قمبيز
05-17-2007, 12:19 AM
بسيطة جميلة وتقليدية.. أشهرها الحميدية ومدحت باشا
دمشق: هشام عدرة
اشتهرت دمشق ومنذ مئات السنين بأسواقها المغطاة التي تحجب شمس صيف دمشق الحارة وأمطار شتائها الغزيرة أحياناً، ليتمكن المتسوقون من السير بهذه الأسواق التي تخصصت كل منها بمنتج معين أو بضاعة معينة فأخذ من المهنة اسمه أو من ولاة دمشق في العهد العثماني البانين لها أسماء لهذه الأسواق كما هو حال سوق الحميدية ومدحت باشا ومردم بك أو البزورية والنحاسين والحرير والصاغة وغيرها الكثير وما زالت هذه الأسواق تعج بحركة الناس والباعة والزائرين لدمشق والسياح حتى أصبحت من أشهر معالم دمشق السياحية.
فقد تحدث السائح الإنجليزي بورتر عن أسواق دمشق عندما زارها في القرن التاسع عشر فقال عنها: من الممتع التجول في هذه الأسواق ومشاهدة أنواع البضائع ولاحظ بورتر في جولته بأسواق دمشق أن أمام كل حانوت مصطبة والتجار يجلسون عليها بين بضائعهم بهدوء واحترام... إنها أسواق دمشق القديمة الرائعة بعمارتها الفريدة الحانية بظلمتها الندية من خلال سقوفها المعدنية ذات الشكل المقنطر والمحدب والهرمي. وإذا كان سوق الحميدية أشهرها فإن في دمشق عشرات الأسواق القديمة التي مازالت قائمة حتى الآن حيث عدد الأسواق الدمشقية يصل إلى 55 سوقاً منها 25 سوقاً مغطاة بالمعدن أو بالأقواس الحجرية. في حين أزيلت بعض الأسواق كسوق المسكية لإظهار جدران الجامع الأموي وسوق الخجا لكشف جدار قلعة دمشق.
والشيء الجميل في هذه الأسواق أنها منشآت متكاملة فهي متصلة ببعضها البعض بحيث يتمكن السائح من زيارتها جميعها وفي يوم واحد وأن يتجول بها ولن يصاب بالملل مطلقاً أيضاً حيث أن هذه الأسواق تضم العديد من الأماكن التاريخية الهامة كالحمامات العربية والخانات والمتاحف والمدارس القديمة، وبالتالي فالزائر والسائح سيحقق متعتين في الزيارة الأولى المشاهدة والسير عبر أوابد معمارية تحكي قصص وحكايا التاريخ وبطولات الأجداد يرويها حكواتي الشام (أبو شادي) الوحيد الذي مازال يقص على رواد مقهى النوفرة الملاصق لأسواق دمشق هذه القصص والحكايا
والثانية متعة التسوق حيث باتت هذه الأسواق تعرض مختلف أنواع البضائع واستغنى معظمها عن تخصصه الدقيق ويلاحظ في السنوات الأخيرة تركيز أصحاب هذه المحلات على بيع التراثيات والشرقيات الأرابيسك والمنتجات الدمشقية اليدوية التي تستهوي سياح وزوار دمشق وعندما يقرر السائح قضاء نهار كامل في هذه الأسواق فبالتأكيد ستكون وجهته الأولى (سوق الحميدية) فهو الأشهر والأكبر والأقرب إلى وسط دمشق من باقي الأسواق وسوق الحميدية الذي خصه السائح الإنجليزي بورتر بزيارته في القرن التاسع عشر قال عنه: تجدر زيارته من كل سائح لتأمل الأزياء العديدة والمعروضات الثمينة من السيوف الدمشقية والبورسلين القديم والدروع والأسلحة المطعمة بالذهب والفضة والثياب الموشاة بالذهب وأنواع السجاد الشرقي الثمين..
