سلسبيل
05-25-2007, 01:15 AM
د شاكر النابلسي
-1-
من المعروف أن الدين الإسلامي كباقي الأديان السماوية الأخرى، قد جاء الى البشرية منذ قرون طويلة. وجاء كما الأديان الأخرى بشقين: شق ديني عقائدي توحيدي ثابت لا يتغير، وشق متغير، تضمّن حزمة من القوانين والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية، لكي يهتدي بها الانسان الذي كان يعيش في ذلك الزمان. وكان لهذه القوانين والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية سياقها ومبرراتها التي كانت قائمة في ذلك الوقت، وفي ذلك المجتمع. فالأديان كأي شرائع أخرى، تضع قوانينها ونصوصها بما يتلائم والمجتمع المُراد تطبيق هذه القوانين فيه. فلا يُعقل أن يوضع قانون أو نظام اجتماعي لأهل الجزيرة العربية مثلاً، بكل ما لديهم من مواصفات وعادات وتقاليد وتراث.. الخ. لكي يُطبّق على أهل مصر، وإلا اقتضى الأمر أن تكون هذه القوانين وهذه الأنظمة ذات طابع تعسفي، يسهل مخالفتها واختراقها كذلك. ولنا مثال واضح على ذلك، وهو الدول الفيدرالية المعاصرة كأمريكا وكندا والمانيا وسويسرا وغيرها. فكل اقليم أو ولاية في هذه الدول له نظامه الصحي والتعليمي والإداري الاجتماعي المختلف عن الآخر. فما هو مسموح به في هذه الولاية أو الاقليم غير مسموح به في الولايات أو الأقاليم الأخرى وهكذا.
-2-
وعندما جاءت الأديان السماوية بأنظمتها الاجتماعية والاقتصادية، جاءت لاصلاح علاقات اجتماعية واقتصادية، كانت مضرة بالانسان كقيمة. وما كانت هذه الأنظمة والقوانين إلا للإصلاح. ولكن هذا لا يعني أن الانسان فيما لو سنَّ بعد ذلك لمجتمعاته قوانين جديدة ملائمة تحميه، وتيسر حياته، حتى وإن كانت لا تتطابق مع تلك القوانين الدينية السابقة، يكون قد كفر بالدين وخرج من الملّة. فكل ما هو سماوي أو أرضي لصالح الانسان، هو من الدين. لإن الدين لم يأتِ إلا للاصلاح ولسعادة الناس. والدين في اللغة معناه الجزاء. ومعظم الأديان تتساوى في الجزاء والثواب. وعليه فكل نظام اصلاحي رباني أو انساني هو جزء من الدين. فالأديان ليست نصوصاً ربانية فقط، ولكنها نصوص من صنع الانسان أيضاً. وهناك أديان أرضية غير سماوية كالبوذية وغيرها، كانت قبل الأديان السماوية، وما زالت باقية حتى الآن تدعو وتحض على الصلاح، وخير الانسان.
-3-
واجب رجال الدين في هذه الحال ليس تقريع الناس، وتهديدهم بالنار صبحاً ومساءً والتفتيش في أركان الدين المظلمة عن أقوال ومواقف تلقي الفزع والرعب والكراهية والتنفير من الدين في قلوب الناس، بدلاً من الإنارة والتركيز على الأقوال والمواقف التي ترفع من مقام الدين في كل عصر، وخاصة في عصرنا الحديث، الذي بدأ فيه العلم واكتشافات العلم، وبدأت فيه القوانين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية الانسانية تأخذ مكان الكثير من القوانين والانظمة الدينية التي لم تعد تتماشى ونظام الحياة الانسانية في هذا العصر. ولم يعد العلماء هم علماء الدين فقط. وهذه ليست سُبّة في حق الأديان، بقدر ما هو اعتراف بأن الأديان بقوانينها وأنظمتها الاجتماعية والاقتصادية قد أدت دورها المرحلي كاملاً في حقبة من حقب التاريخ الانساني. وأن القوانين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية الانسانية الحالية هي جزء ايضاً من الدين الجديد الذي يشترك في اقامة أركانه السماء والأرض معاً، وليست السماء وحدها، كما كان الحال في الماضي السحيق، عندما كان الانسان جاهلاً وخائفاً وقليل المعرفة، وغير قادر على التغيير والاصلاح، في لحظة تاريخية معينة.
