مجاهدون
05-17-2007, 12:33 AM
تلقى تهديدات بعد نشر مذكراته حول"انتحار جبهة الإنقاذ"
الجزائر- رمضان بلعمري
حمل يحيى بوكليخة أحد مؤسسي حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة في الجزائر، زعيم الحزب عباسي مدني، مسؤولية الفشل والانحراف الذي تعرضت له الجبهة في مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي، داعيا إياه إلى" التوبة"، في الوقت الذي نصح الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ علي بلحاج بمغادرة البلاد لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات كي يتمكن من تغيير نظرته للجزائر شعبا وحكومة.
وأوضح يحيى بوكليخة الذي كان أحد المقربين من الشيخ عباسي مدني وعمل مسؤولا في لجنة تحضير برنامج "الدولة الإسلامية" في حزب جبهة الإنقاذ، في حوار خاص مع " العربية.نت" أن قرار إصدار مذكراته في كتاب: "الجبهة الإسلامية للإنقاذ، انتصار ثم انتحار"، الذي كشف فيه بالتفصيل خبايا ما كان يدور قبل وبعد تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ عام 1989، يعود بالأساس إلى رغبته في كشف حقيقة هذا الحزب وتبيان أسباب فشله والانزلاق الذي عايشه.
وفي هذا السياق، قال بوكليخة إن "المسؤول عما حدث لجبهة الإنقاذ هو عباسي مدني وجماعة بني "وي وي"( الانبطاحيون) في الحزب إلى جانب قيادات تيار الجزأرة"، وهؤلاء هم من قاد " الغوغاء والمسلحين إلى الصراع المسلح"، وسجل بوكليخة الذي درس تخصص الأنظمة الرقمية بجامعة كليفلاند أوهايو بالولايات المتحدة، ردا على سؤال لـ" العربية نت" حول دوافع إخراج مذكراته للعلن، بالقول " لقد كرهت نفسي ولن أسمح لها أن تلقى الله دون أن أصدع بالحقيقة للناس حتى لا يسقط أبناء الجزائر مرة أخرى في نفس الأخطاء".
منطق "أمير وحمير"
وعن نموذج القيادة الذي كانت تحضر له جبهة الإنقاذ المنحلة، كشف يحيى بوكليخة لـ" العربية نت" أن نموذج القيادة التي كان يريدها الشيخ عباسي ومن والاه تقوم على منطق " أمير وحمير وبطانة مقربة وأخرى منفذة"، موضحا أنه رفض مع بعض أعضاء مجلس شورى جبهة الإنقاذ هذا المنطق وطلبوا من الشيخ عباسي التنحي لتصبح القيادة جماعية، وقدر بوكليخة أن هناك "مشكلة ثقافية تواجه التيار الإسلامي مفادها هل الشورى ملزمة أم استشارية فقط، وهل القيادة جماعية أم فردية ".
وبشأن علاقته مع الشيخ عباسي مدني، قال يحيى بوكليخة لـ" العربية نت" أنه لا يوجد اتصال بينهما حاليا، مبديا رغبته في الاتصال به مجددا تذكيره بعبارة قالها له في السابق وهي " إنك ذاهب للانتحار والجماعة التي تحاول تحريضك اليوم هي نفسها التي حرضت بويعلي (رحمه الله)، لتشردك وتشرد أبناءك ..حذار يا شيخ" على حد تعبير المتحدث.
وقدّر بوكليخة رفيق الشيخ عباسي سابقا، أن زعيم جبهة الإنقاذ المقيم حاليا في قطر هو" أفشل رجل عرفته الحركات الإسلامية في العالم، لأنه كان ينعم بكل شيء وكاد أن يصبح رئيسا ولكنه كما يقول المثل الفرنسي:(بصق في الإناء) ورد الجميل بالسيء وبدأ بأصحابه يهددهم، فنال جزاء عمله في الدنيا"، وأكثر من ذلك دعا بوكليخة الشيخ عباسي للتوبة والاستغفار بقوله " نسأل الله أن يرزقه البصيرة ليتوب ويستغفر وأما نحن فنقول له غفر الله لك وشفاك".
