الأمازيغي
05-24-2007, 10:04 AM
15 ألف جزائري يموتون سنويا بسبب التدخين
جزء كبير من التبغ المستهلك في بلادنا مجهول المصدر
يقتل التدخين أكثر من 5 ملايين إنسان في العالم سنويا، منهم 15 ألفا في الجزائر· ويتوقع المشتغلون في مجال محاربة هذه الظاهرة أن يصبح التدخين ''السبب الأول للوفيات'' في سنة 2030 إذا تواصل استهلاكه بالشكل الحالي، كما يقول البروفيسور زيان بن عتو الأستاذ في معهد العلوم الطبية بجامعة وهران·
تسبب الأمراض الناجمة عن التدخين في تسجيل أكثر من 15 ألف وفاة سنويا في الجزائر في السنوات الأخيرة، منها 7 آلاف وفاة عن طريق النوبات القلبية التي لها علاقة بالتدخين، 5 آلاف بسبب السرطان الرئوي الناجم عن التدخين و3 آلاف بسبب أمراض تنفسية ناتجة عن تناول السجائر، حسب الإحصائيات التي جمعها الأستاذ زيان المختص في الأمراض الصدرية· ويضيف أن 90 في المائة من حالات سرطان الجهاز التنفسي سببها التدخين، وبالتالي تتأكد ميدانيا نظرية ''دول وهيل'' بأن التدخين ينقص من العمر، سيجارة واحدة تساوي 11 دقيقة من العمر، فقد بينت الدراسة التي أنجزها الباحثان البريطانيان دول وهيل، والتي استغرقت 40 سنة، أن تدخين سيجارة واحدة ينقص 11 دقيقة من عمر المدخن، حيث قاما بمتابعة فئتين من الأشخاص، الأولى لا تدخن والثانية تدخن· وتبين بعد أربعين سنة من المتابعة أن غير المدخنين أطول عمرا، بمعدل يتراوح بين 8 سنوات فما فوق، ولاحظا أيضا أن أغلبية وفيات المدخنين سببها أمراض ناجمة عن تناول التبغ·
وإذا كان الحال هكذا، فإن الوضع أخطر في الجزائر في غياب معطيات علمية، فإذا كان التبغ عموما، وحتى أجود النوعيات وأغلاها يسبّب أمراضا مختلفة، فإن جزءا كبيرا من التبغ الذي يستهلك في الجزائر مجهول المصدر كونه يدخل السوق المحلية عن طريق التهريب، فلا يعرف أحد مزارع التبغ التي زرع فيها، ولا تركيبته الكيماوية، ولا ظروف تصنيعه، حفظه ونقله· أما السجائر المنتجة محليا، فقد أكدت الأبحاث العلمية التي تناولتها، حسب البروفسور زيان بن عتو، أنها ''تحتوي على نسبة عالية من النيكوتين والزفت (غودرون)، فقد ارتفعت نسبة هذه المواد السامة في السيجارة الواحدة من 0.7 ميكروغراما من النيكوتين و19 ميكروغراما من الزفت سنة 1985 إلى 1.44 ميكروغرام من النيكوتين و25 ميكروغرام من الزفت سنة 1993، وهي مقاييس أعلى بكثير من المقاييس المفروضة على منتجي التبغ في أوروبا''، ولا أحد يعلم تركيز هذه المواد السامة في السجائر التي تنتجها المؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت·
أما السجائر التي تدخل السوق عن طريق التهريب، فما دام أنها تنتج في مصانع سرية في إفريقيا والصين وغيرهما، فإنها بطبيعة الحال لا تخضع لأية رقابة صحية، وإذا كان المدخنون يغيّرون بانتظام نوعية السجائر الأجنبية التي يستهلكونها، ويكون هذا التغيير في العادة بسبب الألم التي تسببها لهم في الجهاز التنفسي أوإصابتهم بالصداع الدائم والسعال الحاد، فإنهم يعلمون أنهم يستهلكون سموما لا فرق بينها إلا الاسم الذي تحمله العلبة التي تحتويها، لكنهم يواصلون استهلاكها حتى تفعل فيهم فعلتها·
