yasmeen
05-03-2007, 01:12 AM
رئيس "هيئة علماء المسلمين" السنة في العراق أكد أن »المقاومة« بخير ومستمرة حتى ينسحب المحتلون
حارث الضاري لـ "السياسة": الخطة الأمنية مسرحية هزلية لاستئصال المقاومة بدعوى مكافحة الإرهاب
أجرى الحوار- عبده الدقيشي:
\ لخص الشيخ حارث الضاري- رئيس هيئة علماء المسلمين بالعراق- انتهاء مأساة الشعب العراقي في رحيل قوات الاحتلال عنه ..ووصف الخطة الأمنية التى نفذها الاحتلال بمشاركة الحكومة العراقية بالمسرحية السياسية الهزلية .. للثأر و الانتقام واستئصال كل المعارضين للاحتلال بدعوى مقاومة الإرهاب..
وأكد في حوار ل¯ »السياسة« خلال زيارته للقاهرة أن المقاومة مازالت بخير وقوية و مستمرة في تكبيد المحتل خسائر جسيمة يوميا بل و تزداد مع الأيام عدداً وإصراراً على المضي في سبيل استعادة سيادة بلدها وحريته ووحدته واستقراره وهويته العربية الإسلامية.
وتمسك بأنه لا توجد حكومة في العراق .. وأن العراق بات يمثل سجناً واسعاً ومقبرة تلتهم الآلاف من العراقيين الذين ضمتهم المقابر نتيجة المذابح الجماعية التى ترتكبها قوات الاحتلال وقوات الحكومة المساندة لها.
وشدد على أن الحديث عن الفيدرالية يهدف لتقسيم العراق وأكد أن الحرب الأهلية لم ولن تحدث في العراق..
وأعرب عن خيبة أمله فيما خرجت به مقررات القمة العربية الأخيرة بشأن العراق.. وقال: إن الموقف العربى سلبي ويتطور من سيىء إلى أسوأ, وأبدى ترحيبه بكل دعوة تهدف إلى تحقيق المصالحة بين أبناء العراق والقضاء على الفرقة بينهم.
وفيما يلي نص الحوار:
\ بعد مرور أربعة أعوام على الاحتلال كيف ترى صورة العراق الآن ?
/ إنكم تعلمون ما يمر به العراق اليوم ويعلم العالم ما يجري وجرى في العراق بعد الاحتلال من جرائم ضد العراق أرضاً وشعباً, وهذه الجرائم ليست خافية على أحد وأجمل القول إن العراق يمر بأصعب مراحل تاريخه و بالتأكيد الأعوام الأربعة التى مرت عليه هي الأصعب في تاريخه ونسميها الأعوام العجاف وما جرى فيها من قتل وسفك لدماء الأبرياء وانتهاك للأعراض لم يحدث في تاريخ العراق- بل في تاريخ البشرية المعاصر- كل هذا يحدث بسبب الاحتلال الذي يتغنى بالديمقراطية والحرية.
\ وماذا عن دور المقاومة في صد الاعتداءات?
/ المقاومة بخير وقوية لأنها رغم عدم التكافؤ بينها وبين أعدائها فإنها مستمرة في تكبيد المحتل خسائر جسيمة يوميا.. ولعل أول ما يدل على ذلك البيانات التى يصدرها المحتل.. وبالتأكيد أن ما يصدره المحتل هو لا يمثل إلا أقل القليل مما يحدث له في الواقع من هذه المقاومة.. وهذا فضل من الله ثم هي تزداد مع الأيام عدداً وإصراراً على المضي في سبيل استعادة سيادة بلدها وحريته ووحدته واستقراره وهويته العربية الإسلامية وكل ما سلب منه.
لأن المقاومة العراقية لا تدافع لا عن العراق فقط وإنما عن شرف الأمة كلها وكرامتها ووجودها وقيمها وحضارتها وعقيدتها.
\ إلى أي مدى يتجاوب العراقيون مع كل ما تصدره الهيئة الإسلامية هناك, بيانات وتوصيات في مختلف القضايا الداخلية?
/ طبعاً الشعب العراقي يتأثر بكل ما تصدره الهيئة من بيانات ويتجاوب مع كل مواقفها السياسية, فالرافضون للاحتلال في العراق- وهم الأغلب اليوم- يتفقون مع هيئة علماء المسلمين في كل مواقفها تجاه ضرورة خروج الاحتلال الأميركي من العراق ورفض كل أساليبهم.
\ موقفكم الرافض للاحتلال الأميركي .. يعرضك للتهديد والخطر.. هل تلقيتم تهديداً بالقتل أو الاغتيال?