دعوة بن حاج لمغادرة البلاد
أما رأيه في علي بلحاج الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ المنحلة، فأوضح بوكليخة أنه "ما زال يركب رأسه و أخاف عليه أن يموت مصرا على الذنب، ويا ليته يسمع ويخرج ويستريح ويتوب ويستغفر"، وعندما سئل السيد بوكليخة ماذا يقصد بقوله"يخرج"، أوضح المتحدث أن المقصود بها هو" أنه عليه أن يخرج من الجزائر لمدة لا تقل عن ثلاثة سنوات يجول فيها في الشرق ولغرب ويجمع شتات أفكاره، وحتى تتشتت عنه الغوغاء التي تحيط به من كل جانب وسوف يستقيم تفكيره كثيرا، وسوف يتعلم أن الجزائر حكاما وشعبا أحسن بكثير من بلدان يظنها إسلامية أو شرعية، ويصبح يرى بعين الرحمة لا بعين النقمة وبعين العقل لا بعين العاطفة".
ونظرا لخطورة المعلومات التي جاءت في مذكرات " الجبهة الإسلامية للإنقاذ: انتصار ثم انتحار" والتي لم يقبل أي ناشر بطبعها ماعدا صدورها في حلقات على صفحات جريدة " الشروق اليومي"، فقد كشف محدثنا يحيى بوكليخة أنه تلقى تهديدات من بعض المنتسبين لجبهة الإنقاذ المنحلة بسبب ما كتب، مضيفا أن " التهديدات تعدت الكلام إلى تهديدات أكبر من ذلك" دون أن يوضح إن كان تعرض لمحاولة اغتيال أو ما يشبهه.
وفي سؤال لـ" العربية.نت" حول ما إذا كان إقدامه على نشر مذكراته لفضح ممارسات حزب عباسي مدني يدرجه ضمن "عملاء النظام"، أجاب رفيق عباسي سابقا بالقول " فليكن، وهل تظن أنني مقبول عند النظام، ألم أكن مديرا لديوان وزارة الشؤون الدينية في سنة 1996 ورفض أخونا أويحيى أحمد رئيس الحكومة آنذاك ترسيمي في منصبي، ثم أكمل المهمة السيد غلام الله وزير الشؤون الدينية الحالي، حيث طلب مني الرجوع من حيث جئت لأنني من الحزب المنحل"، قبل أن يضيف " الذين يتهموننا بعملاء النظام نقول لهم يا ليت لو تجدوا لنا منصبا في النظام".
انتخابات 2007 وانتخابات1991
وتعليقا منه على الانتخابات التشريعية التي تجري الخميس 17-05-2007 ويشارك فيها التيار الإسلامي وهو في حالة تشتت، اعتبر يحيى بوكليخة أن "تشريعيات هذا الخميس تعد ضعيفة مقارنة بانتخابات يونيو/حزيران 2002، أما الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر 1991 وفازت بها جبهة الإنقاذ بالأغلبية فهي انتحار"، مفسرا كلامه بأنها" جرت في وقت كان شيوخ الجبهة في السجن والقيادة منقسمة والمحيط الداخلي و الخارجي كان يترقب نتائجها".
وقدم بوكليخة لإلغاء نتائج تشريعيات1991 قراءة تختلف عما كان سائدا لدى قيادات ومناضلي جبهة الإنقاذ، وبالنسبة له فإن "الإنقلاب الذي وقع عليهم عندما حرموا من المناصب في البرلمان يقرأ باللطف الذي أراده الله بهم، حيث لم يكن لدى الحزب ولا وثيقة واحدة في موضوع تقنين الشريعة و كيفية الحكم الإسلامي في حدود علمي، فاللجنة الوحيدة التي حاولت تحضير برامج و مشاريع للدولة الإسلامية هي التي كنت أترأسها و للأسف أفشلوها من الداخل و حاولوا عرقلتها إخوتنا من جماعة الجزأرة".
