مجاهدون
05-13-2007, 07:34 PM
خمسة آلاف لمبة
أحمد الصراف- القبس
'تبرعت الكويت للبنان قبل سنوات بمئات ملايين الدولارات لدعم محطات الكهرباء فيها، فطارت الملايين بعد حين مع 'حبيقة وبيضون وزيتون وصابون'، وبقيت أزمة الكهرباء تراوح مكانها، ان لم تزدد سوءا بعد الحرب الأخيرة بين ميليشيات حزبية مسلحة واسرائيل!.. ويقال ان الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ 1990 وحتى الأمس القريب، صرفت اكثر من أربعة مليارات دولار 'لتمويل' عمليات السرقة في قطاع الكهرباء وحده!
حظنا في الكويت ليس بأحسن كثيرا من حظ لبنان، لكن للبنانيين عذرهم، فقد كانوا في حرب أهلية لأكثر من 16 عاما. كما أن بلدهم يفتقد جميع مصادر الطاقة اللازمة لتوليد الكهرباء، هذا بخلاف وضع لبنان المالي!! فما عذرنا نحن، وكل شيء متوافر لدينا من مال وطاقة وخبرات وبنية تحتية وشعب صغير وتضاريس واضحة ومساحة محددة؟
لا شك في ان العلة كانت، ولا تزال، في الإدارة السياسية للوزارة. فطوال السنوات الاربعين الماضية لم يتول منصب الوزير فيها شخص واحد صالح ونظيف في الوقت نفسه، ومن كان مخلصا ونظيفا لم يترك له مجال التحرك، وتم تغييره عند اول 'تشكيل جديد'.
ولكن لدي شعورا بأن وزير الكهرباء الحالي السيد محمد العليم، على الرغم من انتمائه لتيار ديني لا يرجى منه الخير الكثير، قد يكون شيئا آخر!!، هذا ما أتمناه، خاصة على ضوء خلفيته الهندسية، وبعد فصل الكهرباء عن النفط.
وبالتالي قد لا يكون القطع المبرمج للكهرباء والماء خلال اشهر الصيف المقبلة بذلك السوء المتوقع!
وبهذه المناسبة قام وزير الكهرباء بإصدار مجموعة من التوصيات لإدارة الأزمة المتوقعة، طالب في احدها ب'تكثيف حملات ترشيد الاستهلاك ومراقبة الإسراف في صرف الكهرباء'. وبهذه المناسبة نحيله الى بيت احد المواطنين الواقع على شارع الفحيحيل السريع، مقابل مستشفى هادي في الجابرية، ليرى ان عدد مصابيح الإضاءة على سقف وحوائط ذلك البيت التي تغطيه بالكامل من جميع الجهات يزيد على الخمسة آلاف مصباح كهربائي!
ولو لم يكن البيت على طريق سريع وتمر به بالتالي عشرات آلاف السيارات والمشاة يوميا لما كان مثار لغط أصلا. وبالتالي فمن المخجل حقا الطلب من المواطنين والمقيمين ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء وأمامهم بيت مضاء بخمسة آلاف 'لمبة' ليل نهار من غير أي سبب وجيه أو غير وجيه؟
فعليك به أيها الوزير العاقل إن أردت أن تضرب مثالا واضحا على جدية قراراتك الوزارية. وبخلاف ذلك فإن المطار سيكون ملاذنا للخروج من الأزمة المقبلة في الماء والكهرباء، وما أدراك ما أزمة الماء والكهرباء في دولة تصل فيها الحرارة الى 55 سلسياس في الظل!
tasamou7@yahoo.com
أحمد الصراف- القبس
'تبرعت الكويت للبنان قبل سنوات بمئات ملايين الدولارات لدعم محطات الكهرباء فيها، فطارت الملايين بعد حين مع 'حبيقة وبيضون وزيتون وصابون'، وبقيت أزمة الكهرباء تراوح مكانها، ان لم تزدد سوءا بعد الحرب الأخيرة بين ميليشيات حزبية مسلحة واسرائيل!.. ويقال ان الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ 1990 وحتى الأمس القريب، صرفت اكثر من أربعة مليارات دولار 'لتمويل' عمليات السرقة في قطاع الكهرباء وحده!
حظنا في الكويت ليس بأحسن كثيرا من حظ لبنان، لكن للبنانيين عذرهم، فقد كانوا في حرب أهلية لأكثر من 16 عاما. كما أن بلدهم يفتقد جميع مصادر الطاقة اللازمة لتوليد الكهرباء، هذا بخلاف وضع لبنان المالي!! فما عذرنا نحن، وكل شيء متوافر لدينا من مال وطاقة وخبرات وبنية تحتية وشعب صغير وتضاريس واضحة ومساحة محددة؟
لا شك في ان العلة كانت، ولا تزال، في الإدارة السياسية للوزارة. فطوال السنوات الاربعين الماضية لم يتول منصب الوزير فيها شخص واحد صالح ونظيف في الوقت نفسه، ومن كان مخلصا ونظيفا لم يترك له مجال التحرك، وتم تغييره عند اول 'تشكيل جديد'.
ولكن لدي شعورا بأن وزير الكهرباء الحالي السيد محمد العليم، على الرغم من انتمائه لتيار ديني لا يرجى منه الخير الكثير، قد يكون شيئا آخر!!، هذا ما أتمناه، خاصة على ضوء خلفيته الهندسية، وبعد فصل الكهرباء عن النفط.
وبالتالي قد لا يكون القطع المبرمج للكهرباء والماء خلال اشهر الصيف المقبلة بذلك السوء المتوقع!
وبهذه المناسبة قام وزير الكهرباء بإصدار مجموعة من التوصيات لإدارة الأزمة المتوقعة، طالب في احدها ب'تكثيف حملات ترشيد الاستهلاك ومراقبة الإسراف في صرف الكهرباء'. وبهذه المناسبة نحيله الى بيت احد المواطنين الواقع على شارع الفحيحيل السريع، مقابل مستشفى هادي في الجابرية، ليرى ان عدد مصابيح الإضاءة على سقف وحوائط ذلك البيت التي تغطيه بالكامل من جميع الجهات يزيد على الخمسة آلاف مصباح كهربائي!
ولو لم يكن البيت على طريق سريع وتمر به بالتالي عشرات آلاف السيارات والمشاة يوميا لما كان مثار لغط أصلا. وبالتالي فمن المخجل حقا الطلب من المواطنين والمقيمين ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء وأمامهم بيت مضاء بخمسة آلاف 'لمبة' ليل نهار من غير أي سبب وجيه أو غير وجيه؟
فعليك به أيها الوزير العاقل إن أردت أن تضرب مثالا واضحا على جدية قراراتك الوزارية. وبخلاف ذلك فإن المطار سيكون ملاذنا للخروج من الأزمة المقبلة في الماء والكهرباء، وما أدراك ما أزمة الماء والكهرباء في دولة تصل فيها الحرارة الى 55 سلسياس في الظل!
tasamou7@yahoo.com