السماء تمطر ذهبا وفضة على أهل الكرامات

[زوربا]

يدعو أن أموالاً كثيرة تأتيهم ولا يعرفون مصدرها


القاهرة ¯ »السياسة


حكايات غريبة ومثيرة سمعناها عن هؤلاء الذين تحولوا من الفقر إلى الثراء فجأة وبلا سابق مؤشر أو دليل ..

أما عن سر هذه الأموال ومصدرها فاختلف الناس حوله.. فمنهم من يقول أنها من عند "الأرواح الخفية" التي تصاحب النفس البشرية.. وآخرون يقولون: هي من مال الجن وخاصة حفظة الكنوز يأتون بها لابن آدم حتى لا يكره بقاءهم معه.. أما في صعيد مصر فيطلقون عليهم: "أهل المن والعطاء" لأنهم يعطون من يحبون ببذخ وجود ولا ينتظرون الشكر.

يقول جابر.ع المحامي: هناك قريبة لي ممن يطلق عليهم "أهل المن والعطاء" حيث كانت كلما دخلت حجرة في المنزل وجدت الأموال تحت أقدامها, وإذا رفعت غطاء أو وسادة وجدت تحتها أموالاً.. وإذا أراد الأب أو الأم شيئاً ما واستعصى عليهم لعدم وجود مال يكفي هذا الطلب كانت تحل لهم المشكلة في لمح البصر.. فإذا طلبوا طعاماً أو شراباً أو لباساً فما تلبث الفتاة أن تدخل حجرة من الحجرات حتى تجد لفافة بها ما يكفي حاجتها وحاجة الأسرة وزيادة.. الغريب أنها كانت إذا ما اشترت شيئاً ما وجدت بداخله نقوداً.

وهكذا استمرت عطاءات الفتاة بنت الأسرة الفقيرة حتى أصبحوا من الأغنياء وبنى والدها بناية مكونة من ثلاثة طوابق.. وقد خافت الأم على مستقبل ابنتها خاصة بعد أن حذرها الأهل والمعارف من أن الجن سوف يأخذون ابنتها تحت الأرض وسوف يتزوجونها وتحمل منهم وتجلب الفضيحة للأسرة عندما يراها الناس حاملاً وهي لم يسبق لها الزواج.
وهنا جمعت الأم أفراد الأسرة, وأحضرت الفتاة وأمرتها أن تفشي سرها أمام الجميع حتى ينقطع أهل المن والعطاء عنها.. وهو ما حدث بالفعل.

خان العهد
قصة أخرى من الواقع يحكيها " عربي. أ" من حي باب الشعرية بالقاهرة فيقول: أعرف شاباً يدعي "سيد" من أسرة معدمة, خرج يوماً ما متوكلاً على الله ودخل منزلاً مهجوراً ونام فيه.. وجاءته واحدة من الجن وأعطته حقيبة مملوءة لآخرها بالأوراق المالية وأخذت عليه عهداً بعدم إفشاء سرها وحذرته من خيانة هذا العهد..

فحمل هذه النقود وقدمها لأهله.. وبعد فترة ذهب إلى نفس المكان وطلب من صاحبته المزيد فأعطته حقيبة أخرى وهكذا.. إلا أن والد الشاب ظن أن ابنه يسرق هذه الأموال فأصر على أن يعرف سره.. وأمام إصرار الأب اضطر الابن على الإفشاء بما يحدث.. ودل والده على مكان المنزل المهجور وقال له ستجد شنطة زرقاء مملوءة بالنقود خذ منها ما شئت.. فلما دخل الأب المنزل المهجور وجد الشنطة بالفعل إلا أنها كانت خاوية من أي عملة.. ولما أخبر ابنه بما حدث عاد معه وبمجرد أن دخل المنزل المهجور وجد صاحبته "الجنية" فنظرت إليه نظرة قاسية ثم بصقت عليه فأصابته بالعمى.

حكاية محمد

أما أغرب هذه الحكايات فهي حكاية " محمد " الذي نشأ في أسرة فقيرة.. لا يعرف أحد من أفرادها رغد العيش ولا ترف الحياة .

