المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اصل السادة الطباطبائية



زوربا
05-14-2007, 11:44 PM
الطباطبائية: اسم لجماعة من الهاشميين الكرام ينتسبون إلى جدهم العالي إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم الغَمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السّلام. سادة حسنيون هاشميون من اصول حجازية وعراقية فقط، من ذرية إبراهيم المذكور.

وقد تضمنت سلالته الزكية عدداً عظيماً من العظماء والعلماء ونوابع الشعراء واكابر الامراء ممن خدموا العلم والادب وأقاموا شعائر الدين، ودوّنوا لخلفهم تاريخاً مجيداً وتراثاً علمياً خالداً وشرفاً تالداً تعتز الاجيال بها عبر الاجيال.

وكلمة « طباطبا » كما ورد في كتاب ( سر السلسلة العلوية ) لابي نصر البخاري صفحة 16 في طبعته سنة 1963 أن اباه إسماعيل الديباج اراد ان يقطع له ثوباً وهو طفل فخيّره بين قميص أو قباء ـ وكان إبراهيم يلفظ القاف طاء ـ فقال ( طباطبا ) ويقصد ( قبا قبا ) وكررها للتأكيد على طلبه. وفي قاموس العميد مثل ذلك، وان ( طبا طبا ) بفتح الطائين لقب لإسماعيل بن إبراهيم الغمر، وأن كلمة طبا طبا في اللغة النبطية بمعنى سيد السادات، وأنها صارت لقباً لإبراهيم بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر الذي مات في حبس أبي جعفر المنصور بالهاشمية خنقاً سنة 145 هـ، وهو اول من مات في حبسه بها من بني الحسن الذين استدعاهم مكبّلين من المدينة الى الكوفة وفتك بهم فيها، كما ورد في الصفحة 32 من كتاب ( منتقلة الطالبية ) للشريف إبراهيم ناصر بن طباطبا تحقيق السيّد محمد مهدي الخرسان الطبعة الاولى في النجف سنة 1968. وقد انتشر نسله في مختلف الامصار فراراً بأرواحهم من الغدر والتنكيل والقتل من قِبل اعدائهم.

وقد رزق الله إبراهيم طباطبا بركة في النسل وانتشاراً في الأعقاب، فامتدّت فروعه الاصلية من الحرمين المحترمين المكي والمدني إلى ممالك الترك وبلاد الري وفارس واذربيجان وبلاد الافغان والهند وتخوم الشرق الاقصى، إلى جانب المدن العراقية والسورية ومصر والمغرب الاقصى وبطن الجزيرة العربية والبلاد اليمانية.

ومع كل ما لاقوه من خصومهم فان هذه السلالة قد اعتزت بلقبها طباطبا اعتزازهم بجدهم الاعلى إبراهيم طباطبا، وخاصة في اليمن حيث منهم اسرة ملكهم السابق الإمام يحيى حميد الدين التي حكمت ذلك القطر لعدة قرون.

والطباطبائيون منتشرون في جميع أرجاء العالم بعدد هائل ولانتشارهم بكرائم الشيم وجميل الخصال وحسن السمعة بين الناس إلى جانب تحلّيهم بالشهامة والنبل ونصرة المظلوم وكرم النفس واليد والخلق انتسب إليهم كثيرون لمجرد صلة من الامهات بالمصاهرة، فتركوا ألقاب أسرهم وتلقبوا بـ ( الطباطبائية ) التي هي حسنية النسب بينما هم حسينيون أو من أسر اخرى وفضّلوا الاشتهار بهذا اللقب.

ومن أفضل مزايا هذه الاسرة الجليلة بعد محافظتهم على أنسابهم وأعقابهم امر جوهري تمسكوا به من قبل وتسامح فيه سائر الاسر، هو الانتساب إلى الجد البعيد دون القريب، فبينما نرى اكثر الهاشميين يُعرَفون بمن بينهم وبينه اقل من قرن أو قرنين كآل الحكيم وآل بحر العلوم وآل الحبوبي وآل الحيدري وآل العطار وامثالهم، نرى الطباطبائية في مختلف انحاء الأرض يُعرفون بمن بينه وبينهم اكثر من الف عام ليصونوا من كل غمز وهمز ويعززوا اسرتهم التي جاوزت بضعة ملايين نسمة في مختلف انحاء الأرض. وقد سبقهم إلى هذه الميزة الحسنة السادة الحسنيون وشرفاء الحرمين حيث يتعرفون باسم اسمى آبائهم هو الإمام الحسن المجتبى ريحانة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم واكبر اشبال حيدرة الكرار علي بن أبي طالب عليه السّلام.