الجزائر- رمضان بلعمري
حمل يحيى بوكليخة أحد مؤسسي حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة في الجزائر، زعيم الحزب عباسي مدني، مسؤولية الفشل والانحراف الذي تعرضت له الجبهة في مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي، داعيا إياه إلى" التوبة"، في الوقت الذي نصح الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ علي بلحاج بمغادرة البلاد لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات كي يتمكن من تغيير نظرته للجزائر شعبا وحكومة.
وأوضح يحيى بوكليخة الذي كان أحد المقربين من الشيخ عباسي مدني وعمل مسؤولا في لجنة تحضير برنامج "الدولة الإسلامية" في حزب جبهة الإنقاذ، في حوار خاص مع " العربية.نت" أن قرار إصدار مذكراته في كتاب: "الجبهة الإسلامية للإنقاذ، انتصار ثم انتحار"، الذي كشف فيه بالتفصيل خبايا ما كان يدور قبل وبعد تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ عام 1989، يعود بالأساس إلى رغبته في كشف حقيقة هذا الحزب وتبيان أسباب فشله والانزلاق الذي عايشه.
وفي هذا السياق، قال بوكليخة إن "المسؤول عما حدث لجبهة الإنقاذ هو عباسي مدني وجماعة بني "وي وي"( الانبطاحيون) في الحزب إلى جانب قيادات تيار الجزأرة"، وهؤلاء هم من قاد " الغوغاء والمسلحين إلى الصراع المسلح"، وسجل بوكليخة الذي درس تخصص الأنظمة الرقمية بجامعة كليفلاند أوهايو بالولايات المتحدة، ردا على سؤال لـ" العربية نت" حول دوافع إخراج مذكراته للعلن، بالقول " لقد كرهت نفسي ولن أسمح لها أن تلقى الله دون أن أصدع بالحقيقة للناس حتى لا يسقط أبناء الجزائر مرة أخرى في نفس الأخطاء".
منطق "أمير وحمير"
وعن نموذج القيادة الذي كانت تحضر له جبهة الإنقاذ المنحلة، كشف يحيى بوكليخة لـ" العربية نت" أن نموذج القيادة التي كان يريدها الشيخ عباسي ومن والاه تقوم على منطق " أمير وحمير وبطانة مقربة وأخرى منفذة"، موضحا أنه رفض مع بعض أعضاء مجلس شورى جبهة الإنقاذ هذا المنطق وطلبوا من الشيخ عباسي التنحي لتصبح القيادة جماعية، وقدر بوكليخة أن هناك "مشكلة ثقافية تواجه التيار الإسلامي مفادها هل الشورى ملزمة أم استشارية فقط، وهل القيادة جماعية أم فردية ".
وبشأن علاقته مع الشيخ عباسي مدني، قال يحيى بوكليخة لـ" العربية نت" أنه لا يوجد اتصال بينهما حاليا، مبديا رغبته في الاتصال به مجددا تذكيره بعبارة قالها له في السابق وهي " إنك ذاهب للانتحار والجماعة التي تحاول تحريضك اليوم هي نفسها التي حرضت بويعلي (رحمه الله)، لتشردك وتشرد أبناءك ..حذار يا شيخ" على حد تعبير المتحدث.
وقدّر بوكليخة رفيق الشيخ عباسي سابقا، أن زعيم جبهة الإنقاذ المقيم حاليا في قطر هو" أفشل رجل عرفته الحركات الإسلامية في العالم، لأنه كان ينعم بكل شيء وكاد أن يصبح رئيسا ولكنه كما يقول المثل الفرنسي:(بصق في الإناء) ورد الجميل بالسيء وبدأ بأصحابه يهددهم، فنال جزاء عمله في الدنيا"، وأكثر من ذلك دعا بوكليخة الشيخ عباسي للتوبة والاستغفار بقوله " نسأل الله أن يرزقه البصيرة ليتوب ويستغفر وأما نحن فنقول له غفر الله لك وشفاك".