-4-
لكي لا تتكرر المهزلة الدينية، التي أثارها الشيخ عزت عطية، أحد شيوخ الأزهر، بفتواه المضللة التي أساءت الى الإسلام أمام نظر العالم، وأمام نظر كثير من المسلمين ايضاً، ولكي لا يتم الحفر في أعماق النصوص الدينية المنسية، وربما المزوّرة، والتي - ربما - نسيها من عاش بعد الإسلام بمائة عام وليس بـ 1400 عام كما نحن الآن في هذا العصر، ويثير كل هذا الغبار وكل هذا اللغط، معتمداً على فتاوى لعصور سابقة من فقهاء فرديين، ذوي مصالح سياسية واجتماعية ومالية، فإننا نقترح أن يتقدم الأزهر بمشروع لاقامة (المجلس الأعلى للفتاوى الإسلامية) بحيث لا تصدر أية فتوى في العالم الإسلامي في شرقه أو في غربه، إلا بعد مناقشتها واقراراها من هذا المجلس الذي يضم ممثلين من كافة أنحاء العالم الإسلامي. وبحيث تصبح الفتوى جماعية الرأي، وليست فردية، تعبر عن رأي أو موقف فردي لفقيه أو داعية. أما أن تصبح الفتاوى كما كانت في العصور السابقة فردية، تخضع للاجتهادات الشخصية، والأهواء الخاصة، والمصالح الفردية، والضغوط السياسية والاجتماعية والمالية، حيث لم يكن تموضع الإسلام في العالم على هذا النحو، ولم يكن الإسلام يهم غير المسلمين في ذلك الوقت، في حين أصبح الإسلام الآن كدين وسياسة وتعليم واقتصاد واجتماع وقيم اخلاقية في كل ذاكرة من العالم، وأصبح العالم الآن في الإسلام، بعد أن كان الإسلام في العالم، فكل هذا من شأنه أن يثير عواصف من الغبار، ويسيء الى الإسلام اساءة كبرى.
-5-
قال أحد القراء المتدينين المتشددين، تعليقاً على فتوى الشيخ عزت عطية:
"إن شرب أبوال الإبل جاء في حديث نبوي شريف، والإبل حيوان عاشب على كل حال ولا يأكل الجيف والقاذورات. لقد أظهرت الدراسات الطبية الحديثة أهمية بول الإبل في علاج بعض الأمراض المستعصية بإضافة بعض المواد الأخرى، وقد يتم تصنيفها في شكل أدوية تباع في الصيدليات. "
ربما يكون الأمر صحيحاً، في وقت لم يكن هناك بديل دوائي علمي غير بول الأبل للشفاء. ومن فقَدَ الماء الآن في الصحراء يشرب بوله، حيث لا بديل غير الموت عطشاً. ولكننا الآن نعيش في "زمن البدائل" والخيارات الكثيرة، بفضل تقدم العلوم والعقل البشري الذي قطع مسافة 1400 سنة في التفكير والاختراع والابداع وانتاج البدائل، لكي لا يكون أمامنا دواء شافٍ، غير شرب بول الأبل!
كذلك، فإن العقل البشري، قد قدم لنا عدة حلول ووسائل وأنظمة وقوانين للحفاظ على عفاف المرأة، وصيانة شرفها، واحترام قيمها، وسلامة المجتمع من الاعتداءات الجنسية الهمجية، لكي لا يكون الحجاب والنقاب وارضاع الكبير هو الحل الوحيد أمامنا لحماية المرأة من الهمجية الجنسية، كما كان الحال في الماضي السحيق، واستدعى مثل تلك الفتاوى.
