زهير
05-03-2007, 11:04 PM
كشفت مذكرات الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، أنه لم يكن مقتنعاً بمسوغات رئيس الحكومة الاسرائيلية الراحل مناحيم بيغن لاجتياح لبنان عام 1982، كما انه لم يكن على علم مسبق بالغارة التي شنتها الطائرات الحربية الاسرائيلية على «مفاعل تموز» النووي في العراق، مشيراً الى أنه كان «خياراً خاطئاً».
كما وصف ريغان في مذكراته التي كتبها بخط يده خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض بين العامين 1981 و1989، الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بأنه «رجل مجنون»، وقال أنه شعر بغضب شديد بعد اعتقال الايرانيين مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» في طهران واتهامه بأنه جاسوس صهيوني، لدرجة أنه كان على استعداد «لخطف الخميني».
ونشرت مجلة «فانيتي فير»، امس، مقتطفات من مذكرات ريغان التي من المقرر أن تنشرها دار «هاربر كولينز» في الشهر الجاري، بعنوان «مذكرات ريغان» والتي أشرف على صياغتها المؤرخ الأميركي الشهير دوغلاس برينكلي.
وكتبت المجلة ان معظم الصفات التي جعلت من ريغان، أكثر الرؤساء الأميركيين شعبية في التاريخ الأميركي الحديث، تعكسها المذكرات التي ظهر من خلالها وهو فاقداً لأعصابه مع السوفيات، ومطلقاً النكات حول الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، ومواسياً الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن في حادثة تفجير مقر المارينز في بيروت. وأشارت الى أن الرئيس الراحل لم يفكر يوماً بكتابة مذكراته، غير أن المسألة تغيّرت مذ أدى يمين القسم لتولي الرئاسة في 20 يناير 1980، وأنه تابع وضع ملاحظاته اليومية طيلة السنوات التي قضاها في البيت الأبيض ولم يتوقف عن ذلك سوى في الفترة التي دخل فيها الى المستشفى بعد محاولة اغتياله.
واستناداً لنانسي ريغان، زوجة الرئيس الراحل التي تملك الحق الحصري بالمذكرات، فان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة كان يصطحب مذكراته معه أثناء سفره، وغالباً ما كان يسجل ملاحظاته على متن الطائرة الرئاسية.
وكتب ريغان في 15 مايو 1981، انه بدأ يومه باجتماع في مجلس الأمن القومي، والموضوع الرئيس على طاولة البحث كان لبنان «والرسالة الأحدث من (المبعوث الأميركي الخاص فيليب) حبيب لا تبدو جيدة رغم أنه قال بعدم اتخاذ أي قرار قبل أيام». وأضاف: «يبدو أن بيغن أكثر مرونة من (الرئيس السوري الراحل حافظ) الأسد المدعوم من السوفيات. سيتوجه حبيب الى السعودية لرؤية ما اذا كان بامكانهم الضغط على الأسد. في بعض الأحيان أتساءل ما اذا كان مقدراً لنا أن نشهد (الحرب اليونانية الأسطورية بين الشر والخير) هرمجيدون».
وأضاف في 18 مايو 1981 «قد نكون أمام فرصة جيدة في لبنان لتجنّب الحرب. أوفد السعوديون مبعوثاً الى الأسد. مشكلتنا الآن هي بوجود زعيمين سياسيين الأسد وبيغن، وايجاد طريقة تنقذ ماء وجه كليهما، ولا يبدو أن الأميركيين كان لهم دوراً في ذلك».
وفي الأول من يونيو من العام نفسه، كتب «وافقت على مناورات بحرية في مياه البحر المتوسط الذي زعم القذافي أنها مياه اقليمية ليبية.
لست متهوراً لكنه (القذافي) رجل مجنون. كان يضيق على طائراتنا التي تحلق فوق المياه الدولية وحان الوقت لكي نظهر للدول الأخرى هناك، مصر والمغرب، بأنه توجد طريقة مختلفة لادارة هذه المسألة».
وذكر ريغان في 7 يونيو 1981 «وصلتنا معلومات عن القصف الاسرائيلي للمفاعل العراقي. أقسم أني أعتقد أن هرمجيدون قريبة. عدت في الساعة الثالثة بعد الظهر الى البيت الأبيض. أبلغني رئيس الحكومة بيغن بمسألة القصف بعد وقوعها».
