فاطمي
06-04-2007, 04:12 PM
وراءها الفوضى الداخلية والحظر الدولي
http://www.alarabiya.net/files/image/large_89254_35144.jpg
مسلح فلسطيني يقف بقرب ملصق كبير للزرقاوي
غزة-رويترز
رجل يجلس وحيدا بعدما ألبسه خاطفوه ملابس حمراء اللون ويتحدث الى كاميرا.. هذا الفيديو المنشور على شبكة الانترنت يحمل رموز المتشددين الاسلاميين... وذلك أمر مألوف حتى الآن.
لكن هذا ليس في العراق أو في أفغانستان انه قطاع غزة حيث سلط شريط الفيديو الذي بث على شبكة الانترنت الاسبوع الماضي ويصور الان جونستون الصحفي بهيئة الاذاعة البريطانية الضوء على ظهور جماعات مغمورة في القطاع تستلهم أفكارها من تنظيم القاعدة، ويأتي هذا في وقت حذر فيه محللون أن يتحول إعجاب هؤلاء الفلسطينيين برموز القاعدة إلى ممارسة واسعة للعنف.
والعلاقات غير واضحة بين جماعة جيش الاسلام المغمورة التي تقول انها احتجزت الصحفي البريطاني قبل نحو ثلاثة أشهر وعشرات الجماعات المسلحة الاخرى في قطاع غزة التي يقودها مزيج من الدوافع السياسية والدينية والمالية والخصومات العشائرية.
نزوع في غزة نحو التطرف
لكن عشرات الهجمات التي استهدفت هذا العام مقاهي الانترنت ومواقع مسيحية والحلاقين وغيرها مما يعد من رموز "الفسوق" قد أثارت المخاوف من فوضى أشد في القطاع المزدحم حيث يمزق صراع الفصائل قوات الامن منذ سيطرتها على القطاع بعد انسحاب القوات الاسرائيلية منه في عام 2005.
ويلقي بعض المسؤولين الفلسطينيين باللائمة عن نزوع بعض سكان غزة البالغ عددهم نحو 4ر1 مليون شخص نحو التطرف، على الفقر والاحباط اللذين زاد من حدتهما العقوبات التي فرضتها اسرائيل والقوى الغربية العام الماضي بعد تولي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السلطة عقب فوزها بالانتخابات التشريعية.
"قتل المذيعات غير المحجبات"
وهددت يوم الجمعة جماعة ظهرت هذا العام تدعى سيوف الحق الاسلامية المذيعات بتلفزيون فلسطين وقالت "سنجتث الاعناق" اذا لم تغطين شعرهن.
وقالت الجماعة في بيان "فالفساد الذي يخرج من أفواههم ومن وجوههم يجزع القلوب خوفاً وهلعاً على أبنائنا وهم الغرس الذي ينبت ويتعلم مما يرى".
والى جانب تنظيم القاعدة في فلسطين وغيره من الجماعات المغمورة فقد أعلنت جماعة سيوف الحق الاسلامية مسؤوليتها عن عدة هجمات بقنابل.
ورغم أن الفلسطينيين في الضفة الغربية الايسر ماديا الى حد ما لم يشهدوا مثل هذا العنف رغم الدعاية المتفرقة على غرار الدعاية الخاصة بتنظيم القاعدة الا أن الانتباه انصب مؤخرا على صلات بتنظيم القاعدة داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث تقاتل قوات الجيش جماعة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد.
مبيعات مرتفعة لتسجيلات بن لادن والزرقاوي
وكغيرها في الشرق الاوسط فإن وسائل الدعاية الخاصة بالجهاد كانت مألوفة بين شبان غزة منذ سنوات حيث كانت المتاجر تحقق ارباحا كبيرة من وراء بيع تسجيلات لاحاديث لاسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة أو لابو مصعب الزرقاوي الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة في العراق.
غير أن البيانات المتطرفة تحولت الى أفعال خلال الشهور الاخيرة رغم أنه ليس من الواضح الى أي مدى كون ذلك يجسد نفوذا خارجيا مباشرا في قطاع غزة والى أي مدى تستلهم تلك الجماعات المحلية تعاليمها من ابن لادن وغيره.