وقس على ذلك أمور كثيرة حولنا، فيما لو كنا من قوم يعقلون.
-6-
اننا بحاجة ماسة بل ملحة لتطبيق المنهاج التاريخي على النصوص، وهو المنهاج الذي يضع النصوص ضمن سياقها التاريخي وبيئتها الأصلية. ويكشف بالتالي عن علاقتها بالمجتمع الذي ظهرت وطُبقت فيه، ودواعي ومبررات هذا الظهور وهذا التطبيق.
كما أن الإسلام اليوم بحاجة الى عقول فقهية ليست مجرد حافظة تلقينية، ولكنها مبدعة، ومتفتحة وجريئة، لنسخ كل ما لا يصلح لعصرنا، كما فعل الخليفة الفقيه الشجاع عمر بن الخطاب، وفي وقت لم يجف فيه بعد حبر الرسالة النبوية، ولكن الظروف تغيرت، والأحوال تبدلت بسرعة، فكان عليه أن يُغيّر بعض النصوص المقدسة، ويوقف العمل بما لم يعد مفيداً للناس، بشجاعة وثقة المؤمن.
فما بالكم الآن، ونحن على بُعد 1400 سنة من هذه الرسالة، وقد تغيرت الدنيا 180 درجة؟
إن الأزهر بحاجة الى شخصية فقهية متفتحة وجريئة، كشخصية عمر بن الخطاب لكي يُخلّص الإسلام من تركته الفقهية الثقيلة الفاقدة لصلاحية الاستعمال الآن، ويُسقط ما علق بهذا الدين من رواسب الماضي، وما لم نعُد بحاجة اليه، بل لقد أصبح مضرة لنا، وعائقاً لتقدمنا، ومجالاً للسخرية منا، والضحك علينا.
فالفتاوى والنصوص القديمة، ذات الصلاحية التاريخية المُنتهية، هي كالطعام والدواء ذي الصلاحية المُنتهية، يتحوّل الى سُمٍ قاتل للناس، إذ لم يتم اتلافه.
السلام عليكم
-1-
من المعروف أن الدين الإسلامي كباقي الأديان السماوية الأخرى، قد جاء الى البشرية منذ قرون طويلة. وجاء كما الأديان الأخرى بشقين: شق ديني عقائدي توحيدي ثابت لا يتغير، وشق متغير، تضمّن حزمة من القوانين والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية، لكي يهتدي بها الانسان الذي كان يعيش في ذلك الزمان. وكان لهذه القوانين والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية سياقها ومبرراتها التي كانت قائمة في ذلك الوقت، وفي ذلك المجتمع. فالأديان كأي شرائع أخرى، تضع قوانينها ونصوصها بما يتلائم والمجتمع المُراد تطبيق هذه القوانين فيه. فلا يُعقل أن يوضع قانون أو نظام اجتماعي لأهل الجزيرة العربية مثلاً، بكل ما لديهم من مواصفات وعادات وتقاليد وتراث.. الخ. لكي يُطبّق على أهل مصر، وإلا اقتضى الأمر أن تكون هذه القوانين وهذه الأنظمة ذات طابع تعسفي، يسهل مخالفتها واختراقها كذلك. ولنا مثال واضح على ذلك، وهو الدول الفيدرالية المعاصرة كأمريكا وكندا والمانيا وسويسرا وغيرها. فكل اقليم أو ولاية في هذه الدول له نظامه الصحي والتعليمي والإداري الاجتماعي المختلف عن الآخر. فما هو مسموح به في هذه الولاية أو الاقليم غير مسموح به في الولايات أو الأقاليم الأخرى وهكذا.
