أمير الدهاء
06-07-2007, 01:59 PM
http://www.taqrir.org/images/670.jpg
عنوان الكتاب: إعادة اكتشاف الله في أمريكا: انعكاسات دور الإيمان في تاريخ أمتنا ومستقبلنا
Rediscovering God in America: Reflections on the Role of Faith in our Nation’s History and Future
الكاتب: نوت غينغريتش Newt Gingrich
دار النشر: Integrity Publishers
تاريخ النشر: 2006
عدد الصفحات: 159
تقرير واشنطن- يحيى عبد المبدي
نوت غينغريتش الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكي والذي يطمع في الحصول على تأييد الحزب الجمهوري لترشيحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، هو أحد أهم الوجوه المحافظة في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الماضية. قبل أن تبدأ في قراءة السطور الأولى للكتاب، يمكن أن تدرك اتجاه الرجل ومنهجه في الحياة، وذلك من خلال قراءة الإهداء الذي وجهه لجديه ووالديه لما أسدوه إليه من تعاليم مفادها أن الرب يجب أن يكون في القلب من اهتماماته في الحياة وهو محور معنى أن تكون أمريكيا.
اليسار العلماني هو الخطر الحقيقي
يستهل غينغريتش فصول كتابه بمقدمه بعنوان "الخالق والرأي العام الأمريكي" قائلا إنه لا يوجد هجوم على الثقافة الأمريكية أكثر خطرا واشد فتكا من جهود اليسار الأمريكي العلماني لإزاحة وإبعاد الله من حياة الشعب الأمريكي. وضرب الكاتب مثالا على ذلك بقرار محكمة الاستئناف التابعة للدائرة التاسعة عام 2002 والتي اعتبرت أن عبارة "بسم الله" أو "في ظل الرب" "under God" التي تستخدم في سياقات ومناسبات رسمية وفيدرالية عديدة، هي عبارة غير دستورية.
وأضاف غينغريتش أن هذا المثال يوضح إلى أي مدى بلغت الإهانات الموجهة لهوية الأمة الأمريكية. فعبارة تعهد الولاء التي تبناها الكونغرس عام 1954 ووقع على اعتماده الرئيس أيزنهاور، ولقت تأييد 91% من الشعب الأمريكي، يتم تعديلها من قبل محكمة لا تفقه أن ما نتمتع به من حقوق هو من عند الرب.
وانتقد السياسي المحافظ أداء المحكمة العليا الأمريكية خلال السنوات الخمسين الأخيرة قائلا إن المحكمة التي تعتبر أحد أضلاع مثلث السلطة في الولايات المتحدة قد ابتعدت كثيرا عن الاعتراف بالدور المركزي للدين في حياة الأمريكيين وضرورة انعكاسه في مؤسسات الجمهورية.
وأضاف غينغريتش أنه ولجيلين من أجيال الأمريكيين، فقد قبلنا إهانات النظام القضائي لقيم الأغلبية في الولايات المتحدة. لكن الوقت طبقا للكاتب قد حان للإصرار على اختيار القضاة الذين يفهمون التاريخ وطبيعة المجتمع الأمريكي ومواجهة محاولات اليسار العلماني الذي سعى خلال الجيلين السابقين إلى هدم الأساس الذي بنى الآباء المؤسسون عليه المجتمع الأمريكي.
شواهد إيمان الأمريكيين في كل زمان ومكان
ينطلق غينغريتش من فرضية أن تاريخ الأمة الأمريكية قائم على إيمان هذا الشعب بالله، وأن الدين قد قام ويقوم بدور محوري في صناعة سياسة الحكومات الأمريكية المتوالية، وأن شواهد هذا الدور في كل بقعة من بقع مراكز السلطات الثلاثة في العاصمة واشنطن، وبالتالي فهو يأخذنا في جولة لمختلف مراكز السلطة في وشط العاصمة الفيدرالية مثل مبنى الكونغرس والمحكمة العليا ونصب ابراهام لنكولن التذكاري والأرشيف الوطني كأدلة لهؤلاء الذين يسعون لإبعاد الله من حياة الأمريكيين.
