jameela
06-12-2007, 06:16 AM
بقلم : وليد الطبطبائي
وسط أوضاع إقليمية تتزايد فيها حدة المشاعر المذهبية والتطرف مازال هناك مجال كبير للتعاون بين الفئات المذهبية المختلفة داخل النطاق الاسلامي وخارجه لدعم ما هو متفق عليه من قيم ومبادئ اخلاقية واجتماعية اتفقت عليها كثير من الاديان والمذاهب.
وليست الدعوة إلى ذلك تقليل لاهمية الاختلافات بين هذه المذاهب، فمنذ نحو الف عام تأطر المذهب الاثنا عشري الذي ينتمي إليه معظم الشيعة على ما هو عليه الآن ومعلوم حجم الاختلاف بينه وبين أهل السنة والجماعة في الأصول وفي الفروع، وان كان من قدرنا نحن ابناء الجيل ان نرث هذا الخلاف المترسخ عبر القرون فانه تبقى هناك مساحة كبيرة ممكنة للعمل المشترك لو التفتنا عليها لامكن تحقيق الكثير ويسعنا ان ندع النقاش حول الخلافات للعلماء والفقهاء المعتبرين في الطائفتين.
وأعتقد ان هناك التقاء كبيراً بين السنة والشيعة ـ وحتى مع غير المسلمين ـ في المسألة الأخلاقية وفي القلق مما تتسبب به الظواهر الدخيلة على المجتمع من خطر على قيم الاسرة وعلى الشباب، ولا يجادل في ذلك الا من اشبعت قلوبهم كراهية للدين كله من دون تمييز، وقد وجدت انه حتى بعض الكتاب والمفكرين العلمانيين برز عندهم في الفترة الاخيرة قلق مما سيلحقه التدهور الاخلاقي بسبب الانفتاح الانهزامي الاستهلاكي على الاعلام الغربي وبسبب فشل المؤسسات التربوية واهمها الأسرة، وبعض المنصفين من العلمانيين صار يقر بدور الدين في صيانة المجتمع من الامراض.
لذا اتمنى ان نتمكن في الكويت من تطوير ثقافة مشتركة تتجاوز المذاهب وتعمل على مواجهة طغيان الانحلالية الغربية بالوسائل الفعالة، وامد يدي اولا للاخوة النواب في مجلس الامة من اجل الالتفات الى هذه المسألة واعطائها حقها من الاهتمام، وارجو في الوقت نفسه من البعض داخل الحكومة وخارجها الا يخلطوا بين الحساسية السياسية بينهم وبين النواب الاسلاميين والمجموعات الاسلامية وبين المساعي التي يبذلها الاسلاميون لحماية مجتمعنا من الانحرافات، واعجب كيف صار لبعض الناعقين في الصحف من الهازئين بالشعب الكويتي والكارهين لقيمه وثوابته صوت مسموع عند بعض اصحاب القرار، فالسفينة واحدة واذا غرقت ـ لا سمح الله ـ فلن ينجو مصلح ولا فاسد.
قانون تجريم اساءة استخدام »البلوتوث« و»تشبه الرجال بالنساء« يخدم اطار التعاون بين فئات المجتمع:
لا شك ان قيام مجلس الامة في جلسته الاخيرة الاسبوع الماضي بتشريع قانون يجرم اساءة استخدام تقنية البلوتوث، والتي تستخدم لهدم البيوت والتهديد والابتزاز وكذلك قانون تجريم تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال.. يدل على وجود نوع من التعاون بين جميع فئات وطوائف المجتمع الكويتي لحماية قيم هذا المجتمع وتماسكه وامنه الاجتماعي، فمثل هذه الامور اذا تركت دون رادع لا تعرف سنياً او شيعياً ولا حضرياً او بدوياً ولا عربياً او اعجمياً.. لأن هذه الآفات ستعم حينها وتطم.. ولذلك فإن التعاون من الجميع لوأدها والقضاء عليها يجب ان يكون هدف وهاجس الجميع..
قناة فضائية مسيحية دينية تطلب حواراً معي!!
اتصلت علي مذيعة من قناة اسمها (نورسات) وقالت انها اخذت رقم هاتفي من الاخ المخرج علي الريس، وطلبت مني الموافقة على اجراء لقاء وحوار مع قناتها الفضائية، وقالت: للعلم فإن قناتنا مسيحية ولكننا معجبون بجهودكم لمحاربة الظواهر السلبية، ونحن نتفق معكم في مواجهة التفسخ والانحلال الخلقي فلذلك نحن نفرح (والكلام للمذيعة) عندما نجد ان هناك من الآخرين من يقاسمنا نفس الهدف.. وفعلاً وافقت على اجراء اللقاء والذي سيكون خلال ايام.