وألحق قرابة 50 هجوما خلال الشهور الأخيرة أضرارا بمقاهي للانترنت ومتاجر لبيع الاطباق اللاقطة لارسال الاقمار الصناعية ومحال الحلاقة وصيدليات فضلا عن كنيسة واحدة ومواقع مسيحية أخرى.
وكان مسلحون قد ألقوا الشهر الماضي قنابل على مدرسة تديرها الامم المتحدة بينما كان الطلاب والطالبات يؤدون يوما رياضيا في هجوم أسفر عن مقتل شخص واحد.
الحظر يغذي بذور التطرف
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن العقوبات التي ترمي إلى دفع حماس الى القاء السلاح والى تعزيز حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ربما تسهم في توجيه البعض في قطاع غزة نحو زعماء يستوحون أفكارهم أو يخضعون لنفوذ تنظيم القاعدة.
وقال خالد أبو هلال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية ان "الحصار" الاسرائيلي "دفع البعض من الشباب لتبني أفكار غريبة."
ولا يعتقد أبو هلال في وجود صلة مباشرة بعد بشبكة أوسع تابعة لتنظيم القاعدة. لكن مصدرا أمنيا قال ان بعض المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة ربما نجحوا في دخول غزة عن طريق مصر العام الماضي لكنهم غير منخرطين في العمليات بالكامل.
وأضاف المصدر "ربما هم غير قادرين حتى الان على الاتصال بمجموعات القاعدة الرسمية في الخارج وربما ليست لديهم الامكانيات الكافية للعمل".
حماس الخاسر الأكبر
واتفق هذا المسؤول الامني مع اراء محللين يرون أن حماس هي الخاسر الاكبر من هذا التوجه رغم أن منتقدي الحركة ومؤيدي العقوبات لن يرحبوا بذلك.
وقال المحلل السياسي هاني حبيب "وجود القاعدة في فلسطين سيكون مؤذيا لحماس لان القاعدة ستحاول اجتذاب عناصر ومؤيدين لها وليس من التيارات العلمانية."
وهناك مؤشرات على انقسامات داخل حماس بشأن اتفاقات للهدنة مع اسرائيل رغم أن ذلك غير ظاهر في الوقت الحالي. فضبط النفس هذا لا يحظى بتأييد بعض الشبان الذين لا يتوقعون مستقبلا يذكر في الاحياء الفقيرة المزدحمة حيث تندر فرص العمل.
وقال محمد وهو مالك متجر في أكثر الميادين ازدحاما في مدينة غزة "الشبان يطلبون مني اسطوانة (القرص المدمج) الشيخ الزرقاوي.. الاسطوانة التي تحتوي على قطع رؤوس العملاء للامريكيين .. لقد بعنا المئات منها".
مخاوف من تحول الإعجاب إلى فعل
وتحدث أحد الزبائن الذي عرف نفسه باسم صالح (19 عاما) باعجاب عن مقاتلي القاعدة. وقال "لقد تركوا عائلاتهم وبيوتهم وبلدانهم من أجل الدفاع عن شعب العراق وأفغانستان واخرين في أماكن اخرى. أعتقد بأنهم مسلمون حقيقيون".
وايدت حماس الهجمات على القوات الامريكية في العراق ولم تؤيد قتل تنظيم القاعدة للمدنيين.
وتروق تلك الجماعات ذات الاراء المتطرفة لمثل هؤلاء الفلسطينيين الذين لا يعانون من تأنيب الضمير هذا.
وتعلن جماعة جيش الاسلام المرتبطة أيضا باحتجاز جندي اسرائيلي في قطاع غزة نفسها حليفا لفتح الاسلام في مخيمات اللاجئين في لبنان فيما ينأى الزعماء الفلسطينيون بأنفسهم عنها.
ولا يوجد تقدم يذكر باتجاه السلام في الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى السنوية الاربعين لاحتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة. ويخشى البعض حاليا أن يؤدي ترجمة الدعاية الخاصة بتنظيم القاعدة الى أفعال بين الفلسطينيين الى تفاقم الخصومات الداخلية أو اثارة ردود اسرائيلية اذا هاجمت تلك الجماعات الجديدة اسرائيل.
