المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزهريون فتحوا النار على مفتي مصر فتواك حول التبرك بـ «بول الرسول الكريم» تشوه الإسلام



سمير
06-07-2007, 05:46 AM
القاهرة - من أغاريد مصطفى


انشغلت الأوساط الدينية والاعلامية في مصر، خلال الأيام القليلة الماضية بفتويين مثيرتين، فتحتا مجالا رحبا للجدل واللغط والسخرية من بعض علماء الدين، الذين يفرطون في اصدار الفتاوى، من دون تحكيم لعقل رشيد أو منطق سديد.

فبعد الفتوى المريبة التي أطلقها أكاديمي في جامعة الأزهر الشريف، وعرفت بـ «ارضاع الكبير» وأجاز صاحبها للموظفة أن ترضع زملاءها في العمل لمنع وجودهم في خلوة شرعية، ثار جدل حول ما أطلقه مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، حيث قال في أحدث اصداراته «الدين والحياة، للفتاوى المصرية اليومية»: ان نساء النبي «صلى الله عليه وسلم» وصحابته الكرام كانوا يتبركون ببوله وفضلاته، يدفرون من خلالها عطشهم، ويراوون أوجاعهم وأسقامهم».

انتقادات عنيفة، وصلت الى حد السخرية والاستهزاء والاستخفاف، تدافعت نحو مفتي مصر - على غير المعتاد - اذ ان للرجل وقاره المحفوظ، وجاءت الانتقادات من علماء أزهريين واعلاميين ومثقفين، أجمعوا كلهم على رفض فتواه واعتبروها اهانة للاسلام، وتمنح كارهيه سلاحا حادا للطعن فيه وتشويهه، وهذا ما حدا بمجمع البحوث الاسلامية، رفض الفتوى، وبالرغم من اعتراض جمعة، قام بسحب كتابه من الاسواق، ولكنه لم يعلن تراجعه عن الفتوى، ولكن النتائج كانت كلها في اتجاه «على المفتي أن يعتذر... وعلى فضيلته أن ينسحب»، وفي السطور التالية المزيد:
الهجمة الشرسة التي تعرض لها علي جمعة من جميع الأطراف، لم تجعله يتراجع عنها، بل تمسك بها ودافع عنها، وظهر على شاشة التليفزيون المصري، منتحبا باكيا، في مشهد، لم يثر سوى تكرار الاستهجان والاستخفاف، بل وزاد عليها.

فضيلته أكد أن الصحابة كانوا يتبركون ببول الرسول وفضلاته وعرقه ونخامته، بدعوى أنه ليس مثل البشر، بل يتفضل عليهم، غاضا بصره عما ذكره القرآن الكريم في غير موضع، من أن النبي «صلى الله عليه وسلم» بشر مثل البشر.
«جمعة» اعتمد في فتواه المرفوضة على رواية، أوردها «ابن حجر» من «أم أيمن» خادمة النبي «صلى الله عليه وسلم» التي استيقظت في ليلها، تبغي ماء، فوجدت اناءً به قليل من الماء فاحتسته، ولم تعرف أنه بول النبي أي أنها شربته بطريق الخطأ.

الى ذلك، فقد شن علماء وأكاديميون في الأزهر الشريف هجوما لاذعا على الفتوى، رفضوها، واستنكروها، وعبروا عن غضبهم من اصدار مثل هذه الفتاوى، في وقت يتهافت فيه الطعن على الاسلام ونبيه الكريم من كل صوب وحدب.
وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق رفض من جانبه الفتوى جملة وتفصيلا، مؤكدا أن التبرك ببول الرسول الكريم خرافة، ليس لها أساس من الصحة ولا تنسجم مع العقل والمنطق، واطلاقها في مثل هذا التوقيت لا يخدم الاسلام بل يسيء اليه والى الرسول نفسه.

وتابع: الرسول «صلى الله عليه وسلم» كان بشرا، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ويجامع النساء، ويقضي حاجته، ويستبرئ منها، ولو كان الأمر غير ذلك، ما استبرأ منها مثلا!

