المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ خالد الملا لـ «الراي»: «القاعدة» نشرت الطائفية في العراق



علي علي
05-05-2007, 07:50 AM
http://www.alraialaam.com/05-05-2007/ie5/loc4.jpg



حوار – يوسف علاونة


الشيخ خالد عبدالوهاب الملا هو رئيس جماعة علماء العراق السنة في فرع الجنوب وأحد مسؤولي الوقف السني في مدينة البصرة، رجل يسكنه السلم الأهلي والتعاطف والتعاون بين أهل العراق سنة وشيعة، تدمع عيناه وهو يتحدث عن العوائل الشيعية التي كانت تبكي وهي تتوسل العوائل المغادرة بأن تبقى، ويذرف الدمع على أعداد الضحايا الكبيرة التي تذهب من العراقيين، ولا يرى أي مساهمة عربية إيجــــابية لصالح قيامة العراق الجديد البعيد عن الحروب والظلم والعدوان.


حضر الشيخ الملا إلى الكويت للمشاركة في مؤتـــمر التعاون والوحدة والوفاق بين المسلمين وهو مؤتـــمر خــــاض في كل ما يتصل بتعزيز الأخوة بين المسلمين الشـــيعة والمسلمين السنة، وتعضيد الجوامع وتقليل المفرقات بينهم، وتحدي الأخطار المشتركة التي تحبط جهود التنمية والسلام والتعايش، ولذلك فإن الشيخ يجزم بمصلحة معادية للمســـلمين بنشر الطائفية والمذهبية بينهم، ويذهب بعيدا في التحذير من مخـــاطر الانقسام ففي تــــقديره ان العراق اذا اســــتمر على هذه الحالة فإنه ذاهب إلى إبادة جماعية داخلية لأن هناك عوامل داخلية وخارجية إقليمية ودولية تريد للعراق هذا الوضع وأخطرها العامل الداخلي، فهناك نزاع على العراق الجديد ممن لا يريدونه أن ينهض ويبقى في هاوية الحروب.

كان الحوار مسكونا مع الشيخ خالد عبد الوهاب الملا بهذه العوامل التي تهيمن الآن على الرؤى حول العراق فلندلف إليه مباشرة بالسؤال:


• ما نسبة أهل السنة في الجنوب أو البصرة تحديدا؟
- أولا بالنسبة لأهل السنة في الجنوب أو البصرة، فهي ليست ثابتة، وقبل الحرب الإيرانية-العراقية، أو حتى الجمهورية عام 58 كان عدد السنة أكثر بكثير من 30 في المئة بعد الجمهورية نزحت كثير من العوائل السنية إلى الخليج والكويت والسعودية، واستمر النزوح كلما تغير وضع سياسي في العراق، وزاد من ذلك تسلم حزب البعث حيث نزحت العوائل السنية مرة اخرى إلى الخليج وأوروبا واستمر النزوح خلال الحرب العراقية-الإيرانية وصولا إلى غزو الكويت وما تلاها من أحداث مريرة، وحتى احتلال العراق.

• وهل من إحصائية جديدة؟
- الآلاف المؤلفة رحلوا لكل هذه الأسباب، والآن لا توجد إحصائية لهذه النسبة لأنه لا إحصاء رسمي أو اممي يضبط عدد السكان السنة في البصرة، لكن هناك إشارات لان البصرة أصلا هي مدينة سنية، ومن ذلك المساجد الكثيرة التي تدل على أن للسنة وجودا كبيرا ولا يزال، وبالنسبة للتهجير سأكون صريحا لان هذه أمانة يقرأها الناس لتسجل عند الله، فالبصرة لم يحدث بها تهجير قسري كما حصل في المحافظات السنية الأخرى، ولا أتكلم كسني ولكن كعراقي لا افرق بالمواطنة بين السني والشيعي، والصابئة المسيحي فالمواطن واحد والدين قضية أخرى.
• ولكن عمليات تهجير أو هجرة طوعية حصلت لاحقا؟
- بعد أحداث سامراء وقعت تداعيات طائفية أخافت كثيرا من العوائل لان البعض منهم استهدف بالقتل والاختطاف ولم يكن يستهدف ذلك السنة فقط بل الجميع.

• انفلات أمني؟
- من الشهر الرابع إلى السابع عام 2006 كانت هناك حالة انفلات امني واستهدفت شخصيات مثل «نادر كريم الربيعي» إمام وخطيب ويوسف يعقوب الحساء، إمام الجامع الكبير والمسؤول في هيئة العلماء المسلمين وخالد السعدون عضو في الحزب الإسلامي، ولا أقول العنف الطائفي بالتداعيات في العنف الذي شهدته بغداد وبيجي وبعقوبة فجاءنا بعض الشرر منه، ولم تكن الضحايا مقصورة على السنة بل ذهب كثير من إخواننا الشيعة، وهذا بفعل العصابات الإجرامية التي تصول وتجول في البلاد.

