مقاتل
05-25-2007, 12:42 AM
أحمد البغدادي*
في كتابه »الديمقراطية في مجتمعات متغيرة« يشير المفكر الأميركي, مخترع نظرية " صدام الحضارات", إلى حقيقة تاريخية بالنسبة للمجتمعات التي تعيش تغيرات جذرية في مفاهيمها السياسية وتحاول أن »تتمقرط" رغم تراثها الاستبدادي, ألا وهي أن هذه المجتمعات لا بد أن تصل إلى مرحلة ما يسميها ب" وضع باب المزرعة عند هوليوود", بمعنى أن الناس سوف تتساءل بمرور الوقت:
لماذا (س ) في الحكم, وليس (ص) ? لماذا ليس أنا بدلا من الحاكم القائم? وهو ما يفسر حالة الهشاشة الديمقراطية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية الحديثة, حيث يقوم نظام الحكم بتجيير كل القوانين لصالح الحالة الاستبدادية تحت غطاء الديمقراطية, حتى أصبح العالم الثالث يتعامل مع ظاهرة غريبة وغير منطقية, عنوانها " الاستبداد الديمقراطي", والسؤال: لماذا فشلت الديمقراطية في الشرق وتطورت في الغرب? والإجابة باعتقادي تتمثل في المقارنات التالية:
1- التراث الغربي يتجذر في الديمقراطية الإثنية التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد. في حين لا يعرف الشرق سوى الاستبداد , حتى أصبحت ظاهرة " الاستبداد الشرقي ", علامة مميزة له.
2- تمكن التراث الغربي من تجاوز مرحلة هيمنة التراث الديني, رغم سيطرته قرابة ألف عام, في حين تمكن التراث العربي ¯¯ الإسلامي من استعادة الاستبداد في المرحلة الديمقراطية!!
3- قيام التراث الغربي على الفردية الذاتية للإنسان , مقابل التراث العربي القائم على تكبيل الفرد بقيود الجماعة, ما يحول دون قدرة الإنسان بذاته على التميز.
4- تعامل التراث الغربي مع قيم الحرية والمساواة وحقوق الإنسان, في مقابل تعامل التراث العربي مع قيم الاستبداد والهيمنة الأبوية المتخلفة.
5- فكرة التطور الغربية القائمة على كون التاريخ يسير في طريق مستقيم لا نهاية له, مقابل التراث العربي المؤمن بالحركة الدائرية, بما يعنيه ذلك من الدوران في حلقة مفرغة.
6- هيمنة قيم النضال من أجل الحرية والمبادئ الإنسانية في الفكر الغربي, مقابل ركود قيم النضال من أجل الحرية في الفكر العربي.
7- رفض فكرة هيمنة رجل الدين على الدنيا في الفكر الغربي, مقابل الانزواء تحت هيمنة رجل الدين في الفكر العربي.
ولن نكرر الحديث عن قضية الجينات الوراثية ودورها في خلق الإبداع لدى الغرب, ونقيض ذلك لدى الشرقيين, لأنه لا فائدة من الإعادة والخوض في هذا الموضوع, والذي يرفضه العرب رغم دلائله الواضحة.
بذلك نتساءل : كيف لأناس لا توسط بينهم , لهم الصدر دون العالمين أو القبر, أن تنضج لديهم الديمقراطية?
* كاتب كويتي
awtaad@yahoo.com
في كتابه »الديمقراطية في مجتمعات متغيرة« يشير المفكر الأميركي, مخترع نظرية " صدام الحضارات", إلى حقيقة تاريخية بالنسبة للمجتمعات التي تعيش تغيرات جذرية في مفاهيمها السياسية وتحاول أن »تتمقرط" رغم تراثها الاستبدادي, ألا وهي أن هذه المجتمعات لا بد أن تصل إلى مرحلة ما يسميها ب" وضع باب المزرعة عند هوليوود", بمعنى أن الناس سوف تتساءل بمرور الوقت:
لماذا (س ) في الحكم, وليس (ص) ? لماذا ليس أنا بدلا من الحاكم القائم? وهو ما يفسر حالة الهشاشة الديمقراطية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية الحديثة, حيث يقوم نظام الحكم بتجيير كل القوانين لصالح الحالة الاستبدادية تحت غطاء الديمقراطية, حتى أصبح العالم الثالث يتعامل مع ظاهرة غريبة وغير منطقية, عنوانها " الاستبداد الديمقراطي", والسؤال: لماذا فشلت الديمقراطية في الشرق وتطورت في الغرب? والإجابة باعتقادي تتمثل في المقارنات التالية:
1- التراث الغربي يتجذر في الديمقراطية الإثنية التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد. في حين لا يعرف الشرق سوى الاستبداد , حتى أصبحت ظاهرة " الاستبداد الشرقي ", علامة مميزة له.
2- تمكن التراث الغربي من تجاوز مرحلة هيمنة التراث الديني, رغم سيطرته قرابة ألف عام, في حين تمكن التراث العربي ¯¯ الإسلامي من استعادة الاستبداد في المرحلة الديمقراطية!!
3- قيام التراث الغربي على الفردية الذاتية للإنسان , مقابل التراث العربي القائم على تكبيل الفرد بقيود الجماعة, ما يحول دون قدرة الإنسان بذاته على التميز.
4- تعامل التراث الغربي مع قيم الحرية والمساواة وحقوق الإنسان, في مقابل تعامل التراث العربي مع قيم الاستبداد والهيمنة الأبوية المتخلفة.
5- فكرة التطور الغربية القائمة على كون التاريخ يسير في طريق مستقيم لا نهاية له, مقابل التراث العربي المؤمن بالحركة الدائرية, بما يعنيه ذلك من الدوران في حلقة مفرغة.
6- هيمنة قيم النضال من أجل الحرية والمبادئ الإنسانية في الفكر الغربي, مقابل ركود قيم النضال من أجل الحرية في الفكر العربي.
7- رفض فكرة هيمنة رجل الدين على الدنيا في الفكر الغربي, مقابل الانزواء تحت هيمنة رجل الدين في الفكر العربي.
ولن نكرر الحديث عن قضية الجينات الوراثية ودورها في خلق الإبداع لدى الغرب, ونقيض ذلك لدى الشرقيين, لأنه لا فائدة من الإعادة والخوض في هذا الموضوع, والذي يرفضه العرب رغم دلائله الواضحة.
بذلك نتساءل : كيف لأناس لا توسط بينهم , لهم الصدر دون العالمين أو القبر, أن تنضج لديهم الديمقراطية?
* كاتب كويتي
awtaad@yahoo.com