زوربا
04-28-2007, 07:03 AM
كتب:جابر سيد خلف البهبهاني
سألناه لماذا انت على عجلة من أمرك للعودة إلى الكويت؟ فأجاب: لقد اشتقت للكويت وللأحبة من الولد والأهل والإخوان، واشعر أني بدأت اشكل عبئا على زوجتي أم حسين وعلى ابنائي عمار وصادق فهم برفقتي ويعملون على رعايتي ولم يفارقوني منذ أكثر من أربعة اشهر.
المرض بحد ذاته يشكل معاناة للانسان العادي ولكن هذه المعاناة تزداد للإنسان المفعم بالنشاط والحيوية وذي الحركة الدائمة، يسعى في ذلك لأن يكون خادما مخلصا لدينة وابناً بارا لوطنه، ومن أجل هذا تجده ينتقل من موقع لآخر يبحث فيها عن مواطن الخير، فإن وجدها لا يهدأ له بل ولا تستكين له نفس حتى يكون له فيها نصيب، والانسان الذي يحب الناس وينفتح عليهم ولا يتوانى في قضاء حوائجهم وحل مشاكلهم فإنه من الطبيعي أن يشعر بالوحشة والاشتياق اليهم اذا حال بينه وبينهم عارض يحول دون لقياهم، ومثله في هذا كمثل الطير الذي اعتاد على الطيران في الفضاء الفسيح، وفجأة يجد نفسه مقيدا ومحجوزاً في مكان ضيق.
عمل طوال حياته خادما مخلصا لدينه فوثقت به المراجع الدينية والعلماء واهل الخير ففتح الله سبحانه على يده الكثير من المشاريع والمؤسسات الخيرية وسعى جاداً لأن يكون ابنا بارا لوطنه فكان له خير سفير وفعل ما عجز السفراء عن فعله، احب الناس فأحبوه وتقرب اليهم فلجأوا إليه في ملماتهم وشدائدهم، وانفتح عليهم فافضوا اليه مشاكلهم واسرارهم فكان هو البلسم لها، واذا لم يشد الرحال لشخصية مثل هذه عند مرضه فإلى من يشد الرحال إذن؟ في الاسبوع الماضي شددنا الرحال انا واخي العزيز سماحة الشيخ علي حسن إلى لندن خصيصا لزيارة العم كاظم عبدالحسين في إحدى المستشفيات هناك، وذلك عرفانا منا بالدور البارز والمميز الذي قام به في المجالات الدينية والوطنية والاجتماعية، وهذا اقل ما يمكن عمله لشخصية مثل هذه أول ما رآنا عند دخولنا عليه المستشفى أغرورقت عيناه بالدموع وذلك أولا فرحا بلقيانا بعد انقطاع دام أكثر من اربعة أشهر وثانيا حزنا وتحسرا على اموره العبادية التي يؤديها ولكنها ليست كما السابق فللضرورة احكام.
كنا في عرفات حج هذا العام عندما داهمته الملاريا الثانية ولكن هذه المرة صاحبها التهاب رئوي نقل على اثرها إلى الكويت قبل اتمام مناسك الحج وفي الكويت دخل في غيبوبة فنقل إلى فرنسا لمستشفى متخصص بهذه الأنواع من الأمراض والحمد لله، ان منّ عليه بالشفاء فيها، وهو حاليا يخضع للعلاج الطبيعي في لندن لإعادة تأهيل عضلاته التي اصابها الوهن نتيجة المرض الذي داهمه، والإرادة القوية التي يتمتع بها العم كاظم تدفعه إلى الاستعجال وتخطي تدرج العلاج الطبيعي والاطباء ينصحونه بعدم القيام بذلك لأنه سوف يكون له نتائج سلبية على صحته العامة.