ويقول الأستاذ زيان ''إن العاملين في المصالح المختصة في الأمراض الصدرية من أطباء وممرضين وغيرهم يستقبلون يوميا عشرات الحالات الجديدة التي لا يمكن إنقاذها، بعد استفحال الأضرار الناجمة عن التدخين، ويعايشون حالات مأساوية لمواطنين أدوا بأنفسهم إلى التهلكة بأموالهم وإراداتهم، ولم يتخذوا القرار اللائق في الوقت المناسب''، ويضيف ''إن الإقلاع عن التدخين يعتبر في الحقيقة أمر سهل وفي متناول كل المدخنين، يكفي فقط أن يقرر التوقف ويصبر بضعة أيام عن الرغبة في تناول سيجارة، ليجد نفسه دون أن ينتبه في أحسن حال وغير خاضع للسيجارة''·
وإذا كانت منظمة الصحة العالمية قد اختارت شعار ''محيط دون تدخين'' لتنشيط التظاهرات المنتظمة بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة التدخين في نهاية شهر ماي الجاري، فإن الجزائر تواجه مشاكل مستعصية في هذا المجال، رغم الحملات التحسيسية التي تنظّم في المدارس والجامعات والجهود التي تبذلها الجمعيات للتحذير من مخاطر التدخين، فقد صارت الجزائر ممرا مهما لشبكات تهريب السجائر عن طريق الصحراء الكبرى، تسوّق فيها أنواع عديدة من السجائر المستقدمة من جهات مجهولة· وتزامنت هذه الظاهرة مع تحولها من منطقة عبور للمخدرات إلى منطقة استهلاك كبرى لها، مثلما اعترف بذلك السيد سايح عبد المالك مسؤول المرصد الوطني لمكافحة المخدرات، وبما أن المخدرات التي تنتج في الجزائر، مثلما بينته العمليات التي قامت بها مصالح الدرك الوطني في أدرار الشهر الماضي، أو تلك التي يتم تهريبها من المملكة المغربية سواء العابرة أو الموجهة للاستهلاك المحلي، فإنها تشترك كلها في كونها تستهلك مع التبغ، وقد ساهم تعاطي المخدرات في ارتفاع حجم استهلاك السجائر في الجزائر بشكل كبير جدا، وهنا تكمن الخطورة المضاعفة
منقوووووووول
·
جزء كبير من التبغ المستهلك في بلادنا مجهول المصدر
يقتل التدخين أكثر من 5 ملايين إنسان في العالم سنويا، منهم 15 ألفا في الجزائر· ويتوقع المشتغلون في مجال محاربة هذه الظاهرة أن يصبح التدخين ''السبب الأول للوفيات'' في سنة 2030 إذا تواصل استهلاكه بالشكل الحالي، كما يقول البروفيسور زيان بن عتو الأستاذ في معهد العلوم الطبية بجامعة وهران·
تسبب الأمراض الناجمة عن التدخين في تسجيل أكثر من 15 ألف وفاة سنويا في الجزائر في السنوات الأخيرة، منها 7 آلاف وفاة عن طريق النوبات القلبية التي لها علاقة بالتدخين، 5 آلاف بسبب السرطان الرئوي الناجم عن التدخين و3 آلاف بسبب أمراض تنفسية ناتجة عن تناول السجائر، حسب الإحصائيات التي جمعها الأستاذ زيان المختص في الأمراض الصدرية· ويضيف أن 90 في المائة من حالات سرطان الجهاز التنفسي سببها التدخين، وبالتالي تتأكد ميدانيا نظرية ''دول وهيل'' بأن التدخين ينقص من العمر، سيجارة واحدة تساوي 11 دقيقة من العمر، فقد بينت الدراسة التي أنجزها الباحثان البريطانيان دول وهيل، والتي استغرقت 40 سنة، أن تدخين سيجارة واحدة ينقص 11 دقيقة من عمر المدخن، حيث قاما بمتابعة فئتين من الأشخاص، الأولى لا تدخن والثانية تدخن· وتبين بعد أربعين سنة من المتابعة أن غير المدخنين أطول عمرا، بمعدل يتراوح بين 8 سنوات فما فوق، ولاحظا أيضا أن أغلبية وفيات المدخنين سببها أمراض ناجمة عن تناول التبغ·
