المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مراسلات اينشتاين مع المرجع الطباطبائي البروجردي



قمبيز
05-16-2007, 11:52 PM
نشر مؤخراً الموقع الإلكتروني : www.irexpert.ir والذي يعتبر مـــــن المواقع المرجعية للأخصائيين الإيرانيين خبراً يكشف النقاب عن جانـــــب من المراسلات العلمية بين اينشتاين ( 1879- 1955 ) م عالم الفيزيــــــاء النظرية وواضع النظرية النسبية العامة الشهيرة والذي حاز في العـــــــــام 1921 م على جائزة نوبل في الفيزياء و المرجع الديني الراحل الســــــــيد حسـين الطباطبائي البروجردي ( 1875 – 1961 ) م الذي أنتقلت اليـــــه المرجعية عام 1946 م .

في رســــالة اينشتاين المعنونة بـ "الدي اكلرونغ" والتي تعني "الإعـلام" والمكتوبة عام 1954 م في الولايات المتحدة وباللغة الألمانية يشـــــــيد اينشتاين بالإسلام ومكانته الفريدة والعقلانية التي يتميز بها .

والرســــــالة في الأصل مجموعة من المراسلات العلمية الخاصة بيـــــــن انيشـتاين والمرجع الديني أية الله العظمى الســيد البروجردي والتي كانــت تترجم بواسطة أشهر المترجمي الإيرانييين حينئذ .

في الرسالة يذهب اينيشتاين الى عرض نظريته الشهيرة بالنسبية على أيات من القران الكريم والأحاديث الواردة في نهج البلاغة وبحار الأنــــــــــوار للعلامة المجلسي والتي تم ترجمتها من اللغة العربية إلى الإنجليزيــــــــــة بواسطة حميد رضا و برعاية المرجــــــــــع الديني أيت الله البروجردي.

ومن هذه الروايات رواية المعراج الجســماني للنبي صلى الله عليه واله و سلم التي يوردها العلامة المجلسي في البحار وتتضمن بأنه : عند ارتفاع النبي من الأرض تصطدم رجل النبي صلى الله عليه واله أوعباءته بآنية من الماء وتنقلب آنية الماء. لكن وعند رجوع النبي صلى الله عليه واله وســــلم من المعــــــــراج يشاهد ان الماء مازال يجري من الآنية رغم مرور كل ذلك الوقت .

يصف انيشتاين هذه الرواية بأثمن التصريحات العلمية بخصوص "نسبية الزمان " مذيلاً ذلك بتعليق فيزيائي مفصل .

كما يصف انيشتاين في رسالته المذكورة أمثال هذه الروايات بالعميقة التي ينفرد بروايتها أتباع مدرسة أهل البيت عن ائمتهم عليهم السلام مضيفاً بأن الكثيرين لم يستوعبوها .

و يشير الى انه حتى و إنْ تبدل كل وجودنا إلى طاقة فمن الممكـــــــــــن فيزيائياً أن يحيا ، ويتحول إلى مادة مرة أخرى.

كما يتطرق اينيشتاين في الرسالة أيضاً إلى عقيدة المعاد الجســـماني ويقوم بإثباته من الطرق الفيزيائية وذلك فضلا عن قانون نيوتن الثاث بخصوص الفعل ورد الفعل . فيعتبر ان معادلة المعاد الجسماني هي عكس المعادلـــة النسبية الشهيرة بين المادة والطاقة .

كما انه يعتبر نظرية وحدة الوجود لملا صدرا غير صائبة ، وينتقدها من وجهة النظر الفيزيائية القديمة والحديثة النســــــــبية و بإيجاز شديد يقول اينيشتاين :

أن كل وجود في هذا العالم له فضاءه و حدوده الفيزيائية الخاصة به ولا يمكــــن ان تتحد مع وجود اخر في هذا الكون .

ويتابع اينيشتاين الكلام عن صحة نسبية احكام العقل ليؤكد صحة أقـــــوال الذين يعتبرون العقل نسبياً وغير صالح لإستنباط الأحكام الشرعية مضيفاً بــــأن الحق مع اخباريكم ومازال الوقت مبكرا لكي يدرك الناس ذلك .

يذكر اينيشتاين في هذه الرساله آية الله البروجردي بأحترام فائق وبعنوان البروجردي الكبير كما يشير الى الدكتور حسابي بعنوان "الحســــــــابي العزيز" .

هذا وقيمة الرسالة 300000 دولار وأبتاعها البرفسور مهدوي من تاجر آثار كبير .

وتمّ التأكد فنياً من صحة الإمضاء ونسبة الخط الى اينيشتاين .

المصدر : www.irexpert.ir

قمبيز
05-16-2007, 11:55 PM
مصادر اخرى نشرت الخبر


http://einstein2007.persianblog.com/


http://ebaa.net/wjhat-nadar/14/1059.htm

2005ليلى
05-24-2007, 09:55 PM
شكرا يا اخي على النقل

بالفعل هي مفاجأة ان تتم مثل هذه المراسلات بين عالم فيزياء مشهور يبحث في الظواهر الكونية وبين مرجع ديني له وزنه في العالم الشيعي والاسلامي بشكل عام ، نود ان نرى المزيد من هذه المراسلات وفهم العلاقة بين روايات اهل البيت وآخر ما توصل اليه علم الفيزياء .

موالى
05-25-2007, 12:25 AM
هذا موضوع جميل

من يعرف مصطلح ( نسبية الزمن ) ؟ الذي اشار اليه اينشتاين ، حتي لو كان بالمعني العرفي وليس العلمي ؟

السلام
05-25-2007, 03:53 PM
نثبت الموضوع لفترة للمزيد من البحث حول هذه المراسلات ومواضيعها .

فاطمي
06-08-2007, 07:00 AM
شروح مبسطة للنظرية النسبية عند اينشتاين

تعتبر النسبية العامة

General Relativity

ان الزمن يمثل احد الابعاد الاساسية في الكون، مثل الطول والعرض والعمق. لذا يقال دوماً أن اينشتاين أضاف البعد الرابع (الزمن) الى الكون. ويسمى هذا الامر "مُركّب الزمان – المكان"، الذي يشار اليه اختصاراً بمصطلح "الزمكان".

حاجج اينشتاين بأن الجاذبية لها القدرة على التأثير في مركب الزمكان، وانها "تشده" باتجاهها. ولأن الضوء الكوني يسير في خط مستقيم في الكون، فإن الجاذبية تشده وتلويه. المعروف ان اينشتاين اعتبر ان الضوء وسرعته هما اساس احتساب الزمان في الكون، وان الوقت يسير بسرعة تساوي سرعة الضوء. ولذا، فان الجاذبية تشد الضوء، مما يعني انها تمارس تأثيراً على الوقت، فتبطئه او تغيير من سريانه. ولهذا اشتهرت مقولة "ان الوقت نسبي" باعتبارها من اساسيات ما نادى به اينشتاين.

وفي العام 1919، أجريت محاولة اولى لقياس قدرة الجاذبية على لوي خطوط الضوء، وبواسطة احتساب فارق مواقع لنجوم بين الليل والنهار اثناء الكسوف الشمسي. وجاءت تلك التجربة لتثبت ان موقع النجوم، بالنسبة لأي من يراقبها في الأرض، تتأثر بالشمس. اذ تملك الشمس جاذبية كبيرة، لذا فإنها تشد اليها الضوء الصادر من النجوم، اثناء سيره الى الأرض. أما في الليل، فان من يراقب النجوم من الارض يكون غير متعرض لاثر جاذبية الشمس، او بالأحرى يكون الأثر في الاتجاه الآخر. لذا، يظهر فارق حسابي في تحديد مواقع النجوم من الأرض بين الليل والنهار. وبالطبع، لا يمكن رؤية النجوم نهاراً، بأثر من ضياء الشمس. ولذا، استغل العلماء حدوث كسوف شمسي كامل في العام 1919، لمراقبة النجوم نهاراً. اعتبرت تلك النظرية من اقوى الاثباتات على نظرية اينشتاين. وفيما بعد، تبين ان الادوات التي استخدمها العلماء آنذاك لا تتمتع بالدقة الكافية، خصوصاً عند مقارنتها بالأدوات الحديثة. ومع ذلك، فإن الحسابات الأكثر دقة عن اثر الجاذبية على الضوء ايدت نظرية اينشتاين.

وفي العام1962، اجريت تجربة لقياس اثر الجاذبية الأرضية على الوقت. فإذا كانت حسابات اينشتاين صحيحة، فان جاذبية الارض تمارس تأثيراً اقوى على الضوء القريب منها، وبالتالي فإنها تبطئه وتخفض ايقاع الزمن. وضعت ساعتان فائقتا الدقة في اسفل واعلى برج عال. وتبين ان الساعة في الأسفل اعطت مقياساً للوقت ابطأ من الساعة في الأعلى. وأكدت التجربة صحة نظرية النسبية العامة عند اينشتاين.

2- شرح نظرية النسبية الخاصة

- ترتكز نظرية النسبية الخاصة

Special Relativity

، التي تشرح حركة الأجسام في السرعات العالية والقريبة من سرعة الضوء, الى مقولتين في العلاقة بين المسافة والزمان، اضافة الى تشديدها على ان سرعة الضوء تبقى ثابتة، بغض النظر عن موقع الشخص الذي يراقبها في الكون.

وبقول آخر، فإن النسبية الخاصة ترى ان قوانين الطبيعة لا تتأثر بحركة الشخص الذي يرصدها.

1- نسبية المسافة

رأى اينشتاين ان "الاشياء التي تتحرك في سرعة فائقة تبدو وكأنها تتقلص باتجاه سهم السرعة، بالنسبة الى المراقب الثابت". لنفترض ان شخصاً يقف في محطة قطار هائلة الابعاد. يدخل قطار طويل جداً المحطة بسرعة ثلث سرعة الضوء. بالنسبة الى ذلك الشخص، سيرى القطار وكأنه "صغر" بمقدار الثلث. فمثلاً، اذا حمل راكب في القطار بطارية يد واطلق شعاع ضوء باتجاه مقدمة القطار. يسير الضوء في سرعة ثابتة، بالنسبة للراكب، مما يمكنه من قياس طول القطار، باحتساب الوقت اللازم لضوء البطارية للوصول الى مقدم القطار. والسبب في ذلك، ان الراكب يتحرك بسرعة تساوي سرعة القطار. واما بالنسبة الى المراقب الواقف في المحطة، فكلما تزايدت سرعة القطار، كلما قل الوقت اللازم لضوء البطارية للوصول الى مقدم القطار، اي ان طول القطار سيصبح اقل (القطار يتقلص). وعند تساوي سرعة الضوء مع سرعة القطار، فإن طول القطار يصبح صفراً، اي ان القطار يتلاشى!

ب - نسبية الزمان

رأى اينشتاين ان "الزمان يزداد قصراً مع السرعة، اي ان ايقاعه يصبح اسرع. ويتباطأ الزمان كلما قلت السرعة". ولعل هذه المقولة اكثر المقولات اثارة للجدل في نظرية النسبية، واكثرها اهمية ايضاً.

وفي العودة الى القطار الاسطوري الوارد آنفاً. لنفرض ان الراكب يوجه الضوء من بطارية الى مرآة في أرض القطار، ليرتد منها الى لوح زجاجي على مسافة معينة من الراكب. لا تؤثر الزيادة في سرعة القطار على الوقت اللازم ليصل الضوء الى المرأة وينعكس على اللوح. ويختلف الأمر بالنسبة لمن يراقب تلك الأشياء نفسها من الخارج، سواء كان واقفاً او متحركاً بسرعة بطيئة بالنسبة الى سرعة القطار. وبالنسبة الى المراقب الواقف او البطيء، فإن الوقت اللازم للضوء ليعبر الى المرأة ثم الى اللوح، سيبدو أطول باستمرار، بمعنى ان وتيرة الوقت تصبح اكثر بطأ بالنسبة الى من يسير بسرعة بطيئة.

