مشاهدة النسخة كاملة : ماذا نصت مقالة الدكتور داهش عام1948 التي تنبأ فيها بالحرب الاهلية سنة 1975؟
فاطمي
05-06-2007, 07:12 AM
هذه المقالة كتبها داهش عام 1948 ونُشرت في عدد من الصحف اللبنانية ومن بينها جريدة «الحياة»، وقد تنبأ فيها بشكل صريح وواضح بان لبنان سيشهد حرباً اهلية مدمّرة وطاحنة عام 1975 انتقاماً من النظام اللبناني الذي اضطهد العقيدة الداهشية واتباعها، وجاء فيها:
«عندما تدق ساعة الحساب الرهيبة، سأدق اعناق المجرمين الوصوليين دقاً هائلاً، وسأمزق قلوبهم المفعمة بالجرائم تمزيقاً مروعاً، وسأمزج الصاب والغسلين المريرين الكريهين مذاقاً، واسكبهما في افواههم التي لا تنطق الا بالكذب الشائن والافك المبين. وانني اقسم، غير حانث، بأنني سأنكل تنكيلاً مخيفاً بكل من تدخل في هذه الجريمة الوحشية المنكرة المستنكرة، جريمة تجريد مؤسس الداهشية من جنسيته اللبنانية بالظلم والعدوان.
وسأهرق الدماء الغزيرة من عيونهم الجاحظة هلعاً ورعباً من يوم الهول، عوضاً عن الدموع. وستخيّم سحب الهموم، وتتكاثف جيوش الغموم، معسكرة فوق ربوعهم الخربة، اذ سيدمرها انتقامي الهائل تدميراً عاصفاً. ان ساعة الانتقام لا شك زاحفة، وستنقض كالصاعقة المدمرة فلا تبقي ولا تذر. نعم، ان ساعة الحساب تدنو، ومن زرع جريمة فسيحصد فناءً تاماً، وهذا عدل وحق. فيا ساعة (الانتقام) هيا اسرعي، كي اذيق المجرمين ما يستحقونه من افدح الآلام الصارخة، مما سيسجله القدر بأحرفه النارية، فيخلد هذا الانتقام المخيف ما خلد الزمان، وتدوّن بطون التواريخ انباء هذا (الانتقام) المرعب، كعبرة خالدة على مرّ الدهور وكرّ العصور.
وسيقرأها الوصوليون الاذلاء والظالمون للابرياء، فتهلع قلوبهم، وترتجف ركبهم، وتصطك اسنانهم، من هول الانتقام العادل. ايه يا يوم الانتقام الحبيب على فؤادي، لانت البلسم الشافي لاتعاب روحي القلقة من طول الانتظار لذلك اليوم العصيب على اعدائه الرعاديد. أسرع أسرع لازلزلهم، اسرع لاقوضهم، واجعل عامرهم بلقعاً خراباً، وقفراً يباباً، واصوح ديارهم، وادكها دكاً، واذرها رماداً. وستتم هذه النبوءة الرهيبة المخيفة الاحداث المقوّضة في عام 1975 والاعوام التي تلي هذا العام المزلزل، اذ ستندلع الحرب اللبنانية، فلا تبقي ولا تذر».
فاطمي
05-06-2007, 07:20 AM
عقائد الدكتور داهش كانت مزيجا من كل الاديان وله ست شخصيات وله معجزات وظواهر خارقة من بينها زراعة شجرة مشمش مثمرة من البذور في لحظات بعد ان اقسم على الخالق بحق الله .
بيروت - من احمد الموسوي
عام 1942 اعلن الدكتور داهش بدء الرسالة الداهشية التي ترتكز على خمس حقائق:
1 - وجود الروح وخلودها
2 - وحدة الأديان
3 - السيّالات الروحية وهي نسيج الكون وقوام كائناته
4 - التقمص
5 - السببية والجزاء العادل
كان اول المؤمنين بالرسالة الجديدة الاديب يوسف الحاج فاكتسب بذلك لقب «المؤمن الاول». ثم انضم تباعاً إلى الدعوة الجديدة عدد من اهل الفكر والادب ومن النخب الثقافية وشكلوا الجيل الداهشي الاول الذي عمل على نشر العقيدة الجديدة ومن هؤلاء: الشاعر حليم دمّوس الملقب «بلبل الشرق»، ورئيسة نقابة الفنانين الاديبة ماري شيحا شقيقة ميشال شيحا، فيلسوف الصيغة اللبنانية وشقيقة زوجة اول رئيس جمهورية في عهد الاستقلال بشارة الخوري، والبروفسور جورج خبصا، وجورج حداد، وهو من كبار التجار، وجوزف حجار، والدكتور فريد ابو سليمان والدكتور بولس فرنسيس، وآخرون من نخب المجتمع المسيحي في لبنان، الامر الذي افزع رجال الدين (الاكليروس)، فعملوا بكل قوة على وقف تمدد هذه العقيدة الجديدة واستطاعوا ان يستميلوا رئيس الجمهورية يومها بشارة الخوري إلى جانبهم في هذه الحرب، لتبدأ حملة اضطهاد ضد داهش واتباعه، فبادر الرئيس الخوري، بعد ان تغلغلت الداهشية الى بيته العائلي عبر شقيقة زوجته ماري، الى تكليف المدعي العام المركزي القاضي ديمتري الحايك العمل مع مجلس النواب ورئيسه صبري حماده لاقرار قانون يمنع مناجاة الأرواح، لتتمكن السلطة بواسطته من ملاحقة داهش واتباعه، لكن المفاجأة كانت ان المدعي العام نفسه تخلى عن هذه المهمة وآمن بالرسالة الجديدة، فازدادت نقمة الرئيس بشارة الخوري على الداهشية، فأصدر امراً بالقاء القبض على داهش في 28 اغسطس 1944 وزجّ به في السجن من دون محاكمة، وفي 9 سبتمبر اصدر مرسوماً جمهورياً جرده فيه من جنسيته اللبنانية ونفاه بموجبه الى خارج الحدود، لتبدأ بعد ذلك خطوات ملاحقة اتباعه، فتم زج معظمهم في السجون وفي مقدمهم شقيقة زوجته (بشارة الخوري) ماري حداد.
بيت الرسالة
حين تتذكّر الفنانة والاديبة زينة حداد، ابنة ماري، تلك المرحلة التي كانت تزور فيها امها في السجن، تعود الى تلك الايام الجميلة حين تعرفت عائلتها على الدكتور داهش في جورة الترمس قرب منطقة غزير في كسروان، حيث كان يقيم في بادئ الامر، قبل انتقاله للاقامة مع عائلتها في منزلها في محلة القنطاري ببيروت، والذي عُرف منذ ذلك الحين بـ «بيت الرسالة». وتنظر زينة حداد، صاحبة الـ84 عاماً، وهي تتحدث، الى فوق، كأنها تتطلع الى «الحبيب داهش» وهو في احد العوالم العلوية، وتقول: «في هذا المنزل حضرت معه العديد من الجلسات الروحية وشاهدت العديد من الظواهر الخارقة التي احدثها، فذات مرة زرته برفقة امي وشقيقتي ووالدي، وخلال الحديث معه استخدم قوته الروحية فأحضر تمثالاً لهوميروس من منزلنا وكان موجوداً في مكتب والدي».
وهل كان يضع داهش شروطاً لحضور الجلسات الروحية؟ تجيب زينة حداد: «كان على كل من يريد حضور جلسة ان يقوم بتحضير نفسه لمدة شهر، من خلال تلاوة الدعاء التالي يومياً مرات عدة، وبعدها يسمح له بالحضور او لا يسمح».
وزينة حداد هي من القلائل من النساء والرجال الذين حظوا برؤية الدكتور داهش وشخصياته الاخرى، اذ كانت له ست شخصيات غير شخصيته الحقيقية، وعن ذلك تقول: «في احد الايام وبينما انا جالسة في المنزل شاهدت شخصيتين للدكتور داهش داخل الغرفة، وكل واحدة ترتدي ثياباً مختلفة عن الاخرى، وكانت احداهما تتحدث الى الاخرى، وفي هذه الاثناء قُرع جرس المنزل وبينما انا اقف لافتح الباب رأيت شخصية ثالثة، وحين فتحت الباب رأيت شخصيته الرابعة».
وعن تفسيرها لذلك تقول حداد: «شخصيات داهش هي سيالات روحية سامية تسكن العوالم الروحية العليا، وتتجسد احياناً على الأرض لأداء مهمات تساعد على نشر العقيدة».
شجرة وعصفور
وتروي حداد ظواهر روحية اخرى صُنعت على يد الدكتور داهش منها انه حوّل الورد المرسوم على الورق الى ورد حقيقي، وحول صورة معلقة على جدار منزل عائلتها الى صور عدة متشابهة، وان امها ماري كانت ذات مرة في حديقة منزل الدكتور داهش فقام وامسك بنواة حبة مشمش ووضعها على التراب وقال: «بحق الله ان تتحول هذه النواة شجرة مشمش، ولما ينته من كلامه حتى تحولت النواة شجرة مشمش مرتفعة مثمرة، فأكلت امها والحاضرون من ثمارها».
ومن معجزات داهش ايضاً، بحسب ما تروي زينة حداد، ان امها ماري رسمت لوحة عبارة عن منظر طبيعي وفيه شجرة عليها عصفور جميل، فطلبت منه ان يحول الطير عصفوراً حقيقياً، فاستجاب طلبها، وفي لحظات دبت الحياة في العصفور فأخذته ماري واحتفظت به في قفص لمدة سنتين.
كذلك تروي معجزة اخرى حصلت مع والدها جورج حداد، «فهو اشترى ذات مرة معطفاً غالي الثمن، لكنه سُرق منه، فطلب من الدكتور داهش ان يُعيده اليه فوعده بأن يحصل ذلك بعد حين، ومرت ايام معدودة وبينما جورج يمشي في احد شوارع بيروت، فجأة هبط شيء ثقيل على احد ذراعيه ولم يكن ذلك سوى المعطف نفسه الذي اضاعه».