وإذا كانت هذه البضائع مازالت تباع في هذا السوق فإن هناك محلات كثيرة فيه أصبحت تبيع منتجات أخرى متنوعة حتى أصبح سوقاً شاملاً مع التركيز فيه على الشرقيات وسوق الحميدية يتموضع في قسمين ويبلغ طوله (600) متر وعرضه 15 متراً ويرتفع السوق بطابقين وقد بني على مرحلتين الأولى قبل مئتي سنة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني قبل 125 سنة وكان يسمى سوق الأروام نسبة إلى الأروام أو اليونان ومن ثم أطلق عليه اسم الحميدية نسبة للسلطانين عبد الحميد الأول والثاني، والملفت للانتباه في سوق الحميدية أنه يخلو تقريباً من أوابد معمارية قديمة كغيره من الأسواق حيث يوجد فقط جامع أثري فيه بينما لا توجد حمامات أو خانات،
ولكن السائح المتجول فيه سيستمتع بالتأكيد باتساع السوق وطوله وتنوع بضائعه، كما سيندهش حتماً من الازدحام البشري الذي سيشاهده أمام أحد المحلات الكبيرة في القسم الأخير من سوق الحميدية وستزول دهشته عندما يعرف أن هذا المحل ومنذ 125 سنة مازال الوحيد في دمشق الذي يقدم الايس كريم (البوظة العربية ـ الإيما ـ) المصنعة بالطريقة اليدوية (طريقة الدق) وإذا ما قرر الدخول إلى المحل وتحمل الازدحام لتذوق البوظة سيشاهد عمالاً شباباً توارثوا مهنة صنع البوظة اليدوية عن آبائهم كما سيشاهد صاحب المحل الذي يعتز بالمشاهير الذين زاروا محله وتذوقوا فيها الايما حيث يعلق صور بعضهم وهم في محله للذكرى ومنهم ملوك وزعماء ورؤساء كان آخرهم الملك عبد الله الثاني ملك الأردن الذي زاره وتذوق البوظة فيه قبل عدة سنوات أثناء زيارته لسوق الحميدية
والجامع الأموي وإذا ما قرر السائح استكمال تجواله في الأسواق الدمشقية القديمة وبعد أن ينهي زيارة سوق الحميدية هناك في نهايته الجنوبية ما تبقى من سوق المسكية الذي كان متخصصاً ببيع العطور والكتب وليظهر أمامه الجامع الأموي الشهير وإذا ما قرر السائح الانعطاف يساراً فيمكنه التجول في سوق باب البريد الذي يضم مطاعم ومحلات بيع المأكولات الشعبية والكتب والقرطاسية ويمكن أن يتابع سيره ليصل إلى أسواق العمارة والنحاسين ومنها إلى سوق المناخلية وهو سوق مغطى أيضاً وبساتر هرمي من الحديد والتوتياء ويعود إلى العهد المملوكي وكان السوق متخصصاً ببيع المناخل وحالياً تنتشر فيه محال بيع الأنابيب للأسلاك المعدنية والدهانات ولوازم البناء.
ويمكن للسائح أيضاً أن يزور في انعطافه نحو يسار سوق الحميدية العصرونية قبل أن يزور سوق المناخلية وهذا السوق متخصص ببيع مستلزمات البيوت والمطابخ المنزلية ولذلك يشاهد كثرة عدد النساء المتسوقات في هذه السوق، وإذا انعطف الزائر والسائح عن يمين سوق الحميدية فستصادفه مجموعة من الأسواق الجميلة والتي لا تقل أهمية عن سوق الحميدية ومنها سوق (مدحت باشا) وهو الذي أنشأه والي دمشق مدحة باشا عام 1878 ويسير بموازاة سوق الحميدية حيث يفصل بينهما أسواق صغيرة وتقوم على جانبي السوق حوانيت صغيرة تبيع المنتجات النسيجية كالأقمشة الحريرية والعباءات والكوفيات والعقل والطرابيش ومازال هذا السوق محافظاً على تخصصه ببيع المنسوجات وسوق مدحت باشا مغطى بساتر معدني حتى منتصف حيث يصبح مكشوفاً حتى الباب الشرقي ويشتهر هذا الجزء بمعامل ومحلات المصنوعات النحاسية المحفورة والمزخرفة بخيوط الفضة.