وأشار زقزوق الى أن هذه النوعية من الفتاوى، تثير حالة من الفوضى والبلبلة، وتدفع الغرب وكارهي الاسلام الى الاستخفاف به والاستهزاء منه، مطالبا تنقية الكتب القديمة، واستبعاد ما يخالف العقل والمنطق.

عضو مجمع البحوث الاسلامية والعميد الأسبق لكلية أصول الدين في جامعة الأزهر، الدكتور عبد المعطي بيومي تضامن مع سلفه في رفض الفتوى واستنكارها، وطالب صاحبها بالعودة عنها أو بمراجعته في كل ما تضمنه كتابه الأخير، الذي حوى فتاوى أخرى مريبة، حيث أباح جمعة تقبيل السور الحديدي المحيط بأضرحة أهل البيت في القاهرة طلبا للبركة!

وكرر بيومي كلام زقزوق مؤكدا، أن النبي الكريم كان ذا طبيعة بشرية وليس ملائكية أو الهية، حتى نسبغ عليه صفات لم تكن فيه.

وشدد عضو مجمع البحوث الاسلامية على أن تلك الفتوى تفوق خطر فتوى «ارضاع الكبير»، لأنها تشوه جوهر الاسلام وحقيقته.
عضو مجمع البحوث الاسلامية، وكيل الأزهر السابق الشيخ محمود عاشور ينفي الادعاء بالتبرك ببول الرسول «صلى الله عليه وسلم» مشيرا الى أن الفتوى تحمل في طياتها دلائل ضعفها، اذ أن «أم أيمن» لم تتعمد شرب البول الذي شربته، انما تناولته بطريق الخطأ، وهذا لا يصلح أن يكون دليلا على ما ذهب اليه «جمعة» في فتواه.

وأضاف: «ان القرآن الكريم ذكر غير مرة أن النبي الكريم كان بشرا، كما أنه كان يؤكد على هذا، ولا ينفيه، وكان يقضي حاجته، ويستبرئ من بوله، بل انه توعد من لم يستنزه من بوله بعذاب شديد في حديث مشهور».

وتابع عاشور: «ان ما ذهب اليه جمعة غير صائب، لافتا الى أن الاسلام دين يدعو الى الطهارة المادية والمعنوية، كما أن بول الرسول «صلى الله عليه وسلم» كان نجسا مثل غيره، بدليل أنه كان يتطهر منه، ولو لم يكن كذلك، لما تطهر منه».

الأستاذ في جامعة الأزهر، الدكتور مجدي عبد الرؤوف انضم بدوره الى قائمة الرافضين لفتوى جمعة، مؤكدا أنها لا تنسجم مع صحيح الدين، وتتصادم مع العقل، فالرسول الكريم كان بشرا، لاشك في ذلك.

وأضاف: يقول القرآن الكريم: «وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام، ويمشي في الأسواق»؟ في دلالة واضحة على أنه لم يكن ذا طبيعة مغايرة لما عليه سائر البشر.
فقد كان «صلى الله عليه وسلم» يمرض ويوعك، ولو لم يكن بشرا، لما مرض، ولما تأثر بسم دس له، ولما أصيب باصابات بالغة في احدى الغزوات.

وقال: لو صحت الرواية التي اتكأ المفتي جمعة عليها، فان الرسول لم يقصد أن يضفي بركة على بوله، ولكنه ربما أراد أن يطمئنها أو يهدئ من روعها، مشيرا الى أن الصحابة الكرام كانوا مقتنعين ببشرية الرسول «صلى الله عليه وسلم».
على الشاطئ الآخر من النهر، دافع الأستاذ في جامعة الأزهر الدكتور علوي أمين عن الفتوى واصفا اياها بأنها صائبة، ولا مجال للطعن فيها.

وقال: أؤيد المفتي فيما قاله وأتضامن معه، لأنه لم يخطئ فالنبي الكريم ليس كسائر البشر، بل أفضل منهم، ولا عجب من أن يتبرك أصحابه ونساؤه ببوله وعرقه.

مقاوم
03-09-2009, 08:58 PM
المفتي يتحدث عن حقيقة ان بعض الصحابة بدافع الجهل صنعوا هذه الاعمال ، واعمال الصحابة ليست حجة حتى يؤخذ بها كتشريع