المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رنة موبايلك تكشف شخصيتك .....بحبك يا حمار و777 الأكثر رواجا



زوربا
05-02-2007, 07:18 AM
تحقيق: محمد حنفي


يعتقد البعض أن الوظيفة الوحيدة لرنة الهاتف المحمول هي تنبيهنا إلى اتصال قادم، لكن الحقيقة أن رنة الهاتف المحمول تتعدى هذه الوظيفة بكثير. فعندما تصبح هذه الرنة أهم من الهاتف نفسه لدى البعض، فهذا يعني انها تحمل الكثير من المدلولات الاجتماعية والنفسية. ليس غريبا إذن أن هناك من يؤكد أن هذه الرنة تفضح شخصيتك وتكشف عما بداخلها: حزين، سعيد، مكتئب، لديك نقص تحاول تعويضه بلفت الانتباه، متدين، متحرر، متمرد.. نغمات المحمول تقول كل ذلك وأكثر.

لا يوجد وصف لهذا الطوفان من نغمات المحمول التي نسمعها يوميا في كل مكان: في البيت والعمل والشارع، وحتى المسجد الذي لا تردع فيه لافتات تطلب بأدب من المصلين إغلاق الهاتف أو تحويله إلى الوضع الصامت نغمات المحمول من الانطلاق، وقد يكون أقرب وصف هو 'الفوضى' بعد أن تحول الأمر إلى فوضى موسيقية عارمة.
فقد أصبح من الشائع في حياتنا اليومية أنه يمكننا أن نستمع في مكان واحد لا يتعدى أمتارا قليلة إلى كوكتيل من هذه الفوضى: نغمة أغنية 'رجب' لهيفاء وهبي، تتداخل معها نغمة رومانسية للمطربة الفرنسية سيلين ديون، تطغى عليها نغمة شاذة لشعبان عبد الرحيم، ثم تسمع نغمة ذات طابع ديني لسامي يوسف، فإذا بنغمة 'صوصوة' تطغى عليها، ثم تقتحم أذنيك نغمة كلب 'يهوهو'.. ماذا نسمي هذا سوى الفوضى؟
زبائن الرنات
في أحد محلات الهاتف كان الزحام يسيطر على المكان، البعض يسأل عن أحد الموديلات، والبعض الأخر يسأل عن أخر إكسسوارات الهاتف، بينما الفريق الثالث كان يسأل عن الغريب والعجيب في عالم الرنات، هذا الفريق الثالث كوكتيل عجيب من البشر: مراهقون وآسيويون وصعايدة وشباب لهم لحى وفتيات وربات بيوت.
سألت خالد الفهد صاحب المحل عن هذا العالم الصاخب المسمى بعالم الرنات فقال:
زبائن رنات المحمول أصبحوا أكثر من الزبائن الذين يبحثون عن الهاتف نفسه، حتى تحول الأمر إلى ما يشبه الحمى. فبعض الشباب يغيرون رنات هاتفهم كل يوم، ويأتون يوميا للسؤال عن كل ما هو جديد وغير مألوف. وعلى رغم أن الإنترنت تنافسنا اليوم في تحميل رنات المحمول، إلا أن البعض يستسهل الحصول عليها من محلات الهاتف، حيث يتراوح سعر الرنة الواحدة بين ربع ونصف دينار، ويمكن أن تحصل على باقة من الرنات بدينار واحد.
ويؤكد الفهد أن زبائن الرنات من الجنسين ومن كل الأعمار ومن مختلف الاتجاهات الفكرية.
أما عن أشهر الرنات رواجا فيحدد لنا الفهد أكثرها طلبا اليوم:
نغمات أغنيات المطرب سعد الصغير مثل 'بحبك يا حمار' و'العنب' و'حمرة يا قوطة' تلقى رواجا كبيرا، أيضا هناك نغمة الطوارئ 777 التي تجد رواجا بين المراهقين، وأصوات الحيوانات، وهناك النغمات ذات الطابع الديني بصوت سامي يوسف ومشاري العفاسي.
لكل جنسية رنة
أما ماجدة عبد اللطيف، وهي مديرة محل هواتف منذ 10 أعوام، فترى أن شخصيتك وثقافتك وكذلك جنسيتك هي التي تحدد نوع الرنة التي تستهويك، تقول:
في الكويت مجتمع متنوع يضم عشرات الجنسيات، وبالتالي نجد أن لكل جنسية نغمات معينة تستهويها. الكويتيون مثلا يقبلون على نغمات الأغنيات الخليجية مثل نوال والرويشد ونبيل شعيل وعبد الكريم عبد القادر بالنسبة للناضجين أما الشباب المراهق فيقبل على رنات أغنيات فرقة ميامي وأحمد حسين وبشار الشطي وحمود ناصر.
بينما نجد أن رنات أغنيات فيروز توحد بين السوريين واللبنانيين، ويهوى المصريون رنات أغنيات أم كلثوم التي تحتل المركز الأول، ولا تنافسها سوى أغنيات سعد الصغير وشعبان عبد الرحيم، بينما يقبل الصعايدة على رنات الأغنيات الشعبية. أما الجنسيات الآسيوية فتقبل على رنات الأغنيات الهندية.
وبحكم خبرتها الطويلة تؤكد ماجدة عبد اللطيف أن رنة الهاتف تكون مؤشرا على شخصية صاحبها في أحيان كثيرة، تقول:
من خلال تعاملي الطويل مع الزبائن أجد أن هناك شبها كبيرا بين الرنة وصاحب الهاتف. مثلا نجد أن الأزواج الرومانسيين يطلبون دائما نغمات من الموسيقى الكلاسيكية، والمتدينون لا يتنازلون عن الرنات ذات الطابع الديني مثل الأذان وآيات القرآن والتواشيح الدينية، بينما يبحث المراهقون دائما عن الرنات غير المألوفة. لكن هناك فئة قليلة لا تغير رنات الهاتف وتتمسك بالرنات الأصلية.