لبنان والغرب
تعيش زينة حداد اليوم في «منزل الرسالة» الذي لم تغادره روح داهش وتعاليمه، هي اكبر الداهشيين سناً، ولذلك هي محاطة بعناية الجيل الثاني منهم واحترامه وتقديره لها ولنضال عائلتها في سبيل العقيدة وفي مواجهة عهد الرئيس بشارة الخوري، واكثر الذكريات مرارة عندها ما تعرضت له امها ماري من اضطهاد وتعذيب لحملها على التراجع عن عقيدتها الجديدة بلغت حد اتهامها بالجنون وزجها بالسجن اكثر من مرة، ولكنها لم تتراجع قط، وكذلك فعل سائر افراد العائلة الذين آمنوا بداهش.
وعن اسباب حملة الاضطهاد التي تعرض لها الداهشيون يقول علي يونس وهو من ابرز الناشطين في الدعوة الى الداهشية: «لقد كان لبنان المميز بتركيبته الطائفية محط رعاية الغرب، واريد له ان يكون مميزاً عن محيطه الاسلامي بأن يكون دولة يشكل المسيحيون عصبها الرئيسي، عدا عن ان بعضهم اراده ان يكون دولة مسيحية، وحين اظهر الدكتور داهش رسالته المرتكزة الى مبدأ وحدة الاديان، وبعد ان آمنت به نخبة من المسيحيين، خافت الطبقة السياسية التي تمثل وجه السلطة المسيحية في لبنان، كما خاف رجال الدين المسيحيون ان يفقد لبنان تلك الميزة اذا عمت رسالة داهش وانتشرت، لانها بدعوتها الى وحدة الاديان ستُلغى تلك الامتيازات السياسية الخاصة بالمسيحيين داخل الدولة وتعرضها للذوبان كما ظنوا داخل المحيط الاسلامي، ولذلك شكل هؤلاء جبهة عدائية ضد داهش وعقيدته، وحاربوه حرباً شعواء، وهم في الحقيقة كانوا يحاربون مبدأ قيام الدولة الواحدة لشعب واحد، إذ لا فرق بين مسلم ومسيحي».
فصل الدين عن الدولة
وعن ذلك يقول المحامي خليل زعتر، وهو ممن اعتنقوا هذه العقيدة العام 1964 ووضع مؤلفاً ضخماً عن جرائم اضطهاد داهش واتباعه سماه «جريمة القرن العشرين»: «الداهشية هي نفسها الأديان كلها، اذ لا فرق في الجوهر بينها سوى في بعض الشكليات والطقوس، والذين اضطهدوا الداهشية ساهموا في بث اسباب التفرقة والتعصب المذهبي والانقسام بين المجتمع اللبناني وجعلوا لعنة الحرب الاهلية تحل على اللبنانيين».
لقد انضم الى حملة اضطهاد داهش والداهشية اضافة الى النظام اللبناني «حزب الكتائب» الذي لعب منذ الاستقلال عام 1943 دور حامي النظام والمدافع الاول عنه، فالداهشية بتعاليمها، يضيف المحامي زعتر: «شكلت عدواً لدوداً للنظام الطائفي، فالدكتور داهش في كل اللقاءات التي سمعته فيها لم يكن يرى الخلاص للبنان الا بنبذ الطائفية ومحاربة التعصب الطائفي، ومجمل كتاباته في هذا المجال تدعو الى فصل الدين عن الدولة، والى التمرد على العصبيات الدينية والى الارتقاء بالمجتمع المدني على اساس وحدة الاديان التي هي من اصل واحد وجوهر واحد، وهذا ما جعل النظام اللبناني يجد في هذه العقيدة تهديداً كبيراً، فشنّ عليها حرباً ضروساً، فاضطهد من اضطهد وسجن من سجن، وحاول تشتيت الداهشيين الذين صبروا وصمدوا ولم يتخلوا عن عقيدتهم واستمروا في حملها ونشرها داخل لبنان وخارجه».
حرب أهلية وخراب
ويروي المحامي زعتر ان داهش، وبسبب تعنت النظام الطائفي «تنبأ بويلات الحرب الاهلية اللبنانية التي بدأت عام 1975، وقد كتب هذه النبوءة في احدى الجلسات في ضوء شمعة، حين طلب من اتباعه ورقة وقلماً وخط بيده مقالة تحت عنوان (لبنان ايها التعيس)». ولداهش نبوءة اخرى ايضاً تنبأ فيها بخراب لبنان، وقد كتبها عام 1948 بعد تعرضه واتباعه للاضطهاد من حكم الرئيس بشارة الخوري، وفيها يقول بصريح العبارة ان عام 1975 سيكون عام الانتقام وعام الحرب الاهلية التي لا تُبقي ولا تذر!
فاطمي
05-06-2007, 07:27 AM
يبدو ان الدكتور داهش من الشخصيات المثيرة للإهتمام ، وهذه الحلقة التي نقلتها من جريدة الراي ، هي الحلقة الرابعة ، اتمني من باقي الاخوة والاخوات ان يسعفونا بنقل الحلقات الماضية وان يزودونا باية معلومات عن الدكتور داهش وقدراته العجيبة ودعوته التوحيدية ، وعن نشأته ودراسته وحركته الدينية وعن قدراته العجيبة وكيف تلقى مباديء حركته .
jameela
09-10-2009, 03:33 PM
امر مثير للإستغراب
نود ان نقرا المزيد عن هذا الدكتور العجيب
الفتى الذهبي
09-28-2010, 10:53 AM
الدكتور داهش صاحب العقيدة هو سليم موسى العشي ولد في بيت لحم عام 1909، وتوفي في أحد مستشفيات نيويورك عام 1984م. من الطائفة السريانية، لجأ مع عائلته إلى فلسطين هرباً من المجازر التركية. عُرف في اوساط بيت لحم بكونه ساحر فذّ، ولم تكن الناس تعرف حقيقته كرجل ملهم أدهش الكثيرين بافعاله الخارقة مما اكسبه لقب "داهش" عن جدارة. والده موسى العشًي، ووالدته السّيدة شموني. هاجرا من بلاد ما بين النّهرين إلى فلسطين في العام 1906م. وفي العام 1909م رُزقا بصبيٍ بعد ثلاث بناتٍ فسمّياه (سليم). وما أنْ أخذَ الصبيُّ يدرج، حتّى تركَ والداه القدس إلى حيفا، ثمّ انتقلا مع أولادهما إلى بيروت في العام 1911م، وبعد بضعِ سنوات حصل أفراد العائلة على الجنسية اللبنانية.
اعماله في سن الطفولة
كان عمر الطفل لايزيد عن الثلاث سنوات عندما أصابه مرضٌ عضال، فاستدعى الوالدُ لعلاجه طبيبا أمريكياً اسمه الدكتور سميث، وجدَ الطفل في غيبوبة، عالجه بالعقاقير حتّى يستردَّ وعيه، لكنّه لم ينجح، وإذْ تسرّبَ اليأسُ إلى قلب أُمه، وهمّ الطبيب بالانصراف، نهض الطفل فجأةً، ثمّ أخذ يتحدثُ إلى الطبيب بالإنكليزية بطلاقةٍ عجيبة ذاكراً له الدّواء الذي كان عليه أنْ يعالجه به ! ذُهل الوالدين منْ تكلّم طفلهما بالأنكليزية، وسأله الطبيب مستغرباً: "كيف عرفت الدّاء والدّواء"؟ فأجابه الطفل "أنا دواء كلِّ داء". خرج الطبيب منَ المنزل مُتعجباً، وراح يحدّثُ معارفه بما شاهد وسمع.
و بعد الخامسة منْ عمره، تتالت على يديه ظاهراتٍ روحية كثيرة، منها تكلمُه مع رجلٍ هنديٌ بلغته، وإرشادُ صيادٍ إلى حيثُ السّمك وافر، علماً بأنّ الصيّاد كان قد غادر المكان الذي أرشده الصّبيُّ إليه، فرمى شبكته وسحبها وإذْ بها مملوءةً بالسمك، وأعاد الكرّة مراتٍ عديدة، وفي كلِّ مرّةٍ كان يسحبها مملوءةً بالسمك. ومنها في بيت لحم وأمام حشدٍ منَ المُتنزهين، وحول برك النبي سليمان، مشى على سطح ماء البحيرة وكأنّما يمشى على اليابسة. ومنها إعادةُ كتابٍ إلى حالته بعدما كانت خالته أحرقته وحوّلته إلى رماد.
تعليمه
والجدير بالذّكر، أنّه بعد وفاة والده أُدخل إلى (ميتم غزير)، حيثُ أمضى بضعة أشهرٍ في مدرسته، وكانت هذه المُدّة الوحيدة التي تلقّى فيها التعليم طوال حياته، ومع ذلك فقد أربت مؤلفاته على الـ 150 كتاباً، تناول فيها شتّى المواضيع الأدبية والفكرية، واحتوتْ مكتبته الخاصّة على ما يزيدُ على الربع مليون كتاب، لعباقرة الأدب والفكر في العالم.
وما إنْ ناهز الفتى العشرين من عمره، حتّى أخذَ يلتفُّ حولَهُ عددٌ منَ المثقفين الفلسطينيِّين ممّن مالت قلوبُهم إلى الأمور الروحيَّة، فتتلمذوا له. وكان بينهم الشّاعر مُطلق عبد الخالق، صاحب ديوان الرّحيل، والوجيه توفيق العسراوي المتوفي في 10 كانون الثاني 1937م متنسِّكاً في أحدِ كهوفِ البتراء، بعد أنْ وزَّع أمواله على الفقراء.
اسمه
أُلهم الفتى العجيب سنة 1929م بأنّه يجب أنْ يُغيِّرَ اسمه، ويتخذ اسماً روحياً، وسيُعطى الاسم الجديد عن طريق القُرعة، فأخبر تلاميذه بذلك؛ فعمدوا إلى كتابة أسماء كثيرة على قصاصاتٍ من الورق، ثمّ طووها وخلطوها، واختار (سليم) منها واحدة، فإذا فيها اسمُ(داهش).
حصوله على الدكتوراه
بعد أنْ اتّسعت شهرة داهش، تناهت أخبارُ معجزاته إلى المحافل العلمية في باريس، أرسلت إليه جمعية المباحث النّفسية الفرنسية تستضيفه، فسافر إليها برفقة شقيقته أنطوانيت. طلب المجتمعين منه أنْ يريهم مُعجزةً منْ مُعجزاته، أجابهم أنّه سيريهم آية يونان النّبي(يونس). فطلب منهم أنْ يوضع في صندوقٍ حديديّ، ويُحكمَ إغلاقه، ويُدفنَ في قعرِ نهر السين، سبعة أيّامٍ تحت الحراسة المُشدّدة، أجفلَ المجتمعون أولاً، لخطورة العرض، لكنّهم عادوا فقبلوا، عندما كتب لهم إقراراً بأنّه هو المسؤول عنْ عاقبة طلبه. وبعدَ أنْ فحصته لجنةٌ طبيّة، قاموا بتنفيذِ طلبه.