واضافة الى ذلك، وضع اينشتاين قانون تبادل الكتلة والطاقة، الذي تُعبّر عنه المعادلة الأكثر شهرة في التاريخ

E= KMC2

، التي تعني ان الطاقة التي يمثلها جسم متحرك تساوي كتلته مضروبة بمربع سرعته، مضروبين برقم ثابت. ويعني ذلك ان الطاقة التي تكتسبها الأجسام في الحركة، تنضاف الى كتلتها، التي تزيد كلما تزايدت سرعتها، وبالتالي تحتاج الى طاقة اكبر لتزيد من حركتها وهكذا دواليك. وتصبح الطاقة المطلوبة لاستمرارها في الحركة السريعة، هائلة كلما اقتربت من سرعة الضوء. والحال انها لا تبلغ سرعة الضوء ابداً، لأن كتلتها تصبح لامتناهية. وبالخلاصة، فإن كل الاشياء محكومة بأن تسير بسرعة اقل من سرعة الضوء.

هل الوقت نسبي، كما نظّر اينشتاين؟ هل الوقت يختلف عند التحرك بسرعات كبيرة، كتلك التي تقارب الضوء؟ لم يقبل علماء الكمومية ان هذا الأمر يمثل قاعدة ثابتة. ورأوا ان ثمة أحوالاً لا يتأثر الزمن فيها لا بالمسافات ولا بالسرعات. ومن الممكن تحريك الاشياء البعيدة من بعضها بعضاً بسنوات ضوئية، من دون ان تخضع لنسبية الوقت، اي انها تتحرك في الوقت نفسه، وبغض النظر عن السرعة! لم يقبل اينشتاين هذا المفهوم تحديداً، الذي يسمى احياناً بمفهوم التشابك

Entagelement

، ولذا وقعت القطيعة بينه وبين علماء الكمومية

نقل عن دار الحياة

فاطمي
06-08-2007, 07:05 AM
البرت اينشتين والنظرية النسبية

البرت اينشتين عالم فيزيائي قضى حياته في محاولة لفهم قوانين الكون. كان اينشتين يسأل الكثير من الأسئلة المتعلقة بالكون ويقوم بعمل التجارب داخل عقله. فقد عاش اينشتين عبقريا باجماع كافة علماء عصره وبلغ اسمى درجات المجد العلمية بخلاف العديد من العلماء الذين ماتوا دون ان يحظوا بمتعة النجاح والتألق فمثلاً العالم ماندل الذي وضع قوانين الوراثة لم يعرف احد أنه هو الذي وضع هذه القوانين إلا بعد وفاته بخمسين عام، كذلك العالم والطبيب العربي ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية في جسم الانسان لايزال مجهولا حتى الآن وغيره من الأمثلة..

كانت عبقرية اينشتين من نوع مختلف فلم يكن احد يفهم شيء عن نظريته النسبية أو تطبيقاتها ولكن الجميع اقر بمنطقها. فقد جاءت النظرية النسبية الخاصة لتحير العلماء وتغير مفاهيم الفيزياء المعروفة. ويروي أن آينشتين كان يقف في أحد شوارع هوليود مع شارلي تشابلن فتجمع حولهما المارة، فقال آينشتين لتشابلن ((لقد تجمع الناس لينظروا إلى عبقري يفهمونه تمام الفهم وهو أنت، وعبقري لا يفهمون من أمره شيئاً وهو أنا))..

العديد من العلماء بلغوا مراتب علمية عالية نتيجة لمجهودهم الفكري أو الفني فمثلاً اديسون وبيكاسو وأبن سينا والمتنبي اجمع الناس على تفوقهم وعبقريتهم لأنهم لمسوا ورأوا قيمة ما يقدمون من اكتشافات واختراعات. وهذا لم يحدث مع آينشتين حيث كانت عبقريته من نوع مختلف فما هو الذي قدمه آينشتين؟

وعن ماذا كانت عبقريته؟ وما قيمة ما قدمه؟ وعن أي شيء تتحدث. كل ما هو معروف أنه وضع النظرية النسبية. فإذا ماحاول المرء قراءة النظرية النسبية إلا وجد نفسه غارقاً في بحر من الألغاز لدرجة انه شاع القول بأن هناك عشرة في العالم يفهمون النظرية النسبية وهنا يجب أن اؤوكد أن هذا غير صحيح وسوف نقوم من خلال هذه المقالة تقديم شرح مبسط للنظرية النسبية الخاصة ونتائجها لتكون في مستوى القارئ العادي..

فاطمي
06-08-2007, 07:07 AM
حياة آينشتين

ولد آلبرت أينشتين في 14 مارس 1879 في ألمانيا في مدينة صغيرة تسمى أولم وبعد عام انتقلت اسرته إلى ميونخ. كان والده هرمان صاحب مصنع كهروكيميائي. وكانت والدته بولين كوخ من عشاق الموسيقى وكان له اخت تصغره بعام. تأخر آينشتين عن النطق وكان يحب الصمت والتفكير والتأمل ولم يهوى اللعب كأقرانه. لم يكن يعجبه نظام المدرسة وطريقة التعليم فيها التي تحصر الطالب في نطاق ضيق ولا تدع له مجالاً للأبداع واظهار امكانياته.

اهدى له والده بوصلة صغيرة في عيد ميلاده العاشر وكان لها الاثر البالغ في نفسه وبابرتها المغناطيسية التي تشير دائما إلى الشمال والجنوب واستخلص هذا الطفل بعد تأمل عميق أن الفضاء ليس خالياً ولا بد وأن فيه ما يحرك الاجسام ويجعلها تدور في نسق معين. تعلق آينشتين في شبابه بعلم الطبيعة والرياضيات وبرع فيهما في البيت وليس في المدرسة ووجد متعة في علم الهندسة وحل مسائلها. تعلم الموسيقى وهو في السادسة من عمره وكان يعزف على الة الكمان. كانت اكبر مشكلة له اضطراره لدراسة اللغات والعلوم الانسانية التي لا تطلق للفكر العنان وانما حفظها للحصول على الشهادة وكان كثيرا ما يحرج اساتذة الرياضيات لتفوقه عليهم وطرده احد الاساتذة من المدرسة قائلاً له ((أن وجودك في المدرسة يهدم احترام التلاميذ لي)) سافر بعدها ليلتحق بوالديه في ميلانو بعد ان تركوه لمشاكل مادية في ميونخ والتحق هناك في معهد بولوتيكنيك ولكنه رسب في جميع امتحانات الالتحاق فيما عدا الرياضيات فارشده مدير المعهد ليدرس دبلوم في احدى مدن سويسرا ليتمكن بعد عام من الالتحاق في البوليتكنيك.

في عام 1901 بلغ اينشتين من العمر 21 عاماً وبعد عناء طويل للحصول على عمل يعيش منه حصل على وظيفة في مكتب تسجيل براءات الاختراع في برن. قرأ الكثير عن اعمال العلماء والفلاسفة ولم تعجبه كتاباتهم حيث وصفها بالسطحية والبعد عن العمق الفكري الذي يبحث عنه.

في العام 1905 وضع آينشتين خلال عمله في مكتب تسجيل الأختراعات العديد من النظريات التي جعلت من العام 1905 عاماً ثورياً في تاريخ العالم. واسترعت نتائج نظرياته اهتمام علماء الفيزياء في كافة جامعات سويسرا مما طالبوا بتغير وظيفته من كاتب إلى استاذ في الجامعة وفي عام 1909 عين رئيسا للفيزياء النظرية في جامعة زوريخ ثم انتقل إلى جامعة براغ الألمانية في 1910 ليشغل نفس المنصب ولكنه اضطر لمغادرتها في العام 1912 بسبب رفض زوجته مغادرة زوريخ.....

من أعمال أينشتين نذكر.....

في عام 1905 نشر اينشتين اربعة ابحاث علمية الأولى في تفسير الظاهرة الكهروضوئية والبحث الثاني للحركة الابروانية للجزيئلت والثالثة لطبيعة المكان والزمان والرابعة لديناميكا حركة الأجسام الفردية. كان البحثين الأخيرين الاساس للنظرية النسبية الخاصة والتي نتج عنها معادلة الطاقة

E=mc2

وبتحويل كتلة متناهية في الصغر امكن الحصول على طاقة هائلة (الطاقة النووية)..

في العام 1921 حصل أينشتين على جائزة نوبل لأكشتافه قانون الظاهرة الكهروضوئية التي حيرت هذه الظاهرة علماء عصره.

وضع اينشتين الاسس العلمية للعديد من المجالات الحديثة في الفيزياء هي:

النظرية النسيبة الخاصة

النظرية النسبية العامة

ميكانيكا الكم

نظرية المجال الموحد

وحتى يومنا هذا يقف العلماء عاجزين عن تخيل كيف توصل اينشتين لهذا النظريات ولا سيما وأن التجارب التي تجرى حتى الأن تؤكد صحة نظريات اينشتين وينشر ما يقارب 1000 بحث سنوياً حول النظرية النسبية..

قبل الحديث عن النظرية النسبية الخاصة وتطبيقاتها سوف نلقي بعض الضوء على حياة اينشتين...

تابع حياة اينشتين...

قال عنه زميله في برلين العالم الفيزيائي لندتبورغ ((كان يوجد في برلين نوعان من الفيزيائيين: النوع الأول آينشتين، والنوع الآخر سائر الفيزيائيين)).

مع اندلاع الحرب العالمية ظل آينشتين يتابع اعماله العلمية في برلين وركز نشاطه على التوسع في نظرية الجاذبية التي نشرها في العام 1916 وهو في الثامنة والثلاثين من عمره. حاول الكثير من الاحزاب السياسية زجه في نشاطاتهم ولكنه كان دائما يقول انني لم اخلق للسياسة وفضل الانعزال والوحدة قائلاً ((ان الفرد المنعزل هو وحده الذي يستطيع أن يفكر وبالتالي أن يخلق قيما جديدة تتكامل بها الجماعة)) هذا ادى إلى دفع معارضيه للنيل منه. احيكت له المؤامرات والدسائس مما زاع صيته في مختلف انحاء العالم ووجهت له الدعوات من العديد من الجامعات للتعرف عليه وسافر إلى ليدن بهولندا وعين استاذاً في جامعتها. وأسف الكثيرون في ألمانيا رحيله لأن شهرته العظيمة في الخارج من شأنها ان تعيد إلى المانيا هيبتها التي فقدتها في الحرب. وتلقى كتب ودعوات من وزير التربية ليعود إلى بلده فعاد وحصل على الجنسية الألمانية لانه في ذلك الوقت كان لايزال محتفظاً بجنسيته السويسرية.

كثرت الدعوات التي تلقاها اينشتين بسبب شهرة نظريته النسبية وكان يقابل في كل مرة يلقي فيها محاضرة باحتفال هائل يحضره عامة الناس ليتعرفوا على هذا الرجل بالرغم من عدم المامهم بفحوى النظرية النسبية ولكن اهتمام الناس به لم يسبق لعالم ان حظي به من قبل فكان يستقبل استقبال المعجبين لفنان مشهور. لقد كان تقرير صادر عن البعثة الفلكية الانجليزية عام 1919 الذي تؤيد فيه صحة نبوءة آينشتين عن انحراف الضوء عند مروره بالجو الجاذبي من اهم دواعي شهرته العالمية. ولكن لكونه الماني الجنسية كان صيته في انجلترا قليل وبدعوة من اللورد هالدين توجه آينشتين إلى انجلترا وقدمه هالدين قائلا ((إن ما صنعه نيوتن بالنسبة إلى القرن الثامن عشر يصنعه آينشتين بالنسبة إلى القرن العشرين)).

