كويتى
05-07-2007, 12:01 PM
المذهب لا يسيء إلى مكانة القبيلة
المحامية فوزية الصباح - الراي
نشرت إحدى الصحف بحثاً علمياً عن بعض القبائل العربية وأصولها، ونفى بعض أفراد من ينتمي إلى هذه القبائل الأصيلة ما ورد به من معلومات لأسباب أعرفها ويعرفها غيري، وأقدر ظروفها ممن لا يملكون الجنسية الذين يعتقدون أنهم حرموا منها بسبب الأصل والمذهب، وبعضهم جار عليه الزمن وأصبح في فقر مدقع للغاية واضطر لأن يعتاش على بعض اللجان الدينية التي لا تقبل أحياناً تقديم المساعدة لأي محتاج أو توظيفه إلا عندما يكون من ضمن فكرها وتوجهها الديني.
ولكن ما أثار استغرابي هو أن بعض الذين نفوا صلتهم بتلك القبائل لا خوف عليهم لأنهم يحملون الجنسية، وكأن ما نسب إليهم قذفاً أو سباً. وأود أن أسأل هؤلاء كيف تحققتم إلى أن النسبة الأعلى من أفراد عوائلكم لا تتبع المذهب الذي اشار إليه الباحث؟ وأود أن أسألهم: ما موقفكم عندما يرسل أفراد أخرون من عوائلكم بياناً يؤكدون وبالوثائق أن ما ذكره الباحث هو الصحيح، فهل ستطلبون من الباحث إجراء إحصاء سكاني لكم، حتى يرضى جميع أطرافكم؟
كما هو معروف هناك أفخاذ قبائل كان غالبية أفرادها ينتمون الى مذهب معين، وعندما نزحت إلى الكويت تحولوا إلى المذهب الآخر لأسباب مختلفة، وعقدة هؤلاء الرئيسية عندما تذكرهم بأصولهم فكأنما ذكرتهم بما يسيء إليهم أو أهنتهم، لأنهم يعتقدون أن ضوء الشمس من الممكن حجبه بمنخال.
كل قبيلة أو عشيرة أو جماعة أو فخذ هي معروفة الأصل، وبضع سنوات من التاريخ لا تحجب أصول الناس، فإن كان التاريخ لا يزال يشرح بإسهاب أصول القبائل العربية قبل مئات الأعوام، فهل سيقفل عن أعوام قلائل؟
إن النفس الطائفي أو الخوف من عدم الحصول على الجنسية جعل البعض يتحول إلى مذهب آخر غير مذهبه، وبعض أفراد هذه الفئات أصبح أكثر عداء لمذهبه من تلك المجموعات التكفيرية. وهذا ما ذكرني بأحد قادة تنظيم «القاعدة» الكبار المطلوب أمنياً، فقد أخرج والده التربة من جيبه أثناء التحقيق معه حتى يتبرأ منه ومن أفكاره. كما تذكرت حادثة مؤسفة حدثت بين افراد عائلة واحدة اختلفت على مكان دفن الأب في أي من المقبرتين.
وفي الحقيقة يبقى اعتناق المذهب أو تغييره متعلقا بوجدان الإنسان، وهو أمر باطني بينه وبين ربه، لا يحق لأي باحث تصنيفه، أو أي إنسان التدخل به. وفي النهاية كلنا مسلمون لا فرق بين مذهب ومذهب، ولا بين قبيلة وقبيلة، فكلها قبائل عربية أصيلة لها تاريخها ومكانتها الاجتماعية ولا ينقص من قدرها المذهب الذي تعتنقه. فكلنا مسلمون ونشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. أما النفس الطائفي والتكفيري الذي بدأ يلوح في الأفق فأتمنى من العلي القدير أن يبعده عنا ويقينا شره.
ملحوظة
عندما يختلف أفراد العائلة الواحدة أو فخذ القبيلة في انتمائهم إلى المذهب، أي أن الطرف الاول يؤكد أن الغالبية تتبع المذهب السني، بينما يؤكد الطرف الثاني كذلك أن الغالبية تتبع المذهب الشيعي، فإن الأمر لا يخرج عن احتمالين فإما أن تكون العائلة شيعية في الأصل وتسنن بعضها، أو أنها سنية في الأصل وتشيع بعضها. وبالنسبة إلي أرجح الاحتمال الأول. والله أعلم.