/ نعم تلقيت تهديدات كثيرة بالقتل والاغتيال من جهات كثيرة وهذا هو مصير كل من يعترض على وجود الاحتلال الأميركي في العراق.
\ ماذا عن الخطة الأمنية الأخيرة .. ألم تسهم في تحقيق نوع من الأمن كما تردد في بداية الإعلان عنها?
/ الخطة الأمنية هي مسرحية سياسية هزلية تتم أحداثها في العراق, ويعتمد فيها الاحتلال بالتعاون مع الحكومة على استخدام النار والحديد والطائرات والدبابات ومختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك حتى الأسلحة البيضاء التي تقطع بها أوصال العراقيين والأسلحة غير المألوفة التي تستخدم ضد السجناء في سجون الاحتلال وسجون الحكومة. و هذه المسرحية الغريبة بدأت منذ أكثر من شهرين وفرضوا فيها كل أنواع وألوان الحصار للمدن والقرى التي استمرت لأسابيع طويلة جرى خلالها عمليات اعتقال وتجويع لقرى بأكملها وتم منع كل وسائل الحياة وقطع المرافق الأساسية من غذاء وعلاج وماء وكهرباء عن المدن والقرى.. وهي حصارات لا أول لها ولا آخر و لم يشهدها تاريخ العراق بل تاريخ الإنسانية المعاصرة وذلك من قبل دعاة العولمة الإنسانية الخالية من كل مضمون إلا مضمون الشر والإرهاب والابتزاز ولذلك فان هذه الخطة الأمنية لا تعدو كونها خطة ثأرية وانتقامية من القوى والجهات الحرة المعارضة للاحتلال التى أفشلت مشروع الاحتلال.. فإن العملية الأمنية التي سكت عليها العالم وكذلك الأمة العربية, هي عملية ثأر وانتقام واستئصال لكل المعارضين للاحتلال بدعوى مقاومة الإرهاب.. ولكن أي إرهاب أكبر من هذا الذي يصنعونه في شعب العراق?
\ هم يقولون إنهم يمارسون كل هذه الأعمال لإنهاء الإرهاب العراقي فبم ترد عليهم?
/ نقول لهم إن هذه العملية الأمنية لا يقصد منها إنهاء الإرهاب لأن ما يعمل ضد أبناء الشعب العراقي هو الإرهاب بعينه فمنذ أن احتل العراق من قبل أميركا وحلفائها والشعب يعيش في هذه الدوامة ذاتها دوامة الإرهاب سواء من جنود الاحتلال أو إرهاب حلفائه أو الحكومة وأحزابها وميليشياتها. نتيجة سياستهم الحمقاء واللاإنسانية. والاجرامية والعدمية في العراق. لذلك أقول إن العراق يواجه اليوم أحلك فترات تاريخه ظلاماً وأشد فترات حياته ألماً وشقاء وحرماناً.
\ كيف ترى موقف الأمم المتحدة والحكومة العراقية مما يحدث في العراق الآن .. وما الدور الذي يجب أن تقوم به الحكومة لوقف العنف?
/ على العالم والأمم المتحدة والدول العربية أن يعلموا جيدا أنه لا توجد حكومة في العراق .. وإنما الواقع هو وجود احتلال وجهاز عسكري معزز بجيش وقوى أمن من ميليشيات أحزاب لها أجندات ومصالح خاصة, فما يصنع اليوم في العراق وما يجري في ميدان العراق من مآس ومظالم و من سفك دماء وذرف دموع وتناثر لأشلاء الأبرياء ضحايا القتل لاترضى عنه حكومة شريفة ووطنية تحب وطنها..فالعراق اليوم بات يمثل سجناً واسعاً ومقبرة تلتهم الآلاف من العراقيين الذين ضمتهم المقابر نتيجة المذابح الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال وقوات الحكومة المساندة لها والتي تشترك معها في نفس الأهداف .. ألا وهي إسكات الصوت المعارض وإنهاء مقاومة الشعب العراقي للاحتلال .. فأين الحكومة العراقية إن كانت موجودة من كل ذلك?
\ تردد وجود مفاوضات مباشرة بين المقاومة العراقية والاحتلال الأميركي لوقف العنف .. ما مدى صحة هذا الأمر?
/ سمعنا كثيرا عن مفاوضات تدور بين الاحتلال والمقاومة ولكن ما سمعناه من أطراف كثيرة أن هذه المفاوضات غير جدية.. وهذا ما صرح به أحد المسؤولين الأميركان بالعراق ..عندما أكد أن المفاوضات لم تكن جدية وأن الأطراف التي تدعي أنها تمثل المقاومة لم تكن أطرافا كاملة أو تملك القرار الفاعل في المفاوضات ..وأنا أعتقد أن هذا الكلام غيرصحيح.. إذ أن هذه المفاوضات لم تكن جدية ولكن ما أعتقده أن هذا الكلام يشيعه الاحتلال على سبيل الاختراق لهذه المقاومة أو لإطالة الأمر أو لشراء الذمم ..وأقول إن هذه المفاوضات حتى لو كانت جدية فإنها لم تنه المقاومة ما لم ينه الاحتلال احتلاله للعراق.
