جمال
06-02-2007, 07:07 AM
لامس في حوار جريء ومثير الخطوط الحمر وتحدث بمنتهى الصراحة وحذر النواب: اتقوا غضبة الحليم »بوصباح« فلا حل إلا الحل إذا غضب
علي البغلي لناصر المحمد عبر »السياسة«: استضعفوك فأكلوك يا سمو الرئيس فقد أمنوا العقوبة ففجروا في الخصومة وتمترسوا بالحصانة
أجرى الحوار - فوزي محمد عويس
استعار وزير النفط والنائب السابق علي البغلي من المتنبي بيتاً من شعره ووصف به الحال السائدة في الديرة الآن وهو: »نعيب زماننا والعيب في نوابنا... وما لزماننا عيب سواهم«.
وقال البغلي في حوار جريء ومثير مع »السياسة«: إن أعضاء مجلس الأمة أمنوا العقوبة وفجروا في الخصومة وتمترسوا بالحصانة فعاثوا في الديرة فساداً, مشدداً على أن العين الحمراء فقط هي الأسلوب الذي ينبغي سلكه مع هؤلاء النواب الذين لم يكونوا ليتجرأوا على الإتيان بمثل هذه الأفعال من قبل.
ولامس البغلي الخطوط الحمر وخرج عن النص حين خاطب سمو الشيخ ناصر المحمد وقال: »استضعفوك فأكلوك يا سمو الرئيس«, لكنه ما لبث أن حذر النواب من غضبة سموه مؤكداً أنه إذا ما غضب فلن يكون هناك من حل سوى حل البرلمان.
وأكد البغلي أن الكويت في ظل هكذا حال برلمانية إنما تحتاج إلى وزراء (بعارين) وقال بأن الحكومة جاءت بوزراء التيار الإسلامي ليكونوا عوناً لها فإذا بهم فراعين عليها, وصب جام غضبه على التيارات الإسلامية وخص السلف والإخوان بكثير منه وقال بأن الحكومة كلما استرضتهم وأعطتهم وسألتهم: هل امتلأتم? قالوا: هل من مزيد? ووصف الإخوان والسلف ب¯ »الضرتين« وب¯ »المؤتلفة قلوبهم«, وطالب مجدداً بتعيين وزير أوقاف شيعي, مؤكداً أنه لن يعيث في الوزارة فساداً كما فعل السلف والإخوان فيها.
وتساءل البغلي خلال الحوار: فيه إيه مبارك الدويلة أكثر مني حتى يتعامل معي بهذه الفوقية? واتهم النائب د. وليد الطبطبائي بأنه صور أهالي كيفان كطائفيين, واعتبر أن كلام النائب سعدون العتيبي عن علاج ابنة الوزيرة معصومة المبارك في الخارج تنقصه الكياسة والخلق القويم, ووصف مقالات النائب السيد حسين القلاف في »السياسة« بأنها تنضح بالمرارة من الخسارة في الانتخابات الأخيرة وحمل الوزير شريدة المعوشرجي مسؤولية تضبيط »السلف« رغم أنه سلفي مستقل.
ووصف الشيخ أحمد الفهد بأنه »شيخ سوبر« ووزير من العيار الثقيل وهو القوي الأمين الذي يطالب به البعض. واعتبر أن قانون التفرغ الرياضي سن انتقاماً منه وأن المنتقمين هم نواب يدعون أن الشيخ الفهد وقف ضدهم في الانتخابات الأخيرة.
محاور عديدة وموضوعات كثيرة خضنا فيها خلال الحوار مع الوزير والنائب السابق علي البغلي وفيما يلي تفاصيله سؤالا وجواباً:
قبل أن آتيك كنت جالساً مع بعض الأصدقاء الكويتيين الذين كانوا يتحدثون عن ما هو حادث على المسرح السياسي فعلق أحدهم على واقع الحال مردداً قول المتنبي: »نعيب زماننا والعيب في نوابنا... وما لزماننا عيب سواهم«... فإلى أي مدى ترى بوجاهة هذا التعليق?
أتفق كلياً مع هذا التعليق وأجد نفسي مؤيداً له قلباً وقالباً ولقد تشرفت بمقابلة صاحب السمو أمير البلاد وخلال المقابلة تحدثنا في أحوال الديرة وعرجنا على تلك الزوابع التي يثيرها النواب طوال الفصول التشريعية الأخيرة بلا انقطاع, وقد وصفت نفس هذا الوصف لسموه وقلت له بأن المشكلة فينا كشعب لأن هؤلاء النواب هم نتاج اختيارنا مع الأسف.
أشفق على صاحب السمو
كيف وجدت سمو الأمير?
كان متكدر الخاطر ولم يكن سعيداً بالمرة خلافاً لعادته على الإطلاق
فقد كان يلاطف ويتحدث بانفتاح وفي الحقيقة فان قلبي على هذا الرجل وقد قلت لسموه باننا نشفق عليه وعلى اعضاء الحكومة وتساءلت وانا في حضرته باستغراب: من هو الفدائي الذي سيقبل بعد ذلك بالمشاركة في حكوماتك المستقبلية يا صاحب السمو?
الا تعتقد ان الكويت باتت كما الكيكة كل يريد ان يقطع منها لنفسه قطعة أكبر?
