المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 5000 جندي أميركي سابق ينتحرون سنويا نتيجة التقصير والتوتر



سمير
05-17-2007, 10:35 AM
لماذا لم يتوصل العلم إلى تقليل حالات انتحار العسكريين؟


القبس و سي ان ان


ترتفع معدلات الانتحار في صفوف الجنود الأميركيين العائدين من العراق وأفغانستان في بشكل متزايد بسبب التقصير في العناية الطبية التي تقدمها العيادات النفسية المخصصة لهم، وفشلها في منحهم عناية نفسية على مدار الساعة، كما جاء في تقرير طبي صدر عن المفتش الصحي العام في الولايات المتحدة.

وانتقد التقرير افتقار بعض تلك العيادات إلى تشخيص ملائم للحالات النفسية التي تصيب الجنود، إلى جانب نقص الخبرات لدى الأطقم الطبية العاملة، مما رفع حالات الانتحار لدى الجنود الذين يقصدون تلك العيادات إلى 1000 جندي سنويا من أصل 5000 جندي سابق ينتحرون كل عام. ويعتبر هذا التقرير الأول من نوعه لناحية مقاربة عمل تلك العيادات وأساليبها في الوقاية من الانتحار، وقد حض على ضرورة إعادة النظر في منهجية عمل العيادات خاصة وأن ثلث الجنود العائدين أبلغوا عن معاناتهم من عوارض التوتر الاضطرابي المرافق للصدمة.

وقد أقر مايكل كوسمان، نائب وزير الصحة لشؤون عيادات قدامى المحاربين بالثغرات التي كشفها التقرير، متعهدا بوضع منسق خاص لشؤون انتحار الجنود في جميع العيادات الطبية البالغ عددها 1500 عيادة.

وكان السيناتور الجمهوري مايكل ميشود قد طلب العام الماضي إجراء إعداد هذا التقرير للاطلاع على الحالة النفسية والعقلية للجنود بعد الخدمة في العراق وأفغانستان. وقد خرج التقرير بتوصيات إضافية حول القضية، طالبا تعزيز التنسيق الطبي بين العيادات والمستشفى العسكري التابع للبنتاغون خاصة بما يتعلق بالحالة العقلية للجنود الذين يستدعون مجددا للخدمة.
يذكر أن مشكلة تزايد انتحار الجنود الأميركيين ليست جديدة حيث أرسل الجيش عام 2003 فريقا من خبراء الصحة النفسية الأميركيين إلى العراق لمتابعة كيفية تعامل أفراد القوات الأميركية مع الضغوط الناتجة عن التطورات الأخيرة هناك. كما أظهرت دراسة سابقة أجرتها الحكومة البريطانية على جنودها العائدين من العراق بأنهم يعانون أمراضا نفسية وعقلية.

وأوضحت الدراسة، التي أعدتها مؤسسة الرفاهية العسكرية للأمراض العقلية، 'كومات سورس'، أن أكثر من 1300 جندي من الجنود البريطانيين الذين عادوا من العراق خلال الفترة ما بين يناير 2003 إلى سبتمبر 2005، يعانون من مشكلات نفسية وعقلية وحالات اكتئاب في الفترة التي كانوا يؤدون فيها واجباتهم العسكرية.

في سلاح الجو ينتحرون أيضا
كشف سلاح الجو الأميركي عن ارتفاع معدلات الانتحار في صفوفه في العام الماضي، لكنه لم يستطع تحديد أي أسباب واضحة تقف وراء هذا الارتفاع، بحسب متحدث باسم هذه القوات.
وكانت وكالة الاسوشيتد برس أول من أشار إلى الارتفاع في هذه المعدلات.
يشار إلى أن أيا من حالات الانتحار المسجلة، لا ترتبط بأشخاص نشرتهم القيادة الأميركية في العراق أو أفغانستان.
تجدر الإشارة إلى أن معدلات الانتحار العامة تتراوح ما بين 11 و 12 لكل 100 ألف شخص.

ويحاول المشرفون على سلاح الجو الأميركي تحديد ما إذا كان هناك سبب أو نمط معين يؤدي إلى الانتحار، لكن للآن فإن جميع المؤشرات تتطابق مع الأنماط المسجلة في المجتمع المدني، حيث تهيمن حالات الانتحار بين الذكور الشباب الذين يعانون من مشاكل الادمان على الكحول وأخرى مالية وعاطفية.