-2-
وعندما جاءت الأديان السماوية بأنظمتها الاجتماعية والاقتصادية، جاءت لاصلاح علاقات اجتماعية واقتصادية، كانت مضرة بالانسان كقيمة. وما كانت هذه الأنظمة والقوانين إلا للإصلاح. ولكن هذا لا يعني أن الانسان فيما لو سنَّ بعد ذلك لمجتمعاته قوانين جديدة ملائمة تحميه، وتيسر حياته، حتى وإن كانت لا تتطابق مع تلك القوانين الدينية السابقة، يكون قد كفر بالدين وخرج من الملّة. فكل ما هو سماوي أو أرضي لصالح الانسان، هو من الدين. لإن الدين لم يأتِ إلا للاصلاح ولسعادة الناس. والدين في اللغة معناه الجزاء. ومعظم الأديان تتساوى في الجزاء والثواب. وعليه فكل نظام اصلاحي رباني أو انساني هو جزء من الدين. فالأديان ليست نصوصاً ربانية فقط، ولكنها نصوص من صنع الانسان أيضاً. وهناك أديان أرضية غير سماوية كالبوذية وغيرها، كانت قبل الأديان السماوية، وما زالت باقية حتى الآن تدعو وتحض على الصلاح، وخير الانسان.
-3-
واجب رجال الدين في هذه الحال ليس تقريع الناس، وتهديدهم بالنار صبحاً ومساءً والتفتيش في أركان الدين المظلمة عن أقوال ومواقف تلقي الفزع والرعب والكراهية والتنفير من الدين في قلوب الناس، بدلاً من الإنارة والتركيز على الأقوال والمواقف التي ترفع من مقام الدين في كل عصر، وخاصة في عصرنا الحديث، الذي بدأ فيه العلم واكتشافات العلم، وبدأت فيه القوانين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية الانسانية تأخذ مكان الكثير من القوانين والانظمة الدينية التي لم تعد تتماشى ونظام الحياة الانسانية في هذا العصر. ولم يعد العلماء هم علماء الدين فقط. وهذه ليست سُبّة في حق الأديان، بقدر ما هو اعتراف بأن الأديان بقوانينها وأنظمتها الاجتماعية والاقتصادية قد أدت دورها المرحلي كاملاً في حقبة من حقب التاريخ الانساني. وأن القوانين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية الانسانية الحالية هي جزء ايضاً من الدين الجديد الذي يشترك في اقامة أركانه السماء والأرض معاً، وليست السماء وحدها، كما كان الحال في الماضي السحيق، عندما كان الانسان جاهلاً وخائفاً وقليل المعرفة، وغير قادر على التغيير والاصلاح، في لحظة تاريخية معينة.
-4-
لكي لا تتكرر المهزلة الدينية، التي أثارها الشيخ عزت عطية، أحد شيوخ الأزهر، بفتواه المضللة التي أساءت الى الإسلام أمام نظر العالم، وأمام نظر كثير من المسلمين ايضاً، ولكي لا يتم الحفر في أعماق النصوص الدينية المنسية، وربما المزوّرة، والتي - ربما - نسيها من عاش بعد الإسلام بمائة عام وليس بـ 1400 عام كما نحن الآن في هذا العصر، ويثير كل هذا الغبار وكل هذا اللغط، معتمداً على فتاوى لعصور سابقة من فقهاء فرديين، ذوي مصالح سياسية واجتماعية ومالية، فإننا نقترح أن يتقدم الأزهر بمشروع لاقامة (المجلس الأعلى للفتاوى الإسلامية) بحيث لا تصدر أية فتوى في العالم الإسلامي في شرقه أو في غربه، إلا بعد مناقشتها واقراراها من هذا المجلس الذي يضم ممثلين من كافة أنحاء العالم الإسلامي. وبحيث تصبح الفتوى جماعية الرأي، وليست فردية، تعبر عن رأي أو موقف فردي لفقيه أو داعية. أما أن تصبح الفتاوى كما كانت في العصور السابقة فردية، تخضع للاجتهادات الشخصية، والأهواء الخاصة، والمصالح الفردية، والضغوط السياسية والاجتماعية والمالية، حيث لم يكن تموضع الإسلام في العالم على هذا النحو، ولم يكن الإسلام يهم غير المسلمين في ذلك الوقت، في حين أصبح الإسلام الآن كدين وسياسة وتعليم واقتصاد واجتماع وقيم اخلاقية في كل ذاكرة من العالم، وأصبح العالم الآن في الإسلام، بعد أن كان الإسلام في العالم، فكل هذا من شأنه أن يثير عواصف من الغبار، ويسيء الى الإسلام اساءة كبرى.