هذا فعلا ما نلاحظه منذ اوائل التسعينات وحتى الان فقد بات الجشع والطمع وجمع المال والاستحواذ عليه هو الامر والسمة الطاغية سواء على صعيد الافراد او المجاميع فالاحزاب سواء الاصولية او غيرها قبلية كانت او طائفية كلها تحاول الفوز بأكبر قطعة من الكيكة وفي سبيل ذلك لا يتورعون ولا يترددون في استخدام اخس الاساليب التي من بينها ازاحة المناوئين لهم حتى يسطون على ما سيحصلون عليه من هذه الكيكة.
الأمور ساحت
حدثني صديق كويتي عزيز قائلا: اخشى على بلدي ان يكون مارا الان باحدى مراحل الدولة الاموية فما تعليقك على ذلك?
التاريخ فيه الكثير من العبر والعظات ولكن من يعتبر او يتعظ? كذلك فان التاريخ منذ فجره يعيد نفسه وما اكثر التجارب امامنا والشعوب المتحضرة هي التي لا تكرر الاخطاء السابقة واعتقد اننا قد نكون بالفعل في الكويت نمر بعصر من عصور الدولة الاموية او الدولة العثمانية لكننا لن نصل الى حالة الدولة العباسية لانها كانت مترامية الاطراف.
هل تعتقد ان الحكومة فرحة بنجاح المتشددين في المجلس لكي يكفر الناس بالديمقراطية كما سبق وقلت?
لا اؤمن بنظرية المؤامرة لكن هذا الكلام قلناه ويقوله البعض كتفسير لنجاح اولئك المتشددين الذين اعتقد انهم شر مستطير لانهم يؤمنون بأنهم بتشددهم وغلوهم سيكونون الفرقة الناجية وشرهم المستطير في تكفيرهم للاخرين فان كانت الحكومة بقصد او من دون قصد اسهمت في انجاح هؤلاء المتشددين فانها تكون قصيرة النظر.
خطوات اصلاحية
اين يكمن الخلل برأيك والكل في الديرة تقريبا وعلى رأسهم النواب يشيدون بسمو رئيس مجلس الوزراء ويصفونه ب¯ »الاصلاحي«?
نعم سموه مشهود له بالانفتاح وهدوء الطبع وهو رجل مثقف وغير انفعالي واصلاحي فعلا وما اتى به من خطوات اصلاحية لم نرها منذ عقود لكن الخلل يكمن في ان هؤلاء (استضعفوك فأكلوك) وهذه هي المشكلة.
تقصد انهم يستضعفون سمو الرئيس?
طبعا فهؤلاء لم يرهم احد العين الحمراء في السابق وبالتالي ما كانوا ليتجرأون على الاتيان بهذه الافعال واعتقد ان هذه ليست شجاعة او بطولة منهم وليست دليل انجاز لهم لانهم بذلك انما يدخلون البلد في دوامات وانظر الى ما تجره تصرفاتهم علينا والى الآثار السلبية والسيئة على الاصلاح والتنمية وها نحن الان نعيش ازمة كهرباء وماء وهناك حديث عن قطع مبرمج في الفترة المقبلة وفي ظل هذا يكون الحديث عن استجواب وعن اعتذار وزير من عدمه وهذا شيء يجعلك تكفر بشيء اسمه ديمقراطية.
حليم أكثر من اللازم
هم يستضعفون الرئيس لكن هل تعتقد ان سموه ضعيف?
لا ولكن مع احترامي الكامل وايماني بقدراته ومعرفتي بحلمه الزائد عن اللزوم فليس له تجربة سياسية عريضة في مركز قيادي في دائرة صنع القرار وانا اعرفه منذ كان سفيرا في فرنسا وكنت ادرس هناك وقابلته في جنيف واعجبت بانفتاحه ثم تولى وكالة فوزارة الاعلام واخيرا شغل منصب وزير الديوان الاميري وعليه فليس لديه خبرة عريضة في هذا المركز المتقدم واعني رئاسة مجلس الوزراء التي تحتاج الى كثير من المناورة والكر والفر والنفس الطويل والتضبيطات والتربيطات.
اتعتقد ان يمل سموه من هكذا حال?
من مواصفات سموه ان نفسه طويل كما انه كما قلت حليم جدا وفي في الاحيان يكون حليما اكثر من اللازم لكنه يبقى في جميع الاحوال محبا لوطنه ولأميره.
لكن القول المأثور يقول: (اتق شر الحليم اذا غضب)?
اذا غضب ليس امامه سوى الذهاب لسمو الامير قائلا: اما انا او هم (قالها ضاحكا) ثم تابع& وعندها سمو الامير لن يكون امامه من حل سوى حل المجلس واعتقد ان الحل وارد بشكل كبير.
اتقصد حلا دستوريا ام غير دستوري?
سيكون حلا دستوريا وهذا امر جدا وارد ومع الاسف بأن هناك لمثل هذا الاجراء تقبلا شعبيا بسبب الاداء السيء للنواب وخلق الازمات.
لا حل الا الحل
هذا ان غضب سموه وماذا لو مل و»زهق«?
عندها سيذهب الى بيتهم لكن من هو الفدائي الذي سيقبل بتشكيل الحكومة في ظل هكذا مجلس أمة?
لو حل المجلس وجاء آخر وفق الخمس دوائر هل تعتقد بتحسن الحال?
رغم انني لست من كبار المؤيدين لنظام الدوائر الخمس الا ان وجود مجلس وفق نظام الخمس دوائر في عام 2010 سيكون بمثابة بصيص من الامل في نهاية النفق لكن هذا الامل يبقى ضئيلا لانها ستكون قفزة الى المجهول.
