المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الأكثر تقبلا للانفصال.. الرجل أم المرأة؟



المهدى
05-09-2007, 10:09 AM
بقلم هدي - القبس


hoda3993@Yahoo.com


تنتهي بعض الزيجات بالصراع حول مالها وما له من حقوق، وبعضها ينتهي بالبكاء والعويل على ما كان ولن يعود، وبعضها ينتهي بالسباب والاهانة، او حتى بالضرب بالاطباق الطائرة بسرعة تخترق حاجز الصوت، ومهما كانت الحالة، فالانفصال اقبح لحظات العلاقة الزوجية واكثرها حزنا. ولكن دعونا نواجه الامر، فليس كل علاقة زوجية بين اثنين تستمر مدى الحياة، بل ان الطلاق يجنب الاثنين احيانا مصائب اكثر من الاستمرار.

والآن نطرح سؤالا طريفا: من الذي يتحمل الطلاق ويتعامل مع الحياة بشكل أفضل، بعد ان تصطدم سفينة الحب بجبل الجليد، الذي يدمرها، المرأة أم الرجل؟

والاجابة هي ان المرأة اكثر تحملا للحياة بعد الانفصال، فقد اثبتت الدراسات ان الرجال يعانون اكثر من الاكتئاب والتوتر والقلق بعد الطلاق، مما تعاني منه النساء، كما يحب الرجال ان يظهروا بمظهر الاقوياء بدلا من الانهيار التام بعد الانفصال، في حين انهم في الحقيقة ليسوا اكثر ثباتا من قالب الجيلي، ويظهر هذا الامر جليا في رسائل الرجال الباحثين عن النصح من محرري صفحات المشاكل في معظم الصحف، ورغبتهم في استعادة زوجاتهم ، مطلقاتهم، مرة اخرى، سنعرض هنا اسباب تفتت الرجال بعد الطلاق.

الرجل يخفي آلامه
اول رد فعل للرجل بعد انتهاء العلاقة هو 'سأريها' وعادة ما يكون ذلك بسرعة الخروج مع اصدقائه وسرعة الارتباط باخرى، فحوالي 26% من الرجال يتعالى على ما حدث وكأنه يحتفل مع اصدقائه وان الموضوع كله غير مهم، وذلك طبقا لدراسة اجرتها مجلة Men sص Health على شبكة الانترنت.
وهؤلاء شكلوا اقلية، لان 36% من المشاركين في الدراسة قالوا انهم يودعون طليقاتهم بابتسامة عدم اكتراث، وكلا النسبتين تمثل شكلا من اشكال الاقنعة التي يخفي بها الرجال مشاعرهم الحقيقية، لانهم لا يستطيعون التعامل مع آلامهم او غضبهم، او احباطهم، ولا يفطن الرجال الى حالة الفقد الا بعد ان يتخطوا مرحلة ردود الفعل الاولية، فيبدأون في الحداد على حياتهم الزوجية.

اما النساء فيبدأن في البكاء فور انتهاء العلاقة الزوجية، كما يلجأن الى الحديث مع الاخريات بصراحة عن مشاعرهن بعد الطلاق، اي ان النساء يواجهن احزانهن فورا كما اكدت الدراسة فيتخلصن منها بشكل اسرع بعكس الرجال الذين يكبتون مشاعرهم فتظل معهم في سراديب حياتهم.

صداقاته أقل
احد اسباب تغلب النساء على جراح الانفصال اسرع من الرجال أن لديهن عادة شبكة تواصل انساني اوسع من الرجال، فقد اثبتت الدراسات ان العلاقات الرومانسية الحميمة هي الجانب العاطفي الوحيد، او الرئيسي، للرجل، بل الاجتماعي ايضا، في حين تلجأ المرأة الى الاسرة والصديقات لارضاء هذه الحاجات: امها او اختها او صديقتها، او مصففة الشعر، وكلما روت القصة وعبرت عن مدى ضعف شخصية طليقها تحسنت مشاعرها اكثر واكثر.

اما الرجل فيكتم مشاعره وعادة ما يعبر عن عدم اكتراثه بانتهاء العلاقة بهز كتفيه، ويحاول اقناع نفسه انه غير مستاء او حزين، وقد يستمر في ذلك حتى بعد مرور 6 اشهر على الطلاق، وذلك حين يعترف الى احد اصدقائه انه يتمنى لو عادت حياته مع زوجته الى سيرتها الاولى.

يكره البدء في حياة جديدة
بعد الطلاق يشعر الرجل بالمتعة والتحرر والاستعداد للتعرف بنساء أخريات، من دون منغصات ولكن بعد ان يلتقي بامرأة اوامرأتين يدرك ان الامر يحتاج الى وقت طويل كي يصل الى مستوى الارتياح والتعود الذي كان يشعر به مع زوجته السابقة، وقد اثبتت الابحاث ان النساء يتوافقن افضل مع نهايات العلاقة الزوجية حيث يتوقعن وقوع الطلاق فبينما لا يستعد الرجال لهذه اللحظات.

وفي حين لا يعتبر الامان العاطفي الذي يشعر به الرجل السبب الوحيد لبقائه مع زوجته، الا انه يتدفق فيما بعد لادراك مدى حسن حظه لوجود تلك المرأة في حياته، وهي حقيقة عاطفية لا يعترف بها الرجل الا بعد فوات الاوان.

ينساق وراء العلاقات العابرة
ينخلع قلب الرجل رعبا من كلمة 'مطلق'، لانها تعبر عن بوار سيصيبه لعزوف الاخريات، معظمهن على الاقل عنه، ولكنه سريع الملل يمل من المطاعم التي يرتادها مع زوجته والابناء ومن النقاش المعاد ومن نمط العلاقة الحميمة المكرر، لذا ما ان تعود اليه حريته حتى يظن انه سيغزو الحياة من جديد، ولكن بعد الطلاق يدرك سريعا ان العزوبية ليست كلها متعا ومغريات.

وبدلا من كل ما طاف بخياله عن هذه الحياة المتحررة يجد انه يفتقر إلى المودة الحقيقية والسكينة والهدوء التي يشعر بها من جراء علاقته المنتهية.
وقد اظهرت الدراسات ان النساء يتفوقن على الرجال في مدى تقديرهن للعلاقة الزوجية من الناحية الاجتماعية والجنسية والتوافق الثقافي، وانهن يدركن، اسرع، ان الحميمية هي اساس استمرار العلاقة الزوجية وليست الإثارة الجنسية.