محامية وكاتبة كويتية
Alsabah600@hotmail.com
http://www.alraialaam.com/07-05-2007/ie5/articles.htm#4
المحامية فوزية الصباح - الراي
نشرت إحدى الصحف بحثاً علمياً عن بعض القبائل العربية وأصولها، ونفى بعض أفراد من ينتمي إلى هذه القبائل الأصيلة ما ورد به من معلومات لأسباب أعرفها ويعرفها غيري، وأقدر ظروفها ممن لا يملكون الجنسية الذين يعتقدون أنهم حرموا منها بسبب الأصل والمذهب، وبعضهم جار عليه الزمن وأصبح في فقر مدقع للغاية واضطر لأن يعتاش على بعض اللجان الدينية التي لا تقبل أحياناً تقديم المساعدة لأي محتاج أو توظيفه إلا عندما يكون من ضمن فكرها وتوجهها الديني.
ولكن ما أثار استغرابي هو أن بعض الذين نفوا صلتهم بتلك القبائل لا خوف عليهم لأنهم يحملون الجنسية، وكأن ما نسب إليهم قذفاً أو سباً. وأود أن أسأل هؤلاء كيف تحققتم إلى أن النسبة الأعلى من أفراد عوائلكم لا تتبع المذهب الذي اشار إليه الباحث؟ وأود أن أسألهم: ما موقفكم عندما يرسل أفراد أخرون من عوائلكم بياناً يؤكدون وبالوثائق أن ما ذكره الباحث هو الصحيح، فهل ستطلبون من الباحث إجراء إحصاء سكاني لكم، حتى يرضى جميع أطرافكم؟
كما هو معروف هناك أفخاذ قبائل كان غالبية أفرادها ينتمون الى مذهب معين، وعندما نزحت إلى الكويت تحولوا إلى المذهب الآخر لأسباب مختلفة، وعقدة هؤلاء الرئيسية عندما تذكرهم بأصولهم فكأنما ذكرتهم بما يسيء إليهم أو أهنتهم، لأنهم يعتقدون أن ضوء الشمس من الممكن حجبه بمنخال.
كل قبيلة أو عشيرة أو جماعة أو فخذ هي معروفة الأصل، وبضع سنوات من التاريخ لا تحجب أصول الناس، فإن كان التاريخ لا يزال يشرح بإسهاب أصول القبائل العربية قبل مئات الأعوام، فهل سيقفل عن أعوام قلائل؟
إن النفس الطائفي أو الخوف من عدم الحصول على الجنسية جعل البعض يتحول إلى مذهب آخر غير مذهبه، وبعض أفراد هذه الفئات أصبح أكثر عداء لمذهبه من تلك المجموعات التكفيرية. وهذا ما ذكرني بأحد قادة تنظيم «القاعدة» الكبار المطلوب أمنياً، فقد أخرج والده التربة من جيبه أثناء التحقيق معه حتى يتبرأ منه ومن أفكاره. كما تذكرت حادثة مؤسفة حدثت بين افراد عائلة واحدة اختلفت على مكان دفن الأب في أي من المقبرتين.
وفي الحقيقة يبقى اعتناق المذهب أو تغييره متعلقا بوجدان الإنسان، وهو أمر باطني بينه وبين ربه، لا يحق لأي باحث تصنيفه، أو أي إنسان التدخل به. وفي النهاية كلنا مسلمون لا فرق بين مذهب ومذهب، ولا بين قبيلة وقبيلة، فكلها قبائل عربية أصيلة لها تاريخها ومكانتها الاجتماعية ولا ينقص من قدرها المذهب الذي تعتنقه. فكلنا مسلمون ونشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. أما النفس الطائفي والتكفيري الذي بدأ يلوح في الأفق فأتمنى من العلي القدير أن يبعده عنا ويقينا شره.
ملحوظة
عندما يختلف أفراد العائلة الواحدة أو فخذ القبيلة في انتمائهم إلى المذهب، أي أن الطرف الاول يؤكد أن الغالبية تتبع المذهب السني، بينما يؤكد الطرف الثاني كذلك أن الغالبية تتبع المذهب الشيعي، فإن الأمر لا يخرج عن احتمالين فإما أن تكون العائلة شيعية في الأصل وتسنن بعضها، أو أنها سنية في الأصل وتشيع بعضها. وبالنسبة إلي أرجح الاحتمال الأول. والله أعلم.
محامية وكاتبة كويتية
Alsabah600@hotmail.com
http://www.alraialaam.com/07-05-2007/ie5/articles.htm#4