\ وماذا عن عمليات التهجير التي يتعرض لها العراقيون?
/ التهجير قائم على قدم وساق سواء بالترهيب أو الترغيب, وخصوصا في وسط العراق وجنوبه ..والترحيل مستمر ولذلك يشهد العراق من هذه الناحية مأساة إنسانية لم يلتفت إليها المجتمع الدولي و سبب المأساة أميركا.
\ بعض الأصوات نادت بإقامة النظام الفيدرالي بدعوى أنه نموذج مثالي لتحقيق الديمقراطية في العراق.. فما رأيكم في هذه الدعوى?
/ موضوع الفيدرالية هو مخطط الهدف منه التمهيد لموضوع تقسيم العراق.. وكان لهيئة علماء المسلمين موقف رافض لهذا الأمر وحذرنا منه ولم نكن وحدنا وإنما حذرت أطراف غربية أيضا بما فيها جهات أميركية من الفيدرالية.. وقلنا إن جذور المشكلة تكمن في دستور العراق الجديد .. ولقد انتقد بعض المسؤولين الأميركيين هذا الدستور وقالوا إن هذا الدستور يمثل لغماً للوضع العراقي ولاسيما فيما يتعلق بقضية كركوك وغيرها من القضايا التي اشتمل عليها هذا الدستور. .. ولقد كشفت الهيئة نيات الأطراف التي ألحت على تضمين الدستور هذا الأمر من خلال الأفعال التي تقوم بها هذه الأطراف في الشمال والجنوب من مظاهر تدل على سعيهم للتقسيم.
\ في ظل المعارضة القوية داخل الكونغرس الأميركي للحرب في العراق ومطالبتها لبوش بالانسحاب من العراق .. فما تعليقكم على ذلك ?
/ هذه بادرة طيبة من جانب أعضاء الكونغرس الأميركي الذين طالبوا بوش بالانسحاب من العراق ونأمل منهم أن يزيدوا من ضغطوهم أكثر حتى يتم الانسحاب أو خروج القوات المحتلة من الأراضي العراقية لأن خروج القوات الأميركية فيه مصلحة للشعبين الأميركي والعراقي لأن أبناء الشعبين هما المتضرران والخاسران من جراء هذه الحرب فحتى الآن خسر الأميركيون والعراقيون الكثير من أبنائهم وأموالهم وسالت من الطرفين الدماء والدموع فإذا استمرت هذه الحرب في العراق فستستمر هذه المأساة وسيربح فيها الآخرون .. ولا يخسر فيها إلا الأميركان والعراقيون. فنشكر كل من يطالب هذه الحكومة - سواء من أعضاء الكونغرس أو غيره من أبناء الشعب الأميركي أو اي مكان في العالم - بالجلاء عن أرض العراق ونرجو منهم أن يلحوا وأن يضغطوا في هذا الاتجاه لأنه بانتهاء مأساة العراق, تنتهي مأساة العصر الإنسانية.
\ طالب آية الله السيستاني بإعادة مساجد أهل السنة التي استولى عليها جيش المهدي في العراق فكيف تنظرون إلى هذه الدعوة?
/ نرحب بكل دعوة تهدف إلى تحقيق المصالحة بين أبناء العراق والقضاء على الفرقة بينهم ولكن بشرط أن تقترن الأقوال بالأفعال, خصوصا أننا سمعنا دعوات من قبل في هذا الاتجاه ولم يترتب عليها شيء.
/ ما المجهودات التي بذلت من حكماء العراق لوقف الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة.. وما هو مستقبل العراق في ظل الطائفية المشتعلة?
\ قمنا ومنذ الأيام الأولى لوقوع التصادمات بين أبناء العراق بوقف الفتنة.. وللحق وقف معنا أخوة خير من كل الأطياف العراقية من سنة وشيعة وأكراد ويمثلون المرجعيات لديهم واستطعنا بعون الله أن نكون موقفا موحدا لوأد هذه الفتنة التى بثها الاحتلال.. والحمد لله نجحت هذه الجهود في منع الحرب الأهلية التى يروج لها الاحتلال والمنتفعون من وجوده حيث دعينا أبناء الشعب العراقي لضبط النفس وتفويت الفرصة على الاحتلال ..وأطمئن الجميع بان الحرب الأهلية لم تحدث في العراق.