* سوق مدحت باشا وفي سوق مدحت باشا العديد من الأماكن والمواقع والبيوت القديمة التي يمكن زيارتها مع التسوق منه ومن هذه الأماكن مكتب عنبر وهو بيت دمشقي عريق وهناك بيوت نظام والسباعي وغيرها من البيوتات الدمشقية العريقة كذلك يضم السوق كثير من الخانات القديمة التي مازال التجار يستخدمونها كمستودعات لبضائعهم ويتفرع منه سوق الصوف وسوق الخياطين وأسواق أخرى... كذلك من الأسواق الدمشقية الشهيرة التي تربط ما بين سوقي الحميدية ومدحت باشا هناك سوق البزورية وهو مغطى جميعه بساتر هرمي معدني وكان يسمى سوق العطارين حيث مازال السوق مخصصاً ببيع البزورات والمربيات المجففة وقمر الدين وهي من الصناعات الدمشقية الغذائية التي تصنع بشكل يدوي، وهناك الشموع والسكاكر وعلب الأفراح والعطورات ومحلات بيع الأعشاب الطبية وغيرها.
والمميز في هذه الأسواق أيضاً وجود أشهر حمام دمشقي قديم وهو حمام نور الدين الشهير ووجود أكبر وأجمل خانات دمشق (خان أسعد باشا) كما أنه في بداية السوق يوجد أكبر قصر دمشقي قديم وهو قصر العظم الشهير، وبين سوق الحميدية والبزورية توجد سوق الصاغة والذي مازال أصحابه متخصصين ببيع المنتجات الذهبية والفضية مع التركيز على عرض المصوغات المصنعة يدوياً. وهناك أيضاً سوق الحرير والمسمى سوق النسوان وهو متخصص ببيع اللوازم النسائية من أمتعة وخيطان وعطورات ولوازم الخياطة ولباس الأفراح النسائية وهناك تسمية طريفة يطلقها الناس على سوق الحرير وهي (سوق تفضلي يا ست) كناية عن إلحاح الباعة المتوقفين أمام حوانيتهم على دعوة كل سيدة تمر في هذه السوق للدخول إلى حوانيتهم لتشتري من البضاعة التي تريدها. وهناك أيضاً (سوق الجمرك) وهو أيضاَ مجاور لسوق الحرير ومتخصص ببيع الأقمشة الحريرية والبروكار والآغباني ومن أسواق دمشق القديمة المسقوفة أيضاً سوق السروجية وهو مغطى بساتر قوسي من الحديد والتوتياء ويسير محاذياً لجدار قلعة دمشق الشمالي ويعود للعهد المملوكي وكان متخصصاً ببيع سروج الخيل وهوادج الجمال وحالياً تباع فيه هذه المنتجات مع انتشار صناعة الجلديات وبيعها فيه.
ومن الأسواق الشهيرة بدمشق هناك (سوق القباقبية) وهو على الرغم من أنه سوق صغير نسبياَ إلآ أن شهرته تأتي من كثرة عدد السياح والزوار الذين يعبرونه يومياً حيث يأتيه القادم من سوق الحميدية والمتجه باتجاه أحياء دمشق القديمة وخاصة حارة النوفرة، حيث يوجد مقهى النوفرة الشهير يجذبه للسياح خاصة الغربيين منهم وحيث حارة (القيمرية) التي تحول معظم بيوتاتها القديمة إلى مقاهي وكافتريا ومطاعم ومراسم وصالات عرض للفنانين التشكيليين وسوق القباقبية يعود للعهد المملوكي وهو كان متخصصاً بصنع (القباقيب) الشامية المعروفة بصوتها المميز على الأرض وبالصناديق المطعمة بالصدف ولكن حالياً تغيرت مهن هذه السوق واستغل أصحاب المحلات كثرة عدد السياح خاصة الغربيين منهم الذين يعبرونه فبدأوا بعرض منتجات محلية طريفة لجذب السياح ومنها مجسمات لكراسي القش وقطع تزينيه كمزهريات الرمل المرسوم داخلها مناظر طبيعية وأشياء نادرة جداً لا يمكن للباحث عنها إلآ أن يجدها في سوق القباقبية كذلك هناك محلات بيع منتجات فضية ومحلات بيع وشراء الآنتيكا وغيرها.