ويتحدث غينغريتش بالنيابة عن معظم الشعب الأمريكي في أكثر من موضع في كتابه، قائلا إنه بالنسبة لمعظم الأمريكيين فإن مباركة الرب هي أساس حريتنا ورخائنا ووجودنا كأمة فريدة. وبالنسبة لمعظم الأمريكيين فإن احتمالية تحول المجتمع لعلمانية تحول بين الناس والله وتزيل بشكل منهجي الرموز الدينية من الحياة العامة، هي أمر مخيف.
ويرجع غينغريتش السبب في عدم وضوح هذه الصورة للمجتمع الأمريكي وعدم سماع صوت الأغلبية الأمريكية إلى وسائل الإعلام التي تسيطر عليها طبقا لغينغريتش نخبة علمانية ترى في إبراز الرموز الدينية تهديدا. وبالتالي فقد تم إزالة أي ذكر للرب في المدارس والمناهج التعليمية الحكومية ، كما امتنعت المحاكم عن إظهار الجانب الديني في شخصية المجتمع الأمريكي. وتم إزاحة الوصايا العشر من على جدران المحاكم والمؤسسات الحكومية.
وفي إشارة أهمية الدين والإيمان في تأسيس الولايات المتحدة، ذكر غينغريتش أن الناس قد قصدوا أمريكا مكانا للهجرة من أجل ممارسة عقائدهم الدينية بحرية، فالبويرتنس قد جاءوا إلى العالم الجديد ولديهم الرغبة في إقامة مجتمع ينتصروا فيه لعقيدتهم الدينية التي لم تمنح لهم في انجلترا، وجماعات البليغرمز قد هاجرت إلى المستعمرة الأمريكية الجديدة من أجل نفس الدافع ، ثم جاء جماعة الكويكرز الدينية للإقامة في بنسلفانيا يحركها نفس الدافع، واستقر الكاثوليك في ولاية ميرلاند.
ويضيف الكاتب أن الهوية الدينية وممارسة الإيمان بحرية لم تكن سببا في تأسيس المجتمع الأمريكي فحسب، بل إن الصحوة الدينية العظيمة التي شهدتها أمريكا بداية من عام 1730 قد ألهبت مشاعر الأمريكيين للقتال في حرب الاستقلال بهدف الحصول على الحرية التي منحها الله إياهم. كما أن صحوة دينية أخرى شهدتها الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر كانت وراء الحملة المتصاعدة لإنهاء العبودية. ويؤكد الكاتب على أهمية الدوافع الدينية في مختلف فترات التاريخ الأمريكي قائلا إن الأنشودة التي كان يرددها جيش الاتحاد أثناء الحرب الأهلية كانت كلماتها: " إن المسيح قد مات لكي يمنح الإنسان القداسة، فدعنا نموت من أجل منح الإنسان الحرية".
على امتداد كتابه، يحاول غينغريتش إثبات أن الإيمان والرموز الدينية كانت ولا تزال جزءا من تكوين المجتمع الأمريكي، وذلك بإحالة القارئ إلى عدد كبير من الكلمات والمواقف التي سجلها التاريخ لزعماء وقادة من أمثال جورج واشنطن والكسندر هاملتون وجون أدامز وصمويل أدامز وبنيامين فرانكلين وابراهام لنكولن وغيرهم. مثل قيام واشنطن بتقبيل الكتاب المقدس سائلا الله العون والتوفيق في أعقاب قيامه بإجراءات تنصيبه كأول رئيس للولايات المتحدة.
ولكن نلاحظ أن المؤلف يخلط في مواضع كثيرة بين دعوة هؤلاء القادة إلى احترام حرية العقيدة وبين التأكيد على الطبيعة الدينية المحافظة للمجتمع الأمريكي. كما أنه يجتزئ العبارات والكلمات من سياقاتها، فعلى سبيل المثال يحيلنا إلى عبارة في ظل الله التي استخدمها الرئيس الأمريكي أبان الحرب الأهلية أبراهام لنكن، حيث قال في خطابه الشهير بمدينة غيتسبرغ إن هذه الأمة في ظل رعاية الرب سوف تشهد ميلادا جديدا للحرية، وأن حكومة من الشعب، تحكم بالشعب لمصلحة الشعب لا يمكن أن تمحى من على وجه الأرض. فاستخدام العبارة لا يعني أن الدين كان جزءا من فلسفة الحكم لدى لنكن. كما أن استخدام عبارات دينية تقليدية في مواقف وخطب الزعماء لا يعني بالضرورة أنهم ليسوا علمانيين.