وبعد مُضيِّ 7 أيّام، وأمام 150 شاهداً منَ المهتمين بالأمورِ النّفسية، رُفعَ الصندوق، وفُتِحْ. وإذا بالجثمان الساجي يتحرك، وبالوجه الواجم يبتسم. وبعد هذه المعجزة المذهلة، مُنحَ داهش شهادة العلوم النّفسية منْ قِبَلِ "الجمعيّة النفسية الدولية" بتاريخ 6 أيار 1930م، ثمّ شهادة الدكتوراه منْ قبل معهد "ساج"الإنكليزي في باريس، بتاريخ 22 أيّار 1930م.
وهكذا اقترنَ اسمه العلميُّ باسمه الرّوحيّ، ليُعرفَ بين الناس باسم(الدكتور داهش).
الاعتراف الاخير:
يقول شرابي (أحد أصدقاء الدكتور داهش) بأنه اجتمع في الصيف بداهش بك مرتين أو ثلاث مرات، وكان اللقاء الأخير قبل وفاة داهش بك بفترة قصيرة.
وتم ذلك اللقاء "في أحد مقاهي الروشة في إحدى فترات الهدوء الأولى بعد انفجار الحرب الأهلية. جلسنا في مقهى دبيبو وكان خاليا من الرواد. طلبنا فنجاني قهوة. لكنه لم يمس فنجانه". وبعد صمت قصير قال داهش بك "الناس بتحب الروحانيات". فرد عليه شرابي بملاحظة ذكية "وكذلك الصور والرسوم اللاروحانية!". وأجابه داهش "الناس بتحب الروحانيات خصوصا إذا كانت مرتبطة باللاروحانيات". ثم ابتسم ابتسامة فاترة وقال "لا تظلمني. ولا تظلم الناس. أنا لم اكذب على أحد. الناس تريد الهرب. إلى الماضي. إلى المستقبل. إلى العالم الأخر. الناس تريد الاتصال بالأرواح للخروج من كابوس الحياة. الصوت الذي يسمعونه من عالم الموتى هو صوتهم، صوت الموت الصادر من أعمالهم".
مؤلفات الدكتور داهش
ضجعة الموت- نثرا، في اليوم الأول من سنة 1936 دارالأيتام السورية القدس
كلمات الدكتور داهش، في 20 آذار 1983، دار النار والنورللطباعة والنشر والتوزيع
نشيد الأنشاد، في 18 حزيران 1985، دار الداهشية
الألهات الست، في 31 آب 1979، دار النسر المحلق
عشتروت وأدونيس، في1943
جحيم الدكتور داهش-الجزء الأول
جحيم الدكتور داهش-الجزء الثاني
جحيم الدكتور داهش-الجزء الثالث
بروق ورعود
مذكرات دينار، بيروت 1986، دار ألداهشية للنشر
نشيد الحب، في 1 كانون الثاني 1969، دار الفن
مختارات من كتب الدكتور داهش، تشرين الثاني 1970، دار النسر المحلق
عواطف وعواصف، في 28 شباط 1971، دار النسر المحلق
نبال ونصال، حزيران 1971، دار النسر المحلق
يدي المزلزلة أو كيف سقطت سقطة الموت المدمرة، بيروت 1979، دار النسر المحلق
نهر الدموع (مراثي الدكتور داهش في شقيق روحه الدكتور جورج خبصا)، بيروت في 13 كانون الأول 1944، دار النسر المحلق
مذكرات يسوع الناصريّ -الجزء الأول، بيروت 1980، دار النسر المحلق
أسرار الآلهة-(جزئين)، حزيران 1980، دار النسر المحلق
قيثارة الآلهة- (جزئين)، 6 آب 1980، دار النسر المحلق
الرسائل المتبادلة بين الدكتور داهش مؤسس الداهشية والدكتور حسين هيكل باشا
ناقوس الأحزان أو مراثي أرميا
ابتهالات خشوعية، أول كانون ألثاني 1983، دار النار والنورللطباعة والنشر والتوزيع
قصص غريبة وأساطير عجيبة (أربع أجزاء)، أول كانون ألثاني 1983، دار النار والنورللطباعة والنشر والتوزيع
ناثر وشاعر-نثرا" (3 أجزاء)
القلب المحطم، 15 أذآر 1984، دار النسر المحلق
جحيم الذكريات
قيثارة أورفيوس
مفاتن الشعر المنثور
أناشيدي، أول كانون ألثاني 1983، دار النار والنورللطباعة والنشر والتوزيع
أوهام سرابية وتخيلات ترابية
قيثارة الأحزان أو روح تنوح(مراثي الدكتور داهش في الشهيدة ماجدة حداد وقد ضمها كتاب "الحمامة لذبيحة"
المهند الباتر
حدائق الآلهة توشيها الورود الفردوسية (في 10 أجزاء)
ذكريات الماضي، في 12 -2-1980، دار النسر المحلق
أفراح وأتراح، في 1-3-1980، دار النسر المحلق
أناشيد عاشق، في 6-3-1980، دار النسر المحلق
التائه في بيداء الحياة، في 20-4-1980، دار النسر المحلق
نهر الملذات، في 26-4-1980، دار النسر المحلق
تراب وسراب، في 30-4-1980، دار النسر المحلق
روح تغني، في 1980، دار النسر المحلق
قصائد مجنحة، في 1980، دار النسر المحلق
قيثارة الحب، في 1980، دار النسر المحلق
أناشيد عابد، في 1980، دار النسر المحلق
فراديس الالهات يرصّعها اللينوفار المقدّس (في عشرة أجزاء)
عاشق الغيد الصّيد، في 1-11-1980، دار النسر المحلق
آمالنا أوهام، في 3-11-1980، دار النسر المحلق
ينبوع السعادة، في 6-11-1980، دار النسر المحلق
أغاريد شاعر، في 9-11-1980، دار النسر المحلق
أناشيد البحيرات، في 12-11-1980، دار النسر المحلق
جبل المسرّات، في 15-11 1980، دار النسر المحلق
غاب البنفسج، في 1-12-1980، دار النسر المحلق
البلبل الشادي، في 6-3-1981، دار النسر المحلق
أناشيدالربيع، في 12-3-1981، دار النسر المحلق
أغاني كيوبيد، في 20-3-1981، دار النسر المحلق
بريء في الأغلال أو يوميّات سجين الغدر والخيانة-في جزءين
وصيّتي
إنجيل الحب
الدهاليز
وحي الغاب
من وحي السّجن والتجريد والنفي والتشريد
ظلمات مدلهمّة
النعيم(في 3 أجزاء)-نثرا"
جحيم الدكتور داهش (الجزآن الثاني والثالث)-نثرا"
كتاب الهادي الالهيّ
الفرق بين الكثلكة والداهشية
أسرار الموت
أسراري
مذكرات عتّال
نذالات المطرود القذر عبد الرحيم الشريف الخليليّ
كيف طردت الخائن النذل عبد الرحيم الغير الشريف
خبز المعرفة وحكم الأجيال أو الأموات يرشدون الأحياء ويعظونهم.
موسوعة حكمية في 6 أجزاء جمعها الدكتور داهش
كشف احتيالات وفضح تدجيلات المشعوذ الدكتور سالمون
هتك تدجيل واحتيال المشعوذ الحاوي نور الدين الجاوي
كشف خزعبلات الدجال طهرا المحتال
أسرار التنويم المغناطيسيّ
فضح المشعوذين باسم التنويم المغناطيسيّ وهتك تدجيلهم
داهش بين المد والجزر
الدكتور داهش بين حسّاده ومحبيه
[عدل] رحلاته
الرحلة الأولى: من الشرق إلى الغرب مع الدكتور جورج خبصا 1969
الرحلة الثانية:الإمارات العربية، السعودية، إيطاليا(روما)، مالطة، ليبيا، قبرص، أفريقيا 1970
الرحلة الثالثة: نيجيريا، غانا، شاطىء العاج، السنغال، إيطاليا (روما) 1971
الرحلة الرابعة: اليونان(اثينا)، ليبيا، مصر 1971
الرحلة الخامسة: إيران، مصر، تركيا، رومانيا، النمسا، اسبانيا، إيطاليا 1971
الرحلة السادسة: إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، هولندا، ألمانيا، الدانمارك ،فنلندا، أسوج، ناروج، انكلترا، النمسا، اليونان 1972
الرحلة السابعة: روسيا 1972
الرحلة الثامنة: بلغاريا، رومانيا، بولونيا 1976
الرحلة التاسعة: فرنسا 1973 فرنسا، إيطاليا 1974
الرحلة العاشرة: الولايات المتحدة (نيويورك وبوسطن) 1976
الرحلة الحادية عشرة: المغرب، كندا(مونتريال)، الولايات المتحدة (عالم ديزني وكايب كندي في فلوريدا) 1976
الرحلة الثانية عشرة: الولايات المتحدة (كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا) 1977
الرحلة الثالثة عشرة: كندا(كيبيك) الولايات المتحدة (فرجينيا) 1978
الرحلة الرابعة عشرة: فرنسا 1978
الرحلة الخامسة عشرة: اليونان 1979 و 1980، مصر (القاهرة)1980
الرحلة السادسة عشرة: السعودية، الولايات المتحدة (بوسطن)1980
الرحلة السابعة عشرة: فرنسا، إيطاليا، مصر، الولايات المتحدة (فرجينيا)، كندا 1981
الرحلة الثامنة عشرة: فرنسا، النمسا 1981-1982
الرحلة التاسعة عشرة: انكلترا(لندن)، إيطاليا، فرنسا(باريس)، كندا، الولايات المتحدة (فرجينيا) 1982
الرحلة العشرون: انكلترا، الهند، فرنسا، سويسرا، النمسا، كندا 1983.
الرحلة الواحدة والعشرون: انكلترا، الهند، فرنسا، سويسرا، النمسا، كندا 1983.