• وكيف تصف الظرف الحالي... هل هناك تحسن؟
- الآن بدأت الكثير من العائلات ترجع بسبب ظروفهم النفسية والمعيشية، فالبصرة تشهد تعايشا مذهبيا ولم يعرف البصريون أن هذا سني وشيعي، البصرة مثل إخواننا في دولة الكويت الحبيبة ويعيشون بنفس الروحية، وعندما غادرت العوائل السنية كان إخوانهم من الشيعة الجيران يبكونهم ورفضوا خروجهم، وكانت العشائر الشيعية تتعهد بحماية العائلات التي تريد أن تهاجر.

• هل تعتقد أن انتشار الطائفية ناجم عن أحوال تمييزية... واستبعاد الناس عن المشاركة؟
- المحاصصة الطائفية فرضها علينا الواقع الذي نعيشه وبالتالي هناك وزارات يسيطر عليها الشيعة وهناك بعض الوزارات التي يسيطر عليها السنة، وليس هذا فقط بل إن بعض الوظائف المهمة تكون محكورة لهذا الطرف أو ذاك من الأحزاب، والحزب الإسلامي مثلا المشارك في السلطة لا يمنح الوظائف لأهل السنة من غير حزبهم وهذا يشمل الطرفين الشيعة والسنة.

• هو تلاوم متبادل إذن؟

- لا يجب أن نلقي باللوم على الجانب الآخر فقط لأن جانبنا ليس مزكى تماما، من هذا التمييز.
• ولكن توجد مخاطر كبرى من هذا التنابذ؟
- العراق اذا استمر على هذه الحالة فإنه ذاهب إلى إبادة جماعية داخلية لأن هناك عوامل داخلية وخارجية إقليمية ودولية تريد للعراق هذا الوضع وأخطرها العامل الداخلي، فهناك نزاع على العراق الجديد ممن لا يريدونه أن ينهض ويبقى في هاوية الحروب.

• هل تريد أو تقدر على ذكر الأسماء؟
- هل تريد ذكر أسماء، نسمي بعضهم وطارق الهاشمي من أبناء العراق، ويحترق على وضعه ولكن قادتنا يجهلون للأسف دور تنظيم القاعدة الإرهابي، وهو مغطى عندهم تماما فالبعض يخشى على نفسه ولهذا لا يتحدث. وحتى أنا فإني مهدد وأخاف، ولكن لابد أن نقول الحق فأنهار من الدماء تسيل، ولكن «القاعدة» الآن تتصارع وقد قيل اليوم إن أبو أيوب الأنصاري قتل على يد أتباعه، و«القاعدة» نحوا في اتجاه سلبي بقتل الأبرياء في الكليات والمستشفيات والشارع، وهذا خروج عن المهمة التي ادعوها أولا بطرد الاحتلال، فبدأوا بضرب المساجد والحسينيات والمراقد المقدسة ومثل هذا يشيع التوتر الطائفي والبطالة والفساد، والأعمال العسكرية فهم لا يريدون طرد الأميركيين بل أصبحوا عاملا أساسيا في بقاء الأميركيين، كذلك الجريمة والبطالة وكثير من أبناء الأماكن الغربية من أهل السنة قتلوا على أيدي «القاعدة» وهجروا، ولهذا يجب أن نذكر ما يصيب أهل العراق كلهم، فهناك تهجير للعوائل السنية في بغداد، وتهجير للعوائل الشيعية والكل مستهدف لأنهم عراقيون.

• هناك من يقول إن العرب السنة في بعض المناطق يدفعون دفعا لتأييد «القاعدة»؟
- هذا مو مبرر، فلو أنا في هذا البيت أنا وعائلتي وجهات تضرب بالصواريخ، ورجل آخر مع عائلته في بيته فكم سيعطي من انتاج وتنمية؟ صفر. أعطوا الحكومة مجالا ثم نحكم، أنا لست جزءا من هذه الحكومة لا سياسيا ولا إداريا، أنا مجرد إمام مسجد أتبع الوقف السني.