\ إذا فبم تصف ما يحدث من مصادمات واشتباكات تصل الى حد التقاتل بين الشيعة والسنة?
/ الحادث الآن هو فتنة سياسية أشعلها الاحتلال وبعض القوى الأخرى .. وعناصر الصهيونية التى لا تريد للعراق أن يستقر لتتمكن من سرقة موارده وتدميره ولا يمكن أن نطلق عليها حربا أهلية.
\ يزعم الاحتلال الأميركي ومن يناصرونه ويوالونه .. أن خروج القوات الأميركية من العراق في الوقت الراهن سيؤدي إلى نشوب حرب أهلية يترتب عليها مخاطر لا يمكن تصورها .. فما رأيكم في هذا الزعم?
/ هذا قول وادعاء كاذب فعليهم أن يرحلوا عنا وسوف لا يحدث لنا إلا الخير.. وعلى فرض أنه سيحدث في العراق شيء خطير فلن يكون أكثر مما يحدث الآن في ظل وجود القوات الأميركية وحلفائها.
\ صدر في وقت ما تصريح عن الإدارة الأميركية بأنها ستنسحب في عام 2008 فهل تعتقد في صدق مثل هذا التصريح?
/ لا نصدق أميركا وكل ما تدعيه? ولكن أقول إنها في النهاية ستنسحب اليوم أو غداً في هذا العام أو الذي بعده في النهاية ستنسحب.
\ ما تقييمكم للموقف العربى في قضية العراق?
/ الموقف العربي سلبي ويتطور من سيىء إلى أسوأ.
\ وكيف تنظرون إلى مقررات القمة العربية التي عقدت في الرياض أخيرا وهل لاقت القضية العراقية الاهتمام المطلوب.. أو خرجت بشيء مفيد وقوي للعراق?
/ الحقيقة أن مقررات القمة العربية الأخيرة جاءت مخيبة لآمال العراقيين .. فقد استبشرنا خيرا بعقد هذه القمة نظرا لعقدها بالقرب من مكة المكرمة ولأنها جمعت للمرة الأولى -أكبر عدد من الرؤساء والملوك وعقدت في ظروف عصيبة على الأمة ووسط الأوضاع المتردية في العراق وفلسطين والتي لايمكن السكوت عليها إلا أننا فوجئنا بأن بيان القمة لا يأتي بجديد ولم يشف ما في صدور الأمة حيث اشتمل البيان على الأمنيات أن يسود العراق الأمن والاستقرار والمطالبة بألا يتدخل أحد في شؤونه الداخلية وأن تقوم الحكومة بإجراء مصالحة وطنية .. مع أن جميع الحاضرين في القمة يعلمون أن الحكومة الحالية ليست جادة وأنها لا تلتزم بكثير من الاتفاقات والمصالحات الوطنية وكل ما تفعله هو فرقعة إعلامية ليس إلا, لذلك أسجل خيبة أملي وأمل كل القوى المعارضة للاحتلال من مقررات القمة العربية الأخيرة.
\ برأيكم ..ما التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية?
/ التحديات كثيرة منها السياسية والاقتصادية والفكرية وأهمها, هو التحدي العسكري, فالأمة كما تشاهد الآن تشهد أكثر من ميدان للصراع العسكري الذي تستهدف به من قبل أعدائها من الخارج فالتحدي العسكري هو لم يأت عبثاً وإنما له أهداف, منها السياسية والاقتصادية والفكرية والعقائدية والحضارية وما إلى ذلك.
\هل تتوقع أن تنفذ أميركا ضربتها الجوية ضد إيران?
/ لا أتوقع أن تكون أميركا جادة في تهديداتها ضد إيران لأن هناك مصالح وحسابات وأميركا متورطة في حربين لم تصل فيهما إلى نتيجة بعد, ولذلك لا أظن أنها يمكن أن تتورط في حرب ثالثة لا تعلم نتائجها مقدماً.
\ لكن هل ترى أن هناك دورا لإيران في العراق .. وإذا كان موجودا فما مدى تأثيره في الساحة العراقية?
/ الدور الإيراني موجود في العراق وتأثيراته كثيرة وسلبية.
\ أخيرا ما الكلمة أو الرسالة التي توجهها للأمة العربية والإسلامية في هذة الظروف التي تمرون بها?
/الدعوة إلى الله عز وجل أن يلهمهم الثبات وأن يحرك أمتنا ليدعموا اخوانهم في العراق بكل معاني الدعم التي يحتاجونها لأن إخوانهم بالعراق يواجهون عدواناً مركبا بل أكثر من 4 جهات من العدوان,هم الاحتلال وحلفاؤه والحكومة وميليشياتها وبعض القوى الخارجية التي تسعى لكي يبقى العراق على ما هو عليه من مأساة.