وأنا اقول اذا كنا نجد قواسم مشتركة مع المسيحيين، فالاحرى ان تكون هناك اكثر من قواسم مشتركة مع ابناء جلدتنا واخواننا في الاسلام.
waltabatabae@alwatan.com.kw
تاريخ النشر: الثلاثاء 12/6/2007
وسط أوضاع إقليمية تتزايد فيها حدة المشاعر المذهبية والتطرف مازال هناك مجال كبير للتعاون بين الفئات المذهبية المختلفة داخل النطاق الاسلامي وخارجه لدعم ما هو متفق عليه من قيم ومبادئ اخلاقية واجتماعية اتفقت عليها كثير من الاديان والمذاهب.
وليست الدعوة إلى ذلك تقليل لاهمية الاختلافات بين هذه المذاهب، فمنذ نحو الف عام تأطر المذهب الاثنا عشري الذي ينتمي إليه معظم الشيعة على ما هو عليه الآن ومعلوم حجم الاختلاف بينه وبين أهل السنة والجماعة في الأصول وفي الفروع، وان كان من قدرنا نحن ابناء الجيل ان نرث هذا الخلاف المترسخ عبر القرون فانه تبقى هناك مساحة كبيرة ممكنة للعمل المشترك لو التفتنا عليها لامكن تحقيق الكثير ويسعنا ان ندع النقاش حول الخلافات للعلماء والفقهاء المعتبرين في الطائفتين.
وأعتقد ان هناك التقاء كبيراً بين السنة والشيعة ـ وحتى مع غير المسلمين ـ في المسألة الأخلاقية وفي القلق مما تتسبب به الظواهر الدخيلة على المجتمع من خطر على قيم الاسرة وعلى الشباب، ولا يجادل في ذلك الا من اشبعت قلوبهم كراهية للدين كله من دون تمييز، وقد وجدت انه حتى بعض الكتاب والمفكرين العلمانيين برز عندهم في الفترة الاخيرة قلق مما سيلحقه التدهور الاخلاقي بسبب الانفتاح الانهزامي الاستهلاكي على الاعلام الغربي وبسبب فشل المؤسسات التربوية واهمها الأسرة، وبعض المنصفين من العلمانيين صار يقر بدور الدين في صيانة المجتمع من الامراض.
لذا اتمنى ان نتمكن في الكويت من تطوير ثقافة مشتركة تتجاوز المذاهب وتعمل على مواجهة طغيان الانحلالية الغربية بالوسائل الفعالة، وامد يدي اولا للاخوة النواب في مجلس الامة من اجل الالتفات الى هذه المسألة واعطائها حقها من الاهتمام، وارجو في الوقت نفسه من البعض داخل الحكومة وخارجها الا يخلطوا بين الحساسية السياسية بينهم وبين النواب الاسلاميين والمجموعات الاسلامية وبين المساعي التي يبذلها الاسلاميون لحماية مجتمعنا من الانحرافات، واعجب كيف صار لبعض الناعقين في الصحف من الهازئين بالشعب الكويتي والكارهين لقيمه وثوابته صوت مسموع عند بعض اصحاب القرار، فالسفينة واحدة واذا غرقت ـ لا سمح الله ـ فلن ينجو مصلح ولا فاسد.
قانون تجريم اساءة استخدام »البلوتوث« و»تشبه الرجال بالنساء« يخدم اطار التعاون بين فئات المجتمع:
لا شك ان قيام مجلس الامة في جلسته الاخيرة الاسبوع الماضي بتشريع قانون يجرم اساءة استخدام تقنية البلوتوث، والتي تستخدم لهدم البيوت والتهديد والابتزاز وكذلك قانون تجريم تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال.. يدل على وجود نوع من التعاون بين جميع فئات وطوائف المجتمع الكويتي لحماية قيم هذا المجتمع وتماسكه وامنه الاجتماعي، فمثل هذه الامور اذا تركت دون رادع لا تعرف سنياً او شيعياً ولا حضرياً او بدوياً ولا عربياً او اعجمياً.. لأن هذه الآفات ستعم حينها وتطم.. ولذلك فإن التعاون من الجميع لوأدها والقضاء عليها يجب ان يكون هدف وهاجس الجميع..
قناة فضائية مسيحية دينية تطلب حواراً معي!!
اتصلت علي مذيعة من قناة اسمها (نورسات) وقالت انها اخذت رقم هاتفي من الاخ المخرج علي الريس، وطلبت مني الموافقة على اجراء لقاء وحوار مع قناتها الفضائية، وقالت: للعلم فإن قناتنا مسيحية ولكننا معجبون بجهودكم لمحاربة الظواهر السلبية، ونحن نتفق معكم في مواجهة التفسخ والانحلال الخلقي فلذلك نحن نفرح (والكلام للمذيعة) عندما نجد ان هناك من الآخرين من يقاسمنا نفس الهدف.. وفعلاً وافقت على اجراء اللقاء والذي سيكون خلال ايام.
وأنا اقول اذا كنا نجد قواسم مشتركة مع المسيحيين، فالاحرى ان تكون هناك اكثر من قواسم مشتركة مع ابناء جلدتنا واخواننا في الاسلام.
waltabatabae@alwatan.com.kw
تاريخ النشر: الثلاثاء 12/6/2007