المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ التسخيري ل القبس: التكفيريون يؤججون الوضع في لبنان والعراق



مجاهدون
05-29-2007, 11:07 AM
أمين المجمع العالمي لتقريب المذاهب يعتبر أن الاختلاف مقبول



http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/29-5-2007//279899_140004.jpg
محمد علي التسخيري




حاوره : فالح الفضلي



أكد أمين عام المجمع العالمي لتقريب المذاهب الإسلامية آية الله محمد علي التسخيري ان الفئات التكفيرية تزيد الطين بلة في لبنان وتساهم في خلخلة الوضع الأمني فيه، مشيرا إلى أن هناك نزاعا سياسيا مذهبيا يؤجج الخلاف بين أبناء هذه الأمة.

وقال التسخيري في ل 'القبس' ان الاختلاف بين المذاهب مقبول ولا يضر لكن الأمة ابتليت ببعض الجهات التكفيرية التي جاءت نتيجة لمؤامرات خارجية ومصالح شخصية، مؤكدا ان توحيد الفتوى تجمع الأمة على خط مستقيم وتكشف للجماهير حقيقة الحكم الإسلامي، وان الاجتهاد والحرية والنزاهة من أهم شروط مجمع الافتاء.

وقال التسخيري ان العدو لا يسمح بالتقارب بين الشعبين الإيراني والعراقي ويتعامل بمكيالين في مجال استخدام الطاقة النووية الإيرانية مؤكدا ان الاحتلال يجب أن يرحل في أسرع وقت ممكن وإلا غارت أقدامه في الوحل العراقي. وفي ما يلي نص القرار:

ما انطباعك حول مشاركتك في مؤتمر الافتاء العالمي الذي يقام في الكويت؟

- الفتوى تستطيع أن تجمع الأمة على خط مستقيم وتكشف للجماهير حقيقة الحكم الإسلامي، ولكن عدم الاهتمام بهذه المؤسسة جعل الكثيرين والآخرين يدعون أهلية الفتوى وبالتالي يصدرون فتاوى تخلق فوضى وقلقا في الساحة الإسلامية، وان من يقوم بالدراية في هذه القضية وتنظيم ضوابطها وإعادة مرجعياتها يعتبر عمله أمرا جيدا وسوف يترك أثرا بالغا على الساحة الاسلامية، لذا ارجو ان يوفق لهذا المؤتمر تحقيق الهدف الذي نرجوه وانشاء دار للافتاء او مؤسسة مجمعية للافتاء لا تقوم على الرؤى الفردية باعتبار تنوع القضايا التي يحتاج اليها الرأي الاسلامي الى جانب ان هذا المؤتمر يوحد مرجعية الفتوى.

مصداقية

هل شعرت بمصداقية الطرح وجدية العمل من خلال التحضير لهذا المشروع؟
- لا ريب.. قدمت بحوثا جيدة رصدت من خلالها مواقع الخلل وقدمت الحلول الناجعة لستر هذا الخلل وتنظيم مؤسسة الافتاء في العالم الاسلامي.

اختلاف المواقف

كيف نستطيع تحقيق هذا المشروع وتوحيد الفتوى في ظل هذا الاختلاف في مواقف بعض العلماء؟

- الحقيقة انا لا ارى ضررا في اختلاف المواقف هي حالة طبيعية، اذا نظرنا الى حرية الاجتهاد من جهة واختلاف اساليب الاستدلال من جهة اخرى، وتنوع الرؤى في بعض الادلة الاستنباطية. فاختلاف المذاهب لا يضر ابدا، خاصة بعد ان نعرف أننا نشترك جميعا في اكثر من 90% من المساحة الحياتية وجانب كبير من ايماننا في القواعد المشتركة، اؤكد ان تلك حالة طبيعية ان يتم الاختلاف في الاجتهاد ولا يضر في وحدة الموقف العملي.