الرحلة الثانية والعشرون: انكلترا، الهند، فرنسا، سويسرا، النمسا، كندا 1983.
الفتى الذهبي
09-28-2010, 10:55 AM
الداهشية
نسبت هذه العقيدة إلى الدكتور داهش (1909م - 1984م) صاحب العقيدة الداهشية أظهر الباحث والصحفي اللبناني قاسم محمد عثمان حقيقة هذا المذهب الداهشي وقال:هو خلاصة ما أنزل على الأنبياء والمرسلين، لأنه يحترم كافة العقائد الدينية التي أوحى بها الله على أيدي رسله الأمناء... ولكنه لا يعترف ببعض الطقوس الدينية المسيحية كعبادة الصور الدينية، والإحتفاظ بالأيقونات، والمتاجرة بها، وبالغفرانات، والقيام بأثناء الصلوات العامة في الكنائس بالتبخير امام الهيكل، والتمتمة والتعزيم، ثم لا يسلم مطلقا" بما يسمونه (سر الاعتراف المقدس). وهو يقول إنّ جميع ما ذكر هي بدع ابتكرها رجال الدين لمآرب ذاتيّة، وغايات دنيوية، إذ لم يوص السيد المسيح أو رسله بوجوب السير على خطة كهذه.
فالداهشية إذن رسالة إلهيّة تهتم بلباب الدين لا بقشورة، فهي تحترم جميع الأديان المنزلة وتريد من الذي ينتمي إليها أن يطبّق الأقوال السماوية عمليا" لا نظريا". وهي تكره السخافة والعرض، وتتمسك بالحقيقة والجوهر. فمن صفت روحه فكرا" وقولا" وفعلا" كان داهشيا".
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الفتى الذهبي
09-28-2010, 11:00 AM
الدكتور داهش.. قصص غريبة وحكايات عجيبة (1/2)
«الشرق الأوسط» تحقق في قصة اللبناني المؤسس لأكبر حركة روحانية في المنطقة العربية
http://www.marefa.org/images/thumb/d/d5/Dahesh.jpg/200px-Dahesh.jpg
لندن: كمال قبيسي
يزعمون أنه رمى عجوة حبة مشمش كان يأكلها، فاشرأبت النواة من التربة بدعاء الى الله سبحانه، وأصبحت بطرفة العين شجرة، أزهرت وأثمرت قبل 57 سنة في بيروت.
يقولون أن الورق العادي كان يتحول بين يديه الى دولارات وليرات لبنانية شرعية وأصيلة بالمئات والآلاف، وان الخشب كان ينقلب الى برونز أو ذهب أمامه في الحال، وانه أعاد مرات ومرات خاتما أو ساعة أو معطفا ضاع من صاحبه قبل سنوات، وبأسرع من البرق رآه الباحث عنه وقد تكوّن بين يديه من جديد.
يدّّعون أنه أعاد الحياة الى عصافير ماتت، بل الى حمامة قطع أحدهم رأسها بسكين أمام شهود مثقفين، ليضيف هذه الغريبة على العقل الى «خوارق» بالعشرات تمت على يديه طوال 75 سنة، عاش معظمها في لبنان، حيث كانت له 6 شخصيات روحانية، تتجسد أحيانا لتبدو الواحدة منها، أو كلها أو بعضها، أمام الكثيرين كنسخ طبق الأصل عنه تماما، الى درجة أن حكما بالاعدام «معززا بوثائق وصورة نشرتها صحف بيروت» كما يقولون، نفذ باحداها في ايران، ليتضح بعدها أن من تم رميه بالرصاص لم يكن سوى واحدة من شخصياته الروحانية، بينما كان هو حيا يرزق في لبنان، حيث له الآن أتباع بالآلاف.
إنه سليم العشي، المعروف لكثيرين في لبنان بشكل خاص باسم «الدكتور داهش» أو الرجل الذي يثير هذا التحقيق تساؤلا عما كان عليه حقيقة: هل كان ساحرا ومشعوذا، أم داعية سيانيا مسيحيا، استعان بآيات قرآنية، كآية من سورة «غافر» تقول: «رفيع الدرجات ذو العرش، يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق» ليكون له أتباع «داهشيون» وآخرون «مندهشون» أصابتهم الحيرة في عجائب فسرها المشككون بأنها ليست سوى نتاج قابليات براسيكولوجية تعلمها منذ الصغر؟
في هذا التحقيق ما لن تصدقه عن الذي سماه تلامذته «الدكتور داهش» بقرعة أجروها لاختيار لقب له حين كان بعمر 20 سنة في 1929 بفلسطين، حيث أبصر النور في حي باب العمود بالقدس، وقضى بعدها بمرض تخثر العظام في 1984 بمستشفى في نيويورك، الراقد جثمانه محنطا في أحد مدافنها «تمهيدا لنقله حين تسمح الظروف» الى بيروت.
* من أليشي الى العشي
* سليم العشي، أو الدكتور داهش، الذي أبصر والده السرياني، موسى أليشي، النور في مدينة «إسفس» المجاورة لقرية «آزخ» حيث ولدت والدته، شموني حنا كانون، عند منطقة الهكاري الجبلية في الجنوب الشرقي التركي حاليا، وفيها تزوجا وانتقلا في 1906 مع بعض من كن قد أبصرن النور من بناتهما، جميلة وإليزابت ووديعة وأنطوانيت، الى القدس، التي تغير فيها اسم العائلة من أليشي الى العشي، قبل الانتقال بعد ولادته في 1909 بخمسة أشهر نهائيا الى لبنان، هو رجل مثير للجدل والفضول، ويحملك على الحيرة في تفسير ما يزعمون أنه «غرائب وعجائب» قام بها «من دون ارادة مني، بل باذن من الله» كما كان يردد أمام مئات عاينوا ما فعل.
وقام الداهش، الذي عاش يتيما منذ توفي والده بالسل في 1920 بمصيف الشبانية اللبناني، حيث دفن هناك، بخوارق أمام من رحلوا عن الدنيا في ما بعد أيضا، ومعظمهم كانوا على مستوى سياسي واجتماعي وعلمي كبير، كالعلامة الدكتور عبد الله العلايلي، مؤلف «كيف عرفت داهش» الصادر عن «دار النسر المحلق» قبل 17 سنة من وفاته عن 82 عاما في 1996 ببيروت. أو كالكاتب ووزير الثقافة ورئيس مجلس الشيوخ المصري الراحل، الدكتور محمد حسين هيكل، مؤلف كتاب «محمد» عن سيرة الرسول الأعظم، والمعروف بعلاقات «بريدية» كانت له مع داهش، عبر رسائل متبادلة، جمعت بعد وفاته في كتاب صدر قبل 20 سنة. أو كالصحافي المصري لطفي رضوان، رئيس تحرير مجلة «المصور» بأوائل الستينات في القاهرة، والمندهش بالرجل بعد3 مقابلات حملته على وضع «خوارق ومعجزات الدكتور داهش» في كتاب تضمن أسماء لمن ما زال بعضهم حيا، كالصحافي وليد عوض، رئيس تحرير مجلة «الأفكار» الأسبوعية اللبنانية.
* ورقة لم تصبح 100 ليرة
* يقول عوض إنه سعى للتعرف الى داهش، الذي لم يدخل مدرسة الا لشهرين وهو طفل في ميتم ببلدة «غزير» اللبنانية «لكثرة ما ملأ الدنيا وشغل الناس، ولما سمعت في الخمسينات عن قيامه بخوارق، فذهبت مرة اليه أتحداه في البيت» فوضع له داهش رزمة أوراق بيضاء على طاولة، وفوقها وضع ورقة من فئة 100 ليرة لبنانية، ثم قال: «سأحوّل كل ورقة تحتها الى عملة من فئة 100 ليرة أمامك، فانظر». الا أن رزمة الأوراق بقيت كما هي تماما «برغم محاولة ثانية أجراها، وهو يتصبب عرقا أمامي» طبقا لما قاله عوض، الذي نفى في مجلته قبل شهر هذه الحادثة، وعلى أثرها زاره رجل الأعمال الوارث نشاطه التجاري أبا عن جد في مرفأ بيروت، حسن البلطجي، الناطق باسم الداهشية هناك، مستغربا قوله عن فشل تحويل الأوراق الى ليرات، فأكد عوض ما حدث، وسط دهشة البلطجي، الذي سبق أن اتصلت به «الشرق الأوسط» وبداهشيين في كندا والولايات المتحدة ولبنان تسألهم معلومات تفصيلية عن داهش، لكنهم رأوها أمورا «خاصة بالرجل، فالمهم رسالته وما قام به من عجائب» وفق ما أجمعوا واحدا بعد الآخر بالهاتف من حيث يقيمون، فبدت الأمور كأنها مناقشات مجلس ادارة لشركة داهشية متعددة الجنسية.
وسألت «الشرق الأوسط» البلطجي وآخرين عن المكان المدفون فيه داهش بنيويورك، وكم ترك من ثروة، ومن ورثها، ومن أين جاء بما كان له من مال، طالما لم يمارس مهنة من المهد الى اللحد، سوى تبرير غير مقنع لداهش نفسه أورده في حديث لمجلة لبنانية ذكر فيه أنه يؤمّن مصاريفه من مبيعات أكثر من 90 كتابا ألفها في موضوعات أدبية ووجدانية بديهية المعاني وروحانية الأسلوب الانشائي البسيط، علما بأن ريع أي كتب عربية، بالكاد يكفي المصروف الضروري لمؤلفها، كائنا من كان، خصوصا اذا كان كداهش: مسافر متعطش الرغبة للتعرف على بلاد الآخرين، ومتجول باستمرار في الهند والولايات المتحدة ودول أوروبية، أو متسلح حين يبقى في بيروت على مكافحة حرها بسلاح القدرة على الاصطياف الجبلي في فنادق، لم يكن من نزلائها منذ الأربعينات الى الستينات الا مشاهير، وفق الوارد في كتاب صدر بأوائل هذا العام بعنوان «سوق الغرب في ذاكرتي».