وإذا كان الحال هكذا، فإن الوضع أخطر في الجزائر في غياب معطيات علمية، فإذا كان التبغ عموما، وحتى أجود النوعيات وأغلاها يسبّب أمراضا مختلفة، فإن جزءا كبيرا من التبغ الذي يستهلك في الجزائر مجهول المصدر كونه يدخل السوق المحلية عن طريق التهريب، فلا يعرف أحد مزارع التبغ التي زرع فيها، ولا تركيبته الكيماوية، ولا ظروف تصنيعه، حفظه ونقله· أما السجائر المنتجة محليا، فقد أكدت الأبحاث العلمية التي تناولتها، حسب البروفسور زيان بن عتو، أنها ''تحتوي على نسبة عالية من النيكوتين والزفت (غودرون)، فقد ارتفعت نسبة هذه المواد السامة في السيجارة الواحدة من 0.7 ميكروغراما من النيكوتين و19 ميكروغراما من الزفت سنة 1985 إلى 1.44 ميكروغرام من النيكوتين و25 ميكروغرام من الزفت سنة 1993، وهي مقاييس أعلى بكثير من المقاييس المفروضة على منتجي التبغ في أوروبا''، ولا أحد يعلم تركيز هذه المواد السامة في السجائر التي تنتجها المؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت·
أما السجائر التي تدخل السوق عن طريق التهريب، فما دام أنها تنتج في مصانع سرية في إفريقيا والصين وغيرهما، فإنها بطبيعة الحال لا تخضع لأية رقابة صحية، وإذا كان المدخنون يغيّرون بانتظام نوعية السجائر الأجنبية التي يستهلكونها، ويكون هذا التغيير في العادة بسبب الألم التي تسببها لهم في الجهاز التنفسي أوإصابتهم بالصداع الدائم والسعال الحاد، فإنهم يعلمون أنهم يستهلكون سموما لا فرق بينها إلا الاسم الذي تحمله العلبة التي تحتويها، لكنهم يواصلون استهلاكها حتى تفعل فيهم فعلتها·
ويقول الأستاذ زيان ''إن العاملين في المصالح المختصة في الأمراض الصدرية من أطباء وممرضين وغيرهم يستقبلون يوميا عشرات الحالات الجديدة التي لا يمكن إنقاذها، بعد استفحال الأضرار الناجمة عن التدخين، ويعايشون حالات مأساوية لمواطنين أدوا بأنفسهم إلى التهلكة بأموالهم وإراداتهم، ولم يتخذوا القرار اللائق في الوقت المناسب''، ويضيف ''إن الإقلاع عن التدخين يعتبر في الحقيقة أمر سهل وفي متناول كل المدخنين، يكفي فقط أن يقرر التوقف ويصبر بضعة أيام عن الرغبة في تناول سيجارة، ليجد نفسه دون أن ينتبه في أحسن حال وغير خاضع للسيجارة''·
وإذا كانت منظمة الصحة العالمية قد اختارت شعار ''محيط دون تدخين'' لتنشيط التظاهرات المنتظمة بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة التدخين في نهاية شهر ماي الجاري، فإن الجزائر تواجه مشاكل مستعصية في هذا المجال، رغم الحملات التحسيسية التي تنظّم في المدارس والجامعات والجهود التي تبذلها الجمعيات للتحذير من مخاطر التدخين، فقد صارت الجزائر ممرا مهما لشبكات تهريب السجائر عن طريق الصحراء الكبرى، تسوّق فيها أنواع عديدة من السجائر المستقدمة من جهات مجهولة· وتزامنت هذه الظاهرة مع تحولها من منطقة عبور للمخدرات إلى منطقة استهلاك كبرى لها، مثلما اعترف بذلك السيد سايح عبد المالك مسؤول المرصد الوطني لمكافحة المخدرات، وبما أن المخدرات التي تنتج في الجزائر، مثلما بينته العمليات التي قامت بها مصالح الدرك الوطني في أدرار الشهر الماضي، أو تلك التي يتم تهريبها من المملكة المغربية سواء العابرة أو الموجهة للاستهلاك المحلي، فإنها تشترك كلها في كونها تستهلك مع التبغ، وقد ساهم تعاطي المخدرات في ارتفاع حجم استهلاك السجائر في الجزائر بشكل كبير جدا، وهنا تكمن الخطورة المضاعفة
منقوووووووول
·