الأمازيغي
05-28-2007, 12:32 AM
كشفت قيادة الدرك الوطني في الجزائر عن احصائيات حديثة مخيفة حول ظاهرة الانتحار في الجزائر التي بدأت تأخذ منحنيات خطيرة في السنوات الاخيرة، وارجعت قيادة هذا الجهاز الامني تفاقم حوادث الانتحار في الجزائر الى المشاكل الاجتماعية والى تفاقم مستوى البطالة كأحد اهم الاسباب الرئيسية التي تدفع بالشباب الجزائريين خاصة الى وضع حد لحياتهم وبطرق مختلفة تتراوح بين الشنق ورمي انفسهم من شرفات العمارات او الجسور او حتى تحدي القطارات في السكك الحديدية.
الأطفال كذلك.. ينتحرون!
الشيء الآخر الملفت للانتباه في هذه الارقام الجديدة التي كشفت عنها قبل ساعات فقط قيادة جهاز الدرك الوطني الجزائري، ان 'ايدز' الانتحار بدأ يزحف حتى في الوسط المدرسي، اي بين تلاميذ بعض المدارس، وتقول الاحصائيات ان 11 حالة انتحار كان ضحاياها اطفال قصر تقل اعمارهم عن 18 سنة مما يعني ان هذه الظاهرة بدأت تنتقل الى الاطفال، اذ ان الاطفال الذين تقل اعمارهم عن 18 سنة هم اما تلاميذ في الثانوي او الاكمالي او الابتدائي او متسربون مدرسيا، وتشير هذه الارقام المخيفة الى انه خلال الفترة المذكورة فقط اقدم ثلاثة تلاميذ على الانتحار، زيادة على تسجيل انتحار ستة موظفين وثمانية يمارسون نشاطات حرة، وكذا استاذ واحد وخمسة فلاحين، اما البقية فهم 22 مختلا عقليا و13 آخرون لجأوا الى هذا الخيار المر بعد اصاباتهم بانهيارت عصبية، في حين هناك 16 منتحرا بسبب المشاكل العائلية التي تمثل حلقة اساسية في اسباب الانتحار بالنسبة للكثير من الفئات خاصة المشاكل الزوجية.
.. و104 حاولوا ولكنهم فشلوا!
وبالنسبة الى محاولات الانتحار التي لم تغفلها الارقام التي جاءت بها قيادة الدرك الوطني اياما فقط قبل انقضاء السنة الحالية، فتقول ان 104 اشخاص فشلوا في الموت بعد ان قادوا محاولات انتحار لم تنه ايام الحياة ولم تتمكن من مغالبة الاقدار، وبالنسبة الى فئة الفاشلين في الانتحار فان الارقام تقول ان 87 منهم حاولوا الانتحار بسبب البطالة، والبقية لاسباب مختلفة.. فمنهم من 'لجأ' الى الموت تأثرا بالمشاكل العائلية او لانهيارات عصبية مفاجئة او من المختلين عقليا الذين لا يميزون على كل حال بين الحياة والموت او بين المقاومة والانتحار.
على كل حال فان ارقام ووثائق قيادة الدرك الجزائري تقول ان عددا كبيرا من المنتحرين استسلموا امام ظروف اجتماعية، حصرها المصدر في تدهور المحيط العائلي وسوء الاوضاع المعيشية وتدهور القدرة الشرائية وتزايد نسبة العاطلين عن العمل وعدم القدرة على تحمل اعباء مسؤولية الاسرة، اضافة الى سوء المعاملة، وعلاقات الزواج الفاشلة، وازمة السكن والمخدرات والاسباب العاطفية وهو ما يدفع الاشخاص الى الانتحار هربا من المشاكل التي افقدتهم لذة وطعم الحياة ليضعوا حدا لمعاناتهم، بالموازاة مع غياب الوازع الديني الذي يعاني منه الكثيرون، ويعتبر ايضا عاملا مهما في معادلة الانتحار بالجزائر.
الشنق.. الوسيلة المفضلة!
من جهة اخرى، فان الانتحار عن طريق الشنق يبدو انه الوسيلة المفضلة لدى فئة المنتحرين، حيث تقول الاحصائيات ان 70 في المائة من عمليات الانتحار تتم عن طريق الشنق وهي الطريقة الاكثر تداولا بين المنتحرين الرجال، و30 في المائة الباقية تمثل المنتحرات اللواتي يلجأن عادة الى طرق اخرى مثل التسمم او استخدام الاسلحة النارية والاسلحة البيضاء او رمي انفسهن من مكان عال مثل شرفات العمارات او الجسور العالية، حيث توجد في الجزائر الكثير من العمارات والجسور التي اصبحت تعرف بانها القبلة المفضلة للمنتحرين او المقبلين على الانتحار، لان الموت فيها مضمون والفشل في الانتحار نسبته صفر في المائة، ومن امثلة ذلك الجسور المعلقة بولاية قسنطينة (420 كلم شرق العاصمة) التي يقصدها المنتحرون حتى من ولايات بعيدة، وجسر آخر معروف وسط العاصمة الجزائرية، بالاضافة الى العمارات المرتفعة الموجودة خاصة في المدن الكبيرة.
