المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجاح أي ثورة دينية يتطلب وجود (صياعة وهياتة وانحراف)!



منصور
05-18-2007, 02:26 PM
نجاح أي ثورة دينية يتطلب وجود (صياعة وهياتة وانحراف)!

مرحبا...

لو حاولنا نتذكر ظروف المجتمع الإيراني (مثلا) قبل الثورة.. ماذا نلاحظ؟!

كان مجتمعا متحررا من الناحية الاجتماعية والسلوكية.. يعني باختصار (مجتمع صايع هايت)!

كان أصحاب التوجه الديني في ذلك المجتمع يرون أنفسهم في عزلة ولا صوت لهم لدى عامة الشعب.

كان بعض البسطاء من أفراد الشعب يتعاطف مع رجال الدين ويتمنى لو يصبح الأمر في أيديهم.. وكانوا يرددون العبارة الشهيرة.. إحنا لازم نرجع للدين.. الدين هو الحل!

ولما جاء الخميني .. استغل هذه النقطة استغلالا ذكيا (ضربة معلم)!

فخرجت الجماهير هاتفة له واعتقدوا بأن الفرج جاءهم من السماء وأن كل المشاكل ستنتهي!

تعالوا نتخيل لو كان المجتمع الإيراني قبل الثورة مجتمع متدين ومحافظ وملتزم بالدين وتطبق فيه قوانين إسلامية .. وكان الشاه يرفع راية الدين والدفاع عن الإسلام!

في هذه الحال.. هل كان الخميني سينجح في ثورته؟! وهل كانت الجماهير ستخرج معه؟!

الخميني استغل حالة الجاهلية اللادينية لدى عامة الشعب واستطاع أن يجعلهم يهتفون له ويؤيدونه حين رفع شعار الإسلام.

يعني باختصار... اعتمد على حالة الصياعة والهياتة والبعد عن الدين في إنجاح ثورته.

ووصل بعد ذلك إلى أعلى مركز بالقيادة وصار يتحكم بالسياسة!

تخيلوا - بعد وصول الخميني للسلطة- لو جاء شخص غيره وأراد أن يعمل نفس الثورة!

ذلك الشخص سوف يقول: إشمعنى الخميني نجح ووصل للسلطة؟! علشان رفع راية الدين؟! حتى أنا برفع راية الدين وراح أوصل وأطيحه من منصبه وأقعد مكانه!!

لا يا حبيبي !!! الطيور طارت بأرزاقها !!

وبمعنى آخر... من سبق لبق !!

لن تستطيع تقليد الثورة مرة أخرى لأن حالة الجاهلية اللادينية (الصياعة والهياتة) انتهت لدى الشعب وأصبح الآن دولة إسلامية!


نفس الشيء ينطبق على البروز المفاجئ لــ(بن لادن) وتنظيم القاعدة!!

لماذا تفاعلت الجماهير العربية فجأة مع بن لادن حين ظهر بقناة الجزيرة في البداية معلنا الحرب على الصليبيين والصهاينة؟!

لأنه قال كلاما دغدغ به مشاعرهم!!

فالمواطن العربي الدايخ سيقول:
إي عدل .. هذا الكلام اللي نبي نسمعه من زمان يا شيخ أسامة.. وينك من زمان؟! نبيك تسحق اليهود والصليبيين اللي ذلونا وخلونا مهزلة للعالم!... إحنا أشلون كنا غافلين وصايعين عن الدين طول هالسنوات؟! أشلون كنا لاهين مع الفيديو كليب والأغاني والمغازل؟! من زمان كنا محتاجين واحد يخرجنا من بوتقة الهياتة اللي إحنا فيها !!

في البداية كانت خطابات بن لادن والظواهري تتصدر الصفحات لكل الجرائد العربية.

ولكن بعد مرور سنوات على ظهورهما... أصبحت أخبارهما الآن (تحذف) إلى الصفحات الداخلية في عمود صغير وبدون صور أيضا !!

لأن المواطن العربي صار يقول:
شالسالفة؟! وين اللي يبون يحرقون الصهاينة؟! قصوا علينا؟! ملينا وإحنا ننطر؟! ما عندنا شغل غيرك أنت يا شيخ أسامة؟! إحنا ناس ورانا مسئوليات مو فاضين!

تخيلوا الآن لو ظهر علينا شخص يحاول تقليد بن لادن.. حيث يذهب إلى دولة فيها جبال ويختبئ بها ثم تعرض له قناة الجزيرة تصويرا يهدد فيه بمهاجمة اليهود والصليبيين!!

هنا... سوف يكون تعليق المشاهد العربي على "بن لادن الجديد" بالشكل التالي:

يا معود !! يا الطيب !! يا الحبيب !! لا تنفجر علينا... أخاف صج بس!! هاهاهاهاها !!

ونفس الكلام ينطبق على القنوات الفضائية الدينية التي ظهرت مؤخرا وسط موجة من فضائيات الكليبات والأغاني (مثل العفاسي والأنوار والمجد و..الخ).

هذه القنوات استغلت حالة الجاهلية الإعلامية للجمهور الغارق في الرقص وبرامج الطرب والطقطقة... وقدمت له نوعية من الإعلام الديني تجعله ينجذب إليها.

ولكن.. تخيلوا لو خرج علينا الآن منشد إسلامي يحاول تقليد العفاسي وفتح له قناة جديدة.. هل سيثير هذا الشخص الانتباه ويعمل ضجة مثل التي عملها العفاسي في بداية ظهوره؟!

ولو فتح أي شخص قناة شبيهة بالأنوار لينافس بها صالح عاشور... هل ستثير تلك القناة ضجة لدى الجمهور كما أثارته الأنوار في البداية؟!

لذلك.. نجاح أي مشروع ديني أو ثورة ذات صبغة إسلامية يتطلب وجود مجتمع يعيش في حالة من الجاهلية والبعد عن الدين والصياعة والانحراف... وهو الأمر الذي اعتمد عليه أصحاب الثورات والفضائيات الدينية!
-

فاطمي
05-19-2007, 03:40 PM
بغض النظر عن التسميات التي تطلقها على الفساد مثل كلمة صياعة او هياته ، الا ان من سنن الكون الطبيعية ان بعد كل فساد هناك اصلاح ، العملية اشبه ما تكون بالشهيق والزفير ، فليس هناك شهيق دائم وليس هناك زفير دائم ، والا مات الكائن الحي .

فالمجتمع لو كان صالحا لم يكن هناك داع لوجود الامام الخميني ، وهذا الامر يسر الامام الخميني ( اصلا كيف يمكن اطلاق وصف مجتمع صالح ، الا اذا كان هناك مجتمع فاسد ) ، والامام الخميني ليس هدفه السلطة ، لكنه عندما وصل الى السلطة كان يجب عليه المحافظة عليها حتى يحقق منظوره الاصلاحي ، ولو كان يريد السلطة لورثها لأبنائه ولكنه منعهم من تقلد اي منصب رسمي في حياته .

لن استشهد بالقرآن الذي يتحدث عن سبب ارسال الرسل لأن القرآن لن يقنعك