وأضاف في 9 يونيو أمام اجتماع مجلس الأمن القومي الذي كان يدرس مسألة القصف الاسرائيلي للمفاعل: «أصر بيغن أن المفاعل كان يستعد لانتاج أسلحة نووية لاستخدامها ضد اسرائيل، لو أنه انتظر حتى وصول الشحنة الفرنسية من اليورانيوم الحامي، لم يكن بامكانه شن الغارة لأن الاشعاعات كانت ستصل الى سماء بغداد. يمكنني أن أتفهم مخاوفه لكني أشعر أنه اتخذ الموقف الخاطئ. كان يجب عليه أن يقول لنا وكان الفرنسيون سيقومون بشيء لازالة الخطر».
وتابع: «غير أننا لن ندير ظهرنا لاسرائيل لأن ذلك سيكون بمثابة دعوة للعرب للهجوم. حان الوقت للدفع في اتجاه الوصول الى حل لمشكلة الشرق الأوسط. ما حدث كان نتيجة للخوف والشكوك من الجانبين. نحتاج حقاً للدفع باتجاه سلام راسخ».
وفي 6 فبراير 1982، كتب: «اتصل بيل كلارك (نائب وزير الخارجية الأميركي في حينها) ويبدو أن المشاكل تختمر في الشرق الأوسط. اسرائيل على أهبة اجتياح بسبب بناء القدرة العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية. نحاول اقناع الاسرائيليين بعدم القيام بأي خطوة ما لم يكن هناك استفزاز من نوع معين. سيعترف العالم حينها بحق اسرائيل بالرد. لكن الآن، فقدت اسرائيل الكثير من التعاطف العالمي».
وفي 14 يونيو، قال ان اجتماع مجلس الأمن القومي كان حول الوضع في لبنان «هناك احتمال بأن تتمكن الفصائل اللبنانية المختلفة من التوحد واخراج السوريين والاسرائيليين من البلاد ونزع سلاح منظمة التحرير الفلسطينية. قدّم (وزير الخارجية الأميركي حينها) الكسندر هيغ منطقاً جيداً حول المسألة برمتها. من المدهش كيف يمكنه أن يكون مقنعاً في المسائل الدولية المعقدة في حين يكون مشككاً مهووساً فيما يتعلق بالأشخاص الذين عليه التعامل معهم».
وفي 21 يونيو 1982 كتب ريغان «مهما حدث من أمور أخرى فهذا كان يوم بيغن. اجتمعت اليه ساعات طويلة بوجود سفيرينا في البداية. وكنت شديد اللهجة وواضحاً فيما اذا كانت محاولة اغتيال وحشية والتي قد تبدو ناجحة في ما بعد (أصيب السفير الاسرائيلي في لندن بالشلل نتيجتها) كانت تبرر الرد الذي حصد حياة الكثيرين في لبنان».
وذكر في 12 أغسطس 1982 أنه بعدما تلقى أنباء القصف الاسرائيلي الوحشي لبيروت الغربية الذي استمر 14 ساعة متواصلة، اتصل به خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز «وتوسل الى القيام بشيء لوقف هذه الوحشية». وأضاف: «اتصلت فوراً برئيس الوزراء بيغن وكنت غاضباً جداً وقلت له ان عليه أن يتوقف أو أن مصير مستقبل علاقتنا بالكامل معرّض للخطر. استعملت عمداً كلمة محرقة وقلت له ان رمز هذه الحرب أصحبت صورة لطفل يبلغ من العمر سبعة أشهر وقد تقطعت يداه. قال لي انه أمر بوقف القصف. وبعد 20 دقيقة اتصل بي مجددا،ً ليقول لي بأنه أمر بوقف الحصار على بيروت، وتعهّد استمرار صداقة بلدينا».
وفي 18 سبتمبر 1982 كتب ريغان عن مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا، عقب اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل «في بيروت، دخل (الرائد الراحل سعد) حداد وميليشيا الكتائب المسيحية الى مخيم لاجئين فلسطينيين وذبحوا الرجال والنساء والأطفال. لم يقم الاسرائيليون بأي شيء لوقفهم. التقيت أنا و(وزير الخارجية السابق) جورج شولتز واتفقنا على اصدار بيان قاس سلّم الى السفير الاسرائيلي في واشنطن قلنا فيه انه يوم حزين وقد يعرّض جهودنا لاحلال السلام للخطر».
