زهير
04-27-2007, 01:55 PM
http://www.alwatan.com.kw/Data/site1/News/Issues200704/lc19-042707.pc.jpg
أكد في لقاء مطول أن آل الصباح جسدوا كل العادات والصفات الحميدة.. أبوابهم مفتوحة ولم يفرقوا بين حاكم ومحكوم
مرجع بالغترة والعقال؟؟.. ولم لا؟! الشيخ علي صالح لـ الوطن: أنا كويتي أعتز بهويتي وغترتي ولم أرضخ لضغوط وأرتدي العمامة
لقاء أجراه عباس دشتي - الوطن
أشار سماحة الشيخ علي صالح امام جامع عبدالصمد معرفي الى ان الشعب الكويتي لا يريد بديلا عن آل الصباح الذين يتحلون بالعديد من الصفات والعادات والحسنات، مشيرا الى ان هذه الأسرة لم تفرق على مر تاريخها بين الحاكم والمحكوم، ولكنه القى اللوم على القيادة السياسية بأنها لم تساهم في تقريب وجهات النظر بين السنة والشيعة مع وجود بعض التفرقة.
وقال في لقاء مطول مع «الوطن» ان الكويت كانت متجانسة وكانت تشهد حالة من التعايش بين الكويتيين قاطبة، وما نراه الآن هو نتاج التوجهات الخارجية وتداعيات الثورة الاسلامية في ايران، مؤكدا بأن شيعة الكويت يتصفون بالاعتدال والوسطية والتآلف وكانوا يدا واحدة منذ تأسيس الكويت ومشاركتهم في الدفاع عنها.
ووجه سؤالا الى القيادة السياسية: «أين لجنة أصحاب الحسينيات التي شكلها وزير الداخلية الأسبق الشيخ احمد الحمود؟.. ومن المسؤول عن ايقافها؟ كما القى اللوم على الصحافة في تفعيل الطائفية وترسيخ صورة خاطئة بأن شيعة الكويت يتبعون ايران موضحا ان رجوع الشيعي الى ايران يكون من أجل تقليد ديني فقط، وأضاف ان وقوف شيعة الكويت مع ايران في حربها ضد العراق كان من أجل الحق، منوها الى ان دول المنطقة دفعت ثمن وقوفها مع صدام.
ونفى الشيخ علي صالح علمه بوجود لجنة أو تجمع لرجال الدين الشيعة الكويتيين، وفضل عدم اقحام رجال الدين أنفسهم في المجال السياسي، وأكد أن العمامة ليست من العلامات المميزة لرجل الدين، وأنه يحتفظ بهويته الكويتية، ولهذا السبب يرتدي الغترة والعقال رغم مكانته الدينية.
وقال ان الوقف الجعفري هو ضحك على الذقون وان انسحابه من رئاسة اللجنة التشريعية كان بسبب المحسوبية والمنسوبية وان العديد من الأعضاء بعيدون عن مجال الوقف، اضافة الى ان هناك 400 وقف خارج الادارة وعن نفسه قال في اللقاء انه لا يزال طالب علم ولكنه يسعى للمرجعية حيث يرى بوجوب وجود مرجعية كويتية وطالب بوجود لجان مشتركة بين السنة والشيعة من أجل الاستهلاك وان تكون الحوزات العلمية بعيدة عن التبعية للمراجع.
ونفى الشيخ نفيا قاطعا الاشاعات عن وجود مصحف شيعي مختلف يطلق عليه مصحف فاطمة متسائلا ان كان هناك مصحف فلماذا لا يخرج لسد هذه الأفواه، وقال ان سبب اتساع الهوة بين السنة والشيعة هو نتاج سياسات الدول، مشددا على ان عزة الشعوب بالإسلام وان حرب لبنان مخطط صهيوني.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
الشيعة والتجانس
المعروف ان دولة الكويت قامت على مبدأ التعايش السلمي بين كافة الفئات والطوائف، ولكن في الآونة الأخيرة برزت سخونة تفسد هذه الأجواء.. ترى ما سبب ذلك؟
- كانت الكويت في السابق ومنذ بداية اكتشاف النفط حتى أوائل السبعينات تجمعها الألفة تجسيدا لقول الله تعالى: «إنما المؤمنون أخوة» فكان ذلك الاخاء وحالة التعايش ما بين الكويتيين قاطبة سنة وشيعة وحتى المسيحيين منهم، ولم توجد أية فوارق فيما بينهم حيث كان هناك اندماج كامل بين الجميع، اضافة الى العدالة والمساواة، حتى جاءت التوجهات الخارجية من كل الأطراف، كذلك التداعيات الخارجية بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران، وأدى ذلك الى ردة فعل لدى بعض الأطراف، وتم ادخال شيعة الكويت في هذه المعمعة، وان كان المعروف لدى شيعة الكويت انهم يتصفون بالاعتدال والوسطية والتآلف والتجانس، كما ان الشيعة والسنة كانوا يدا واحدة منذ تأسيس الكويت ومشاركتهم في الدفاع عن الكويت في كافة الحروب والغزوات سواء بالجبهات الداخلية أو الخارجية، وكان الشيعة وما زالوا صمام أمان.
تقصير القيادة السياسية
ومن خلال هذه الأجواء هل استطاعت القيادة السياسية تقريب وجهات النظر بين السنة والشيعة للحد من تفاقم النعرة الطائفية؟
- في الواقع هناك نوع من التقصير حيث ان القيادة السياسية لم تساهم كما يجب في تقريب وجهات النظر عكس الدول الأوروبية وغيرها التي تسعى لتقريب المذاهب وكما هو في لجنة تقريب المذاهب في ايران، والمفروض على القيادة السياسية وضع خطوط حمراء على التطرف وعلى من يساهم في تفاقم النعرة الطائفية ولا يجوز التجاوز عنه، ومع وجود بعض الاختلاف في وجهات النظر أو الاجتهادات يمكن وضع الخطوط الصفراء واما الخط الأحمر فهذا يوجب الفتنة، وللأسف هناك أمور كثيرة حدثت في الآونة الأخيرة خاصة في الاعلام المرئي أو المقروء ولم يسمح بالرد على بعض الآراء مما يعطي انطباعا بأن المعيار غير موزون، وهذه إحدى المشاكل الأساسية في هذا الموضوع، حيث يجب عدم التفرقة بين افراد الشعب ايا كان المذهب أو الطائفة، فهؤلاء جميعا مواطنون.
