صورة غير مكتملة للمعركة مع "القاعدة"، فمازالت هناك فصول غامضة وأوراق ضائعة، والبحث عنها قد يستغرق مسافة زمنية أطول مما مضى، وأبعد مما تتضمنه وثائق الأربعين ألف ميغا بايت المضبوطة مع "أبو أسيد الفلوجي"، فتى الدمام، الذي بزغ فجأة ليتبوأ رأس الهرم الإلكتروني للتنظيم محلياً.
وقد يكون الرهان على وثائق "الفلوجي/ الدمامي" كبيراً، فبين الرسائل والمواد المضبوطة حديث تردد بين فترة وأخرى، وإشارات رسمية سبق تمريرها أيضاً، لتأتي اليوم تأكيداً مباشراً منه، من هذا الرأس الإلكتروني.
لعل من أبرز ما تكشف في الوثائق هو الترتيب الجدي لتشكيل خلايا جديدة تقوم على السعوديين العائدين من القتال في العراق. هذا ما تقوله رسائل متبادلة بين الفلوجي وآخر مجهول.
ولا يتوقف دور الفلوجي عند السؤال عن عودة "سعوديي العراق"، بل تتكشف قياديته في هذه العملية الكبيرة، وتنسيقه لها، وتأجيل أمر عودتهم قليلاً، ريثما يتم تهيئة مكان لإيوائهم، على أن يتولى الموقوف الآخر "أبو عبدالله النجدي" مهمة شرح أدوارهم وتوزيع أعمالهم ومواقع نشاطهم.
قد تكون المفاجأة كون هذين (الفلوجي والنجدي) الكبير منهما في الخامسة والعشرين والآخر في الثانية والعشرين من عمره، ويملكان كل هذه القدرة من العمل الإلكتروني المهيئ لمستقبل ميداني كان له أن يكون شبيهاً لأعوام الدماء الماضية، والمقدرة الفائقة على التخفي الإلكتروني لفترة طويلة، رغم كل المحاولات القتالية للوصول إلى مواقعهم الجغرافية، لكن الفلوجي تحديداً أشهد له كأحد "فلتات" التقنية في بلادي.
لكن لا يعفي ذلك أن وراء الثنائي الإلكتروني من يملك الرؤية الاستراتيجية لأعمال التنظيم المؤجلة، ولعل الأيام المقبلة تكشف لنا عن الشخصية الجوهرية والخفية في آن، وأعني بها المرشد الروحي أو كبير التنظيم الخفي، وكنيته وسط هذه المجموعة هي "الشيخ أبو يحيى".
واختفاء الشيخ لا أظنه طويلاً، كما لا أظن في "أبو أسيد" إلا كرم المعلومة مع فريق التحقيق، ومزيداً من التدفق، للوصول إلى "الخفي"، وأخفياء غيره، إن لم يكن الأمن قد وصل إليه/ إليهم.
الرياض السعودية - فارس بن حزام
حسب المعطيات الأولية فإن رجل أعمال سعودياً واحداً تكفل بنحو 15% من ميزانية تنظيم "القاعدة" في السعودية.
وهذه الأرقام ليست من عندي، فالمعدل التقريبي لما توافر للتنظيم منذ نشأته وتدشينه عملياته العام 2003، تجاوز السبعمئة مليون ريال، هي نفقات كل شيء من تسليح وتحضير وإعاشة. ورجل الأعمال البارز في منطقة القصيم، وأحدث الموقوفين في بيان الأسبوع الماضي، تكفل بمئة مليون ريال دعماً لأنشطة التنظيم.
والحديث عن أسماء الممولين كان مثار جدل على هامش اتصالات الإعلاميين خلال الأيام الماضية. الرغبة جامحة في الكشف عن هويتهم ونشر صورهم كبقية أسماء التنظيم الميدانية، تماشياً مع حديث وزير الداخلية لصحيفة "الرياض" قبل أيام: "لهم دور مهم وكبير وقد يكونون أهم من المنفذين للأحداث الإرهابية"، لكن لا بأس، تجري الرياح بما لا نشتهي.
الآن، نحن أمام صورة غير مكتملة للمعركة مع "القاعدة"، فمازالت هناك فصول غامضة وأوراق ضائعة، والبحث عنها قد يستغرق مسافة زمنية أطول مما مضى، وأبعد مما تتضمنه وثائق الأربعين ألف ميغا بايت المضبوطة مع "أبو أسيد الفلوجي"، فتى الدمام، الذي بزغ فجأة ليتبوأ رأس الهرم الإلكتروني للتنظيم محلياً.
وقد يكون الرهان على وثائق "الفلوجي/ الدمامي" كبيراً، فبين الرسائل والمواد المضبوطة حديث تردد بين فترة وأخرى، وإشارات رسمية سبق تمريرها أيضاً، لتأتي اليوم تأكيداً مباشراً منه، من هذا الرأس الإلكتروني.
لعل من أبرز ما تكشف في الوثائق هو الترتيب الجدي لتشكيل خلايا جديدة تقوم على السعوديين العائدين من القتال في العراق. هذا ما تقوله رسائل متبادلة بين الفلوجي وآخر مجهول.
ولا يتوقف دور الفلوجي عند السؤال عن عودة "سعوديي العراق"، بل تتكشف قياديته في هذه العملية الكبيرة، وتنسيقه لها، وتأجيل أمر عودتهم قليلاً، ريثما يتم تهيئة مكان لإيوائهم، على أن يتولى الموقوف الآخر "أبو عبدالله النجدي" مهمة شرح أدوارهم وتوزيع أعمالهم ومواقع نشاطهم.
قد تكون المفاجأة كون هذين (الفلوجي والنجدي) الكبير منهما في الخامسة والعشرين والآخر في الثانية والعشرين من عمره، ويملكان كل هذه القدرة من العمل الإلكتروني المهيئ لمستقبل ميداني كان له أن يكون شبيهاً لأعوام الدماء الماضية، والمقدرة الفائقة على التخفي الإلكتروني لفترة طويلة، رغم كل المحاولات القتالية للوصول إلى مواقعهم الجغرافية، لكن الفلوجي تحديداً أشهد له كأحد "فلتات" التقنية في بلادي.
لكن لا يعفي ذلك أن وراء الثنائي الإلكتروني من يملك الرؤية الاستراتيجية لأعمال التنظيم المؤجلة، ولعل الأيام المقبلة تكشف لنا عن الشخصية الجوهرية والخفية في آن، وأعني بها المرشد الروحي أو كبير التنظيم الخفي، وكنيته وسط هذه المجموعة هي "الشيخ أبو يحيى".
واختفاء الشيخ لا أظنه طويلاً، كما لا أظن في "أبو أسيد" إلا كرم المعلومة مع فريق التحقيق، ومزيداً من التدفق، للوصول إلى "الخفي"، وأخفياء غيره، إن لم يكن الأمن قد وصل إليه/ إليهم.