رنة هاتفك تفضحك

الاستشاري النفسي والاجتماعي حسن الموسوي يرى أن رنات الهاتف المحمول مؤشر جيد للدلالة على شخصية الفرد:
هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تعطي دلالة على شخصية المرء وتعكس ما في داخله من أفكار ومشاعر ومعتقدات. فهناك طريقة الكلام والمظهر، إذ يمكنك أن تتنبأ بشخصية من أمامك من خلال طريقة كلامه أو طريقة لبسه، وربما يمكن أن نضيف رنة الهاتف المحمول الذي أصبح أحد أهم الأدوات التي يتعلق بها الإنسان في العصر الحديث. والعديد من دراسات علم النفس وحتى الدراسات التي تتعلق بنفسية المستهلك دخلت هذه المنطقة وتحاول أن تجد العلاقة بين شخصية الفرد ورنة هاتفه المحمول.
فعلى سبيل المثال نجد أن الرنات المفضلة لدى الغالبية العظمى من الرجال تسيطر عليها الحركة والقوة والرنين العالي، بينما تستهوي السيدات الرنات الهادئة والرومانسية ذات الصوت المنخفض. ويمكن أن تشير رنات الهاتف إلى أن هناك اضطرابا ما في تفكير بعض الأشخاص، خاصة من المراهقين، حيث نجد أنهم يسعون من خلال رناتهم إلى لفت الانتباه، وهي تعبر عن تمرد يجسد هذه الفترة الفائرة.
تعبير صارخ عن الفوضى
ويشير الموسوي إلى أن رنات الهاتف المحمول تعبير صارخ عن الفوضى التي تعتري حياتنا، يقول:
الفوضى التي تجتاح حياتنا بسبب رنات الهاتف المحمول تعتبر تجسيدا صارخا للتلوث السمعي والفوضى التي تعتري حياتنا اليومية. وعلى رغم أن البعض قد يجد فيها تعبيرا عن التعامل مع التكنولوجيا وتعبيرا عن حب التجديد، فإنها مثال واضح على التوتر التي يعيشه الكثيرون. فالبعض قد يجد في رنة الهاتف نوعا من التعبير عن الحنين إلى الوطن، والبعض قد يرى فيها سلوى للرومانسية التي فقدناها في خضم الحياة اليومية السريعة، والبعض يرى فيها مجرد وسيلة لملء الفراغ وتغيير الرتابة التي تسيطر على حياته، لكن الأهم أن فوضى رنات الهاتف تعبر أيضا عن انعدام ثقافة احترام حرية الآخرين، حيث تجتاح نغمات الآخرين المزعجة أذنيك في كل مكان، وكأن الآخر يرسل إليك رسالة بأنه لا يحترم حريتك في عدم السماع.

حزين أم سعيد؟ .. قلق أم مستقر؟
رنات الهاتف الأصلية: شخصية تقليدية لا تحب التغيير وتتعامل مع الأمور بكثير من الواقعية.
الرنات ذات الطابع الديني: شخصية متمسكة بالعادات والتقاليد.
الرنات الحزينة: شخصية مكتئبة.
الرنات الرومانسية: شخصية حساسة يحتمل أن تكون واقعة تحت تأثير علاقة عاطفية.
الرنات الضاحكة: شخصية كوميدية تعشق الضحك والمرح.
الرنات النادرة وغير المألوفة: شخصية نرجسية.
الرنات الأجنبية: شخصية منفتحة على الآخرين.
الرنات الدائمة التغير: شخصية قلقة وغير مستقرة.
الرنات المجنونة: شخصية مراهقة وغير ناضجة تسعى إلى لفت انتباه الآخرين.
رنات قصائد الشعر: شخصية مثقفة وحالمة.