* أسواق دمشق القديمة ومن أسواق دمشق القديمة أيضاً هناك سوق باب الجابية وباب سريجة المغطى بساتر معدني وهو متخصص ببيع الخضار والفاكهة والمنتجات الغذائية واللحوم والأسماك والدجاج ولذلك يلاحظ أن معظم رواد هذا السوق من أهل وقاطني دمشق الباحثين عن أسعار رخيصة للمواد الغذائية والخضار وهي أقل من أسعار محلات الأحياء الراقية حيث يسكنون، كذلك هناك سوق مردم بك وهو سوق مغطى تبيع محلاته الشرقيات والألبسة الرياضية وألعاب الأطفال وهناك سوق القوافين وكان متخصصاً ببيع أصناف النعال (الأحذية) وحالياً تشغله متاجر الصياغ وبضع محال محدودة لبيع الأحذية الشعبية (قباقيب وشحاطات وغيرها) وهناك سوق الصقالين حيث يتخصص حالياً ببيع أكياس النايلون والورق والأغطية البلاستيكية (المشمعات) وسوق السكرية وكان متخصصاً ببيع السكاكر والحلويات والمربيات ومن ثم تخصص ببيع الألبسة المستعملة (البالة) وحالياً مكتظاً بمتاجر الألبسة النسائية والأجواخ والحرير وهناك سوق الذراع المتخصص ببيع القماش وسوق القطن المتخصص حالياً بتجارة الصوف الخام وسوق السنانية حيث تنتشر فيه حالياً متاجر بيع (الفروات) والألبسة العربية. هذه أسواق دمشق القديمة المسقوفة ومما لا شك فيه فإن السائح والزائر ستسحره هذه الأسواق بظلمتها الحانية وحيث شعاع الشمس المنبثق من ثغرات بسيطة في سقوفها وجوانبها تعطي هذه الأسواق إضاءة خافتة شاعرية وتهبها جمالاً فوق جمال وروعة فوق روعة ومنظراً بديعاً.
وبالتأكيد فإن السائح الذي سيقضي نهاراً كاملاً يتجول في أسواق دمشق القديمة التي تفتح محلاتها أبوابها الساعة الثامنة صباحاً وتستمر حتى الثامنة مساء لا بد وأن يتناول الطعام الدمشقي والشرقي وحتى الغربي في مطاعم وكافتريات انتشرت بالقرب من الأسواق القديمة وأخذت من البيوتات القديمة المبنية على الطراز الشامي مكانا لها كذلك يستطيع السائح وهو يتجول بالأسواق القديمة أن يأخذ حماماً ساخناً مع الساونا بأحد حمامات السوق العريقة والمنتشرة في أسواق دمشق القديمة والتي تعمل على نظام البراني والوسطاني والجواني.
وهذه بعض أسماء وهواتف بعض المطاعم والحمامات العربية ودرجاتها في الأسواق القديمة:
(ألف ليلة وليلة) ـ القيمرية (نجمتان) هاتف ـ 5432348 ـ والأموي سنجقدار (نجمتان) هاتف ـ 2221799 ـ (أليسار) باب توما جانب حمام البكري (نجمتان) ـ 5424300 ـ (البيانو) باب شرقي جادة حنانيا (نجمتان) 5420542 ـ (الدار البيضاء) باب شرقي (نجمتان) هـ ـ 54348141 ـ (الزيتونة) باب شرقي (نجمتان) 54311324 ـ (العز) سوق الحميدية باب البريد (نجمتان) 2218174 ـ (القصر الأموي) سوق القباقبية المصبغة الخضراء (نجمتان) 2220897 ـ (القيثارة) باب شرقي (نجمتان) 5419823 ـ (المدينة القديمة) باب السلام (نجمتان) 5428088 (قصر العرسان) سوق الحميدية باب البريد (نجمتان) 2225963 (مرمر) باب توما نجمتان هاتف 5410041 ـ أما الحمامات العامة القديمة في الأسواق فهناك: حمام نور الدين الشهير (البزورية) 2229513 ـ حمام الملك الظاهر (سوق البريد) 2225330 ـ حمام البكري باب توما 5420666 ـ حمام القرماني سوق العتيق 2317536 ـ حمام الورد سوق ساروجة 2314307 ـ حمام عز الدين (باب سريجة) هاتف 2214816 ـ حمام التيروزي (باب السريجة) هاتف ـ 2216773 ـ
دمشق: هشام عدرة
اشتهرت دمشق ومنذ مئات السنين بأسواقها المغطاة التي تحجب شمس صيف دمشق الحارة وأمطار شتائها الغزيرة أحياناً، ليتمكن المتسوقون من السير بهذه الأسواق التي تخصصت كل منها بمنتج معين أو بضاعة معينة فأخذ من المهنة اسمه أو من ولاة دمشق في العهد العثماني البانين لها أسماء لهذه الأسواق كما هو حال سوق الحميدية ومدحت باشا ومردم بك أو البزورية والنحاسين والحرير والصاغة وغيرها الكثير وما زالت هذه الأسواق تعج بحركة الناس والباعة والزائرين لدمشق والسياح حتى أصبحت من أشهر معالم دمشق السياحية.