بعد قيام غينغريتش بعرض عشرات النماذج للإشارة إلى أهمية الدين والرب في وجدان الساسة والزعماء التاريخيين في جولته التي طالت الأرشيف الوطني، ونصب جيفرسون التذكاري، ونصب لنكن التذكاري، ونصب محاربي فيتنام، ونصب فرانكلين روزفلت، ومبنى الكونغرس، والمحكمة العليا، ومبنى رونالد ريغان، والبيت الأبيض، ونصب الحرب العالمية الثانية، ومكتبة الكونغرس، ومقبرة أرلنغتون الوطنية، عاد لانتقاد علماني الولايات المتحدة قائلا إن الجهود الراهنة لإبعاد رؤية الآباء المؤسسين لدور الدين عن الحياة العامة للأمريكيين هي المعركة التي يجب أن يخوضها الأمريكيون الآن معتبرا أن قاعات المحاكم والفصول الدراسية هي مركز وساحة المعركة، حيث إن هاذين المكانين هما الذين شهدا التحول الذي فرضه العلمانيون على أغلبية المجتمع الأمريكي.
ويشدد غينغريتش في الختام على أهمية الجولة التي دعا إليها في كتابه باعتبار أنها ليست دعوة سياحية لمشاهدة معالم العاصمة التاريخية، وإنما هي جولة في التاريخ الأمريكي للنساء والرجال العظام، جولة للأحداث والمواقف العظيمة، جولة للوثائق العظيمة، جولة للمؤسسات العظيمة، جولة لقلب الهوية الأمريكية. ويضيف الكاتب أن النتيجة المتوقعة للقيام بهذه الجولة أنك ستكتشف أن الأمة الأمريكية أسست في ظل رعاية الله “under God”
عنوان الكتاب: إعادة اكتشاف الله في أمريكا: انعكاسات دور الإيمان في تاريخ أمتنا ومستقبلنا
Rediscovering God in America: Reflections on the Role of Faith in our Nation’s History and Future
الكاتب: نوت غينغريتش Newt Gingrich
دار النشر: Integrity Publishers
تاريخ النشر: 2006
عدد الصفحات: 159
تقرير واشنطن- يحيى عبد المبدي
نوت غينغريتش الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكي والذي يطمع في الحصول على تأييد الحزب الجمهوري لترشيحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، هو أحد أهم الوجوه المحافظة في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الماضية. قبل أن تبدأ في قراءة السطور الأولى للكتاب، يمكن أن تدرك اتجاه الرجل ومنهجه في الحياة، وذلك من خلال قراءة الإهداء الذي وجهه لجديه ووالديه لما أسدوه إليه من تعاليم مفادها أن الرب يجب أن يكون في القلب من اهتماماته في الحياة وهو محور معنى أن تكون أمريكيا.
اليسار العلماني هو الخطر الحقيقي
يستهل غينغريتش فصول كتابه بمقدمه بعنوان "الخالق والرأي العام الأمريكي" قائلا إنه لا يوجد هجوم على الثقافة الأمريكية أكثر خطرا واشد فتكا من جهود اليسار الأمريكي العلماني لإزاحة وإبعاد الله من حياة الشعب الأمريكي. وضرب الكاتب مثالا على ذلك بقرار محكمة الاستئناف التابعة للدائرة التاسعة عام 2002 والتي اعتبرت أن عبارة "بسم الله" أو "في ظل الرب" "under God" التي تستخدم في سياقات ومناسبات رسمية وفيدرالية عديدة، هي عبارة غير دستورية.