• هل هذا نفي لوقوع الحكومة بأي خطأ؟

- الحكومة غير معصومة عن الخطأ، لكنه يكبر بالضغط عليها في الجانب العسكري بهذه الهجمات التي تحدث الخلل الأمني. المنطقة الخضراء نفسها غير آمنة، فكيف يتخذ المالكي قرارا، نحن يجب أن نعطيهم مجالا فإذا كانوا على باطل فهناك جماهير تسقطهم ولماذا الآلة العسكرية، لقد جربناها في حرب إيران وذهب أعز أولادنا، ثم تم غزو الكويت عسكريا، وهي دولة حبيبة فلماذا لا نستخدم الحوار بدل هذه النتائج الوخيمة، واذا استهدفت الشرطة والجيش والحرس الوطني والقوات الأمنية فماذا تفعل؟ هل تضع يدا على يد ؟ هذه دورة عنف ولو كان أي إنسان مكان المالكي لفعل مثله، وهذا وضع معقد وهناك أياد كثيرة تعمل في هذه البلاد.

• وما وضع العرب معكم؟

- مقصر... مقصر... مقصر وهم يستطيعون أن يقدموا العون للعراق ولكنهم يصدرون لنا أكبر المشاكل، وهي دخول العرب المقاتلين للعراق تحت ستار «القاعدة» لمقاتلة الأميركيين، وهم سبب رئيسي في إشاعة الفوضى والطائفية، وهم أدخلوا الفكر التكفيري للشيعة والسنة والأكراد إنهم يكفرون الجميع.

• رأينا أيضا أحزابا تكفيرية تنبت في الجانب الشيعي أيضا مثل جماعات جند الله وأسد الله... الخ..؟

- التكفير لا دين له ولا مذهب، وإذا كان هناك من يكفر هنا فلابد أن ينبت من يكفر هناك، والمقاتلون العرب يخلطون الأوراق بدخولهم مع «القاعدة» وهم جاءوا بأعراف لم نعرفها كعراقيين، فلم نعرف السنة والشيعة، وبعد سنة من سقوط النظام لم يكن هناك طائفية في العراق لكن التصرفات العربية زادت من هوة الخلافات بين العراقيين، والعرب يمكن أن يدخلوا بإيجابية لا سلبية، وبعض العرب دفع النظام السابق لحرب مع إيران، وهم يدفعوننا الآن لحرب أخرى مع إيران، ونحن نريد لبلادنا استقرارا وأمنا، ونريد من الأميركيين أن يرحلوا ويتركوا للعراقيين عراقهم.
• الوضع الداخلي الذي يدفع العراقي للهجرة إلى سورية والأردن ومصر وبلدان كثيرة هل هو سليم وبريء من التهمة؟

- في كل البلدان العراقي مهان ويصرف من ماله، فهل فرش السجاد للعراقي في البلاد العربية؟ الأردنيون أوقفوا المئات من العراقيين على الحدود وكأن الأردن جنة الله التي وعد الله بها المؤمنين، وأصعب شيء أن يدخل العراقي دولة خليجية، وشبر واحد من الكويت لا يستطيع أن يدخله العراقي، وكذلك باقي دول الخليج، فنحن محاصرون من قبل العرب وغيرهم، وأنا لم أدخل الكويت إلا بسبب هذا المؤتمر الذي دعيت إليه.
• هل للفكر التكفيري أثره في العراق؟ العراقيون كانوا على الدوام شعبا معتدلا في الناحية الدينية؟

- الفكر التكفيري لم ينبت اليوم، وكنا نحذر من عشرات السنين وعشنا نشوءه في جسد الأمة لأنه سرطان، والوضع الذي تعيشه الأمة لا تحسد عليه بسبب هؤلاء، وفي أوروبا وأميركا بعد تفجيرات نيويورك ومدريد ولندن، فإن المسلم الآن ملاحق وعليه علامات الاستفهام، والدول الغربية تتوجس منا جميعا. المسلمون انتشروا بأخلاقهم وأعرافهم وطباعهم ولكن المسلم اليوم أصبح بضاعة عليها علامة (اكس) وبعض الدول إذا مشينا في الشارع يفرون من لحانا بسبب التصرفات غير المقبولة، إن (...) واحدة من منابع الإرهاب (ذكر الشيخ اسم بلد عربي) وخرجت هذه المدرسة للأسف من عندهم، وعلى الحكومات العربية أن تعمل بجدية لتفعيل الوسطية والاعتدال في المناهج الإسلامية وترشيد عرض الإسلام وصورته الحقيقية من التسامح والحب والإخاء وتنظيم حياتنا مع أهل الكتاب وما يحيط بنا، وعلى العرب شعوبا وحكومات أن يتداركوا أنفسهم لأن الأمة بخطر كبير بسبب أعمال هؤلاء.
• ارى أنك لم تتطرق بأي شيء لإيران... هل هي بريئة إلى هذه الدرجة؟!
- أيضا إيران عندها أخطاء لكن لابد للعراقيين أن يستفيدوا من إيران إيجابيا، فلا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نلقي بإيران في البحر، ولا يوجد متر من أرض العراق إلا ويجاور إيران من الجنوب إلى الشمال، وهناك روابط تاريخية ودينية ومذهبية وإيران ليست كلها سلبا ونحن نتحاور معهم بأدلة واقعية، وإذا قلنا ان إيران متدخلة ففي أي جانب؟ هل عبر الوزراء الذين نقول إنهم من الإيرانيين؟ أنا لا أعرفهم شخصيا وهم ربما ولدوا في إيران، فهم إما مهجرون من العراق أو كانوا من المعارضة التي أقامت في إيران بسبب النظام السابق، لكنهم عراقيون.