حكامنا لا نريد بديلا عنهم
ولكن نرى ان القيادة السياسية المتمثلة في وزارة الداخلية تساهم في حفظ الأمن والأمان خلال شهري محرم وصفر وكذلك تؤدي واجبها في المراقبة والتنظيم والمساهمات المادية وغيرها من الحسينيات؟
- لا ننكر كل هذا، وهذا يعطي انطباعا جيدا ليس فقط من الداخل بل في خارج الكويت وأتذكر موقفا مع أحد كبار المراجع في مدينة قم المقدسة حيث سألني عن الوضع في الكويت وعلاقتنا مع الأسرة الحاكمة، فأشرت عليهم بأننا لا نريد بديلا عنهم لوجود العديد من الصفات والحسنات اضافة لما يقومون به من اجل الشعب، فمثلا أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد حذف لقب المعظم من السمو كما حذف صورته من العملة الورقية، وكان يقوم بزيارة الدواوين ويشارك الشعب بالأفراح والأحزان ولم تكن هناك حواجز بينه وبين المواطنين، وكذلك اليوم يقوم الأمير الحالي بتطبيق هذه العادات، ولا ننسى ان الأسرة ايضا تساهم في الحسينيات، ولكن نعلم ان المنبر له اجتهادات شخصية وما ينقل عن التاريخ هو ما هو مدون في كتب الاخوان السنة وهذا هو التاريخ على قول الشاعر من لم يع التاريخ في سره لم يعرف حلو العيش من مره ومن وعى اخبار ما قد مضى فقد أضاف اعمارا الى عمره فعندما يذكر بعض الاحداث في تصحيح المسيرة علينا جميعا تقبله، وليس هناك من هو معصوم ما عدا الأنبياء عليهم افضل الصلاة والسلام وفي عقيدة الشيعة الامامية الائمة عليهم السلام، واما الصحافة فإنهم ليسوا معصومين. وأني أؤكد بأننا لا نريد فتنة ولكن ما يتم نقله هو تاريخ.
أين لجنة أصحاب الحسينيات
المنبر الحسيني مركز إشعاع ومدرسة شاملة لكافة العلوم ولجميع الاطياف والجماعات ومع ذلك هناك سوء استخدام لهذا المنبر.. فمن يتحمل هذه المسؤولية؟
- هناك أسباب عدة أولها أصحاب الحسينيات وأنا أولهم، حيث يجب انتقاء الخطيب الجيد، كما على أصحاب الحسينيات ان ينوهوا للخطباء بعدم تعدي الخطوط الحمراء، مع اني أعلم جليا بأن هناك خطباء اساءوا لمكانة المنبر الحسيني لوجود العاطفة أو الجمهور وغيرها.. وهذه مسؤولية ملقاة علينا جميعا، ولكن جاءت القيادة السياسية بسحب هذه المسؤولية، حيث كانت هناك «لجنة أصحاب الحسينيات»، ولم يدخل خطيب الى الكويت الا عن طريق هذه اللجنة وذلك في عهد وزير الداخلية الأسبق الشيخ احمد الحمود، وكانت اللجنة تقوم بمتابعة الخطباء خلال شهري محرم وصفر وان وقعت اية سلبية لا يجدد له في السنة القادمة، وكان الشيخ أحمد الحمود لا يمنح اذن دخول لأي خطيب ما لم يحصل على موافقة اللجنة، وكان هذا الأمر صمام امان، لكننا نرى اليوم خطباء بعضهم يسيئون الى المنبر الحسيني، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا من الذي أوقف هذه اللجنة حتى الآن؟؟
مع العلم بأن اعضاء لجنة أصحاب الحسينيات كانوا من رجالات الكويت المعروفين.. وأهل مكة أدرى بشعابها، والسؤال الآخر.. من يتحمل هذا الهرج؟
ونحن ومن هذا المنبر الحر نناشد القيادة السياسية اعادة النظر في هذا القرار.
الصحف والطائفية
هل تعتقد ان لوسائل الاعلام المختلفة دورا في تفعيل الطائفية في الشارع الكويتي؟
- نعم، خاصة الصحف اليومية، وهنا أود الاشارة الى قول الشاعر:
كن عالما وارضى بصف النعال
ولا تكن صدرا بغير الكمال
فإن تصورت بلا آلة
لقد صيرت هذا الصدر بصف النعال
ما الوسيلة للحد من هذا التفعيل عن طريق وسائل الاعلام؟
- يجب الابتعاد عن كل ما يثير الطائفية، وعدم الاقتراب عن خط الطائفية واعتباره خطاً أحمر، وان كانت هناك هفوات يجب عدم اشعالها بالنار فقال الشاعر:
الا ان النار بالعودين تذكو
وان الحرب أولها كلام
والمعروف ان عقلاء القوم عليهم تهدئة الوضع، واحترام الشيعة فهناك الكثير من التفسيرات والتأويلات وغيرها في بعض القضايا الدينية، وللأسف ان لم ينشر الرد، لذا مطلوب اشعار الناس جميعا، بالسواسية والعدالة في مثل هذه القضايا.
خلافات في الرأي
شيعة الكويت يرجعون الى عدة مراجع في خارج الكويت، ونرى بأن هناك نزاعات وخلافات مما يؤدي الى تأجيج الصف الشيعي.. ما سبب ذلك؟
- للأسف نقول بأن هذا جهل، وليس هناك نزاعات ولكن هناك خلافات والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وكما قيل ان الشيعة يقولون بمسح القدم والسنة يقولون بغسل القدم ولم يبق لنا موطئ قدم، فالاجتهادات موجودة في المذاهب الاربعة وكذلك لدى مراجع الشيعة والاختلاف ثراء في الفكر ولكن الجهلاء في القوم يعتبرونه نزاعا، عكس العقلاء الذين يعتبرون ذلك ثراء في الفكر والفقه فهناك امثلة كثيرة مثل هناك من يعتبر الطلاق الثلاث في آن واحد تحرم الزوجة حتى تحلل ويأتي رأي اجتهادي يعتبر ذلك طلقة واحدة..