المنتحرات يتخوفن من حبل المشنقة!
وسألنا الاستاذة ن.ر. وهي اخصائية نفسانية عن سبب نزوع المنتحرين من فئة الذكور الى وسيلة الشنق على عكس المنتحرات اللواتي يلجأن الى طرق اخرى اسرع، فقالت ان تركيبة الجنسين هي التي تؤدي في الغالب الى اختيار كل جنس من المنتحرين وسيلته المفضلة والمناسبة للانتحار على الرغم من ان النتيجة في النهاية هي واحدة وهي الموت، فتقول ان الجنس الانثوي يبحث عن الوسيلة السهلة للانتحار، حيث يبتعد عن الطرق التي تؤدي الى اطالة مدة المعاناة، وذلك نظرا لطبيعة تركيبتها كأنثى، على العكس من المنتحرين الذكور الذين لا يجدون مشكلة في الموت البطيء او التحضير لعملية الانتحار على العكس من 'زميلاتهم' المنتحرات اللواتي يتخذن في الغالب قرار الانتحار في سرعة وينفذنه في سرعة اكبر لانهن كثيرات التردد، ومن شأن اللجوء مثلا الى تحضير حبل المشنقة الذي قد يتطلب ربما يوما كاملا من خلال البحث عن المكان والوقت المناسبين وبعيدا عن اعين الاهل والناس، وهي فترة قد تؤدي في الطريق الى تراجع الفتاة عن نية الانتحار نظرا لغريزة الخوف التي تتملكها بشكل يزيد كثيرا على الخوف الذي يتحكم في الرجل عندما يفكر في الانتحار، وهذا بحسب رأي الاختصاصية النفسانية ن.ر.
طابوهات!
على الرغم من ان الانتحار اصبح ظاهرة قائمة بذاتها في الجزائر فإن طبيعة المجتمع الجزائري جعلت من التوصل الى الاسباب الحقيقية والتفصيلية للكثير من الحالات مجهولة، وذلك نظرا لطبيعة الكثير من العائلات الجزائرية التي تتحفظ في الغالب في الكشف عن الاسباب الحقيقة التي ادت باحد او احدى ذويها الى وضع حد لحياته، ولهذا فانه رغم الارقام المخيفة لضحايا الانتحارات في الجزائر يبقى هذا الموضوع يشكل 'طابو' لدى الكثير من الاسر الجزائرية التي يصيبها هذا السرطان في احد افرادها، كما ان مصالح الامن تعجز في الغالب عن الوصول بالتحقيقات التي تجريها بعد كل حالة انتحار الى تبريرات او نتائج مقنعة لاسباب هذه الحوادث، لهذا تلجا في الكثير من الحالات الى ادراجها ضمن خانة المشاكل العائلية او البطالة او غيرها دون تحديد ذلك بدقة.
منقوووووول
..
الأطفال كذلك.. ينتحرون!
الشيء الآخر الملفت للانتباه في هذه الارقام الجديدة التي كشفت عنها قبل ساعات فقط قيادة جهاز الدرك الوطني الجزائري، ان 'ايدز' الانتحار بدأ يزحف حتى في الوسط المدرسي، اي بين تلاميذ بعض المدارس، وتقول الاحصائيات ان 11 حالة انتحار كان ضحاياها اطفال قصر تقل اعمارهم عن 18 سنة مما يعني ان هذه الظاهرة بدأت تنتقل الى الاطفال، اذ ان الاطفال الذين تقل اعمارهم عن 18 سنة هم اما تلاميذ في الثانوي او الاكمالي او الابتدائي او متسربون مدرسيا، وتشير هذه الارقام المخيفة الى انه خلال الفترة المذكورة فقط اقدم ثلاثة تلاميذ على الانتحار، زيادة على تسجيل انتحار ستة موظفين وثمانية يمارسون نشاطات حرة، وكذا استاذ واحد وخمسة فلاحين، اما البقية فهم 22 مختلا عقليا و13 آخرون لجأوا الى هذا الخيار المر بعد اصاباتهم بانهيارت عصبية، في حين هناك 16 منتحرا بسبب المشاكل العائلية التي تمثل حلقة اساسية في اسباب الانتحار بالنسبة للكثير من الفئات خاصة المشاكل الزوجية.
.. و104 حاولوا ولكنهم فشلوا!
وبالنسبة الى محاولات الانتحار التي لم تغفلها الارقام التي جاءت بها قيادة الدرك الوطني اياما فقط قبل انقضاء السنة الحالية، فتقول ان 104 اشخاص فشلوا في الموت بعد ان قادوا محاولات انتحار لم تنه ايام الحياة ولم تتمكن من مغالبة الاقدار، وبالنسبة الى فئة الفاشلين في الانتحار فان الارقام تقول ان 87 منهم حاولوا الانتحار بسبب البطالة، والبقية لاسباب مختلفة.. فمنهم من 'لجأ' الى الموت تأثرا بالمشاكل العائلية او لانهيارات عصبية مفاجئة او من المختلين عقليا الذين لا يميزون على كل حال بين الحياة والموت او بين المقاومة والانتحار.