وفي 22 و23 أكتوبر 1982، كتب: «نحو الساعة الثانية والنصف فجراً استيقظت على أنباء تراجيدية حول مقتل أكثر من 100 جندي من قوات المارينز في بيروت بعد ما اقتحم سائق شاحنة مفخخة مقرهم. تغيّرت كل خططنا».
وعن ايران، قال ريغان انه علم من كولن باول (رئيس هيئة الأركان السابق) أن الايرانيين أقدموا في طهران على اعتقال صحافي أميركي ومصادرة جواز سفره واتهامه بأنه عميل صهيوني «وألقوا به في السجن. انه كاثوليكي. أنا على استعداد لخطف الخميني».
ولم يستثن ريغان في مذكراته موضع الكولونيل أوليفر نورث ومسألة «ايران كونترا» التي اتهم فيها بأنه كان على استعداد لتزويد الايرانيين بأسلحة والمساعدة على هزيمة العراق. واعلن ان «المسألة كلها خيالية. قال نورث للايرانيين انه اجتمع بي في كامب ديفيد وأني على استعداد لتسليمهم الأسلحة من أجل استعادة رهائننا وأني كنت أريد أن تربح ايران في الحرب مع العراق، وأني وافقت على تزويد الايرانيين بالاستراتيجية والمعلومات الاستخبارية لمساعدتهم على هزيمة العراق». وأضاف: «التقيت في اليوم التالي بالمستشار الخاص للبيت الأبيض ديفيد أبشاير وقلت له ان هذه المعلومات خيالية بالكامل. لم يعقد اجتماع واحد مع أوليفر نورث في كامب ديفيد منذ وصولي الى البيت الأبيض».
وتناول ريغان علاقته بالرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي وصفه بأنه «رجل عظيم محب ولديه حس الفكاهة». وكتب: «من الصعب وصف الشعور الصاعق والأسى الذي تملكني لدى سماعي نبأ اغتياله. رغم أن زيارته كانت قصيرة الا أني اكتشفت بأن لدينا صداقة عميقة تربطنا». وأضاف: «أحاول أن لا أحمل ضغينة للذين اغتالوه لكني لا أقدر. ظهر القذافي مرتاحاً على شاشة التلفزيون فيما سار شعبه محتفلاً في شوارع ليبيا بموت السادات. وأذاع بياناً من الاذاعة الليبية دعا فيه لقيام حرب جهادية قبل تأكيد نبأ مقتل السادات. لا بد أن هذا البيان أعد سلفاً. بكلمات أخرى كان يعلم أن الاغتيال سيقع».
كما وصف ريغان في مذكراته التي كتبها بخط يده خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض بين العامين 1981 و1989، الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بأنه «رجل مجنون»، وقال أنه شعر بغضب شديد بعد اعتقال الايرانيين مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» في طهران واتهامه بأنه جاسوس صهيوني، لدرجة أنه كان على استعداد «لخطف الخميني».
ونشرت مجلة «فانيتي فير»، امس، مقتطفات من مذكرات ريغان التي من المقرر أن تنشرها دار «هاربر كولينز» في الشهر الجاري، بعنوان «مذكرات ريغان» والتي أشرف على صياغتها المؤرخ الأميركي الشهير دوغلاس برينكلي.
وكتبت المجلة ان معظم الصفات التي جعلت من ريغان، أكثر الرؤساء الأميركيين شعبية في التاريخ الأميركي الحديث، تعكسها المذكرات التي ظهر من خلالها وهو فاقداً لأعصابه مع السوفيات، ومطلقاً النكات حول الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، ومواسياً الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن في حادثة تفجير مقر المارينز في بيروت. وأشارت الى أن الرئيس الراحل لم يفكر يوماً بكتابة مذكراته، غير أن المسألة تغيّرت مذ أدى يمين القسم لتولي الرئاسة في 20 يناير 1980، وأنه تابع وضع ملاحظاته اليومية طيلة السنوات التي قضاها في البيت الأبيض ولم يتوقف عن ذلك سوى في الفترة التي دخل فيها الى المستشفى بعد محاولة اغتياله.
واستناداً لنانسي ريغان، زوجة الرئيس الراحل التي تملك الحق الحصري بالمذكرات، فان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة كان يصطحب مذكراته معه أثناء سفره، وغالباً ما كان يسجل ملاحظاته على متن الطائرة الرئاسية.