حارث الضاري لـ "السياسة": الخطة الأمنية مسرحية هزلية لاستئصال المقاومة بدعوى مكافحة الإرهاب
أجرى الحوار- عبده الدقيشي:
\ لخص الشيخ حارث الضاري- رئيس هيئة علماء المسلمين بالعراق- انتهاء مأساة الشعب العراقي في رحيل قوات الاحتلال عنه ..ووصف الخطة الأمنية التى نفذها الاحتلال بمشاركة الحكومة العراقية بالمسرحية السياسية الهزلية .. للثأر و الانتقام واستئصال كل المعارضين للاحتلال بدعوى مقاومة الإرهاب..
وأكد في حوار ل¯ »السياسة« خلال زيارته للقاهرة أن المقاومة مازالت بخير وقوية و مستمرة في تكبيد المحتل خسائر جسيمة يوميا بل و تزداد مع الأيام عدداً وإصراراً على المضي في سبيل استعادة سيادة بلدها وحريته ووحدته واستقراره وهويته العربية الإسلامية.
وتمسك بأنه لا توجد حكومة في العراق .. وأن العراق بات يمثل سجناً واسعاً ومقبرة تلتهم الآلاف من العراقيين الذين ضمتهم المقابر نتيجة المذابح الجماعية التى ترتكبها قوات الاحتلال وقوات الحكومة المساندة لها.
وشدد على أن الحديث عن الفيدرالية يهدف لتقسيم العراق وأكد أن الحرب الأهلية لم ولن تحدث في العراق..
وأعرب عن خيبة أمله فيما خرجت به مقررات القمة العربية الأخيرة بشأن العراق.. وقال: إن الموقف العربى سلبي ويتطور من سيىء إلى أسوأ, وأبدى ترحيبه بكل دعوة تهدف إلى تحقيق المصالحة بين أبناء العراق والقضاء على الفرقة بينهم.
وفيما يلي نص الحوار:
\ بعد مرور أربعة أعوام على الاحتلال كيف ترى صورة العراق الآن ?
/ إنكم تعلمون ما يمر به العراق اليوم ويعلم العالم ما يجري وجرى في العراق بعد الاحتلال من جرائم ضد العراق أرضاً وشعباً, وهذه الجرائم ليست خافية على أحد وأجمل القول إن العراق يمر بأصعب مراحل تاريخه و بالتأكيد الأعوام الأربعة التى مرت عليه هي الأصعب في تاريخه ونسميها الأعوام العجاف وما جرى فيها من قتل وسفك لدماء الأبرياء وانتهاك للأعراض لم يحدث في تاريخ العراق- بل في تاريخ البشرية المعاصر- كل هذا يحدث بسبب الاحتلال الذي يتغنى بالديمقراطية والحرية.
\ وماذا عن دور المقاومة في صد الاعتداءات?
/ المقاومة بخير وقوية لأنها رغم عدم التكافؤ بينها وبين أعدائها فإنها مستمرة في تكبيد المحتل خسائر جسيمة يوميا.. ولعل أول ما يدل على ذلك البيانات التى يصدرها المحتل.. وبالتأكيد أن ما يصدره المحتل هو لا يمثل إلا أقل القليل مما يحدث له في الواقع من هذه المقاومة.. وهذا فضل من الله ثم هي تزداد مع الأيام عدداً وإصراراً على المضي في سبيل استعادة سيادة بلدها وحريته ووحدته واستقراره وهويته العربية الإسلامية وكل ما سلب منه.
لأن المقاومة العراقية لا تدافع لا عن العراق فقط وإنما عن شرف الأمة كلها وكرامتها ووجودها وقيمها وحضارتها وعقيدتها.
\ إلى أي مدى يتجاوب العراقيون مع كل ما تصدره الهيئة الإسلامية هناك, بيانات وتوصيات في مختلف القضايا الداخلية?
/ طبعاً الشعب العراقي يتأثر بكل ما تصدره الهيئة من بيانات ويتجاوب مع كل مواقفها السياسية, فالرافضون للاحتلال في العراق- وهم الأغلب اليوم- يتفقون مع هيئة علماء المسلمين في كل مواقفها تجاه ضرورة خروج الاحتلال الأميركي من العراق ورفض كل أساليبهم.
\ موقفكم الرافض للاحتلال الأميركي .. يعرضك للتهديد والخطر.. هل تلقيتم تهديداً بالقتل أو الاغتيال?
/ نعم تلقيت تهديدات كثيرة بالقتل والاغتيال من جهات كثيرة وهذا هو مصير كل من يعترض على وجود الاحتلال الأميركي في العراق.