إذا كانت لدينا أدلة واقعية وملموسة عن تدخل إيران بأوضاعنا فلنظهرها للعالم، أي دولة من دول الجوار لم تتدخل في شؤون العراق الداخلية؟ الأردن؟ الزرقاوي من أين جاء؟ ألم يأت من الأردن؟
• هل صدروه لكم بإرادتهم؟! الزرقاوي كما أعتقد كان محكوماعليه بالإعدام في الأردن وحكم عليه لقيامه بعمليات ضد الأردن حتى قبل موته؟
- أنا أقصد القول ان العالم العربي قصر كثيرا مع العراق والقائمة تطول إذا ذكرنا هذا التقصير العربي وأنا أتحدث عن جميع الدول العربية.
• الجميع يتشكك الآن بالأثر والنفوذ الإيراني على حكام العراق... لعل هذا أبرز ما يغيظ الدول العربية؟

- وإذا قلت لك إن الإيرانيين مو راضيين!
• مو راضيين عن ماذا؟ أنتم لا تريدون عراقا ضد إيران لصالح بعض العرب لكن العرب الآن مغتاظون لأن العراق أقرب لإيران مما هو إليهم؟!
- هم يرفضون الاحتلال الأميركي الذي يقبله أو يتعامل معه العراق.
• لكن هذا الاحتلال هو الذي جاء بحلفائهم إلى السلطة؟!

- لكنهم يرفضونه ويريدون زواله... وحتى لو كان التدخل الإيراني سلبيا في العراق فلماذا لا نغيره إلى تدخل إيجابي؟ إن دول الجوار كلها تنهش بالعراق وهذه إهانة للعراقيين ونحن نتمنى حتى على الإيرانيين إن كان تدخلهم سلبيا أن يكون موقفهم إيجابيا مع العراق وكثير من العوائل البصرية لها أقارب في خوزستان وكذلك العكس. العراقيون عندهم أقارب في البصرة كما يوجد أقارب لهم في الكويت وكل دول الجوار وكما لشعوب دول الجوار أقارب في العراق.

• اشرح لنا انطباعك عن الكويت... وأنت أفدت أن هذه أول زيارة لك إليها؟
- في لقائنا مع سمو الأمير أطال الله بقاءه وأمد في عمره كنت سعيدا جدا بطرح سموه، أكبر خطأ ارتكبه صدام هو هذا الغزو لدولة الكويت. لقد كان لصدام أن يستفيد من الحوار مع الكويت فهذا نظام وحكم يفتح قلبه للحوار والتفاهم مع الجميع وتبدي رأيك بكل صراحة أمامه. وأنا أتجول في الكويت أحسست بقيمة الأمان والاستقرار وهذه البلاد هي مصدر إشعاع ثقافي على كل بلاد العرب. أليس هذا دور مجلة العربي المبكر في الاشعاع الثقافي على جميع العرب؟ ألم يكن الساسة الكويتيون علامات مميزة للحياد ومحبة جميع العرب؟ وكانت للكويت العلاقات الطيبة مع الجميع.
أعجبني في الكويت النظام وضبط القانون من إشارة المرور لأقصى شيء، ونحن نتحسر على هذا في العراق وإشارة المرور أتمنى وأريدها أن تعمل في البصرة. كل ذلك معطل لدينا ولا بد لك أن تحب هذا عندما تراه في الكويت وتدعو الله دوام النعمة وأن تدعو لبلادك أن يمن عليها بالاستقرار والأمن والتنمية.

هذا الملتقى جمع نخبة من العلماء المسلمين من السنة والشيعة وناقش مواضيع كثيرة عن الوحدة بين المسلمين وناقش المشكلة الطائفية واحتمالات تفجر قنابلها في كل مكان من بلاد المسلمين مع الأسف. تناولنا قضايا كثيرة في العراق وأعداء الأمة الإسلامية كبروز القنبلة المذهبية لتحرق الأخضر واليابس في بلاد العرب والمسلمين.

هاشم
05-06-2007, 06:16 PM
رجل منصف الله يوفقه