اما الطباطبائية فيعود الفضل في حفظ انسابهم وتعزيز اعقابهم إلى الشريف أبي الحسن محمد بن أحمد الشاعر احد اعالي آبائهم الطاهرين؛ فانه بعد انتقاله من مدينة جدِّه المدينة المنورة بالحجاز إلى اصفهان عاصمة بلاد فارس، أوصى بنيه بشدة بالمحافظة على سجلاّت الأنساب والأعقاب والتمسك بصلة الرحم وأكّد عليهم حبس الاموال والاوقاف على بنيهم وذرياتهم دفعاً لعاديات الزمان وصوناً لتسلسل نسله ظهراً بعد ظهر، فأصبح لهم بتوالي الاوقاف كيان فخم ونسل متوفر وعظيم في مختلف البقاع والضياع، وانتشر نسله في تلك الاصقاع. وذكره في كتاب معاهد التنصيص للعباسي ووفيات الاعيان لابن خلكان، وانه شاعر مكثر وعالم محقق، مات بإصفهان سنة 322هـ ودُفن بها، وله عقب كثير فيها وفيهم علماء وادباء ومشاهير، واشتهر بالفطنة والذكاء وصفاء القريحة وحدة الذهن وجودة المقاصد. وله من المصنفات ( عيار الشعر ) و ( تهذيب الطب ) وكتاب ( العروض ) الذي لم يسبق إلى مثله. ومن شعره قصيدة في 39 بيتاً ليس فيها راء ولا كاف، مطلعها يقول:


يا سيداً دانت له الساداتُ ....... وتتابعت في فعله الحسناتُ

وهذا الشاعر جدٌّ لغالبية الأسر العلمية الرفيعة والمراجع الدينية العليا من آل الطباطبائي كآل السيد كاظم(1) وال السيّد محسن الحكيم وآل السيّد إبراهيم الطباطبائي الشاعر الكبير استاذ السيّد محمد سعيد الحبوبي والشيخ عبدالحسين الحويزي وعبدالمحسن الكاظمي اعلام الشعر العربي في العراق. وجد الساداة آل بحر العلوم جميعاً وال العلامة السيّد علي الصغير الحائري صاحب الرياض الطباطبائي وجد اسرة السيّد شريف العلماء محمد تقي المتوفى سنة 1312هـ الموافق لسنة 1894م.

واكبر اولاده السيّد محمد مهدي الطباطبائي كان من وجهاء كربلاء الاجلاّء المبرزين مالياً، وقد تصاهر معه السيّد محمد عبدالوهاب وكان يومها من ابرز الشخصيات الجليلة في كربلاء لدى الاهلين والثلة العثمانية حيث زوج اكبر اولاده السيّد محمد مهدي الوهاب 1912 على كبرى كريماته، ولرفعة مكانته تصاهر معه على ابنته الثانية العلامة الحجة السيّد هبة الدين الحسيني عام 1915 فانجبت له السيّد جواد الباحث المعروف والنسابة المتطلع وإخوته، واصبح السيّد جواد حسينيَّ الاب وحسيني الام.
ومن الجدير بالذكر ان من السادة الطباطبائية الحاج محمد كاظم ناظم الطباطبائي المتوفى عام 1907 وهو عم السيّد محمد تقي شرف العلماء المنوه به اعلاه. قد سعى في عمل اول شريط فضي كبير على القبرين الشريفين للإمامين الكاظمين عام 1906 حيث قام بصياغته السيّد محسن السيّد هاشم الورد الكاظمي وتم في عام 1324 الموافق 1906 كما هو منقوش بالفضة عليه وتفصيله في الصفحة 142 من كتاب ( تاريخ المشهد الكاظمي ) للشيخ محمد حسن آل ياسين.

ولعلاقة العديد من الاسر بنسب هذا السيّد الجليل نذكره نقلاً عن مجلة ( المرشد ) البغدادية في عددها الثاني لسنتها الاولى الصادرة بتاريخ كانون الثاني 1926 صفحة 46: هو أبو محمد المهدي السيّد محمد تقي بن السيّد محمد بن المهدي بن إبراهيم بن علي بن رفيع الدين المتوفى عام 1198 هـ ابن السيّد هادي بن رفيع الدين بن شفيع الدين بن معصوم بن معز الدين بن كاظم بن يوسف بن محمد حسين بن عبدالرضا ابن نور الدين محمد قوام الدين بن إسماعيل جد الاسرة التي تقدم ذكرها من آل طباطبائي والحكيم وبحر العلوم وإسماعيل بن عماد الدين محمد أبي المكارم نقيب العراق أب أبي المجد أحمد بن أبي الفضل عماد بن علي بن حمزة بن الطاهر أبي هاشم بن علي الملقب بشهاب، وهو أبو الحسين الشاعر بن أبي الحسن محمد الشاعر المتقدم ذكره نقيب الطالبيين في انحاء شرقي العراق. وقد افاض في الثناء عليه ـ لسعة علمه وعلو منزلته وكثرة مؤلفاته، وهو الجد الجامع للاسر المتقدمة ذكرها ـ ابنُ أبي الفتوح أحمد المدفون في حلة غازيان من توابع جوبياره باطراف اصفهان، ابن أبي جعفر محمد المدفون عند جده هناك ابن أبي عبدالله أحمد الملقب بأبي الفتوح والرئيس الروحي في كافة بلاد الري، ابن إبراهيم ( طباطبا ) السيّد العلوي الحسني الملقب بزين العابدين الذي فر من جور العباسيين إلى اصفهان ودُفن في ناحية جميلان فيها، ابن إسماعيل الديباج المكنى بأبي إبراهيم والملقب بالشريف الخلاص، ابن إبراهيم الغمر الذي تقدم ذكر وفاته عام 145 هـ بضاحية الكوفة، ابن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام.ومن السادة الطباطبائية الآن في العراق:

1 ـ السادة آل علي الطباطبائي.
2 ـ السادة آل الحكيم.
3 ـ السادة آل بحر العلوم.
4 ـ السادة آل الحجّة.
5 ـ السادة آل محمد.

منقول