واما الملاريا الأولى فقد داهمته في إحدى سفراته الى القارة السوداء في بداية الثمانينات وقد اخبره الطبيب في وقتها انها من أشد الانواع، وهي عادة ما تعود إلى المصاب بعد فترة من الزمن وهذا ما كان، وافريقيا هي إحدى المواقع التي بحث فيها عن مواطن الخير فوجد فيها الكثير على المستوى المعيشي والصحي والتعليمي والديني، فكان سببا في تأسيس العديد من المشاريع بتبرعات أهل الخير في الكويت جزاهم الله خيرا، وقد حرص ان يضع اسم الكويت على كل هذه المشاريع وفاءً لها. وهو دائم التردد عليها ومعه رفيق دربه الأخ الفاضل رضا غضنفر «بوفيصل» لمتابعة المشاريع التي تبرع بها أهل الخير من باب الأمانة التي وثق بها المتبرعون، واستمر على هذا الحال حتى وقت قريب مصرا عليه رغم اعتلال صحته وضعف قوته كان اخرها قبيل حج هذا العام وقد تعرض فيها للسطو والاعتداء عليه بالضرب.
ومن هذا المقال ادعو كل من يحب هذا الانسان ان يرفع يديه بالدعاء ويقرأ الآية الكريمة (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) ثم ينادي يا الله عشرا ويصلي على محمد وآل محمد ثم يدعو بهذا الدعاء «اللهم ازل عنه العلل والداء، وأعده الى الصحة والشفاء، وأمده بحسن الوقاية ورده إلى حسن العافية واجعل ما ناله من مرضه هذا مادة لحياته وكفارة لسيئاته بحق محمد وآل محمد».
ومن الكويت اود ان ابعث بقبلة ساخنة لكنها اخوية على الخد الورد اخونا العزيز ابوذر هذا الرجل الذي حسن ضيافته ضاق على كرم اخلاقه، فمشاغله والتزاماته الكثيرة لم تمنعه من رعايتنا طوال فترة وجودنا في لندن، اللهم بارك فيه فيما اعطيته من المال والولد واجعل ما قدمه من كرم الضيافة من الباقيات الصالحات في ميزان اعماله.
تاريخ النشر: السبت 28/4/2007
سألناه لماذا انت على عجلة من أمرك للعودة إلى الكويت؟ فأجاب: لقد اشتقت للكويت وللأحبة من الولد والأهل والإخوان، واشعر أني بدأت اشكل عبئا على زوجتي أم حسين وعلى ابنائي عمار وصادق فهم برفقتي ويعملون على رعايتي ولم يفارقوني منذ أكثر من أربعة اشهر.
المرض بحد ذاته يشكل معاناة للانسان العادي ولكن هذه المعاناة تزداد للإنسان المفعم بالنشاط والحيوية وذي الحركة الدائمة، يسعى في ذلك لأن يكون خادما مخلصا لدينة وابناً بارا لوطنه، ومن أجل هذا تجده ينتقل من موقع لآخر يبحث فيها عن مواطن الخير، فإن وجدها لا يهدأ له بل ولا تستكين له نفس حتى يكون له فيها نصيب، والانسان الذي يحب الناس وينفتح عليهم ولا يتوانى في قضاء حوائجهم وحل مشاكلهم فإنه من الطبيعي أن يشعر بالوحشة والاشتياق اليهم اذا حال بينه وبينهم عارض يحول دون لقياهم، ومثله في هذا كمثل الطير الذي اعتاد على الطيران في الفضاء الفسيح، وفجأة يجد نفسه مقيدا ومحجوزاً في مكان ضيق.