واشار سلاح الجو الى أن الذكور الشباب يشكلون نسبة 24 بالمائة من أصل 37 بالمائة من قواته، لكنهم أيضا يمثلون نسبة 54 بالمائة من حالات الانتحار.
وككل وحدات الجيش، فإن لدى سلاح الجو الأميركي برامج توعية ومنع حدوث مثل هذه الحالات، تتضمن أيضا تدريب القادة الرفيعين.

البريطانيون يعانون
أوضحت دراسة أعدتها مؤسسة الرفاهية العسكرية للأمراض العقلية، 'كومات سورس'، أن أكثر من 1300 جندي من الجنود البريطانيين الذين عادوا من العراق خلال الفترة ما بين يناير 2003 إلى سبتمبر 2005، يعانون من مشكلات نفسية وعقلية وحالات اكتئاب في الفترة التي كانوا يؤدون فيها واجباتهم العسكرية.

وأشارت الدراسة إلى أن حوالي 182 جنديا بريطانيا يعانون من حالة نفسية صعبة، فيما يعاني نحو 106 من افراد القوات البريطانية، الذين خدموا في العراق، من حالة عدم التوازن وعدم التأقلم مع أنفسهم، بينما يعانى نحو 237 من حالات اكتئاب نفسية دائمة.

ونقلت الدراسة عن بعض الجنود قولهم انهم لم يتلقوا العلاج الكافي من قبل الحكومة البريطانية بعد عودتهم.
وكان المفتش الطبي العام بالجيش الأميركي قد قال في وقت سابق إن شريحة تبلغ نسبتها 39 في المائة، من قوات أميركية خضعت لفحص بعد أربعة أشهر من عودتها من العراق، أضحت فريسة للأضطرابات النفسية المرتبطة بالضغوط، نقلا عن الأسوشيتد برس.

وقال اللواء كيفين كيلي وعدد من الأطباء العسكريين بالجيش الأميركي إن المسح الذي أجري على قرابة ألف جندي، كشف أنهم فريسة أمراض نفسية تتفاوت من القلق والاكتئاب والكوابيس ونوبات الغضب فضلا عن فقد القدرة على التركيز.
كذلك أشارت مصادر مطلعة في وزارة الدفاع الأميركية إلى ارتفاع معدلات انتحار الجنود الأميركيين في العراق بالرغم من إيفاد فرق متخصصة لمساعدة القوات على التعامل والتعايش مع ضغوط الأجواء القتالية.

الإجبار والاضطراب
نقلت صحيفة أميركية ان الجيش أرسل عناصر تعاني من اضطرابات نفسية حادة إلى العراق أو لم يعفها من المهام القتالية رغم علمه بأوضاعهم الصحية.

ونقلت صحيفة 'هارتفورد كورانت' واستنادا إلى قانون حرية المعلومات، عن مصادر عسكرية وعائلات الجنود أن البنتاغون أخفق في الالتزام بالضوابط التي وضعها بنفسه لفحص ومعالجة وإخلاء العناصر غير المؤهلة نفسيا من العراق.
وطالب الكونغرس عام 1997 بتقدير الصحة النفسية لجميع القوات المرابضة بالخارج حيث أحيل أقل من واحد مقابل 300 جندي لتلقي المشورة الطبية قبيل أن يتم إرسالهم مجددا إلى العراق في أكتوبر 2005 .

ولجأ 22 جنديا أميركيا في العراق إلى الانتحار العام الماضي وهو ما يمثل قرابة واحد مقابل خمسة من حالات الوفيات في المهام غير القتالية.
وقالت الصحيفة: إن معدلات الانتحار العام الفائت هي الأعلى منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 .

ونقلت الصحيفة أن الجيش لم يعف أولئك المنتحرين عن مهامهم بالرغم من المؤشرات الواضحة لتعرضهم لاضطرابات نفسية، بل اكتفى بوصف أدوية مضادة للاكتئاب دون تقديم الاستشارة النفسية اللازمة لهم أو مراقبتهم عن كثب، وهو ما يتعارض والضوابط التي تبناها العام الفائت.
وتحذر الضوابط من استخدام الأدوية المعالجة للاكتئاب أثناء مد فترات الخدمة هناك.

