المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاكمة البخارى



سمير
05-27-2007, 03:50 PM
من قلم : د. عثمان محمد على

عرب تايمز

البخارى وبدعة العلاج بالقرآن

ظهرت فى السنوات الاخيره مرة اخرى ظاهرة ظاهرة العلاج بالقرآن .و استغل المشعوذون والدجالون كتاب الله تعالى بكل فجور وتعد تحت ما يسمى بالعلاج بالقرآن الكريم فى الامراض العضويه-وفك الاعمال السحريه والمربوطين جنسيا من حديثى الزواج-

ومما يؤسف له انه قد استغلها بعض الاطباء ونسوا ان من اهم ظائفهم البحث عن السبب الحقيقى للمرض وتشخيصه والتعامل معه ومحاولة علاجه وقطع الطريق على اسبابه محاولة لمنع الإنتكاسه مرة اخرى

وبالبحث عن جذور الموضوع وجدنا انه يعود إلى مرجعية دينيه بخاريه اصل لها البخارى بإفتراءاته على النبى الخاتم عليه السلام فى رواية له تحت رقم 5296 فى باب الطب يقول فيها ---عن إبن عباس –ان نفرا من اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ او سليم فعرض لهم رجلا من اهل المدينه فقال هل فيكم من راق إن فى الماء رجلا لديغا او سليما فإنطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرا فجاء بالشاه إلى اصحابه فكرهوا ذلك وقالوا اخذت على كتاب الله اجرا حتى قدموا المدينه فقالوا يا رسول الله اخذ على كتاب الله اجرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن احق ما اخذتم عليه اجرا كتاب الله

وهنا نجد ان الروايه ذكرت شيئين كلاهما ضد شرع الله تعالى فى القرآن الكريم اولهما استخدام القرآن فى العلاج العضوى والرقيه - والاخر –هو إشتراط اخذ اجر مقابل تلاوة القران –

ونذكر فى الجزء الاول من الروايه ان القران العظيم كتاب هدايه ونور وطريق مستقيم يأخذ بيد من اتبعه ومشى دبره وخلفه إلى دار السلام والمقام المحمود وجنة الخلد ولنتذكر ان القرآن لم ينزل ليكون كتابا فى الطب –وان ما جاء فيه من إشارات عن شفاء الصدورفهو شفاء للنفس من الهموم وبعث الطمأنينه والسكينه نتيجة لزيادة الإيمان بايات الله تعالى عندما تتلى على المؤمنين بها والمطبقين لاوامرها والمنتهين بنواهيها وهذا ما يشعر به المؤمنين – ولم يأتى لإخراج العفاريت والجن -والشعوذه—وقد حدد القرآن الكريم طريقة التعامل مع وسوسة الشيطان عن طريق الإستعاذه بالله من الشيطان الرجيم – وعملية إحلال وإستبدال وساوس الشيطان بكلمات الرحمن – وهذه العمليه يقوم بها الشخص بإرادته طبقا للكم الإيمانى الذى يمتلكه فى تلك اللحظه ومدى تحكمه فى تغيير إرادته وصدق الله العظيم حين قال عن القدره على تغيير النفس ( ونفس وما سواها فالهما فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ) –ولم نجد فى القرآن العظيم ما يدل على انه مادة كيماوية تستخدم فى العلاج العضوى للامراض العضويه الحاده مثل المغص الكلوى او الكسور العظميه او ضعف السمع والإبصار ولا للأمراض المزمنه مثل السكر والضغط وووو –

ونعود للجزء الاخر من الروايه وهو إشتراطهم اخذ الاجر على تلاوة القرآن –بل وإفتراءهم على النى محمد عليه السلام بمباركته لهم على ما فعلوه واإقتسامه معهم الشاه وقوله لهم إن احق ما يؤخذ عليه جر –الاجر المادى – هو كتاب الله – وهذا مختاف لما جاء فى كتاب الله تعالى ولننظر إلى راى القرأن الكريم فى تلك القضيه فنجده يقول سبحانه وتعالى (وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين) يوسف -104- وتكرر فى سورة الشعراء خمس مرات ( قل ما اسالكم عليه من اجر إلا من شاء ان يتخذ إلا ربه سبيلا) 109-و127-و145-و164-و180— و ان اجره على الله سبحانه يقول رب العزة (قل ما سألتكم من اجر فهو لكم إن اجرى إلا على الله وهو على كل شىء شهيد)—

ومن هنا نفهم ان القرآن الكريم جاء معلما للنبى الخاتم على ان اجره على الله ولنا معه و من بعده ايضا والا يطلب اجره على تلاوة القرآن من احد _ اما الذين لا يؤمنون بالقرآن وحده يطلبون اجرهم بل يغالون فيه بل ويشترطون اخذ ثمنه قبل ان يبدأو ا تلاوته - ويعتلون به مناصب كهنوتيه تجعلهم يتبوءون مقاعد للفتوى بأجر معلوم – ---

وبعد هذا نسألهم ونقول هل تاجر النبى محمد عليه السلام بكتاب الله وامر اصحابه من بعده ان يتاجروا به ويستخدموه فى فك السحر والشعوذة والعمولات والرقيه وما شابه ذلك –وان يتركوا تدبره وفهمه والعمل به والإمتثال لاوامر الله تعالى فيه والإنتهاء بنواهيه ؟؟

انا اؤمن وأقر وأوقن بأن نبى الله ومصطفاه محمد بن عبد الله خاتم الآنبياء والمرسلين عليهم جميعا السلام لم يقل ولم يفعل ما يخالف كتاب الله وفرقانه العظيم –وانه برىء من كل ما نسبه له البخارى واخوته حتى لو كان فى ظاهره انه يتفق مع القرآن العظيم كما يظن بعض حسنى النيات – وانه لا كتاب مع كتاب الله تعالى –وان محمد بن عبد الله رسول الحق لم يبلغ إلا الحق والصدق وانه اول من نفذه وطبقه على نفسه ولم يكن طبيبا ولم يترك وراءه ما سموه الطب النبوى وان ما تركه وراءه هو القرآن القرآن القرآن فقط – وفى النهايه نقول ان القرآن الكريم كتاب هداية ودستور ومنهج حياه لآولى الآبصار –وليس كتاب فى الطب فأبحثوا عن مسببات الآمراض العضويه وعلاجها عن طريق العلم التجريبى وعند اولى الامر من علماء الطب والصيدلة والعلوم والزراعه –وابتعدوا عن الدجالين والمشعوذين بإسم العلاج بالقرآن والتمائم والرقية وغيرها _ وإلى جلسة أخرى من جلسات محاكمة البخارى وتبرأة النبى محمد عليه السلام مما نسب إليه فى عصور إزدهار نشاط الشيطان وذبول وضعف الإيمان