وكتب ريغان في 15 مايو 1981، انه بدأ يومه باجتماع في مجلس الأمن القومي، والموضوع الرئيس على طاولة البحث كان لبنان «والرسالة الأحدث من (المبعوث الأميركي الخاص فيليب) حبيب لا تبدو جيدة رغم أنه قال بعدم اتخاذ أي قرار قبل أيام». وأضاف: «يبدو أن بيغن أكثر مرونة من (الرئيس السوري الراحل حافظ) الأسد المدعوم من السوفيات. سيتوجه حبيب الى السعودية لرؤية ما اذا كان بامكانهم الضغط على الأسد. في بعض الأحيان أتساءل ما اذا كان مقدراً لنا أن نشهد (الحرب اليونانية الأسطورية بين الشر والخير) هرمجيدون».
وأضاف في 18 مايو 1981 «قد نكون أمام فرصة جيدة في لبنان لتجنّب الحرب. أوفد السعوديون مبعوثاً الى الأسد. مشكلتنا الآن هي بوجود زعيمين سياسيين الأسد وبيغن، وايجاد طريقة تنقذ ماء وجه كليهما، ولا يبدو أن الأميركيين كان لهم دوراً في ذلك».
وفي الأول من يونيو من العام نفسه، كتب «وافقت على مناورات بحرية في مياه البحر المتوسط الذي زعم القذافي أنها مياه اقليمية ليبية.
لست متهوراً لكنه (القذافي) رجل مجنون. كان يضيق على طائراتنا التي تحلق فوق المياه الدولية وحان الوقت لكي نظهر للدول الأخرى هناك، مصر والمغرب، بأنه توجد طريقة مختلفة لادارة هذه المسألة».
وذكر ريغان في 7 يونيو 1981 «وصلتنا معلومات عن القصف الاسرائيلي للمفاعل العراقي. أقسم أني أعتقد أن هرمجيدون قريبة. عدت في الساعة الثالثة بعد الظهر الى البيت الأبيض. أبلغني رئيس الحكومة بيغن بمسألة القصف بعد وقوعها».
وأضاف في 9 يونيو أمام اجتماع مجلس الأمن القومي الذي كان يدرس مسألة القصف الاسرائيلي للمفاعل: «أصر بيغن أن المفاعل كان يستعد لانتاج أسلحة نووية لاستخدامها ضد اسرائيل، لو أنه انتظر حتى وصول الشحنة الفرنسية من اليورانيوم الحامي، لم يكن بامكانه شن الغارة لأن الاشعاعات كانت ستصل الى سماء بغداد. يمكنني أن أتفهم مخاوفه لكني أشعر أنه اتخذ الموقف الخاطئ. كان يجب عليه أن يقول لنا وكان الفرنسيون سيقومون بشيء لازالة الخطر».
وتابع: «غير أننا لن ندير ظهرنا لاسرائيل لأن ذلك سيكون بمثابة دعوة للعرب للهجوم. حان الوقت للدفع في اتجاه الوصول الى حل لمشكلة الشرق الأوسط. ما حدث كان نتيجة للخوف والشكوك من الجانبين. نحتاج حقاً للدفع باتجاه سلام راسخ».
وفي 6 فبراير 1982، كتب: «اتصل بيل كلارك (نائب وزير الخارجية الأميركي في حينها) ويبدو أن المشاكل تختمر في الشرق الأوسط. اسرائيل على أهبة اجتياح بسبب بناء القدرة العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية. نحاول اقناع الاسرائيليين بعدم القيام بأي خطوة ما لم يكن هناك استفزاز من نوع معين. سيعترف العالم حينها بحق اسرائيل بالرد. لكن الآن، فقدت اسرائيل الكثير من التعاطف العالمي».
وفي 14 يونيو، قال ان اجتماع مجلس الأمن القومي كان حول الوضع في لبنان «هناك احتمال بأن تتمكن الفصائل اللبنانية المختلفة من التوحد واخراج السوريين والاسرائيليين من البلاد ونزع سلاح منظمة التحرير الفلسطينية. قدّم (وزير الخارجية الأميركي حينها) الكسندر هيغ منطقاً جيداً حول المسألة برمتها. من المدهش كيف يمكنه أن يكون مقنعاً في المسائل الدولية المعقدة في حين يكون مشككاً مهووساً فيما يتعلق بالأشخاص الذين عليه التعامل معهم».