\ ماذا عن الخطة الأمنية الأخيرة .. ألم تسهم في تحقيق نوع من الأمن كما تردد في بداية الإعلان عنها?
/ الخطة الأمنية هي مسرحية سياسية هزلية تتم أحداثها في العراق, ويعتمد فيها الاحتلال بالتعاون مع الحكومة على استخدام النار والحديد والطائرات والدبابات ومختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك حتى الأسلحة البيضاء التي تقطع بها أوصال العراقيين والأسلحة غير المألوفة التي تستخدم ضد السجناء في سجون الاحتلال وسجون الحكومة. و هذه المسرحية الغريبة بدأت منذ أكثر من شهرين وفرضوا فيها كل أنواع وألوان الحصار للمدن والقرى التي استمرت لأسابيع طويلة جرى خلالها عمليات اعتقال وتجويع لقرى بأكملها وتم منع كل وسائل الحياة وقطع المرافق الأساسية من غذاء وعلاج وماء وكهرباء عن المدن والقرى.. وهي حصارات لا أول لها ولا آخر و لم يشهدها تاريخ العراق بل تاريخ الإنسانية المعاصرة وذلك من قبل دعاة العولمة الإنسانية الخالية من كل مضمون إلا مضمون الشر والإرهاب والابتزاز ولذلك فان هذه الخطة الأمنية لا تعدو كونها خطة ثأرية وانتقامية من القوى والجهات الحرة المعارضة للاحتلال التى أفشلت مشروع الاحتلال.. فإن العملية الأمنية التي سكت عليها العالم وكذلك الأمة العربية, هي عملية ثأر وانتقام واستئصال لكل المعارضين للاحتلال بدعوى مقاومة الإرهاب.. ولكن أي إرهاب أكبر من هذا الذي يصنعونه في شعب العراق?
\ هم يقولون إنهم يمارسون كل هذه الأعمال لإنهاء الإرهاب العراقي فبم ترد عليهم?
/ نقول لهم إن هذه العملية الأمنية لا يقصد منها إنهاء الإرهاب لأن ما يعمل ضد أبناء الشعب العراقي هو الإرهاب بعينه فمنذ أن احتل العراق من قبل أميركا وحلفائها والشعب يعيش في هذه الدوامة ذاتها دوامة الإرهاب سواء من جنود الاحتلال أو إرهاب حلفائه أو الحكومة وأحزابها وميليشياتها. نتيجة سياستهم الحمقاء واللاإنسانية. والاجرامية والعدمية في العراق. لذلك أقول إن العراق يواجه اليوم أحلك فترات تاريخه ظلاماً وأشد فترات حياته ألماً وشقاء وحرماناً.
\ كيف ترى موقف الأمم المتحدة والحكومة العراقية مما يحدث في العراق الآن .. وما الدور الذي يجب أن تقوم به الحكومة لوقف العنف?
/ على العالم والأمم المتحدة والدول العربية أن يعلموا جيدا أنه لا توجد حكومة في العراق .. وإنما الواقع هو وجود احتلال وجهاز عسكري معزز بجيش وقوى أمن من ميليشيات أحزاب لها أجندات ومصالح خاصة, فما يصنع اليوم في العراق وما يجري في ميدان العراق من مآس ومظالم و من سفك دماء وذرف دموع وتناثر لأشلاء الأبرياء ضحايا القتل لاترضى عنه حكومة شريفة ووطنية تحب وطنها..فالعراق اليوم بات يمثل سجناً واسعاً ومقبرة تلتهم الآلاف من العراقيين الذين ضمتهم المقابر نتيجة المذابح الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال وقوات الحكومة المساندة لها والتي تشترك معها في نفس الأهداف .. ألا وهي إسكات الصوت المعارض وإنهاء مقاومة الشعب العراقي للاحتلال .. فأين الحكومة العراقية إن كانت موجودة من كل ذلك?
\ تردد وجود مفاوضات مباشرة بين المقاومة العراقية والاحتلال الأميركي لوقف العنف .. ما مدى صحة هذا الأمر?
/ سمعنا كثيرا عن مفاوضات تدور بين الاحتلال والمقاومة ولكن ما سمعناه من أطراف كثيرة أن هذه المفاوضات غير جدية.. وهذا ما صرح به أحد المسؤولين الأميركان بالعراق ..عندما أكد أن المفاوضات لم تكن جدية وأن الأطراف التي تدعي أنها تمثل المقاومة لم تكن أطرافا كاملة أو تملك القرار الفاعل في المفاوضات ..وأنا أعتقد أن هذا الكلام غيرصحيح.. إذ أن هذه المفاوضات لم تكن جدية ولكن ما أعتقده أن هذا الكلام يشيعه الاحتلال على سبيل الاختراق لهذه المقاومة أو لإطالة الأمر أو لشراء الذمم ..وأقول إن هذه المفاوضات حتى لو كانت جدية فإنها لم تنه المقاومة ما لم ينه الاحتلال احتلاله للعراق.