أليست رحمة.. إذاً الاختلاف رحمة، فكل صاحب رأي ومرجع له اجتهاده واستدلاله، كما هناك خلاف حول بلوغ البنت السن أم علامات البلوغ، كما أن أحد المراجع يقول بأن الأضحية تذبح في مكة والآخر يقول في البلد معتمدا على قاعدة الاتلاف، لذا يجب احترام المرجع، وعدم التدخل في تخصص الفقيه، حيث ان هذه الأمور يجب ان تدار بين الفقهاء، وأكرر مرة أخرى بأنه ليس نزاعا ولكنه اختلاف بالرأي، ولكن للأسف ان هذه الخلافات تطفو الى السطح حتى يتم تكفير البعض، ونرجع ونقول ما دام ربنا واحد وقبلتنا واحدة وكتابنا واحد ونبينا واحد، فلماذا الاختلاف.
تقليد ديني وسياسي
الهلال الشيعي، الولاء لايران لوجود المراجع هناك، هل ينطبق ذلك على بعض الشيعة في الكويت؟
- لا أعتقد الجميع، حيث ان تقليد المرجع هو تقليد ديني وليس سياسيا ولو كان تقليدا سياسيا وفقهيا لما تم اختيار اعضاء مجلس الأمة، لذا فان الأمور السياسية والقانونية تتماشى مع مواد الدستور ولكن البعض يعكسون المفاهيم ويتم تفسيرها بطريقة خاطئة، والدليل اننا لم نقف مع ايران خلال الحرب العراقية الايرانية ولكننا اتبعنا الحق، ويمكن الاستدلال على احدى الحقائق في عصر امير المؤمنين الامام علي عليه السلام عندما حضر اليه احد الأشخاص وقال بأن أم المؤمنين عائشة ومعها الزبير وطلحة وغيرهما وانت معك عمار ومالك وغيرهما، فمن هو مع الحق انت ام الآخرون فقال الامام عليه السلام «ان الحق والباطل لا يعرفان باقدار الرجال، اعرف الحق تعرف اهله» وعليه فإن مقياس الحق في أدلة معروفة، وهنا نقول بأن دول الخليج قاطبة عندما وقفت مع صدام حسين.. من الذي دفع الثمن، طبعا لله تعالى احكام كونية حيث قال في كتابه الكريم (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار»، ومن اعان ظالما سلطه الله عليه، وللعلم ان كانت ايران غزت الكويت كانت المقاومة ضد ايران، طبعا لا نرضى لكائن من كان ان يغزو هذه الأرض.
ولهذا فقد وقفنا مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد صدام حسين لأننا نعرفه جليا بتاريخه التسلطي على العراق.
وبودي القول بأن الهلال الشيعي والولاء لايران ما هو فعل لوبي صهيوني، وهذا ليس جديدا علينا حيث انهم يرمون علينا بيتهم اينما كانوا.
أين رجال الدين الكويتيون الشيعة
هناك العديد من رجال الدين وأئمة المساجد الكويتيين الشيعة، فهل هناك لجنة او تجمع لهم واجتماعات ومناقشة ما يدور في الساحة؟
- انا شخصيا لا أعلم بوجود لجنة او تجمع لرجال الدين، مع العلم بأننا ناشدنا الجميع لايجاد قاعدة وارضية للتجمع ومناقشة بعض القضايا مثل الاستهلال والعيدين وغيرها من الاعتداءات الصهيونية على الدول الاسلامية، وهنا نذكر بأن مواقف الشيعة معروفة في الحروب ضد الصهيونية كما أن المراجع العظام ساهموا بمثل هذه الحروب، كما أنهم أجازوا المساهمة من الحقوق الشرعية لهذا المصدر، وأقرب مثال الوقوف مع الأخوة في جنوب لبنان اثر الاعتداء الاسرائيلي عليهم.
ولقد سمعت في الآونة الأخيرة هيئة علماء الدين الكويتيين والذين اصدروا بيانات ضد تفجير قبري الامامين العسكريين عليهما السلام.
لا مصداقية للسياسة
مارأيكم بتصريحات بعض رجال الدين في المجال السياسي؟
ـ انا شخصيا ارى انه من الافضل عدم اقحام رجال الدين انفسهم في المجال السياسي مادام ارتضينا باعضاء مجلس الامة، حيث ان هناك مجالات تخصصية لرجال الدين في العلوم الدينية مثل الفقه والتشريع والافتاء.. وبودي ان اذكر رد الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة حول السياسة فكان رده في كلمتين «السياسة نجاسة» لان السياسة ليس لها مصداقية ومذهب ودين، لذا على رجل الدين ان ينأى بنفسه عن هذا المجال.
درس الاجتهاد
مازلت طالب علم مع انك وصلت الى مراحل عليا.. لكنك تصرحتى الآن على ارتداء الغترة والعقال دون العمامة.. في البداية اين وصلت في دراستك، وماسبب عدم ارتدائك العمامة؟
ـ انا حاليا في درس الخارج وهو الاجتهاد حيث قطعت شوطا كبيرا من هذه الدروس على يد فطاحل المراجع العظام في قم المقدسة من الدراسات الحوزوية بين فترة واخرى.
اما العمامة فليست من العلامات المميزة لرجل الدين وكما قال الشاعر:
لا يغرنك من المرء ثياب قد رقعه
او قميص فوق الساق قد رفعه
او سجادة على جبينه قد وضعه
او لحية طويلة قد صنعه
او دشداشة قصيرة قد قصره
اره الدرهم تعرف غيه من ورعه
ثانيا فإني احتفظ بهويتي الكويتية واعتز بهذه الهوية، مع ان هناك ضغوطا من قبل المراجع بارتداء العمامه، مع العلم بان هناك الكثير من الكويتيين لايتقبلون العمامة، كما ان الكثيرين من رواد المسجد اشاروا بانهم لا يصلون خلفي ان ارتديت العمامة، والسبب ان هناك من المعممين اساءوا لهذه العمامة والتي هي لباس الامام الصادق عليه السلام فيجب ان يكون مرتدي العمامة في قمة العدالة وقريبا من العصمة.
وللعلم فإني اول امام مسجد كويتي في الكويت عام 1980 بجامع عبد الصمد معرفي في سلوى وقد حوريت من بعض اصحاب العمائم حتى ان بعضهم صرح باحدى الصحف بان الكويتيين غير مؤهلين ان يكونوا أئمة مساجد وخطباء مع اني كنت الوحيد الذي أدعو الى تكويت المنبر الحسيني وأئمة الجماعة ومازلت ادعو ذلك، والحمد لله هناك مجموعة كبيرة من الخطباء وأئمة المساجد من الكويتيين الشيعة.