على كل حال فان ارقام ووثائق قيادة الدرك الجزائري تقول ان عددا كبيرا من المنتحرين استسلموا امام ظروف اجتماعية، حصرها المصدر في تدهور المحيط العائلي وسوء الاوضاع المعيشية وتدهور القدرة الشرائية وتزايد نسبة العاطلين عن العمل وعدم القدرة على تحمل اعباء مسؤولية الاسرة، اضافة الى سوء المعاملة، وعلاقات الزواج الفاشلة، وازمة السكن والمخدرات والاسباب العاطفية وهو ما يدفع الاشخاص الى الانتحار هربا من المشاكل التي افقدتهم لذة وطعم الحياة ليضعوا حدا لمعاناتهم، بالموازاة مع غياب الوازع الديني الذي يعاني منه الكثيرون، ويعتبر ايضا عاملا مهما في معادلة الانتحار بالجزائر.
الشنق.. الوسيلة المفضلة!
من جهة اخرى، فان الانتحار عن طريق الشنق يبدو انه الوسيلة المفضلة لدى فئة المنتحرين، حيث تقول الاحصائيات ان 70 في المائة من عمليات الانتحار تتم عن طريق الشنق وهي الطريقة الاكثر تداولا بين المنتحرين الرجال، و30 في المائة الباقية تمثل المنتحرات اللواتي يلجأن عادة الى طرق اخرى مثل التسمم او استخدام الاسلحة النارية والاسلحة البيضاء او رمي انفسهن من مكان عال مثل شرفات العمارات او الجسور العالية، حيث توجد في الجزائر الكثير من العمارات والجسور التي اصبحت تعرف بانها القبلة المفضلة للمنتحرين او المقبلين على الانتحار، لان الموت فيها مضمون والفشل في الانتحار نسبته صفر في المائة، ومن امثلة ذلك الجسور المعلقة بولاية قسنطينة (420 كلم شرق العاصمة) التي يقصدها المنتحرون حتى من ولايات بعيدة، وجسر آخر معروف وسط العاصمة الجزائرية، بالاضافة الى العمارات المرتفعة الموجودة خاصة في المدن الكبيرة.
المنتحرات يتخوفن من حبل المشنقة!
وسألنا الاستاذة ن.ر. وهي اخصائية نفسانية عن سبب نزوع المنتحرين من فئة الذكور الى وسيلة الشنق على عكس المنتحرات اللواتي يلجأن الى طرق اخرى اسرع، فقالت ان تركيبة الجنسين هي التي تؤدي في الغالب الى اختيار كل جنس من المنتحرين وسيلته المفضلة والمناسبة للانتحار على الرغم من ان النتيجة في النهاية هي واحدة وهي الموت، فتقول ان الجنس الانثوي يبحث عن الوسيلة السهلة للانتحار، حيث يبتعد عن الطرق التي تؤدي الى اطالة مدة المعاناة، وذلك نظرا لطبيعة تركيبتها كأنثى، على العكس من المنتحرين الذكور الذين لا يجدون مشكلة في الموت البطيء او التحضير لعملية الانتحار على العكس من 'زميلاتهم' المنتحرات اللواتي يتخذن في الغالب قرار الانتحار في سرعة وينفذنه في سرعة اكبر لانهن كثيرات التردد، ومن شأن اللجوء مثلا الى تحضير حبل المشنقة الذي قد يتطلب ربما يوما كاملا من خلال البحث عن المكان والوقت المناسبين وبعيدا عن اعين الاهل والناس، وهي فترة قد تؤدي في الطريق الى تراجع الفتاة عن نية الانتحار نظرا لغريزة الخوف التي تتملكها بشكل يزيد كثيرا على الخوف الذي يتحكم في الرجل عندما يفكر في الانتحار، وهذا بحسب رأي الاختصاصية النفسانية ن.ر.
طابوهات!
على الرغم من ان الانتحار اصبح ظاهرة قائمة بذاتها في الجزائر فإن طبيعة المجتمع الجزائري جعلت من التوصل الى الاسباب الحقيقية والتفصيلية للكثير من الحالات مجهولة، وذلك نظرا لطبيعة الكثير من العائلات الجزائرية التي تتحفظ في الغالب في الكشف عن الاسباب الحقيقة التي ادت باحد او احدى ذويها الى وضع حد لحياته، ولهذا فانه رغم الارقام المخيفة لضحايا الانتحارات في الجزائر يبقى هذا الموضوع يشكل 'طابو' لدى الكثير من الاسر الجزائرية التي يصيبها هذا السرطان في احد افرادها، كما ان مصالح الامن تعجز في الغالب عن الوصول بالتحقيقات التي تجريها بعد كل حالة انتحار الى تبريرات او نتائج مقنعة لاسباب هذه الحوادث، لهذا تلجا في الكثير من الحالات الى ادراجها ضمن خانة المشاكل العائلية او البطالة او غيرها دون تحديد ذلك بدقة.
منقوووووول
..