فقد تحدث السائح الإنجليزي بورتر عن أسواق دمشق عندما زارها في القرن التاسع عشر فقال عنها: من الممتع التجول في هذه الأسواق ومشاهدة أنواع البضائع ولاحظ بورتر في جولته بأسواق دمشق أن أمام كل حانوت مصطبة والتجار يجلسون عليها بين بضائعهم بهدوء واحترام... إنها أسواق دمشق القديمة الرائعة بعمارتها الفريدة الحانية بظلمتها الندية من خلال سقوفها المعدنية ذات الشكل المقنطر والمحدب والهرمي. وإذا كان سوق الحميدية أشهرها فإن في دمشق عشرات الأسواق القديمة التي مازالت قائمة حتى الآن حيث عدد الأسواق الدمشقية يصل إلى 55 سوقاً منها 25 سوقاً مغطاة بالمعدن أو بالأقواس الحجرية. في حين أزيلت بعض الأسواق كسوق المسكية لإظهار جدران الجامع الأموي وسوق الخجا لكشف جدار قلعة دمشق.
والشيء الجميل في هذه الأسواق أنها منشآت متكاملة فهي متصلة ببعضها البعض بحيث يتمكن السائح من زيارتها جميعها وفي يوم واحد وأن يتجول بها ولن يصاب بالملل مطلقاً أيضاً حيث أن هذه الأسواق تضم العديد من الأماكن التاريخية الهامة كالحمامات العربية والخانات والمتاحف والمدارس القديمة، وبالتالي فالزائر والسائح سيحقق متعتين في الزيارة الأولى المشاهدة والسير عبر أوابد معمارية تحكي قصص وحكايا التاريخ وبطولات الأجداد يرويها حكواتي الشام (أبو شادي) الوحيد الذي مازال يقص على رواد مقهى النوفرة الملاصق لأسواق دمشق هذه القصص والحكايا
والثانية متعة التسوق حيث باتت هذه الأسواق تعرض مختلف أنواع البضائع واستغنى معظمها عن تخصصه الدقيق ويلاحظ في السنوات الأخيرة تركيز أصحاب هذه المحلات على بيع التراثيات والشرقيات الأرابيسك والمنتجات الدمشقية اليدوية التي تستهوي سياح وزوار دمشق وعندما يقرر السائح قضاء نهار كامل في هذه الأسواق فبالتأكيد ستكون وجهته الأولى (سوق الحميدية) فهو الأشهر والأكبر والأقرب إلى وسط دمشق من باقي الأسواق وسوق الحميدية الذي خصه السائح الإنجليزي بورتر بزيارته في القرن التاسع عشر قال عنه: تجدر زيارته من كل سائح لتأمل الأزياء العديدة والمعروضات الثمينة من السيوف الدمشقية والبورسلين القديم والدروع والأسلحة المطعمة بالذهب والفضة والثياب الموشاة بالذهب وأنواع السجاد الشرقي الثمين..