وقال المحلل السياسي حبيب ان المفزع هو أن يتجاوز ذلك مجرد الاعجاب الى حيز الفعل والعمل.
http://www.alarabiya.net/files/image/large_89254_35144.jpg
مسلح فلسطيني يقف بقرب ملصق كبير للزرقاوي
غزة-رويترز
رجل يجلس وحيدا بعدما ألبسه خاطفوه ملابس حمراء اللون ويتحدث الى كاميرا.. هذا الفيديو المنشور على شبكة الانترنت يحمل رموز المتشددين الاسلاميين... وذلك أمر مألوف حتى الآن.
لكن هذا ليس في العراق أو في أفغانستان انه قطاع غزة حيث سلط شريط الفيديو الذي بث على شبكة الانترنت الاسبوع الماضي ويصور الان جونستون الصحفي بهيئة الاذاعة البريطانية الضوء على ظهور جماعات مغمورة في القطاع تستلهم أفكارها من تنظيم القاعدة، ويأتي هذا في وقت حذر فيه محللون أن يتحول إعجاب هؤلاء الفلسطينيين برموز القاعدة إلى ممارسة واسعة للعنف.
والعلاقات غير واضحة بين جماعة جيش الاسلام المغمورة التي تقول انها احتجزت الصحفي البريطاني قبل نحو ثلاثة أشهر وعشرات الجماعات المسلحة الاخرى في قطاع غزة التي يقودها مزيج من الدوافع السياسية والدينية والمالية والخصومات العشائرية.
نزوع في غزة نحو التطرف
لكن عشرات الهجمات التي استهدفت هذا العام مقاهي الانترنت ومواقع مسيحية والحلاقين وغيرها مما يعد من رموز "الفسوق" قد أثارت المخاوف من فوضى أشد في القطاع المزدحم حيث يمزق صراع الفصائل قوات الامن منذ سيطرتها على القطاع بعد انسحاب القوات الاسرائيلية منه في عام 2005.
ويلقي بعض المسؤولين الفلسطينيين باللائمة عن نزوع بعض سكان غزة البالغ عددهم نحو 4ر1 مليون شخص نحو التطرف، على الفقر والاحباط اللذين زاد من حدتهما العقوبات التي فرضتها اسرائيل والقوى الغربية العام الماضي بعد تولي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السلطة عقب فوزها بالانتخابات التشريعية.
"قتل المذيعات غير المحجبات"
وهددت يوم الجمعة جماعة ظهرت هذا العام تدعى سيوف الحق الاسلامية المذيعات بتلفزيون فلسطين وقالت "سنجتث الاعناق" اذا لم تغطين شعرهن.
وقالت الجماعة في بيان "فالفساد الذي يخرج من أفواههم ومن وجوههم يجزع القلوب خوفاً وهلعاً على أبنائنا وهم الغرس الذي ينبت ويتعلم مما يرى".
والى جانب تنظيم القاعدة في فلسطين وغيره من الجماعات المغمورة فقد أعلنت جماعة سيوف الحق الاسلامية مسؤوليتها عن عدة هجمات بقنابل.
ورغم أن الفلسطينيين في الضفة الغربية الايسر ماديا الى حد ما لم يشهدوا مثل هذا العنف رغم الدعاية المتفرقة على غرار الدعاية الخاصة بتنظيم القاعدة الا أن الانتباه انصب مؤخرا على صلات بتنظيم القاعدة داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث تقاتل قوات الجيش جماعة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد.
مبيعات مرتفعة لتسجيلات بن لادن والزرقاوي
وكغيرها في الشرق الاوسط فإن وسائل الدعاية الخاصة بالجهاد كانت مألوفة بين شبان غزة منذ سنوات حيث كانت المتاجر تحقق ارباحا كبيرة من وراء بيع تسجيلات لاحاديث لاسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة أو لابو مصعب الزرقاوي الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة في العراق.
غير أن البيانات المتطرفة تحولت الى أفعال خلال الشهور الاخيرة رغم أنه ليس من الواضح الى أي مدى كون ذلك يجسد نفوذا خارجيا مباشرا في قطاع غزة والى أي مدى تستلهم تلك الجماعات المحلية تعاليمها من ابن لادن وغيره.