\ وماذا عن عمليات التهجير التي يتعرض لها العراقيون?
/ التهجير قائم على قدم وساق سواء بالترهيب أو الترغيب, وخصوصا في وسط العراق وجنوبه ..والترحيل مستمر ولذلك يشهد العراق من هذه الناحية مأساة إنسانية لم يلتفت إليها المجتمع الدولي و سبب المأساة أميركا.
\ بعض الأصوات نادت بإقامة النظام الفيدرالي بدعوى أنه نموذج مثالي لتحقيق الديمقراطية في العراق.. فما رأيكم في هذه الدعوى?
/ موضوع الفيدرالية هو مخطط الهدف منه التمهيد لموضوع تقسيم العراق.. وكان لهيئة علماء المسلمين موقف رافض لهذا الأمر وحذرنا منه ولم نكن وحدنا وإنما حذرت أطراف غربية أيضا بما فيها جهات أميركية من الفيدرالية.. وقلنا إن جذور المشكلة تكمن في دستور العراق الجديد .. ولقد انتقد بعض المسؤولين الأميركيين هذا الدستور وقالوا إن هذا الدستور يمثل لغماً للوضع العراقي ولاسيما فيما يتعلق بقضية كركوك وغيرها من القضايا التي اشتمل عليها هذا الدستور. .. ولقد كشفت الهيئة نيات الأطراف التي ألحت على تضمين الدستور هذا الأمر من خلال الأفعال التي تقوم بها هذه الأطراف في الشمال والجنوب من مظاهر تدل على سعيهم للتقسيم.
\ في ظل المعارضة القوية داخل الكونغرس الأميركي للحرب في العراق ومطالبتها لبوش بالانسحاب من العراق .. فما تعليقكم على ذلك ?
/ هذه بادرة طيبة من جانب أعضاء الكونغرس الأميركي الذين طالبوا بوش بالانسحاب من العراق ونأمل منهم أن يزيدوا من ضغطوهم أكثر حتى يتم الانسحاب أو خروج القوات المحتلة من الأراضي العراقية لأن خروج القوات الأميركية فيه مصلحة للشعبين الأميركي والعراقي لأن أبناء الشعبين هما المتضرران والخاسران من جراء هذه الحرب فحتى الآن خسر الأميركيون والعراقيون الكثير من أبنائهم وأموالهم وسالت من الطرفين الدماء والدموع فإذا استمرت هذه الحرب في العراق فستستمر هذه المأساة وسيربح فيها الآخرون .. ولا يخسر فيها إلا الأميركان والعراقيون. فنشكر كل من يطالب هذه الحكومة - سواء من أعضاء الكونغرس أو غيره من أبناء الشعب الأميركي أو اي مكان في العالم - بالجلاء عن أرض العراق ونرجو منهم أن يلحوا وأن يضغطوا في هذا الاتجاه لأنه بانتهاء مأساة العراق, تنتهي مأساة العصر الإنسانية.
\ طالب آية الله السيستاني بإعادة مساجد أهل السنة التي استولى عليها جيش المهدي في العراق فكيف تنظرون إلى هذه الدعوة?
/ نرحب بكل دعوة تهدف إلى تحقيق المصالحة بين أبناء العراق والقضاء على الفرقة بينهم ولكن بشرط أن تقترن الأقوال بالأفعال, خصوصا أننا سمعنا دعوات من قبل في هذا الاتجاه ولم يترتب عليها شيء.
/ ما المجهودات التي بذلت من حكماء العراق لوقف الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة.. وما هو مستقبل العراق في ظل الطائفية المشتعلة?
\ قمنا ومنذ الأيام الأولى لوقوع التصادمات بين أبناء العراق بوقف الفتنة.. وللحق وقف معنا أخوة خير من كل الأطياف العراقية من سنة وشيعة وأكراد ويمثلون المرجعيات لديهم واستطعنا بعون الله أن نكون موقفا موحدا لوأد هذه الفتنة التى بثها الاحتلال.. والحمد لله نجحت هذه الجهود في منع الحرب الأهلية التى يروج لها الاحتلال والمنتفعون من وجوده حيث دعينا أبناء الشعب العراقي لضبط النفس وتفويت الفرصة على الاحتلال ..وأطمئن الجميع بان الحرب الأهلية لم تحدث في العراق.
\ إذا فبم تصف ما يحدث من مصادمات واشتباكات تصل الى حد التقاتل بين الشيعة والسنة?