الاحتفاظ بهويتي
هل يعني ان العمامة ليست مفروضة على رجال الدين؟
ـ طبعا لا، وقد استطعت اقناع عدد من المراجع العظام بان العمامة ليست مفروضة على رجال الدين ولا اشكال في لبس الغترة والعقال من اجل الاحتفاظ بالهوية الكويتية.
ضحك على الذقون
لقد كنت رئيس اللجنة التشريعية للاوقاف الجعفرية .. ما سبب انسحابك بهدوء ودون ضجيج؟
اكرر مرة اخرى قول الشاعر
كن عالما وارض بصف النعال
ولا تكن صدرا بغير الكمال
وان تصدرت بلا آلة
لقد صيرت هذا الصدر صف النعال
وهنا بودي القول للملا بان اللجنة الاستشارية والتشريعية تكونت على المحسوبية والمنسوبية لا على الكفاءة، لذا رغبت الانسحاب وعدم تحمل المسؤولية، خاصة وان كثيرا من الاعضاء والموجودين في هاتين اللجنتين ليس تخصصهم في مجال الوقف، والمعروف ان هذه الهيئة بكافة لجانها يجب ان يكونوا على خلفية ولو قليلة حول الوقف وشيء من فقه الوقف مع انه لدي سبع وكالات من كبار المراجع حول الوقف ولقد حاولت الكثير مع العامة للاوقاف وكان الامين العام د. محمد عبد الغفار الشريف متفهما حول الموضوع وكان ايضا لدينا طموح اكبر ولكن لم يتسن لنا تحقيق ذلك لان ادارة الوقف الجعفري ما هي الا ضحك على الذقون، والا ماذا تفسر وجود 400 وقف خارج الادارة وعدم قبول اصحابها او القائمين عليها الانضمام للادارة والسبب وجود الخلاف في المذهب الجعفري ومطالبة تغيير بعض القوانين.
تبعيض المرجعية
هل انت صاحب اعلى مرتبة دينية علمية في الكويت حاليا؟
ـ انا لا ادعي ذلك حيث مازلت طالب علم ومازلت اتلقى العلوم الدينية بين فترة واخرى على يد مراجع عظام في مدينة قم المقدسة، اضافة الى وجود العديد من العلماء او ذوي المراتب الدينية في الكويت
كما اني لا اتبع أحداً معينا ولكنني تابع لمكتب السيد صادق الشيرازي، كما اني وكيل لعدد من المراجع وآخذ الفتاوى، ولدي رأي حول تبعيض المرجعية، وكما الاخوان السنه يأخذون من اي مذهب، ارى انه يجوز الاخذ من اي مرجع جامع للشرائط وهذا الرأي مطروح حاليا في الحوزات العلمية وذلك تجسيد للآية الشريفة «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، ولهذا عندما ارسل النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم معاذ بن جبل قائلا له «يسر ولا تعسر بشر ولا تنفر» كما قال عليه الصلاة والسلام «لقد اتيتكم بالشريعة السهلة السمحة»،
الاستهلال والمرجعية
اذا لماذا لا تأخذ من السيد صادق الشيرازي بعض الفتاوى مثل قضية الاستهلال؟
ـ نعم لا آخذ من سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي قضية الهلال، لانه قضية خارجية لا دخل لها بالمرجعية، ويعتمد على الشهود الثقات من اجل الاطمئان حول رؤية الهلال يعني ذلك يكفي «الوثوق الوثاقة» ولا استطيع تفسيق المؤمن، وهناك خلاف بين المراجع حول تحديد الافق، وهناك العديد من المراجع كالسيد الخوئي والسيد الروحاني ونوري الهمداني يقولون بانه ان رؤي الهلال في اي منطقة ولو اشتركت في جزء من الليل يثبت الهلال، وهذا من باب الوحدة،
فلا يعقل ان يكون في منزل واحد نصفهم يفطرون والآخرون يتمون على صيامهم، كما اننا نؤيد ان كان هناك اطمئنان في قول الفلكيين، لان الدين لا يعارض العلم.
لجان مشتركة من الفئتين
اذا ما هو السبيل في توحيد هذا اليوم مثل بداية شهر رمضان المبارك ثم العيد؟
ـ تكوين لجنة من الطائفتين السنة والشيعة، كما هو في لجنة او مجمع تقريب المذاهب في ايران، فتقوم لجنة مشتركة من السنة والشيعة والاجتماع في وزارة العدل وتستقبل الشهود العدول فان اطمأنوا اعلنوا العيد وكان الله غفورا رحيما ويكون العيد واحدا للكل.
واما بالنسبة للدول الاسلامية فهناك المؤتمر الاسلامي والذي عليه اصدار تشريعات حول ذلك.
حوزة الامام الصادق
هناك العديد من الحوزات العلمية في الكويت، عددها وكيفية تعزيزها ومدى الاعتراف بها؟
ـ من البديهي اني اؤيد الحوزات العلمية ولكن يشترط وجود اساتذة على مستوى من العلم والكفاءة، حيث ان الحوزات العلمية بحاجة الى علماء وفقهاء واساتذة اهل لاعطاء هذه الدروس، كما انها بحاجة الى امكانيات مادية لتوفير كافة متطلبات الدراسة العليا، وللدولة دور كبير في المساهمة بهذه الحوزات بحكم بان الشيعة مواطنون، وكما للدولة حق علينا كذلك نحن المواطنين لناحية على الدولة، ولكن هناك نقطة جلية وهي اننا لا نؤيد اية حوزة علمية تتبع مرجعا معينا، حيث يجب ان تكون الحوزة حوزة الامام الصادق عليه السلام.
الجميع في سفينة واحدة
الوحدة الوطنية احدى الضوابط الشرعية، ولكن هناك مجموعات ربما تكون من الطائفتين لا تطبق ذلك... ما رأيك فيهم؟
ـ يرجع ذلك الى خلل فيهم، والا نرى انه في الكتاب الكريم يقول الباري عز وجل:(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم) هذا بالنسبة لغير اهل الكتاب ام اهل الكتاب فيقول عز من قائل (قل تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم) فكيف ونحن امة لا إله الا الله وامة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فالمسلم اخو المسلم اذا اشتكى منه عضو تداعى لها سائر الاعضاء ونحن في سفينة واحدة، وباعتقادي ان اللحمة الوطنية كالسفينة الواحدة فان خرقت سنغرق فيها جميعا وان نجت السفينة نجينا جميعا دون التطرق الى طائفة دون اخرى.