دعوة بن حاج لمغادرة البلاد
أما رأيه في علي بلحاج الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ المنحلة، فأوضح بوكليخة أنه "ما زال يركب رأسه و أخاف عليه أن يموت مصرا على الذنب، ويا ليته يسمع ويخرج ويستريح ويتوب ويستغفر"، وعندما سئل السيد بوكليخة ماذا يقصد بقوله"يخرج"، أوضح المتحدث أن المقصود بها هو" أنه عليه أن يخرج من الجزائر لمدة لا تقل عن ثلاثة سنوات يجول فيها في الشرق ولغرب ويجمع شتات أفكاره، وحتى تتشتت عنه الغوغاء التي تحيط به من كل جانب وسوف يستقيم تفكيره كثيرا، وسوف يتعلم أن الجزائر حكاما وشعبا أحسن بكثير من بلدان يظنها إسلامية أو شرعية، ويصبح يرى بعين الرحمة لا بعين النقمة وبعين العقل لا بعين العاطفة".
ونظرا لخطورة المعلومات التي جاءت في مذكرات " الجبهة الإسلامية للإنقاذ: انتصار ثم انتحار" والتي لم يقبل أي ناشر بطبعها ماعدا صدورها في حلقات على صفحات جريدة " الشروق اليومي"، فقد كشف محدثنا يحيى بوكليخة أنه تلقى تهديدات من بعض المنتسبين لجبهة الإنقاذ المنحلة بسبب ما كتب، مضيفا أن " التهديدات تعدت الكلام إلى تهديدات أكبر من ذلك" دون أن يوضح إن كان تعرض لمحاولة اغتيال أو ما يشبهه.
وفي سؤال لـ" العربية.نت" حول ما إذا كان إقدامه على نشر مذكراته لفضح ممارسات حزب عباسي مدني يدرجه ضمن "عملاء النظام"، أجاب رفيق عباسي سابقا بالقول " فليكن، وهل تظن أنني مقبول عند النظام، ألم أكن مديرا لديوان وزارة الشؤون الدينية في سنة 1996 ورفض أخونا أويحيى أحمد رئيس الحكومة آنذاك ترسيمي في منصبي، ثم أكمل المهمة السيد غلام الله وزير الشؤون الدينية الحالي، حيث طلب مني الرجوع من حيث جئت لأنني من الحزب المنحل"، قبل أن يضيف " الذين يتهموننا بعملاء النظام نقول لهم يا ليت لو تجدوا لنا منصبا في النظام".
انتخابات 2007 وانتخابات1991
وتعليقا منه على الانتخابات التشريعية التي تجري الخميس 17-05-2007 ويشارك فيها التيار الإسلامي وهو في حالة تشتت، اعتبر يحيى بوكليخة أن "تشريعيات هذا الخميس تعد ضعيفة مقارنة بانتخابات يونيو/حزيران 2002، أما الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر 1991 وفازت بها جبهة الإنقاذ بالأغلبية فهي انتحار"، مفسرا كلامه بأنها" جرت في وقت كان شيوخ الجبهة في السجن والقيادة منقسمة والمحيط الداخلي و الخارجي كان يترقب نتائجها".
وقدم بوكليخة لإلغاء نتائج تشريعيات1991 قراءة تختلف عما كان سائدا لدى قيادات ومناضلي جبهة الإنقاذ، وبالنسبة له فإن "الإنقلاب الذي وقع عليهم عندما حرموا من المناصب في البرلمان يقرأ باللطف الذي أراده الله بهم، حيث لم يكن لدى الحزب ولا وثيقة واحدة في موضوع تقنين الشريعة و كيفية الحكم الإسلامي في حدود علمي، فاللجنة الوحيدة التي حاولت تحضير برامج و مشاريع للدولة الإسلامية هي التي كنت أترأسها و للأسف أفشلوها من الداخل و حاولوا عرقلتها إخوتنا من جماعة الجزأرة".