* أكداس أكداس من المال
* يتحدث سمير الصليبي في كتابه عن «فندق فاروق» ونزلائه في بلدته الجبلية الصغيرة «ومن بينهم الياس خليل زخريا وأحمد الصافي النجفي والدكتور داهش، الذي تعرف اليه صاحب الكتاب أثناء وجوده بالفندق. وهو يحيي جلسات تنويم مغناطيسي وأعمال سحر وخفة يد. الا أن الحالة بدأت تتغير مع الأيام، عندما سرت شائعات بأنه يناجي الأرواح، حيث حضرت «جلسة روحية» له سمعت فيها صوت روح مستحضرة حلت فيه، وجعلته متغيّر الملامح في تلك اللحظات بعض الشيء، وكذلك متغيّر الصوت».
وما يثبت أن واردات داهش كانت كبيرة، اقتناؤه لأثريات ومحنطات حيوانات أليفة وكاسرة وطنافس وعجميات ولوحات، زادت على ألفي قطعة، وساعدته عائلة سعودية تعرف اليها في 1960 على شحنها بعد 16 سنة الى نيويورك، حيث أودعت في «متحف داهش» الذي تم دشينه في 1995 هناك، وهي لوحات اشترى معظمها خلال زيارات قام بها الى دار للمزادات كانت في فندق «دروأو» بباريس. وتؤكد مقابلة أعدها معه محرر بمجلة «اللواء» اللبنانية في 1964 أنه كان من كبار الموسرين، اذ كتب المحرر أنه «يملك في خزانة ملابسه لفصل الصيف فقط ما يزيد على المئة جاكيت «سبور» وعلى المئة بنطلون، وهي جميعها تعكس جميع الألوان الموجودة في الطبيعة، وقد سألناه: «هل اشتريت كل هذه الملابس»؟. قال ضاحكا: أبدا». قلنا: «هدية من الأرواح»؟. قال: «يمكن».
كذلك ذكرت احدى الداهشيات الشهيرات، وهي ماري حداد، شقيقة زوجة أول رئيس للبنان بعد الاستقلال، في افادة دفاعية لها عن داهش، وواردة في معظم كتب يصدرها أتباعه عن «مرحلة اضطهاده» من قبل السلطات اللبنانية بين 1944 و1952 ما يشير الى أن الداهش واحد من أصحاب المليارات، الا اذا كانت كاتبة الافادة من الميّالات للمبالغات، مما يفقدها في هذه الحالة مصداقية ضرورية لاثبات ما روته عن «خوارق» قام بها الداهش أمامها، ومنها حكاية شجرة ظهرت بطرفة عين من التربة بأمر داهشي، مرفق شفهيا بتضرع الى الله، فهي تقول في افادتها الدفاعية: «..واذا ما سألتني كيف يعيش الدكتور داهش، أجبتك أنني رأيت عنده من الأموال أكداسا أكداسا، وربما عز على أي مصرف أن يحوز على مثلها. وقد رأيته يسخو على الفقراء، ولكنه يقتصد على نفسه» طبقا لما ردت به في 1944 على أسئلة مدير البوليس العدلي ذلك الوقت، ادوار أبو جودة.
* شجرة مشمش تظهر بلمح البصر
* مع ذلك، ذكر البلطجي لـ «الشرق الأوسط» بالهاتف من بيروت إن داهش، الذي أعاد أمام كثيرين خاتما من الماس كانت والدته، السيدة فاطمة البلطجي، أضاعته في صيف 1960 وبحثت عنه طوال عام «كان من طينة بشرية مختلفة، وقصته أكبر من هذه التفاصيل الخاصة بكثير. إنه صاحب رسالة، ولم أر منه طيلة حياتي ما يسيء» طبقا لما وصف به داهش، الذي يعود الفضل للفلسطيني، فريد قطان، في الكشف بالثلاثينات عن تحديد هويته، اذ كانوا في فلسطين، التي كان يتردد على الاقامة فيها بين 1922 و1930 لدى خالة له بالقدس، يعتقدونه من أصل فارسي، ومن مدينة «أليشي» في وسط ايران بالذات.
كذلك قال عوض، البالغ عمره 64 سنة كالبلطجي، إن داهش «لم يكن دجالا ولا مشعوذا، انما كانت له قدرات خاصة، لا أملك تفسيرها حقيقة.. ربما كان يسيطر على من حوله مهما كانت نوعيتهم، بمجرد تحديقه بعيونهم. وكان لداهش شأن كبير زمن الرئيس بشارة» مشيرا بذلك الى أول رئيس للجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال، وهو بشارة الخوري، الذي اعتنقت ماري حداد، الرسامة والكاتبة بالعربية والفرنسية ورئيسة نقابة فناني الرسم والنحت في لبنان بالأربعينات، وشقيقة لور شيحا الخوري، زوجة الرئيس بشارة «عقيدة الداهشية» هي وزوجها وأولادها، لمعاينتهم أكثر من «عجيبة» قام بها أمامهم.
ومما تذكره ماري حداد أنها رأته وبرفقته 5 من 6شخصيات روحانية تتجسد شبيهة به. وكذلك عاينت في 1943 أنه أصدر «أمرا» لنواة مشمش رماها في حديقة منزله السابق بمحلة النويري، حين قال: «بحق الله تحوّلي الى شجرة مثمرة» فاشرأب الجذع وارتفع بأغصانه في الحال شجرة أزهرت بثوان وأثمرت أمامها وأمام آخرين «فأكلنا المشمش منها، وكان من أطيب ما ذقنا، وما تزال قائمة في الحديقة حتى هذا التاريخ» وفق ما قالته المعاينة لأموال داهش أكداسا أكداسا في مقابلة لمجلة «اللواء» بمنتصف 1964 أي قبل 9 سنوات من وفاتها في 1973 عن 84 عاما في بيروت..
المدينة التي شهد حي القنطاري فيها ذات مرة، ما لا أذن سمعت: في 20 سبتمبر (أيلول) 1943 يشير داهش بيده الى الفضاء من شرفة بيت هناك، راغبا بتسلية من كانوا معه من حضور، ومن بينهم ماجدا وزينا، ابنتا الرسامة ماري حداد، واذا بصياح جماعي يتسارع تكرارا ومرارا من ديوك الحي، الذي دب في سكانه الذعر، الى أن سحب يده من حيث كانت نحو الفضاء «فاذا بالديوك تسكت بغتة، ولم يسمع بعدها لديك من صياح» وفق ما دونه الشاعر حليم دموس، الملقب بـ «مؤرخ الرسالة» في كتاب له عن «المعجزات والخوارق الداهشية المذهلة» عاين فيه 7 غرائب، منها إحضار داهش لحجر ضخم من مصيف الشبانية الى بيروت بلمح البصر.
* شروحات البراسيكولوجيا أصعب من تصديق الخوارق
* مهما حاول أحدهم اقناعك بأن النقطة البيضاء في الشكل الهرمي هي على مسافة متساوية بين القمة والقاعدة فلن تصدق، لأنك تراها غير ذلك بعينيك، كما يحدث الآن. لكنها في منتصفهما فعلا، فتأكد مستعينا بمسطرة أو أي أداة للقياس اذا أردت. كذلك ترى في الرسم الآخر ما لا وجود له على الاطلاق، اذا تمعنت ثانية بدقة، وهو 3 أعمدة رومانية.
ويحدث أحيانا أنك تسمع صوتا، فتظنه ترامى الى مسامعك من جهة اليسار، وهو من اليمين حقيقة، أو العكس بالعكس.. هكذا هو علم البراسيكولوجيا، المرجع ما نعتبره خوارق، يقوم أو قام به البعض، كالداهش وسواه، الى حجمه المنطقي، ولو عبر شروحات شبه علمية معقدة، يبدو استيعابها أحيانا، أصعب حتى من تصديق الخوارق نفسها. لذلك نبقى في حيرة، ولا نجد شرحا واضحا وحاسما لكل «خارقة» نسمع عنها أو نراها.
الفتى الذهبي
09-28-2010, 11:04 AM
الدكتور داهش.. قصص غريبة وحكايات عجيبة (3 ـ 3)
العلامة عبد الله العلايلي يندهش بثلاث «خوارق» صعبة التفسير.. وداهش يعيد لصحافي لبناني ساعة أضاعها منذ 7 سنوات ببرلين
لندن: كمال قبيسي
في حلقة أمس الثانية عن الدكتور داهش، الذي زعموا أنه بقي 7 أيام تحت نهر «السين» في 1930 بباريس وهو في صندوق مغلق، خرج منه حيا، لينال بعدها شهادتين، احداهما من معهد «ساج» الدولي الشهير، أن أول رئيس للبنان بعد الاستقلال، بشارة الخوري، بدأ يحاربه منذ تسلم السلطة في 1943 وجرده من الجنسية اللبنانية وأمر باعتقاله ثم نفاه 9 سنوات خارج لبنان، لانضمام شقيقة زوجته الى «الحركة الداهشية» هي وزوجها واولادها، بعد معاينتهم لغرائب قام بها أمامهم في حضور آخرين، طبقا لما ذكرته ماري حداد، شقيقة لور شيحا الخوري، زوجة الرئيس اللبناني الراحل، في لقاءات معها نشرت في صحف لبنانية في الخمسينات والستينات بشكل خاص، وبسبب ضغوطات من رجال دين مسيحيين وجدوا فيه «خارجا عن الكنيسة» لتشكيكه برواية الأناجيل عن صلب المسيح. كمال قبيسي يتابع قصة الدكتور داهش في حلقة أمس أيضا أن داهش «ظهر حيا في لبنان بعد اعدامه بايران» وهو ما نفاه عدم وجود أي وثيقة بالخارجية اللبنانية أو السفارة الايرانية تؤكد الخبر. تماما كما نفى عدم وجود أي وثيقة بمديرية اليانصيب الوطني اللبناني حكاية تحويله ورقة يانصيب خاسرة الى رابحة للجائزة الكبرى في 1963 أمام رئيس بلدية بيروت الأسبق، شفيق السردوك، واثنين من زملائه القضاة.
مع تأكيد السردوك أن داهش «تنبأ» له باغتيال الرئيس الأميركي، جون كندي، قبل شهر من مصرعه بالرصاص في 1963 بدالاس.