عمل طوال حياته خادما مخلصا لدينه فوثقت به المراجع الدينية والعلماء واهل الخير ففتح الله سبحانه على يده الكثير من المشاريع والمؤسسات الخيرية وسعى جاداً لأن يكون ابنا بارا لوطنه فكان له خير سفير وفعل ما عجز السفراء عن فعله، احب الناس فأحبوه وتقرب اليهم فلجأوا إليه في ملماتهم وشدائدهم، وانفتح عليهم فافضوا اليه مشاكلهم واسرارهم فكان هو البلسم لها، واذا لم يشد الرحال لشخصية مثل هذه عند مرضه فإلى من يشد الرحال إذن؟ في الاسبوع الماضي شددنا الرحال انا واخي العزيز سماحة الشيخ علي حسن إلى لندن خصيصا لزيارة العم كاظم عبدالحسين في إحدى المستشفيات هناك، وذلك عرفانا منا بالدور البارز والمميز الذي قام به في المجالات الدينية والوطنية والاجتماعية، وهذا اقل ما يمكن عمله لشخصية مثل هذه أول ما رآنا عند دخولنا عليه المستشفى أغرورقت عيناه بالدموع وذلك أولا فرحا بلقيانا بعد انقطاع دام أكثر من اربعة أشهر وثانيا حزنا وتحسرا على اموره العبادية التي يؤديها ولكنها ليست كما السابق فللضرورة احكام.
كنا في عرفات حج هذا العام عندما داهمته الملاريا الثانية ولكن هذه المرة صاحبها التهاب رئوي نقل على اثرها إلى الكويت قبل اتمام مناسك الحج وفي الكويت دخل في غيبوبة فنقل إلى فرنسا لمستشفى متخصص بهذه الأنواع من الأمراض والحمد لله، ان منّ عليه بالشفاء فيها، وهو حاليا يخضع للعلاج الطبيعي في لندن لإعادة تأهيل عضلاته التي اصابها الوهن نتيجة المرض الذي داهمه، والإرادة القوية التي يتمتع بها العم كاظم تدفعه إلى الاستعجال وتخطي تدرج العلاج الطبيعي والاطباء ينصحونه بعدم القيام بذلك لأنه سوف يكون له نتائج سلبية على صحته العامة.
واما الملاريا الأولى فقد داهمته في إحدى سفراته الى القارة السوداء في بداية الثمانينات وقد اخبره الطبيب في وقتها انها من أشد الانواع، وهي عادة ما تعود إلى المصاب بعد فترة من الزمن وهذا ما كان، وافريقيا هي إحدى المواقع التي بحث فيها عن مواطن الخير فوجد فيها الكثير على المستوى المعيشي والصحي والتعليمي والديني، فكان سببا في تأسيس العديد من المشاريع بتبرعات أهل الخير في الكويت جزاهم الله خيرا، وقد حرص ان يضع اسم الكويت على كل هذه المشاريع وفاءً لها. وهو دائم التردد عليها ومعه رفيق دربه الأخ الفاضل رضا غضنفر «بوفيصل» لمتابعة المشاريع التي تبرع بها أهل الخير من باب الأمانة التي وثق بها المتبرعون، واستمر على هذا الحال حتى وقت قريب مصرا عليه رغم اعتلال صحته وضعف قوته كان اخرها قبيل حج هذا العام وقد تعرض فيها للسطو والاعتداء عليه بالضرب.
ومن هذا المقال ادعو كل من يحب هذا الانسان ان يرفع يديه بالدعاء ويقرأ الآية الكريمة (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) ثم ينادي يا الله عشرا ويصلي على محمد وآل محمد ثم يدعو بهذا الدعاء «اللهم ازل عنه العلل والداء، وأعده الى الصحة والشفاء، وأمده بحسن الوقاية ورده إلى حسن العافية واجعل ما ناله من مرضه هذا مادة لحياته وكفارة لسيئاته بحق محمد وآل محمد».
ومن الكويت اود ان ابعث بقبلة ساخنة لكنها اخوية على الخد الورد اخونا العزيز ابوذر هذا الرجل الذي حسن ضيافته ضاق على كرم اخلاقه، فمشاغله والتزاماته الكثيرة لم تمنعه من رعايتنا طوال فترة وجودنا في لندن، اللهم بارك فيه فيما اعطيته من المال والولد واجعل ما قدمه من كرم الضيافة من الباقيات الصالحات في ميزان اعماله.
تاريخ النشر: السبت 28/4/2007