وإذا كانت هذه البضائع مازالت تباع في هذا السوق فإن هناك محلات كثيرة فيه أصبحت تبيع منتجات أخرى متنوعة حتى أصبح سوقاً شاملاً مع التركيز فيه على الشرقيات وسوق الحميدية يتموضع في قسمين ويبلغ طوله (600) متر وعرضه 15 متراً ويرتفع السوق بطابقين وقد بني على مرحلتين الأولى قبل مئتي سنة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني قبل 125 سنة وكان يسمى سوق الأروام نسبة إلى الأروام أو اليونان ومن ثم أطلق عليه اسم الحميدية نسبة للسلطانين عبد الحميد الأول والثاني، والملفت للانتباه في سوق الحميدية أنه يخلو تقريباً من أوابد معمارية قديمة كغيره من الأسواق حيث يوجد فقط جامع أثري فيه بينما لا توجد حمامات أو خانات،
ولكن السائح المتجول فيه سيستمتع بالتأكيد باتساع السوق وطوله وتنوع بضائعه، كما سيندهش حتماً من الازدحام البشري الذي سيشاهده أمام أحد المحلات الكبيرة في القسم الأخير من سوق الحميدية وستزول دهشته عندما يعرف أن هذا المحل ومنذ 125 سنة مازال الوحيد في دمشق الذي يقدم الايس كريم (البوظة العربية ـ الإيما ـ) المصنعة بالطريقة اليدوية (طريقة الدق) وإذا ما قرر الدخول إلى المحل وتحمل الازدحام لتذوق البوظة سيشاهد عمالاً شباباً توارثوا مهنة صنع البوظة اليدوية عن آبائهم كما سيشاهد صاحب المحل الذي يعتز بالمشاهير الذين زاروا محله وتذوقوا فيها الايما حيث يعلق صور بعضهم وهم في محله للذكرى ومنهم ملوك وزعماء ورؤساء كان آخرهم الملك عبد الله الثاني ملك الأردن الذي زاره وتذوق البوظة فيه قبل عدة سنوات أثناء زيارته لسوق الحميدية
والجامع الأموي وإذا ما قرر السائح استكمال تجواله في الأسواق الدمشقية القديمة وبعد أن ينهي زيارة سوق الحميدية هناك في نهايته الجنوبية ما تبقى من سوق المسكية الذي كان متخصصاً ببيع العطور والكتب وليظهر أمامه الجامع الأموي الشهير وإذا ما قرر السائح الانعطاف يساراً فيمكنه التجول في سوق باب البريد الذي يضم مطاعم ومحلات بيع المأكولات الشعبية والكتب والقرطاسية ويمكن أن يتابع سيره ليصل إلى أسواق العمارة والنحاسين ومنها إلى سوق المناخلية وهو سوق مغطى أيضاً وبساتر هرمي من الحديد والتوتياء ويعود إلى العهد المملوكي وكان السوق متخصصاً ببيع المناخل وحالياً تنتشر فيه محال بيع الأنابيب للأسلاك المعدنية والدهانات ولوازم البناء.
ويمكن للسائح أيضاً أن يزور في انعطافه نحو يسار سوق الحميدية العصرونية قبل أن يزور سوق المناخلية وهذا السوق متخصص ببيع مستلزمات البيوت والمطابخ المنزلية ولذلك يشاهد كثرة عدد النساء المتسوقات في هذه السوق، وإذا انعطف الزائر والسائح عن يمين سوق الحميدية فستصادفه مجموعة من الأسواق الجميلة والتي لا تقل أهمية عن سوق الحميدية ومنها سوق (مدحت باشا) وهو الذي أنشأه والي دمشق مدحة باشا عام 1878 ويسير بموازاة سوق الحميدية حيث يفصل بينهما أسواق صغيرة وتقوم على جانبي السوق حوانيت صغيرة تبيع المنتجات النسيجية كالأقمشة الحريرية والعباءات والكوفيات والعقل والطرابيش ومازال هذا السوق محافظاً على تخصصه ببيع المنسوجات وسوق مدحت باشا مغطى بساتر معدني حتى منتصف حيث يصبح مكشوفاً حتى الباب الشرقي ويشتهر هذا الجزء بمعامل ومحلات المصنوعات النحاسية المحفورة والمزخرفة بخيوط الفضة.
* سوق مدحت باشا وفي سوق مدحت باشا العديد من الأماكن والمواقع والبيوت القديمة التي يمكن زيارتها مع التسوق منه ومن هذه الأماكن مكتب عنبر وهو بيت دمشقي عريق وهناك بيوت نظام والسباعي وغيرها من البيوتات الدمشقية العريقة كذلك يضم السوق كثير من الخانات القديمة التي مازال التجار يستخدمونها كمستودعات لبضائعهم ويتفرع منه سوق الصوف وسوق الخياطين وأسواق أخرى... كذلك من الأسواق الدمشقية الشهيرة التي تربط ما بين سوقي الحميدية ومدحت باشا هناك سوق البزورية وهو مغطى جميعه بساتر هرمي معدني وكان يسمى سوق العطارين حيث مازال السوق مخصصاً ببيع البزورات والمربيات المجففة وقمر الدين وهي من الصناعات الدمشقية الغذائية التي تصنع بشكل يدوي، وهناك الشموع والسكاكر وعلب الأفراح والعطورات ومحلات بيع الأعشاب الطبية وغيرها.
والمميز في هذه الأسواق أيضاً وجود أشهر حمام دمشقي قديم وهو حمام نور الدين الشهير ووجود أكبر وأجمل خانات دمشق (خان أسعد باشا) كما أنه في بداية السوق يوجد أكبر قصر دمشقي قديم وهو قصر العظم الشهير، وبين سوق الحميدية والبزورية توجد سوق الصاغة والذي مازال أصحابه متخصصين ببيع المنتجات الذهبية والفضية مع التركيز على عرض المصوغات المصنعة يدوياً. وهناك أيضاً سوق الحرير والمسمى سوق النسوان وهو متخصص ببيع اللوازم النسائية من أمتعة وخيطان وعطورات ولوازم الخياطة ولباس الأفراح النسائية وهناك تسمية طريفة يطلقها الناس على سوق الحرير وهي (سوق تفضلي يا ست) كناية عن إلحاح الباعة المتوقفين أمام حوانيتهم على دعوة كل سيدة تمر في هذه السوق للدخول إلى حوانيتهم لتشتري من البضاعة التي تريدها. وهناك أيضاً (سوق الجمرك) وهو أيضاَ مجاور لسوق الحرير ومتخصص ببيع الأقمشة الحريرية والبروكار والآغباني ومن أسواق دمشق القديمة المسقوفة أيضاً سوق السروجية وهو مغطى بساتر قوسي من الحديد والتوتياء ويسير محاذياً لجدار قلعة دمشق الشمالي ويعود للعهد المملوكي وكان متخصصاً ببيع سروج الخيل وهوادج الجمال وحالياً تباع فيه هذه المنتجات مع انتشار صناعة الجلديات وبيعها فيه.
ومن الأسواق الشهيرة بدمشق هناك (سوق القباقبية) وهو على الرغم من أنه سوق صغير نسبياَ إلآ أن شهرته تأتي من كثرة عدد السياح والزوار الذين يعبرونه يومياً حيث يأتيه القادم من سوق الحميدية والمتجه باتجاه أحياء دمشق القديمة وخاصة حارة النوفرة، حيث يوجد مقهى النوفرة الشهير يجذبه للسياح خاصة الغربيين منهم وحيث حارة (القيمرية) التي تحول معظم بيوتاتها القديمة إلى مقاهي وكافتريا ومطاعم ومراسم وصالات عرض للفنانين التشكيليين وسوق القباقبية يعود للعهد المملوكي وهو كان متخصصاً بصنع (القباقيب) الشامية المعروفة بصوتها المميز على الأرض وبالصناديق المطعمة بالصدف ولكن حالياً تغيرت مهن هذه السوق واستغل أصحاب المحلات كثرة عدد السياح خاصة الغربيين منهم الذين يعبرونه فبدأوا بعرض منتجات محلية طريفة لجذب السياح ومنها مجسمات لكراسي القش وقطع تزينيه كمزهريات الرمل المرسوم داخلها مناظر طبيعية وأشياء نادرة جداً لا يمكن للباحث عنها إلآ أن يجدها في سوق القباقبية كذلك هناك محلات بيع منتجات فضية ومحلات بيع وشراء الآنتيكا وغيرها.