* داهش في فلسطين أيضا وسعت «الشرق الأوسط» ورا المعلومات عن داهش في فلسطين أيضا، باعتباره عاش فيها سنوات متقطعة زمن الانتداب البريطاني. الا أنها لم تجد سوى نثريات صغيرة مشتتة وسلبية في معظمها. الى أن عثرت على أخطر ما كتب عنه هناك، وهو افتتاحية للشيخ عبد الله قلقيلي في عدد يوم 5 ابريل (نيسان) 1938من صحيفته «الصراط» التي أسسها في 1933بحيفا، وموجودة بعض أعدادها في المتحف البريطاني بلندن، وفيها يشير الى مداخلة كتبتها في عدد سابق السيدة فريدة يوسف قطان، التي وصفها القلقيلي في عدد قبله بأنها «كانت احدى ضحايا داهش» وفق تعبيره.
وقال الشيخ في افتتاحيته: «كنا نشرنا كلمة، لمنا (عاتبنا) فيها الصحف المروجة لألاعيب الرجل المعروف بداهش، وأشرنا الى ما قالته فريدة من أنه أرسل الى ولدها، نصري، المقيم في السودان، يقول له انه ميت، ولكنه حي بالروح. لذلك يستصرخه بالمروءة أن يترك أعماله التجارية في السودان، وأن يأتي الى القدس ليقرأ له تعويذة، فيرجع الى الحياة. وصدق نصري هذا الدجال الفظيع، فترك شغله وجاء الى فلسطين ليحييه هذا المشعوذ الميت. وكانت نتيجة ذلك أن يقع في الشراك ويفقد أمواله.
وكشفت الكاتبة (يعني فريدة قطان، صاحبة المداخلة في العدد السابق) الاسم الحقيقي لداهش، وهو سليم موسى الياس العشي، السرياني الداعي نفسه الدكتور داهش، وهو لقب انتحله اعتباطا لتسهيل أسباب دجله» وفقا لافتتاحية القلقيلي.
* كان لا يعي ما يحدث كذلك اتصلت «الشرق الأوسط» بمصادر في البرازيل، الشهيرة بمراكز روحانية يزيد عددها هناك على عدد نوادي كرة القدم، لأنها أكثر من 8 آلاف مركز، تضمها اتحادات فاعلة، للالمام بصورة واضحة بما يحدث عادة خلال «جلسات روحية» يعقدها وسطاء في تلك المراكز من حين لآخر، فاذا بها تختلف تماما عما كان يحدث للدكتور داهش، حين كان يعقد «جلسة روحية» في بيروت أو سواها، وهو ما تعرفت اليه «الشرق الأوسط» من خلال حديث عبر الهاتف سريع مع اللبناني، موسى المعلوف، البالغ عمره 64 سنة، والأب لابنين من زوجته ليلى، الابنة الوحيدة لانطوانيت العشي، وهي احدى 4 شقيقات لم يكن لداهش سواهن من اخوة، وتوفيت عن 84 عاما في 1996ببيروت، بينما شقيقاته الراحلات، جميلة وأليزابت ووديعة، تنقلن في فلسطين، حيث تزوجن وأنجبن هناك أولادا. وزعم المعلوف، وهو شاعر وأستاذ مدرسة حكومية سابق، انه رأى كثيرا من «عجائب» خال زوجته الذي تعرف اليه في 1959 في بيروت،
ومنها «توقعه» في أي ساعة ودقيقة سيولد ابنه البكر، المقيم في الولايات المتحدة حاليا، والذي سماه «مهنّد» بناء على «أمر» جاء في ورقة هبطت من سقف غرفة في بيت داهش ببيروت خلال ««جلسة روحية» وموقعة باسم «علي» كما ورد ذكرها في كتاب الصحافي شاهين. وقال المعلوف، بالهاتف من لبنان، انه لا يعرف كم ترك داهش من ثروة ومن كان الوارث، ومن يدير استثماراته بأميركا «فهناك على حد علمي عائلة سعودية وغيرها تساههم بادارة كل شيء» علما بأن داهش أوصى بأن يتولى مقرّبون منه قضيته ومتاعه بعد وفاته. وعما كان يحدث لداهش حين الجلسات، ذكر المعلوف أن هيئته كانت تتغير فعلا، وكذلك صوته. الا أنه لم يكن يمتقع أو يتخشب، بل يلوي عنقه ببطء أحيانا كدورة نصفية لرادار. والمعروف عن داهش أنه لم يكن يعي ما يجري حوله غالبا، الا عندما تنتهي «الجلسة الروحية» فيخبره من حضرها بما حدث خلالها، لذلك يعتقد بعض المشككين بأن عددا من الروايات عن داهش، قالها له أتباعه بعد الجلسات، من دون أن يتأكد هو نفسه من حدوثها.
ويتحدثون عن الشاعر حليم دموس بأنه قد يكون هو الذي اقترح عليه تأسيس حركة روحانية حين تعرف اليه قبل عام من تأسيسها رسميا في 1942 لأن دموس، الذي يكبر داهش بـ21 سنة، هاجر وهو بعمر 17 عاما الى البرازيل، حيث تأثر بحركاتها الروحانية، كبعض اللبنانيين الآن هناك، قبل أن يعود في أواسط العشرينات الى بيروت. ما يقال عن اهتزاز الوعي لدى داهش يؤكده الراحل، الدكتور عبد الله العلايلي، الذي يروي في كتاب عنه، بأنه أيقظه بعد «جلسة روحية» حضرها في بيته مع آخرين، حيث «أتى بيده بحركة، بدأت من الهواء وانتهت على النضد، واذا فوقه ستمائة ليرة في ست قطع من ذوات المائة» كما دوّن العلايلي في «كيف عرفت داهش» الصادر ككتاب قبل 17 سنة من وفاته عن 82 عاما في 1996 ببيروت. وذكر أن داهش سأله لماذا لم يأخذها «فهي لك» فرد العلايلي: «أبيت على الروح أي شيء ليس من طبيعتها، وأبت عليّ الا شيئا من طبيعتي، وما حاجتي الى الزيادة». فسر داهش من ذهنية بعيدة عن التفكير بالماديات كذهنية العلايلي، الذي أقبل في صباح يوم آخر «ومعي صديق شاقه خبر الدار» وفجأة شعر الحاضرون بداهش وقد احتلته روح، صرخ على أثرها صديق العلايلي ينبهه الى طاولة كان عليها خنجر صغير «رآه يطول ويثبت على ما انتهى اليه من طول، ورأينا الخنجر في شكله الجديد» وفق تعبيره.
* ساعة الصحافي تعود بعد 7 سنوات ومن غرائب داهش، ومثلها العشرات مدونة على لسان شهود مهمين في كتب متنوعة لمؤلفين عرفوه وأصبح معظمهم «داهشيين» أو متعاطفين «مندهشين» ما ذكره الصحافي اللبناني المندهش الى الآن، حافظ ابراهيم خير الله، في مقابلة أحدثت دويا في لبنان حين نشرتها جريدة «النهار» في 1965 على صفحتين من ملحق كانت تصدره كل أحد، وخلالها حوّل داهش ورقة بيضاء أقفل خير الله يده عليها باحكام الى ليرة لبنانية «ظلت معي حتى خروجي من البلد في 1976 هربا من الحرب» بحسب ما أكد خير الله، المقيم منذ ذلك العام في لندن، حيث اتصلت به «الشرق الأوسط» لمعاينة ما ذكر في المقابلة، التي التقط خلالها المصور همبار، المقيم أيضا في لندن منذ ذلك العام، صورا عن مراحل التحويل. وأكد همبار، الذي عمل مع خير الله في «النهار» طوال 15 سنة، ما ورد في المقابلة حين التقته «الشرق الأوسط» لهذا الغرض في لندن،
وقال: «رأيتها وقد أصبحت ليرة لبنانية أمامي بالفعل، فصورتها. لكني لا أعرف كيف حدث ذلك، ربما كان سحرا». وفي المقابلة أن خير الله جاء أيضا بأوراق وضعها أمام داهش، وطلب منه تحويلها الى ليرات اذا استطاع، فقال الأخير: «ادخلها بنفسك في ظرف واختمه». ثم طلب منه فتحه ثانية، فصعق خير الله حين رأى أن كل ورقة أصبحت 100 ليرة، وراح يعدها فاذا هي 30 ألف ليرة لبنانية، أي ما قيمته الشرائية اليوم أكثر من 120 ألف دولار. وما لم يذكره خير الله في المقابلة القديمة، ذكره الآن لـ «الشرق الأوسط» وهو أن داهش نبهه الى صعوبة الاحتفاظ بالورق المتحول الى مال، لأن هذا من شأنه اثارة قضية أمنية بتهمة اقدام أحدهم على فتح بنك مركزي على حسابه الخاص، يصدر منه عملة عن غير طريق المصرف الرسمي للدولة «لذلك قام وأعادها بلمح البصر الى حالتها الأولى أمامي، أي الى أوراق» على حد ما ذكر خير الله.
وقال انه كانت لمقابلته الصحافية توابع من زيارات قام بها لداهش في ما بعد «حيث كانت بيننا جلسات أمام زواره الكثيرين، وأذكر منها دخولي مرة الى بيته، حيث اجتمعت اليه في غرفة كان فيها وحيدا، بينما كان الزائرون في الصالون.. كانت غرفة معتمة بعض الشيء، وعلى أحد جدرانها رأيت لوحات زيتية جميلة، فسألته: «من أين هذا كله يا دكتور»؟ قال داهش مشيرا الى احداها: «هذه مثلا جئت بها اليوم من متحف بوسطن الأميركي في الولايات المتحدة، لكني سأعيدها بعد قليل الى هناك، لكي لا يعتقدوا غدا بأنها سرقت..
أحببت أن آتي بها فقط للتمتع بمشاهدتها» وفق ما نقله خير الله عن لسان الرجل، الذي كان يهوى اقتناء المحنطات والعاجيات والعجميات واللوحات، وجميعها نقلها حيث هي محفوظة الآن في «متحف داهش» الذي تم تدشينه في 1995 بالجادة الخامسة في نيويورك، وهو متحف قالت عنه «نيويورك تايمز» في منتصف العام الماضي ان موازنته السنوية تتجاوز 30 مليون دولار «بعضها من ثروته الشخصية، والباقي من عائلة زاهد السعودية، المشرفة على تراث داهش الأدبي والفني، والراعية استثماراته في نيويورك» كما نقل عنها الزميل محيي الدين اللاذقاني في مقالة له عن «داهش.. الرجل والرمز» في «الشرق الأوسط» قبل 8 أشهر. وذكر خير الله أنه زار داهش مرة، وكان ذلك في 1965 أيضا، وجرى حديث عن السحرة والمشعوذين الممارسين للتنويم وتوابعه، وأحب أن يثبت له بأنه ليس منهم «فعلمني كيف يفعلون، كأن يوقف أحدهم قلبه عن النبض متى أراد، أو يقوم بتنويم دجاجة فتصبح بلا وعي وحراك، ثم يعيدها للحركة ولو بنفخة، أو بمجرد لمس أي جزء منها ببساطة».