بعد تشكيل الحكومة الحالية قلت انها عملية تضبيط للوزراء الاصوليين لان الحكومة بضمها اقطابا من السلف والاخوان اما ارادت ان تأمن شرهم والسؤال: »ان صح كلامك فهل السلف والاخوان هم مصدر الشر والشرر والضرر في هذا البلد?
المشكلة أنهم كما أسميهم »المؤتلفة قلوبهم« فالرسول عليه الصلاة والسلام بعد ان فتح مكة كان هناك كفار ضمهم وأعطاهم هدايا لكي يأمن شرهم ولكن مع شديد الأسف ان الحكومة منحت هؤلاء العطايا لكنها لم تأمن شرهم فها هم يختلقون الأزمات ففي أزمة الشيخ احمد العبدالله كان »الاخوان المسلمون« وراءها وهم الذين طعنوا الحكومة من الخلف رغم انها أعطتهم مركزا قياديا والآن ها هم السلف الذين أعطتهم الحكومة مركزين يهددون وزير الاوقاف د. عبدالله المعتوق ويختلقون لنا أزمة الكتب الممنوعة يعني »مفيش فايدة« فالحكومة كلما أعطتهم وسألتهم: هل امتلأتم? قالوا: هل من مزيد?
وهل هو أسلوب صحيح ان تعطي الحكومة لفئة او لتيار كي تأمن شره?
لا لكن ليس بالامكان احسن مما كان فماذا ستفعل الحكومة سوى اشراكهم لكي يكونوا من الفريق ويشعروا بهمومه ومشاكله ويكونوا عونا لها لا فرعون عليها.
تقصد ان وزراء التيار الاسلامي صاروا فرعونا على الحكومة?
نعم طلعوا فرعون, لقد سبق لي وشاركت في حكومة ضمت ستة نواب لأول مرة في تاريخ الكويت وكان هناك وزراء أقطاب ومخضرمون فيها استطاعوا نزع فتيل الأزمات.
نوع من التوازن
هل تعتقد أن الحكومة لاتزال خاضعة لنفوذ التيار الاسلامي?
الحكومة لا تملك الا ان تخضع وأعتقد انها تنتظر الفرصة لكي تتخلص من هذا التأثير عليها.
كيف وقد قلت عام 2004 بأن شهر العسل بين الحكومة والتيارات الاسلامية انتهى وأن لكل أجل كتابا?
صحيح لكن للحقيقة فإن الحكومة لم تعد خاضعة للتيارات الاسلامية فشهر العسل انتهى فعليا لكن هذه التيارات الاصولية لايزال لها تأثير على الحكومة وانظر الى المراكز العليا والمواقع القيادية في الشركات والمؤسسات سواء النفطية او غيرها, والآن الحكومة رأت هذه التيارات الاصولية على حقيقتها بعد ان كشرت عن انيابها.
واستبدلتهم بالليبراليين?
يعني نوعا ما وهي لم تستبدلهم دير بالك فالآن هناك نوع من التوازن فالليبراليون كانوا منفيين من قبل لكنهم يقولون بهذا الكلام ليرعبوا الحكومة.
أليست الحكومة الحالية صناعة ليبرالية وان النفس الاسلامي فيها جزء من هذه الصناعة كما قال الدكتور وليد الطبطبائي?
انه يقول ذلك لحصد المزيد من المكاسب وتطبيقا لقاعدة (خذ وطالب) ويبدو انه (واخد كورس) في المفاوضات فهو يطالب بالكثير لكي ينال القليل.
أنت متهم بالتربص والترصد بالسلف والاخوان وربما كان هذا واضحا الآن من كلامك فها أنت تقول بأنهم يتعاملون مع نوابهم في البرلمان كما المراسلين فكيف تطلب من الوزير السلفي او الاخواني تضبيط جماعته وهو المراسل من وجهة نظرك لهذه الجماعة التي ينتمي اليها?
هؤلاء الوزراء مع كامل احترامي لهم لم يتم توزيرهم لسواد أعينهم او لمواهبهم وكفاءتهم فهناك شخصيات أكفأ منهم وأفضل ولكنهم تولوا هذه الوزارات بفضل انتماءاتهم الحزبية فما الفائدة التي جنتها الحكومة بضم هؤلاء بين ظهرانيها? وهل هي مجرد حصوة ملح وبس وضعتها الحكومة في أعين التيارات الاسلامية? لا فلابد من ان تكون هناك فائدة.
أين الأدلة?
هل لديك دليل على ما قلته بأن السلف في الكويت يمولون السلفيين في الجزائر?
وهل أنا أعمل في »السي أي ايه«?
اذن لماذا تطلق التهم هكذا جزافا?
أنا لم أجزم فقد قلت: لا أستبعد ذلك.
وفي ذلك اشارة على الاتهام?
شوف: لقد قرأت تقارير موثوقة تقول بأن التيارات في الصومال والسودان وفي شمال افريقيا وأفغانستان يتم تمويلها من الخليج ومعظم الاموال الخليجية التي تغذي هذه التيارات الاصولية في هذه البلدان كما عرفنا هي اموال في غالبها سلفية, فالاخوان حتى الان لم يرفعوا سلاحا ولم يقاتلوا ولم يؤمنوا بما يؤمن به ما يسمون انفسهم ب¯»السلفية الجهادية« وانا لا ألوم السلف كلهم فالسلفية الجهادية احد التيارات التسعة ونحن نعيش في بحبوحة وبلدنا من أغنى دول العالم وعلى هذه الرؤية قلت: لا أستبعد, ايضا لا ينبغي ان نغفل ان منظمة العفو الدولية اتهمت الحكومة الكويتية بتمويل السلاح للسودان ورغم انني الآن خارج الحكومة الا انني استبعد ذلك ألف في المئة وأعتقد ان هناك خلطا بين التيارات الاصولية السلفية في الكويت وحكومة دولة الكويت, وانظر الى تقرير وزير الخزانة الاميركي عام 2004 تجده قد تضمن جمعية احياء التراث وهي التيار السلفي الأم كاحدى المنظمات المشتبه فيها بتمويل الارهاب.
وزير الخزانة الاميركي يتهم ما شاء وفق....
لقد وضع اسماء وقائمة ومنظمات ومؤسسات في العالم من أقصاه الى أقصاه.
المهم هل ثبت ما قال به من اتهامات تحديدا على جمعية احياء التراث فحد علمي انه لم يثبت حتى هذه اللحظة أليس كذلك?
لا فالمتهم بريء حتى تثبت ادانته ودعهم يوضحوا براءتهم ويثبتوا ان هذا الكلام عار عن الصحة.
بيان مفصل
يا سيدي البينة على من ادعى?
أعتقد ان الاسم لا يوضع من فراغ وقد رأينا الأهازيج التي كان الوهابيون يرددونها في القرن 19 عند غزواتهم ضد القبائل وفي حرب الجهراء يرددها الاخوان هنا في صالات الاعراس احتفالا بالعائدين من »غوانتانامو« وهذه الاهازيج كان الاخوان من قبل يرددونها ويريدون غزو الكويت لأنهم اعتبروا أهلها كفرة ومشركين لأنهم يدخنون السجائر وتكرارها الآن يجعلني أضع علامات استفهام?
كوزير ونائب سابق كيف تابعت اجراء البرلمان المتمثل في تشكيل لجنة من اعضائه للتعامل مع موضوع »الفحم المكلسن والمدينة الاعلامية وغيرهما«?
هذه القضايا اثيرت وتسببت اثارتها في خلط الاوراق واثارة الغبار علىعلى قضايا احيلت للمحاكم ونحن لاندين المتهمين فيها لان المتهم بريء حتى تثبت ادانته وقد استغربت من الطرف الآخر المنسوب له هذه التجاوزات والتي قد لا تكون تجاوزات ولكن لم يتم توضيح وجهات النظر بشكل رسمي وقاطع.
ماذا لو كنت مكانهم?
لو كنت مكانهم لرددت ببيان مفصل وواضح وقانوني وللاسف لم نر ذلك من الاخوة وفقط كان هناك ندوات وتصريحات ومقاطعات ومهاترات وعليه فان تحويل الموضوع الى لجنة برلمانية موثوق في اعضائها من صالح النواب المثار عليهم هذه الشبهات لان النواب الذين اثاروا الشبهات اتهموا ديوان المحاسبة بالانحياز لهذا الفريق »فريق السعدون والصقر« وكذلك لجنة حماية المال العام اتهموها بالانحياز وكل املنا ان تظهر اللجنة البرلمانية الحق وتزهق الباطل.
الا ترى اننا بتنا بأمس الحاجة الى لجنة برلمانية للقيم لتكون هناك محاسبة للنواب تماماً كما يحاسب الوزراء من خلال محكمتهم.
كنت وما زلت من المطالبين بلجنة للاخلاقيات وسبق وتقدمت عندما كنت نائباً بقانون متكامل في هذا الشأن بعد أن اطلعت على التجارب الاميركية والفرنسية والبريطانية لكن الزملاء آنذاك في اللجنة التشريعية رفضوه وتمسخروا علينا فأحدهم قال: عاوز تأتي بلجنة قيم السادات واخر قال لسنا في مدرسة وهكذا لكن الان ها هو التاريخ يثبت ان طرح اللجنة بالرفض في السابق كان مغلوطاً فالنواب في حقيقة الامر تمادوا وفجروا في الخصومة وامنوا العقوبة وما ذلك الا لانهم متمرسين وراء الحصانة البرلمانية وباسمها عاثوا في المجتمع فساداً واستغلوا مناصبهم لتحقيق مصالحهم الشخصية والدوس على حقوق الآخرين.
ديرة بطيخ
هل ينطبق المثل الشعبي »واجه الصياح بالصياح تسلم« على حال المجلس الآن?
في الحقيقة نحن نحتاج الى وزراء »بعاريين« اي »شلق« فالوزير عندنا اضعف من النائب ومع الاسف من النواب من ينتهز فرصة عدم التكافؤ هذه ويسيئ الادب مع الوزراء.
هل بلغنا الحال الذي وصفته في احدى مقالاتك »ديرة بطيخ«?
نعم ديرة بطيخ.
كلام الوزير الشيخ علي الجراح عن الشيخ علي الخليفة هل يستحق برأيك كل هذا التوتر والتسخين من التكتل الشعبي?
اعتقد ان التعبير خان الشيخ الجراح ولم يكن من الحصافة ان يقول ما قاله مع كامل الحق له في ان يكون هذا شعوره ولكن في الوقت نفسه فان الضجة التي اثيرت حوله غير مبررة, وقد فسر الرجل تفسيراً لم يكن منطقياً او مقنعاً لكني اعتبره بمثابة الاعتذار واعتقد ان الرسالة التي اوصلها له النواب كانت واضحة لكن التمادي فيها شيء غير مقبول وخطأ.
علي البغلي لناصر المحمد عبر »السياسة«: استضعفوك فأكلوك يا سمو الرئيس فقد أمنوا العقوبة ففجروا في الخصومة وتمترسوا بالحصانة
أجرى الحوار - فوزي محمد عويس
استعار وزير النفط والنائب السابق علي البغلي من المتنبي بيتاً من شعره ووصف به الحال السائدة في الديرة الآن وهو: »نعيب زماننا والعيب في نوابنا... وما لزماننا عيب سواهم«.
وقال البغلي في حوار جريء ومثير مع »السياسة«: إن أعضاء مجلس الأمة أمنوا العقوبة وفجروا في الخصومة وتمترسوا بالحصانة فعاثوا في الديرة فساداً, مشدداً على أن العين الحمراء فقط هي الأسلوب الذي ينبغي سلكه مع هؤلاء النواب الذين لم يكونوا ليتجرأوا على الإتيان بمثل هذه الأفعال من قبل.
ولامس البغلي الخطوط الحمر وخرج عن النص حين خاطب سمو الشيخ ناصر المحمد وقال: »استضعفوك فأكلوك يا سمو الرئيس«, لكنه ما لبث أن حذر النواب من غضبة سموه مؤكداً أنه إذا ما غضب فلن يكون هناك من حل سوى حل البرلمان.
وأكد البغلي أن الكويت في ظل هكذا حال برلمانية إنما تحتاج إلى وزراء (بعارين) وقال بأن الحكومة جاءت بوزراء التيار الإسلامي ليكونوا عوناً لها فإذا بهم فراعين عليها, وصب جام غضبه على التيارات الإسلامية وخص السلف والإخوان بكثير منه وقال بأن الحكومة كلما استرضتهم وأعطتهم وسألتهم: هل امتلأتم? قالوا: هل من مزيد? ووصف الإخوان والسلف ب¯ »الضرتين« وب¯ »المؤتلفة قلوبهم«, وطالب مجدداً بتعيين وزير أوقاف شيعي, مؤكداً أنه لن يعيث في الوزارة فساداً كما فعل السلف والإخوان فيها.
وتساءل البغلي خلال الحوار: فيه إيه مبارك الدويلة أكثر مني حتى يتعامل معي بهذه الفوقية? واتهم النائب د. وليد الطبطبائي بأنه صور أهالي كيفان كطائفيين, واعتبر أن كلام النائب سعدون العتيبي عن علاج ابنة الوزيرة معصومة المبارك في الخارج تنقصه الكياسة والخلق القويم, ووصف مقالات النائب السيد حسين القلاف في »السياسة« بأنها تنضح بالمرارة من الخسارة في الانتخابات الأخيرة وحمل الوزير شريدة المعوشرجي مسؤولية تضبيط »السلف« رغم أنه سلفي مستقل.
ووصف الشيخ أحمد الفهد بأنه »شيخ سوبر« ووزير من العيار الثقيل وهو القوي الأمين الذي يطالب به البعض. واعتبر أن قانون التفرغ الرياضي سن انتقاماً منه وأن المنتقمين هم نواب يدعون أن الشيخ الفهد وقف ضدهم في الانتخابات الأخيرة.
محاور عديدة وموضوعات كثيرة خضنا فيها خلال الحوار مع الوزير والنائب السابق علي البغلي وفيما يلي تفاصيله سؤالا وجواباً:
قبل أن آتيك كنت جالساً مع بعض الأصدقاء الكويتيين الذين كانوا يتحدثون عن ما هو حادث على المسرح السياسي فعلق أحدهم على واقع الحال مردداً قول المتنبي: »نعيب زماننا والعيب في نوابنا... وما لزماننا عيب سواهم«... فإلى أي مدى ترى بوجاهة هذا التعليق?
أتفق كلياً مع هذا التعليق وأجد نفسي مؤيداً له قلباً وقالباً ولقد تشرفت بمقابلة صاحب السمو أمير البلاد وخلال المقابلة تحدثنا في أحوال الديرة وعرجنا على تلك الزوابع التي يثيرها النواب طوال الفصول التشريعية الأخيرة بلا انقطاع, وقد وصفت نفس هذا الوصف لسموه وقلت له بأن المشكلة فينا كشعب لأن هؤلاء النواب هم نتاج اختيارنا مع الأسف.
أشفق على صاحب السمو
كيف وجدت سمو الأمير?
كان متكدر الخاطر ولم يكن سعيداً بالمرة خلافاً لعادته على الإطلاق
فقد كان يلاطف ويتحدث بانفتاح وفي الحقيقة فان قلبي على هذا الرجل وقد قلت لسموه باننا نشفق عليه وعلى اعضاء الحكومة وتساءلت وانا في حضرته باستغراب: من هو الفدائي الذي سيقبل بعد ذلك بالمشاركة في حكوماتك المستقبلية يا صاحب السمو?
الا تعتقد ان الكويت باتت كما الكيكة كل يريد ان يقطع منها لنفسه قطعة أكبر?
هذا فعلا ما نلاحظه منذ اوائل التسعينات وحتى الان فقد بات الجشع والطمع وجمع المال والاستحواذ عليه هو الامر والسمة الطاغية سواء على صعيد الافراد او المجاميع فالاحزاب سواء الاصولية او غيرها قبلية كانت او طائفية كلها تحاول الفوز بأكبر قطعة من الكيكة وفي سبيل ذلك لا يتورعون ولا يترددون في استخدام اخس الاساليب التي من بينها ازاحة المناوئين لهم حتى يسطون على ما سيحصلون عليه من هذه الكيكة.