فتاوى لا مسؤولة

هناك فتاوى صدرت من جهات لا تشجع لإيجاد فتاوى مجمعية؟
- انا ذكرت ان بعض الجهات ليست مؤهلة للفتوى.. فإذا اتفقنا على عمل الضوابط الاجتهادية وسعينا للتخلص من هذه الحالة من التسيب وعدم الانضباط فإن ذلك سوف يمنع صدور الفتاوى اللامسؤولة من اناس غير مؤهلين بضبطها بضوابط وتجعلها تحقق اهدافها المرجوة.

الاجتهاد

هل تذكر هذه الضوابط التي تنظم الفتوى؟
- اول ضابط يجب ان يكون المفتي مجتهدا حبذا لو صدرت الفتوى من مجمع المجتهدين لكي يتوضح موضوع الفتوى بدقة ويصدر الحكم في جو علمي موضوعي، اما الشرط الآخر فان يكون المفتون احرارا في قول الحق بعيدا عن التأثر بظروف ضاغطة، اما الشرط الثالث فان يكونوا اناسا منزهين عادلين لا تأخذهم لومة لائم، حتى يمكن أن يوقعوا عن الله ويعرضوا حكم الله تعالى على الامة.

هذه الشروط لا يقبلها البعض، فما هو تعليقك؟
- ان كل هؤلاء الذين يشاركون في المؤتمر يتفقون على هذه الضوابط وغيرهم من العلماء، الذين يستحقون هذه الصفة في عالمنا الاسلامي.

لجنة افتائية

وماذا تقول لمن يعارضون هذه الشروط؟
- ليس الاختلاف في هذه الشروط، قد يختلفون في بعض الآراء وفي بعض القواعد، ولكنهم لا يختلفون في لزوم توافر هذه الشروط في اللجنة الافتائية التي تدعو الى ان يكون الافتاء بشكل مجمعي كما هي الحال اليوم في مجمع الفقه الاسلامي الذي يحضره علماء من اكثر من 40 دولة من العالم الاسلامي، ومن كل المذاهب، وتدرس به القضايا بموضوعية وحرية وبكل تأن للوصول الى النتائج المرجوة.

هل هذه المجامع الافتائية موجودة في إيران؟

- توجد مجامع افتائية في ايران وتهتم المراجع الدينية بمثل هذه المجامع الدينية، ولكنها لم تصل الى الحد المطلوب.

المرجعية

وهل تعارض هذه المجامع الافتائية مبدأ التقليد القائم على المرجعية للأعلم؟

- هناك من يشترط المرجعية الفتاوية للأعلمية، ولكن المذاهب الاربعة لا تشترط هذا الشرط في الجهة الفتاوية، وحتى المذهب الشيعي الذي يشترط الاعلمية، وهناك مراجع كبار لديهم لجنة فتوائية تدرس القضايا، ويستشيرها المرجع في اصدار فتاواه. لذلك نرجو ان تكون لجنة تضم المراجع كلهم لتصدر الفتوى موحدة، اما بالاجماع او الاكثرية لتوحيد الموقف العملي.

الوسطية

هل تتوقع ان تخرج هذه الاجتماعات واعمال اللجنة بنتائج مثمرة؟

- لا اتوقع ان تكون النتائج واسعة الاثر، ولكن لا ريب ان اجتماع العلماء في منطقة معينة بروح الوسطية والالفة سوف تكون خطوة ايجابية مؤثرة لتحقيق الاهداف.