* علمك ايقاف قلب غيرك عن النبض أيضا؟
ـ لا، بل ايقاف قلبي فقط، ويمكنني أن أفعلها الآن أمام أي طبيب.
* وكذلك كيف تجعله ينبض ثانية؟
ـ وباشارة واحدة.
* يمكنك تعليم سواك ما تعلمته منه؟
ـ بثوان معدودات، وهذا سهل جدا.
* والدجاجة؟
ـ تنويمها من أسهل ما يكون أيضا، ويمكنني تنويمها أمام أي راغب، كما علمني داهش.
* الدجاج فقط أم غيره من الطيور والدواجن؟
ـ تعلمت تنويم الدجاجة فقط، لأنه كانت في البيت عنده دجاجة، فأحضرها كتجربة لتعليمي كيف أقوم بتنويمها، الى درجة تبدو معها بلا حراك ولا نفس، بل وكأنها ميتة تماما، ثم أعيدها الى وعيها بمجرد النفخ عليها، أو بمجرد ملامسة أي جزء منها ببساطة. وذكر خير الله، المتحدث عبر الهاتف بجدية معهودة، ما يصعب تصديقه: مرة، وكان ذلك في 1965 أيضا، ذهب الى بيت داهش، وهناك تذكر أنه أضاع ساعة كانت معه في 1958 وهو طالب ببرلين، فطلب منه أن يعيدها اليه اذا استطاع «وكان طلبي يرتدي بعض التحدي، وللحال قال لي انها أصبحت تحت مسند كان بقربي وأنا جالس.. مددت يدي وأنا غير مصدق طبعا، لكني وجدتها هناك. كانت هي نفسها تماما، فأخذتها وأنا مندهش، وصدق أو لا تصدق».
* ما زالت معك يا حافظ؟
ـ ظلت معي هي والليرة لسنوات، لكني عندما غادرت مع زوجتي بالطريقة التي خرجنا بها هاربين من الحرب في لبنان، أهملت أشياء كثيرة، أو ضاعت مني.. لم تعد الساعة معي للأسف، ولا الليرة أيضا.
* لماذا لم تصبح من أتباعه كسواك؟
ـ لا أدري، لم يكن ذلك في البال، ولا هو الآن. لكني لا أعاند ما رأيت.
* ألم يكن صاحب خفة وقابلية براسيكولوجية وتوابعها برأيك؟
ـ كل شيء جائز. لكنه لم يكن يبدو لي من هذه الطينة. لا أدري، أعتقد أنه كان يريد أن يقول شيئا من هذا كله.
الفتى الذهبي
09-28-2010, 11:07 AM
الدكتور داهش.. قصص غريبة وحكايات عجيبة (2/2)
العلامة عبد الله العلايلي يندهش بثلاث «خوارق» صعبة التفسير * وداهش يعيد لصحافي لبناني ساعة أضاعها منذ 7 سنوات ببرلين
لندن: كمال قبيسي
في حلقة أمس، وهي الأولى عن الدكتور داهش، الذي زعموا أنه بقي 7 أيام تحت نهر «السين» في 1930 بباريس وهو في صندوق مغلق، خرج منه حيا، لينال بعدها شهادتين، احداهما من معهد «ساج» الدولي الشهير، أن أول رئيس للبنان بعد الاستقلال، بشارة الخوري، بدأ يحاربه منذ تسلم السلطة في 1943 وجرده من الجنسية اللبنانية وأمر باعتقاله ثم نفاه 9 سنوات خارج لبنان، لانضمام شقيقة زوجته الى «الحركة الداهشية» هي وزوجها وأولادها، بعد معاينتهم لغرائب قام بها أمامهم في حضور آخرين، طبقا لما ذكرته ماري حداد، شقيقة لور شيحا الخوري، زوجة الرئيس اللبناني الراحل، في لقاءات معها نشرت في صحف لبنانية في الخمسينات والستينات بشكل خاص، وبسبب ضغوط من رجال دين مسيحيين وجدوا فيه «خارجا عن الكنيسة» لتشكيكه برواية الأناجيل عن صلب المسيح.
وفي حلقة أمس أيضا أن داهش «ظهر حيا في لبنان بعد اعدامه بايران» وهو ما نفاه عدم وجود أي وثيقة بالخارجية اللبنانية أو السفارة الايرانية تؤكد الخبر. تماما كما نفى عدم وجود أي وثيقة بمديرية اليانصيب الوطني اللبناني حكاية تحويله ورقة يانصيب خاسرة الى رابحة للجائزة الكبرى في 1963 أمام رئيس بلدية بيروت الأسبق، شفيق السردوك، واثنين من زملائه القضاة.
* داهش في فلسطين أيضا
* وسعت «الشرق الأوسط» وراء المعلومات عن داهش في فلسطين أيضا، باعتباره عاش فيها سنوات متقطعة زمن الانتداب البريطاني. الا أنها لم تجد سوى نثريات صغيرة مشتتة وسلبية في معظمها. الى أن عثرت على أخطر ما كتب عنه هناك، وهو افتتاحية للشيخ عبد الله قلقيلي في عدد يوم 5 ابريل (نيسان) 1938من صحيفته «الصراط» التي أسسها في 1933 بحيفا، وموجودة بعض أعدادها في المتحف البريطاني بلندن، وفيها يشير الى مداخلة كتبتها في عدد سابق السيدة فريدة يوسف قطان، التي وصفها القلقيلي في عدد قبله بأنها «كانت احدى ضحايا داهش» وفق تعبيره.
وقال الشيخ في افتتاحيته: «كنا نشرنا كلمة، لمنا (عاتبنا) فيها الصحف المروجة لألاعيب الرجل المعروف بداهش، وأشرنا الى ما قالته فريدة من أنه أرسل الى ولدها، نصري، المقيم في السودان، يقول له إنه ميت، ولكنه حي بالروح. لذلك يستصرخه بالمروءة أن يترك أعماله التجارية في السودان، وأن يأتي الى القدس ليقرأ له تعويذة، فيرجع الى الحياة. وصدق نصري هذا الدجال الفظيع، فترك شغله وجاء الى فلسطين ليحييه هذا المشعوذ الميت. وكانت نتيجة ذلك أن يقع في الشراك ويفقد أمواله. وكشفت الكاتبة (يعني فريدة قطان، صاحبة المداخلة في العدد السابق) الاسم الحقيقي لداهش، وهو سليم موسى الياس العشي، السرياني الداعي نفسه الدكتور داهش، وهو لقب انتحله اعتباطا لتسهيل أسباب دجله» وفقا لافتتاحية القلقيلي.
* كان لا يعي ما يحدث
* كذلك اتصلت «الشرق الأوسط» بمصادر في البرازيل، الشهيرة بمراكز روحانية يزيد عددها هناك على عدد نوادي كرة القدم، لأنها أكثر من 8 آلاف مركز، تضمها اتحادات فاعلة، للالمام بصورة واضحة عما يحدث عادة خلال «جلسات روحية» يعقدها وسطاء في تلك المراكز من حين لآخر، فاذا بها تختلف تماما عما كان يحدث للدكتور داهش، حين كان يعقد «جلسة روحية» في بيروت أو سواها، وهو ما تعرفت اليه «الشرق الأوسط» من خلال حديث سريع عبر الهاتف مع اللبناني، موسى المعلوف، البالغ عمره 64 سنة، والأب لابنين من زوجته ليلى، الابنة الوحيدة لانطوانيت العشي، وهي احدى 4 شقيقات لم يكن لداهش سواهن من إخوة، وتوفيت عن 84 عاما في 1996 ببيروت، بينما شقيقاته الراحلات، جميلة وأليزابت ووديعة، تنقلن في فلسطين، حيث تزوجن وأنجبن هناك أولادا.
وزعم المعلوف، وهو شاعر وأستاذ مدرسة حكومية سابق، أنه رأى كثيرا من «عجائب» خال زوجته الذي تعرف اليه في 1959 ببيروت، ومنها «توقعه» في أي ساعة ودقيقة سيولد ابنه البكر، المقيم في الولايات المتحدة حاليا، والذي سماه «مهنّد» بناء على «أمر» جاء في ورقة هبطت من سقف غرفة في بيت داهش ببيروت خلال «جلسة روحية» وموقعة باسم «علي» كما ورد ذكرها في كتاب الصحافي شاهين.
وقال المعلوف، بالهاتف من لبنان، إنه لا يعرف كم ترك داهش من ثروة ومن كان الوارث، ومن يدير استثماراته بأميركا «فهناك على حد علمي عائلة سعودية وغيرها تساههم بادارة كل شيء» علما أن داهش أوصى بأن يتولى مقرّبون منه قضيته ومتاعه بعد وفاته.
وعما كان يحدث لداهش حين الجلسات، ذكر المعلوف أن هيئته كانت تتغير فعلا، وكذلك صوته. الا أنه لم يكن يمتقع أو يتخشب، بل يلوي عنقه ببطء أحيانا كدورة نصفية لرادار.
والمعروف عن داهش أنه لم يكن يعي ما يجري حوله غالبا، الا عندما تنتهي «الجلسة الروحية» فيخبره من حضرها بما حدث خلالها، لذلك يعتقد بعض المشككين بأن عددا من الروايات عن داهش، قالها له أتباعه بعد الجلسات، من دون أن يتأكد هو نفسه من حدوثها. ويتحدثون عن الشاعر حليم دموس بأنه قد يكون هو الذي اقترح عليه تأسيس حركة روحانية حين تعرف اليه قبل عام من تأسيسها رسميا في 1942 لأن دموس، الذي يكبر داهش بـ21 سنة، هاجر وهو بعمر 17 عاما الى البرازيل، حيث تأثر بحركاتها الروحانية، كبعض اللبنانيين الآن هناك، قبل أن يعود في أواسط العشرينات الى بيروت.