يروى أنه تم الاعلان عن جائزة قدرها خمسة آلاف دولار لكاتب احسن ملخص للنظرية النسبية في حدود ثلاثة آلاف كلمة فتقدم ثلاثمائة شخص وحصل على الجائزة رجل من محبي الفيزياء ايرلاندي الجنسية عمره 61 عاماً في 1921.

ظل آينشتين يسافر بين بلدان العالم من فرنسا إلى اسبانيا إلى فلسطين وإلى الصين واليابان وحصل على جائزة نوبل في 1923 وسلمه اياها ملك السويد وبعدها استقر في برلين وكان الزوار من مختلف انحاء العالم يأتون له ويستمتعون بحديثه ولقاءه حتى عام 1929 والتي فيها بلغ من العمر الخمسين عاماً قرر الاختفاء عن الانظار ولم يكن احد يعلم اين يقيم.

كان آينشتين محبا للسلم ويكره الحرب وفي نداء تلفزيوني إلى تورمان رئيس الولايات المتحدة الاسبق قال ((لقد كان من المفروض أول الامر أن يكون سباق التسلح من قبيل التدابير الدفاعية. ولكنه اصبح اليوم ذا طابع جنوني. لأنه لو سارت الامور على هذا المنوال فسيأتي يوم يزول فيه كل أثر للحياة على وجه البسيطة)).

في 18 ابريل من العام 1955 وفي مدينة برنستون مات ذلك العبقري وأخذ الناس يتحدثون عن آينشتين من جديد وتنافست الجامعات للاستئثار بدماغ ذلك الرجل عساها تقف من فحصه على اسرار عبقريته.. كان آينشتين يعيش بخياله في عالم اخر له فيه الشطحات والسبحات وكانت الموسيقى سبيله الوحيد للتنفيس عن ثورته العارمة وكان الكون بالنسبة له مسرحا ينتزع منه الحكمة فغاص في ابعاده السحيقة وبهذا نكون قد لخصنا قصة حياة اسطورة القرن العشرين لندخل في تفاصيل النظرية النسبية الخاصة ونتائجها.....

الابعاد الأربعة (المكانية والزمانية)

نحتاج قبل الدخول إلى مفاهيم النظرية النسبية تعريف مفهوم الابعاد المكانية والزمنية حيث أن كثيرا ما تعرف النظرية النسبية على انها نظرية البعد الرابع. فما هي هذا الأبعاد الاربعة وكيف نستخدمها ولماذا اينشتين العالم الأول الذي اكد على ضرورة استخدام البعد الرابع (الزمن) بالاضافة إلى الابعاد الثلاثة التي اعتمد عليها جميع العلماء من قبله...

تطور مفهوم الابعاد مع تطور الانسان واقصد هنا تطوره في الحياة ففي الزمن الأول كان الانسان يتعامل مع بعد واحد في حياته هذا جاء من احتياجه للبحث عن طعامه فكان يستخدم رمحه لاصطياد فريسته وبالتالي كان يقذف رمحه في اتجاه الفريسة حيث ينطلق الرمح في خط مستقيم وحركة الرمح هنا تكون في بعد واحد وسنرمز له بالرمز

x.

ومن ثم احتاج الانسان ليزرع الارض وبالتالي احتاج إلى التعامل مع مساحة من الأرض تحدد بالطول والعرض وهذا يعد استخدام بعدين هما

x و y

لأنه بدونهما لايستطيع تقدير مساحة الأرض المزروعة. وعندما احتاج الانسان للبناء أخذ يفكر ويحسب في البعد الثالث وهو الارتفاع. وهذه هي الابعاد الثلاثة

x,y,z

والتي كانت الاساس في حسابات الانسان الهندسية، وحتى مطلع القرن العشرين اعتبرها الانسان كافية لحل كل المسائل التي تقابله على سطح الكرة الأرضية. وحتى يومنا هذا نعتمد على الابعاد الثلاثة في تنقلاتنا وسفرنا وحساباتنا.

آينشتين هو العالم الوحيد الذي فكر في البعد الرابع (الزمن) وقال ان الكون الذي نعيشه ذو أربعة ابعاد وهي الطول والعرض والارتفاع والزمن. وادخل البعد الرابع في جميع حساباته. يستطيع الانسان تخيل البعد الواحد والبعدين ويمكن رسمهما ولكن البعد الثالث يحتاج منه إلى قدرات تخيلية إضافية ولكن من الصعب التفكير والتخيل بالابعاد الاربعة معا وخصوصا أن البعد الرابع وهو الزمن لايمكن رؤيته ولكننا نعيشه وندركه كمسلمة من مسلمات الوجود. فإذا اعتبرنا أن هندسة الكون تعتمد على اربعة ابعاد فإن حساباتها ستكون غاية في التعقيد ونتائجها غير متوقعة وهذا مافعله آينشتين في نظريته النسبية.

تمهيد

ان المقاييس من مساحات وحجوم وكتل وتحديد المكان والزمان والسرعة هي مقاييس معروفة في نظر الفيزياء الكلاسيكية (فيزياء جاليلو ونيوتن) فكلنا نقيس المسافات والزمن بنفس الطريقة والكيفية ولا يختلف في ذلك اثنان اذا كانت مقايسهما معايرة بدقة وهذا يعني أننا سلمنا بأن هذه المقاييس مطلقة ولكن هذا يخالف النظرية النسبية التي تقوم على أنه لا وجود لشيء مطلق في كل هذه الاشياء أنما هي نسبية، فالدقيقة (60 ثانية) التي نقيسها بساعاتنا يمكن ان يقيسها آخر على انها أقل من دقيقة أو أكثر وكذلك المتر العياري طوله متر بالنسبة للشخص الذي يحمله ولكن بانسبة لآخر يتحرك بسرعة كبيرة بالنسبة لذلك الشخص يجد المتر 80 سنتمتر وكلما زادت سرعته كلما قل طول المتر ليصبح طول المتر صفر اذا تحرك الشخص بسرعة الضوء (سنجد انه من الاستحالة الوصول لسرعة الضوء) وهذا لا يعود لخطأ في القياسات بين الشخصين أو خلل في آلات الرصد التي يستخدمونها فكل منهما يكون صحيحا ولكن بالنسبة له ولهذا سميت بالنظرية النسبية والكثير من الأمور المسلم بها في حياتنا والتي نعتبرها مطلقة تصبح نسبية في عالم النسبية.

بمفهوم اينشتين والتعامل مع الزمن على أنه بعد من الأبعاد يصبح كل شيء نسبياً فمثلاً نعرف أن الكتلة هي كمية المادة الموجودة في حجم معين مثل كتلة الماء في حجم سنتيمتر مكعب هي واحد جرام وكتلة الماء هذه ثابتة ولكن وزنها هو الذي يتغير تغيرا طفيفا نتيجة لتأثير الجاذبية عليها فيقل الوزن قليلا في المرتفعات ويزيد في المنخفضات نتيجة لتغير تأثير الجاذبية حسب بعدنا او قربنا من مركز الارض وهذا التغير يكون في حدود جرام واحد فقط، ولكن آينشتين يبين أن الكتلة تتخلى عن تأثير الجاذبية وتتغير في حدود أكبر بكثير قد تصل إلى الالاف ولا علاقة لتغير الكتلة بالجاذبية. إن ثبوت المقاييس والابعاد عند آينشتين في الكون لا وجود له حسب نظريته النسبية.

لتفصيل الموضوع اكثر سوف نقوم بشرح اوسع لمفهوم المكان في النسبية ومن ثم شرح مفهوم الزمن في النسبية.

المكان في النسبية

اذا سألت نفسك عزيزي القارئ في هذه اللحظة هل أنت ثابت أم متحرك، فستنظر حولك بكل تأكيد وتقول أنا لست متحرك فأنا ثابت امام جهاز الكمبيوتر وعلى الارض وهذا صحيح فأنت ثابت بالنسبة للكمبيوتر والارض (أي الكرة الارضية) ولكن هذا ليس صحيح بالنسبة للكون فأنت والكمبيوتر والارض التي تقف عليها تتحركوا وهذه الحركة عبارة عن مجموعة من الحركات منها حركة الارض حول نفسها وحركة الارض حول الشمس وهناك حركة للشمس والارض داخل مجرة درب التبانة ومجرة درب التبانة تتحرك بالنسبة إلى الكون.. إذا عندما اعتقدت انك ثابت فهذا بالنسبة للاشياء حولك ولكن بالنسبة للكون فكل شيء متحرك. وخذ على سبيل المثال هذه الارقام ......

سرعة دوران الأرض حول نفسها ربع ميل في الثانية وسرعة دوران الارض حول الشمس 18 ميل في الثانية والشمس والكواكب تسير بالنسبة لجيرانها النجوم بسرعة 120 ميل في الثانية ومجرة درب التبانة منطلقة في الفضاء بسرعة تصل إلى 40000 ميل في الثانية. تخيل الان كم هي سرعتك وعدد الحركات التي تتحركها بالنسبة للكون. وقدر المسافة التي قطعتها منذ بدء قراءة هذه الحلقة حتى الان.

لا احد يستطيع ان يحدد هل مجرة درب التبانة هي التي تبتعد عن المجرات الاخرى بسرعة 40000 ميل في الثانية أم ان المجرات هي التي تبتعد عنا بهذه السرعة. فعلى سبيل المثال اذا ارد شخص ان يصف لنا سفره من مطار غزة إلى مطار دبي الدولي فإنه يقول غادرت الطائرة مطار غزة في الساعة الثالثة ظهرا واتجهت شرقا لتهبط في مطار دبي الدولي الساعة السادسة مساءً.. ولكن لشخص اخر في مكان ما في الكون يرى ان الطائرة ارتفعت عن سطح الارض في غزة واخذت تتباطأ حتى وصلت مطار دبي لتهبط فيه. أو ان الطائرة ومطار دبي تحركا في اتجاهات مختلفة ليلتقيا في نقطة الهبوط.. وهنا يكون من المستحيل في الكون الواسع تحديد من الذي تحرك الطائرة ام المطار.

كذلك يجب أن نؤكد ان الاتجاهات الاربعة شمال وجنوب وشرق وغرب والكلمات فوق وتحت ويمين وشمال هي اصطلاحات لا وجود لها في الكون فلا يوجد تحت أو فوق ولاشمال أو جنوب.

ان التعامل بهذه المفاهيم الجديدة والنظرة الشاملة للكون بلاشك امر محير ولاسيما اذا ادخلنا البعد الرابع في حساباتنا فكل شيء يصبح نسبي.

مما سبق تبين أن نسبية المكان تخالف كل ما هو مألوف لنا وقد يتسائل القارئ ما أهمية ذلك بالنسبة لنا ونحن نعيش على سطح الأرض وامورنا كلها مضبوطة على نسق واحد؟ ولماذا هذا الخلط بين ما يحدث على الأرض والكون؟ وما فائدة النسبية لنا كل هذه الاسئلة سيأتي الاجابة عليها من خلال هذه الحلقات المتتابعة عن النظرية النسبية ولكن قبل ذلك يجب الخوض في نسبية الزمان وهذا سيوضح لنا أن مفهوم الماضي والحاضر والمستقبل هي من الأمور النسيبة أيضا.....

الزمان في النسبية

لم يكتف آينشتين بأن أثبت أن المكان نسبي ولكن عمم نسبية المكان على الزمان (البعد الرابع) حيث أنه قال طالما أننا نعيش في عالم ذو أربعة ابعاد ووجد أن الأبعاد المكانية الثلاثة التي تحدد بـ

x,y,z

هي نسبية لا بد وان يكون الزمان (البعد الرابع) نسبياً أيضا هذا هو أينشتين الذي يفكر ويضع النظريات ويحلل النتائج في عقله ويخرج للناس بمفاهيم جديدة لم يستطيع احد ان ينفيها ولا ان يبطلها ولا ان يصدقها ولكن كانت نسبية المكان والزمان منذ ذلك الوقت وحتي يومنا هذا تبرهن على صحتها من خلال تفسيرها للعديد من الظواهر الفيزيائية التي حيرت العلماء ولم يكن امامهم الا تطبيق نظرية اينشتين ليجدوها تفسر تلك الظواهر وسيأتي شرح تفصيلي لهذه الظواهر..

اعتبر العلماء ومن بينهم العالم نيوتن أن الزمن مطلق ويجري بالتساوي دون أية علاقة بأي مؤثر خارجي. ولكن اينشتين لم يتقيد بما سبقه من العلماء وفكر بالأمر من وجهة نظر مختلفة تشمل الكون الفسيح كيف ذلك؟؟...

تعودنا نحن سكان الكرة الأرضية على تقدير الزمن من خلال اليوم واجزائه (الساعة والدقيقة والثانية) ومضاعفاته (الاسبوع والشهر والسنة والقرن) ويومنا هو مقدار الزمن اللازم للأرض لتدور حول نفسها دورة كاملة والسنة هي مقدار الزمن اللازم للأرض لاكمال دورة كاملة حول الشمس وتساوي 365 يوم وربع اليوم. ولكن ماذا عن اليوم والسنة على كوكب عطارد أو كوكب بلوتو لا شك أن ذلك سيكون مختلف بالنسبة لمقايسنا فالسنة على كوكب عطارد ثلاثة أشهر من الوقت الذي نقيسه على الأرض بينما السنة على كوكب بلوتو فهي اكبر من ذلك بكثير وتساوي 248 سنة من سنوات الأرض..

الأمر عند هذا الحد معقول ولكن ماذا عن المجرات الأخرى كيف تقدر اليوم والسنة عندها؟ وهل يمكن استخدام الازمنة الأرضية كمقياس للزمن على ارجاء هذا الكون الفسيح؟ وتجدر الاشارة هنا إلى أن مصطلح فسيح لا يعبر عن مدى كبر حجم هذا الكون ...لنرى معا المقصود بكلمة فسيح.

مما سبق تبين أن هذا الكون يحتاج إلى طريقة جديدة لتقدير المسافات بين مجراته ونجومه لأن استخدام وحدة المتر أو الميل ستقودنا إلى ارقام كبيرة جدا لا يمكن تخيلها ولهذا فإن العلماء يستخدمون سرعة الضوء لقياس المسافة حيث أن سرعة الضوء 300 ألف كيلومتر في الثانية (الضوء يدور حول الأرض 7 مرات في الثانية أي عندما تقول كلمة واحدة يكون الضوء قد لف حول الارض سبع مرات) واذا حسبنا المسافة التي يقطعها الضوء في السنة نجد انها مسافة كبيرة جدا (الارقام الفلكية) فمثلا نعلم أن اشعة الشمس تصلنا خلال ثمانية دقائق وبهذا يكون بعد الشمس عنا ثماني دقائق ضوئية وهنا استخدمنا وحدة الزمن لقياس المسافة. مثال اخر على اقرب نجم إلى المجموعة الشمسية يسمى الفا قنطورس يبعد عنا اربعة سنوات ضوئية والنجوم البعيدة في مجرتنا تبعد عنا الاف السنوات الضوئية ويقدر قطر درب التبانة بـ 80 الف سنة ضوئية (تخيل ان الضوء الذي يصدر عند احد اطرافها يصل إلى الطرف الآخر بعد ثمانين الف سنة) كل هذا في مجرتنا وبعض التلسكوبات رصدت مجرات تبعد عشرة الف مليون سنة ضوئية ذلك يعني أنه اذا وقع حدث ما في طرف الكون فإنه لا يصل إلى الطرف الاخر قبل مرور عشرة الاف مليون سنة!!!

وسنعلم ايضا أن الكون لا زال يتمدد وبسرعات هائلة... سبحان الله ولا نملك إلا أن نقول ذلك..

الارقام والابعاد الفلكية السابقة ضرورية لشرح الموضوع التالي والذي من خلاله سنوضح مفهوم نسبية الزمن لدى آينشتين.

افترض انك في غرفة مظلمة تماماً وتحرك جسم من مكان إلى مكان آخر في هذه الغرفة فإنك لا تعلم بذلك (على افتراض انك لا تعتمد على حاسة السمع) ولكن في وجود الضوء فإن انتقال الجسم او حركته ترصدها من خلال انعكاس الضوء من على الجسم المتحرك إلى العين.

الضوء هو الوسيلة الوحيدة التي نعلم من خلالها حدوث حدث ما في الكون وهو اسرع وسيلة لنقل المعلومات بين النجوم والمجرات فحدث ما على الشمس نعلم به على الارض بعد ثمانية دقائق من وقوعه، وانفجار نجم الفا قنطورس يصلنا خبره بعد اربعة سنوات لان الضوء القادم منه سيصل الارض بعد اربعة سنوات وكذلك النجوم التي نراها في الليل قد لا تكون موجودة الان ولكننا نرى الضوء الذي صدر عنها منذ سنوات او الاف السنوات حسب بعدها عنا أما التي تبعد عنا الف مليون سنة ضوئية فإن ضوءها الذي يصلنا الآن يعطينا معلومات عنها قبل ظهور الحياة على الارض!!

هذا يقودنا إلى أن كلمة الآن لا وجود لها إلا على الأرض هذا كله يدركه الناس ولا غرابة فيه لأننا نعلم كم هذا الكون واسع وفسيح.. لم تقف النظرية النسبية عند هذا الحديث فقط بل تعدته إلى القول أن الزمن نفسه لا يجري في الكون بشكل متساوي بل يقصر ويطول حسب سرعتنا ومكاننا بالنسبة للحدث. وليس المقصود هنا ان ذلك مجرد شعورنا بان الزمن يمر ببطء أو أنه يمر بسرعة حسب مشاعرنا بالسعادة أو التعاسة عندما نقوم بعمل ما. فنسبية الزمن لا تعتمد على شعورنا ومزاجيتنا انما المقصود في النظرية النسبية أن الساعة الزمنية التي تدل على فترة معينة من الزمن هي التي تطول أو تقصر حسب السرعة والمكان.

لتوضيح هذا الفكرة نفرض ان شخصين لديهما ساعات متماثلة تم ضبطهما بدقة، احد الشخصين قرر البقاء على الارض والشخص الآخر سافر في مركبة فضائية تسير بسرعة كبيرة، فإذا وفرت للشخص الارضي مرصدا يراقب من خلاله ساعة الشخص الفضائي فإنه كلما زادت سرعة الشخص الفضائي كلما تباطئت حركة عقارب ساعته بالنسبة للشخص الأرضي واذا ما وصلت سرعة المركبة الفضائية إلى سرعة الضوء فإن الشخص الارضي سوف يجد ان عقارب ساعة الشخص الفضائي توقفت عن الحركة أي أن الزمن توقف واصبح صفراً (لا يمكن الوصول بسرعة جسم إلى سرعة الضوء وسنعرف ذلك قريباً) وهذا التباطئ في ساعة الفضائي ليس بسبب خلل في الساعة انما نتيجة لسرعته..

إن الامر لا يقف عند هذا الحد في النظرية النسبية لأن ذلك انعكس على مفهومنا للماضي والحاضر والمستقبل فمثلا انفجار نجم ما قد يكون ماضي بالنسبة لشخص في هذا الكون ويكون حاضر لشخص آخر في مكان اخر وقد يكون مستقبلا بالنسبة لشخص ثالث في مكان ثالث. وهذا بسبب تباطئ الزمن. حسب سرعة كل شخص بالنسبة للحدث ومكانه. ولها لا معني للماضي والحاضر والمستقبل إلا على الارض لان الشريط الزمني المعروف لنا يتباطئ بدرجة معينة في مكان معين في الكون ويتباطئ بدرجة مختلفة في مكان آخر وهكذا..

بعيدا عن النسبية

وهنا أود ان اوضح أننا نعيش الزمن من خلال تقسيمه إلى ماضي وحاضر ومستقبل وكلنا يستطيع ان يسبح بخياله في احداث الماضي ويعيش اللحظات الحاضرة بحلوها ومرها ولكن المستقبل فلا قدرة لنا عليه وعلى توقع ماذا سيحدث فيه وذلك لاننا كمخلوقات لله سبحانه وتعالي حجب عنا احداث المستقبل (كما حجب عنا رؤية الاشعة تحت الحمراء والفوق بنفسجية وحجب عن سمعنا ترددات معينا يمكن لمخلوقات اخرى سماعها لاننا بشر محدودين لكوننا مخلوقات) أما الله سبحانه وتعالى فالازمنة والاحداث عنده كالكتاب المفتوح. الله يعلم بالماضي والحاضر والمستقبل فهو يعلم ماذا فعلنا وماذا نفعل وماذا سنفعل في أي وقت وفي اي لحظة.

كل ماذكر في نسبية المكان ونسبية الزمان هو توضيح لمفاهيم وضعها آينشتين لتكون تمهيدا للدخول إلى النظرية النسبية وفهم مضمونها وعندها ستكون الصورة اوضح.

نقل عن كريز ماكزين 5

مرتاح
07-15-2007, 08:17 AM
قبل فترة شاهدت برنامجا علميا مشوقا عن نسبية الزمن وعن امكانية الرجوع بالزمن الى مرحلة سابقة من حياة الشخص ، مثلا الى مرحلة الطفولة او مرحلة معينة لمنع نشوب حرب وما شابه .

علميا يمكن ان يحدث ذلك ولكن التكنلوجيا غير متوفرة بالوقت الحاضر ، لعلها تتطور مع الايام .

بهلول
11-09-2007, 04:59 PM
'انحناء الزمان ـ المكان'.. بعيداً عن الميثولوجيا!

وإنَّ سرعة دوران كل كوكب في مداره حَوْل الشمس تختلف باختلاف المسافة الفضائية بينه وبين الشمس.


بقلم: جواد البشيتي - ميدل ايست اونلاين


"نسبية الزمن"، على ما شَرَحَهَا آينشتاين، وفي كثيرٍ من تفاصيلها وأوجهها وأبعادها، ما عادت بـ "الفرضية الفيزيائية التي لمَّا تُثْبِتَها وتؤكِّدها التجربة"، فلو وَضَعْتَ "ساعة" على مَقْرُبة من مَرْكَز الكرة الأرضية، لَرَأَيْتَ عقاربها تسير، أو تدور، في بُطْء شديد نسبياً، أي نِسْبَةً إلى سَيْر، أو دوران، عقاربها لو وُضِعَت على سطح الأرض، أي بعيداً عن مَرْكَز الجاذبية الأرضية.


وعلى سطح كوكب المشتري، الذي هو أعظم "كتلةً" و"جاذبيةً" من كوكب الأرض، يَبْطؤ سَيْر الزمن، فعقارب الساعة هناك تدور أبْطأ من دورانها هنا، أي على سطح الأرض.


إنَّ سَيْر الزمن يبطؤ على سطح جسم عظيم الكتلة؛ ويبطؤ أكثر على مقربة من مَرْكَز هذا الجسم نفسه؛ ففي "مَرْكَز"، أو "باطن"، الجسم يَسْتَوْفي "بُطء سَيْر الزمن"، أو "انحناء (وتقوَّس) الزمان ـ المكان"، على وجه العموم، شروط وأسباب اشتداده وتزايده.


وبُطء الزمن، في المواضِع عظيمة "الكتلة" و"الجاذبية" كالنجوم، إنَّما يعني أنَّ حدوث الشيء ذاته هناك، يَسْتَغْرِق، بحسب "ساعتنا الأرضية"، زمناً أطول، فَقَلْبُكَ، على سبيل المثال، يَنْبُض هناك 70 نبضة في الدقيقة الواحدة، بحسب ساعتكَ، وفي دقيقتين، مثلاً، بحسب "الساعة الأرضية"؛ وهذا المقدار من الماء الذي يتبخَّر كله هنا في زمن مقداره، بحسب ساعتكَ الأرضية، 5 دقائق، يَتَبَخَّر هناك في زمن مقداره 5 دقائق أيضاً، بحسب الساعة هناك؛ ولكن في زمن مقداره، بالنسبة إلى المراقِب الأرضي، وبحسب ساعته، 10 دقائق مثلا.


إنَّ بُطء الزمن، في معناه هذا، هو العاقبة الحتمية لِعِظَم "الكتلة" و"الجاذبية" في المواضِع التي نراقبها من على سطح كوكبنا الأرضي مثلاً.


الظاهرة ذاتها، أي بُطء الزمن، نراها، أيضاً، في الجسم المتسارِع، أي الذي يسير في الفضاء في سرعة متزايدة، فكلَّما تسارَع بَطُؤَ سَيْر الزمن فيه. وهنا، لا بدَّ من التذكير بأنَّ "التسارُع" يَزيد "كتلة" الجسم (المتسارِع) وجاذبيته بالتالي.


وحيث يَبْطُؤ سَيْر الزمن "يتقوَّس" الفضاء و"ينحني"، فالجسم (الطبيعي أو الاصطناعي) الذي يَبْطُؤ فيه سَيْر الزمن (بالنسبة إلى مراقِب خارجي ما) لِتَسارُعِهِ، أو لِعِظَم كتلته، وجاذبيته بالتالي، "يتقوَّس"، أو "يَنْحَني"، الفضاء من حَوْلِه. وهذا الاتِّحاد الذي لا انفصام فيه بين "تباطؤ" الزمن و"تَقَوُّس" الفضاء هو ما يَعْنيه مفهوم "انحناء الزمان ـ المكان" أو "انحناء الزمكان" Curvature Of Space-Time.


في التفاعُل (الحتمي) بين "المادة"، أو "الكتلة" على وجه الخصوص والتعيين، و"الفضاء"، تُشير "المادة" على "الفضاء"، الذي من حَوْلِها، بأنْ "يَتَقَوَّس (يَنْحَني)" على نحو مخصوص، فَيَتَقَوَّس، فإذا "تَقَوَّس" فإنَّه يُشير، عندئذٍ، على كل مادة ضِمْنَه بأنْ تتحرَّكَ على نحو مخصوص. إنَّ ما يَظْهَر لنا على أنَّه نتيجة لعمل "قُوَّة الجاذبية" ليس سوى نتيجة لـ "تَقَوُّس الفضاء" حَوْل جسم عظيم الكتلة، أو حَوْل جسم متسارِع.


الأرض، مثلاً، تدور حَوْلَ الشمس؛ ولكن ليس بسبب "قوَّة الجاذبية (الشمسية)"، أي ليس بسبب جَذْب الشمس لها. الأرض إنَّما تنتقل، أو تتحرَّك، في "الممر (أو المسار) الأقْصَر" في "الفضاء المتقوِّس" حَوْل الشمس (بسبب كتلة الشمس) فَتَظْهَر لنا (أي الأرض) على أنَّها تدور حَوْل الشمس بسبب "الجاذبية (الشمسية)". إنَّها تشبه في دورانها حَوْل الشمس كُرَةً معدنية صغيرة جدَّاً، تَنْزَلِق انزلاقاً في داخل أُنبوب دائري الشكل، موضوع، في شكل عمودي، على سطح طاولة، مع افْتِراض أن لا احتكاك بين الكُرة والأُنبوب؛ فتَظَل هذه الكُرَة تدور من غير توقُّف (في داخل هذا الأُنبوب) وبسرعة ثابتة منتظَمة، بسبب "قصورها الذاتي".


الكتلة الشمسية "هَنْدَسَت" الفضاء من حَوْلِها، فليس من "مسارٍ فضائي مستقيم" على مَقْرُبة من الشمس. وكوكب الأرض، بكتلته الأصْغَر كثيراً من كتلة الشمس، يُرْغَم إرْغاماً على أن يسير حَوْل الشمس في "المسار الأقْصَر"، فـ "الأقْصَر" من "الخطوط" في الفضاء ليس "المستقيم"، وإنَّما "المنحني".


إنَّ السَيْر في الفضاء يشبه لجهة العلاقة بين "الاستقامة" و"الانحناء" أن تسير في خطٍّ مستقيم في موازاة خطِّ الاستواء (على سطح الكرة الأرضية). إنَّكَ تسير وأنتَ متأكِّد تماماً أنَّكَ تسير في خطٍّ مستقيم؛ ولكنَّ المراقِب لكَ من على سطح القمر مثلا لا يرى شيئاً من الاستقامة في خطِّ سَيْرِكَ، فأنتَ بالنسبة إليه إنَّما تسير في خطٍّ دائري.


سَيْرُكَ ( وأنتَ في مركبة فضائية) في الفضاء في خطٍّ مستقيم إنَّما يماثِل، في تناقضه هذا، سَيْرُكَ بمحاذاة (أو على) خط الاستواء (الأرضي).


خُذْ حجراً وأنتَ تسير في الفضاء، واقْذِفه ليسير في خطًّ (فضائي) مستقيم. سيظلُّ يسير (إلى الأبد) في خطٍّ مستقيم (على ما يرى هو إذا ما تخيَّلناه على أنَّه يرى ويُبْصِر) وفي الاتِّجاه ذاته، ومن غير أن تزيد، أو تنقص، سرعته. ولكنَّ حقيقة سَيْره مختلفة، فهذا الحجر إنَّما يسير، حقيقةً وواقعاً، وعلى الرغم من أنفه، في خطٍّ منحنٍ، فهو لا يسير إلاَّ في فضاء (متقوِّس كله) وتسبَّبت كتلة لجسم ما، تقع على مقربة من هذا الحجر، بـ "تقوُّس مَوْضِعي" له، فالفضاء المتقوِّس عموماً (بسبب كتلة الكون) يختلف في شِدَّة تقوِّسه (من مَوْضِع إلى مَوْضِع) باختلاف كُتَل الأجسام التي تشغله.


هذا الحجر وفي أثناء سَيْرِه في خطٍّ (فضائي) مُنْحَنٍ (يبدو له مستقيماً) قد يَجِد نفسه على مقربة من نجمٍ عظيم الكتلة، فيَنْحَرِف عن خطِّ سَيْرِه هذا، فيشرع يسير في خطٍّ مُنْحَنٍ آخر، "رسَمَتْه"، أو "حَفَرَته"، في هذا المَوْضِع من الفضاء، كتلة هذا النجم، أو يَتَمَكَّن، بما يَمْلِك من قوَّة مقاوَمة، من الإفلات من هذه "المصيدة"، أي من المسار المنحني الجديد.


أمَّا إذا نَفَدَت وتلاشت مقاومته فإنَّه، عندئذٍ، يقع حتما في "المصيدة، فيسير في الخطِّ المنحني الجديد. وسَيْرُه فيه إنَّما يعني أنْ يدور حَوْل هذا النجم في مدارٍ من مداراته، التي أبْعَدها عن مَرْكَز النجم هو الأقل انحناءً، وأقْرَبها هو الأكثر انحناءً؛ وقد يَعْظُم ويشتد الانحناء في خطِّ سَيْرِه حتى يقع في "فَم" النجم.


والحجر هذا ما أنْ يدور في مدارٍ ما حَوْل النجم حتى تتولَّد فيه قوَّة مضادة معاكِسة، فيسير في هذا المدار وكأنَّه في حالٍ من التوازن، فـ "القوَّة" التي تشده إلى مَرْكَز النجم، تُبْطِل تأثيرها وفعلها "قوَّة" تَدْفعه بعيداً عن هذا المركز. وعليه، يظلُّ يسير في مداره هذا (بفضل "قصوره الذاتي") بسرعة ثابتة منتظَمة.. إلى أنْ يَقَع ما يُسَبِّبَ تغييرا ما في حاله هذه.


إنَّ النجم لا يشد إليه هذا الحجر شَدَّاً، فهو، أي النجم، لا يَمْلُك تلك "القوَّة (أي قوَّة الجاذبية)" التي تشد الحجر إليه، فتحتجزه في أحد مداراته، أو تُسْقِطَه في "فَمه"، فكلُّ ما في الأمر أنَّ الحجر "انزلقَ"، أو "تدحْرَج"، في هذا "الأخدود (المسار)"، أو ذاك، من "الأخاديد" التي حَفَرَتْها كتلة النجم في جوارها الفضائي، فَطَفِقَ يسير فيه، متأثِّراً بـ "قصوره الذاتي".


كوكب الأرض يدور حَوْل الشمس في مدار هو بالنسبة إليه مساره الفضائي الأقْصَر، وكوكب المشتري يدور حَوْل الشمس في مدار هو بالنسبة إليه مساره الفضائي الأقْصَر؛ وكوكب عطارد يدور حَوْل الشمس في مدار هو بالنسبة إليه مساره الفضائي الأقْصَر.


ويُمْكِن تشبيه النظام الشمسي (أي الشمس مع كواكبها التي تدور حَوْلَها ومع الفضاء الذي تَقَعُ فيه الشمس وكواكبها) بـ "المُلاءة الواسعة"، التي في منتصفها تَسْتَقِرُّ كرة معدنية ثقيلة وضخمة (كناية عن الشمس) فـ "يَتَقَعَّر"، بالتالي، سَطْح المُلاءة، المرفوعة عن أرض الغرفة، مثلاً، والمشدودة من أطرافها الأربعة. وهذه المُلاءة إنَّما هي كناية عن الفضاء (النسيج الفضائي) الذي غَيَّرت كتلة الشمس (الكرة المعدنية) شكله الهندسي (التقعُّر).


الشمس، بحسب هذا التشبيه، تَقَعُ في أسفل "منحدَر"، فإذا جِئْتَ بكرة خشبية صغيرة ودَحْرَجْتَها من أعلى المُنْحَدَر إلى أسفله فإنَّكَ ترى أنَّ تلك الكرة تسير، هابطةً، في خطٍّ مستقيم، ثمَّ تشرع تدور (إلى حين) حَوْل ذاك "المَرْكَز"، أي حَوْل تلك الكرة المعدنية الثقيلة والضخمة، ما أن تصطدم بها وتلامسها.


هذا "المُنْحَدَر، في واقعه في النظام الشمسي، إنَّما يتألَّف من مدارات كثيرة، بعضها "أعلى" من بعض، وبعضها "أوطأ" من بعض. إنَّ من السهولة بمكان أن تسير الكرة الخشبية الصغيرة في هذا المُنْحَدَر هبوطاً، وإنَّ من الصعوبة بمكان أن تسير صعوداً؛ لأنَّه في هذه الحال يغدو "مُرْتَفَعَاً".


"كُرَة المشتري"، أي كوكب المشتري، انزلقت، أو تَدَحْرَجت، في هذا "المُنْحَدَر الفضائي (الذي في أسفله تَقَع الشمس)"، ولكنَّها لَمْ تستمر في الانزلاق والتدحرج، وصولاً إلى المدار الأقرب إلى الشمس، والذي يدور فيه كوكب عطارد، فثمَّة ما أوْقَفَها، في انحدارها، عند نقطة معيَّنة، فدارت حَوْل الشمس في مدار أعلى من مدار الأرض، أو مدار عطارد.


"كُرَة المشتري" كانت مُزَوَّدة ما يشبه "الكابح في السَّيَّارة". هذا "الكابح"، وهو "قُوَّة (في المشتري) تَعْمَل في اتِّجاه معاكِس ومضاد للاتِّجاه الذي يتحرَّك فيه، تَمَكَّن من أن يُوْقِف انحدار (تَدَحْرُج) كوكب المشتري عند نقطة معيَّنة، فَشَرَع، بالتالي، يدور حَوْل الشمس في مدار هو بالنسبة إليه مساره الفضائي الأقْصَر.


ودورانه هذا إنَّما يَعْكِس خضوعه لقوَّتين متضادتين؛ ولكن متوازنتين، أي أنَّ كلتيهما تُبْطِل تأثير الأخرى. إذا اخْتَلَّ هذا التوازن لسبب ما فقد "يَصْعَد" المشتري إلى مدارٍ أعلى (إذا لَمْ ينفصل نهائياً عن النظام الشمس) أو "يَهْبِط" إلى مدارٍ أوْطأ (إذا لَمْ يَسْقُط حتى يَقَع في "فَم" الشمس).


وإنَّ سرعة دوران كل كوكب في مداره حَوْل الشمس تختلف باختلاف المسافة الفضائية بينه وبين الشمس، فعطارد، الأقرب إلى الشمس، يدور حَوْلها بسرعة أكبر من سرعة دوران المشتري الأكثر بُعْداً عنها من عطارد.


ولو قَلَّت سرعة عطارد لَسَقَطَ في "فَم" الشمس، فالسرعة التي يدور فيها الآن حَوْل الشمس إنَّما هي ما يبقيه في مداره ذاته، فـ "السرعة" هي التي تقي الجسم الذي يسير في الفضاء شرَّ الانزلاق في مسار فضائي لنجم عظيم الكتلة.


الجسم السائر في الفضاء إنَّما يسير بسرعة معيَّنة (هي دائما دون سرعة الضوء التي هي السرعة العظمى في الكون على ما تقول به نظرية آينشتاين) في خطٍّ مُنْحَنٍ. وسَيْره في خطٍّ مُنْحَنٍ إنَّما يدل على أنَّه يسير في "أُخدود"، حَفَرَتْهُ في الفضاء كتلة لجسم آخر، قد يكون نجماً أو مجرَّة..


وخَطُّ سَيْر جسمٍ ما في الفضاء (وهو خَطٌّ يجب أن يكون منحنياً) قد يتقاطع مع مسارٍ من المسارات التي أنْتَجَها نجم عظيم الكتلة في جواره الفضائي، فإمَّا أن ينزلق في هذا المسار وإمَّا أن يبدي من المقاوَمة ما يُمَكِّنه من اجتناب الانزلاق فيه، ومتابعة سَيْره، بالتالي، في مساره، الذي، كما قُلْنا، يجب أن يكون من صُنْع كتلة لجسم آخر (مجرَّة مثلاً).


حتى ذلك الجزء من الفضاء الذي يُمْكِن تصوُّره على أنَّه "فضاء محايد مستوٍ" لِخُلُوِّه من جسم عظيم الكتلة لا بدَّ له من أن ينحني ولو قليلا؛ ذلكَ لأنَّ الفضاء الكوني كله في حالٍ من الانحناء، الذي هو درجات.


عِظَم، أو تَعاظُم، كتلة جسم ما إنَّما يُنْتِج، حتماً، تَقَوُّساً في ما يُمْكِن تسميته "بُنْيًتِه الفضائية"، بوجهيها الداخلي والخارجي. وهذا التقوُّس "يُهَنْدِس" حتى مادة الجسم نفسه، وكأنَّ له تأثير المغناطيس في البُرادة من الحديد،، فنرى مادة الجسم مُتَجَمِّعة فيه على شكل كروي، وتزداد "كُرَوِيَّة الشكل"، وتَعْظُم، في الجسم، أو الجسيم، عظيم الكتلة، أو الذي تَعْظُم مادته كثافةً.


إنَّ "الانحناء"، أو "التدوير"، هو الشكل الهندسي للجسم عظيم الكتلة، وللمسارات الفضائية من حَوْلِه، فـ "الانحناء" في فضائه الداخلي، وفضائه الخارجي، هو العاقبة الحتمية لِعِظَم، أو تَعاظُم، كتلته (وجاذبيته بالتالي). وكلَّما انْحنى الفضاء الداخلي والفضاء الخارجي للجسم بَطُؤَ سَيْر الزمن فيه (بالنسبة إلى مراقب خارجي ما).


إنَّنا نرى الأشياء بفضل "الضوء" المُنْبَعِث منها. وهذا الضوء إنَّما يشبه "مُصَوِّراً"، انْطَلَقَ من "الجسم"، فسار في الفضاء بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، حتى وَصَلَ إلى أعيننا، لِيُرينا "صورة" الجسم التي الْتَقَطَها له من قَبْل.


إذا انْطَلَق الضوء هذا (أي صورة الجسم الضوئية) من كوكب، أو نجم، عظيم الجاذبية (لأنَّه عظيم الكتلة) فإنَّه يَفْقِد، في سعيه للتغلُّب على هذه الجاذبية، مقداراً من طاقته. وَلِهبوط منسوب الطاقة فيه يَظْهَر لنا الحَدَثَ الذي يُصَوِّره هذا الضوء على أنَّه بطيء، فحدوثه، على ما نرى، يَسْتَغْرِق (بحسب ساعتنا الأرضية مثلاً) زمناً أطول، وكأنَّنا نرى مَشْهَداً سينمائياً تُعْرَض علينا أجزاؤه ومقاطعه وتفاصيله في بُطء شديد.


تَخَيَّل مَرْكَبة فضائية (أنتَ فيها) تدور في مدار حَوْل الأرض بسرعة "شبه ضوئية".. بسرعة 240 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة مثلاً. هذه المَرْكَبة "تسارَعت" حتى بلغت تلك السرعة "شبه الضوئية".


الزمن في هذه المركبة لن يسير بسرعته الأرضية، فعقارب الساعة في داخل المَرْكَبة ستسير في بُطءٍ متزايد.. فكلَّما تسارعت المَرْكبة تباطأ سير عقارب الساعة فيها.

بهلول
11-09-2007, 05:00 PM
تابع ما سبقه ...



إنَّ الدقيقة الواحدة في المَرْكَبة هذه قد تَعْدل آلاف السنوات الأرضية. إذا راقَبْتُ أنا (من على سطح الأرض) عقرب الدقائق في الساعة التي في داخل المَرْكَبة فسوف أرى أنَّ كل دقيقة في هذه الساعة تَعْدِل سنوات أرضية، أو آلاف السنوات الأرضية. لو قُمْتَ أنتَ بفتح كِتاب لتقرأهُ، واسْتَغْرَق فتحه ثانيتين اثنتين بحسب ساعتكَ، فسوف أرى (وأنا أُراقِبكَ من على سطح الأرض) أنَّ فتحكَ للكتاب قد اسْتَغْرَق، بحسب ساعتي، سنوات أرضية.


إنَّ الشيء، كل شيء، ينشأ، فيَسْتَمر وجوداً، فيزول. وهذا ما نسمِّيه "عُمْر" الشيء. وهذا الشيء الذي نشأ لا بدَّ من أن يعتريه (في حياته) تغيير مخصوص، في جانبيه الكمِّي والنوعي، قبل، ومن أجل، أن يزول. ينبغي لهذا الشيء، الذي يحيا حياةً طبيعية، أن يَسْتَجْمِع كل شروط وأسباب زواله، من خلال تطوره ونموِّه الطبيعيين، وتفاعله مع بيئته.


وهذا "الاسْتجماع" يَخْتَلِف سرعةً باختلاف الخواص الزمانية ـ المكانية، أو "الزمكانية"، لبيئة الشيء، فإذا كان النجم عظيم الكتلة، أو المَرْكَبة الفضائية التي تسير بسرعة "شبه ضوئية"، هو، أو هي، بيئة هذا الشيء، فإنَّ اسْتِجْماعه لشروط وأسباب زواله الطبيعية يَسْتَغْرِق زمناً أطول (بحسب الساعة الأرضية مثلا) من الزمن الذي يَسْتَغْرقه في بيئة الأرض.


إنَّ هذا المقدار من الماء يتبخَّر كله بالتسخين في زمن أرضي مقداره 10 دقائق؛ أمَّا هناك، أي في ذاك النجم، أو في تلك المَرْكبة، فيتبخَّر كله في زمن أرضي مقداره 10 سنوات مثلاً. ولو سألْنا الشخص الذي قام بتسخينه وتبخيره هناك عن مقدار الزمن الذي اسْتَغْرقه تَبَخُّر الماء لأجاب قائلاً: "10 دقائق فحسب (بحسب ساعته هو)".


إنَّ "الأعمار الطبيعية" للأشياء والظواهر ذاتها لا تَخـتلف من مَوْضِع إلى مَوْضِع في الكون إذا ما قيست بالساعة التي تَخُصُّ المَوْضِع، فَقَلْبُكَ ينبض هنا، أي في الأرض، 70 نبضة في الدقيقة الواحدة، بحسب ساعتك (الأرضية) ويَنْبُض هناك، أي في نجم عظيم الكتلة، أو في مركبة فضائية تسير بسرعة "شبه ضوئية"، 70 نبضة في الدقيقة الواحدة، بحسب "ساعة النجم"، أو "ساعة المركبة". ولكنَّ الدقيقة الواحدة هناك قد تَعْدِل سنوات هنا.


تلك المَرْكَبة تعاظمت كتلتها، فكلَّما أسْرَعت وتسارعت زادت كتلتها وعَظُمت. وكلَّما زادت كتلتها وعَظُمت اشْتَدت جاذبيتها وقَوِيَت، فالفضاء من حَوْلِها يزداد انحناءً وتقوُّساً؛ وقد تتحوَّل إلى "ثُقْب أسود".


والمراقِب لها من على سطح الأرض سيرى أنَّ طولها قد تقلَّص وانكمش في الاتِّجاه الذي تتحرَّك فيه؛ ولا بدَّ لحجمها، بالتالي، من أن يتضاءل هو أيضاً بالنسبة إلى هذا المراقِب ومقاييسه التي يقيس بها الطول والحجم؛ ولا بدَّ لكثافتها، بالتالي، من أن تزداد وتَعْظُم؛ ولا بدَّ لشكلها الهندسي من أن يغدو كروياً.


أمَّا بالنسبة إليكَ أنتَ الذي في داخل تلك المَرْكَبة فإنَّ طولها وحجمها لَمْ يتغيَّرا، أي لَمْ يتضاءلا؛ ذلكَ لأنَّ "المتر" الذي معك والذي به تقيس الأبعاد الثلاثة (الطول والعرض والارتفاع) قد تقلَّص وانكمش هو أيضا بما يَعْدِل نسبة تقلُّص وانكماش طول المَرْكَبة.