أكد في لقاء مطول أن آل الصباح جسدوا كل العادات والصفات الحميدة.. أبوابهم مفتوحة ولم يفرقوا بين حاكم ومحكوم
مرجع بالغترة والعقال؟؟.. ولم لا؟! الشيخ علي صالح لـ الوطن: أنا كويتي أعتز بهويتي وغترتي ولم أرضخ لضغوط وأرتدي العمامة
لقاء أجراه عباس دشتي - الوطن
أشار سماحة الشيخ علي صالح امام جامع عبدالصمد معرفي الى ان الشعب الكويتي لا يريد بديلا عن آل الصباح الذين يتحلون بالعديد من الصفات والعادات والحسنات، مشيرا الى ان هذه الأسرة لم تفرق على مر تاريخها بين الحاكم والمحكوم، ولكنه القى اللوم على القيادة السياسية بأنها لم تساهم في تقريب وجهات النظر بين السنة والشيعة مع وجود بعض التفرقة.
وقال في لقاء مطول مع «الوطن» ان الكويت كانت متجانسة وكانت تشهد حالة من التعايش بين الكويتيين قاطبة، وما نراه الآن هو نتاج التوجهات الخارجية وتداعيات الثورة الاسلامية في ايران، مؤكدا بأن شيعة الكويت يتصفون بالاعتدال والوسطية والتآلف وكانوا يدا واحدة منذ تأسيس الكويت ومشاركتهم في الدفاع عنها.
ووجه سؤالا الى القيادة السياسية: «أين لجنة أصحاب الحسينيات التي شكلها وزير الداخلية الأسبق الشيخ احمد الحمود؟.. ومن المسؤول عن ايقافها؟ كما القى اللوم على الصحافة في تفعيل الطائفية وترسيخ صورة خاطئة بأن شيعة الكويت يتبعون ايران موضحا ان رجوع الشيعي الى ايران يكون من أجل تقليد ديني فقط، وأضاف ان وقوف شيعة الكويت مع ايران في حربها ضد العراق كان من أجل الحق، منوها الى ان دول المنطقة دفعت ثمن وقوفها مع صدام.
ونفى الشيخ علي صالح علمه بوجود لجنة أو تجمع لرجال الدين الشيعة الكويتيين، وفضل عدم اقحام رجال الدين أنفسهم في المجال السياسي، وأكد أن العمامة ليست من العلامات المميزة لرجل الدين، وأنه يحتفظ بهويته الكويتية، ولهذا السبب يرتدي الغترة والعقال رغم مكانته الدينية.
وقال ان الوقف الجعفري هو ضحك على الذقون وان انسحابه من رئاسة اللجنة التشريعية كان بسبب المحسوبية والمنسوبية وان العديد من الأعضاء بعيدون عن مجال الوقف، اضافة الى ان هناك 400 وقف خارج الادارة وعن نفسه قال في اللقاء انه لا يزال طالب علم ولكنه يسعى للمرجعية حيث يرى بوجوب وجود مرجعية كويتية وطالب بوجود لجان مشتركة بين السنة والشيعة من أجل الاستهلاك وان تكون الحوزات العلمية بعيدة عن التبعية للمراجع.
ونفى الشيخ نفيا قاطعا الاشاعات عن وجود مصحف شيعي مختلف يطلق عليه مصحف فاطمة متسائلا ان كان هناك مصحف فلماذا لا يخرج لسد هذه الأفواه، وقال ان سبب اتساع الهوة بين السنة والشيعة هو نتاج سياسات الدول، مشددا على ان عزة الشعوب بالإسلام وان حرب لبنان مخطط صهيوني.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
الشيعة والتجانس
المعروف ان دولة الكويت قامت على مبدأ التعايش السلمي بين كافة الفئات والطوائف، ولكن في الآونة الأخيرة برزت سخونة تفسد هذه الأجواء.. ترى ما سبب ذلك؟
- كانت الكويت في السابق ومنذ بداية اكتشاف النفط حتى أوائل السبعينات تجمعها الألفة تجسيدا لقول الله تعالى: «إنما المؤمنون أخوة» فكان ذلك الاخاء وحالة التعايش ما بين الكويتيين قاطبة سنة وشيعة وحتى المسيحيين منهم، ولم توجد أية فوارق فيما بينهم حيث كان هناك اندماج كامل بين الجميع، اضافة الى العدالة والمساواة، حتى جاءت التوجهات الخارجية من كل الأطراف، كذلك التداعيات الخارجية بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران، وأدى ذلك الى ردة فعل لدى بعض الأطراف، وتم ادخال شيعة الكويت في هذه المعمعة، وان كان المعروف لدى شيعة الكويت انهم يتصفون بالاعتدال والوسطية والتآلف والتجانس، كما ان الشيعة والسنة كانوا يدا واحدة منذ تأسيس الكويت ومشاركتهم في الدفاع عن الكويت في كافة الحروب والغزوات سواء بالجبهات الداخلية أو الخارجية، وكان الشيعة وما زالوا صمام أمان.
تقصير القيادة السياسية
ومن خلال هذه الأجواء هل استطاعت القيادة السياسية تقريب وجهات النظر بين السنة والشيعة للحد من تفاقم النعرة الطائفية؟
- في الواقع هناك نوع من التقصير حيث ان القيادة السياسية لم تساهم كما يجب في تقريب وجهات النظر عكس الدول الأوروبية وغيرها التي تسعى لتقريب المذاهب وكما هو في لجنة تقريب المذاهب في ايران، والمفروض على القيادة السياسية وضع خطوط حمراء على التطرف وعلى من يساهم في تفاقم النعرة الطائفية ولا يجوز التجاوز عنه، ومع وجود بعض الاختلاف في وجهات النظر أو الاجتهادات يمكن وضع الخطوط الصفراء واما الخط الأحمر فهذا يوجب الفتنة، وللأسف هناك أمور كثيرة حدثت في الآونة الأخيرة خاصة في الاعلام المرئي أو المقروء ولم يسمح بالرد على بعض الآراء مما يعطي انطباعا بأن المعيار غير موزون، وهذه إحدى المشاكل الأساسية في هذا الموضوع، حيث يجب عدم التفرقة بين افراد الشعب ايا كان المذهب أو الطائفة، فهؤلاء جميعا مواطنون.
حكامنا لا نريد بديلا عنهم
ولكن نرى ان القيادة السياسية المتمثلة في وزارة الداخلية تساهم في حفظ الأمن والأمان خلال شهري محرم وصفر وكذلك تؤدي واجبها في المراقبة والتنظيم والمساهمات المادية وغيرها من الحسينيات؟
- لا ننكر كل هذا، وهذا يعطي انطباعا جيدا ليس فقط من الداخل بل في خارج الكويت وأتذكر موقفا مع أحد كبار المراجع في مدينة قم المقدسة حيث سألني عن الوضع في الكويت وعلاقتنا مع الأسرة الحاكمة، فأشرت عليهم بأننا لا نريد بديلا عنهم لوجود العديد من الصفات والحسنات اضافة لما يقومون به من اجل الشعب، فمثلا أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد حذف لقب المعظم من السمو كما حذف صورته من العملة الورقية، وكان يقوم بزيارة الدواوين ويشارك الشعب بالأفراح والأحزان ولم تكن هناك حواجز بينه وبين المواطنين، وكذلك اليوم يقوم الأمير الحالي بتطبيق هذه العادات، ولا ننسى ان الأسرة ايضا تساهم في الحسينيات، ولكن نعلم ان المنبر له اجتهادات شخصية وما ينقل عن التاريخ هو ما هو مدون في كتب الاخوان السنة وهذا هو التاريخ على قول الشاعر من لم يع التاريخ في سره لم يعرف حلو العيش من مره ومن وعى اخبار ما قد مضى فقد أضاف اعمارا الى عمره فعندما يذكر بعض الاحداث في تصحيح المسيرة علينا جميعا تقبله، وليس هناك من هو معصوم ما عدا الأنبياء عليهم افضل الصلاة والسلام وفي عقيدة الشيعة الامامية الائمة عليهم السلام، واما الصحافة فإنهم ليسوا معصومين. وأني أؤكد بأننا لا نريد فتنة ولكن ما يتم نقله هو تاريخ.
أين لجنة أصحاب الحسينيات
المنبر الحسيني مركز إشعاع ومدرسة شاملة لكافة العلوم ولجميع الاطياف والجماعات ومع ذلك هناك سوء استخدام لهذا المنبر.. فمن يتحمل هذه المسؤولية؟
- هناك أسباب عدة أولها أصحاب الحسينيات وأنا أولهم، حيث يجب انتقاء الخطيب الجيد، كما على أصحاب الحسينيات ان ينوهوا للخطباء بعدم تعدي الخطوط الحمراء، مع اني أعلم جليا بأن هناك خطباء اساءوا لمكانة المنبر الحسيني لوجود العاطفة أو الجمهور وغيرها.. وهذه مسؤولية ملقاة علينا جميعا، ولكن جاءت القيادة السياسية بسحب هذه المسؤولية، حيث كانت هناك «لجنة أصحاب الحسينيات»، ولم يدخل خطيب الى الكويت الا عن طريق هذه اللجنة وذلك في عهد وزير الداخلية الأسبق الشيخ احمد الحمود، وكانت اللجنة تقوم بمتابعة الخطباء خلال شهري محرم وصفر وان وقعت اية سلبية لا يجدد له في السنة القادمة، وكان الشيخ أحمد الحمود لا يمنح اذن دخول لأي خطيب ما لم يحصل على موافقة اللجنة، وكان هذا الأمر صمام امان، لكننا نرى اليوم خطباء بعضهم يسيئون الى المنبر الحسيني، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا من الذي أوقف هذه اللجنة حتى الآن؟؟
مع العلم بأن اعضاء لجنة أصحاب الحسينيات كانوا من رجالات الكويت المعروفين.. وأهل مكة أدرى بشعابها، والسؤال الآخر.. من يتحمل هذا الهرج؟
ونحن ومن هذا المنبر الحر نناشد القيادة السياسية اعادة النظر في هذا القرار.
الصحف والطائفية
هل تعتقد ان لوسائل الاعلام المختلفة دورا في تفعيل الطائفية في الشارع الكويتي؟
- نعم، خاصة الصحف اليومية، وهنا أود الاشارة الى قول الشاعر:
كن عالما وارضى بصف النعال
ولا تكن صدرا بغير الكمال
فإن تصورت بلا آلة
لقد صيرت هذا الصدر بصف النعال
ما الوسيلة للحد من هذا التفعيل عن طريق وسائل الاعلام؟
- يجب الابتعاد عن كل ما يثير الطائفية، وعدم الاقتراب عن خط الطائفية واعتباره خطاً أحمر، وان كانت هناك هفوات يجب عدم اشعالها بالنار فقال الشاعر:
الا ان النار بالعودين تذكو
وان الحرب أولها كلام
والمعروف ان عقلاء القوم عليهم تهدئة الوضع، واحترام الشيعة فهناك الكثير من التفسيرات والتأويلات وغيرها في بعض القضايا الدينية، وللأسف ان لم ينشر الرد، لذا مطلوب اشعار الناس جميعا، بالسواسية والعدالة في مثل هذه القضايا.
خلافات في الرأي
شيعة الكويت يرجعون الى عدة مراجع في خارج الكويت، ونرى بأن هناك نزاعات وخلافات مما يؤدي الى تأجيج الصف الشيعي.. ما سبب ذلك؟
- للأسف نقول بأن هذا جهل، وليس هناك نزاعات ولكن هناك خلافات والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وكما قيل ان الشيعة يقولون بمسح القدم والسنة يقولون بغسل القدم ولم يبق لنا موطئ قدم، فالاجتهادات موجودة في المذاهب الاربعة وكذلك لدى مراجع الشيعة والاختلاف ثراء في الفكر ولكن الجهلاء في القوم يعتبرونه نزاعا، عكس العقلاء الذين يعتبرون ذلك ثراء في الفكر والفقه فهناك امثلة كثيرة مثل هناك من يعتبر الطلاق الثلاث في آن واحد تحرم الزوجة حتى تحلل ويأتي رأي اجتهادي يعتبر ذلك طلقة واحدة..