* العلايلي: يؤكد اهتزاز الوعي لدى داهش
* ما يقال عن اهتزاز الوعي لدى داهش يؤكده الراحل، الدكتور عبد الله العلايلي، الذي يروي في كتاب عنه، بأنه أيقظه بعد «جلسة روحية» حضرها في بيته مع آخرين، حيث «أتى بيده بحركة، بدأت من الهواء وانتهت على النضد، واذا فوقه ستمائة ليرة في ست قطع من ذوات المائة» كما دوّن العلايلي في «كيف عرفت داهش» الصادر ككتاب قبل 17 سنة من وفاته عن 82 عاما في 1996 ببيروت.
وذكر أن داهش سأله لماذا لم يأخذها «فهي لك» فرد العلايلي: «أبيت على الروح أي شيء ليس من طبيعتها، وأبت عليّ الا شيئا من طبيعتي، وما حاجتي الى الزيادة». فسر داهش من ذهنية بعيدة عن التفكير بالماديات كذهنية العلايلي، الذي أقبل في صباح يوم آخر «ومعي صديق شاقه خبر الدار» وفجأة شعر الحاضرون بداهش وقد احتلته روح، صرخ على أثرها صديق العلايلي ينبهه الى طاولة كان عليها خنجر صغير «رآه يطول ويثبت على ما انتهى اليه من طول، ورأينا الخنجر في شكله الجديد» وفق تعبيره.
* ساعة الصحافي تعود بعد 7 سنوات
* ومن غرائب داهش، ومثلها العشرات مدونة على لسان شهود مهمين في كتب متنوعة لمؤلفين عرفوه وأصبح معظمهم «داهشيين» أو متعاطفين «مندهشين» ما ذكره الصحافي اللبناني المندهش الى الآن، حافظ ابراهيم خير الله، في مقابلة أحدثت دويا في لبنان حين نشرتها جريدة «النهار» في 1965 على صفحتين من ملحق كانت تصدره كل أحد، وخلالها حوّل داهش ورقة بيضاء أقفل خير الله يده عليها باحكام الى ليرة لبنانية «ظلت معي حتى خروجي من البلد في 1976 هربا من الحرب» بحسب ما أكد خير الله، المقيم منذ ذلك العام في لندن، حيث اتصلت به «الشرق الأوسط» لمعاينة ما ذكر في المقابلة، التي التقط خلالها المصور همبار، المقيم أيضا في لندن منذ ذلك العام، صورا عن مراحل التحويل.
وأكد همبار، الذي عمل مع خير الله في «النهار» طوال 15 سنة، ما ورد في المقابلة حين التقته «الشرق الأوسط» لهذا الغرض في لندن، وقال: «رأيتها وقد أصبحت ليرة لبنانية أمامي بالفعل، فصورتها. لكني لا أعرف كيف حدث ذلك، ربما كان سحرا».
وفي المقابلة أن خير الله جاء أيضا بأوراق وضعها أمام داهش، وطلب منه تحويلها الى ليرات اذا استطاع، فقال الأخير: «ادخلها بنفسك في ظرف واختمه». ثم طلب منه فتحه ثانية، فصعق خير الله حين رأى أن كل ورقة أصبحت 100 ليرة، وراح يعدها فاذا هي 30 ألف ليرة لبنانية، أي ما قيمته الشرائية اليوم أكثر من 120 ألف دولار.
وما لم يذكره خير الله في المقابلة القديمة، ذكره الآن لـ«الشرق الأوسط» وهو أن داهش نبهه الى صعوبة الاحتفاظ بالورق المتحول الى مال، لأن هذا من شأنه اثارة قضية أمنية بتهمة اقدام أحدهم على فتح بنك مركزي على حسابه الخاص، يصدر منه عملة عن غير طريق المصرف الرسمي للدولة «لذلك قام وأعادها بلمح البصر الى حالتها الأولى أمامي، أي الى أوراق» على حد ما ذكر خير الله.
وقال إنه كانت لمقابلته الصحافية توابع من زيارات قام بها لداهش في ما بعد «حيث كانت بيننا جلسات أمام زواره الكثيرين، وأذكر منها دخولي مرة الى بيته، حيث اجتمعت اليه في غرفة كان فيها وحيدا، بينما كان الزائرون في الصالون.. كانت غرفة معتمة بعض الشيء، وعلى أحد جدرانها رأيت لوحات زيتية جميلة، فسألته: «من أين هذا كله يا دكتور»؟ قال داهش مشيرا الى احداها: «هذه مثلا جئت بها اليوم من متحف بوسطن الأميركي في الولايات المتحدة، لكني سأعيدها بعد قليل الى هناك، لكي لا يعتقدون غدا بأنها سرقت.. أحببت أن آتي بها فقط للتمتع بمشاهدتها» وفق ما نقله خير الله عن لسان الرجل، الذي كان يهوى اقتناء المحنطات والعاجيات والعجميات واللوحات، وجميعها نقلها حيث هي محفوظة الآن في «متحف داهش» الذي تم تدشينه في 1995 بالجادة الخامسة في نيويورك، وهو متحف قالت عنه «نيويورك تايمز» في منتصف العام الماضي إن موازنته السنوية تتجاوز 30 مليون دولار «بعضها من ثروته الشخصية، والباقي من عائلة زاهد السعودية، المشرفة على تراث داهش الأدبي والفني، والراعية استثماراته في نيويورك» كما نقل عنها الزميل محيي الدين اللاذقاني في مقالة له عن «داهش.. الرجل والرمز» في «الشرق الأوسط» قبل 8 أشهر.
وذكر خير الله أنه زار داهش مرة، وكان ذلك في 1965 أيضا، وجرى حديث عن السحرة والمشعوذين الممارسين للتنويم وتوابعه، وأحب أن يثبت له بأنه ليس منهم «فعلمني كيف يفعلون، كأن يوقف أحدهم قلبه عن النبض متى أراد، أو يقوم بتنويم دجاجة فتصبح بلا وعي وحراك، ثم يعيدها للحركة ولو بنفخة، أو بمجرد لمس أي جزء منها ببساطة».
* علمك ايقاف قلب غيرك عن النبض أيضا؟
ـ لا، بل ايقاف قلبي فقط، ويمكنني أن أفعلها الآن أمام أي طبيب.
* وكذلك كيف تجعله ينبض ثانية؟
ـ وباشارة واحدة.
* يمكنك تعليم سواك ما تعلمته منه؟
ـ بثوان معدودات، وهذا سهل جدا.
* والدجاجة؟
ـ تنويمها من أسهل ما يكون أيضا، ويمكنني تنويمها أمام أي راغب، كما علمني داهش.
* الدجاج فقط أم غيره من الطيور والدواجن؟
ـ تعلمت تنويم الدجاجة فقط، لأنه كانت في البيت عنده دجاجة، فأحضرها كتجربة لتعليمي كيف أقوم بتنويمها، الى درجة تبدو معها بلا حراك ولا نفس، بل وكأنها ميتة تماما، ثم أعيدها الى وعيها بمجرد النفخ عليها، أو بمجرد ملامسة أي جزء منها ببساطة.
وذكر خير الله، المتحدث عبر الهاتف بجدية معهودة، ما يصعب تصديقه: مرة، وكان ذلك في 1965 أيضا، ذهب الى بيت داهش، وهناك تذكر أنه أضاع ساعة كانت معه في 1958 وهو طالب ببرلين، فطلب منه أن يعيدها اليه اذا استطاع «وكان طلبي يرتدي بعض التحدي، وللحال قال لي إنها أصبحت تحت مسند كان بقربي وأنا جالس.. مددت يدي وأنا غير مصدق طبعا، لكني وجدتها هناك. كانت هي نفسها تماما، فأخذتها وأنا مندهش، وصدق أو لا تصدق».
* ما زالت معك يا حافظ؟
ـ ظلت معي هي والليرة لسنوات، لكني عندما غادرت مع زوجتي بالطريقة التي خرجنا بها هاربين من الحرب في لبنان، أهملت أشياء كثيرة، أو ضاعت مني.. لم تعد الساعة معي للأسف، ولا الليرة أيضا.
* لماذا لم تصبح من أتباعه كسواك؟
ـ لا أدري، لم يكن ذلك في البال، ولا هو الآن. لكني لا أعاند ما رأيت.
* ألم يكن صاحب خفة وقابلية براسيكولوجية وتوابعها برأيك؟
ـ كل شيء جائز. لكنه لم يكن يبدو لي من هذه الطينة. لا أدري، أعتقد أنه كان يريد أن يقول شيئا من هذا كله.
بهلول
09-28-2010, 11:46 AM
بعد أنْ اتّسعت شهرة داهش، تناهت أخبارُ معجزاته إلى المحافل العلمية في باريس،أرسلت إليه جمعية المباحث النّفسية الفرنسية تستضيفه، فسافر إليها برفقة شقيقته أنتوانيت.
طلب المجتمعين منه أنْ يريهم مُعجزةً منْ مُعجزاته، أجابهم أنّه سيريهم آية يونان النّبي (يونس).
فطلب منهم أنْ يوضع في صندوقٍ حديديّ، ويُحكمَ إغلاقه، ويُدفنَ في قعرِ نهر السين، سبعة أيّامٍ تحت الحراسة المُشدّدة، أجفلَ المجتمعون أولاً، لخطورة العرض، لكنّهم عادوا فقبلوا، عندما كتب لهم إقراراً بأنّه هو المسؤول عنْ عاقبة طلبه.
وبعدَ أنْ فحصته لجنةٌ طبيّة ، قاموا بتنفيذِ طلبه. وبعد مُضيِّ 7 أيّام، وأمام 150شاهداً منَ المهتمين بالأمورِ النّفسية، رُفعَ الصندوق، وفُتِحْ. وإذا بالجثمان الساجي يتحرك، وبالوجه الواجم يبتسم. وبعد هذه المعجزة المذهلة، مُنحَ داهش شهادة العلوم النّفسية منْ قِبَلِ "الجمعيّة النفسية الدولية" بتاريخ 6 أيار 1930م، ثمّ شهادة الدكتوراه منْ قبل معهد "ساج"الإنكليزي في باريس، بتاريخ 22 أيّار 1930م. وهكذا اقترنَ اسمه العلميُّ باسمه الرّوحيّ، ليُعرفَ بين الناس باسم( الدكتور داهش.)
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir