المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاكمة ألمانية تركت أطفالها الأربعة بمفردهم لمدة سنة



جمال
05-04-2007, 12:26 AM
قالت للقاضي إنها ليست «جليسة أطفال» ولا «منظفة»

كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب


أمام القاضي، استغربت غابرييلا. م، 46 سنة، لماذا لا يفهمها أحد حينما تقول إن تربية 4 أطفال كانت أكثر من طاقتها. وبررت الأم، يوم أول من أمس تركها لأطفالها الأربعة طوال سنة في الشقة بمفردهم على أساس انهيار قواها العصبية وعدم قدرتها على المواصلة.

وأصابت غابرييلا المجتمع الألماني بصدمة عاطفية كبيرة حينما ذكرت بصلافة أنها «ليست جليسة أطفال» ولا «منظفة» كي تقضي جل وقتها في التربية والتنظيف. وحينما سألها القاضي عن كيفية حصول الأطفال على الطعام، قالت إنها ملأت البيت بالمعلبات، وكانت تشتري الطعام من «مكدونالد» وتمرره لهم عبر النافذة، وتزورهم مرة كل اسبوعين. بل، كما أضافت، اشترت تورتة لابنتها الكبيرة فريدا، 11 سنة، في يوم ميلادها وتلذذ الأطفال معها في الأكل.

وكانت المرأة قد ذكرت لصحيفة «برلينر كورير» انها لم تضرب أولادها يوما ولم تهملهم من ناحية المأكل والملبس. واعترفت غابرييلا م. للصحيفة بأنها قد انهارت بعد أن خرج زوجها مارسيلينو فجأة من حياتها بسبب امرأة أخرى، وترك لها مهمة تربية أربعة أطفال وديونا كثيرة. وزادت مشاكل المرأة حينما فقدت عملها قبل اكثر من سنة، ثم فجأة التقت بأحد أصدقائها القدامى وقررت إعادة علاقتها العاطفية السابقة معه. ثم تركت البيت والتحقت بالصديق في منزله تاركة الأطفال لمصيرهم.

وكان موظفو دائرة الشباب قد عثروا على الأطفال الأربعة بمفردهم في شقة الأم البرلينية بعد سنة من التحاقها بعشيقها الجديد. وتركت الأم الأطفال بعهدة الابن الأكبر جوشوا الذي تحول إلى أب رغم صغر سنه. وذكر جوشوا لدائرة الشباب انه كان يوقظ الأطفال يوميا، ويجهز لهم الفطور والسندويتشات، ويأخذ الصغار إلى المدارس، ثم يستقبلهم بعد انتهاء الدوام، ويعكف على أن ينجزوا واجباتهم المنزلية، ثم يأخذهم للنوم في المساء.

ووجد الموظفون الشقة في حالة مرعبة من القذارة والفوضى. وكانت ملابس الأطفال الصغار متعفنة في الحمام والمطبخ، والحشرات في كل مكان، ورائحة العفونة تبلغ الجيران. ونجا الأطفال من كارثة صحية أكيدة رغم ان اختفاء الأم لم يقلق الجيران إلا بعد سنة. وتم نقل الأطفال إلى بيت للأيتام ريثما تنظر المحكمة باحتمال سحب حق الرعاية من الأم. وتقدمت غابرييلا م. بطلب تربية الأطفال في بيتها المشترك مع صديقها الجديد، إلا انه من غير المحتمل أن يستجيب القاضي لطلبها.