التكفير

ما هو ردك على بعض الفتاوى التكفيرية التي خرجت الينا خلال هذه الفترة؟

- الحقيقة ان الاسلام وضع ضوابط وحدودا، اذا امن بها الانسان دخل في اطار الامة الاسلامية الواحدة ونسميها اركان الإيمان، واذا دخل الإنسان في اطار الأمة الواحدة، فهو يملك الحرية في تكوين والوصول الى موقف معين من خلال الضوابط المعروفة واختلاف الرأي في اطار هذه الأمة، فالاختلاف مقبول ومعترف به، هذا هو المفروض، وهذا هو الذي تؤكد عليه عقلانية الإسلام وتعاليمه، ولذلك لم يكن هناك ضير من الاختلاف في فروع العقائد والشريعة مادام الكل يلتزمون في الأسس العامة للإسلام، لكن الأمة قد ابتليت في عصورنا المتقدمة بالافراط والتفريط ونقل الصراع من مرحلة الخطأ والصواب الى مرحلة الكفر والإيمان، حيث بدأ التكفير والنزاع العملي ونكبت الأمة بخسائر فادحة جدا، ثم تجاوزت هذه المرحلة الى مرحلة من التقارب والتفاهم والتعاون في المساحة المشتركة، وحينها يقدر بعضها بعضا فيما اختلفت فيه، وهذا ما يسمى بالتقريب بين المذاهب الإسلامية، لكن هذه الحالة تظهر بين الحين والحين وتحركها مؤامرات خارجية ومصالح شخصية وحالات فردية من التعصب، وبالتالي تبدأ عملية التكفير القاتلة ومن أناس لم يتشبعوا بروح الإسلام، لذلك اعتقد ان أمثال هذا المؤتمر ضروري للوقوف أمام هذه النزاعات المقالية للتأكيد على ان التعددية المذهبية لا تضر بوحدة الموقف العملي.

العراق

ما تقييمك للوضع أو الحالة العراقية؟

العراق مر خلال 40 عاما في ظل دكتاتورية قاتلة تكمم الأفواه وتقتل الاحرار وتكبل الشعب وتكبت الاصوات، ومنذ سقوط ذلك النظام على يد قوات الاحتلال ونتيجة لتآمر خارجي معادي للأمة وعصابات اجرامية وبقايا من النظام الصدامي ومجموعات من السلفية التكفيرية، الى جانب بعض الفئات المقاومة الشريفة، وجدت هذه الحالة العراقية التي نستنكرها جميعا.

ونحن نعتقد انه يجب ان يعطى الشعب العراقي حرية في اختيار مصيره وانتخاب مؤسساته، ويجب ان يرحل الاحتلال في أسرع وقت، والا غارت اقدامه في الوحل العراقي، الى جانب ذلك يجب ان يتم عزل العناصر التكفيرية والاجرامية، وبالتالي يضع الجميع يدا بيد لصناعة العراق الجديد المستقل الحر.

اؤكد ان الوحل العراقي سيزداد عمقا ما دام الاحتلال مستمرا، فإن روح المقاومة لدى الشعب العراقي تزداد يوما بعد يوم، لانه يرى في الاحتلال وجودا غاشما، ولان الاحتلال يعيث في العراق فسادا ولا يسمح للشعب العراقي في استغلال خيراته الطبيعية وصيانة مستقبله، ولا مناص من خروج الاحتلال لتعود الحالة الطبيعية وتعود الوحدة الوطنية.

جيران

كيف تقيم العلاقة بين ايران والعراق؟

- الشعبان، العراقي والايراني اخوان وجاران، يتألم كل منهما للآخر ويعتبر امن كل منهما من امن الاخر، لذلك فالحالة الطبيعية ان تقوم بينهما علاقات اخوية صادقة وتعاون حضاري لمصلحة المنطقة والامة الاسلامية ومسيرة الحضارة العالمية.

ما هي مجالات هذا التعاون في ظل هذه الظروف؟
- العدو لا يسمح بهذا التعاون، الغرب والاحتلال وعلى رأسه اميركا هؤلاء يريدون ان يستغلوا ثروات هذه الشعوب لتحقيق مآربهم الخبيثة والتسلط على مدخرات المنطقة.

هل من مسؤولية للخروج من هذا المأزق؟

- ان العلماء اليوم يتحملون مسؤولية كبرى، لأنهم ورثة الانبياء، من جهة، ولانهم الاكثر وعيا والاعلم بدور الاسلام، ولأن الامة تقتدي بهم، في غالب الاحيان فعليهم ان يربوا في الامة الوعي الاسلامي ويصعدوا في روح الامة قدرة المقاومة للمخططات الاستكبارية، وبالتالي عليهم ان يتعاونوا مع سائر المخلصين في هذه الامة لتعبئة الطاقات والوقوف في وجه كل التحديات الخارجية والداخلية.

تصعيد

كيف تصف التصعيد السياسي وربما العسكري بين ايران واميركا؟
- كما قلت لك، العدو يتربص بهذه الامة وهو يخطط لتكريس تخلفنا في مختلف المجالات وتمزقنا الى مجموعات صغيرة، وابتعادنا عن سر عزتنا وهو ديننا، الحنيف، ولذلك فالغرب لا يسره اي خطوة لتخليص العالم الاسلامي من التخلف، وخصوصا التخلف العلمي والتكنولوجي، وموقفه اليوم من التقدم العلمي والتكنولوجي في مجال استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية في ايران دليل على ذلك، فايران عضوة في الاتفاقية الدولية للحد عن الاسلحة النووية، ولكن المعاهدة تفسح المجال لكل الشعوب ان تستفيد من الطاقة النووية للاغراض السلمية، بل تدعو الى تعاون الشعوب في ما بينها في هذا المجال والحد من انتشار الاسلحة النووية.

مع الاسف الشديد الغرب يصعد كل يوم من امكاناته التكنولوجية ويوسع من تجاربه النووية، وحتى انه يزود بعض الدول المؤيدة له كاسرائيل بالاسلحة النووية، ولكنه لا يسمح للشعوب الاسلامية بتنمية طاقاتها العلمية للاغراض السلمية، فهو اذا يتعامل بمكيالين ويقف ضد الهدفين الرئيسين وهما الحد من انتشار الاسلحة النووية، والاستفادة من التكنولوجيا السلمية النووية للاهداف السلمية.

ولكن شعبنا الايراني الذي حصل على هذه التكنولوجيا بجهود ذاتية لن يتنازل عن حقه مهما ارعد الغرب وابرق وهدد بعقوبات لاننا نسير في الخط الصحيح لتأمين احتياجاتنا الكبرى لهذه المنطقة.

لبنان

ماذا يحدث في لبنان الان؟

بالنسبة للبنان، اعتقد انه مثال اخر للتآمر الدولي على المقاومة الاسلامية التي مرغت انف العدو الصهيوني في التراب ومحاولة تطويقه واركاسه في نزاع داخلي وبالمناسبة فهم يوطدون نزاعا سياسيا بأطر مذهبية ليثيروا الخلاف بين ابناء هذه الامة، وانا اعتقد ان الفئات التكفيرية تزيد الطين بلة وتساهم في خلخلة الوضع.

التفاؤل والمستقبل الواعد

حول سؤاله عن سبب تفاؤله قال: انا باعتباري مسلما مؤمن بالله ولطفه من جهة، ولان هذه الامة مازالت تحمل عناصر النهضة والصحوة وما بها من الطاقات والمخلصين الذين يستطيعون النهوض بهذه الامة، اعتقد ان المستقبل الواعد ممكن، وان التأييد الرباني موجود ومستمر شريطة ان نؤهل انفسنا لتلقي هذا التأييد، حينها يستعيد موقفنا تحت الشمس وتساهم في المسيرة الحضارية العالمية، اما اذا تقاعسنا وتقاعدنا عن تحقيق اهدافنا الكبرى، واستسلمنا للضعف والخوار، فاننا سنقع في الفتن والفساد اعداؤنا متحدون ضدنا، وعلينا ان نمتلك الاستعداد اللازم لمواجهة التحديات المعادية والا وقعنا في الفتنة والفساد.