الأمور ساحت
حدثني صديق كويتي عزيز قائلا: اخشى على بلدي ان يكون مارا الان باحدى مراحل الدولة الاموية فما تعليقك على ذلك?
التاريخ فيه الكثير من العبر والعظات ولكن من يعتبر او يتعظ? كذلك فان التاريخ منذ فجره يعيد نفسه وما اكثر التجارب امامنا والشعوب المتحضرة هي التي لا تكرر الاخطاء السابقة واعتقد اننا قد نكون بالفعل في الكويت نمر بعصر من عصور الدولة الاموية او الدولة العثمانية لكننا لن نصل الى حالة الدولة العباسية لانها كانت مترامية الاطراف.
هل تعتقد ان الحكومة فرحة بنجاح المتشددين في المجلس لكي يكفر الناس بالديمقراطية كما سبق وقلت?
لا اؤمن بنظرية المؤامرة لكن هذا الكلام قلناه ويقوله البعض كتفسير لنجاح اولئك المتشددين الذين اعتقد انهم شر مستطير لانهم يؤمنون بأنهم بتشددهم وغلوهم سيكونون الفرقة الناجية وشرهم المستطير في تكفيرهم للاخرين فان كانت الحكومة بقصد او من دون قصد اسهمت في انجاح هؤلاء المتشددين فانها تكون قصيرة النظر.
خطوات اصلاحية
اين يكمن الخلل برأيك والكل في الديرة تقريبا وعلى رأسهم النواب يشيدون بسمو رئيس مجلس الوزراء ويصفونه ب¯ »الاصلاحي«?
نعم سموه مشهود له بالانفتاح وهدوء الطبع وهو رجل مثقف وغير انفعالي واصلاحي فعلا وما اتى به من خطوات اصلاحية لم نرها منذ عقود لكن الخلل يكمن في ان هؤلاء (استضعفوك فأكلوك) وهذه هي المشكلة.
تقصد انهم يستضعفون سمو الرئيس?
طبعا فهؤلاء لم يرهم احد العين الحمراء في السابق وبالتالي ما كانوا ليتجرأون على الاتيان بهذه الافعال واعتقد ان هذه ليست شجاعة او بطولة منهم وليست دليل انجاز لهم لانهم بذلك انما يدخلون البلد في دوامات وانظر الى ما تجره تصرفاتهم علينا والى الآثار السلبية والسيئة على الاصلاح والتنمية وها نحن الان نعيش ازمة كهرباء وماء وهناك حديث عن قطع مبرمج في الفترة المقبلة وفي ظل هذا يكون الحديث عن استجواب وعن اعتذار وزير من عدمه وهذا شيء يجعلك تكفر بشيء اسمه ديمقراطية.
حليم أكثر من اللازم
هم يستضعفون الرئيس لكن هل تعتقد ان سموه ضعيف?
لا ولكن مع احترامي الكامل وايماني بقدراته ومعرفتي بحلمه الزائد عن اللزوم فليس له تجربة سياسية عريضة في مركز قيادي في دائرة صنع القرار وانا اعرفه منذ كان سفيرا في فرنسا وكنت ادرس هناك وقابلته في جنيف واعجبت بانفتاحه ثم تولى وكالة فوزارة الاعلام واخيرا شغل منصب وزير الديوان الاميري وعليه فليس لديه خبرة عريضة في هذا المركز المتقدم واعني رئاسة مجلس الوزراء التي تحتاج الى كثير من المناورة والكر والفر والنفس الطويل والتضبيطات والتربيطات.
اتعتقد ان يمل سموه من هكذا حال?
من مواصفات سموه ان نفسه طويل كما انه كما قلت حليم جدا وفي في الاحيان يكون حليما اكثر من اللازم لكنه يبقى في جميع الاحوال محبا لوطنه ولأميره.
لكن القول المأثور يقول: (اتق شر الحليم اذا غضب)?
اذا غضب ليس امامه سوى الذهاب لسمو الامير قائلا: اما انا او هم (قالها ضاحكا) ثم تابع& وعندها سمو الامير لن يكون امامه من حل سوى حل المجلس واعتقد ان الحل وارد بشكل كبير.
اتقصد حلا دستوريا ام غير دستوري?
سيكون حلا دستوريا وهذا امر جدا وارد ومع الاسف بأن هناك لمثل هذا الاجراء تقبلا شعبيا بسبب الاداء السيء للنواب وخلق الازمات.
لا حل الا الحل
هذا ان غضب سموه وماذا لو مل و»زهق«?
عندها سيذهب الى بيتهم لكن من هو الفدائي الذي سيقبل بتشكيل الحكومة في ظل هكذا مجلس أمة?
لو حل المجلس وجاء آخر وفق الخمس دوائر هل تعتقد بتحسن الحال?
رغم انني لست من كبار المؤيدين لنظام الدوائر الخمس الا ان وجود مجلس وفق نظام الخمس دوائر في عام 2010 سيكون بمثابة بصيص من الامل في نهاية النفق لكن هذا الامل يبقى ضئيلا لانها ستكون قفزة الى المجهول.