في يوم من الأيام حدث خلاف بين الأم و"محمد" الابن اكبر بسبب كثرة انطوائه وعزلته عن أهله, ونهرته وطلبت منه بعنف أن يخرج إلى العمل, فسقط على الأرض صريعاً وانتابته إغماءة دامت أكثر من ساعة, استفاق بعدها ليقرر العزلة النهائية عن الناس جميعاً.. كان يغلق الأبواب والنوافذ ولا يتحدث مع أحد, إلا أنه كان يخرج كل يوم مبكراً من حجرته ويطلب من أمه أن تنظف له حجرته, وكلما دخلت الأم الحجرة وجدت تحت وسادة ابنها عشرات الجنيهات.. وكلما سألت ابنها عن مصدر هذه الأموال يقول لها لا أعرف.. فتفرح بها وتأخذها..إلا أن الأب رفض أن يصرف شيئاً من هذه الأموال التي لا يعرف مصدرها إضافة إلى أنه لمس تدهور صحة ابنه.. فقرر أن يعالجه ويعرف مشكلته وسره.. فذهب به إلى أحد الشيوخ المعالجين بالقرآن الكريم ..

فسأله الشيخ عن سر الأموال التي يجدونها في حجرته كل يوم وما مصدرها.. قال محمد: منذ فترة نمت وأنا في حالة غضب شديد وبكاء بعد أن تشاجرت معي أمي وطلبت مني أن أخرج للبحث عن عمل.. جاءني ملك في المنام يرتدي ملابس بيضاء وقال لي: يا محمد أنا سوف أغنيك أنت وأسرتك الطيبة, وأريحك من العمل وتعب الحياة بشرط أن تعاهدني أن تحفظ هذا السر ولا تذيعه أبداً, وتعاهدنا على ذلك.. وفي المرة الأولى ترك لي عشرة جنيهات, وكان كل يوم يحضر إلي ويترك لي عشرات الجنيهات .. ولكن أبي رفض هذه الأموال وأحضرني لك لكي تعالجني

وقرأ الشيخ على محمد الرقية الشرعية وبعض الآيات القرآنية.. ومنذ ذلك اليوم انقطع الملك عن زيارة محمد وتوقف سيل الأموال!! .

احتمالان

وكان لابد أن نتعرف على رأي الدين فيما سمعناه.. يقول الشيخ محمود علي عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف: ورد عن الإمام الشافعي رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: "إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فاعرضوا عمله على الكتاب والسنة فإن كان فاسقاً فاعلموا أنه ساحر, وإن لم يكن فاسقاً فاعلموا أنها كرامة".

ومن رواية الإمام الشافعي نخلص إلى أن مثل هذه الحكايات لا تخرج عن واحدة من اثنين مما حددهما الإمام الشافعي وهما إما فسق أو كرامة.. وسواء كان هذا الشخص ذكراً أم أنثى فإما أن يكون فاسقاً ومارقاً عن الإسلام, وإما أن يكون مؤمناً خالصاً لله سبحانه وتعالى, وما يحدث له أو يظهر بين يديه فهو كرامة ومدد من الله سبحان وتعالى له.. وهنا لابد وأن نقف على معنى الكرامة.. فهي كما عرفها أهل العلم والاجتهاد شيء أو فعل خارق للعادة وخارج إرادة وفعل البشر, كأن يمشي شخص ما على الماء أو يطير في الهواء أو ينادي السماء فتسيل بأمطارها, أو يناجي الجماد فيرد عليه, أو يطلب الرزق من الله في أي وقت كان فيرى ما يطلبه بين يديه..

وهذه الكرامات كانت كثيراً ما تظهر على يد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين وأولياء الله الصالحين وعباد الله المخلصين حتى تقوم الساعة.

أما إذا ظهرت هذه الأعمال من شخص ليس بينه وبين الله علاقة فاعلموا أنه ساحر أو فاسق أو دجال يحتال على الناس بهذه التصرفات.