وفي 21 يونيو 1982 كتب ريغان «مهما حدث من أمور أخرى فهذا كان يوم بيغن. اجتمعت اليه ساعات طويلة بوجود سفيرينا في البداية. وكنت شديد اللهجة وواضحاً فيما اذا كانت محاولة اغتيال وحشية والتي قد تبدو ناجحة في ما بعد (أصيب السفير الاسرائيلي في لندن بالشلل نتيجتها) كانت تبرر الرد الذي حصد حياة الكثيرين في لبنان».
وذكر في 12 أغسطس 1982 أنه بعدما تلقى أنباء القصف الاسرائيلي الوحشي لبيروت الغربية الذي استمر 14 ساعة متواصلة، اتصل به خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز «وتوسل الى القيام بشيء لوقف هذه الوحشية». وأضاف: «اتصلت فوراً برئيس الوزراء بيغن وكنت غاضباً جداً وقلت له ان عليه أن يتوقف أو أن مصير مستقبل علاقتنا بالكامل معرّض للخطر. استعملت عمداً كلمة محرقة وقلت له ان رمز هذه الحرب أصحبت صورة لطفل يبلغ من العمر سبعة أشهر وقد تقطعت يداه. قال لي انه أمر بوقف القصف. وبعد 20 دقيقة اتصل بي مجددا،ً ليقول لي بأنه أمر بوقف الحصار على بيروت، وتعهّد استمرار صداقة بلدينا».
وفي 18 سبتمبر 1982 كتب ريغان عن مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا، عقب اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل «في بيروت، دخل (الرائد الراحل سعد) حداد وميليشيا الكتائب المسيحية الى مخيم لاجئين فلسطينيين وذبحوا الرجال والنساء والأطفال. لم يقم الاسرائيليون بأي شيء لوقفهم. التقيت أنا و(وزير الخارجية السابق) جورج شولتز واتفقنا على اصدار بيان قاس سلّم الى السفير الاسرائيلي في واشنطن قلنا فيه انه يوم حزين وقد يعرّض جهودنا لاحلال السلام للخطر».
وفي 22 و23 أكتوبر 1982، كتب: «نحو الساعة الثانية والنصف فجراً استيقظت على أنباء تراجيدية حول مقتل أكثر من 100 جندي من قوات المارينز في بيروت بعد ما اقتحم سائق شاحنة مفخخة مقرهم. تغيّرت كل خططنا».
وعن ايران، قال ريغان انه علم من كولن باول (رئيس هيئة الأركان السابق) أن الايرانيين أقدموا في طهران على اعتقال صحافي أميركي ومصادرة جواز سفره واتهامه بأنه عميل صهيوني «وألقوا به في السجن. انه كاثوليكي. أنا على استعداد لخطف الخميني».
ولم يستثن ريغان في مذكراته موضع الكولونيل أوليفر نورث ومسألة «ايران كونترا» التي اتهم فيها بأنه كان على استعداد لتزويد الايرانيين بأسلحة والمساعدة على هزيمة العراق. واعلن ان «المسألة كلها خيالية. قال نورث للايرانيين انه اجتمع بي في كامب ديفيد وأني على استعداد لتسليمهم الأسلحة من أجل استعادة رهائننا وأني كنت أريد أن تربح ايران في الحرب مع العراق، وأني وافقت على تزويد الايرانيين بالاستراتيجية والمعلومات الاستخبارية لمساعدتهم على هزيمة العراق». وأضاف: «التقيت في اليوم التالي بالمستشار الخاص للبيت الأبيض ديفيد أبشاير وقلت له ان هذه المعلومات خيالية بالكامل. لم يعقد اجتماع واحد مع أوليفر نورث في كامب ديفيد منذ وصولي الى البيت الأبيض».
وتناول ريغان علاقته بالرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي وصفه بأنه «رجل عظيم محب ولديه حس الفكاهة». وكتب: «من الصعب وصف الشعور الصاعق والأسى الذي تملكني لدى سماعي نبأ اغتياله. رغم أن زيارته كانت قصيرة الا أني اكتشفت بأن لدينا صداقة عميقة تربطنا». وأضاف: «أحاول أن لا أحمل ضغينة للذين اغتالوه لكني لا أقدر. ظهر القذافي مرتاحاً على شاشة التلفزيون فيما سار شعبه محتفلاً في شوارع ليبيا بموت السادات. وأذاع بياناً من الاذاعة الليبية دعا فيه لقيام حرب جهادية قبل تأكيد نبأ مقتل السادات. لا بد أن هذا البيان أعد سلفاً. بكلمات أخرى كان يعلم أن الاغتيال سيقع».