وقالت الصحيفة إنه رغم أن معايير وزارة الدفاع تنص على عدم أهلية المجندين الذي يتعرضون لاضطرابات نفسية بعد إصابات، لكن الجيش يعيد إرسالهم إلى العراق.
وانتقدت فيرا شاراف رئيسة 'التحالف من حماية الأبحاث البشرية'، وهي جماعة حقوقية مقرها نيويورك، الجيش الأميركي قائلة 'لا يمكنني تخيل تصرف غير مسؤول كوضع جندي يعاني من الاضطرابات ويعالج بالأدوية المضادة الاكتئاب في الوقت الذي نعلم فيه أن تلك العقاقير قد تجعل منهم انتحاريا أو قاتلا'.

وقالت العقيد إليزابيث ريتشي، إن القول الفصل في اعادة الجنود المضطربين نفسيا إلى مناطق حرب يعود للقادة العسكريين وليس الأطباء المختصين.

واقرت ريتشي أن بعض الممارسات المتعلقة بإعادة عناصر تعاني من اضطرابات نفسية إلى المهام القتالية، يقع جانب منها على الشح في أعداد القوات الكافية.

وأضافت قائلة 'التحدي بالنسبة لنا هو أن للجيش مهام للقتال، وكما نعلم فإن عمليات التجنيد أصبحت تحديا في حد ذاتها، لذلك كان علينا وزن حاجيات الجيش وحاجيات المهمة بجانب الحاجيات الشخصية للجنود'.

كابوس العراق
قال المفتش الطبي العام بالجيش الأميركي إن شريحة تبلغ نسبتها 39 في المائة، من قوات أميركية خضعت لفحص بعد أربعة أشهر من عودتها من العراق، أضحت فريسة للاضطرابات النفسية المرتبطة بالضغوط.

وقال اللواء كيفين كيلي وعدد من الأطباء العسكريين بالجيش الأميركي إن المسح الذي أجري على قرابة ألف جندي، كشف أنهم فريسة أمراض نفسية تتفاوت من القلق والاكتئاب والكوابيس ونوبات الغضب فضلا عن فقد القدرة على التركيز.
وتعاني فئة صغيرة، تتراوح بين الثلاثة إلى الخمسة في المائة، من أمراض نفسية خطيرة وذلك بعد مغادرتها ساحة الحرب مباشرة، وفق الطبيب النفسي بالجيش الأميركي العقيد أليسبيث ريتشي. وبحسب ريتشي تعاني تلك الشريحة من ما يعرف ب'اضطرابات ما بعد صدمة الضغوط' post-traumatic stress disorder.

وقال المفتش الطبي بالجيش الأميركي إن ما بين أربعة إلى خمسة في المائة من الجنود العائدين من ساحات القتال يعانون من تلك الأعراض، كما أن هناك العديد ممن يواجهون مشكلة تأقلم عند العودة للوطن.

وحدد ريتشي عناصر الحرس القومي بأسوأ ضحايا تلك الضغوط النفسية خاصة أنه يتوجب عليهم العودة لوظائفهم المدنية بعد الخدمة العسكرية في العراق.

وكشفت دراسة أجريت عام 2004 على جنود في ساحات المعارك في العراق أن 13 في المائة منهم يعانون من أمرض نفسية.
وأشار ريتشي إلى تغيير في النظام الصحي المتبع حيث استحدث برنامجا لمتابعة الحالة النفسية للجنود العائدين من العراق لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر. وعادة ما يخضع الجنود لتقييم صحي في أعقاب مغادرتهم مناطق المعارك.
وقال ريتشي إن سائقي الشاحنات والقائمين على حراسة القوافل هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية عن الجنود. وحذر المسؤولون الطبيون بالجيش الأميركي من قراءة هذا البيانات وتفسيرها على أن الحرب تدفع بالعديد من الجنود الأميركي الى الحافة.

وشددوا على أن الأعراض ليست سوى ردة فعل طبيعية على الحروب وما يصاحبها من مشاهد دموية والشعور بالعجز عن وقف العنف المحيط.

وللجيش الأميركي قرابة 200 خبير في الصحة النفسية في العراق ضمن من يطلق عليهم 'فرق مكافحة وطأة العمليات العسكرية' ينتشرون في عدة نقاط متفرقة هناك.
ويقدم الطاقم الطبي استشاراته للجنود عقب العمليات القتالية مباشرة لتشخيص الحالات المصابة بالأمراض النفسية ونقلها خارج العراق.



اشراف: د. جمال حسين

minjamalhs@yahoo.com