أنتَ (الذي في داخل تلك المَرْكَبة) لن ترى أبداً تقلُّصاً وانكماشاً لطول المركبة (في الاتِّجاه الذي تتحرَّك فيه). أنا الذي أراقب مَرْكبتكَ من على سطح الأرض أرى ذلك.


ولكنَّك سترى شيئاً آخر في منتهى الأهمية، وهو أنَّ المسافة بين مَرْكبتكَ والشمس (مثلاً) قد تضاءلت كثيراً. أنا أراها 150 مليون كيلومتر؛ أمَّا أنت فقد تراها إذا قِسْتَها بكل ما لديكَ من وسائل وطرائق للقياس 50 مليون كيلومتر مثلاً.


إنَّكَ، وبحسب ساعتكَ، ترى أنَّ الضوء الذي غادر الشمس قد وصلَ إلى مَرْكبتكَ (التي تدور في مدارٍ قريب جدَّاً من كوكب الأرض) في زمن مقداره أقل من ثلاث دقائق، مع أنَّ سرعته ظلَّت 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، فهذه السرعة هي السرعة الوحيدة في الكون، بحسب نظرية آينشتاين، التي تظل ثابتة، لا تزيد ولا تنقص، عندما نقيسها في أي مَوْضِع في الكون.


أنا وأنتَ لن نختلف في أمْرين: ثبات سرعة الضوء.. أيُّ ضوء، وسرعة مَرْكبتكَ. إنَّ مركبتكَ، ومهما تسارعت، لن تبلغ (أو تتجاوَز) أبداً سرعة الضوء. هي الآن تسير بسرعة 240 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة. أنتَ ترى ذلك، وأنا أراه أيضاً، مع أنَّ "مِتْرُكَ" أصبح أقل طولاً من "مِتْري"، والثانية عندكَ قد تَعْدِل سنوات عندي.


كلَّما تسارعت مَرْكبتكَ تضاءلت وتقلَّصت، بالنسبة إليكَ، المسافة بينها وبين الشمس مثلاً. ولو سافرتَ في مَرْكبة فضائية سرعتها 280 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة إلى كوكب يَبْعُد عن الأرض 100 مليون سنة ضوئية فإنَّكَ تصل إليه، وتعود منه إلى الأرض، في زمن مقداره، بحسب ساعتكَ، دقيقة واحدة فحسب. عندما تعود يتأكَّد لكَ أنَّكَ قد غادرتَ الأرض قبل ما يزيد عن 100 مليون سنة مع أنَّ عُمْرُكَ لَمْ يَزِدْ سوى دقيقة واحدة فحسب!


هذا الكوكب يَبْعُد عن الأرض 100 مليون سنة ضوئية؛ ولكنَّه لا يَبْعُد عنها، بالنسبة إليكَ وأنتَ في مركبتكَ الفضائية التي تسير بسرعة 280 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، سوى 8400000 كيلومتر، فأنتَ وصلتَ إليه في زمن مقداره، بحسب ساعتكَ، نصف دقيقة، وبمركبة فضائية تسير بسرعة 280 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة.


آينشتاين، في نظريتيه "النسبية العامَّة" و"النسبية الخاصة" ثَوَّرَ (أي أحْدَث أو فجَّر ثورة) في فَهْمِنا لأوجه العلاقة (علاقة التفاعل أو التأثير المتبادل) بين "الكتلة (كتلة جسم أو جسيم)"، و"الحجم"، و"الكثافة".


إنَّ جسما (أو جسيماً) ثابت "الكتلة"، أي أنَّ له كتلة لا تزيد ولا تنقص، يُمْكِن لسبب ما أن يتضاءل "حجمه"، وتَعْظُم "كثافته" بالتالي؛ فهل يُمْكِنه أنْ يصبح في "حجم معدوم"، وفي "كثافة لا نهائية"؟ هناك من الفيزيائيين، ومن كبار الفيزيائيين، من أجاب قائلاً: "أجل، يُمْكِنه أن يصبح كذلك؛ وهذا ما نراه في الثقب الأسود، وفي ذاك الشيء الذي منه وُلِدَ الكون". وبما يوافِق إجابتهم تلك يقولون بـ "زمنٍ يتوقَّف" في ذلك الجسم، وبـ "انحناء (أو تقوُّس) لا نهائي" للفضاء من حَوْلِه.


وهُمْ يفهمون ذلك "الشيء" Singularity الذي انبثق منه الكون على أنَّه شيء "معدوم الزمان"، و"معدوم الحجم"، و"معدوم المكان (أو الفضاء)"، ولا بدَّ له، أيضاً، وبالتالي، من أن يكون "معدوم الجاذبية" ما دامت الجاذبية مَظْهَراً لـ "انحناء الزمان ـ المكان".


إنَّنا نرى في أقوالٍ كهذه، ولو كان قائلوها من كبار الفيزيائيين، تَخَطِّياً للحدود، التي يجب عدم تخطِّيها، بين الفيزياء والميتافيزيقا.. بين "المادِّية" و"المثالية" في التفكير الفيزيائي.


الجسم، أو الجسيم، الثابت الكتلة، قد يصبح حجمه من الضآلة بمكان، وكثافته من العِظَم بمكان؛ ولكنَّه لن يبلغ أبداً تلك "الحال الميتافيزيقية".. حال الجسم، أو الجسيم، معدوم الزمان والحجم والمكان والفضاء.. فليس من مادة يُمْكِن أنْ تجرَّد من الزمان والمكان.. والحركة (التي هي كل تَغَيُّر يُمْكِن أن يعتريها).


"الثقب الأسود"، ومهما كان حجمه، ليس سوى مادة (أو جسم) لديها من الخواص الفيزيائية ما يَجْعَلها مُظْلِمة (غير مضيئة، غير مرئية) فهي لسبب ما (فرط جاذبيتها) تَحْتَجِز الضوء في حيِّزها، فلا يتمكَّن، على سرعته التي هي السرعة العظمى في الكون، من مغادرتها إلى الفضاء الخارجي. إنَّ هذا الجسم (أي "الثقب الأسود") يشبه "محبساً"، أو "معتقلاً"، لمادته، و"وحشاً" يَفْتَرِس كل مادة في جواره.


و"الثقوب" تلك تختلف حجماً باختلاف الكتلة، فـ "الثقب الأسود" المتأتي من انهيار المادة على ذاتها في جسم عظيم الكتلة له نصف قطر أطول من نصف القطر الذي لجسم كتلته أقل. و"نصف القطر" إنَّما هو المسافة بين "المَرْكَز" و"السطح" من "الثقب الأسود".


إذا كان من ضوء في داخِل "الثقب الأسود"، أو ما بين مَرْكَزِه وسطحه، فإنَّه لا يستطيع الإفلات من قبضته، ومغادرته، بالتالي، إلى الفضاء الخارجي.


ومدى تأثير جاذبية "الثقب الأسود" هو ذاته تقريباً مدى تأثير جاذبية الجسم الذي منه جاء هذا "الثقب الأسود"؛ والفَرْق الجوهري بين الجسمين (بين "الأمِّ" و"وليدها") إنَّما يَكْمُن في تلك الظاهرة.. ظاهرة احتباس الضوء في داخل "الثقب الأسود"، فالضوء الذي بين مَرْكَز وسطح الجسم الذي منه جاء "الثقب الأسود" يُمْكِنه الانطلاق بعيداً عن هذا الجسم؛ أمَّا في "الثقب الأسود" المُتَوَلِّد عن ذاك الجسم فلا يُمْكِنَه ذلك أبداً.


عدا هذا الفَرْق الجوهري، لا بدِّ للجسمين ("الأمُّ" و"وليدها") من أن يتماثلا في "مبدأ الوجود"، فكلاهما له كتلة، وحجم، وكثافة، وزمان، ومكان، وجاذبية بوصفها مَظْهَر "انحناء الزمكان"، وفضاء داخلي، وفضاء خارجي، و"مَرْكَز حقيقي"، و"محيط (أو سطح) حقيقي".


في داخل "الثقب الأسود" ينحني "الزمان ـ المكان" انحناءً يُعْجِز حتى "قذائف" الضوء عن الإفلات من قبضته، وكأنَّ "انحناء الزمكان" على صورتين في الكون: صورته في "المادة العادية"، كمادة النجم أو المجرَّة، وصورته في مادة "الثقب الأسود"، وما يشبهه في خاصِّيته الجوهرية تلك.


"الثقب الأسود" يُمْكِن أن يزداد كتلةً؛ لأنَّه يلتهم المادة في جواره؛ ويُمْكِنه، أيضاً، أن يتضاءل كتلةً، فثمَّة فيزيائيون يقولون بـ "تَبَخُّر" مخزون "الثقب الأسود" من المادة بوجهيها "الكتلة" و"الطاقة".


وهذا "التبخُّر" لا يُمْكِن فهمه إلاَّ على أنَّه مَظْهَر تَغَلُّب لمادة ما، في داخل "الثقب الأسود"، على جاذبيته العظمى. وقد نَكْتَشِف، مستقبلاً، أنَّ "الضوء" هو هذه المادة، أو بعضها، فـ "الفوتون" الخارج من رَحْم "الثقب الأسود" يُمْكِن أن يكون قد فَقَدَ من طاقته، وهو يصارِع تلك الجاذبية القوية، ما يُعْجِزهُ عن أن يكون مُنْتِجاً لظاهرة "الضوء".


تَخَيَّل طِفْلاً وُلِدَ الآن؛ فَتَوَقَّف، لسبب (خرافي) ما عن التغيُّر.. تَوَقُّفاً مُطْلَقَاً. و"التوقُّف عن التغيُّر" إنَّما يعني التوقُّف عن التغيُّر بوجهيه "الكمِّي" و"النوعي" المُتَّحِدين اتِّحاداً عضوياً لا انفصام فيه. هذا الطفل (الخرافي) لن نرى فيه زيادةً أو نَقْصاً في أي جانب من جوانبه.. لن نرى فيه اختلافاً أو تَبَدُّلاً في خواصه وصفاته وسماته وأحواله جميعاً.. لن نرى أي تفاعل، أو تبادل للتأثير بينه وبين بيئته (وكل ما يَقَع في خارجه). في هذا الطفل (الخرافي) لن يكون من وجود لـ "الزمان"، فالشيء الذي لا يعتريه أي تغيير (وهذا إنَّما هو المستحيل بعينه) إنَّما هو وحده الشيء الذي لا وجود لـ "الزمان" فيه.


لو أنَّ هذا الطفل اعتراه، فجأةً، أقل وأصغر وأتفه تغيير فإنَّ هذا التغيير ما كان له أن يَقَع لو لَمْ يَعْتَرِ هذا الطفل، من قَبْل، تَغَيُّراً كَمِّيَّاً مخصوصاً، فـ "التغيُّر النوعي" إنَّما يَضْرِب جذورها عميقاً في "تغيُّر كَمِّي". والشيء يكفي أن يعتريه أقل تغيُّر كَمِّي حتى يتأكَّد وجود "الزمان" فيه.