/ الحادث الآن هو فتنة سياسية أشعلها الاحتلال وبعض القوى الأخرى .. وعناصر الصهيونية التى لا تريد للعراق أن يستقر لتتمكن من سرقة موارده وتدميره ولا يمكن أن نطلق عليها حربا أهلية.
\ يزعم الاحتلال الأميركي ومن يناصرونه ويوالونه .. أن خروج القوات الأميركية من العراق في الوقت الراهن سيؤدي إلى نشوب حرب أهلية يترتب عليها مخاطر لا يمكن تصورها .. فما رأيكم في هذا الزعم?
/ هذا قول وادعاء كاذب فعليهم أن يرحلوا عنا وسوف لا يحدث لنا إلا الخير.. وعلى فرض أنه سيحدث في العراق شيء خطير فلن يكون أكثر مما يحدث الآن في ظل وجود القوات الأميركية وحلفائها.
\ صدر في وقت ما تصريح عن الإدارة الأميركية بأنها ستنسحب في عام 2008 فهل تعتقد في صدق مثل هذا التصريح?
/ لا نصدق أميركا وكل ما تدعيه? ولكن أقول إنها في النهاية ستنسحب اليوم أو غداً في هذا العام أو الذي بعده في النهاية ستنسحب.
\ ما تقييمكم للموقف العربى في قضية العراق?
/ الموقف العربي سلبي ويتطور من سيىء إلى أسوأ.
\ وكيف تنظرون إلى مقررات القمة العربية التي عقدت في الرياض أخيرا وهل لاقت القضية العراقية الاهتمام المطلوب.. أو خرجت بشيء مفيد وقوي للعراق?
/ الحقيقة أن مقررات القمة العربية الأخيرة جاءت مخيبة لآمال العراقيين .. فقد استبشرنا خيرا بعقد هذه القمة نظرا لعقدها بالقرب من مكة المكرمة ولأنها جمعت للمرة الأولى -أكبر عدد من الرؤساء والملوك وعقدت في ظروف عصيبة على الأمة ووسط الأوضاع المتردية في العراق وفلسطين والتي لايمكن السكوت عليها إلا أننا فوجئنا بأن بيان القمة لا يأتي بجديد ولم يشف ما في صدور الأمة حيث اشتمل البيان على الأمنيات أن يسود العراق الأمن والاستقرار والمطالبة بألا يتدخل أحد في شؤونه الداخلية وأن تقوم الحكومة بإجراء مصالحة وطنية .. مع أن جميع الحاضرين في القمة يعلمون أن الحكومة الحالية ليست جادة وأنها لا تلتزم بكثير من الاتفاقات والمصالحات الوطنية وكل ما تفعله هو فرقعة إعلامية ليس إلا, لذلك أسجل خيبة أملي وأمل كل القوى المعارضة للاحتلال من مقررات القمة العربية الأخيرة.
\ برأيكم ..ما التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية?
/ التحديات كثيرة منها السياسية والاقتصادية والفكرية وأهمها, هو التحدي العسكري, فالأمة كما تشاهد الآن تشهد أكثر من ميدان للصراع العسكري الذي تستهدف به من قبل أعدائها من الخارج فالتحدي العسكري هو لم يأت عبثاً وإنما له أهداف, منها السياسية والاقتصادية والفكرية والعقائدية والحضارية وما إلى ذلك.
\هل تتوقع أن تنفذ أميركا ضربتها الجوية ضد إيران?
/ لا أتوقع أن تكون أميركا جادة في تهديداتها ضد إيران لأن هناك مصالح وحسابات وأميركا متورطة في حربين لم تصل فيهما إلى نتيجة بعد, ولذلك لا أظن أنها يمكن أن تتورط في حرب ثالثة لا تعلم نتائجها مقدماً.
\ لكن هل ترى أن هناك دورا لإيران في العراق .. وإذا كان موجودا فما مدى تأثيره في الساحة العراقية?
/ الدور الإيراني موجود في العراق وتأثيراته كثيرة وسلبية.
\ أخيرا ما الكلمة أو الرسالة التي توجهها للأمة العربية والإسلامية في هذة الظروف التي تمرون بها?
/الدعوة إلى الله عز وجل أن يلهمهم الثبات وأن يحرك أمتنا ليدعموا اخوانهم في العراق بكل معاني الدعم التي يحتاجونها لأن إخوانهم بالعراق يواجهون عدواناً مركبا بل أكثر من 4 جهات من العدوان,هم الاحتلال وحلفاؤه والحكومة وميليشياتها وبعض القوى الخارجية التي تسعى لكي يبقى العراق على ما هو عليه من مأساة.