أليست رحمة.. إذاً الاختلاف رحمة، فكل صاحب رأي ومرجع له اجتهاده واستدلاله، كما هناك خلاف حول بلوغ البنت السن أم علامات البلوغ، كما أن أحد المراجع يقول بأن الأضحية تذبح في مكة والآخر يقول في البلد معتمدا على قاعدة الاتلاف، لذا يجب احترام المرجع، وعدم التدخل في تخصص الفقيه، حيث ان هذه الأمور يجب ان تدار بين الفقهاء، وأكرر مرة أخرى بأنه ليس نزاعا ولكنه اختلاف بالرأي، ولكن للأسف ان هذه الخلافات تطفو الى السطح حتى يتم تكفير البعض، ونرجع ونقول ما دام ربنا واحد وقبلتنا واحدة وكتابنا واحد ونبينا واحد، فلماذا الاختلاف.
تقليد ديني وسياسي
الهلال الشيعي، الولاء لايران لوجود المراجع هناك، هل ينطبق ذلك على بعض الشيعة في الكويت؟
- لا أعتقد الجميع، حيث ان تقليد المرجع هو تقليد ديني وليس سياسيا ولو كان تقليدا سياسيا وفقهيا لما تم اختيار اعضاء مجلس الأمة، لذا فان الأمور السياسية والقانونية تتماشى مع مواد الدستور ولكن البعض يعكسون المفاهيم ويتم تفسيرها بطريقة خاطئة، والدليل اننا لم نقف مع ايران خلال الحرب العراقية الايرانية ولكننا اتبعنا الحق، ويمكن الاستدلال على احدى الحقائق في عصر امير المؤمنين الامام علي عليه السلام عندما حضر اليه احد الأشخاص وقال بأن أم المؤمنين عائشة ومعها الزبير وطلحة وغيرهما وانت معك عمار ومالك وغيرهما، فمن هو مع الحق انت ام الآخرون فقال الامام عليه السلام «ان الحق والباطل لا يعرفان باقدار الرجال، اعرف الحق تعرف اهله» وعليه فإن مقياس الحق في أدلة معروفة، وهنا نقول بأن دول الخليج قاطبة عندما وقفت مع صدام حسين.. من الذي دفع الثمن، طبعا لله تعالى احكام كونية حيث قال في كتابه الكريم (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار»، ومن اعان ظالما سلطه الله عليه، وللعلم ان كانت ايران غزت الكويت كانت المقاومة ضد ايران، طبعا لا نرضى لكائن من كان ان يغزو هذه الأرض.
ولهذا فقد وقفنا مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد صدام حسين لأننا نعرفه جليا بتاريخه التسلطي على العراق.
وبودي القول بأن الهلال الشيعي والولاء لايران ما هو فعل لوبي صهيوني، وهذا ليس جديدا علينا حيث انهم يرمون علينا بيتهم اينما كانوا.
أين رجال الدين الكويتيون الشيعة
هناك العديد من رجال الدين وأئمة المساجد الكويتيين الشيعة، فهل هناك لجنة او تجمع لهم واجتماعات ومناقشة ما يدور في الساحة؟
- انا شخصيا لا أعلم بوجود لجنة او تجمع لرجال الدين، مع العلم بأننا ناشدنا الجميع لايجاد قاعدة وارضية للتجمع ومناقشة بعض القضايا مثل الاستهلال والعيدين وغيرها من الاعتداءات الصهيونية على الدول الاسلامية، وهنا نذكر بأن مواقف الشيعة معروفة في الحروب ضد الصهيونية كما أن المراجع العظام ساهموا بمثل هذه الحروب، كما أنهم أجازوا المساهمة من الحقوق الشرعية لهذا المصدر، وأقرب مثال الوقوف مع الأخوة في جنوب لبنان اثر الاعتداء الاسرائيلي عليهم.
ولقد سمعت في الآونة الأخيرة هيئة علماء الدين الكويتيين والذين اصدروا بيانات ضد تفجير قبري الامامين العسكريين عليهما السلام.
لا مصداقية للسياسة
مارأيكم بتصريحات بعض رجال الدين في المجال السياسي؟
ـ انا شخصيا ارى انه من الافضل عدم اقحام رجال الدين انفسهم في المجال السياسي مادام ارتضينا باعضاء مجلس الامة، حيث ان هناك مجالات تخصصية لرجال الدين في العلوم الدينية مثل الفقه والتشريع والافتاء.. وبودي ان اذكر رد الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة حول السياسة فكان رده في كلمتين «السياسة نجاسة» لان السياسة ليس لها مصداقية ومذهب ودين، لذا على رجل الدين ان ينأى بنفسه عن هذا المجال.
درس الاجتهاد
مازلت طالب علم مع انك وصلت الى مراحل عليا.. لكنك تصرحتى الآن على ارتداء الغترة والعقال دون العمامة.. في البداية اين وصلت في دراستك، وماسبب عدم ارتدائك العمامة؟
ـ انا حاليا في درس الخارج وهو الاجتهاد حيث قطعت شوطا كبيرا من هذه الدروس على يد فطاحل المراجع العظام في قم المقدسة من الدراسات الحوزوية بين فترة واخرى.
اما العمامة فليست من العلامات المميزة لرجل الدين وكما قال الشاعر:
لا يغرنك من المرء ثياب قد رقعه
او قميص فوق الساق قد رفعه
او سجادة على جبينه قد وضعه
او لحية طويلة قد صنعه
او دشداشة قصيرة قد قصره
اره الدرهم تعرف غيه من ورعه
ثانيا فإني احتفظ بهويتي الكويتية واعتز بهذه الهوية، مع ان هناك ضغوطا من قبل المراجع بارتداء العمامه، مع العلم بان هناك الكثير من الكويتيين لايتقبلون العمامة، كما ان الكثيرين من رواد المسجد اشاروا بانهم لا يصلون خلفي ان ارتديت العمامة، والسبب ان هناك من المعممين اساءوا لهذه العمامة والتي هي لباس الامام الصادق عليه السلام فيجب ان يكون مرتدي العمامة في قمة العدالة وقريبا من العصمة.
وللعلم فإني اول امام مسجد كويتي في الكويت عام 1980 بجامع عبد الصمد معرفي في سلوى وقد حوريت من بعض اصحاب العمائم حتى ان بعضهم صرح باحدى الصحف بان الكويتيين غير مؤهلين ان يكونوا أئمة مساجد وخطباء مع اني كنت الوحيد الذي أدعو الى تكويت المنبر الحسيني وأئمة الجماعة ومازلت ادعو ذلك، والحمد لله هناك مجموعة كبيرة من الخطباء وأئمة المساجد من الكويتيين الشيعة.