وعلى هذا النحو فحسب، يُمْكننا وينبغي لنا أنْ نفهم "الانفجار الكبير" Big Bang فهذا "الانفجار"، الذي بفضله على ما يَزْعمون وُلِدَ "الزمان"، ما كان له أنْ "يَحْدُث" لو لَمْ تَعْرِف "البيضة الكونية" Singularity اختلافاً أو تغيُّراً ما في جانبها، أو جوانبها، "الكَمِّيَّة". ويكفي أن تتغيَّرَ "كَمِّيَّاً"، قَبْل ومن أجل "حُدوث" هذا "الانفجار"، حتى يَنْتَفي كل مُبَرِّر للادِّعاء بأنْ لا وجود لـ "الزمان" في تلك "البيضة"، وبأنَّ "الانفجار العظيم" هو الذي خَلَق "الزمان"، وأشياء أُخْرى كـ "الفضاء".


لِنَعُد إلى "مثال الطفل"، ولنَفْتَرِض أنَّ هذا الطفل سيعيش حياة طبيعية، وسيتغيَّر تغيُّراً طبيعيا، وسيَكْبُر، ويظل على قَيْد الحياة 100سنة. لو وَضَعْنا هذا الطفل في كوكب أعْظَم كتلة (وجاذبيةً بالتالي) من الأرض، أو في مركبة فضائية تسارعت حتى بلغت سرعتها 280 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، فإنَّه سيعيش 100 سنة بحسب ساعته هو، فهو في نُموِّه وتطوُّره وتفاعله مع بيئته (غير الأرضية) تلك سَيَسْتَجْمِع الأسباب الطبيعية لـ "زواله (موته)" في زمن مقداره 100 سنة بحسب ساعته هو. ولو ظلَّ في كوكب الأرض لاسْتَجْمَعَ تلك الأسباب في زمن مقداره 100 سنة بحسب ساعة الأرض. ولكن كل سنة من عُمْرِه هناك (في ذاك الكوكب، أو في تلك المَرْكَبة) قد تَعْدِل 100 سنة أرضية. وقد يتوهَّم "المراقِب الأرضي" أنَّ هذا الطفل قد طال عُمْره هناك، وعاش 10000 سنة.


إنَّ "التغيُّر ذاته" يَسْتَغْرِق "الزمن ذاته" في أيِّ مَوْضِع في الكون؛ ولكنَّه بالنسبة إلى "المراقِب الأرضي (مثلا)"، أي بالنسبة إلى ساعته، قد يَسْتَغْرِق زمنا أطول (أو أقْصَر) من الزمن الذي يَسْتَغْرقه في كوكب الأرض. إذا كُنْتَ في مَوْضِع (في خارج الكرة الأرضية) كتلته أعْظَم من كتلة الأرض، أو تسارَع حتى أصبح في سرعة "شبه ضوئية"، فإنَّ قَلْبكَ يظل ينبض 70 نبضة في الدقيقة الواحدة بحسب ساعتكَ أنت. أمَّا بحسب ساعتي أنا الذي أراقبكَ من على سطح الأرض فإنَّ قَلْبكَ ينبض 70 نبضة في اليوم، أو في الأسبوع، أو في الشهر، أو في السنة، أو في كل 1000 سنة، .. إلخ. وقد يطول الزمن (بحسب ساعتي) بين نبضة ونبضة من نبضات قَلْبكَ أكثر من ذلك بكثير، وبكثير جدَّاً، حتى أتوهَّم أنَّ قَلْبكَ قد توقَّف نهائياً عن النَبْض، فأقول، في تَوَهُّمٍ آخر، إنَّ "الزمن" عندكَ قد توقَّف نهائياً، وما عاد له من وجود.


إنَّ "الزمن" عندكَ، على ما تَعْلَم وترى وتحس وتشعر، لَمْ يتوقَّف، فَقَلْبُكَ ظلَّ ينبض 70 نبضة في الدقيقة الواحدة بحسب ساعتك. وإنَّ ظاهرة مشابهة قد نراها عند سقوط جسمٍ ما في "ثقب أسود"، فنقول بالتالي، عن وَهْمٍ، إنَّ "الزمن" يتوقَّف هناك، أي في "الثقب الأسود"، أو في ذلك الجسم الذي يَسْقُط فيه. ولو افْتَرَضْنا وجود إنسان في داخل "ثقب أسود" لَمَا رأى هذا الإنسان من سبب يدعوه إلى الاعتقاد بـ "توقُّف الزمن" عنده، أي في داخل هذا "الثقب الأسود".


"نسبية الزمن" لا معنى لها، أو تَفْقِد معناها ومنطقها، إذا لَمْ نَفْهَمها على أنَّها في اتِّحادٍ لا انفصام فيه مع "المُطْلَق" من "الزمن"، فـ "الزمن" هو وِحْدة دياليكتيكية بين جانبيه، أو وجهيه، "النسبي" و"المُطْلَق". و"المُطْلَق" من "الزمن" إنَّما يَعْدِل في معناه أن تقول بأنْ لا وجود لأيِّ شيء ليس له من "زمن"، فإنَّ لكل شيء "زمناً خاصَّاً به".. حتى "البيضة الكونية"، وعُمْق "الثقب الأسود". وإنَّ لكل شيء "بُنْية فضائية خاصَّة به"، فليس من شيء لا فضاء في داخله، ومن حَوْله، فـ "المادة" إنَّما هي الجسم، أو الجسيم، يتحرَّكُ في الفضاء (أو المكان) وفي الزمان.


جَرِّدْ "تُفَّاحة" من كلِّ خواصِّها وصفاتها الجوهرية، أي من كل ما يُمَيِّزها عن غيرها.. عن سائر الأشياء، فهل يبقى لديكَ "تُفَّاحة"، وهل يبقى لها من وجود بوصفها "تُفَّاحة"؟!


وأنتَ يكفي أن تُجرِّد "المادة" من خواصِّها وصفاتها الجوهرية، كـ "الزمان"، و"المكان"، و"الفضاء"، و"الحجم"، حتى لا يبقى لها من وجود.


جواد البشيتي

لن أنساك
11-17-2007, 06:54 PM
مشكوووور اخي الفاضل على هذا النقل الرائع والمميز

عزيزي ذكرت بالموضوع

كما يتطرق اينيشتاين في الرسالة أيضاً إلى عقيدة المعاد الجســـماني ويقوم بإثباته من الطرق الفيزيائية وذلك فضلا عن قانون نيوتن الثاث بخصوص الفعل ورد الفعل . فيعتبر ان معادلة المعاد الجسماني هي عكس المعادلـــة النسبية الشهيرة بين المادة والطاقة .


هل تستطيع نقل الرسالة الخاصة بهذا الموضوع مفصلا ولك جزيل الشكر والإمتنان

بركان
08-22-2010, 08:33 AM
نسبية الزمن مثل انك تشاهد فلما مسليا مدته ساعتين ولا تشعر به الا وقد انقضي كمثل الخمسة دقائق

وتشاهد فلما اخر ممل مدته ربع ساعه ولكنك تشعر انها ساعتين

خير النساء
03-08-2014, 03:31 PM
مرجع إيراني بارز: أينشتاين كان شيعياً


الجمعة, 07 آذار/مارس 2014


https://www.watanserb.com/media/k2/items/cache/90a3ac679d790ac8c3e02f73e48656aa_L.jpg


أثار فيديو لتصريحات آية الله مهدوي كني، رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني، حول اعتناق عالم الفيزياء وصاحب النظرية النسبية الشهيرة، الأميركي ذي الأصول اليهودية الألمانية ألبرت أينشتاين، الإسلام الشيعي واتباعه مذهب "الإمام جعفر الصادق"، أثار زوبعة في وسائل الإعلام الإيرانية في الداخل والخارج خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم يشر الفيديو - الذي تم تداوله على مختلف المواقع الناطقة بالفارسية نقلاً عن اليوتيوب - إلى تاريخ أقوال مهدوي كني، إلا أن هذا المرجع الديني الإيراني البارز يظهر وهو يخاطب مجموعة من الشباب الإيراني قائلاً: "بعض الكتب الأجنبية تنقل عن أينشتاين أنه مسلم على المذهب الشيعي ومحب للإمام جعفر الصادق".

ويعود الحديث حول "اعتناق الإسلام والمذهب الشيعي" من قبل أينشتاين إلى مراسلات ثنائية نسبتها مواقع شيعية له ولـ"آية الله بروجردي"، المرجع الشيعي الأول بإيران في ستينيات القرن الماضي، ولكن لم تنشر حتى الآن أي صورة لهذه المراسلات التي قيل عنها كانت باللغة العربية من قبل آية الله بروجردي وبالألمانية من قبل أينشتاين.

ما دخل شركتي مرسيدس وفورد؟



آية الله بروجردي

ورغم ما جاء في موقع "آثار آية الله بروجردي" على الإنترنت بهذا الخصوص، حيث ذكر أنه "تم تخصيص مبلغ ثلاثة مليون دولار من قبل البروفيسير إبراهيم مهدوي (المقيم في لندن) بمساعدة بعض من الرأسماليين في شركتي مرسيدس وفورد لشراء هذه الرسالة من سمسار آثار يهودي.

وتم فحص الخط بواسطة الحاسوب ومطابقته مع كتابات أينشتاين، وثبت أنها له وقد كتبها بخط يده." إلا أن هذه الرسالة لم تنشر حتى الآن ولم يتم إيضاح مصلحة رأسماليين بشركتي "مرسيدس" و"فورد" لصناعة السيارات في رصد هذا المبلغ لهذا الغرض.






وتزعم كافة الكتابات بهذه الخصوص أن أينشتاين اعتنق الإسلام والمذهب الشيعي في آخر رسالة علمية له، والذي سماها بـ"البيان" وكانت هذه الرسالة تتضمن المراسلات السرية بينه وبين آية الله البروجردي.

وتدعي هذه المواقع أن أينشتاين طابق في هذه المراسلات "نظرية النسبية" مع آيات من القرآن الكريم وروايات شيعية حول معراج الرسول الأكرم، نقلاً عن "بحار الأنوار" والتي ترجمها "حميد رضا بهلوي" شقيق الشاه من العربية إلى الإنجليزية.

الرسالة اللغز

ورغم ما تناولته المواقع الدينية المختلفة في إيران حول هذا الخصوص، فقد كان آية الله علوي حفيد آية الله بروجردي قد قال في مقابلة مع موقع "شيعة نيوز" إنه كان هناك اتصال عبر مراسلات شفهية بين بروجردي وأينشتاين بواسطة عالم الفيزياء الإيراني الدكتور حسابي، ولكن لا توجد أي معلومات موثقة بشأن اعتناق الإسلام وقبول المذهب الشيعي من قبل أينشتاين.

وبالرغم من ذلك، فقد وصف آية الله علوي الارتباط بينهما باللغز الذي لا يمكن إثباته أو نفيه حسب تعبيره، مؤكداً عدم وجود أي رسالة بخط آية الله بروجردي موجهة إلى أينشتاين بين الآثار الباقية من هذا المرجع الشيعي البارز.

يذكر أن أينشتاين تُوفي في 18 أبريل 1955 وحرق جثمانه في مدينة "ترينتون" في ولاية "نيو جيرسي" ونثر رماده في مكان غير معلوم، وحفظ دماغ العالم أينشتاين في جرة عند الطبيب الشرعي "توماس هارفي"، الذي قام بتشريح جثته بعد موته.

وقد أوصى أينشتاين أن تحفظ مسوداته ومراسلاته في الجامعة العبرية في القدس، وأن تنقل حقوق استخدام اسمه وصورته إلى هذه الجامعة.


- See more at: https://www.watanserb.com/2014030710569/هدهد/مرجع-إيراني-بارز-أينشتاين-كان-شيعياً.html#sthash.mkn88RMa.dpuf

ديك الجن
03-10-2014, 12:14 AM
http://www.youtube.com/watch?v=e7Wm4di0ejg&feature=player_embedded