بعد تشكيل الحكومة الحالية قلت انها عملية تضبيط للوزراء الاصوليين لان الحكومة بضمها اقطابا من السلف والاخوان اما ارادت ان تأمن شرهم والسؤال: »ان صح كلامك فهل السلف والاخوان هم مصدر الشر والشرر والضرر في هذا البلد?
المشكلة أنهم كما أسميهم »المؤتلفة قلوبهم« فالرسول عليه الصلاة والسلام بعد ان فتح مكة كان هناك كفار ضمهم وأعطاهم هدايا لكي يأمن شرهم ولكن مع شديد الأسف ان الحكومة منحت هؤلاء العطايا لكنها لم تأمن شرهم فها هم يختلقون الأزمات ففي أزمة الشيخ احمد العبدالله كان »الاخوان المسلمون« وراءها وهم الذين طعنوا الحكومة من الخلف رغم انها أعطتهم مركزا قياديا والآن ها هم السلف الذين أعطتهم الحكومة مركزين يهددون وزير الاوقاف د. عبدالله المعتوق ويختلقون لنا أزمة الكتب الممنوعة يعني »مفيش فايدة« فالحكومة كلما أعطتهم وسألتهم: هل امتلأتم? قالوا: هل من مزيد?
وهل هو أسلوب صحيح ان تعطي الحكومة لفئة او لتيار كي تأمن شره?
لا لكن ليس بالامكان احسن مما كان فماذا ستفعل الحكومة سوى اشراكهم لكي يكونوا من الفريق ويشعروا بهمومه ومشاكله ويكونوا عونا لها لا فرعون عليها.
تقصد ان وزراء التيار الاسلامي صاروا فرعونا على الحكومة?
نعم طلعوا فرعون, لقد سبق لي وشاركت في حكومة ضمت ستة نواب لأول مرة في تاريخ الكويت وكان هناك وزراء أقطاب ومخضرمون فيها استطاعوا نزع فتيل الأزمات.
نوع من التوازن
هل تعتقد أن الحكومة لاتزال خاضعة لنفوذ التيار الاسلامي?
الحكومة لا تملك الا ان تخضع وأعتقد انها تنتظر الفرصة لكي تتخلص من هذا التأثير عليها.
كيف وقد قلت عام 2004 بأن شهر العسل بين الحكومة والتيارات الاسلامية انتهى وأن لكل أجل كتابا?
صحيح لكن للحقيقة فإن الحكومة لم تعد خاضعة للتيارات الاسلامية فشهر العسل انتهى فعليا لكن هذه التيارات الاصولية لايزال لها تأثير على الحكومة وانظر الى المراكز العليا والمواقع القيادية في الشركات والمؤسسات سواء النفطية او غيرها, والآن الحكومة رأت هذه التيارات الاصولية على حقيقتها بعد ان كشرت عن انيابها.
واستبدلتهم بالليبراليين?
يعني نوعا ما وهي لم تستبدلهم دير بالك فالآن هناك نوع من التوازن فالليبراليون كانوا منفيين من قبل لكنهم يقولون بهذا الكلام ليرعبوا الحكومة.
أليست الحكومة الحالية صناعة ليبرالية وان النفس الاسلامي فيها جزء من هذه الصناعة كما قال الدكتور وليد الطبطبائي?
انه يقول ذلك لحصد المزيد من المكاسب وتطبيقا لقاعدة (خذ وطالب) ويبدو انه (واخد كورس) في المفاوضات فهو يطالب بالكثير لكي ينال القليل.
أنت متهم بالتربص والترصد بالسلف والاخوان وربما كان هذا واضحا الآن من كلامك فها أنت تقول بأنهم يتعاملون مع نوابهم في البرلمان كما المراسلين فكيف تطلب من الوزير السلفي او الاخواني تضبيط جماعته وهو المراسل من وجهة نظرك لهذه الجماعة التي ينتمي اليها?
هؤلاء الوزراء مع كامل احترامي لهم لم يتم توزيرهم لسواد أعينهم او لمواهبهم وكفاءتهم فهناك شخصيات أكفأ منهم وأفضل ولكنهم تولوا هذه الوزارات بفضل انتماءاتهم الحزبية فما الفائدة التي جنتها الحكومة بضم هؤلاء بين ظهرانيها? وهل هي مجرد حصوة ملح وبس وضعتها الحكومة في أعين التيارات الاسلامية? لا فلابد من ان تكون هناك فائدة.
أين الأدلة?
هل لديك دليل على ما قلته بأن السلف في الكويت يمولون السلفيين في الجزائر?
وهل أنا أعمل في »السي أي ايه«?
اذن لماذا تطلق التهم هكذا جزافا?
أنا لم أجزم فقد قلت: لا أستبعد ذلك.
وفي ذلك اشارة على الاتهام?
شوف: لقد قرأت تقارير موثوقة تقول بأن التيارات في الصومال والسودان وفي شمال افريقيا وأفغانستان يتم تمويلها من الخليج ومعظم الاموال الخليجية التي تغذي هذه التيارات الاصولية في هذه البلدان كما عرفنا هي اموال في غالبها سلفية, فالاخوان حتى الان لم يرفعوا سلاحا ولم يقاتلوا ولم يؤمنوا بما يؤمن به ما يسمون انفسهم ب¯»السلفية الجهادية« وانا لا ألوم السلف كلهم فالسلفية الجهادية احد التيارات التسعة ونحن نعيش في بحبوحة وبلدنا من أغنى دول العالم وعلى هذه الرؤية قلت: لا أستبعد, ايضا لا ينبغي ان نغفل ان منظمة العفو الدولية اتهمت الحكومة الكويتية بتمويل السلاح للسودان ورغم انني الآن خارج الحكومة الا انني استبعد ذلك ألف في المئة وأعتقد ان هناك خلطا بين التيارات الاصولية السلفية في الكويت وحكومة دولة الكويت, وانظر الى تقرير وزير الخزانة الاميركي عام 2004 تجده قد تضمن جمعية احياء التراث وهي التيار السلفي الأم كاحدى المنظمات المشتبه فيها بتمويل الارهاب.