-5-
قال أحد القراء المتدينين المتشددين، تعليقاً على فتوى الشيخ عزت عطية:
"إن شرب أبوال الإبل جاء في حديث نبوي شريف، والإبل حيوان عاشب على كل حال ولا يأكل الجيف والقاذورات. لقد أظهرت الدراسات الطبية الحديثة أهمية بول الإبل في علاج بعض الأمراض المستعصية بإضافة بعض المواد الأخرى، وقد يتم تصنيفها في شكل أدوية تباع في الصيدليات. "
ربما يكون الأمر صحيحاً، في وقت لم يكن هناك بديل دوائي علمي غير بول الأبل للشفاء. ومن فقَدَ الماء الآن في الصحراء يشرب بوله، حيث لا بديل غير الموت عطشاً. ولكننا الآن نعيش في "زمن البدائل" والخيارات الكثيرة، بفضل تقدم العلوم والعقل البشري الذي قطع مسافة 1400 سنة في التفكير والاختراع والابداع وانتاج البدائل، لكي لا يكون أمامنا دواء شافٍ، غير شرب بول الأبل!
كذلك، فإن العقل البشري، قد قدم لنا عدة حلول ووسائل وأنظمة وقوانين للحفاظ على عفاف المرأة، وصيانة شرفها، واحترام قيمها، وسلامة المجتمع من الاعتداءات الجنسية الهمجية، لكي لا يكون الحجاب والنقاب وارضاع الكبير هو الحل الوحيد أمامنا لحماية المرأة من الهمجية الجنسية، كما كان الحال في الماضي السحيق، واستدعى مثل تلك الفتاوى.
وقس على ذلك أمور كثيرة حولنا، فيما لو كنا من قوم يعقلون.
-6-
اننا بحاجة ماسة بل ملحة لتطبيق المنهاج التاريخي على النصوص، وهو المنهاج الذي يضع النصوص ضمن سياقها التاريخي وبيئتها الأصلية. ويكشف بالتالي عن علاقتها بالمجتمع الذي ظهرت وطُبقت فيه، ودواعي ومبررات هذا الظهور وهذا التطبيق.
كما أن الإسلام اليوم بحاجة الى عقول فقهية ليست مجرد حافظة تلقينية، ولكنها مبدعة، ومتفتحة وجريئة، لنسخ كل ما لا يصلح لعصرنا، كما فعل الخليفة الفقيه الشجاع عمر بن الخطاب، وفي وقت لم يجف فيه بعد حبر الرسالة النبوية، ولكن الظروف تغيرت، والأحوال تبدلت بسرعة، فكان عليه أن يُغيّر بعض النصوص المقدسة، ويوقف العمل بما لم يعد مفيداً للناس، بشجاعة وثقة المؤمن.
فما بالكم الآن، ونحن على بُعد 1400 سنة من هذه الرسالة، وقد تغيرت الدنيا 180 درجة؟
إن الأزهر بحاجة الى شخصية فقهية متفتحة وجريئة، كشخصية عمر بن الخطاب لكي يُخلّص الإسلام من تركته الفقهية الثقيلة الفاقدة لصلاحية الاستعمال الآن، ويُسقط ما علق بهذا الدين من رواسب الماضي، وما لم نعُد بحاجة اليه، بل لقد أصبح مضرة لنا، وعائقاً لتقدمنا، ومجالاً للسخرية منا، والضحك علينا.
فالفتاوى والنصوص القديمة، ذات الصلاحية التاريخية المُنتهية، هي كالطعام والدواء ذي الصلاحية المُنتهية، يتحوّل الى سُمٍ قاتل للناس، إذ لم يتم اتلافه.
السلام عليكم