* أسواق دمشق القديمة ومن أسواق دمشق القديمة أيضاً هناك سوق باب الجابية وباب سريجة المغطى بساتر معدني وهو متخصص ببيع الخضار والفاكهة والمنتجات الغذائية واللحوم والأسماك والدجاج ولذلك يلاحظ أن معظم رواد هذا السوق من أهل وقاطني دمشق الباحثين عن أسعار رخيصة للمواد الغذائية والخضار وهي أقل من أسعار محلات الأحياء الراقية حيث يسكنون، كذلك هناك سوق مردم بك وهو سوق مغطى تبيع محلاته الشرقيات والألبسة الرياضية وألعاب الأطفال وهناك سوق القوافين وكان متخصصاً ببيع أصناف النعال (الأحذية) وحالياً تشغله متاجر الصياغ وبضع محال محدودة لبيع الأحذية الشعبية (قباقيب وشحاطات وغيرها) وهناك سوق الصقالين حيث يتخصص حالياً ببيع أكياس النايلون والورق والأغطية البلاستيكية (المشمعات) وسوق السكرية وكان متخصصاً ببيع السكاكر والحلويات والمربيات ومن ثم تخصص ببيع الألبسة المستعملة (البالة) وحالياً مكتظاً بمتاجر الألبسة النسائية والأجواخ والحرير وهناك سوق الذراع المتخصص ببيع القماش وسوق القطن المتخصص حالياً بتجارة الصوف الخام وسوق السنانية حيث تنتشر فيه حالياً متاجر بيع (الفروات) والألبسة العربية. هذه أسواق دمشق القديمة المسقوفة ومما لا شك فيه فإن السائح والزائر ستسحره هذه الأسواق بظلمتها الحانية وحيث شعاع الشمس المنبثق من ثغرات بسيطة في سقوفها وجوانبها تعطي هذه الأسواق إضاءة خافتة شاعرية وتهبها جمالاً فوق جمال وروعة فوق روعة ومنظراً بديعاً.
وبالتأكيد فإن السائح الذي سيقضي نهاراً كاملاً يتجول في أسواق دمشق القديمة التي تفتح محلاتها أبوابها الساعة الثامنة صباحاً وتستمر حتى الثامنة مساء لا بد وأن يتناول الطعام الدمشقي والشرقي وحتى الغربي في مطاعم وكافتريات انتشرت بالقرب من الأسواق القديمة وأخذت من البيوتات القديمة المبنية على الطراز الشامي مكانا لها كذلك يستطيع السائح وهو يتجول بالأسواق القديمة أن يأخذ حماماً ساخناً مع الساونا بأحد حمامات السوق العريقة والمنتشرة في أسواق دمشق القديمة والتي تعمل على نظام البراني والوسطاني والجواني.
وهذه بعض أسماء وهواتف بعض المطاعم والحمامات العربية ودرجاتها في الأسواق القديمة:
(ألف ليلة وليلة) ـ القيمرية (نجمتان) هاتف ـ 5432348 ـ والأموي سنجقدار (نجمتان) هاتف ـ 2221799 ـ (أليسار) باب توما جانب حمام البكري (نجمتان) ـ 5424300 ـ (البيانو) باب شرقي جادة حنانيا (نجمتان) 5420542 ـ (الدار البيضاء) باب شرقي (نجمتان) هـ ـ 54348141 ـ (الزيتونة) باب شرقي (نجمتان) 54311324 ـ (العز) سوق الحميدية باب البريد (نجمتان) 2218174 ـ (القصر الأموي) سوق القباقبية المصبغة الخضراء (نجمتان) 2220897 ـ (القيثارة) باب شرقي (نجمتان) 5419823 ـ (المدينة القديمة) باب السلام (نجمتان) 5428088 (قصر العرسان) سوق الحميدية باب البريد (نجمتان) 2225963 (مرمر) باب توما نجمتان هاتف 5410041 ـ أما الحمامات العامة القديمة في الأسواق فهناك: حمام نور الدين الشهير (البزورية) 2229513 ـ حمام الملك الظاهر (سوق البريد) 2225330 ـ حمام البكري باب توما 5420666 ـ حمام القرماني سوق العتيق 2317536 ـ حمام الورد سوق ساروجة 2314307 ـ حمام عز الدين (باب سريجة) هاتف 2214816 ـ حمام التيروزي (باب السريجة) هاتف ـ 2216773 ـ