وألحق قرابة 50 هجوما خلال الشهور الأخيرة أضرارا بمقاهي للانترنت ومتاجر لبيع الاطباق اللاقطة لارسال الاقمار الصناعية ومحال الحلاقة وصيدليات فضلا عن كنيسة واحدة ومواقع مسيحية أخرى.
وكان مسلحون قد ألقوا الشهر الماضي قنابل على مدرسة تديرها الامم المتحدة بينما كان الطلاب والطالبات يؤدون يوما رياضيا في هجوم أسفر عن مقتل شخص واحد.
الحظر يغذي بذور التطرف
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن العقوبات التي ترمي إلى دفع حماس الى القاء السلاح والى تعزيز حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ربما تسهم في توجيه البعض في قطاع غزة نحو زعماء يستوحون أفكارهم أو يخضعون لنفوذ تنظيم القاعدة.
وقال خالد أبو هلال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية ان "الحصار" الاسرائيلي "دفع البعض من الشباب لتبني أفكار غريبة."
ولا يعتقد أبو هلال في وجود صلة مباشرة بعد بشبكة أوسع تابعة لتنظيم القاعدة. لكن مصدرا أمنيا قال ان بعض المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة ربما نجحوا في دخول غزة عن طريق مصر العام الماضي لكنهم غير منخرطين في العمليات بالكامل.
وأضاف المصدر "ربما هم غير قادرين حتى الان على الاتصال بمجموعات القاعدة الرسمية في الخارج وربما ليست لديهم الامكانيات الكافية للعمل".
حماس الخاسر الأكبر
واتفق هذا المسؤول الامني مع اراء محللين يرون أن حماس هي الخاسر الاكبر من هذا التوجه رغم أن منتقدي الحركة ومؤيدي العقوبات لن يرحبوا بذلك.
وقال المحلل السياسي هاني حبيب "وجود القاعدة في فلسطين سيكون مؤذيا لحماس لان القاعدة ستحاول اجتذاب عناصر ومؤيدين لها وليس من التيارات العلمانية."
وهناك مؤشرات على انقسامات داخل حماس بشأن اتفاقات للهدنة مع اسرائيل رغم أن ذلك غير ظاهر في الوقت الحالي. فضبط النفس هذا لا يحظى بتأييد بعض الشبان الذين لا يتوقعون مستقبلا يذكر في الاحياء الفقيرة المزدحمة حيث تندر فرص العمل.
وقال محمد وهو مالك متجر في أكثر الميادين ازدحاما في مدينة غزة "الشبان يطلبون مني اسطوانة (القرص المدمج) الشيخ الزرقاوي.. الاسطوانة التي تحتوي على قطع رؤوس العملاء للامريكيين .. لقد بعنا المئات منها".
مخاوف من تحول الإعجاب إلى فعل
وتحدث أحد الزبائن الذي عرف نفسه باسم صالح (19 عاما) باعجاب عن مقاتلي القاعدة. وقال "لقد تركوا عائلاتهم وبيوتهم وبلدانهم من أجل الدفاع عن شعب العراق وأفغانستان واخرين في أماكن اخرى. أعتقد بأنهم مسلمون حقيقيون".
وايدت حماس الهجمات على القوات الامريكية في العراق ولم تؤيد قتل تنظيم القاعدة للمدنيين.
وتروق تلك الجماعات ذات الاراء المتطرفة لمثل هؤلاء الفلسطينيين الذين لا يعانون من تأنيب الضمير هذا.
وتعلن جماعة جيش الاسلام المرتبطة أيضا باحتجاز جندي اسرائيلي في قطاع غزة نفسها حليفا لفتح الاسلام في مخيمات اللاجئين في لبنان فيما ينأى الزعماء الفلسطينيون بأنفسهم عنها.
ولا يوجد تقدم يذكر باتجاه السلام في الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى السنوية الاربعين لاحتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة. ويخشى البعض حاليا أن يؤدي ترجمة الدعاية الخاصة بتنظيم القاعدة الى أفعال بين الفلسطينيين الى تفاقم الخصومات الداخلية أو اثارة ردود اسرائيلية اذا هاجمت تلك الجماعات الجديدة اسرائيل.
وقال المحلل السياسي حبيب ان المفزع هو أن يتجاوز ذلك مجرد الاعجاب الى حيز الفعل والعمل.