وأضاف غينغريتش أن هذا المثال يوضح إلى أي مدى بلغت الإهانات الموجهة لهوية الأمة الأمريكية. فعبارة تعهد الولاء التي تبناها الكونغرس عام 1954 ووقع على اعتماده الرئيس أيزنهاور، ولقت تأييد 91% من الشعب الأمريكي، يتم تعديلها من قبل محكمة لا تفقه أن ما نتمتع به من حقوق هو من عند الرب.
وانتقد السياسي المحافظ أداء المحكمة العليا الأمريكية خلال السنوات الخمسين الأخيرة قائلا إن المحكمة التي تعتبر أحد أضلاع مثلث السلطة في الولايات المتحدة قد ابتعدت كثيرا عن الاعتراف بالدور المركزي للدين في حياة الأمريكيين وضرورة انعكاسه في مؤسسات الجمهورية.
وأضاف غينغريتش أنه ولجيلين من أجيال الأمريكيين، فقد قبلنا إهانات النظام القضائي لقيم الأغلبية في الولايات المتحدة. لكن الوقت طبقا للكاتب قد حان للإصرار على اختيار القضاة الذين يفهمون التاريخ وطبيعة المجتمع الأمريكي ومواجهة محاولات اليسار العلماني الذي سعى خلال الجيلين السابقين إلى هدم الأساس الذي بنى الآباء المؤسسون عليه المجتمع الأمريكي.
شواهد إيمان الأمريكيين في كل زمان ومكان
ينطلق غينغريتش من فرضية أن تاريخ الأمة الأمريكية قائم على إيمان هذا الشعب بالله، وأن الدين قد قام ويقوم بدور محوري في صناعة سياسة الحكومات الأمريكية المتوالية، وأن شواهد هذا الدور في كل بقعة من بقع مراكز السلطات الثلاثة في العاصمة واشنطن، وبالتالي فهو يأخذنا في جولة لمختلف مراكز السلطة في وشط العاصمة الفيدرالية مثل مبنى الكونغرس والمحكمة العليا ونصب ابراهام لنكولن التذكاري والأرشيف الوطني كأدلة لهؤلاء الذين يسعون لإبعاد الله من حياة الأمريكيين.
ويتحدث غينغريتش بالنيابة عن معظم الشعب الأمريكي في أكثر من موضع في كتابه، قائلا إنه بالنسبة لمعظم الأمريكيين فإن مباركة الرب هي أساس حريتنا ورخائنا ووجودنا كأمة فريدة. وبالنسبة لمعظم الأمريكيين فإن احتمالية تحول المجتمع لعلمانية تحول بين الناس والله وتزيل بشكل منهجي الرموز الدينية من الحياة العامة، هي أمر مخيف.
ويرجع غينغريتش السبب في عدم وضوح هذه الصورة للمجتمع الأمريكي وعدم سماع صوت الأغلبية الأمريكية إلى وسائل الإعلام التي تسيطر عليها طبقا لغينغريتش نخبة علمانية ترى في إبراز الرموز الدينية تهديدا. وبالتالي فقد تم إزالة أي ذكر للرب في المدارس والمناهج التعليمية الحكومية ، كما امتنعت المحاكم عن إظهار الجانب الديني في شخصية المجتمع الأمريكي. وتم إزاحة الوصايا العشر من على جدران المحاكم والمؤسسات الحكومية.
وفي إشارة أهمية الدين والإيمان في تأسيس الولايات المتحدة، ذكر غينغريتش أن الناس قد قصدوا أمريكا مكانا للهجرة من أجل ممارسة عقائدهم الدينية بحرية، فالبويرتنس قد جاءوا إلى العالم الجديد ولديهم الرغبة في إقامة مجتمع ينتصروا فيه لعقيدتهم الدينية التي لم تمنح لهم في انجلترا، وجماعات البليغرمز قد هاجرت إلى المستعمرة الأمريكية الجديدة من أجل نفس الدافع ، ثم جاء جماعة الكويكرز الدينية للإقامة في بنسلفانيا يحركها نفس الدافع، واستقر الكاثوليك في ولاية ميرلاند.