الاحتفاظ بهويتي
هل يعني ان العمامة ليست مفروضة على رجال الدين؟
ـ طبعا لا، وقد استطعت اقناع عدد من المراجع العظام بان العمامة ليست مفروضة على رجال الدين ولا اشكال في لبس الغترة والعقال من اجل الاحتفاظ بالهوية الكويتية.
ضحك على الذقون
لقد كنت رئيس اللجنة التشريعية للاوقاف الجعفرية .. ما سبب انسحابك بهدوء ودون ضجيج؟
اكرر مرة اخرى قول الشاعر
كن عالما وارض بصف النعال
ولا تكن صدرا بغير الكمال
وان تصدرت بلا آلة
لقد صيرت هذا الصدر صف النعال
وهنا بودي القول للملا بان اللجنة الاستشارية والتشريعية تكونت على المحسوبية والمنسوبية لا على الكفاءة، لذا رغبت الانسحاب وعدم تحمل المسؤولية، خاصة وان كثيرا من الاعضاء والموجودين في هاتين اللجنتين ليس تخصصهم في مجال الوقف، والمعروف ان هذه الهيئة بكافة لجانها يجب ان يكونوا على خلفية ولو قليلة حول الوقف وشيء من فقه الوقف مع انه لدي سبع وكالات من كبار المراجع حول الوقف ولقد حاولت الكثير مع العامة للاوقاف وكان الامين العام د. محمد عبد الغفار الشريف متفهما حول الموضوع وكان ايضا لدينا طموح اكبر ولكن لم يتسن لنا تحقيق ذلك لان ادارة الوقف الجعفري ما هي الا ضحك على الذقون، والا ماذا تفسر وجود 400 وقف خارج الادارة وعدم قبول اصحابها او القائمين عليها الانضمام للادارة والسبب وجود الخلاف في المذهب الجعفري ومطالبة تغيير بعض القوانين.
تبعيض المرجعية
هل انت صاحب اعلى مرتبة دينية علمية في الكويت حاليا؟
ـ انا لا ادعي ذلك حيث مازلت طالب علم ومازلت اتلقى العلوم الدينية بين فترة واخرى على يد مراجع عظام في مدينة قم المقدسة، اضافة الى وجود العديد من العلماء او ذوي المراتب الدينية في الكويت
كما اني لا اتبع أحداً معينا ولكنني تابع لمكتب السيد صادق الشيرازي، كما اني وكيل لعدد من المراجع وآخذ الفتاوى، ولدي رأي حول تبعيض المرجعية، وكما الاخوان السنه يأخذون من اي مذهب، ارى انه يجوز الاخذ من اي مرجع جامع للشرائط وهذا الرأي مطروح حاليا في الحوزات العلمية وذلك تجسيد للآية الشريفة «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، ولهذا عندما ارسل النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم معاذ بن جبل قائلا له «يسر ولا تعسر بشر ولا تنفر» كما قال عليه الصلاة والسلام «لقد اتيتكم بالشريعة السهلة السمحة»،
الاستهلال والمرجعية
اذا لماذا لا تأخذ من السيد صادق الشيرازي بعض الفتاوى مثل قضية الاستهلال؟
ـ نعم لا آخذ من سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي قضية الهلال، لانه قضية خارجية لا دخل لها بالمرجعية، ويعتمد على الشهود الثقات من اجل الاطمئان حول رؤية الهلال يعني ذلك يكفي «الوثوق الوثاقة» ولا استطيع تفسيق المؤمن، وهناك خلاف بين المراجع حول تحديد الافق، وهناك العديد من المراجع كالسيد الخوئي والسيد الروحاني ونوري الهمداني يقولون بانه ان رؤي الهلال في اي منطقة ولو اشتركت في جزء من الليل يثبت الهلال، وهذا من باب الوحدة،
فلا يعقل ان يكون في منزل واحد نصفهم يفطرون والآخرون يتمون على صيامهم، كما اننا نؤيد ان كان هناك اطمئنان في قول الفلكيين، لان الدين لا يعارض العلم.
لجان مشتركة من الفئتين
اذا ما هو السبيل في توحيد هذا اليوم مثل بداية شهر رمضان المبارك ثم العيد؟
ـ تكوين لجنة من الطائفتين السنة والشيعة، كما هو في لجنة او مجمع تقريب المذاهب في ايران، فتقوم لجنة مشتركة من السنة والشيعة والاجتماع في وزارة العدل وتستقبل الشهود العدول فان اطمأنوا اعلنوا العيد وكان الله غفورا رحيما ويكون العيد واحدا للكل.
واما بالنسبة للدول الاسلامية فهناك المؤتمر الاسلامي والذي عليه اصدار تشريعات حول ذلك.
حوزة الامام الصادق
هناك العديد من الحوزات العلمية في الكويت، عددها وكيفية تعزيزها ومدى الاعتراف بها؟
ـ من البديهي اني اؤيد الحوزات العلمية ولكن يشترط وجود اساتذة على مستوى من العلم والكفاءة، حيث ان الحوزات العلمية بحاجة الى علماء وفقهاء واساتذة اهل لاعطاء هذه الدروس، كما انها بحاجة الى امكانيات مادية لتوفير كافة متطلبات الدراسة العليا، وللدولة دور كبير في المساهمة بهذه الحوزات بحكم بان الشيعة مواطنون، وكما للدولة حق علينا كذلك نحن المواطنين لناحية على الدولة، ولكن هناك نقطة جلية وهي اننا لا نؤيد اية حوزة علمية تتبع مرجعا معينا، حيث يجب ان تكون الحوزة حوزة الامام الصادق عليه السلام.
الجميع في سفينة واحدة
الوحدة الوطنية احدى الضوابط الشرعية، ولكن هناك مجموعات ربما تكون من الطائفتين لا تطبق ذلك... ما رأيك فيهم؟
ـ يرجع ذلك الى خلل فيهم، والا نرى انه في الكتاب الكريم يقول الباري عز وجل:(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم) هذا بالنسبة لغير اهل الكتاب ام اهل الكتاب فيقول عز من قائل (قل تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم) فكيف ونحن امة لا إله الا الله وامة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فالمسلم اخو المسلم اذا اشتكى منه عضو تداعى لها سائر الاعضاء ونحن في سفينة واحدة، وباعتقادي ان اللحمة الوطنية كالسفينة الواحدة فان خرقت سنغرق فيها جميعا وان نجت السفينة نجينا جميعا دون التطرق الى طائفة دون اخرى.