وزير الخزانة الاميركي يتهم ما شاء وفق....
لقد وضع اسماء وقائمة ومنظمات ومؤسسات في العالم من أقصاه الى أقصاه.
المهم هل ثبت ما قال به من اتهامات تحديدا على جمعية احياء التراث فحد علمي انه لم يثبت حتى هذه اللحظة أليس كذلك?
لا فالمتهم بريء حتى تثبت ادانته ودعهم يوضحوا براءتهم ويثبتوا ان هذا الكلام عار عن الصحة.
بيان مفصل
يا سيدي البينة على من ادعى?
أعتقد ان الاسم لا يوضع من فراغ وقد رأينا الأهازيج التي كان الوهابيون يرددونها في القرن 19 عند غزواتهم ضد القبائل وفي حرب الجهراء يرددها الاخوان هنا في صالات الاعراس احتفالا بالعائدين من »غوانتانامو« وهذه الاهازيج كان الاخوان من قبل يرددونها ويريدون غزو الكويت لأنهم اعتبروا أهلها كفرة ومشركين لأنهم يدخنون السجائر وتكرارها الآن يجعلني أضع علامات استفهام?
كوزير ونائب سابق كيف تابعت اجراء البرلمان المتمثل في تشكيل لجنة من اعضائه للتعامل مع موضوع »الفحم المكلسن والمدينة الاعلامية وغيرهما«?
هذه القضايا اثيرت وتسببت اثارتها في خلط الاوراق واثارة الغبار علىعلى قضايا احيلت للمحاكم ونحن لاندين المتهمين فيها لان المتهم بريء حتى تثبت ادانته وقد استغربت من الطرف الآخر المنسوب له هذه التجاوزات والتي قد لا تكون تجاوزات ولكن لم يتم توضيح وجهات النظر بشكل رسمي وقاطع.
ماذا لو كنت مكانهم?
لو كنت مكانهم لرددت ببيان مفصل وواضح وقانوني وللاسف لم نر ذلك من الاخوة وفقط كان هناك ندوات وتصريحات ومقاطعات ومهاترات وعليه فان تحويل الموضوع الى لجنة برلمانية موثوق في اعضائها من صالح النواب المثار عليهم هذه الشبهات لان النواب الذين اثاروا الشبهات اتهموا ديوان المحاسبة بالانحياز لهذا الفريق »فريق السعدون والصقر« وكذلك لجنة حماية المال العام اتهموها بالانحياز وكل املنا ان تظهر اللجنة البرلمانية الحق وتزهق الباطل.
الا ترى اننا بتنا بأمس الحاجة الى لجنة برلمانية للقيم لتكون هناك محاسبة للنواب تماماً كما يحاسب الوزراء من خلال محكمتهم.
كنت وما زلت من المطالبين بلجنة للاخلاقيات وسبق وتقدمت عندما كنت نائباً بقانون متكامل في هذا الشأن بعد أن اطلعت على التجارب الاميركية والفرنسية والبريطانية لكن الزملاء آنذاك في اللجنة التشريعية رفضوه وتمسخروا علينا فأحدهم قال: عاوز تأتي بلجنة قيم السادات واخر قال لسنا في مدرسة وهكذا لكن الان ها هو التاريخ يثبت ان طرح اللجنة بالرفض في السابق كان مغلوطاً فالنواب في حقيقة الامر تمادوا وفجروا في الخصومة وامنوا العقوبة وما ذلك الا لانهم متمرسين وراء الحصانة البرلمانية وباسمها عاثوا في المجتمع فساداً واستغلوا مناصبهم لتحقيق مصالحهم الشخصية والدوس على حقوق الآخرين.
ديرة بطيخ
هل ينطبق المثل الشعبي »واجه الصياح بالصياح تسلم« على حال المجلس الآن?
في الحقيقة نحن نحتاج الى وزراء »بعاريين« اي »شلق« فالوزير عندنا اضعف من النائب ومع الاسف من النواب من ينتهز فرصة عدم التكافؤ هذه ويسيئ الادب مع الوزراء.
هل بلغنا الحال الذي وصفته في احدى مقالاتك »ديرة بطيخ«?
نعم ديرة بطيخ.
كلام الوزير الشيخ علي الجراح عن الشيخ علي الخليفة هل يستحق برأيك كل هذا التوتر والتسخين من التكتل الشعبي?
اعتقد ان التعبير خان الشيخ الجراح ولم يكن من الحصافة ان يقول ما قاله مع كامل الحق له في ان يكون هذا شعوره ولكن في الوقت نفسه فان الضجة التي اثيرت حوله غير مبررة, وقد فسر الرجل تفسيراً لم يكن منطقياً او مقنعاً لكني اعتبره بمثابة الاعتذار واعتقد ان الرسالة التي اوصلها له النواب كانت واضحة لكن التمادي فيها شيء غير مقبول وخطأ.