المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابتسامة المترجم الأفغاني القتيل قبيل خنقه



سمير
04-28-2007, 09:47 PM
دانييلي ماستروجياكومو، «لا ريبوبليكا» الإيطالية


بقي صديقي أجمل نقشبندي، مترجمي الأفغاني، مصعوقاً وأنا أقفز أمامه فرِحاً بوعد إطلاق سراحنا، والسلاسل تعضّ كاحليّ، قبل أن يحيّيني بابتسامة خجولة. وكان جاء حاجي لالاي، الساعد الأيمن للملا دادالله، الزعيم الذي يتولى «إدارة» عملية اختطافنا منذ أسبوعين. ونظر المسؤول من النافذة الصغيرة لزنزانتنا، وهو يزف إلينا (بالإنكليزية) «أخباراً جيدة، أخباراً جيدة. استعدّوا، في غضون ساعتين نطلق سراحكم». فعانقت صديقي بشدة. وسالت دموعنا على وجهينا المتسخين بالتراب والغبار. وأخذ أجمل يرتجف وينتحب، وهو يهزّ رأسه كمن لا يريد تصديق الخبر، وخوفاً من أن يخيب فأله مرة أخرى. فسبق أن خبرنا هذا من قبل، وقد نخبره مرة أخرى.

وكان لأجمل نقشبندي (23 سنة) شقيقتان وثلاثة أشقاء. ومضى على زواجه سبعة أشهر. وتعود معرفتي به الى 2001، حين حضر الى القاعدة العسكرية الإيطالية، على الطريق الى جلال آباد، واقترح العمل مترجماً فورياً. وكان بشوشاً، ممتلئ الجسم، مستدير الوجه، لحيته مشذبة، ومروّسة الطرف. وكان يبدو متفلسفاً ومتحذلقاً بعض الشيء، يتكلّم الإنكليزية التي تعلّمها في باكستان، في سنوات المنفى وإبان الحرب الأهلية الطويلة، بطلاقة. وكان حلمه أن يصير صحافياً.

وفي زنزانتنا، ظل أجمل مرتاباً متشككاً، لا يصدّق ما قاله المسؤول حاجي لالاي، حتى بعد تخليتهم سراحنا. وأخذ سجانونا، وهم شبان في العشرين من العمر، يتوافدون الى الزنزانة، ويقفزون فرحاً. وقبّلونا، وشدوا على أيدينا، مرددين (بالإنكليزية): «أحرار، أحرار، أنتم أحرار». وتعاونوا على فك سلاسلنا، بل كسرها، بعد أن ضيعوا المفاتيح في الصحراء. وبدأوا بأجمل. وفي طويتهم كانوا فرحين بإطلاقنا، فأعفاهم إخلاؤنا من قتلنا. وهم كانوا ليفعلون ذلك من غير تردد. فهم مقاتلون متعصبون ومتزمتون. وأخيراً، نجحوا في كسر سلاسل المترجم. فباعد أجمال ساقيه، وأخذ يقفز ويمشي بخطى واسعة الى الفناء الخارجي، بينما كانوا يعالجون سلاسلي. ثم استعجلهم قائد العصابة زاعقاً: «يجب أن ننطلق».

وفي قلب غرامزر، جنوب إقليم هلمند، وهو بؤرة بلاد طالبان، كانت عربتان في انتظارنا. فدفعوني الى إحداهما. والتفتّ أومئ بيدي وداعاً لأجمل الذي ردّ سلامي، أخيراً، وابتسم. ثم صرخ بالإنكليزية: «نلتقي في كابول، وربما في إيطاليا». ورأيته بطرف عيني يركب العربة الثانية. فسألت عن مكان إطلاقه، إلا أن جواب حاجي بقي غامضاً: «سنسلّمه الى أصدقاء آخرين». فاستبد بي القلق لعلمي أن إجراءات التسريح هي الأشد خطراً. ولكنني كنت سعيداً برجوعنا الى ديارنا، معاً. ومذ ذاك، لم أرَ صديقي الذي توارى في جحر طالبان الأسود. فأخلي، ثم اختطف رهينة بين يدي عصابة الملا دادالله. وربما ضرب، واستجوب وعذّب مرة ثانية، وهُدّد بالقتل ثم أعدم ذبحاً. وكان ذلك في 8 نيسان (ابريل)، يوم عيد الفصح، بعد الظهر وقبل صلاة العصر. ووصفت طالبان، في بيان صحافي، ما جرى بـ «دقة»، فقالت: تُلي الحكم الإلهي واستقبلته حناجر المجاهدين بالتهليل. وبعدها، رُبطت يداه، وعُصبت عيناه، وجرّته أربعة سواعد في الرمال، وخنقته، ثم ذبحته سكين، وأمعنت في حزّ العنق من الأمام والخلف الى أن فصلت رأسه.

وهو عمل وحشي مفجع، وقتل جائر ومجاني وجبان.

«لا ريبوبليكا» الإيطالية، 9/4/2007

أمير الدهاء
09-29-2007, 01:28 AM
الله يرحمه
ضحية من ضحايا التطرف الديني
انا لله وانا اليه راجعون

سلسبيل
12-23-2007, 08:09 AM
وحشية لا تقارن حتى بقانون الغاب
انها وحشية الجهلاء الذين نزعت الرحمة من قلوبهم