ويضيف الكاتب أن الهوية الدينية وممارسة الإيمان بحرية لم تكن سببا في تأسيس المجتمع الأمريكي فحسب، بل إن الصحوة الدينية العظيمة التي شهدتها أمريكا بداية من عام 1730 قد ألهبت مشاعر الأمريكيين للقتال في حرب الاستقلال بهدف الحصول على الحرية التي منحها الله إياهم. كما أن صحوة دينية أخرى شهدتها الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر كانت وراء الحملة المتصاعدة لإنهاء العبودية. ويؤكد الكاتب على أهمية الدوافع الدينية في مختلف فترات التاريخ الأمريكي قائلا إن الأنشودة التي كان يرددها جيش الاتحاد أثناء الحرب الأهلية كانت كلماتها: " إن المسيح قد مات لكي يمنح الإنسان القداسة، فدعنا نموت من أجل منح الإنسان الحرية".
على امتداد كتابه، يحاول غينغريتش إثبات أن الإيمان والرموز الدينية كانت ولا تزال جزءا من تكوين المجتمع الأمريكي، وذلك بإحالة القارئ إلى عدد كبير من الكلمات والمواقف التي سجلها التاريخ لزعماء وقادة من أمثال جورج واشنطن والكسندر هاملتون وجون أدامز وصمويل أدامز وبنيامين فرانكلين وابراهام لنكولن وغيرهم. مثل قيام واشنطن بتقبيل الكتاب المقدس سائلا الله العون والتوفيق في أعقاب قيامه بإجراءات تنصيبه كأول رئيس للولايات المتحدة.
ولكن نلاحظ أن المؤلف يخلط في مواضع كثيرة بين دعوة هؤلاء القادة إلى احترام حرية العقيدة وبين التأكيد على الطبيعة الدينية المحافظة للمجتمع الأمريكي. كما أنه يجتزئ العبارات والكلمات من سياقاتها، فعلى سبيل المثال يحيلنا إلى عبارة في ظل الله التي استخدمها الرئيس الأمريكي أبان الحرب الأهلية أبراهام لنكن، حيث قال في خطابه الشهير بمدينة غيتسبرغ إن هذه الأمة في ظل رعاية الرب سوف تشهد ميلادا جديدا للحرية، وأن حكومة من الشعب، تحكم بالشعب لمصلحة الشعب لا يمكن أن تمحى من على وجه الأرض. فاستخدام العبارة لا يعني أن الدين كان جزءا من فلسفة الحكم لدى لنكن. كما أن استخدام عبارات دينية تقليدية في مواقف وخطب الزعماء لا يعني بالضرورة أنهم ليسوا علمانيين.
بعد قيام غينغريتش بعرض عشرات النماذج للإشارة إلى أهمية الدين والرب في وجدان الساسة والزعماء التاريخيين في جولته التي طالت الأرشيف الوطني، ونصب جيفرسون التذكاري، ونصب لنكن التذكاري، ونصب محاربي فيتنام، ونصب فرانكلين روزفلت، ومبنى الكونغرس، والمحكمة العليا، ومبنى رونالد ريغان، والبيت الأبيض، ونصب الحرب العالمية الثانية، ومكتبة الكونغرس، ومقبرة أرلنغتون الوطنية، عاد لانتقاد علماني الولايات المتحدة قائلا إن الجهود الراهنة لإبعاد رؤية الآباء المؤسسين لدور الدين عن الحياة العامة للأمريكيين هي المعركة التي يجب أن يخوضها الأمريكيون الآن معتبرا أن قاعات المحاكم والفصول الدراسية هي مركز وساحة المعركة، حيث إن هاذين المكانين هما الذين شهدا التحول الذي فرضه العلمانيون على أغلبية المجتمع الأمريكي.
ويشدد غينغريتش في الختام على أهمية الجولة التي دعا إليها في كتابه باعتبار أنها ليست دعوة سياحية لمشاهدة معالم العاصمة التاريخية، وإنما هي جولة في التاريخ الأمريكي للنساء والرجال العظام، جولة للأحداث والمواقف العظيمة، جولة للوثائق العظيمة، جولة للمؤسسات العظيمة، جولة لقلب الهوية الأمريكية. ويضيف الكاتب أن النتيجة المتوقعة للقيام بهذه الجولة أنك ستكتشف أن الأمة الأمريكية أسست في ظل رعاية الله “under God”